(M_40)
23-12-2011, 11:14
قبل أن تبدأ بالقراءة عزيزي إعلم أخي الكريم
أني كتبت هذا الموضوع عن طيب قلب وخاطر
وماكتبته إلا والله عن دافع الغيره على حال أمتنا وأيضآ خوفآ
مما قد يحصل في المستقبل القريب
فنحن في آخر الزمان
ولم يبقى من علامات قيام الساعه إلا الكبرى
فيجب على الجميع عمل قدر مايمكنه لدينه و لأمته ولو بالكلمه
محتسبآ الأجر عند الله .....
...( إن الحرب الكبرى والأخيرة مع اليهود قد قربت )...
فعندما تقرأ موضوعي أريد منك استشعار مااقصده وأريد منك
توظيف عاطفتك وعقلك معآ في الموضوع
...(فأنا أبيّن لكل فرد من أمة لا إله إلا الله محمد رسول الله)...
يجب أن تقرأ الموضوع كاملآ فهو (لأنه ماينفع الا إذا قريته كله)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين وأصلّي واسلّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد :
غالب الدول الإسلامية تعاني من وباء إختلاط الرجال والنساء في أماكن الأعمال بصورة خاصة
وفي الحياة بصورة عامه ,, إلا أنها تتفاوت في حجم المشكلة من مجتمع إلى آخر
غير أن المجتمع السعودي بصوةٍ خاصة لا زال (والحمد لله) أكثر المجتمعات الإسلامية محافظةً وإلتزاماً
في قضية فصل الرجال عن النساء في الأماكن العامه , عداك عن البيوت , لذلك بدأت الدعوات التي ينادي
بها العلمانيون في المجتمع السعودي تأخذ شكلآ قوياً ولكنه بطريقة غير مباشرة
كالتدرج في الطلب على قاعدة ( خذ وطالب ) , مثل الدعوة إلى توظيف المرأة , وفتح جميع مجاملات
العمل لها أسوةً بالرجال ويردّون على معارضيهم الذين يرون أن هذا الإختلاط في الحياة العامه
وفي أماكن العمل محرم في الشرع أولآ , وفي طبيعة المجتمع ثانيآ
وله عواقب وخيمة على المجتمع يردّون بجملة مبررات سأناقش اثنين منها فقط , ليس ذلك لوجاهتها
بل لأن كثيرآ من الناس قد صدّقها وهذان المبرران هما :
.. مسألة الوقت و مسألة الثقة ..
مبرر مسألة الوقت :
وهذه حجة يرددونها أول الأمر لتبرير الإختلاط بل ويزعمون أن الاستعفاف والستر والفصل بين الجنسين
هو سبب الفتنة لأن الممنوع مرغوب , ويزعمون أن الوقت كفيل باعتياد الناس على رؤية المرأة
بدون الحجاب وعلى مخالطتها للرجال .
ومن تلك الحجج التي يسوقونها إن الناس في البداية سيقعون في تجاوزات وأخطاء وسلبيات تجاه المرأة
التي ستخلع حجابها أو ستخالط الرجال لأنهم لم يعتادوا رؤية المرأة في هذه الحالة ولكن
(مع مرور الوقت سيكون الوضع مألوفآ) وسيعتاد الناس رؤية المرأة بكثرة وبعد
ذلك سيتطور المجتمع بالتدريج قليلآ قليلآ .
وهذه الحجة مردودةٌ بأمور منها :
- لا يرضى عاقلٌ أن يقدّم عِرضَهُ قربانآ من أجل أن يتطور المجتمع فيجترئ عليهن
من يتدرب على ذلك التطور ولا يرضى عاقل أن يجازف بعرضه وأهل بيته كـ(عربونآ لهدفٍ تخميني)
أو لحالات شاذة ترسخ القاعدة وليست تنفيها .
- مسألة الإختلاط ليست جديدة على التاريخ وليست فريدة في الواقع المعاصر , فخروج المرأة
واحتكاكها بالرجال ومخالطتهم قد ثبتت أضراره وأمراضه بمرور الوقت فالغرب أخرج المرأة
بصورة ديمقراطية متحررة لم يسبق لها مثيل , ومع ذلك أصبح الغرب يعاني من كثرة حالات الإغتصاب
والإعتداء الجنسي على النساء مما زاد أرباح الشركات التي اخترعت
( عصيِّآ كهربائية) أو (بخاخات المواد المخدرة) التي لا تكاد تخلو منها حقيبة المرأة هناك
أثناء تنقلاتها اليومية خشية الاعتداء عليها ومحاولة النيل منها جسديآ فأصبحت البخاخات
والعصي (مكمّلة لعلبة أدوات التجميل) التي تستعملها المرأة من أجل الدفاع عن نفسها , ومن
المناسب ذكره أن هذه الحالة انتقلت إلى البلاد الإسلامية التي انجرفت خلف دعاوي الاختلاط
فمع انتقال الاختلاط انتقلت الاعتداءات وانتقلت مخاوف المرأة على نفسها من التحرشات
الجنسية والاغتصاب فإن لغة الجنس لا تعترف بالحدود الإقليمية..
كلينتون ومونيكا :
حينما يساق التبرير لمسألة الوقت , ربما تنطلي أكذوبة (الاختلاط البريء) على البعيدين
عن واقع العالم الغربي , ولكن الأكيد أن العالم بأسره تناقل في إعلامه واهتمامه
(قضية الرئيس الأمريكي كلينتون ومونيكا لوينسكي )
تلك الحادثة ؛ التي أوضحت أن أسباب المشكلة الجنسية تتلخص في
-إختلاط مونيكا بالرئيس الأمريكي كلينتون –
ذلك الرجل الذي تتوفر فيه صفاتٌ تنسف (حجج المطالبين) بالتحرير .
من تلك الصفات في الرئيس الأمريكي :
● أنه تربّى في مجتمع تحررت فيه المرأة , وتكشفت فيه منذ نعومة أظافره , يراها بلا حجاب
أو ستر كافٍ ويخالطها منذ طفولته , فالقول بأن الوقت كفيلٌ باعتياد الناس
على رؤية المرأة قولٌ يحطمه الرئيس (كلينتون) بممارسة الزنا مع (مونيكا) مرات عديدة
في مقر العمل .
● لم يكن الرئيس الأمريكي (كلينتون) مراهقآ طائشآ عابثآ
بل عمره تجاوز سن النضج .
● منصبه الحكومي لا يغفر له مثل هذه الزلات في مقرّ وظيفته .
● الرئيس الأمريكي (غير أعزب) بل هو متزوج بإمرأة تحوي جميع المؤهلات فمنصب
الرئيس يجعل زوجته تراعي أمور الجمال والكمال اللائق بزوجة رئيس أكبر دولة
في عصره حيث إن عدسات الكاميرا ونشوة الإعلام تسلب تفكير زوجته وتجعلها
تبالغ في إبداء الجمال وإظهار المحاسن والإفراط في الزينة التي تملأ عين زوجها
فتجعله لا يطمح لغيرها , وهذا طبع الأنثى .
● مارس (الرئيس كلينتون) الجريمة مرات عديدة مع المرأة نفسها , والسؤال الجوهري هنا :
هل هذه هي المرأة الوحيدة التي وقع معها في الجريمة , أم أن هذه هي (القصة الوحيدة)
التي تبعتها (الفضيحة) وانكشفت أوراقها (برياح الصحافة الصفراء)
أو مايسمى (بصحافة الفضائح) ؟!.
ودفن غيرها الكثير من قصص الرئيس الجنسية تحت (ركام التراضي بين الطرفين)؟!.
لم يتضجّر الشعب الأمريكي أو يبدي استياءه من تلك الحادثه , فالأمر عندهم في (منتهى الاعتياد)
وهذا فيه دلالةٌ على انتشار هذه الظاهرة في مجتمعهم فمن فلسفتهم في الحياة
أنهم لا يعارضون هذه الفاحشة مادام الرضى متبادلآ بين الطرفين بل وليست ظاهرةً
قبيحةً تخسف بمكانة الرئيس في مجتمعهم بدليل انتخابهم للرئيس كلينتون
(لفترة رئاسيه ثانيه) بعد تلك الحادثة .
ولكن دين الله تعالى , وأخلاقنا العربيه على العكس من دينهم المحرّف الباطل ومجتمعهم المنحرف
فالاستياء من المسلمين كان واضحآ في أحاديثهم ومجلاتهم وإعلامهم عن تلك الحادثة ,,
فهل الذين يطالبون بالتحرر من بني جلدتنا هم مثل الشعب الأمريكي الذي لم تضايقه
تلك الحادثه ؟!
أم هم مثلنا في تضايقنا من أمور انتشار الفاحشة وإعلانها؟!
لو صدق زعمهم في أن المسألة مسألة وقت وبعدها لن نجد في أجسادنا تلك الرغبة الجامحة تجاه الأنثى
إذآ فما هي أسباب تلك الحادثة ؟!
وماهي أسباب زيادة الجرائم والاغتصاب في الغرب ؟!
ولو تنازلنا جدلآ وصدقنا دعواهم في أن المسألة تحتاج إلى وقت ثم تنتهي المخاوف من تحرير
المرأة واختلاطها بالرجال , فإن هذا يعني انه لن يكون هنالك زواج بين بني البشر , لأننا سنرى
المرأة في الشارع والمحل وأماكن العمل مما ينتج عنه أن يذوب ما بيننا من ميل وانجذاب فطري
وسنترك الزواج لأننا سوف نتعامل مع المرأة بكل نزاهة , مما يترتب علية توقف النسل البشري ,,
فهل الغرب توقفوا عن الزواج لأنهم رأوا المرأة متكشفة أعظم مما هو مطروح في مشروع
المطالبين بالتحرر ؟!
أم إن حوادث الاعتداء والجرائم الأخلاقيه تصل الى قمة الهرم في
الإحصائيات الغربيه في وقت ظهرت فيه المرأة وصار اختلاطها جزءآ من الحياة لأكثر من
مائتي سنه , فأين مبرر الوقت ؟!.
ولأن القساوسه لا يتزوجون لزهدهم في الدنيا كما زعموا , فأني أختم هنا بقصة القسيس
( جيمي سواجرت) الذي جرى بينه وبين الداعية الإسلامي ( أحمد ديدات ) رحمه الله
مناظرةً شهيرة , ولكن ظهرت فضيحةً لذلك القسيس المعروف في (قضية أخلاقية) واعترف بها
كما ظهر ذلك في الصحف حينها وانتشر الخبر وشاع فبالرغم من الاعتياد والنضج في السن
والمكانه الإجتماعية التي يتمتع بها والمنصب الديني كذلك , إلا أن الفطره التي تتوافق مع الإسلام
تمحو هذه الدعاوى , ولقد اضطر ( الفاتيكان في تقرير صدر عن الكنيسة الكاثوليكية للاعتراف
بأنه يعلم ن قسسآ واساقفة يستغلون الراهبات جنسيآ , ويغتصبونهن في 23 دولة في العالم
أغلبها في أفريقيا مقابل إعطائهن شهادات للعمل في المناطق الممتازة أو مقابل إجازتهن
لتلقي دراسات متقدمة , وفي مالاوي حملت 29 راهبة من أبرشية واحدة بواسطة القسس وتورد التقارير
طرد 20 راهبة أخرى من السلك الكنسي لأنهن حملن دون أن يتعرض الرجال المسؤولون
عن ذلك لأي عقاب !)
و(بلغ عدد الجرائم في الكنيسة عام (1970م) خمسة ملايين جريمة وفي عام (2001م)
17 مليون جريمة ) فأين مبرر الوقت ؟؟!!.
مبرر الثقة في المرأة :
من المبررات المطروحة للاختلاط أو خلع الحجاب قولهم :
( إن نساءنا غنيات بإيمانهن قويات بعفافهن وعدم فتح المجال لاقتراب الجنسين دليل على عدم الثقة )
ومبرر الثقه مبرر ساقط من عدة وجوه منها :
1_ الله عز وجل خالق هذه الأنفس , وشرع لها مايناسب طبيعتها وهو الحكيم الخبير
وقد أمر النساء بالبقاء في البيوت بقوله تعالى :
( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى .... )
وهذا (أمر إلهي)
والرسول يقول :
( ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما )
وهذا (خبر نبوي)
بل إن خير البشر وأفضل الخلق عليه الصلاة والسلام تأتيه زوجته صفيه رضي الله عنها
في وقت اعتكافه في المسجد في العشر الأواخر من رمضان فيراه بعض الصحابة معها
فيسرعان في المشي فيناديهما لإيضاح موقفه فيقول:
(على رسلكما إنها صفية بنت حيي) فيقولان له :
(سبحان الله يارسول الله) قال النبي :
(إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم , وإني خشيت أن يقذف في قلوبكم شيئآ)
فهذا (نبي الله) عليه الصلاة والسلام مع (صحابته) رضي الله عنهم
في (المسجد) وفي وقت فاضل (العشر الأواخر من شهر رمضان)
وفي (عصر النبوة) والطهارة , ومع ذلك بيّن الرسول لهما موقفه
وبيّن للبشرية طبيعة البشر وفطرتهم ونسف مبرر الثقه
فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثآ؟!
ويوسف نبي الله عليه الصلاة والسلام يقول :
(وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن إليهن وأكن من الجالهين)
فلم يتجاهل الطبيعة البشرية فقال ذلك معترفآ وموضحآ بطلان
الاحتجاج بالثقة في الاختلاط بين الرجل والمرأه , فلابد من صرف مفاتن المرأه
وحجبها ومنع اختلاطها بالرجال حتى لا يصبُ إليها الرجال .
2_ من القواعد الشرعيه (حفظ الضروريات الخمس)
الدين _ العِرض _ النفس _المال_العقل
وهذه الضرورات يجب على الحاكم حفظها للناس (حتى لو كان الناس محل الثقه)
فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يضرب لنا مثلآ يستحق الإقتداء به في
المحافظة على هذه الضروريات الخمس ؛ لأنه (ولي أمر) في مجتمع المسلمين
فهو أمر بحلق رأس (نصر بن حجاج) لأنه فتن بعض فتيات المسلمين
وهو فارغ القلب من الشهوة غير قاصد لفتنتهن .
و(المستثمر الأجنبي) يتم التعامل معه بضوابط لحماية أموال الناس ويقاس على ذلك
أمور متعددة كالتشدد في الترخيص لمحلات بيع السلاح أو بعض الأدويه
ذات المضاعفات الخطرة وغيرها .
و(قطاع الأمن) بكافة أقسامه .
كل ذلك جُعل لضبط أمور الناس , فليست المسألة مسألة ثقه
أو عدمها بل من العقل أن يتم ضبط أمور الناس والحزم فيها .
وهذه الصور والمقاطع المنتشرة في الجوال (لبنات المسلمين) مؤشر ينسف تلك (الثقه الموهومة),
فبمجرد أن خرجت المرأة في (جو من الانفتاح اليسير) تبيّن لنا مدى (هشاشة الثقة)
التي يمنحها الله تعالى في (ظل الخلوة).
تقول الكاتبة الليدي كوك :
(إن الاختلاط يألفه الرجال , ولهذا طمعت المرأة بما يخالف فطرتها , وعلى قدر الاختلاط
تكون كثرة أولاد الزنا , ولا يخفى مافي هذا من البلاء العظيم على المرأة , فيا أيها
الآباء لا يغرنكم بعض دريهمات تكسبها بناتكم باشتغالهن في المعامل ونحوها,
ومصيرهن إلى ماذكرنا , فعلموهن الابتعاد عن الرجال , إذا دلنا الإحصاء
على أن البلاء الناتج من الزنا يعظم ويتفاقم حيث يكثر الاختلاط بين الرجال والنساء ,
ألم تروا أن أكثر أولاد الزنا أمهاتهن من المشتغلات في المعامل , ومن الخادمات في البيوت ,
ومن أكثر السيدات المعرضات للأنظار , ولولا الأطباء الذين يعطون الأدوية
للأسقاط لرأينا أضعاف مانرى الآن , ولقد أدت بنا الحال إلى حد الدناءة لم يكن تصوره
في الإمكان حتى أصبح رجال مقاطعات من بلادنا لا يقبلون البنت ما لم تكن مجربة
أعني عندها اولاد من الزنا , فينتفع بشغلهم وهذا غاية الهبوط في المدنيّة
فكم قاست هذه المرأة من مرارة الحياة حتى قدرت على كفالتهم
والذي اتخذته زوجآ لها لا ينظر لهؤلاء الأطفال).
أمهات المؤمنين رضي الله عنهن ومبرر الثقة:
1- هل يطمع الإنسان في أمه (طمعآ مشبوهآ)؟!
فنساء النبي رضي الله عنهن هن أمهات المؤمنين, وأنزل الله على رسوله عليه الصلاة والسلام آيات لتصون
نساءه عن نظرات الرجال, فالله تعالى يقول:
{يأيها النبي قل لأزوجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن
ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما}
وفي الآية الأخرى:
{يانساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا}
فإذا كان الخوف على أمهات المؤمنين من ذوي القلوب المريضة في أطهر العصور أمرا طالب الله تعالى به نبيه
فإن خوفنا على أمهاتنا ومحارمنا في هذا العصر, هو من باب أولى وأشد, وإذا كان هذا هو الخوف على (الأم)
رغم أن (الأم) بلغت مرحلة من النضج, وتقدير العواقب, وتحمل المسؤولية,
فكيف إذن بالخوف على (الفتاة) التي لم تشعر بعظم المسؤولية,
ولم تتول شأن القيادة؟!, حتما سيكون الخوف والحرص تجاهها أكبر وأوجب.
2- هذه الأحكام خاطب الله تعالى بها أمهات المؤمنين رضي الله عنهن
ومن المتفق عليه أنهن أمهات المؤمنات كذلك
والأمر من الله تعالى يتبعه اقتداء من البنات بالأمهات,
فهو الطلب بالستر والحجاب الهدف منه الاحتشام والحفاظ عليهن من الأذى
فلا بد أن يتبعه اقتداء من المؤمنات باتباع ما أمر الله تعالى به أمهاتهن للعلة نفسها.
3- يقول الله تعالى في سورة الأحزاب: {... إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}
أوضح الله تعالى أن الحجاب والتغطية هو من وسائل إذهاب الرجس, وحصول التطهر لأهل البيت
وأمهاتنا هن الطاهرات المطهرات وهن زوجات النبي [صلى الله عليه وسلم] وقد عشن في بيت الوحي,
وأختارهن الله تعالى لهن التطهير وإذهاب الرجس بالحجاب التام الساتر الذي لا يعرفهن أحد به
إذآ فبقية المسلمات أولى بطلب الطهر, والابتعاد عن الرجس, وذلك يكون بالحجاب الساتر
والبعد عن مخالطة الرجال خصوصآ أن بقية المسلمات
لم ينلن تكريم وعظمة أمهات المؤمنين فاحتياجهن أكبر وأعظم.
وبعد فإن كان هذا هو خطاب القران الكريم بالأمر بالحجاب, والذي يشدد على العفة والستر
لم نجد فيه ولو إشارة إلى (مسألة الثقة)
فكيف يسوغ لنا أن نصدق دعاة إفساد المرأة في هذا العصر, وما يكثرون من الدندنة حولها؟!.
أني كتبت هذا الموضوع عن طيب قلب وخاطر
وماكتبته إلا والله عن دافع الغيره على حال أمتنا وأيضآ خوفآ
مما قد يحصل في المستقبل القريب
فنحن في آخر الزمان
ولم يبقى من علامات قيام الساعه إلا الكبرى
فيجب على الجميع عمل قدر مايمكنه لدينه و لأمته ولو بالكلمه
محتسبآ الأجر عند الله .....
...( إن الحرب الكبرى والأخيرة مع اليهود قد قربت )...
فعندما تقرأ موضوعي أريد منك استشعار مااقصده وأريد منك
توظيف عاطفتك وعقلك معآ في الموضوع
...(فأنا أبيّن لكل فرد من أمة لا إله إلا الله محمد رسول الله)...
يجب أن تقرأ الموضوع كاملآ فهو (لأنه ماينفع الا إذا قريته كله)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين وأصلّي واسلّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد :
غالب الدول الإسلامية تعاني من وباء إختلاط الرجال والنساء في أماكن الأعمال بصورة خاصة
وفي الحياة بصورة عامه ,, إلا أنها تتفاوت في حجم المشكلة من مجتمع إلى آخر
غير أن المجتمع السعودي بصوةٍ خاصة لا زال (والحمد لله) أكثر المجتمعات الإسلامية محافظةً وإلتزاماً
في قضية فصل الرجال عن النساء في الأماكن العامه , عداك عن البيوت , لذلك بدأت الدعوات التي ينادي
بها العلمانيون في المجتمع السعودي تأخذ شكلآ قوياً ولكنه بطريقة غير مباشرة
كالتدرج في الطلب على قاعدة ( خذ وطالب ) , مثل الدعوة إلى توظيف المرأة , وفتح جميع مجاملات
العمل لها أسوةً بالرجال ويردّون على معارضيهم الذين يرون أن هذا الإختلاط في الحياة العامه
وفي أماكن العمل محرم في الشرع أولآ , وفي طبيعة المجتمع ثانيآ
وله عواقب وخيمة على المجتمع يردّون بجملة مبررات سأناقش اثنين منها فقط , ليس ذلك لوجاهتها
بل لأن كثيرآ من الناس قد صدّقها وهذان المبرران هما :
.. مسألة الوقت و مسألة الثقة ..
مبرر مسألة الوقت :
وهذه حجة يرددونها أول الأمر لتبرير الإختلاط بل ويزعمون أن الاستعفاف والستر والفصل بين الجنسين
هو سبب الفتنة لأن الممنوع مرغوب , ويزعمون أن الوقت كفيل باعتياد الناس على رؤية المرأة
بدون الحجاب وعلى مخالطتها للرجال .
ومن تلك الحجج التي يسوقونها إن الناس في البداية سيقعون في تجاوزات وأخطاء وسلبيات تجاه المرأة
التي ستخلع حجابها أو ستخالط الرجال لأنهم لم يعتادوا رؤية المرأة في هذه الحالة ولكن
(مع مرور الوقت سيكون الوضع مألوفآ) وسيعتاد الناس رؤية المرأة بكثرة وبعد
ذلك سيتطور المجتمع بالتدريج قليلآ قليلآ .
وهذه الحجة مردودةٌ بأمور منها :
- لا يرضى عاقلٌ أن يقدّم عِرضَهُ قربانآ من أجل أن يتطور المجتمع فيجترئ عليهن
من يتدرب على ذلك التطور ولا يرضى عاقل أن يجازف بعرضه وأهل بيته كـ(عربونآ لهدفٍ تخميني)
أو لحالات شاذة ترسخ القاعدة وليست تنفيها .
- مسألة الإختلاط ليست جديدة على التاريخ وليست فريدة في الواقع المعاصر , فخروج المرأة
واحتكاكها بالرجال ومخالطتهم قد ثبتت أضراره وأمراضه بمرور الوقت فالغرب أخرج المرأة
بصورة ديمقراطية متحررة لم يسبق لها مثيل , ومع ذلك أصبح الغرب يعاني من كثرة حالات الإغتصاب
والإعتداء الجنسي على النساء مما زاد أرباح الشركات التي اخترعت
( عصيِّآ كهربائية) أو (بخاخات المواد المخدرة) التي لا تكاد تخلو منها حقيبة المرأة هناك
أثناء تنقلاتها اليومية خشية الاعتداء عليها ومحاولة النيل منها جسديآ فأصبحت البخاخات
والعصي (مكمّلة لعلبة أدوات التجميل) التي تستعملها المرأة من أجل الدفاع عن نفسها , ومن
المناسب ذكره أن هذه الحالة انتقلت إلى البلاد الإسلامية التي انجرفت خلف دعاوي الاختلاط
فمع انتقال الاختلاط انتقلت الاعتداءات وانتقلت مخاوف المرأة على نفسها من التحرشات
الجنسية والاغتصاب فإن لغة الجنس لا تعترف بالحدود الإقليمية..
كلينتون ومونيكا :
حينما يساق التبرير لمسألة الوقت , ربما تنطلي أكذوبة (الاختلاط البريء) على البعيدين
عن واقع العالم الغربي , ولكن الأكيد أن العالم بأسره تناقل في إعلامه واهتمامه
(قضية الرئيس الأمريكي كلينتون ومونيكا لوينسكي )
تلك الحادثة ؛ التي أوضحت أن أسباب المشكلة الجنسية تتلخص في
-إختلاط مونيكا بالرئيس الأمريكي كلينتون –
ذلك الرجل الذي تتوفر فيه صفاتٌ تنسف (حجج المطالبين) بالتحرير .
من تلك الصفات في الرئيس الأمريكي :
● أنه تربّى في مجتمع تحررت فيه المرأة , وتكشفت فيه منذ نعومة أظافره , يراها بلا حجاب
أو ستر كافٍ ويخالطها منذ طفولته , فالقول بأن الوقت كفيلٌ باعتياد الناس
على رؤية المرأة قولٌ يحطمه الرئيس (كلينتون) بممارسة الزنا مع (مونيكا) مرات عديدة
في مقر العمل .
● لم يكن الرئيس الأمريكي (كلينتون) مراهقآ طائشآ عابثآ
بل عمره تجاوز سن النضج .
● منصبه الحكومي لا يغفر له مثل هذه الزلات في مقرّ وظيفته .
● الرئيس الأمريكي (غير أعزب) بل هو متزوج بإمرأة تحوي جميع المؤهلات فمنصب
الرئيس يجعل زوجته تراعي أمور الجمال والكمال اللائق بزوجة رئيس أكبر دولة
في عصره حيث إن عدسات الكاميرا ونشوة الإعلام تسلب تفكير زوجته وتجعلها
تبالغ في إبداء الجمال وإظهار المحاسن والإفراط في الزينة التي تملأ عين زوجها
فتجعله لا يطمح لغيرها , وهذا طبع الأنثى .
● مارس (الرئيس كلينتون) الجريمة مرات عديدة مع المرأة نفسها , والسؤال الجوهري هنا :
هل هذه هي المرأة الوحيدة التي وقع معها في الجريمة , أم أن هذه هي (القصة الوحيدة)
التي تبعتها (الفضيحة) وانكشفت أوراقها (برياح الصحافة الصفراء)
أو مايسمى (بصحافة الفضائح) ؟!.
ودفن غيرها الكثير من قصص الرئيس الجنسية تحت (ركام التراضي بين الطرفين)؟!.
لم يتضجّر الشعب الأمريكي أو يبدي استياءه من تلك الحادثه , فالأمر عندهم في (منتهى الاعتياد)
وهذا فيه دلالةٌ على انتشار هذه الظاهرة في مجتمعهم فمن فلسفتهم في الحياة
أنهم لا يعارضون هذه الفاحشة مادام الرضى متبادلآ بين الطرفين بل وليست ظاهرةً
قبيحةً تخسف بمكانة الرئيس في مجتمعهم بدليل انتخابهم للرئيس كلينتون
(لفترة رئاسيه ثانيه) بعد تلك الحادثة .
ولكن دين الله تعالى , وأخلاقنا العربيه على العكس من دينهم المحرّف الباطل ومجتمعهم المنحرف
فالاستياء من المسلمين كان واضحآ في أحاديثهم ومجلاتهم وإعلامهم عن تلك الحادثة ,,
فهل الذين يطالبون بالتحرر من بني جلدتنا هم مثل الشعب الأمريكي الذي لم تضايقه
تلك الحادثه ؟!
أم هم مثلنا في تضايقنا من أمور انتشار الفاحشة وإعلانها؟!
لو صدق زعمهم في أن المسألة مسألة وقت وبعدها لن نجد في أجسادنا تلك الرغبة الجامحة تجاه الأنثى
إذآ فما هي أسباب تلك الحادثة ؟!
وماهي أسباب زيادة الجرائم والاغتصاب في الغرب ؟!
ولو تنازلنا جدلآ وصدقنا دعواهم في أن المسألة تحتاج إلى وقت ثم تنتهي المخاوف من تحرير
المرأة واختلاطها بالرجال , فإن هذا يعني انه لن يكون هنالك زواج بين بني البشر , لأننا سنرى
المرأة في الشارع والمحل وأماكن العمل مما ينتج عنه أن يذوب ما بيننا من ميل وانجذاب فطري
وسنترك الزواج لأننا سوف نتعامل مع المرأة بكل نزاهة , مما يترتب علية توقف النسل البشري ,,
فهل الغرب توقفوا عن الزواج لأنهم رأوا المرأة متكشفة أعظم مما هو مطروح في مشروع
المطالبين بالتحرر ؟!
أم إن حوادث الاعتداء والجرائم الأخلاقيه تصل الى قمة الهرم في
الإحصائيات الغربيه في وقت ظهرت فيه المرأة وصار اختلاطها جزءآ من الحياة لأكثر من
مائتي سنه , فأين مبرر الوقت ؟!.
ولأن القساوسه لا يتزوجون لزهدهم في الدنيا كما زعموا , فأني أختم هنا بقصة القسيس
( جيمي سواجرت) الذي جرى بينه وبين الداعية الإسلامي ( أحمد ديدات ) رحمه الله
مناظرةً شهيرة , ولكن ظهرت فضيحةً لذلك القسيس المعروف في (قضية أخلاقية) واعترف بها
كما ظهر ذلك في الصحف حينها وانتشر الخبر وشاع فبالرغم من الاعتياد والنضج في السن
والمكانه الإجتماعية التي يتمتع بها والمنصب الديني كذلك , إلا أن الفطره التي تتوافق مع الإسلام
تمحو هذه الدعاوى , ولقد اضطر ( الفاتيكان في تقرير صدر عن الكنيسة الكاثوليكية للاعتراف
بأنه يعلم ن قسسآ واساقفة يستغلون الراهبات جنسيآ , ويغتصبونهن في 23 دولة في العالم
أغلبها في أفريقيا مقابل إعطائهن شهادات للعمل في المناطق الممتازة أو مقابل إجازتهن
لتلقي دراسات متقدمة , وفي مالاوي حملت 29 راهبة من أبرشية واحدة بواسطة القسس وتورد التقارير
طرد 20 راهبة أخرى من السلك الكنسي لأنهن حملن دون أن يتعرض الرجال المسؤولون
عن ذلك لأي عقاب !)
و(بلغ عدد الجرائم في الكنيسة عام (1970م) خمسة ملايين جريمة وفي عام (2001م)
17 مليون جريمة ) فأين مبرر الوقت ؟؟!!.
مبرر الثقة في المرأة :
من المبررات المطروحة للاختلاط أو خلع الحجاب قولهم :
( إن نساءنا غنيات بإيمانهن قويات بعفافهن وعدم فتح المجال لاقتراب الجنسين دليل على عدم الثقة )
ومبرر الثقه مبرر ساقط من عدة وجوه منها :
1_ الله عز وجل خالق هذه الأنفس , وشرع لها مايناسب طبيعتها وهو الحكيم الخبير
وقد أمر النساء بالبقاء في البيوت بقوله تعالى :
( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى .... )
وهذا (أمر إلهي)
والرسول يقول :
( ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما )
وهذا (خبر نبوي)
بل إن خير البشر وأفضل الخلق عليه الصلاة والسلام تأتيه زوجته صفيه رضي الله عنها
في وقت اعتكافه في المسجد في العشر الأواخر من رمضان فيراه بعض الصحابة معها
فيسرعان في المشي فيناديهما لإيضاح موقفه فيقول:
(على رسلكما إنها صفية بنت حيي) فيقولان له :
(سبحان الله يارسول الله) قال النبي :
(إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم , وإني خشيت أن يقذف في قلوبكم شيئآ)
فهذا (نبي الله) عليه الصلاة والسلام مع (صحابته) رضي الله عنهم
في (المسجد) وفي وقت فاضل (العشر الأواخر من شهر رمضان)
وفي (عصر النبوة) والطهارة , ومع ذلك بيّن الرسول لهما موقفه
وبيّن للبشرية طبيعة البشر وفطرتهم ونسف مبرر الثقه
فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثآ؟!
ويوسف نبي الله عليه الصلاة والسلام يقول :
(وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن إليهن وأكن من الجالهين)
فلم يتجاهل الطبيعة البشرية فقال ذلك معترفآ وموضحآ بطلان
الاحتجاج بالثقة في الاختلاط بين الرجل والمرأه , فلابد من صرف مفاتن المرأه
وحجبها ومنع اختلاطها بالرجال حتى لا يصبُ إليها الرجال .
2_ من القواعد الشرعيه (حفظ الضروريات الخمس)
الدين _ العِرض _ النفس _المال_العقل
وهذه الضرورات يجب على الحاكم حفظها للناس (حتى لو كان الناس محل الثقه)
فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يضرب لنا مثلآ يستحق الإقتداء به في
المحافظة على هذه الضروريات الخمس ؛ لأنه (ولي أمر) في مجتمع المسلمين
فهو أمر بحلق رأس (نصر بن حجاج) لأنه فتن بعض فتيات المسلمين
وهو فارغ القلب من الشهوة غير قاصد لفتنتهن .
و(المستثمر الأجنبي) يتم التعامل معه بضوابط لحماية أموال الناس ويقاس على ذلك
أمور متعددة كالتشدد في الترخيص لمحلات بيع السلاح أو بعض الأدويه
ذات المضاعفات الخطرة وغيرها .
و(قطاع الأمن) بكافة أقسامه .
كل ذلك جُعل لضبط أمور الناس , فليست المسألة مسألة ثقه
أو عدمها بل من العقل أن يتم ضبط أمور الناس والحزم فيها .
وهذه الصور والمقاطع المنتشرة في الجوال (لبنات المسلمين) مؤشر ينسف تلك (الثقه الموهومة),
فبمجرد أن خرجت المرأة في (جو من الانفتاح اليسير) تبيّن لنا مدى (هشاشة الثقة)
التي يمنحها الله تعالى في (ظل الخلوة).
تقول الكاتبة الليدي كوك :
(إن الاختلاط يألفه الرجال , ولهذا طمعت المرأة بما يخالف فطرتها , وعلى قدر الاختلاط
تكون كثرة أولاد الزنا , ولا يخفى مافي هذا من البلاء العظيم على المرأة , فيا أيها
الآباء لا يغرنكم بعض دريهمات تكسبها بناتكم باشتغالهن في المعامل ونحوها,
ومصيرهن إلى ماذكرنا , فعلموهن الابتعاد عن الرجال , إذا دلنا الإحصاء
على أن البلاء الناتج من الزنا يعظم ويتفاقم حيث يكثر الاختلاط بين الرجال والنساء ,
ألم تروا أن أكثر أولاد الزنا أمهاتهن من المشتغلات في المعامل , ومن الخادمات في البيوت ,
ومن أكثر السيدات المعرضات للأنظار , ولولا الأطباء الذين يعطون الأدوية
للأسقاط لرأينا أضعاف مانرى الآن , ولقد أدت بنا الحال إلى حد الدناءة لم يكن تصوره
في الإمكان حتى أصبح رجال مقاطعات من بلادنا لا يقبلون البنت ما لم تكن مجربة
أعني عندها اولاد من الزنا , فينتفع بشغلهم وهذا غاية الهبوط في المدنيّة
فكم قاست هذه المرأة من مرارة الحياة حتى قدرت على كفالتهم
والذي اتخذته زوجآ لها لا ينظر لهؤلاء الأطفال).
أمهات المؤمنين رضي الله عنهن ومبرر الثقة:
1- هل يطمع الإنسان في أمه (طمعآ مشبوهآ)؟!
فنساء النبي رضي الله عنهن هن أمهات المؤمنين, وأنزل الله على رسوله عليه الصلاة والسلام آيات لتصون
نساءه عن نظرات الرجال, فالله تعالى يقول:
{يأيها النبي قل لأزوجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن
ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما}
وفي الآية الأخرى:
{يانساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا}
فإذا كان الخوف على أمهات المؤمنين من ذوي القلوب المريضة في أطهر العصور أمرا طالب الله تعالى به نبيه
فإن خوفنا على أمهاتنا ومحارمنا في هذا العصر, هو من باب أولى وأشد, وإذا كان هذا هو الخوف على (الأم)
رغم أن (الأم) بلغت مرحلة من النضج, وتقدير العواقب, وتحمل المسؤولية,
فكيف إذن بالخوف على (الفتاة) التي لم تشعر بعظم المسؤولية,
ولم تتول شأن القيادة؟!, حتما سيكون الخوف والحرص تجاهها أكبر وأوجب.
2- هذه الأحكام خاطب الله تعالى بها أمهات المؤمنين رضي الله عنهن
ومن المتفق عليه أنهن أمهات المؤمنات كذلك
والأمر من الله تعالى يتبعه اقتداء من البنات بالأمهات,
فهو الطلب بالستر والحجاب الهدف منه الاحتشام والحفاظ عليهن من الأذى
فلا بد أن يتبعه اقتداء من المؤمنات باتباع ما أمر الله تعالى به أمهاتهن للعلة نفسها.
3- يقول الله تعالى في سورة الأحزاب: {... إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}
أوضح الله تعالى أن الحجاب والتغطية هو من وسائل إذهاب الرجس, وحصول التطهر لأهل البيت
وأمهاتنا هن الطاهرات المطهرات وهن زوجات النبي [صلى الله عليه وسلم] وقد عشن في بيت الوحي,
وأختارهن الله تعالى لهن التطهير وإذهاب الرجس بالحجاب التام الساتر الذي لا يعرفهن أحد به
إذآ فبقية المسلمات أولى بطلب الطهر, والابتعاد عن الرجس, وذلك يكون بالحجاب الساتر
والبعد عن مخالطة الرجال خصوصآ أن بقية المسلمات
لم ينلن تكريم وعظمة أمهات المؤمنين فاحتياجهن أكبر وأعظم.
وبعد فإن كان هذا هو خطاب القران الكريم بالأمر بالحجاب, والذي يشدد على العفة والستر
لم نجد فيه ولو إشارة إلى (مسألة الثقة)
فكيف يسوغ لنا أن نصدق دعاة إفساد المرأة في هذا العصر, وما يكثرون من الدندنة حولها؟!.