اشورا يومي
25-05-2011, 14:24
السلامُ عليكُم
كلنا نعلم أنَ رياضة كرة القدم من أمتع الرياضات، وتحديات كأس العالم- خاصة- من أجمل التحديات،المهم من منا لا يعرف الفريقان الإسبانيان:
ريال مدريد:
http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSepAYmvaDzEHy83YjOUo3VzEnusCNdB oYPvjhutlwF0zpcoSKo&t=1
و برشلونه:
http://www.khaberni.com/assets/images/45371_41968.jpg
؟_؟ ؟_؟ ؟-؟ ؟-؟
حتى الذين لا يُتابعون المباريات فأكيد أنهم صَدَفَ وأن سمعوا عنهُم،دعونا نبتعد قليلاً عن جو الرياضة وعن أصوات الجماهير وأبواق المشجعين أثناء المباريات...
في إحدى مبارياتِ برشلونه وريال مدريد قُمنا بتحَدٍ في صَفِنا مشجعوا الفريق الخاسِر يشترونَ الحلوى لمشجِعي الفريق الرابِِح،ولسوء الحظ كانَ التلفازُ مُعطل ولم أستطع بأيِ طريقه مُتابَعَةَ المُباراة،في اليوم التالي كانَ كُلُ من في الحافِلة التي تُقلُنا للمدرسة يتحدثون عن خسارَةِ الفريقِ الذي أُشجِعُه، رُبما شعرتُ ببعضِ الضيق،لكِن لا يَهُم اللَعِبُ فوزٌ و خسارة،ولكن الصدمَةَ الكُبرى كانت عندما دخلتُ مدرستي فقد ظننتُ أني أخطأتُها فمنذُ أن وطِئَت قدمي ساحَتَها وأنا أسمَعُ أصوات المفرقعات،البلالين،والأبواق و يعني حفلةٌ لا مثيلَ لها وأعلامُ برشلونه تلوح
(مع العِلم أنَ مدرستي للإناث فقط) ويا سلام على التعليقات التي تلقيناها بسبب خسارة الفريق، وأصبحت مدرستُنا لا تعرِفُ حديثاً إلا عن برشى وريال،وحتى في المنزل كدت أُجن من وراءِ أُختي التي مع برشى وكأنَهُ أوَلٌ فريقٍ يفوز....
في مُباراةٍ أُخرى فازَ رِيال مدريد فلم يستطع مشجعوا برشى أن يرفعوا ناظرهَم عن الأرض ومضى مُشجعوا الفريقِ الرابِح بتقديمِ التهاني لبعضِهِم وشراءِ الحلوى للبعض الأخَر...
وبالنسبَةِ ليومٍ كامِلٍ في المدرَسة عندما يفوزُ برشلونه فأخِرُ مُباراةٍ كانَت بينَ برشلونة وريال مدريد فلم أكُن أعرِفُ موعِدَها لأنني كُنتُ مُهتَمَةً بالمُسابَقَةِ التي أنا مُشارِكَةٌ فيها لكِنني عَرفت ويا ليتَني لم أعرِف ففورَ دُخولي إلى ساحَةِ المدرَسة استقبَلَتني إحدى الصديقاتِ بسُخرِيَة: "لكي عين أن تأتي للمدرَسة بعدَ أن فوزنا عليكُم يــــــــا حرااااااااااااام كم أنتُم مُحزنون"
لم أُرِد أن أدخُلَ في جدالٍ أعرِفُ نهايَتَه كما أنني كُنتُ أُريدُ أن ألوذ إلى صفي فهُناكَ أرتاحُ من كُلِ هذا فلم ألبَث أن قُلتُ لَها وأنا ذاهِبَة:"من الغباءِ أن أغيبَ عن المدرَسة من أجلِ هذا الأمر،على العموم ليسَ في كُلِ مَرَةٍ تسلَمُ الجَرَة،إلى اللقاء فلقاءُنا في الاستراحة"
وما إن دخلتُ الصَف حتى بادروني بالتعليقات والحديث عن بطولات مِسِي وعاهات كرستيانو ومن هذا القبيل، فألقيتُ عليهِم التحِيَةَ وقررتُ العودَةَ إلى الساحة ويا ليتني لم أعُد فقد كانت أعلام برشلونَة في كُلِ مَكان والجميع واقِف عندَ الباب الرئيسي ويذكرون بالخسارة القديمة 5-0 ، مللتُ الأمرَ كُلَه لم أعلَم إلى أينَ أتوجَه المُبارياتُ جميلة ولكِنَ رأسي انفجَرَ من هذا الكلام مَرت من أمامي مُدَرِسَةُ اللُغَةِ الانجليزية فألقيتُ عليها التحية وسألتُها بفضول:"مع أيِ فريقٍ أنتِ يا أنِسه؟" ومن بينِ أنفاسِهِ المُتقاطِعة من كثرَةِ المشي قالت:"مَعَ برشلونَه" حاولتُ أن أُمسِكَ انفعالي وجلستُ وحيدَةً في زاوِيَةِ المدرَسة،الصديقاتُ كثيرات لكن كُلما هممتُ بالمشيِ معَ إحداهُن حتى بدأت التعليقاتُ منها على الفريق الذي أُشجِعُه والمزعِجُ أكثَر هو أنهُم يُعيدونَ نفسَ الكلام ولكنَ رحمَةَ اللهِ شمَلَتني إذ رأيتُ دينا -أعزَ صديقَةٍ على قلبي- قد حَضَرَت للتو وكُنا نُشَجِعُ نفسَ الفريق ألقينا التَحِيَةِ على بعضِنا وتحدَثنا قليلاً عن المُباراة وانتقلنا للحديثِ عن البيت،الدراسة،النت، ليبيا،الخ..
والتعليقات ما تزالُ تُصَبُ علينا وكانت الصدمَةُ الكُبرى بأنَ مجموعَةً كبيرَةً من الصفِ خارِجه ومن بينِهِم صديقَتي مما اضطَرَني أن أمشي مع مُشجعي برشلونَه الذينَ ما لبثوا أن سخِروا مني،والأمرُ من هذا أن إحداهُن ضَربتني على عيني لأني معَ ريال مدريد وهي فتاتٌ تصغُرُني بِسَنَة وبعدَ انتهاء الاستراحة كُنتُ في عَجَلَةٍ من أمري لأن عندي حِصَةَ أحياء فركضتُ صاعِدَةً الدَرَج متوجِهَةً إلى الصَف ولكِنَ جماعاتٍ من مُشجعي مِسي كانوا يمشونَ أمامي ببُطء ويغلقونَ الطريق وبعدَ أن طَفَحَ الكيل قُلتُ بحزم:"من فضلِكُم يا جماعة عندي حِصَةُ أحياء هَلاَ ابتعدتُم عن الطريق ليسَ وقتُ مسي و لا أعلمُ ماذا أُريدُ أن أمُر" لكِنَ نظراتِهِم إلتهَمَتني،وصلتُ الصَفَ بأُعجوبة ولم أجِد المُعلِمة لكِنني ارتحت لأنها كانت لم تحضُر بَعد حضَرت إليَّ إحدى الصديقات وسألتني بفضول: "برشى ولا رِيال؟"
قُلتُ لَها:"من الغبيُ الذي يُشجِعُ بَرشى!طبعاً معَ كاسِياس وكاكا طبعاً رِيال"
فلم أجد إلا ضَربَةً قوِيَةً أو عِدَةَ ضَرباتٍ على كَتفي،وانتهى الأمر بأن أمسَكَت يَدي ولَفتها خلفَ ظَهري بعُنف وادعَت أمامَ الجميع أنني قُلتُ أُموراً عن برشى غيرُ جيِده وفشلتُ بالدفاعِ عن نفسي فضُرِبتُ على كتِفَيَ وظهريَ ويديَ بعُنف ولولا دخولُ المُعلِمَة وإلا لكانَ الأمرُ سيسوء، وفي حِصَةِ التربِيَةِ المهنِيَة سألوا المُعَلِمَة معَ من هَيَ فرفَعَت يديها بِحماس:"أنا معَ الفائِز..أنا مَعَ برشى"وأخذَ الجميعُ يصفرونَ ويهتفون،ويا حبيبي على حِصَةِ الرِياضة التي لم أنزِل بها إلى الساحة فقد أخذتُ الإذنَ بتدريبِ بضعَةِ فتيات على مسرَحِيَةٍ أردنا تقديمَها،وبعدَ الحِصَة دَخَلَ الجميعُ إلى الصَف وهم يقولون "لعبنا مُباراة ففازَ برشلونه 6-0 أحلى تحيه لبرشى وهييييييييييييييييييييييييييي" ومضوا في الهُتافات المُختَلِفة من كلا الطرفين:
"سيس سيس سيس ريال يا خسيس"
"اطلَع وانزِل الشَجَرة..اطلَع وانزِل الشَجَرة..برشلونه يا حَشَرة..بالليل يا عيني بالليل"
اتجهتُ إلى الحارِسَةِ الذي مَثَلَت كاسِياس وسألتُها:"كيفَ تخسرونَ بسهولة"
أجابت:"واللهِ الفريق كُلُهُ كانَ ضعيفاً"
وإذ بالبرشلونين يتجمهرونَ حولَنا ويهزئون فسألتُهُم:"أتعلمونَ لماذا خَسِرنا؟"
قالوا:"لأنَكُم ضُعفاء"
أشرتُ لنفسي بفَخر:"بل لأنَ كاكا لم يكُن موجوداً"
والحمدُ لله أنَ المُعلِمة دَخَلت في تلكَ اللحظَة وإلا لكانت روحي قد وَدَعت جَسَدي،وبعدَ المدرَسة كانت ديانا قد عادَت فأخبرتُها بِكُلِ ما حَدَث وكذلِكَ عن المُبارةِ التي خَسرناها فأشرات لنَفسِها بِفَخر:"ليسَ لأنَ كاكا وحدَه لم يكُن معهُم خَسِرنا بل وكرستيانو كذلِك لم يكُن موجود"
ضحكنا وضرَبنا كَفاً بِكَف مودعينَ بعضَنا لينتَهي اليومُ (البرشىدريدي) الذي يتكَرر في كُلِ مُباراة وعلى نحوٍ أوسَع وضرباتٍ أكثَر ):
المُهِم،شيءٌّ رائع أن نُحِبَ الفرق ونحتَفِلَ لفوزها ولكن منذُ ذلِكَ اليوم والجميع يتناسى قضايا الأُمة يتناسونَ ما يحدُث في:
( فلسطين،العراق،الجزائر،ليبيا،سوريا،الأُردُن.....الخ )
وحتى عندما نذكُر مآسي العرب لا أحد يهتم،أليس المهم أنهُم سُعداء بفوزِ المزمُديل برشى فلماذا يتعبون أنفُسهم بالتفكير في الآخرين! اللهُم كُل ما كانوا سُعداء ودَخَلت المُعلِمَة يقولون:حَضَرَ القذافي..حَضَرَ القذافي فهوَ يجعَلُ الناسَ سُعداء ويخرِبُ فرحَتَهُم، أو عندما تنوي شُعبَتُنا الشِجارَ معَ شُعبَةٍ أُخرى يمضونَ بالغِناء وهم يصفقونَ ويرقصون:"زنغه زنغه دار دار ما بنتراجَع مهما صار"، في الماضي كان يجمعُنا فكر واحد،ليس من الضروري أن يكون في البلدان بل في أي شيء ولكن لم نكن كما نحنُ الآن نِصفُنا معَ برشى والنصفُ الأخر معَ رِيال،يا جماعه ماذا تقولون في شخِص يُصاب بجلطه ويموت على إثرها بسبب خسارة ريال مدريد!؟!
ماذا تقولون في شقيقين الروح بالروح يتشاجران وشجار من أخر طراز يعني - مرتب - من أجل أن البرشلوني سَخِرَ من خسارة المدريدي ووصَلَ بِهِما الحد إلى القطيعة أو كادَ يَصِل!؟!
ماذا عن الشجاراتِ التي تحدُث عندَ كُلِ مُباراة !_! ماذا عن الضربات التي يتلقاها مشجعوا الفريقِ الخاسِر!ماذا عن الجنون الذي يُصيبُ الشُبان فيركبونَ سياراتِهِم ويمضونَ فرحين لفوزِ فريقِهِم فيدهسونَ الفتيات أثناء خروجِهِم منَ المدارِس،ماذا عن الشجاراتِ التي كَثُرَة في المدارِس:الفتياتِ عامه والشُبانِ خاصة مما أدى البعض لاستخدامِ الخناجِر؟_! كما قُلت نِصف العرَب معَ رِيال والنصف الأخر مَعَ برشى والفريقان ماذا؟؟؟
( ~إسبانِيان~)
ولكن لنتوقَف عندَ نُقطَةٍ واحِده...
هل نحنُ حقاً غُصنٌ سهلُ الانكسار؟!
بالتوفيق معَ تحيات:
"اشورا يومي و غموض الظلام"
كلنا نعلم أنَ رياضة كرة القدم من أمتع الرياضات، وتحديات كأس العالم- خاصة- من أجمل التحديات،المهم من منا لا يعرف الفريقان الإسبانيان:
ريال مدريد:
http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSepAYmvaDzEHy83YjOUo3VzEnusCNdB oYPvjhutlwF0zpcoSKo&t=1
و برشلونه:
http://www.khaberni.com/assets/images/45371_41968.jpg
؟_؟ ؟_؟ ؟-؟ ؟-؟
حتى الذين لا يُتابعون المباريات فأكيد أنهم صَدَفَ وأن سمعوا عنهُم،دعونا نبتعد قليلاً عن جو الرياضة وعن أصوات الجماهير وأبواق المشجعين أثناء المباريات...
في إحدى مبارياتِ برشلونه وريال مدريد قُمنا بتحَدٍ في صَفِنا مشجعوا الفريق الخاسِر يشترونَ الحلوى لمشجِعي الفريق الرابِِح،ولسوء الحظ كانَ التلفازُ مُعطل ولم أستطع بأيِ طريقه مُتابَعَةَ المُباراة،في اليوم التالي كانَ كُلُ من في الحافِلة التي تُقلُنا للمدرسة يتحدثون عن خسارَةِ الفريقِ الذي أُشجِعُه، رُبما شعرتُ ببعضِ الضيق،لكِن لا يَهُم اللَعِبُ فوزٌ و خسارة،ولكن الصدمَةَ الكُبرى كانت عندما دخلتُ مدرستي فقد ظننتُ أني أخطأتُها فمنذُ أن وطِئَت قدمي ساحَتَها وأنا أسمَعُ أصوات المفرقعات،البلالين،والأبواق و يعني حفلةٌ لا مثيلَ لها وأعلامُ برشلونه تلوح
(مع العِلم أنَ مدرستي للإناث فقط) ويا سلام على التعليقات التي تلقيناها بسبب خسارة الفريق، وأصبحت مدرستُنا لا تعرِفُ حديثاً إلا عن برشى وريال،وحتى في المنزل كدت أُجن من وراءِ أُختي التي مع برشى وكأنَهُ أوَلٌ فريقٍ يفوز....
في مُباراةٍ أُخرى فازَ رِيال مدريد فلم يستطع مشجعوا برشى أن يرفعوا ناظرهَم عن الأرض ومضى مُشجعوا الفريقِ الرابِح بتقديمِ التهاني لبعضِهِم وشراءِ الحلوى للبعض الأخَر...
وبالنسبَةِ ليومٍ كامِلٍ في المدرَسة عندما يفوزُ برشلونه فأخِرُ مُباراةٍ كانَت بينَ برشلونة وريال مدريد فلم أكُن أعرِفُ موعِدَها لأنني كُنتُ مُهتَمَةً بالمُسابَقَةِ التي أنا مُشارِكَةٌ فيها لكِنني عَرفت ويا ليتَني لم أعرِف ففورَ دُخولي إلى ساحَةِ المدرَسة استقبَلَتني إحدى الصديقاتِ بسُخرِيَة: "لكي عين أن تأتي للمدرَسة بعدَ أن فوزنا عليكُم يــــــــا حرااااااااااااام كم أنتُم مُحزنون"
لم أُرِد أن أدخُلَ في جدالٍ أعرِفُ نهايَتَه كما أنني كُنتُ أُريدُ أن ألوذ إلى صفي فهُناكَ أرتاحُ من كُلِ هذا فلم ألبَث أن قُلتُ لَها وأنا ذاهِبَة:"من الغباءِ أن أغيبَ عن المدرَسة من أجلِ هذا الأمر،على العموم ليسَ في كُلِ مَرَةٍ تسلَمُ الجَرَة،إلى اللقاء فلقاءُنا في الاستراحة"
وما إن دخلتُ الصَف حتى بادروني بالتعليقات والحديث عن بطولات مِسِي وعاهات كرستيانو ومن هذا القبيل، فألقيتُ عليهِم التحِيَةَ وقررتُ العودَةَ إلى الساحة ويا ليتني لم أعُد فقد كانت أعلام برشلونَة في كُلِ مَكان والجميع واقِف عندَ الباب الرئيسي ويذكرون بالخسارة القديمة 5-0 ، مللتُ الأمرَ كُلَه لم أعلَم إلى أينَ أتوجَه المُبارياتُ جميلة ولكِنَ رأسي انفجَرَ من هذا الكلام مَرت من أمامي مُدَرِسَةُ اللُغَةِ الانجليزية فألقيتُ عليها التحية وسألتُها بفضول:"مع أيِ فريقٍ أنتِ يا أنِسه؟" ومن بينِ أنفاسِهِ المُتقاطِعة من كثرَةِ المشي قالت:"مَعَ برشلونَه" حاولتُ أن أُمسِكَ انفعالي وجلستُ وحيدَةً في زاوِيَةِ المدرَسة،الصديقاتُ كثيرات لكن كُلما هممتُ بالمشيِ معَ إحداهُن حتى بدأت التعليقاتُ منها على الفريق الذي أُشجِعُه والمزعِجُ أكثَر هو أنهُم يُعيدونَ نفسَ الكلام ولكنَ رحمَةَ اللهِ شمَلَتني إذ رأيتُ دينا -أعزَ صديقَةٍ على قلبي- قد حَضَرَت للتو وكُنا نُشَجِعُ نفسَ الفريق ألقينا التَحِيَةِ على بعضِنا وتحدَثنا قليلاً عن المُباراة وانتقلنا للحديثِ عن البيت،الدراسة،النت، ليبيا،الخ..
والتعليقات ما تزالُ تُصَبُ علينا وكانت الصدمَةُ الكُبرى بأنَ مجموعَةً كبيرَةً من الصفِ خارِجه ومن بينِهِم صديقَتي مما اضطَرَني أن أمشي مع مُشجعي برشلونَه الذينَ ما لبثوا أن سخِروا مني،والأمرُ من هذا أن إحداهُن ضَربتني على عيني لأني معَ ريال مدريد وهي فتاتٌ تصغُرُني بِسَنَة وبعدَ انتهاء الاستراحة كُنتُ في عَجَلَةٍ من أمري لأن عندي حِصَةَ أحياء فركضتُ صاعِدَةً الدَرَج متوجِهَةً إلى الصَف ولكِنَ جماعاتٍ من مُشجعي مِسي كانوا يمشونَ أمامي ببُطء ويغلقونَ الطريق وبعدَ أن طَفَحَ الكيل قُلتُ بحزم:"من فضلِكُم يا جماعة عندي حِصَةُ أحياء هَلاَ ابتعدتُم عن الطريق ليسَ وقتُ مسي و لا أعلمُ ماذا أُريدُ أن أمُر" لكِنَ نظراتِهِم إلتهَمَتني،وصلتُ الصَفَ بأُعجوبة ولم أجِد المُعلِمة لكِنني ارتحت لأنها كانت لم تحضُر بَعد حضَرت إليَّ إحدى الصديقات وسألتني بفضول: "برشى ولا رِيال؟"
قُلتُ لَها:"من الغبيُ الذي يُشجِعُ بَرشى!طبعاً معَ كاسِياس وكاكا طبعاً رِيال"
فلم أجد إلا ضَربَةً قوِيَةً أو عِدَةَ ضَرباتٍ على كَتفي،وانتهى الأمر بأن أمسَكَت يَدي ولَفتها خلفَ ظَهري بعُنف وادعَت أمامَ الجميع أنني قُلتُ أُموراً عن برشى غيرُ جيِده وفشلتُ بالدفاعِ عن نفسي فضُرِبتُ على كتِفَيَ وظهريَ ويديَ بعُنف ولولا دخولُ المُعلِمَة وإلا لكانَ الأمرُ سيسوء، وفي حِصَةِ التربِيَةِ المهنِيَة سألوا المُعَلِمَة معَ من هَيَ فرفَعَت يديها بِحماس:"أنا معَ الفائِز..أنا مَعَ برشى"وأخذَ الجميعُ يصفرونَ ويهتفون،ويا حبيبي على حِصَةِ الرِياضة التي لم أنزِل بها إلى الساحة فقد أخذتُ الإذنَ بتدريبِ بضعَةِ فتيات على مسرَحِيَةٍ أردنا تقديمَها،وبعدَ الحِصَة دَخَلَ الجميعُ إلى الصَف وهم يقولون "لعبنا مُباراة ففازَ برشلونه 6-0 أحلى تحيه لبرشى وهييييييييييييييييييييييييييي" ومضوا في الهُتافات المُختَلِفة من كلا الطرفين:
"سيس سيس سيس ريال يا خسيس"
"اطلَع وانزِل الشَجَرة..اطلَع وانزِل الشَجَرة..برشلونه يا حَشَرة..بالليل يا عيني بالليل"
اتجهتُ إلى الحارِسَةِ الذي مَثَلَت كاسِياس وسألتُها:"كيفَ تخسرونَ بسهولة"
أجابت:"واللهِ الفريق كُلُهُ كانَ ضعيفاً"
وإذ بالبرشلونين يتجمهرونَ حولَنا ويهزئون فسألتُهُم:"أتعلمونَ لماذا خَسِرنا؟"
قالوا:"لأنَكُم ضُعفاء"
أشرتُ لنفسي بفَخر:"بل لأنَ كاكا لم يكُن موجوداً"
والحمدُ لله أنَ المُعلِمة دَخَلت في تلكَ اللحظَة وإلا لكانت روحي قد وَدَعت جَسَدي،وبعدَ المدرَسة كانت ديانا قد عادَت فأخبرتُها بِكُلِ ما حَدَث وكذلِكَ عن المُبارةِ التي خَسرناها فأشرات لنَفسِها بِفَخر:"ليسَ لأنَ كاكا وحدَه لم يكُن معهُم خَسِرنا بل وكرستيانو كذلِك لم يكُن موجود"
ضحكنا وضرَبنا كَفاً بِكَف مودعينَ بعضَنا لينتَهي اليومُ (البرشىدريدي) الذي يتكَرر في كُلِ مُباراة وعلى نحوٍ أوسَع وضرباتٍ أكثَر ):
المُهِم،شيءٌّ رائع أن نُحِبَ الفرق ونحتَفِلَ لفوزها ولكن منذُ ذلِكَ اليوم والجميع يتناسى قضايا الأُمة يتناسونَ ما يحدُث في:
( فلسطين،العراق،الجزائر،ليبيا،سوريا،الأُردُن.....الخ )
وحتى عندما نذكُر مآسي العرب لا أحد يهتم،أليس المهم أنهُم سُعداء بفوزِ المزمُديل برشى فلماذا يتعبون أنفُسهم بالتفكير في الآخرين! اللهُم كُل ما كانوا سُعداء ودَخَلت المُعلِمَة يقولون:حَضَرَ القذافي..حَضَرَ القذافي فهوَ يجعَلُ الناسَ سُعداء ويخرِبُ فرحَتَهُم، أو عندما تنوي شُعبَتُنا الشِجارَ معَ شُعبَةٍ أُخرى يمضونَ بالغِناء وهم يصفقونَ ويرقصون:"زنغه زنغه دار دار ما بنتراجَع مهما صار"، في الماضي كان يجمعُنا فكر واحد،ليس من الضروري أن يكون في البلدان بل في أي شيء ولكن لم نكن كما نحنُ الآن نِصفُنا معَ برشى والنصفُ الأخر معَ رِيال،يا جماعه ماذا تقولون في شخِص يُصاب بجلطه ويموت على إثرها بسبب خسارة ريال مدريد!؟!
ماذا تقولون في شقيقين الروح بالروح يتشاجران وشجار من أخر طراز يعني - مرتب - من أجل أن البرشلوني سَخِرَ من خسارة المدريدي ووصَلَ بِهِما الحد إلى القطيعة أو كادَ يَصِل!؟!
ماذا عن الشجاراتِ التي تحدُث عندَ كُلِ مُباراة !_! ماذا عن الضربات التي يتلقاها مشجعوا الفريقِ الخاسِر!ماذا عن الجنون الذي يُصيبُ الشُبان فيركبونَ سياراتِهِم ويمضونَ فرحين لفوزِ فريقِهِم فيدهسونَ الفتيات أثناء خروجِهِم منَ المدارِس،ماذا عن الشجاراتِ التي كَثُرَة في المدارِس:الفتياتِ عامه والشُبانِ خاصة مما أدى البعض لاستخدامِ الخناجِر؟_! كما قُلت نِصف العرَب معَ رِيال والنصف الأخر مَعَ برشى والفريقان ماذا؟؟؟
( ~إسبانِيان~)
ولكن لنتوقَف عندَ نُقطَةٍ واحِده...
هل نحنُ حقاً غُصنٌ سهلُ الانكسار؟!
بالتوفيق معَ تحيات:
"اشورا يومي و غموض الظلام"