PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : ما بين الفُكاهة والعبوس!! - مقال ساخر



الزهرة المضيئة
16-07-2011, 18:52
http://www.gmrup.com/d1/up13108403651.png

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

حريّة التعبير، واحدة من أهم شعارات النسيج الديمقراطي السليم في تلكَ الدول التي تكتملُ فيها المنظومة الثلاثية للحريّات، حريّة التعبير والفكر والرأي، ولكن بوضع تلكَ المنظومة الثلاثية في اعتبارات التعريف المشوّه للحريّة والذي يتخذ من الحكمة الرائجة "الحريّة مطلقة بلا حدود"!!، وسيلة للتعبير الراقي الذي يهدم كلّ الحدود ليصل إلى زوايا الحريّة المنشودة!!، فإنَّ تلك المنظومة تنتقل من نسيجها الديمقراطي إلى آخر مختلف الاسم مزدوج التعبير يستخدم الحريّة كوسيلة همجية لتحقيق غاية تشويهة دنيئة لفكر ومعتقد الآخر..

مقال سياسي جريء، خطاب جماهيري حرّ ، و الكاريكاتير.. كلّها تمثل أشكال تعبيرية مختلفة لنقد الواقع والتبصير به ، وفنّ الكاريكاتير -خصوصاً- يعدّ واحداً من أهم الوسائل النقديّة الساخرة التي تسلل إلى عمق الحياة لتعرضَها لنا بخطوط هزليّة ورسوم شفافيّة، والشفافيّة المقصودة هنا هي التي جعلت هذا الفنّ يستقطب هذا العدد من المتابعين على صفحات الجرائد، أولئك اللذين يبحثون عن صدق الريشة ويتحرّون كلمة اللون الشعبي بعيداً عن الشفافيّة الكلامية للخطابات الرنانة والكلمات الزائفة!!

ولكن ماذا لو تحوّل اللون الأبيض إلى أسود؟!وماذا لو اكتست الشفافية حلّة أخرى يمتزجُ فيها الأبيض والأسود؟! ليكونَ لوناً بينياً لا وضوحَ فيه، ورسماً فنياً حراً ومتحرّراً من كلّ شيء، عندها يُمكن أن نقع تحتَ صدمة الوجه الفُكاهي الآخر، والزاوية التعبيرية الأخرى..

في تلكَ الزاوية يمكن أن نرى رجلاً ملتحياً بصورة الرجل البلطجي المزواج، وامرأة منقبة بصورة الأمَة المطيعة الخاضعة، يمكن أن تجد نبياً كريماً يُساء إليه بصور كاريكاتوريّة تستفزّ مليار ونصف المليار مسلم تحتَ شعارات الحريّة وغيرها..ولكن في المقابل يُمكن أن ترى زلزالاً يقوم بسبب عرض فكاهي للمحرقة اليهودية ، ويمكن أن ترى حنظلة ذا العشر سنوات يُغتال بدمٍ باردٍ في ظروف مجهولة!!

ما يبدو هنا أنَّ معايير التعبير الكاريكاتوري تخضع أيضاً للعنصرية، وحريّة التعبير اللوني مقيّدة بقيود تُملي عليها شكلَ الحريّة المطلوبة والتشويه المطلوب، وتفرض عليها رمزية محدّدة للتعبير والتجريم والسخرية، تطالُ بها المعتقدات وتمسّ بها أوجه الديانات..

يبدو أنَّ اقتناص الفكرة وتقديمها في قالب كوميدي ساخر لم يعد يكون إلا بالمسموم، نحنُ نعلم أنَّ الكاريكتير الفكاهي أكثر تأثيراً من العابس، ولكن عندما تُصبحُ فكاهة أبي طلحة سكيناً تطعن بالحريّة الدينيّة، وعبوسُ حنظلة جريمة سياسية ، عندها فلنقم على الشفافيّة مأتم بطقوس علنيّة وأيضاً تحت شعارات ما كان يدعى منظومة الحريّة!!

دمتم بخير..

Hajer Esam
16-07-2011, 19:24
شـــــــــــــــــكرا لكي موضوعك مميز جدا
تقبلي مروري في انتظار جديدكي القادم