PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : نفحاتٌ من ذكــرى.. (أرشيف ذكريات همس الرمضاني) !



جُلّسَانْ،♥
22-08-2011, 04:33
http://im9.gulfup.com/2011-08-21/1313986573151.gif

{..
مَدخَل..

قَدْ لاحَ سنــا الوضّاحُ.........و بأفق السما أفراحُ
كم تاقت لكـَ الأرواحُ..........و جبينُ الوُجودِ تهلّــــل..
يا نورَ الهِــــــلالِ الأجمـل.......يا نور الهلال..
رمضان الكريم أهلّ.....بِـ هلالِ السورو أطلّ..
و ضياءُ الإله تجلّى........و ربيعُ السعادةِ أقبَــل..

>>أداء فرقة طيور الجنّـــــــة..[!]التحميل من هنا (http://www.4shared.com/audio/jGu9eVjM/___online.html)[!]


\
/

ذاتَ يومٍ عبثت أناملُ حنيني بـِـ ستارةِ نسياني دونما اكتراثٍ مني أو ردع,فانتهى بها الحال بأن فتقتها على حينِ غفلة ثم استمرّت باللعبِ في ذلك الشق حتى كبُرَ و تراءى ثقبه كاشفاً عن عالمٍ من ذّكرياتِ ولّت بهـا الأيام,فجمعها عقلي في عالمٍ مَحضٍ غلّفهُ بستارة النسيان تلك,فاستثارني حنينٌ, و بعضاً من فضولٍ لأزورني في ذكرياتي...((أرشيفي)).. .


..}

جُلّسَانْ،♥
22-08-2011, 05:15
http://im9.gulfup.com/2011-08-21/1313987944671.jpg




{..

زيارتي الأولى:
26\رمضان 2010





زرقةُ السّماءِ تزيّنت بالبهاء ,وجعلتْ تُهندِمُ نفسها لتبدوَ لائقة في حضرةِ شمس الشموس المتلألئة , راسمة ببياض غيومها ستائر تُسرّ النجوى بينهما.

وعلى الأرض رأيتني أسير بوقارٍ و خطىً و ئيدةٍ برفقةِ أمّي و أخواتي و ابنة خالي ,في تلك الطريق المعبّدة بحجارةٍ قديمةٍ مربّعة الشكل ذاتُ تنسيقٍ فريدٍ,ترتفعُ على جوانبها أبنية أثريّةٌ قديمة توحي بالأصالةِ و روعةِ الفنّ المعماريّ الإسلاميّ.
استمرّيتُ بالسير و أنا أرمقُ ما حولي بإعجابٍ وشعرتُ لوهلةٍ أنني قد عدت بالزمن 700 عامٍ لأجدني في سوقٍ قديم لأحدِ المدائن الإسلاميّة.
فشعرتُ بغبطةٍ و راحةٍ ما لبثت أن تبددت حين رأيتُ ذلك المشهد البغيض أمامي.
جنديّ احتلالٍ يقف برفقة زملائه على ناصية الطريق يحدّقون بالمارّة بمكرٍ و استخفاف,و يرحّبون بؤلئك السياح الأجانب الذي جعلوا يتجوّلون بوقاحةٍ في أرجاء ذلك المكان الإسلاميّ , ولعلّ أكثر ما أغضبني هو رؤيتهم بملابسهم الخادشة للحياء!.
رمقتهم بغيظٍ و قهرٍ ,و تمنّيتُ لو كنتُ أملكُ شيئاً يساعدني في القضاء عليهم ,علّ تلك الغصة التي استعمرت صدري تتراخى.
ولكن..هيهــــات..
لاحظت أمي مؤشرات غضبي من تمتمتي,فهمست:تابعي السير وكأنكِ لا ترينهم.
فقلتُ بلا مبالاة:وكأنني لا أراهم ؟!و عيوني تأكلهم ؟!!
ثم أردفت بتنهيدة قصيرة:,آآه أنا عطشانة..اللهم إني صائمة.
و يبدو أن جملتي الأخيرة قد ارتمت عند مسامع ذلك الجنديّ,فما رأيته إلا وقد أمسكَ بقارورة ماء وصلها بفمه لتندلقَ محتوياتها في حلقه,بينما تركّزت عيناه الغائرتين عليّ..!
اللعنـــــة..ما أحقره..يُريدُ إغاظتي حقاً ؟ كم أرغب في قتله شرّ قتلة..
و التهب الغضب في عروقي..
فشدّتني أمي من يدي,وهمهمت:لا تبالي,غضب الله عليهم وعلى أفعالهم..
_ثم رفعت صوتها وقالت وهي تومئُ إلى شيء أمامها:هــــــاقد وصلنــــا.
_وصلنـــــا؟ لكن..أين هي؟ إنّـي لا أراها.
_تابعوا السير فقط و سترونها.

فمشينا في ممرٍ معتم يتناثر في زقاقه ثلةٌ من الجنودِ , اختتمَت بـ بوابةٍ حديديّة كبيرة تلتهم النور من الخارج.
وقد كتب فوقها: "بــــاب حُطّــــة"..
وما إن ولجنا من ذلك الباب حتى خفقت قلوبنا مستطيرة من الفرح,وتعلّقت عيوننا على تلك القبّة الذهبية التي ما فتأت تلمع بحنانٍ تحتَ أشعّة الشمس ,فتزيدها جمالاً على جمالها.
فحملتنا أقدامنا لنركض سراعاً على تلك الدرجات التي ألقتنا نهايتها في "ساحةِ المسجد الأقصى".
ثم توالت خفقات القلوب بالتسارع عندما سمعنا المؤذّن يصدح بأذانِ العصر..
فانتشر عالياً صوت الأذانِ ناشراً نفحاته الإيمانيّة في الأرجاء,مخترقاً أسماع المسلمين,المسيحيين,وحتى اليهود..
وكأنه يقول:يا قوم..هذا الحق من ربكم أفلا تؤمنون..!

ولا أخفيكم سرّاً أنني تذمّرتُ بسبب تأخرنا في شغل البيت الأمر الذي أخرنا في الوصولِ إلى المسجد..><"
آآهٍ من أعمال البيتِ التي لا تنتهي..

فيما بعد,تجوّلنا قليلاً في ساحة المسجد الأقصى نسترجعُ ذكرى أيامٍ مضت,أياماً كنّا نأتي إلى هنا بلا ما نع ولا قيد.
لا تعوزنا الحاجة للعبور خلسة لزيارة مسقط رأسي و مسرى رسولي.

آآهٍ يا قدس,أسرُكِ لوعةٌ تتّصلُ بقلبي كلمّا تذكّرتُها انتفضت أركانه و هوتْ شِعابُه.

ليس بعيداً عن تلك الأجواء,و إنّما في لُبّها,أقصد المصلّى القِبليّ أو ما يعرفُ بقبّة الصخرة المشرّفة,تساوت صفوفنا بجمالٍ و جعلنا نؤدّي صلاتنا بقلوبٍ ملؤها الإيمان..!
بعد أن أتممنا صلاتنا اتخذنا مكاناً لنا في المسجد جلسنا فيه نتلو ما تيسّر لنا من آياتٍ قرآنية.
و في أثناء ذلك,كنتُ أرقبُ أزواج الحمام الذي اتخذت من المسجد مكاناً تأوي إليه , ولعلّ أكثر ما لفت انتباهي أكثر هو تلك الزخرفات الزرقاء باذخة الجمال والتي تبرقشت بها النوافذُ من الداخل ,فتمرّ من خلالها أشعّة الشمس لتصطبغ بزرقتها.
لم أكن أعلمُ أن تلك الزخرفات التي تحيط بأسفل القبّة من الخارج..محض نوافذ..!
وحتى قبّة الصخرة من الداخل أثارني جمالها الخلاب,بتلك الآياتِ التي سوّرتها و الزخرفات الفريدة من نوعها..
يـــااه,أحمدُ الله أنه أكرمَ عيوني بشرفِ رؤيةِ هذه البصمات الخالدة لأجدادي العرب و أمجادهم.


http://im9.gulfup.com/2011-08-21/1313990018202.jpg

http://im9.gulfup.com/2011-08-21/1313990018891.jpg


وبعدها,تجوّلنا في المسجدِ قليلاً,و دخلنا المغارة التي فيه,تحسسنا جدرانها,والتقطنا بعض الصور للذكرى..
ولكن ياللأسف ,لم تكن واضحة لأن المكان معتم..><".
ثم خرجنا لنتابع سيرنا في أرجاء الساحة,فرأينا الرجال المعتكفون في العشر الأواخر يتعبّدون..

ثمّ أكملنا سيرنا في الساحات الأخرى المحيطة بالمكان, حتى وصلنا لمبنىً أثريّ قديم مربّع الشكلِ تعلوه قبّة و بابه أخضر!,أخبرتنا أمي أنه كان "دار القرآن" التي ارتادتها في صغرها.

http://im9.gulfup.com/2011-08-21/1313989754541.jpg



و كذلك أرتنا مبنىً قديمٍ آخر أخبرتنا بأنه كان مدرستها أيضاً..
والجميل في الموضوع أن باب تلك المدرسةِ كان مفتوحاً تستقبلنا بعده درجاتٌ طوالٌ.
مع أنه كان لا يوحي بأنه مدرسةٍ حالياً إلا أننا رغبنا بالدخول إليه,وسط صياح أمي بعدم دخوله .
وما كدنا نصل آخر الدرجات حتى سمعنا صوت أحدهم يصيح بصوت مخيف :من على الدرج؟!
فخفنا من ذلك الصوت و ولّينا هاربين..
ونحن نلهث قائلين:المدرسة مسكونة بالأشبـاح..اهربوووا>>أتعلمون..أرغب بزياة تلك المدرسة حقاً..لأعرف كيف شكلها:confused:

قضينا وقتاً جميلاً جداً,ما عكّرهُ هو تعطّل كاميرا هاتفي المجنون,فقد أعلنَتْ أن وقت التصوير قد انتهى,و أنها تعتذرُ عن التقاط أية صورة..!
كدتُ أكسرُ هاتفي في ذلك اليوم لفرط غضبي..
ولكن التعكير لم يتوقف هنا,فقد اتصل خالي على أمي ليدعونا لتناول طعام الإفطار في بيته بحجّةِ أننا لسنا كلّ يومٍ في القدس و أنه يشتاق لنا..
الكارثة هي أنني أشتاق للأقصى أكثر..في إمكاننا أن نشتري أي شيء من السوق و نتناوله في الساحة لنكسب صلاة المغرب و العشاء و من بعدها التراويح..هذه كانت أمنيتي..
ولكنّ خالي أصرّ على دعوته,و أمي لم تستطع الرفض,فوافقت..
فصرتُ أنفخ فمي و أركل الأرض قائلة:لا لن نغادر,لم نصل إلا قبل قليل,زيارة الأقصى لا يمكن أن تنتهي بهذه السرعة..
وافقتني أخواتي في هذا و أعربوا عن غضبهم أيضاً,لكن أمي أصرّت على المغادرة .
فشددنا رحالنا على مضضٍ,وطفقنا نرمقُ المكانَ بنظراتٍ مودّعةٍ باكية,تتشبّث بكلّ معلمٍ هناك ابتغاء حفره في الوجدان قبل الذاكرة.
بينما كنا نقول:آآه..نحن نحبّك يا قدس.نحبّكَ يا أقصى ..نعم نحبّك..

ثم ولّينا ظهورنا مدبرين,لكنني التفتّ لأرمقَ القبّة الرمقة الأخيرة لتكون نظرة الوداع..
و إذ بتلك اللوحة التي تعلّقت في مخيّلتي ترتسم بإبداع الخالق..
فقد رأيتُ غيمةً تتوسّط الساحة على شكلِ قلــــــبٍ أبيضَ صغير يسبحُ في السماء.
لكأني به يقول على لسان أقصانا:إنّـــــي أحبّكم...نعم أحبّكـــــــــم..!


http://im9.gulfup.com/2011-08-21/131398975442.jpg




http://im9.gulfup.com/2011-08-21/1313989754583.jpg

يُتبَع..بعد الرّدود..}

جُلّسَانْ،♥
22-08-2011, 05:24
{..
ملاحظة:
الصور التي أوردتها من تصويري..
باستخدام كاميرا جوالي المجنون..><"

فقط..

أنتظر آرائكم قبل طرح المزيد..}

€v€
22-08-2011, 05:30
حجز جنوني :غياب:

جُلّسَانْ،♥
22-08-2011, 20:54
حجز جنوني :غياب:

أنتظر فكّه..

♥ نـوال ♥
23-08-2011, 12:06
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
^^
أعجبني أرشيفكِ هذا سنفورتي
بل أعجبني بشكل كبيرا جدا
رحلة إلى الأقصى
كم هو أمر رائع
ذكريات مميزة ومحفورة بالقلب قبل العقل
أحببت الصور
خصوصا الغيمة التي على شكل قلب
إنها رائعة بكل معنى الكلمة

أتشوق لقراءة المزيد من ذكرياتكِ غاليتي
دمتِ كما تحبين

جُلّسَانْ،♥
24-08-2011, 20:54
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
^^
أعجبني أرشيفكِ هذا سنفورتي
بل أعجبني بشكل كبيرا جدا
رحلة إلى الأقصى
كم هو أمر رائع
ذكريات مميزة ومحفورة بالقلب قبل العقل
أحببت الصور
خصوصا الغيمة التي على شكل قلب
إنها رائعة بكل معنى الكلمة

أتشوق لقراءة المزيد من ذكرياتكِ غاليتي
دمتِ كما تحبين


أهلاً أهلاً غاليتي سـايووو..
سرّني جداً حضوركِ..
بإطلالتك الورديّة..لكأنكِ حلمٌ زهريّ يعبثُ بخيالاتِ اللبّ..!

اعتبري غيمتي مهداة لك..
فهي هدية الأقصى لكلّ من يحبّهـــــــ^()^ــــا

انتظريني

glass lady
31-08-2011, 21:36
مرحباً

متألقة جداً .. الحنين للوطن الصادق .. أشعر به .. لكن قد يفاجأنا الواقع ..!

عصر اليوم متقلب جداً .. تماماً ~ كـ الغيمة في السماء ..تتجمع وتتحول من سوداء داكنة الى بيضاء ناصعة وبشكل ~ قلب ^_^

أتمنى أن يبتسم لكِ المستقبل كـ تلك الغيمة البيضاء ..

تقبلي مروري

جُلّسَانْ،♥
31-08-2011, 22:30
مرحباً

متألقة جداً .. الحنين للوطن الصادق .. أشعر به .. لكن قد يفاجأنا الواقع ..!

عصر اليوم متقلب جداً .. تماماً ~ كـ الغيمة في السماء ..تتجمع وتتحول من سوداء داكنة الى بيضاء ناصعة وبشكل ~ قلب ^_^

أتمنى أن يبتسم لكِ المستقبل كـ تلك الغيمة البيضاء ..

تقبلي مروري




أنتِ
كـ رقة النسمة حين تعبثُ بخصلات وجدي...
رائعة بحق..

سلمتِ على مرورك..