خيال ماطر
13-09-2011, 11:48
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1601115&d=1325653291
http://dc10.******.com/i/02816/3mi48nuume3p.gif
الفتى ذو الأذرع الميتة
http://dc16.******.com/i/03390/95151upku1dv.jpg
الفتى ذو الأذرع الميتة..
ولي مع هذا الفتى قصة لا تنسى
إنه فتى صنعَ في ذاكرتي غرفة خاصة به..
علق على بابها لافتة صغيرة مكتوب عليها ذكرى مميزة..
كان لقائي الأول معه في معرض الكتب..
كتابه الذي أذهل الجميع بروعته وبلاغة ما قد كتب فيه
لم أتخيل أن يكون كاتبه فتى بأذرع ميتة
لم يعيقه موت أطرافه ليبدع بفنه الأصيل
وذلك بما نسجه فكره المتألق
لا أزال أتذكر نظراتي محدقة له وكأنه زائر من عالم أخر
ولما أحس بي تبسم وقرأ في أعيني المبهورة منها ما قرأ..
تقدم نحوي بكرسيه المتحرك وقال:
-أيهما يرعبك؟
-منظر مقعد عاجز؟؟
-أم منظر كاتب مبدع رغم إعاقته؟
أتذكر إني لم أحسن الرد عليه
وسألته سؤالا كان يشغل فكري منذ إن سمعت عنه
-كيف وصلت يا فتى إلى ما وصلت إليه رغم حداثة سنك؟
عاد ليبتسم لي من جديد قائلا :
-لقد بنيت لنفسي صرح للعظمة لا يدخله إلا أنا .
-كيف هذا؟
-هي قصة كل عظيم عاش على هذه الدنيا
-لم يخلده ماله أو قوة جسده
-بل خلدَ نفسه بصرحٍ بناه لنفسه واستمر في بنائه إلى أخر لحظة من حياته..
-هي قصة مسيرة في أرض قاحلة برفقة التعب والحلم..
-التعب الذي بدأ لي طفلاً صغيراً ..
-والحلم الذي كان يرافقني وهو يرتدي أحلى ملابسه ..
-سرت معهما حتى وصلنا إلى قصر فخم
-كان فيها عظماء كثيرون
-وظلوا ينظرون لي بازدراء
-لم أكن مثلهم حتى ملابسي كان رثة وقديمة جداً
-أحسست بعد لحظات بان نظراتهم صارت سهاما تصوب نحوي
-حتى ركعت على الأرض بسببها غير قادراً على نهوض ومتابعة المسير
-وقررت وأنا في أوج لحظات ضعفي العودة أدراجي
-فتمالكت نفسي وهممت بالمغادرة المكان بالصمت الرهيب.
-لأجد رفقة الطريق تعترضني.
-وقف رفيقي التعب الصغير ينظر لي بعينه البريئتين
-وكأنه يقول لي إلى أين يا صاحبي؟
-أزحت نظري عنه لأرى رفيقي الأخر الحُلم يشارك التعب نظراته معاتبه لي
-وقفت ساكناً للحظة أفكر بكل شي
-بطريقي الطويل وبرفقة الدرب
-حينها تأججت في نفسي قوة غريبة واتخذت قراري أخيراً .
-وغيرت وجهتي ومضيت نحو الأمام نحو حلمي مهما صار
-وهكذا صرت ماضياً غير مبالياً تلك النظرات ولا بالسهام غادرة وأن أوجعتني
-مكافحاً وحدي ومتوكلاً على ربي وقاطعاً وعداً لنفسي
-إلا أركع على أرض مرة أخرى
-حتى أصل إلى صرخة الواقع
-وهناك فقط سأغمض عيني وأغرد وحيداً وأنا فوقها
-ومع الوقت سيصل الصوت لمن أحس قيمة صوتي
-ويتحلقون حولي ليستمعوا لتغريدي
-حينها فقط يكون تعبي قد صار رجلاً كبيرا
-وغداً بإذن الله سيكون عملاقاً معي
-أما حلمي فانه سيزيد تألقاً بملابسه الجديدة ..
-حينئذ سأفتح عيني لأرى كثيرون من حولي يصفقون لي بحرارة
-وسأنهض من مكاني لاستمر في طريقي غير مستسلماً
-ولن يوقفني عن السعي فيه غير الموت ...
-هذه هي قصتي يا آنستي الفاضلة ..
-و إن قصصتِ قصتي لأحدٍ يوماً ما
-فأرجو أن تختميها بان هذه هي قصة الفتى ذو الأذرع الميتة..
http://dc16.******.com/i/02259/mh39d4g1qvmh.gif
http://dc10.******.com/i/02816/3mi48nuume3p.gif
الفتى ذو الأذرع الميتة
http://dc16.******.com/i/03390/95151upku1dv.jpg
الفتى ذو الأذرع الميتة..
ولي مع هذا الفتى قصة لا تنسى
إنه فتى صنعَ في ذاكرتي غرفة خاصة به..
علق على بابها لافتة صغيرة مكتوب عليها ذكرى مميزة..
كان لقائي الأول معه في معرض الكتب..
كتابه الذي أذهل الجميع بروعته وبلاغة ما قد كتب فيه
لم أتخيل أن يكون كاتبه فتى بأذرع ميتة
لم يعيقه موت أطرافه ليبدع بفنه الأصيل
وذلك بما نسجه فكره المتألق
لا أزال أتذكر نظراتي محدقة له وكأنه زائر من عالم أخر
ولما أحس بي تبسم وقرأ في أعيني المبهورة منها ما قرأ..
تقدم نحوي بكرسيه المتحرك وقال:
-أيهما يرعبك؟
-منظر مقعد عاجز؟؟
-أم منظر كاتب مبدع رغم إعاقته؟
أتذكر إني لم أحسن الرد عليه
وسألته سؤالا كان يشغل فكري منذ إن سمعت عنه
-كيف وصلت يا فتى إلى ما وصلت إليه رغم حداثة سنك؟
عاد ليبتسم لي من جديد قائلا :
-لقد بنيت لنفسي صرح للعظمة لا يدخله إلا أنا .
-كيف هذا؟
-هي قصة كل عظيم عاش على هذه الدنيا
-لم يخلده ماله أو قوة جسده
-بل خلدَ نفسه بصرحٍ بناه لنفسه واستمر في بنائه إلى أخر لحظة من حياته..
-هي قصة مسيرة في أرض قاحلة برفقة التعب والحلم..
-التعب الذي بدأ لي طفلاً صغيراً ..
-والحلم الذي كان يرافقني وهو يرتدي أحلى ملابسه ..
-سرت معهما حتى وصلنا إلى قصر فخم
-كان فيها عظماء كثيرون
-وظلوا ينظرون لي بازدراء
-لم أكن مثلهم حتى ملابسي كان رثة وقديمة جداً
-أحسست بعد لحظات بان نظراتهم صارت سهاما تصوب نحوي
-حتى ركعت على الأرض بسببها غير قادراً على نهوض ومتابعة المسير
-وقررت وأنا في أوج لحظات ضعفي العودة أدراجي
-فتمالكت نفسي وهممت بالمغادرة المكان بالصمت الرهيب.
-لأجد رفقة الطريق تعترضني.
-وقف رفيقي التعب الصغير ينظر لي بعينه البريئتين
-وكأنه يقول لي إلى أين يا صاحبي؟
-أزحت نظري عنه لأرى رفيقي الأخر الحُلم يشارك التعب نظراته معاتبه لي
-وقفت ساكناً للحظة أفكر بكل شي
-بطريقي الطويل وبرفقة الدرب
-حينها تأججت في نفسي قوة غريبة واتخذت قراري أخيراً .
-وغيرت وجهتي ومضيت نحو الأمام نحو حلمي مهما صار
-وهكذا صرت ماضياً غير مبالياً تلك النظرات ولا بالسهام غادرة وأن أوجعتني
-مكافحاً وحدي ومتوكلاً على ربي وقاطعاً وعداً لنفسي
-إلا أركع على أرض مرة أخرى
-حتى أصل إلى صرخة الواقع
-وهناك فقط سأغمض عيني وأغرد وحيداً وأنا فوقها
-ومع الوقت سيصل الصوت لمن أحس قيمة صوتي
-ويتحلقون حولي ليستمعوا لتغريدي
-حينها فقط يكون تعبي قد صار رجلاً كبيرا
-وغداً بإذن الله سيكون عملاقاً معي
-أما حلمي فانه سيزيد تألقاً بملابسه الجديدة ..
-حينئذ سأفتح عيني لأرى كثيرون من حولي يصفقون لي بحرارة
-وسأنهض من مكاني لاستمر في طريقي غير مستسلماً
-ولن يوقفني عن السعي فيه غير الموت ...
-هذه هي قصتي يا آنستي الفاضلة ..
-و إن قصصتِ قصتي لأحدٍ يوماً ما
-فأرجو أن تختميها بان هذه هي قصة الفتى ذو الأذرع الميتة..
http://dc16.******.com/i/02259/mh39d4g1qvmh.gif