Miss esraa
05-12-2011, 17:13
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
[ السماح السماح يا أبتاه ... لقد قتلت نفسك بيدي! ]
أن ترى أعداءً يتعاونون على إسقاط عدو لهم مشترك رغم مابينهم من الإختلافات ليس غريبًا، لكن الغريب ان ترى ذاك الشخص يعينهم على نفسه!. و أن ترى لصوصًا يتقاسمون – بصفتهم الورثة الغير شرعيين! – غنيمة اسقطوها بعد طول مكر و احتيال ليس عجيبًا، لكن الغريب ان ترى الورثة الشرعيين يتعصبون للصوصهم، بل و يقاتل الواحد منهم أخاه تعصبًا للص ضد لص. و أرضنا أرض العجائب و من بعدها الغرائب، بدأت أول عجيبة حينما ظهرت في صحراء العرب الجرداء بذرة أعظم حضارة عرفها العالم دونما جدال، و من قلوب قوم قساة أشداء تفجرت ينابيع الإيمان و التوحيد برب واحد أحد، بعد ان بلغ الشقاق بينهم ان كان لكل قبيلة منهم صنم تعبده و ان جاعت اكلته! تلك كانت البداية، و كل بدايةِ تَسر.نترك تلك البدايات و ما وراءها، و نتوقف عند مشهد مؤلم لمن يعي قلبه و يشعر عقله. مشهد الثورة العربية الكُبرى سنة 1916 ضد الدولة العثمانية الإسلامية بمباركة و مسانده الدول الإستعمارية و على رأسها بريطانيا التي اوفدت جاسوسها لورانس العرب- صاحب كتاب اعمدة الحكمة السبعة، الذي يشرح فيه كيف سخر من البدو الحمقى! – ليشرف و يقود تلك الثورة المخزية . فيما يخصني، الحديث عن تلك المرحلة يؤلمني أكثر مما يؤلمني الحديث عن شتاتنا الحالي، فمن هناك حُفرت قبورنا و وُقع على شهادات موتنا، من هُناك بدأ انحدارنا – السريع بشكل مذهل – نحو الهاوية و ما بعد الهاوية. غالبًا طمعًا في الحكم و ربما رغبة منه في الإصلاح (!) – و أقول الأخيره من باب حصر جميع الأراء – أعلن الشريف حسين ثورته العربية المنسوبة للمجد ضد الدولة العثمانية التي كانت تحتضر ليزيدها ضعفًا فوق ضعف و و هنًا فوق وهن، بعد ان خُلع سلطان المسلمين عبد الحميد الثاني سنة 1909 بدعوى “الرجعية!”. نجحت تلك الثوره و خرجت الحجاز فدمشق و من بعدهما الشام من الحكم العثماني لتدخل في الحكم الإستعماري، بعد ان كانت مِصر و أقطار أخرى قد خرجت من حكمها منذ زمن.إن كنت ساحسن ظني بالشريف حسين فسأقول انه أحمق، و سأتوقف عند هذا لآني لن اشق صدر الرجل و هو في قبره لأعرف نياته. رُبما أراد مساعدة بني قومه فعلاً اللذين كانت الدولة العثمانية في أخر أيامها تضطهدهم و كانت سببًا بتخلفهم، حتى ان الطابعة لم تصل للدول العربية الا عن طريق الانتداب و قد كانت اسطنبول تملئ مطابعًا. او قد يكون مجرد طامع بالحكم. لا تُهم نياته لكن المهم انه لم ينل ما أراده و أفسد الكثير، ليس وحده طبعًا و لا يخلوا الامر من مؤامرات يهودية – يهود الدونمة – و إستعمارية لكنه كان مسمارًا اخر يُدق في نعش الدولة العثمانية – لاحقًا، وحدتنا و كرامتنا! – و رغم أن الدولة العثمانية لم تكن خالية من الاخطاء و الحماقات التركية، لكنها كانت أهون بكثير من عصر ملوك الطوائف الذي نعيشه الآن. الأتراك ايضًا دقوا مساميرهم في نعش آل عثمان فدعوات التتريك و اضطهاد العرب و القوميات الأخرى، ثم العمالة للدول الإستعمارية و التعاون معها لقلب الخلافة و الردة عن الإسلام بالسعي نحو علمنة تركيا و وضع دستور جديد مشابه لما في فرنسا و بريطانيا في ببغائية مثيره للاشمئزاز مما يحفظه التاريخ و أنا لهم. و على كلِ، فالعرب و التُرك شاركوا بإسقاط الخلافة و كلُ له أسبابه و دوافعه الغير مبرره، فنعم كانت لتلك الدولة مساوئها و ذنوبها لكن الحل يكون بالإصلاح لا بالتفكيك و التدمير، الأمر أشبه بأن تقطع يدك لأن اصبعك جُرح! و رحم الله آل عثمان.ثم؟ ثم بدأ تقطيع الكعكة و توزيع تركة “رجل أوربا المريض” فالخليج و مِصر و فلسطين لبريطانيا، و سوريا و المغرب حق محفوظ لفرنسا، و لإسبانيا و البرتغال حصةٌ محفوظة و لكل صليبي نصيبه مما ترك الرجل المريض. لتبدأ بعدها جاهلية ثانية، سمعنا فيها من يطالب بعودة الامجاد الفرعونية (!) كلطفي السيد الليبرالي الموصوف بأنه رائد التنوير المصري (!!) الذي طالب أيضًا باستعمال اللهجة العامية المصرية بدلاً من الفصحى في المعاملات الرسمية (!!!) و من مِصر أيضًا ظهر الوطنيون كسعد زغلول و مصطفى كامل و أحمد شوقي، و ظهر لنا بفضل نصارى الشام الدعوات القومية العربية كبطرس البستاني و غيره من أمثال فخري البارودي القائل بعد تغنيه عن العروبة”فـلا حـدٌّ يباعدُنا ولا ديـنٌ يفـرّقنا لسان الضَّادِ يجمعُنا بغـسَّانٍ وعـدنانِ“. و لا ننسَ المد الأحمر الشيوعي على يد حزب البعث العربي و المسيحي ميشيل عفلق و اليمن الجنوبية و الحزب الناصري الذي أصبحت مِصر قوميه بعد وصوله لسده الحكم حتى قال قائلهم:
سلامٌ على كفرٍ يوحد بيننا و أهلاً وسهلاً بعده بجهنّمِهبوني ديناً يجعل العرب أمةً وطوفوا بجثماني على دين برهمِبلادك قدمها على كل ملةٍ ومن أجلها أفطر ومن أجلها صُمِثم؟ ثم هلكت كل تلك الدعوات الفرعونية و الفينيقية (!) و القومية – الا وريثها الصوري الوحيد حزب البعث السوري، الذي سيسقط بإذن الله -، الا أخر تلك الدعوات و منتهاها الا وهي الوطنية، و أي وطن؟ ذلك الذي حدده الإستعمار بسايكس بيكو و ما قال المستعمر انه وطنك فهو وطنك و ما عداه فلا! اما ما كان وطن جدك و ابوه فليس من حقك و ما كان أرضًا لاخوتك في الدين فليس لك ان تدعي الإنتساب إليه و لا أن تنصر اخوتك به ان هم احتاجوا النصره، الا عن طريق قوات دولية تخرج بموافقة سامية من العم سام و غالبًا لترعى مصالحه.و نرى الشاهد على هذا في قضية فلسطين، ففي أوجها كانت قضية إسلامية بحتة و بعدها أصبحت قضية عربية مع إبعاد المسلمين الأعاجم عنها لتصبح في النهاية قضية فلسطينية- فلسطينية و شأن داخلي خاص، و الوطنية هي دعوة لفظتها أمم أوربا القوية، التي تحمل كل واحده منها تاريخها و لغتها و عقيدتها – فالمانيا بروستانتية و انجلترا كاثوليكية و بين الملتين عداء مرير- و عداوات قديمة بين كل واحده و الاخرى فتلك الأمم كانت أولى بالوطنية من الدويلات العربية – الإسلامية ذات الدين و التاريخ و اللغة و المصير المشترك. لولا ان امم اوربا تنتبهت لخطورة تلك الفكره و ضروره الوحدة في عصر التكتلات فاتحدت جميعًا رغم كل تلك الفروقات و الإختلافات و رمت “الوطنية” بوجهه أذنابها و عملائها أتباع كل ناعق كي ينشروا الداء بيننا و قد حصل!الوطنية كفكرة لها خرقان او عيبان، كلاهما لا يترك مجالاً للتعديل او التصليح. فالأول انها فكره فاشلة عمليًا و حتى نظريًا، و التطبيق أفضل أختبار لأي نظرية، فمالذي فعلته الوطنية بنا؟ فرقتنا بعد ان فُرقنا أصلاً و باعدت بين قلوب المسلمين حتى ظهر بينهم من يقول انصر ابن بلدي على الغريب و ان كان الغريب مسلمًا و ابن بلدي كافر! زادت الشقاقات و زادت العبأ الذي علينا إصلاحه ان نحن اردنا العودة لمكانتنا القديمة. بل حتى لو تمعنت، ستجد ان الوطنية فشلت حتى في الربط بين ابناء الوطن الواحد وحدها و انظروا لمِصر فهي خير مثال! و انظر للأحداث التي حدثت بين الأقباط و المُسلمين و مصر هي أكثر بلد احتضن تلك الدعوة، و انظر لبلد الرافدين و الاقتتال على السلطة بين العرب و الاكراد وفي المغرب بين العربي و الأمازيغي و حتى في دول الخليج العربية تجد عنصرية بين الحضري و البدوي و كلهم عرب ناهيك عن ابناء بلد واحد! تأمل بتلك الأمثله فتجد ان الوطنية فكرة فاشلة لا تقدر و لا تطيق ان تنفذ ما عجزت عنه القومية و ما قبلها، و امعن النظر فتجد ان الشيء الوحيد الذي ربط ووحد و استوعب كل ابناء تلك البلدان و جعل لهم هيبة و سطوة هو الإسلام وحده، المحارب دومًا و المتهم بأنه السبب في كل تخلف او رجعية مع اقصائه و ابعاده! العيب الأخرفي فكرة الوطنية، هو أنها فكره علمانية بامتياز تجعل الولاء للدولة و الأرض وحدها مع إقصاء الدين و الله يقول ( إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً ) فالأمة في الإسلام أمة واحدة يجمع أبنائها الإسلام وحده دون تفرقه بين اسود و أبيض فيها مع حفظ حقوق المسلمين، اما عند هؤلاء فلا أمة و لا هم يحزنون بل دويلات متناثره الرابط بين أهلها جواز سفر و علم! بل يكفيك – ان لم يكفك ما فات – في بيان عوار تلك الفكرة أنها دعوةٌ غير دعوة هذه الأمة، دعوة لا إله الا الله. و التي كان لها من السؤدد و النصر بقدر ما استمسكت بتلك الدعوة.
-للإستزاده:
الوطنية للشيخ الدكتور سفر الحوالي هنا (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubContent&contentID=431&keywords=%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86%D9%8A%D8%A 9)
القومية للشيخ الدكتور سفر الحوالي هنا (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showcontent&contentID=10)
و رحم الله عبدًا دعى لي بخير
نشرت بمدونتي اولاً
http://complexitiez.wordpress.com/
(http://complexitiez.wordpress.com/)
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
[ السماح السماح يا أبتاه ... لقد قتلت نفسك بيدي! ]
أن ترى أعداءً يتعاونون على إسقاط عدو لهم مشترك رغم مابينهم من الإختلافات ليس غريبًا، لكن الغريب ان ترى ذاك الشخص يعينهم على نفسه!. و أن ترى لصوصًا يتقاسمون – بصفتهم الورثة الغير شرعيين! – غنيمة اسقطوها بعد طول مكر و احتيال ليس عجيبًا، لكن الغريب ان ترى الورثة الشرعيين يتعصبون للصوصهم، بل و يقاتل الواحد منهم أخاه تعصبًا للص ضد لص. و أرضنا أرض العجائب و من بعدها الغرائب، بدأت أول عجيبة حينما ظهرت في صحراء العرب الجرداء بذرة أعظم حضارة عرفها العالم دونما جدال، و من قلوب قوم قساة أشداء تفجرت ينابيع الإيمان و التوحيد برب واحد أحد، بعد ان بلغ الشقاق بينهم ان كان لكل قبيلة منهم صنم تعبده و ان جاعت اكلته! تلك كانت البداية، و كل بدايةِ تَسر.نترك تلك البدايات و ما وراءها، و نتوقف عند مشهد مؤلم لمن يعي قلبه و يشعر عقله. مشهد الثورة العربية الكُبرى سنة 1916 ضد الدولة العثمانية الإسلامية بمباركة و مسانده الدول الإستعمارية و على رأسها بريطانيا التي اوفدت جاسوسها لورانس العرب- صاحب كتاب اعمدة الحكمة السبعة، الذي يشرح فيه كيف سخر من البدو الحمقى! – ليشرف و يقود تلك الثورة المخزية . فيما يخصني، الحديث عن تلك المرحلة يؤلمني أكثر مما يؤلمني الحديث عن شتاتنا الحالي، فمن هناك حُفرت قبورنا و وُقع على شهادات موتنا، من هُناك بدأ انحدارنا – السريع بشكل مذهل – نحو الهاوية و ما بعد الهاوية. غالبًا طمعًا في الحكم و ربما رغبة منه في الإصلاح (!) – و أقول الأخيره من باب حصر جميع الأراء – أعلن الشريف حسين ثورته العربية المنسوبة للمجد ضد الدولة العثمانية التي كانت تحتضر ليزيدها ضعفًا فوق ضعف و و هنًا فوق وهن، بعد ان خُلع سلطان المسلمين عبد الحميد الثاني سنة 1909 بدعوى “الرجعية!”. نجحت تلك الثوره و خرجت الحجاز فدمشق و من بعدهما الشام من الحكم العثماني لتدخل في الحكم الإستعماري، بعد ان كانت مِصر و أقطار أخرى قد خرجت من حكمها منذ زمن.إن كنت ساحسن ظني بالشريف حسين فسأقول انه أحمق، و سأتوقف عند هذا لآني لن اشق صدر الرجل و هو في قبره لأعرف نياته. رُبما أراد مساعدة بني قومه فعلاً اللذين كانت الدولة العثمانية في أخر أيامها تضطهدهم و كانت سببًا بتخلفهم، حتى ان الطابعة لم تصل للدول العربية الا عن طريق الانتداب و قد كانت اسطنبول تملئ مطابعًا. او قد يكون مجرد طامع بالحكم. لا تُهم نياته لكن المهم انه لم ينل ما أراده و أفسد الكثير، ليس وحده طبعًا و لا يخلوا الامر من مؤامرات يهودية – يهود الدونمة – و إستعمارية لكنه كان مسمارًا اخر يُدق في نعش الدولة العثمانية – لاحقًا، وحدتنا و كرامتنا! – و رغم أن الدولة العثمانية لم تكن خالية من الاخطاء و الحماقات التركية، لكنها كانت أهون بكثير من عصر ملوك الطوائف الذي نعيشه الآن. الأتراك ايضًا دقوا مساميرهم في نعش آل عثمان فدعوات التتريك و اضطهاد العرب و القوميات الأخرى، ثم العمالة للدول الإستعمارية و التعاون معها لقلب الخلافة و الردة عن الإسلام بالسعي نحو علمنة تركيا و وضع دستور جديد مشابه لما في فرنسا و بريطانيا في ببغائية مثيره للاشمئزاز مما يحفظه التاريخ و أنا لهم. و على كلِ، فالعرب و التُرك شاركوا بإسقاط الخلافة و كلُ له أسبابه و دوافعه الغير مبرره، فنعم كانت لتلك الدولة مساوئها و ذنوبها لكن الحل يكون بالإصلاح لا بالتفكيك و التدمير، الأمر أشبه بأن تقطع يدك لأن اصبعك جُرح! و رحم الله آل عثمان.ثم؟ ثم بدأ تقطيع الكعكة و توزيع تركة “رجل أوربا المريض” فالخليج و مِصر و فلسطين لبريطانيا، و سوريا و المغرب حق محفوظ لفرنسا، و لإسبانيا و البرتغال حصةٌ محفوظة و لكل صليبي نصيبه مما ترك الرجل المريض. لتبدأ بعدها جاهلية ثانية، سمعنا فيها من يطالب بعودة الامجاد الفرعونية (!) كلطفي السيد الليبرالي الموصوف بأنه رائد التنوير المصري (!!) الذي طالب أيضًا باستعمال اللهجة العامية المصرية بدلاً من الفصحى في المعاملات الرسمية (!!!) و من مِصر أيضًا ظهر الوطنيون كسعد زغلول و مصطفى كامل و أحمد شوقي، و ظهر لنا بفضل نصارى الشام الدعوات القومية العربية كبطرس البستاني و غيره من أمثال فخري البارودي القائل بعد تغنيه عن العروبة”فـلا حـدٌّ يباعدُنا ولا ديـنٌ يفـرّقنا لسان الضَّادِ يجمعُنا بغـسَّانٍ وعـدنانِ“. و لا ننسَ المد الأحمر الشيوعي على يد حزب البعث العربي و المسيحي ميشيل عفلق و اليمن الجنوبية و الحزب الناصري الذي أصبحت مِصر قوميه بعد وصوله لسده الحكم حتى قال قائلهم:
سلامٌ على كفرٍ يوحد بيننا و أهلاً وسهلاً بعده بجهنّمِهبوني ديناً يجعل العرب أمةً وطوفوا بجثماني على دين برهمِبلادك قدمها على كل ملةٍ ومن أجلها أفطر ومن أجلها صُمِثم؟ ثم هلكت كل تلك الدعوات الفرعونية و الفينيقية (!) و القومية – الا وريثها الصوري الوحيد حزب البعث السوري، الذي سيسقط بإذن الله -، الا أخر تلك الدعوات و منتهاها الا وهي الوطنية، و أي وطن؟ ذلك الذي حدده الإستعمار بسايكس بيكو و ما قال المستعمر انه وطنك فهو وطنك و ما عداه فلا! اما ما كان وطن جدك و ابوه فليس من حقك و ما كان أرضًا لاخوتك في الدين فليس لك ان تدعي الإنتساب إليه و لا أن تنصر اخوتك به ان هم احتاجوا النصره، الا عن طريق قوات دولية تخرج بموافقة سامية من العم سام و غالبًا لترعى مصالحه.و نرى الشاهد على هذا في قضية فلسطين، ففي أوجها كانت قضية إسلامية بحتة و بعدها أصبحت قضية عربية مع إبعاد المسلمين الأعاجم عنها لتصبح في النهاية قضية فلسطينية- فلسطينية و شأن داخلي خاص، و الوطنية هي دعوة لفظتها أمم أوربا القوية، التي تحمل كل واحده منها تاريخها و لغتها و عقيدتها – فالمانيا بروستانتية و انجلترا كاثوليكية و بين الملتين عداء مرير- و عداوات قديمة بين كل واحده و الاخرى فتلك الأمم كانت أولى بالوطنية من الدويلات العربية – الإسلامية ذات الدين و التاريخ و اللغة و المصير المشترك. لولا ان امم اوربا تنتبهت لخطورة تلك الفكره و ضروره الوحدة في عصر التكتلات فاتحدت جميعًا رغم كل تلك الفروقات و الإختلافات و رمت “الوطنية” بوجهه أذنابها و عملائها أتباع كل ناعق كي ينشروا الداء بيننا و قد حصل!الوطنية كفكرة لها خرقان او عيبان، كلاهما لا يترك مجالاً للتعديل او التصليح. فالأول انها فكره فاشلة عمليًا و حتى نظريًا، و التطبيق أفضل أختبار لأي نظرية، فمالذي فعلته الوطنية بنا؟ فرقتنا بعد ان فُرقنا أصلاً و باعدت بين قلوب المسلمين حتى ظهر بينهم من يقول انصر ابن بلدي على الغريب و ان كان الغريب مسلمًا و ابن بلدي كافر! زادت الشقاقات و زادت العبأ الذي علينا إصلاحه ان نحن اردنا العودة لمكانتنا القديمة. بل حتى لو تمعنت، ستجد ان الوطنية فشلت حتى في الربط بين ابناء الوطن الواحد وحدها و انظروا لمِصر فهي خير مثال! و انظر للأحداث التي حدثت بين الأقباط و المُسلمين و مصر هي أكثر بلد احتضن تلك الدعوة، و انظر لبلد الرافدين و الاقتتال على السلطة بين العرب و الاكراد وفي المغرب بين العربي و الأمازيغي و حتى في دول الخليج العربية تجد عنصرية بين الحضري و البدوي و كلهم عرب ناهيك عن ابناء بلد واحد! تأمل بتلك الأمثله فتجد ان الوطنية فكرة فاشلة لا تقدر و لا تطيق ان تنفذ ما عجزت عنه القومية و ما قبلها، و امعن النظر فتجد ان الشيء الوحيد الذي ربط ووحد و استوعب كل ابناء تلك البلدان و جعل لهم هيبة و سطوة هو الإسلام وحده، المحارب دومًا و المتهم بأنه السبب في كل تخلف او رجعية مع اقصائه و ابعاده! العيب الأخرفي فكرة الوطنية، هو أنها فكره علمانية بامتياز تجعل الولاء للدولة و الأرض وحدها مع إقصاء الدين و الله يقول ( إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً ) فالأمة في الإسلام أمة واحدة يجمع أبنائها الإسلام وحده دون تفرقه بين اسود و أبيض فيها مع حفظ حقوق المسلمين، اما عند هؤلاء فلا أمة و لا هم يحزنون بل دويلات متناثره الرابط بين أهلها جواز سفر و علم! بل يكفيك – ان لم يكفك ما فات – في بيان عوار تلك الفكرة أنها دعوةٌ غير دعوة هذه الأمة، دعوة لا إله الا الله. و التي كان لها من السؤدد و النصر بقدر ما استمسكت بتلك الدعوة.
-للإستزاده:
الوطنية للشيخ الدكتور سفر الحوالي هنا (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubContent&contentID=431&keywords=%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86%D9%8A%D8%A 9)
القومية للشيخ الدكتور سفر الحوالي هنا (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showcontent&contentID=10)
و رحم الله عبدًا دعى لي بخير
نشرت بمدونتي اولاً
http://complexitiez.wordpress.com/
(http://complexitiez.wordpress.com/)