ظلال الشآم
02-07-2011, 22:24
مدخلـ...: استمرّوا في دفعي .. استمرّوا في قذفي بعيدًا .. يذعن جسدي لشجرة تطرق عظامه الهشة ... آه يالقسوة جذعها الخشبيّ اليابس ... ولكنّه لا يقارن بصلابة قلوبهم وجفافها...نظرت بعينين منكسرتين إلى حطام ملقى حولي ... بادلني بدوره النظرات ذاتها ... بكيت ...صحت ,.. أحالوه فتاتًا تحتي ... ]
مثله كمثل قلبي الذي سبقه إلى المصير ذاته وقفت مشاعر الغضب والغيرة والحسرة أمامي ... بدأت بالضغط علي ... ثم أحالت أحزاني مهزلة يرثى لها ... جميع الحقوق محفوظة للعضوة ماء المطر منتديات مكسات
من يرى صراخي يخالني جننت أو شارفت على الفناء ... ولكني في واقع الأمر أعاني ألمًا أعمق ... ألمًا لا يتوقّف ...جرح لا يندمل .. إنّه جرح تحطيم أجمل حلم لدي ... Color="#ffffff"]color="#ffffff"]جميع الحقوق
هربت منهم كالفراشة المذعورة من خطر نار تتربّص بها هربت ...فتساقطت الدموع أمطارًا تشوبها رمال الوحدة .. أمطار حزن ليال لا تنجلي .. أمطار فجر تسبق عاصفة قهري أو غضبي ..
أوصلتني الطريق التي ضاقت ذرعًا بخطواتي الثقيلة الوئيدة إلى بحر ...
ذكّرتني أمواجه الهائجة ببراكين دموعي السّاخنة المكبوتة ...وخلت صوت مياهه المتضاربة صوت دقّات قلبي الحائرة ..
وجدت في مدّه الغاضب صورة حقيقية لما يختلج عقلي من مناظر وأفكار ...
جلست على رماله الصافية الدقيقة الصامتة ... فإذا بي أشعر بدفئها البارد الميّت صبرًا وسكونًا...لمستها بيدي التي لا تقلّ عنها برودة فإذا بها تردّ عليّ ... وتنساب بين أصابعي محتضنة لي كأمّ هائمة ...
كل جسمي كان باردًا مشبّعًا بالألم ..كل جسمي كان باردًا كبرودة قلبي الجامد ... عدا خدي اللذان كانا يستمدّان الدفء من دموعي القاسية ...
نظرت بعينين لا تنكران براءتهما إلى البحر ... كأنني أصرخ مخاطبة له بصمت وجمود ...
استقبل البحر نظراتي الجارحة بحنانه الكاذب الغادر...شعرت حينها أنه إنّما يسخر مني كباقي النّاس ... ولكنّه خاطبني قائًلا:
- ما بالك يا بتلة الأزهار ... لماذا تنظرين بانكسار ؟ أحس بك .. أحس بما أصاب قلبك من دمار ... تعالي إلي هلمي يحملك التيّار ...
فقلت له إنّما ماؤك دموع الغيوم ... وقلبك غني بالسموم ...لا تحاول ... لا تحاول لن أهون ... وماؤك المالح أحلى مذاقًا من ريقي المر .. وقلبك الجامد أرقّ طبعًا من قلبي الحرّ ... وصخورك العملاقة ليست بأقسى من قلوب من قابلت ... لا تظن أن زمجرتك المتعجرفة تخيفني ,.. ولا تحسب أن سكونك الماكر يهمّني ... فلو علمت ما لاقيت لما لمتني ...
فأجاب : ألا تخافين أن أبتلعك ؟ّ ! .. ألا تعلمين أني أبتلع أضخم البواخر ولا أبالي ؟! أما علمت أني ابتلعت طائرات ومركبات أكبر من الجبال و لم أنصب ؟!
فأجبته ساخرةسخرية لا تخلو من اليأس ..:
-و أنت ألم تعلم أن الحقد سبقك إلى ابتلاعي ؟! ... كيف ابتلع من شيئين ؟1 ... لا يا عزيزي ... فالحقد أوسع منك مساحة وظلماته تصرخ أكثر من موجاتك المسكينة ... و آهاته المتكبّرة أصلب من صخورك الباردة ...
اعلم أن الكره أغرق قلبي الرضيع و أعمى بصيرتي ...لم أعد أشاهد شيئًا سوى الكره ... الكره وحده .. فليحذر الناس من قنبلة أحزاني التي رموها بأيديهم .. فلتحذر أيها المتباهي من صرختي الدّامية المنطلقة من جوف عقلي الذي حطّمه أصحاب المطارق التي لا ترحم ... إنّ آثار ضرباتهم الموجعة شكلت وحشًا داخلي إنه وحش أطعموه ليعضّ أيديهم ... إنه وحش (الأنا) ...
فأجابني ببرودته الساخرة : ومن تظنين نفسك ؟ وماذا يعلم أمثالك عن العظمة ؟! أي نوع من الناس أنت ؟! هل أنت عمياء ؟ ...ألا ترين أمواجي الكاسرة ؟ ألا تلاحظينـ..
وهنا قاطعته صارخة : كفى ! ... مهما بلغت من قوة فإنك لا تملك قوّة قلبي ... أنا لا أشكّ في غدرك ... ولكنك لم تذق مرارة تعذيب الناس ... لم يحرق أحدهم قلبك وأن لا تملك سوى البكاء ... لم يصرخ أحد في وجهك وأنت لا تملك سوى الإذعان ...لم تتشرّب مذاق الضياع كريشة بعثرتها الرّياح ... إنك حتمًا لم تسمع بشيء يدعى (هرس الأحلام) ... ولا أظنّك تدري ما طعم صبر البهائم القسري ... فأنت يا عزيزي ما إن تغضب من أحدهم حتى تبتلعه في جوفك الذي لا يمتلئ ... أمّا أنا فحتى لو داسوا على رقبتي ... وفصلوا أنسجة قلبي وقضوا على آخر أحلامي فإني لا أملك سوى الصمت الكامن .. أو الدّموع الحائرة التي تحيل كبريائي سرابًا وهباء ... أو في أسوأ الأحوال صراخي النائم الناعم الذي لا يقدّم ولا يؤخّر ...
وما أدراك كيف أعيش ؟! هل جرّبت التعثر في طريق الأيّام المظلم ؟! هل لسعتك حشرات شماتة أحدهم ؟!
هل جرّبت الركض والركض حتى تنقطع أنفاسك ثم يواجهك سدّ العقد والمشاكل الذي كتب عليه ( الطريق مسدودة عد أدراجك ؟)
بالتأكيد لم تفعل ... أين كرهك من كرهي ؟! شتّان بين قوة غدرك وجبروت حقدي ..
جميع الحقوق محفوظة ماء المطر منتديات مكسات
فأجابني بكلمات هزت ضميري الغافي ... وأيقظت جوارحي الصامتة ... اختلجتني أحاسيس التفاؤل . سقطت مغشيًا علي ... قال لي حينها :
- أنا أقوى منك ... فأنا أسبح القوي في الغدوّ والآصال ... كم مرّة
تعبت من الكتابة ...تبّا للحواسيب ... أكرمونا بآرائكم والردود ...
جميع الحقوق محفوظة ...
كتبت بواسطة ماء المطر ..
منتديات مكسات ...
م
ا
مثله كمثل قلبي الذي سبقه إلى المصير ذاته وقفت مشاعر الغضب والغيرة والحسرة أمامي ... بدأت بالضغط علي ... ثم أحالت أحزاني مهزلة يرثى لها ... جميع الحقوق محفوظة للعضوة ماء المطر منتديات مكسات
من يرى صراخي يخالني جننت أو شارفت على الفناء ... ولكني في واقع الأمر أعاني ألمًا أعمق ... ألمًا لا يتوقّف ...جرح لا يندمل .. إنّه جرح تحطيم أجمل حلم لدي ... Color="#ffffff"]color="#ffffff"]جميع الحقوق
هربت منهم كالفراشة المذعورة من خطر نار تتربّص بها هربت ...فتساقطت الدموع أمطارًا تشوبها رمال الوحدة .. أمطار حزن ليال لا تنجلي .. أمطار فجر تسبق عاصفة قهري أو غضبي ..
أوصلتني الطريق التي ضاقت ذرعًا بخطواتي الثقيلة الوئيدة إلى بحر ...
ذكّرتني أمواجه الهائجة ببراكين دموعي السّاخنة المكبوتة ...وخلت صوت مياهه المتضاربة صوت دقّات قلبي الحائرة ..
وجدت في مدّه الغاضب صورة حقيقية لما يختلج عقلي من مناظر وأفكار ...
جلست على رماله الصافية الدقيقة الصامتة ... فإذا بي أشعر بدفئها البارد الميّت صبرًا وسكونًا...لمستها بيدي التي لا تقلّ عنها برودة فإذا بها تردّ عليّ ... وتنساب بين أصابعي محتضنة لي كأمّ هائمة ...
كل جسمي كان باردًا مشبّعًا بالألم ..كل جسمي كان باردًا كبرودة قلبي الجامد ... عدا خدي اللذان كانا يستمدّان الدفء من دموعي القاسية ...
نظرت بعينين لا تنكران براءتهما إلى البحر ... كأنني أصرخ مخاطبة له بصمت وجمود ...
استقبل البحر نظراتي الجارحة بحنانه الكاذب الغادر...شعرت حينها أنه إنّما يسخر مني كباقي النّاس ... ولكنّه خاطبني قائًلا:
- ما بالك يا بتلة الأزهار ... لماذا تنظرين بانكسار ؟ أحس بك .. أحس بما أصاب قلبك من دمار ... تعالي إلي هلمي يحملك التيّار ...
فقلت له إنّما ماؤك دموع الغيوم ... وقلبك غني بالسموم ...لا تحاول ... لا تحاول لن أهون ... وماؤك المالح أحلى مذاقًا من ريقي المر .. وقلبك الجامد أرقّ طبعًا من قلبي الحرّ ... وصخورك العملاقة ليست بأقسى من قلوب من قابلت ... لا تظن أن زمجرتك المتعجرفة تخيفني ,.. ولا تحسب أن سكونك الماكر يهمّني ... فلو علمت ما لاقيت لما لمتني ...
فأجاب : ألا تخافين أن أبتلعك ؟ّ ! .. ألا تعلمين أني أبتلع أضخم البواخر ولا أبالي ؟! أما علمت أني ابتلعت طائرات ومركبات أكبر من الجبال و لم أنصب ؟!
فأجبته ساخرةسخرية لا تخلو من اليأس ..:
-و أنت ألم تعلم أن الحقد سبقك إلى ابتلاعي ؟! ... كيف ابتلع من شيئين ؟1 ... لا يا عزيزي ... فالحقد أوسع منك مساحة وظلماته تصرخ أكثر من موجاتك المسكينة ... و آهاته المتكبّرة أصلب من صخورك الباردة ...
اعلم أن الكره أغرق قلبي الرضيع و أعمى بصيرتي ...لم أعد أشاهد شيئًا سوى الكره ... الكره وحده .. فليحذر الناس من قنبلة أحزاني التي رموها بأيديهم .. فلتحذر أيها المتباهي من صرختي الدّامية المنطلقة من جوف عقلي الذي حطّمه أصحاب المطارق التي لا ترحم ... إنّ آثار ضرباتهم الموجعة شكلت وحشًا داخلي إنه وحش أطعموه ليعضّ أيديهم ... إنه وحش (الأنا) ...
فأجابني ببرودته الساخرة : ومن تظنين نفسك ؟ وماذا يعلم أمثالك عن العظمة ؟! أي نوع من الناس أنت ؟! هل أنت عمياء ؟ ...ألا ترين أمواجي الكاسرة ؟ ألا تلاحظينـ..
وهنا قاطعته صارخة : كفى ! ... مهما بلغت من قوة فإنك لا تملك قوّة قلبي ... أنا لا أشكّ في غدرك ... ولكنك لم تذق مرارة تعذيب الناس ... لم يحرق أحدهم قلبك وأن لا تملك سوى البكاء ... لم يصرخ أحد في وجهك وأنت لا تملك سوى الإذعان ...لم تتشرّب مذاق الضياع كريشة بعثرتها الرّياح ... إنك حتمًا لم تسمع بشيء يدعى (هرس الأحلام) ... ولا أظنّك تدري ما طعم صبر البهائم القسري ... فأنت يا عزيزي ما إن تغضب من أحدهم حتى تبتلعه في جوفك الذي لا يمتلئ ... أمّا أنا فحتى لو داسوا على رقبتي ... وفصلوا أنسجة قلبي وقضوا على آخر أحلامي فإني لا أملك سوى الصمت الكامن .. أو الدّموع الحائرة التي تحيل كبريائي سرابًا وهباء ... أو في أسوأ الأحوال صراخي النائم الناعم الذي لا يقدّم ولا يؤخّر ...
وما أدراك كيف أعيش ؟! هل جرّبت التعثر في طريق الأيّام المظلم ؟! هل لسعتك حشرات شماتة أحدهم ؟!
هل جرّبت الركض والركض حتى تنقطع أنفاسك ثم يواجهك سدّ العقد والمشاكل الذي كتب عليه ( الطريق مسدودة عد أدراجك ؟)
بالتأكيد لم تفعل ... أين كرهك من كرهي ؟! شتّان بين قوة غدرك وجبروت حقدي ..
جميع الحقوق محفوظة ماء المطر منتديات مكسات
فأجابني بكلمات هزت ضميري الغافي ... وأيقظت جوارحي الصامتة ... اختلجتني أحاسيس التفاؤل . سقطت مغشيًا علي ... قال لي حينها :
- أنا أقوى منك ... فأنا أسبح القوي في الغدوّ والآصال ... كم مرّة
تعبت من الكتابة ...تبّا للحواسيب ... أكرمونا بآرائكم والردود ...
جميع الحقوق محفوظة ...
كتبت بواسطة ماء المطر ..
منتديات مكسات ...
م
ا