PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : أولى إبتدائي



القاتله الحساسه
14-09-2011, 09:25
بسم الله الرحمن الرحيم

تلك المرحلة من حياتي

كانت بداية مشواري العلمي

بداية أحلامي

بداية فرحتي

كنت أنتظر بشوق أن أكون داخل أسوار المدرسة

ويطلق علي إسم طالبة

كنت سعيدة بمريول المدرسة

والكتب الجديدة

كنت سعيدة بحقيبتي

وسعيدة بحذائي

طاقت روحي الى المدرسة قبل جسدي

أول يوم دراسي

أذكر تفاصيلة الصغيرة

أذكر دهشتي بالجموع الكثيرة

أذكر تأملي لكل صديقة

كان يوم حافل بمفاجأت عديدة

كانت الفتيات يبكين لا أعلم لماذا

كل واحدة ممسكة بوالدتها ولاتريد تركها

إلا أنا لم تكن والدتي معي

ولم أبكي

كنت حينها مندهشة لم يكن لدي وقت للبكاء

خرجت من عالمي ودخلت عالم أجهل عواقبة

كان هناك أحتفال للمستجدات

في كل مكان زينة و بالونات

وأمهات ومعلمات كثيرات

إنتهى الإحتفال

وبدأ تقسيم الفتيات

ولكل مجموعة رائدة فصل

كنت أنتظر نصيبي

أنتظر رائدة فصلي

كي تنير لي درابي

تعلمني حروف لأكتب أسمي

كنت أنتظر بشوق

أريد أن أرها

وعندما أنتهي التقسيم

عرفت من هي معلمتي

كان ظاهرها لا يبدو مريح

ضخمة ولا تبتسم

خفت منها قليل

سيرنا خلفها طابور

حتي وصلنا لفصلنا

لم يكن فصل بل جنة

كان فصل فاخر جداً

فية كل أنواع الزينة

كان أجمل فصل بالمدرسة

أنيق ومرتب ونظيف

قلت لنفسي في هذا المكان

سأعيش أحلي أيام عمري

كنت متفائلة وسعيداً جداً

كان الأسبوع الأول مرح وفرح

وحلوي وألعاب حتي تعلقنا بالمدرسة

ما أن حان وقت الجد

وبدأت الدراسة

كشفت لنا معلمتنا عن وجهها الحقيقي

معاملتها سئية

وأسلوبها منفر للغاية

وصوتها عالى مقزز

حاولت أن أهضم مايحدث

لم أستطع

وتطورت تلك المعاملة السئية

الى إعتداء بالضرب

كانت تضربنا بوحشية

وتضرب صديقاتي أمامي

من بعد تلك المناظر البشعة

أصبت بالخرس

كانت معقدة بما يكفي

بثت سموم أحقادها علينا

ونحن مازلنا براعم

كانت رزان تلعب دور البطولة

حيث أن والدتها تعمل في نفس المدرسة معلمة

وأتوقع كان خلاف بينهما

أجلست زران في الصف الأول أمامها

لتضربها بإستمرار

كلما عجزت رزان عن نطق حرف

لاتجد سوى ضربة أقسي من الحجر

كنت أتسأل لماذا والدة رزان ترضي بهذا

الإعتداء علي إبنتها فأثار الضرب تبدوعلي ملامحها

كنا جمعنا نضرب ولكن رزان الأكثر

دمرتني تلك المعلمة

ودخلت الى أفكاري وبعثرتها

كأن قدمها قدم دجاجة مليئة بالحبر الأسود

ودخلت خيالي وطبعت بقدمها النجسة

ولوثت أمالى

كأنها دخلت حياتي

وكسرت كل شئ كان عندي غالي

كأنها حطمت أثاث غرفتي

وألفت كتبي

ومزقت مريولي

كأنها قتلت فرحتي بمدرستي

وشوهت الحياة بنظري

سلطت علي تلك المعلمة من بين معلمات العالم

كي تدفني وأنا حية

وترت الفصل بالكامل

لايُسمع سوى صوت أنين

أطفال أبرياء لا يستطيعون التعبير

اللهم لا تسلط علينا من لا يرحمنا

قضيت شهور وأنا أعاني

تأزمت نفسيتي

وفقدت صوتي

وكل هذا حصل ولم أبكي

كان الصمت حليفي

والخوف من الدنيا نصيبي

لا أعلم لماذا لم أخبر أحد بمعاناتي

لماذا لم أصرخ وأقدم أعتراضي

سلبت تلك المعلمة روحي

سلبت طفولتي

كرهت الدنيا وكرهت نفسي

فجأة دخل الى الفصل معلمة أخري

وجهها مشرق وإبتسامتها تبشر بخير

عذراً يا أستاذة

أريد مجموعة من الطالبات

سنفتح فصل جديد

فسمحت لها

وبدأت تختار وكل فتاة تختارها

تسعد بذلك الإختيار

تمنيت أن أكون إحدى الفتيات

وكني أقول لها خذني أرجوكِ

أنقذني أعيدي لي فرحتي التي سلبت

خذني بقايا جروح أرجوكِ داويني

كادت تلك المعلمة تغتال طفولتي

إرحمني من هذا الجحيم الذي أعيش فية

وكنها أحست بي ولبت النداء

شعور لا يوصف بالسعادة

مثل مسجون وفك سجنة

أو مثل مريض وشفى من مرضة

أو مثل سمكة كانت تعاني في صحراء ورجعت الى بحرها

وعندما وقفت بقربها نظرت الى صديقاتي الاتي لم يتم الإختيار عليهن

وحزنت علي البوس الذي يعيشون فية

وتمنيت لو أستطع أن أنقدهم مماهم فية

ونظرت الى رزان

التي تضرب كل يوم

وعندما أختارتها المعلمة الجديدة

قالت لها المعلمة المعقدة

لا لا أتركي هذه لي

أحتقرتها جداً

وقلت في نفسي

ليس العتب عليك أنت الغريبة

العتب علي والدتها التي تعلم بمأساتها وتركتها

تأسفت كثيراً علي نصيب رزان من الدنيا

وسألت المولي أن يعوضها


أما أنا

كنت من ضمن الفتيات

الاتى فتحت لهن أبواب السموات

وبدأنا نعيش في أحضان أم حنون

بدأنا نرى الدنيا من جديد

نرى الفجر الجميل

نرى الحياة من خلال عيناها

نرى كل شئ علي مايرام

مسحت من ذاكرتنا

كل الشهور الثقال

التى قضيناها مع تلك المعقدة

تحسنت نفسيتي كثير

ورجعت إبتسامتي وضحكتي تنير

وأصبحت بلبل يصدح

حتي صرت أشاركها في الشرح

تجلسني بقرب طالبة ضعيفة الفهم

وصارت معلمتي بثينة

تشير بالمسطرة علي الحرف

فأنطقة أنا ثم تنطقة الطالبة بعدي

وكهذا حتي تحفظ الحرف

كنت سعيدة

لأن ثقتي رجعت لي

وأنتهى العام الدراسي الأول لي

أنتهى العام بحفل ختامي

حيث كان يوم التكريم والتتويج

وكُرمت (الطالبة المتفوقة) بالمرتبة الأولي

وكُرمت (الطالبة المثالية)

صفق لي الجميع

ونظرت الي الجماهير

بنظرة فرح

رجعت الى الحياة

ولدت من جديد

علي يد معلمتي بثينة

فضلها علي لا أنساه ماحييت

حبها في قلبي لا تمحية طول السنين

وأبقى أذكرها بالخير في كل حين

وأدعي لها في ظهر الغيب

حفظها المولي وحفظ أبنائها من كل شر

لولاها كنت سأبقى في منزلي

لأني كنت ساترك العلم والنور

سأترك الحياة وجمالها

سأترك صديقاتي

وأترك العالم بأكملة

وأعيش في عالمي الذي أعتدت علية

منزلي أشرف لي من معلمة قاسية تهين كرامتي

معلمتي بثينة

أنتشلتني الى عالم جميل

جعلتني أحب نفسي

جعلتني أحبها رغماً عني

بطيبتها وحنان قلبها أسرتني

معاملتها توحي أن إنسانة بمعني الإنسانية

تبقى صورتها محفورة في ذاكرتي

وتبقى البطلة الجميلة في نظرى

وأسمها مخلد في قلبي

يكفي شموخي
14-09-2011, 10:22
لا تعليق حتى إشعار آخر

الخطيره لوحدي
14-09-2011, 10:56
ماشاء الله عليك تعبيرك ممتاز والموضوع مهم جدا و انت ما قصرتي و صلتيه بطريقه رائعه::جيد::
ولي عوده للتعليق على الموضوع بالتفصيل باذن الله :رامبو:

*سهر*
14-09-2011, 13:53
سأعلق على ماكتبتى لانى عانيت من نفس المشكلة فى اول عام دراسى لى

ولكنى من صغرى وانا املك رأيى و إرادتى فعندما وجدت مدرستى تقسو عليا وتعاملنى بغباء

رجعت الى المنزل وقلت لامى وابى اننى لن استمر فى هذا الفصل استحالة ونقلت الى الفصل المجاور


ومرت السنوات....... وها انا فى اخر سنة دراسية فى المدرسة

احترامى لكى

MAR5OOS
15-09-2011, 20:30
كلام جميل جداَ
انا ذاكرتي ضعيفة ولكن لا أنسى الصف الأول:ميت:
أذكر الأستاذ خليل :رامبو: كان متوحشاً :d
وكان سورياً من الشعب البطل ولكن أظن بأن خليل من شبيحة النظام السوري هههه عذراً ولكن تلك الحقيقة
كان يعذبنا يتدرب الكارتيه علينا:d
وكان يجبرنا برقص الدبكة (رقصة شامية) وهوا يغني عالاد العونه ونص الصف يبكي و يرقص (تناقض :d )
الله يرحم أيام زمان :rolleyes:
وشكراً