أَثِـيل
10-12-2011, 06:00
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عسى أن تكونوا بأحسن حال و أتم نعمة :)
اشتركت مؤخراً في مسابقة محمية سكتاريو الممتعة ..... وهذه مشاركتي و إن كانت متأخرة عن البقية فإني أرجو أن تنال رضاكم و تسرق الابتسامة من أفواهكم و أعتذر إن وُجد فيها عيوب و قلة تنسيق وذلك بسبب عجالتي في كتابتها .
http://up.arab-x.com/Nov11/Ry395382.gif
هاهي رائحة الصبح تنبعث في الأنحاء كتركيبة عطرية قدمت من بلاد ما وراء الأحلام و ككل مرة استنشقتها بروحي حتى أملأ منها الصدر و والله ما اكتفيت وكأنها في كل مرة تحمل عبيراً مختلفاً وعبقاً أقوى و لمسةً سحرية تكاد تسافر بي فوق السحائب و الحمام ... فوق البحار والجبال حتى نصل إلى أرضٍ كلها سماء.
غرقت في ذلك الصبح كما يغرق العشاق في حب من عشقوا وكما يغرق شارب الخمر في كأسه و يرتحل عقله إلى بلاد لا حكم للعقل فيها .
وما أيقظني من نشوتي هذه إلا صوت صديقتي زهور وهي تصرخ بي : منار ألم تجهزي بعد ... أم نسيتِ ما طلبته منا المعلمة روكيا ؟
أجبتها بتذمر : حسناً .... لا تنفعلي سأجهز للرحلة الآن .
صديقتي زهور تمتلك من الزهر اسمه و طيب عطره ... فهي ذات ضحكة صادقة تكاد تشف عن قلبها الناصع و إن وخزتني بأشواكها أحياناً >> أقصد أشواك لسانها
وصلنا صوت المعلمة روكيا وهي تنادي بالطلاب : هيا يا طلابي .. فلتنتظموا في صفٍ واحد
هيا يا كسالى ... أين نشاط الشباب؟
خرجتٌ و زهور من خيمتنا ونحن نضحك من كلمات معلمتنا، انتظم الصف وبدأ المسير ، قطعنا بعض الأمتار فإذا بنهرٍ صافٍ يقابلنا كان النهر كقماش حريري أزرق تموجه الرياح وعلى جانبيه كانت الأعشاب تلاعب بعضها وتتراقص على أنغام النسيم و كأني في عرضٍ مسرحي لراقصات باليه محترفات .
http://up.arab-x.com/Nov11/Ry395382.gif
وبينما الجميع منشغلين بتناول تفاصيل هذا المنظر البديع تصرخُ بنا المعلمة روكيا مجدداً : يا صغار انظروا عند ضفة النهر .... يا إلهي إنها قوارب جميلة .... هيا بنا نجربها .
لحقنا بالسيدة روكيا التي سرعان ما ركبت أحد القوارب و أشارت علينا بأن نقيم مسابقة عبر النهر وحددت نهايتها بكوخ قد انتصب عند جانب النهر .
ركبنا القوارب وقد ملأتنا الحماسة ، لم تكن قيادة القارب كشرب العصير فكنا نروح بالمجاديف يمنةً و يسرى حتى قطعنا منتصف الطريق .
في تلك اللحظة شعرتُ ببعض البرودة في قدمي ، قطع ذلك الإحساس صراخ أحد الأصدقاء : الماء يتسرب إلى قاربي ... وتبعت تلك الصرخة صرخات كامل المجموعة .
نظرت إلى مابين قدميّ كان قاربي أيضاً مثقوباً و بشعور جماعي مشترك بدأ الجميع بمحاولة إخراج الماء من قواربهم .
تذكرت في تلك اللحظة الحرجة كلمات والدتي وهي تودعني قبل الرحلة : لا تنسي تناول طعامك... يا إلهي لم أتناول فطوري وتبع تلك الذكرى صوت معدتي الجائعة و كأنها تلومني ، فتحت حقيبتي لأتناول بعض البسكويت وإذا بزهور تثور في وجهي : أيتها الحمقاء نحن نغرق و أنتِ تأكلين ؟
أجبتها بقولي : الجوع أحق بأن يسد .
ترش الماء على وجهي وتقول : ليس هذا الوقت المناسب لجنونك .
فأجيبها : زهور ... أعتقد أن الماء الذي في قاربي يكفي .
زهور : سأفرغ الماء كله في قاربك لعلك تستيقظين من حماقتك .
أرد على كلماتها الثائرة : ألم تسمعي قول القائل : لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها
صديقتي العصبية تُجيب : أتدرين يا منار أنا الحمقاء لتحدثي معك .
http://up.arab-x.com/Nov11/Ry395382.gif
كان الجميع في حالة من الهياج .... إحدى الصديقات كانت قد غرقت في دموعها .... وصديقٌ آخر جعل يديه على عيار السرعة القصوى فإذا الماء يخرج من قاربه دون أن ترى يديه .... و أخرى أخذت تتمتم ببعض الأدعية التي أضاعت صياغتها فما عدنا نفهم ما تقول .
و أنا أتأمل حال المجموعة المنكوبة فإذا بصديقنا زياد يصرخ : يا أصدقاء .... دعونا نصنع بقواربنا طريقاً يصل إلى إحدى ضفتي النهر.
توقف الجميع عن حركتهم الفوضوية و أصيبوا بذهول لا معنى له في ذلك الموقف ، أعاد زياد صراخه مرة ثانية علّه يوقظنا .... وُفق إلى غايته فصحونا و بدأ العمل المشترك للمجموعة .... حتى تكوّن طريق القوارب فعبرنا عليه و نجونا .
ارتمى الأصدقاء على العشب مرهقين و نسينا المعلمة روكيا التي كانت قد وصلت إلى خط النهاية وهي تلوح لنا بيديها من بعيد .
كان ذلك الصباح مثيراً ومميزاً ولا يمكن لأي ذاكرة أن تنساه .... وكلما تذكرته غضبتٌ من السيدة روكيا التي قامت بثقب القوارب دون علمنا وقبل أن تبدأ الرحلة بدعوى تعليمنا معنى العمل الجماعي .
كانت المجموعة حائرةً في أمري وكيف أنني تعاملت مع الموقف ببرودٍ شديد ، فأجبتهم : يا أصدقاء أنني تفاجأت ُ من خوفكم ذاك ... ما دام جميعنا يتقن السباحة علامَ كان فزعكم ؟!
صمت الجميع صمتَ من أدرك غبائه متأخراً ... ثم تبع صمتهم ذاك ضحكات عالية استمرت اليوم كله .
عسى أن تكونوا بأحسن حال و أتم نعمة :)
اشتركت مؤخراً في مسابقة محمية سكتاريو الممتعة ..... وهذه مشاركتي و إن كانت متأخرة عن البقية فإني أرجو أن تنال رضاكم و تسرق الابتسامة من أفواهكم و أعتذر إن وُجد فيها عيوب و قلة تنسيق وذلك بسبب عجالتي في كتابتها .
http://up.arab-x.com/Nov11/Ry395382.gif
هاهي رائحة الصبح تنبعث في الأنحاء كتركيبة عطرية قدمت من بلاد ما وراء الأحلام و ككل مرة استنشقتها بروحي حتى أملأ منها الصدر و والله ما اكتفيت وكأنها في كل مرة تحمل عبيراً مختلفاً وعبقاً أقوى و لمسةً سحرية تكاد تسافر بي فوق السحائب و الحمام ... فوق البحار والجبال حتى نصل إلى أرضٍ كلها سماء.
غرقت في ذلك الصبح كما يغرق العشاق في حب من عشقوا وكما يغرق شارب الخمر في كأسه و يرتحل عقله إلى بلاد لا حكم للعقل فيها .
وما أيقظني من نشوتي هذه إلا صوت صديقتي زهور وهي تصرخ بي : منار ألم تجهزي بعد ... أم نسيتِ ما طلبته منا المعلمة روكيا ؟
أجبتها بتذمر : حسناً .... لا تنفعلي سأجهز للرحلة الآن .
صديقتي زهور تمتلك من الزهر اسمه و طيب عطره ... فهي ذات ضحكة صادقة تكاد تشف عن قلبها الناصع و إن وخزتني بأشواكها أحياناً >> أقصد أشواك لسانها
وصلنا صوت المعلمة روكيا وهي تنادي بالطلاب : هيا يا طلابي .. فلتنتظموا في صفٍ واحد
هيا يا كسالى ... أين نشاط الشباب؟
خرجتٌ و زهور من خيمتنا ونحن نضحك من كلمات معلمتنا، انتظم الصف وبدأ المسير ، قطعنا بعض الأمتار فإذا بنهرٍ صافٍ يقابلنا كان النهر كقماش حريري أزرق تموجه الرياح وعلى جانبيه كانت الأعشاب تلاعب بعضها وتتراقص على أنغام النسيم و كأني في عرضٍ مسرحي لراقصات باليه محترفات .
http://up.arab-x.com/Nov11/Ry395382.gif
وبينما الجميع منشغلين بتناول تفاصيل هذا المنظر البديع تصرخُ بنا المعلمة روكيا مجدداً : يا صغار انظروا عند ضفة النهر .... يا إلهي إنها قوارب جميلة .... هيا بنا نجربها .
لحقنا بالسيدة روكيا التي سرعان ما ركبت أحد القوارب و أشارت علينا بأن نقيم مسابقة عبر النهر وحددت نهايتها بكوخ قد انتصب عند جانب النهر .
ركبنا القوارب وقد ملأتنا الحماسة ، لم تكن قيادة القارب كشرب العصير فكنا نروح بالمجاديف يمنةً و يسرى حتى قطعنا منتصف الطريق .
في تلك اللحظة شعرتُ ببعض البرودة في قدمي ، قطع ذلك الإحساس صراخ أحد الأصدقاء : الماء يتسرب إلى قاربي ... وتبعت تلك الصرخة صرخات كامل المجموعة .
نظرت إلى مابين قدميّ كان قاربي أيضاً مثقوباً و بشعور جماعي مشترك بدأ الجميع بمحاولة إخراج الماء من قواربهم .
تذكرت في تلك اللحظة الحرجة كلمات والدتي وهي تودعني قبل الرحلة : لا تنسي تناول طعامك... يا إلهي لم أتناول فطوري وتبع تلك الذكرى صوت معدتي الجائعة و كأنها تلومني ، فتحت حقيبتي لأتناول بعض البسكويت وإذا بزهور تثور في وجهي : أيتها الحمقاء نحن نغرق و أنتِ تأكلين ؟
أجبتها بقولي : الجوع أحق بأن يسد .
ترش الماء على وجهي وتقول : ليس هذا الوقت المناسب لجنونك .
فأجيبها : زهور ... أعتقد أن الماء الذي في قاربي يكفي .
زهور : سأفرغ الماء كله في قاربك لعلك تستيقظين من حماقتك .
أرد على كلماتها الثائرة : ألم تسمعي قول القائل : لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها
صديقتي العصبية تُجيب : أتدرين يا منار أنا الحمقاء لتحدثي معك .
http://up.arab-x.com/Nov11/Ry395382.gif
كان الجميع في حالة من الهياج .... إحدى الصديقات كانت قد غرقت في دموعها .... وصديقٌ آخر جعل يديه على عيار السرعة القصوى فإذا الماء يخرج من قاربه دون أن ترى يديه .... و أخرى أخذت تتمتم ببعض الأدعية التي أضاعت صياغتها فما عدنا نفهم ما تقول .
و أنا أتأمل حال المجموعة المنكوبة فإذا بصديقنا زياد يصرخ : يا أصدقاء .... دعونا نصنع بقواربنا طريقاً يصل إلى إحدى ضفتي النهر.
توقف الجميع عن حركتهم الفوضوية و أصيبوا بذهول لا معنى له في ذلك الموقف ، أعاد زياد صراخه مرة ثانية علّه يوقظنا .... وُفق إلى غايته فصحونا و بدأ العمل المشترك للمجموعة .... حتى تكوّن طريق القوارب فعبرنا عليه و نجونا .
ارتمى الأصدقاء على العشب مرهقين و نسينا المعلمة روكيا التي كانت قد وصلت إلى خط النهاية وهي تلوح لنا بيديها من بعيد .
كان ذلك الصباح مثيراً ومميزاً ولا يمكن لأي ذاكرة أن تنساه .... وكلما تذكرته غضبتٌ من السيدة روكيا التي قامت بثقب القوارب دون علمنا وقبل أن تبدأ الرحلة بدعوى تعليمنا معنى العمل الجماعي .
كانت المجموعة حائرةً في أمري وكيف أنني تعاملت مع الموقف ببرودٍ شديد ، فأجبتهم : يا أصدقاء أنني تفاجأت ُ من خوفكم ذاك ... ما دام جميعنا يتقن السباحة علامَ كان فزعكم ؟!
صمت الجميع صمتَ من أدرك غبائه متأخراً ... ثم تبع صمتهم ذاك ضحكات عالية استمرت اليوم كله .