جُلّسَانْ،♥
09-12-2011, 22:48
أيام طفولة مطرزّة بالخيال..
،
،
تترقرقُ ذِكرياتي بعذوبة كما الماء الزلال المنبثقِ من صخور الرمال..
فتسقيني براءة و حبوراً لا أحسبُ أنني سأرتوي بمثلهما أبداً..
فتنتعشُ أوراقي و تتألقُ تيجانُ أزهاري..و تحلو أيامي..
القطرة الأولى:
http://www.mexat.com/vb/images-cache/6/2/d/2/5/2/b/62d252be7ed878c93f77ba48b1288258.gif
أمي حاملٌ في الحوض!
جلستُ ذات يومٍ في إحدى زوايا غرفةٍ اكتظت بمزيج من :طناجر الضغط و الغسالات و فناجين القهوة ,وعلب المكياج ، باختصار: الجارات...http://dc01.******.com/i/00107/d90fjp9x5yqc.gif
فكلّ تلك المقادير عند مزجها جيداً تُساهمُ في إعداد جارة من جارات أمي , بلسانها الطويـــــــــل و حديثها الأطـــــــــول. أو لعلّني هكذا كنتُ وما زلت أتصوّر كل واحدة فيهنّ. http://dc03.******.com/i/00107/ii4jerf9natl.gif
أحاطت الجارات أمي لتشكّل دائرةً كبيرة، أو صحنٍ كبيرٍ كما تخيّلتهم ، وقد كانت الوجبة الرئيسيّة فيه هي:أمي..
نعم أمي ببطنها المنفوخ.. http://dc02.******.com/i/00107/shllr94oef41.gif
تململت إحدى الجارات بِكسَل و سألت بحروفٍ تنافرت مع كل مخرج وكأنها تتثاءب: و متى ستلدين..هل حدد لكِ الطبيبُ موعداً؟
أثارني بِشدة هذا السؤال الخارج من فوّهةِ فمها بقوامه المشوّه.. مما دفعني لإفراز آذانٍ إضافية في كل جسدي حتى أسمع ردّ أمي بينما جحظت عيناي بشفتيها حتى لا يهربَ أي حرفٍ ستنثره هنا أو هناك..http://dc01.******.com/i/00107/yr1ic5m24y44.gif
_ لم يتبقّ الكثيرُ من الوقت , قال لي أن الجنين نزل في الحوض!
الجنين نزل في الحوض:eek::eek:؟..
الجنينُ نزل في الحوض:eek:؟!
يا إلهي ماذا تقول أمي؟ يعني أنه قريبٌ من بيتناً..بل..قريبٌ جداً..إنه في الطريق!
http://dc01.******.com/i/00107/zlp03u5afuib.gif
وما إن استوعبتُ جملتها تلك حتى فررتُ من ذلك الصّحن المتشكّل وهرولتُ مسرعةً إلى ساحة بيتنا الخارجية بالتحديد إلى الحوض!
حوض الليمونة!
http://dc04.******.com/i/00107/r20dihr1wtnw.gif
وقفت أحملقُ به مشدوهة أفكّر بما قالت أمي :الجنينُ نزل في الحوض !
وبما أن الحوض الوحيد في الساحة هو حوض الليمونة , فهذا يعني وبدون شك أن أخي الصغير فيه!
و بهذا الاستنتاج قفزت إلى الحوض وبدأت أنكشُ تربته بفأس حديديّ كبير لجدي, وأنا أرددُ بصمت :
أخي في الحوض...!!!
أخي في الحوض....!!!
http://dc04.******.com/i/00107/irn9bfj8jdl9.gif
سأحفر حتى أجده..أمي شريرة جعلته ينزل إلى الحوض ، وتكذبُ عليّ وتقول إنه ببطنها!http://dc03.******.com/i/00107/9x3byd8rk0f7.gif
لكن ما هو الذي ببطنها يا ترى؟!
هل هو أخٌ آخر لي ؟!
هل كنتُ أنا في هذا الحوض قبل أن أولد؟!
أي قبل خمس سنوات..كنتُ مدفونة في هذا الحوض؟!
وجاءت أمي لتخرجني منه؟
وبهذا تكون قد ولدتني؟
http://dc03.******.com/i/00107/niiw6pudubu9.gif
كانت هذه الأسئلة تطفو على سطحِ تفكيري عندما تعفّر وجهي بالتراب و تلطّخت ملابسي به , بينما لم تكن تربة الحوض قد خُدشت خدشاً يُذكر!
رآني على حالي هذه جدي , فصار يصيحُ و يأمرني بالخروج من الحوض ،حتى لا أرتكبَ جريمة بحقّ ثيابي تعاقبني عليها أمي .
ولكن المشكلة الكبرى أنه أخذ ذلك الفأس الحديديّ مني والذي بالكاد كنتُ أستطيع حمله..وبدأ بحرث التربة التي حول الليمونة ، وبعد لحظات انقلبَ التراب وظهرت حفر عميقة نوعاً ما كما بدت لي ، فخفق قلبي بشدة لأنني خفتُ أن يحفرُ بعمق أكبر فيؤذي أخي الصغير الذي لم ينبت بعد..
فصرتُ أناديه:جدي توقف..أرجوك..ستؤذي أخي..http://dc02.******.com/i/00107/oex59y6l9z6o.gifhttp://dc02.******.com/i/00107/8ibe8ahd0v78.gif
لكنه لم يسمعني!http://dc03.******.com/i/00107/q2a49q3p00pb.gif
فهرعتُ لأمي , وقلتُ لها : ماما...هل أنتِ شريرة؟!...http://dc01.******.com/i/00107/zlp03u5afuib.gif
لا أدري من أين خطرت على بالي هذه الكلمة، ولكنني واثقة من أنني تعلمتها من (بل و سيباستيان ..أو سلاحف النينجا) فترتا الأطفال اللتين كنتُ أشاهدهما في ذلك الوقت!:d
أطلقت أمي ضحكة قصيرة وقالت لي:ولماذا أكون شريرة صوفي؟http://dc04.******.com/i/00107/9512wsoofbu9.gif
فقلتُ بعصبية مقطبة الجبين:لأنكِ سمحتِ لأخي بالنزول إلى الحوض!http://dc02.******.com/i/00107/g4e4p24zj8fd.gif
حدّقت بي باستغراب وقالت :وهل كنتِ تستمعين إلى حديثي مع الجارات؟ كم مرة قلتُ لكِ العبي بالخارج ولا تنصتي لكلامنا؟!
فطأطأتُ رأسي وقلت متبرمة:آسفة...
بينما رددتُ بخلدي: طناجر الضغط لا تُفلحُ إلا برشق أبخرة كلامها, ثم تتجاهلُ ما يعلق بي بسببها!
http://dc04.******.com/i/00107/01zvf03sxpjb.gif
ولكن.. فكرة أن أخي في الحوض لم تكن تفارقني للحظة ، صرتُ كلّ يومٍ أقضي وقتي بالقربِ من الحوض ولا أسمحُ لأبناء الجيران من الاقتراب منه أبداً، حتى إنني كنتُ أمسكُ بكأس الحليب و أسكبهُ بالحوض حتى يشربهُ أخي فيكبر بسرعة ، ناهيك عن أكواب الماء التي كنتُ أدلقها على التربة خوفاً من أن يكون عطشاناً ..
http://dc04.******.com/i/00107/3g2fvbz9979m.gif
ولا تستغربوا لو قلتُ لكم أنني غطيت جزء من التربةِ ببطانيةٍ حتى لا يشعرَ بالبرد!
لكن الأمر كان ينتهي بتوبيخٍ قليلٍ من أمي في بعض الأحيان ، كانت تظنّ أنني أكره الحليب فألجأ لسكبه في الحوض حتى أتظاهر بأنني شربته!
http://dc04.******.com/i/00107/sc1iqbgxesay.gif
أما في الليل فقد كنتُ أقول لـ نفسي:أنا في البيت عند أمي و أبي وأخاف النوم وحدي ، فكيف بذلك المسكين الذي في الحوض؟!
ألا يبكي؟!
ألا يشعرُ بالخوف؟http://dc08.******.com/i/01568/x0kogardl2w0.gif
لابدّ أنه قويّ جداً ولا يخشى أحداً...http://dc04.******.com/i/00107/hvgpl49agmvj.gif
مرّت بضعة أيامٍ وأنا على ذلك المنوال أرقبُ بصمت وسط حيرة أمي و أبي..
حتى أتى اليوم الذي جاء أمي فيه المخاض وكان نتيجته أن ولدت أخي http://dc08.******.com/i/01568/ilp2rnyi4mxr.gif..
في ذلك اليوم ذهبتُ إلى الحوض ففوجئتُ بنبتةِ جوريّ تنبثقُ أوراقها على استحياء من التربة http://dc08.******.com/i/01568/va79pjdzknxx.gif!
تمّت بحمد الله
،
،
تترقرقُ ذِكرياتي بعذوبة كما الماء الزلال المنبثقِ من صخور الرمال..
فتسقيني براءة و حبوراً لا أحسبُ أنني سأرتوي بمثلهما أبداً..
فتنتعشُ أوراقي و تتألقُ تيجانُ أزهاري..و تحلو أيامي..
القطرة الأولى:
http://www.mexat.com/vb/images-cache/6/2/d/2/5/2/b/62d252be7ed878c93f77ba48b1288258.gif
أمي حاملٌ في الحوض!
جلستُ ذات يومٍ في إحدى زوايا غرفةٍ اكتظت بمزيج من :طناجر الضغط و الغسالات و فناجين القهوة ,وعلب المكياج ، باختصار: الجارات...http://dc01.******.com/i/00107/d90fjp9x5yqc.gif
فكلّ تلك المقادير عند مزجها جيداً تُساهمُ في إعداد جارة من جارات أمي , بلسانها الطويـــــــــل و حديثها الأطـــــــــول. أو لعلّني هكذا كنتُ وما زلت أتصوّر كل واحدة فيهنّ. http://dc03.******.com/i/00107/ii4jerf9natl.gif
أحاطت الجارات أمي لتشكّل دائرةً كبيرة، أو صحنٍ كبيرٍ كما تخيّلتهم ، وقد كانت الوجبة الرئيسيّة فيه هي:أمي..
نعم أمي ببطنها المنفوخ.. http://dc02.******.com/i/00107/shllr94oef41.gif
تململت إحدى الجارات بِكسَل و سألت بحروفٍ تنافرت مع كل مخرج وكأنها تتثاءب: و متى ستلدين..هل حدد لكِ الطبيبُ موعداً؟
أثارني بِشدة هذا السؤال الخارج من فوّهةِ فمها بقوامه المشوّه.. مما دفعني لإفراز آذانٍ إضافية في كل جسدي حتى أسمع ردّ أمي بينما جحظت عيناي بشفتيها حتى لا يهربَ أي حرفٍ ستنثره هنا أو هناك..http://dc01.******.com/i/00107/yr1ic5m24y44.gif
_ لم يتبقّ الكثيرُ من الوقت , قال لي أن الجنين نزل في الحوض!
الجنين نزل في الحوض:eek::eek:؟..
الجنينُ نزل في الحوض:eek:؟!
يا إلهي ماذا تقول أمي؟ يعني أنه قريبٌ من بيتناً..بل..قريبٌ جداً..إنه في الطريق!
http://dc01.******.com/i/00107/zlp03u5afuib.gif
وما إن استوعبتُ جملتها تلك حتى فررتُ من ذلك الصّحن المتشكّل وهرولتُ مسرعةً إلى ساحة بيتنا الخارجية بالتحديد إلى الحوض!
حوض الليمونة!
http://dc04.******.com/i/00107/r20dihr1wtnw.gif
وقفت أحملقُ به مشدوهة أفكّر بما قالت أمي :الجنينُ نزل في الحوض !
وبما أن الحوض الوحيد في الساحة هو حوض الليمونة , فهذا يعني وبدون شك أن أخي الصغير فيه!
و بهذا الاستنتاج قفزت إلى الحوض وبدأت أنكشُ تربته بفأس حديديّ كبير لجدي, وأنا أرددُ بصمت :
أخي في الحوض...!!!
أخي في الحوض....!!!
http://dc04.******.com/i/00107/irn9bfj8jdl9.gif
سأحفر حتى أجده..أمي شريرة جعلته ينزل إلى الحوض ، وتكذبُ عليّ وتقول إنه ببطنها!http://dc03.******.com/i/00107/9x3byd8rk0f7.gif
لكن ما هو الذي ببطنها يا ترى؟!
هل هو أخٌ آخر لي ؟!
هل كنتُ أنا في هذا الحوض قبل أن أولد؟!
أي قبل خمس سنوات..كنتُ مدفونة في هذا الحوض؟!
وجاءت أمي لتخرجني منه؟
وبهذا تكون قد ولدتني؟
http://dc03.******.com/i/00107/niiw6pudubu9.gif
كانت هذه الأسئلة تطفو على سطحِ تفكيري عندما تعفّر وجهي بالتراب و تلطّخت ملابسي به , بينما لم تكن تربة الحوض قد خُدشت خدشاً يُذكر!
رآني على حالي هذه جدي , فصار يصيحُ و يأمرني بالخروج من الحوض ،حتى لا أرتكبَ جريمة بحقّ ثيابي تعاقبني عليها أمي .
ولكن المشكلة الكبرى أنه أخذ ذلك الفأس الحديديّ مني والذي بالكاد كنتُ أستطيع حمله..وبدأ بحرث التربة التي حول الليمونة ، وبعد لحظات انقلبَ التراب وظهرت حفر عميقة نوعاً ما كما بدت لي ، فخفق قلبي بشدة لأنني خفتُ أن يحفرُ بعمق أكبر فيؤذي أخي الصغير الذي لم ينبت بعد..
فصرتُ أناديه:جدي توقف..أرجوك..ستؤذي أخي..http://dc02.******.com/i/00107/oex59y6l9z6o.gifhttp://dc02.******.com/i/00107/8ibe8ahd0v78.gif
لكنه لم يسمعني!http://dc03.******.com/i/00107/q2a49q3p00pb.gif
فهرعتُ لأمي , وقلتُ لها : ماما...هل أنتِ شريرة؟!...http://dc01.******.com/i/00107/zlp03u5afuib.gif
لا أدري من أين خطرت على بالي هذه الكلمة، ولكنني واثقة من أنني تعلمتها من (بل و سيباستيان ..أو سلاحف النينجا) فترتا الأطفال اللتين كنتُ أشاهدهما في ذلك الوقت!:d
أطلقت أمي ضحكة قصيرة وقالت لي:ولماذا أكون شريرة صوفي؟http://dc04.******.com/i/00107/9512wsoofbu9.gif
فقلتُ بعصبية مقطبة الجبين:لأنكِ سمحتِ لأخي بالنزول إلى الحوض!http://dc02.******.com/i/00107/g4e4p24zj8fd.gif
حدّقت بي باستغراب وقالت :وهل كنتِ تستمعين إلى حديثي مع الجارات؟ كم مرة قلتُ لكِ العبي بالخارج ولا تنصتي لكلامنا؟!
فطأطأتُ رأسي وقلت متبرمة:آسفة...
بينما رددتُ بخلدي: طناجر الضغط لا تُفلحُ إلا برشق أبخرة كلامها, ثم تتجاهلُ ما يعلق بي بسببها!
http://dc04.******.com/i/00107/01zvf03sxpjb.gif
ولكن.. فكرة أن أخي في الحوض لم تكن تفارقني للحظة ، صرتُ كلّ يومٍ أقضي وقتي بالقربِ من الحوض ولا أسمحُ لأبناء الجيران من الاقتراب منه أبداً، حتى إنني كنتُ أمسكُ بكأس الحليب و أسكبهُ بالحوض حتى يشربهُ أخي فيكبر بسرعة ، ناهيك عن أكواب الماء التي كنتُ أدلقها على التربة خوفاً من أن يكون عطشاناً ..
http://dc04.******.com/i/00107/3g2fvbz9979m.gif
ولا تستغربوا لو قلتُ لكم أنني غطيت جزء من التربةِ ببطانيةٍ حتى لا يشعرَ بالبرد!
لكن الأمر كان ينتهي بتوبيخٍ قليلٍ من أمي في بعض الأحيان ، كانت تظنّ أنني أكره الحليب فألجأ لسكبه في الحوض حتى أتظاهر بأنني شربته!
http://dc04.******.com/i/00107/sc1iqbgxesay.gif
أما في الليل فقد كنتُ أقول لـ نفسي:أنا في البيت عند أمي و أبي وأخاف النوم وحدي ، فكيف بذلك المسكين الذي في الحوض؟!
ألا يبكي؟!
ألا يشعرُ بالخوف؟http://dc08.******.com/i/01568/x0kogardl2w0.gif
لابدّ أنه قويّ جداً ولا يخشى أحداً...http://dc04.******.com/i/00107/hvgpl49agmvj.gif
مرّت بضعة أيامٍ وأنا على ذلك المنوال أرقبُ بصمت وسط حيرة أمي و أبي..
حتى أتى اليوم الذي جاء أمي فيه المخاض وكان نتيجته أن ولدت أخي http://dc08.******.com/i/01568/ilp2rnyi4mxr.gif..
في ذلك اليوم ذهبتُ إلى الحوض ففوجئتُ بنبتةِ جوريّ تنبثقُ أوراقها على استحياء من التربة http://dc08.******.com/i/01568/va79pjdzknxx.gif!
تمّت بحمد الله