PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : قد أثرت بقدرتك هياج هذه المياه الطاغية



.:SABER:.
06-05-2011, 19:26
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1401517&stc=1&d=1297796055




من ذا يقارن حسنك المغرى بصيف قد تجلى

وفنون سحرك قد بدت فى ناظرى أسمى وأغلى

تجنى الرياح العاتيات على البراعم وهى جذلى

والصيف يمضى مسرعا اذ عقده المحدود ولى

كم أشرقت عين السماء بحرها تلتهب

ولكم خبا فى وجهها الذهبى نور يغرب

لابد للحسن البهى عن الجميل سيذهب

فالدهر تغير واطوار الطبيعة قلب

لكن صيفك سرمدى ما اعتراه ذبول

لن يفقد الحسن الذى ملكت فيه بخيل

والموت لن يزهو بظلك فى حماه يجول

ستعاصرين الدهر فى شعرى وفيه أقول:

ما دامت الأنفاس تصعد والعيون تحدق

سيظل شعرى خالداً وعليك عمراً يغدق


وليام شكسبير

.:SABER:.
06-05-2011, 19:56
\


مسرحية معدة من خمسة فصول للشاعر الإنجليزي وليام شكسبير وهي آخر أعماله..
قبل موته استطاع من خلالها ان يعالج فيها قضية القدر والارادة الإنسانية ومن خلالها نرى بروسبارو البطل يحرك كل الأحداث متسلحا بنقمته وبالمعرفة ,
وقد رسم شكسبير من خلال شخصيته ظلال الشخصيات الأخرى ,
التي تعد هذه المسرحية ضمن المسرح الأخلاقي فأين تنتصر قوى الخير في النهاية ؟! ...


:

.


http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1441100&d=1304671013





في جزيرة ما في البحر.. كان يعيش رجل عجوز، اسمه بروسبارو..مع ابنته ميراندا..وهى فتاة جميلة جدا
كانا يعيشان في كهف من الصخور.. مقسم إلى عدة اقسام، منها قسم كان يسميه بروسبرو ركن القراءة..
حيث يحتفظ فيه بكتبه التي تهتم أساسا بالسحر ... هذا النوع من المعرفة الذي كان ذا نفع كبير له.
والصدفة المحضة هي التي ألقت به فوق هذه الجزيرة، التي كانت تحت سيطرة ساحرة تدعى (سيكوراس)


:


استطاع بروسبرو بواسطة قوة ما تعلمه من فن السحر، أن يطلق سراح العديد من الجان الطيبين،
التي قامت سيكوراس بحبسهم داخل جذوع أشجار كبيرة، لأنهم رفضوا أوامرها الشريرة..
وأصبح هؤلاء الرجال الطيبون مطيعين له ورهن اشارته دائما.. وكان من ضمن هؤلاء رئيسهم آريل..
ولم يكن (آريل) المرح، شريرا بطبيعته.. إلا أنه كان يسعد جدا لمداعبة مسخ دميم يدعى (كالبان)، مداعبة ثقيلة.. "المداعبة هنا تعني المُمازحة"
وذلك بسبب كراهيته له لأنه ابن عدوته القديمة (سيكوراس).. وقد وجد بروسبو كالبان هذا في الغابة.. وهو كائن غريب مشوه،
أبعد ما يكون عن شكل الإنسان، وأقرب إلى شكل القرد. فأخذه معه في الكهف.. وعلمه الكلام ؛ ورغم عطف بروسبرو عليه،
إلا أن طبيعته الشريرة التي ورثها عن أمه سيكوراس، لم تسمح له بتعلم أى شيء طيب أو نافع.. لذلك كان يستخدم كالعبد..
لاحضار الخشب، والقيام بالأعمال المجهدة ؛ وكانت كل مهمة آريل تنحصر في اجباره على القيام بتلك الأعمال..
ولما كان كالبان كسولا ولا يرغب في القيام بعمله، فقد كان آريل (الذي لا يراه أحد سوى بروسبرو) يأتى من خلفه ويقرصه..
وأحيانا يلقى به في الطين ؛ عند ذلك، يظل آريل على هيئة قرد يقلب شفتيه سخرية منه. ثم يبدل هيئته في سهولة..
ليصير قنفدا، ويقذف بنفسه في طريق كالبان، الذي يفزع من أشواك القنفد التي قد تصيب قدميه العاريتين.. وبكثير من هذه الألاعيب كان آريل يداعبه..


:


عندما كان كالبان يفشل في أداء مهمة يكون بروسبرو قد كلفه بها. ولما كان بروسبرو يتمتع بطاعة هؤلاء الجان، فقد كان في مقدوره وبواستطهم أن يأمر الريح، وأمواج البحر لتثور. واطاعة لأوامره فقد أثاروا عاصفة هوجاء ؛ وجعل ابنته ترى في وسطها سفينة كبيرة تصارع أمواج البحر الشرسة، التي تكاد تبتلعها في أى لحظة ؛ وقال لها أبوها، ان هذه السفينة مليئة بمخلوقات مثلهم..
فقالت الفتاة :
"أوه، يا أبى العزيز، إذا كنت بفن سحرك قد أثرت هذه العاصفة الفظيعة، فأرجوا أن تضع حدا لمأساتهم الحزينة وتشفق عليهم.. أنظر !.. ان السفينة على وشك أن تتحطم إلى أشلاء. ياللمساكين ! سوف يغرقون جميعا.. لو كانت لدى القدرة، لأمرت البحر أن ينحسر، حتى لا تتحطم السفينة، بكل تلك الأرواح الغالية الموجودة عليها".
فقال بروسبرو :
"ان الأمر ليس بهذه الخطورة، يا ابنتى ميرندا، لن يصيبهم أى ضرر، فلقد أصدرت أوامرى توا، بألا يصاب أحد ممن على السفينة بأذى. وما فعلت ذلك إلا من أجل خاطرك، يا ابنتى العزيزة.. أنت لا تعرفين من تكونين، أو من أين أتيت، ولا تعرفين الكثير عنى سوى أننى أبوك، وأننا نعيش في هذا الكهف الفقير. هل تستطيعين تذكر الوقت، قبل أن نأتى إلى هنا ؟. أعتقد أنك لا تستطيعين، لأن سنك لم يكن يتعدى الثلاث سنوات حينئذ". فاجابت ميرندا : "بالتأكيد، أتذكر، يا أبى". فسألها بروسبرو :
"لكن ماذا تتذكرين ؟ أتتذكرين الناس أم المنازل.. أخبرينى بما يمكن أن تتذكريه، يا طفلتى ؟ ! فقالت ميرندا :
"يبدو لى ذلك وكأنها ذكرى حلم. لكن ألم يكن لدى أربع أو خمس سيدات، يقمن على خدمتى ؟ !. فأجاب بروسبرو :
"فعلا، بل وزيادة. كيف تظل هذه الذكرى عالقة برأسك ؟ هل تذكرين كيف جئنا إلى هنا؟". فقالت ميرندا :
"كلا، ياسيدى، لا أذكر شيئا أكثر من ذلك"


:


أكمل (بروسبرو) حديثه فقال :
"منذ اثنى عشر عاما يا ميرندا، كنت دوق ميلانو، وكنت أنت الأميرة، وطفلتى الوحيدة.. وكان لى شقيق أصغر منى، يدعى (أنطونيو)، وثقت فيه وسلمته كل شئون الدولة ؛ ولما كنت شغوفا بالهدوء والدراسة العميقة، فتركت تصريف أمور الدولة لعمك، شقيقى الغادر (لأنه حقيقة أثبت ذلك).. أما أنا، فقد أهملت كل اهتماماتى الدنيوية، ودفنت نفسى داخل كتبى، وأعطيت كل وقتى لصقل تفكيرى.. أما أخى وقد أصبح مالكا لكل سلطاتى، فقد بدأ يظن أنه الدوق الحقيقى فالفرصة التي أتحتها له بأن يكون محبوبا من أعوانى، أيقظت في نفسه الشريرة، نزعة غرور ليسرق منى دوقيتى (مملكتى). وسرعان ما نفذ ذلك بمساعدة (ملك نابولى)، وهو حاكم متسلط، كان عدوا لى". فسالته ميرندا :"ولماذا لم يقتلونا، في هذه الأثناء ؟ ".



:


فأجاب الأب :
"لم يجرؤ على ذلك يا طفلتى، لأن شعبي كان يحبنى حبا جما. فحملونا على سطح السفينة، وعندما أصبحنا على بعد عدة أميال داخل البحر، أجبرونا على النزول في قارب صغير، دون مجاديف أو قلاع أو حبال.. وتركنا هناك، ظنا منه، أننا سنموت. لكن لوردا طيبا من بلاطى، يدعى (جوانزالو)، كان يحبنى، وضع سرا في القارب، ماء وطعاما وملابس، وبعض الكتب التي كنت أفضلها أكثر من مملكتى ".
فقالت ميرندا :
"آه، يا أبى، لابد أننى سببت لك كثيرا من المتاعب حينذاك ؟.
فقال بروسبرو :
"كلا، يا حبيبتى، فلقد كنت الملاك الحارس بالنسبة لى كانت ابتسامتك تجعلنى اتحمل بشجاعة حظى العاثر. وظل الطعام معنا حتى رسونا على هذه الجزيرة المهجورة ؛ ومنذ ذلك الحين كانت بهجتى الكبيرة، تنحصر في تعليمك يا ميرندا، ومن خلال هذه الدروس تعلمت الكثير ".



:



فقالت ميرندا :
"جزاك الله خيرا، يا أبى العزيز، والآن قل لى، عن سبب اثارتك لهذه العاصفة ؟ ".
فقال أبوها :
"ساقول لك، هذه العاصفة، ستجبر اعدائى، ملك نابولى، واخى الشرير، على الالتجاء إلى شاطئ جزيرتنا هذه ".
وما أن قال بروسبرو ذلك، حتى لمس ابنته برقة بعصاه السحرية، فنامت في التو والحال، لأن الجنى آريل كان قد حضر أمامه، ليعطيه تقريرا عن العاصفة، وماذا فعل بركاب السفينة ؛ ورغم أن ميرندا لم يكن في استطاعتها رؤية آريل، إلا أن بروسبرو لم يكن يرغب في أن تسمعه وهو يتكلم، فانه سيبدو لها، وكأنه يتكلم مع الهواء.. !




:


.

.:SABER:.
06-05-2011, 20:02
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1441103&d=1304671013


بروسبرو، دوق ميلانو المنفى

أنطونيو، شقيقه الذي استولى على السلطة دون وجه حق

ملك نابولى

فرديناند، ابن ملك نابولى

ميراندا، ابنة بروسبرو

آريل، جنى خادم بروسبرو

كالبان، مسخ دميم الخلقة





:

.



http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1441102&d=1304671013



الحوار الذكى وإيقاعه بطئ، حتى في المواقف الأكثر سخونة نجده مطولا يكاد لا يتوقف..
وإن تلاحم نسيجه، وتواصل مع ما بعده، فلم يبق الكاتب مساحات في الحوار – مساحات الفراغ –
التي يتلقاها القارئ الذكى.. ولا يقبل عنها بديلاً، ولكن براعة النسج جعلته مقبولا ومستحسنا !!

.:SABER:.
06-05-2011, 20:15
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1441101&d=1304671013



عندما حدث ذات ليلة ان هبت على الجزيرة عاصفة شديدة. وسقط المطر الغزير، واشتدت الريح العاصفة،
وملأ ضوء البرق وصوت الرعد الأرض والسماء، وأثارت الريح أمواجا عالية كالجبال،
وأصبح صوت الريح وهدير الأمواج مخيفين مفزعين. وأطلت "ميرندا" من النافذة، وأصغت إلى صوت العاصفة الرهيب،
ثم نظرت إلى البحر وصرخت قائلة : "أبى، هناك سفينة في البحر. إنها قريبة جدا من جزيرتنا.
الريح تدفعها إلى شاطئنا، ستقذفها الأمواج فوق الصخور وتحطمها.
وفى هدوء أجاب "بروسبرو" : لقد أثرت بسحرى هذه الأمواج. أنا الذي جعلت الريح تدفع هذه السفينة إلى الصخور. لقد سبق أن قصصت عليك ما فعله بى أخى "أنطونيو" بمساعدة حاكم "نابولى"
إن أخى وحاكم نابولى فوق هذه السفينة.
"صاحت "ميرندا" : "لكنهم سيموتون ! أرجوك يا أبى لا تدعهم يغرقون.
" أجابها "بروسبرو" : "لاتخافى. لن أدعهم يموتون. لن يصيبهم أذى. "


:


.


وقذفت الأمواج السفينة فوق صخور شاطئ الجزيرة المسحورة، فتحطمت. لكن "أنطونيو" وصل إلى الأرض سالماً.
ووصل معه حاكم "نابولى". وكان (فرديناند)، ابن ملك "نابولى" في السفينة مع والده، ووصل هو أيضاً إلى الأرض سالماً.
لكن "فرديناند" وصل إلى مكان يبعد كثيراً عن المكان الذي خرج فيه أبوه مع "أنطونيو".
وهكذا ظن "فرديناند" أن والده حاكم "نابولى" قد مات غرقاً مع "أنطونيو" كما ظن حاكم "نابولى" مع "أنطونيو" أن "فرديناند" قد مات غرقاً. وكانت "ميرندا" تجلس أمام باب المنزل تتحدث مع والدها،
عندما خرج من بين أشجار الغابات شاب وسيم..
فصرخت "ميرندا" : "انظر يا أبى.. هناك شيء يخرج من الغابة ويتجه نحونا. ما هذا الشئ ؟
هل هو حيوان أم جنى ؟ إن شكله لطيف جميل. كانت "ميرندا" طفلة صغيرة جداً
عندما وضعها عمها "أنطونيو" في القارب مع والدها. لذلك لم يكن قد سبق لها أن شاهدت أى رجل ما عدا والدها.
أجاب "برسبرو" : "إنه ليس وحشاً ولا جنياً. إنه رجل، وقد أحضرته بسحرى إلى هذا المكان "
وسألت "ميرندا" : "ومن يكون هذا الرجل ؟ إنه لا يشبهك يا أبى.. إنه أكثر منك وسامة".
أجاب "بروسبرو" : "إنه "فرديناند" ابن حاكم "نابولى" وقد أحضرته إلى هنا بسحرى،
وسأحتفظ به معى حتى يموت. سأجعل منه خادما لى. لن أدعه يستريح. سيظل يعمل حتى يموت من التعب.
إنه ابن رجل سيئ شرير". وعندما سمعت "ميرندا" هذا، حزنت جداً وأخذت تبكى. فقال والدها : "لا تبكى. لماذا تبكين من أجل ابن رجل سيئ ؟ "


:

.



وطلب "بروسبرو" من "فرديناند" أن يقوم بقطع الأخشاب اللازمة لأشعال النار، بينما لم يسبق له أن أمسك فأساً،
ولا يعرف كيف يقوم بتقطيع الأخشاب. لم يكن معتاداً على أداء الأعمال الشاقة أو المرهقة،
لذلك سرعان ما أرهقه التعب، وأصيب في يديه بالجروح. وبعد أن أتم قطع كمية من الأخشاب، أمره "بروسبرو" أن يحمل كتل الخشب، ويضعها في المخزن داخل المنزل. وأخذ فرديناند يحمل كتل الخشب الثقيلة.
ولم يكن قد اعتاد حمل أى شيء ثقيل، فشعلر بالإعياء والمرض. وخرجت "ميرندا" من المنزل،
وشاهدت "فرديناند" يقوم بكل ذلك العمل الشاق. وأحست بما أصابه من إرهاق وتعب،
فتألمت وسالت دموعها على خديها. وقامت تساعد "فرديناند" في حمل كتلة من الخشب فوق كتفيه. ثم أسرعت تجرى إلى والدها، وقالت له : "أنا أعرف أن والد هذا الفتى إنسان شرير،
لكن "فرديناند" الابن ليس إنساناً شريراً. لست أجد فيه ما يجعلنى أعتبره سيئاً. أرجوك يا أبى لا تكن شديد القسوة عليه.. كن رحيما به ولا تؤاخذه بذنب فعله أبوه".
لكن "بروسبرو" أجاب غاضباً : "لماذا تطلبين منى أن أرحمه ؟ ! لم يكن والده رحيماً بى ولا بك.
دعيه يشتغل حتى يسقط ميتاً من التعب".
ثم وصل بروسبرو قراءة كتاب السحر الذي كان بيده. وعادت "ميرندا" إلى "فرديناند"،
وقالت له والدموع تملأ عينيها : "دعنى أساعدك. اقطع لى كتلة خشبية صغيرة، حتى أستطيع حملها إلى داخل المنزل". وهكذا طنت "ميرندا" أن والدها "بروسبرو" غاضب من "فرديناند"، وأنه لن يستجيب إلى توسلاتها...
أما الحقيقة. فكانت شيئاً آخر !! لقد أرد "بروسبرو"
أن تظن ميراندا أنه غاضب، لكن غضبه كان مجرد تظاهر وتمثيل. كان بروسبرو ينفذ خطة رسمها في ذهنه. كان قد دبر مجئ "أنطونيو" وحاكم "نابولى" وابنه إلى الجزيرة، لأمر ما في نفسه....


:

.




لكن.. لن نكشف الآن سر تدبيره... من بين الأمواج العالية، خرج "أنطونيو" وحاكم "نابولى" مبللين إلى الشاطئ، بعد أن تحطمت بهما السفينة. وعرف "بروسبرو" أنهم عدويه الذين قررا نفيه إلى الجزيرة،
قد أصبحا تحت رحمته، فنادى "آريل" خادمه من الجن،
وقال له : "آريل".. اذهب وابحث حتى تجد "أنطونيو" وحاكم نابولى. اجعلهما يضلان الطريق، ويسيران بغير توقف. ابعدهما عن أى ماء أو طعام. اجعل الهواء الساخن يهب عليهما،
ثم سلط الريح الباردة لتجمدهما. عاقبهما بكل شيء مؤلم. لا تعطهما فرصة للراحة أو للتوقف. هيا اذهب، ونفذ ما أمرتك به في دقة ودون إهمال ".
وذهب "آريل" ووجد "أنطونيو" وحاكم "نابولى". كان "أنطونيو" يقول للحاكم : "دعنا نتجول لنكتشف هذه الجزيرة، ونبحث عن ماء وطعام ". هنا أخذ "آريل" ينادى "أنطونيو" وحاكم "نابولى"
وهما لايروه، لكنهما تبعا صوته... تبعاه بين أشجار الغابات، وفوق صخور الجبال، وخلال مياه الأنهار. وكانت حرارة الشمس شديدة، فأخذ هواء ساخن يلفح وجهيهما وجسديهما. ثم انقلب الهواء بارداً،
وهبت عاصفة ثلجية جمدتهما. وأصابهما التعب والألم، ولم يعد في مقدورهما أن يواصلا السير، لكن "آريل" لم يسمح لهما بأية راحة، وظل يسوقهما أمامه دون توقف. وأخيراً، سقطا فوق الأرض.
لم يعد في استطاعتهما أن يتقدما خطوة واحدة أخرى. لكن "آريل" جعلهما يشاهدان ماء وطعاماً شهياً، فأسرعا يجلسان حول الطعام، وهنا أسرع "آريل" فأبعد الطعام والشراب،
فلم يجد الرجلان أمامهما شيئاً ! وأخيراً قال لهما "آريل" : "إنك "أنطونيو" أخو "بروسبرو". لقد خدعته واستوليت على الحكم بعد أن طردته من ميلانو. وأنت حاكم "نابولى" لقد ساعدت "أنطونيو" على طرد أخيه.
هذه هي جزيرة بروسبرو السحرية، وأنا خادم "بروسبرو" المطيع.
لقد أرسلنى لأقول لكما هذا، ولأجعلكما تتذكران ما فعلتماه معه ".
أغلق "بروسبرو" كتابه الذي كان يقرأ فيه، واستدعى "آريل" وقال له ! "أحضر "أنطونيو" وحاكم "نابولى". لقد اكتمل تدبيرى "...



:


.

.:SABER:.
06-05-2011, 20:35
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1441104&d=1304671013


من تتابع الأحداث في مسرحية العاصفة لشكسبير نلاحظ ان مضمون هذه المسرحية واضح وهادف
وهو ان الإنسان إذا لم يتذود بالقوة والعلم يصبح شخصا ضعيفا تهزمه القوى البشرية كما فعل أنطونيو مع اخيه بروسبرو
بأن طمع في مملكته واستولى على عرشه وقصره وطرده بعيدا مع طفلته الوحيدة "ميراندا"
لتعيش في جزيرة نائية في البحر وذلك نتيجة لإهمال بروسبرو شئون ولايته واهتمامه بالسحر
أكثر من أمور المملكة فلاقى ما لاقى من الغدر وتأمر ملك ولاية نابولى مع اخيه "أنطونيو"
وطرده لمدة اثنى عشر عاما غريبا تائها في الجزيرة، واننا نلاحظ ان لولا العلم الميتافيزيقى الذي عشقه بروسبرو
ما استطاع ان يصل إلى بر الامان وهو تعلمه للسحر واتخاذه كسلاح استطاع به ان يعطى لاخيه درسا قاسيا
هو وحاكم نابولى.. واننى في رأيى ان هذا العلم أى السحر لا يجدى في بعض الأحيان لأتصاله بالعالم السفلى
فهو ضد العقيدة وضد ناموس الطبيعة فضره أكثر من نفعه فهو نافع لفترة مؤقتة
لذا في النهاية تخلص منه بروسبرو والقى بكتب السحر بعيدا وذلك بدفنها تحت أرض الجزيرة إلى مملكته
وقد عزم على التسلح بالإرادة والثقة بالنفس واليقظة والحرص والتفانى في خدمة مملكته وشعبه..
تسلح بالقوة والمعرفة الحقيقية، والاشراف التام على الولاية وعدم اتاحة الفرصة للطامعين في السيطرة
واستغلال النفوذ وهذا الهدف هو ما يرمز اليه كاتب المسرحية وليم شكسبير
وخلال الحوار النفسى لبطل المسرحية بروسبرو وحديثه مع ابنته ميراندا


:

.



http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1441105&d=1304671262



تناقش هذه الدراسة رؤيا شكسبير في التغيير الاجتماعي وتحسين المجتمع في مسرحية العاصفة ..
ونظرا لأن شكسبير كاتب متفائل يؤمن بإمكانية تحسين وإنقاذ المجتمع والفرد ..
فقد رتب في هذه المسرحية لمجموعة من الشخوص المنحرفة لتغسل من فسادها على شواطئ العالم الجديد
وتعاد إلي صحتها النفسية والروحية على يدي منقذ مؤهل هو بروسبيرو،
إن مهمة بروسبيرو في مسرحية العاصفة هي إعادة توحيد الشخوص المشتتة، غير القادرة على التواصل ،
ومرافقتها إلى العالم القديم لتكون هناك مجتمعا فاضلا تسوده علاقات فاضلة.
إن إنقاذ الشخوص الشريرة من خلال الترويح في عالم غريب ليست جديدة في مسرح شكسبير
بل أنه نمط موجود في أعماله السابقة للعاصفة مثل – حلم ليلة صيف وتاجر البندقية وكما ترغب وقصة الشتاء.
لكن ما يميز العاصفة عن سابقتها من أعمال شكسبير
هو وجود شخصية المنفذ بروسبيرو الذي يهيمن ويحرك الشخوص والأحداث المسرحية ..
لقد منح شكسبير بروسبيرو معرفة فائقة في فن السحر،
وقد أعطته هذه قدرة شبيهة بتلك التي تتمتع بها الآلهة الإغريق . كما أعطي المصلح الشكسبيرى
قدرة على كشف مكنونات النفس والعقل البشري مما مكنه على توجيه معالجته إلى أعماق نفس وروح كل شخص من شخوصه .
لا يدعو شكسبير في رؤياه المتفائلة فيما يخص تطهير النفس البشرية وإصلاح المجتمع
إلى إمكانية القضاء على الشر من العالم، بل يدعو إلى ضرورة وجود مصلح اجتماعي قادر على تخدير وضبط قوي الشر.
على أن رؤيا شكسبير هذه في التغيير ليست ساذجة..
فلم يفت الكاتب أن يلفت نظرنا إلى أن قدرات بروسبيرو بشرية محدودة وأن جزيرته مسحورة وخيالية .
ويبدو أن الكاتب يذكرنا بأن الإنسان وحده غير قادر على التخليص مهما كان مؤهلا..
إذ لابد من عون الله وقوي الخير في الكون للأخذ بيد أي مصلح أو مخلص



:


.

.:SABER:.
06-05-2011, 21:18
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1441106&d=1304671262


إن دراسة الأدب المسرحي باعتباره جانبا إستيتيقيا وفنيا فحسب،
قد أفضى إلى تهميش وجهة النظر الإمبريالية الكامنة خلف إضفاء طابع العالمية على النموذج المسرحي الغربي،
وتعني الإمبريالية كما يوظفها "إدوارد سعيد" الممارسة والنظرية ووجهات النظر التي يملكها مركز حواضري مسيطر،
يحكم بقعة من الأرض قصية: أما الاستعمار الذي هو دائما من عقابيل الإمبريالية، فهو زرع مستوطنات في بقاع من الأرض قصية


:


وإذا كان يفترض في الأعمال المسرحية أن تكون زاخرة بالقيم الإنسانية الجليلة، وحافلة بمبادئ الحرية والعدالة،
فإنها على النقيض تماما قد تضمنت جوانب قبيحة ومرعبة تجسدت في دعم رغبة المجتمع الغربي في التوسع الإمبريالي،
إذ مثلت معادلة قوامها أفضلية الذات الغربية تفكيرا وفنا، ودونية الآخر ثقافة وعرقا،
لتصوغ بذلك صورة للآخر وفق رؤية خاصة توافق المنظور الغربي المتمركز على ذاته ثقافيا وفنيا،
وهي صورة "الخامل ذهنيا"، و"الوحشي"، و"الدوني"، و"المتخلف فنيا".


:


وفي إضفاء طابع العالمية وسمة الكونية على النموذج المسرحي الغربي، وذيوع مقولات وشيوع وجهات نظر من قبيل "إن شكسبير كاتب درامي لكل الأزمنة والعصور"، لمتضمن لرغبة غربية
في التوسع الإمبريالي الفني على حساب تقاليد فرجوية لشعوب أخرى اعتبرت من المنظور الغربي خاملة وخاضعة وعالما مسيطرا عليه «عالم صامت بإرادة منه أو دونما إرادة، ثمة اشتمالية، ثمة احتوائية،
ثمة حكم مباشر، ثمة إرغام وقسر، لكن ليس ثمة إقرار إلا في النادر بأن الشعوب المستعمرة ينبغي أن يسمع منها وأن يعرف ما لديها من أفكار


:


ولا غرابة إن تجاوزت التجربة الإمبريالية البواعث الاقتصادية والدوافع السياسية لتطال الحياة الفنية/ المسرحية الغربية ذلك «أن إغفال بسط الإمبريالية لذاتها عبر الدين والعلم والفن والأدب
سيكون قراءة خاطئة للثقافة ولرنينها الإمبراطوري
إن الكشف عن الرنين الإمبراطوري في الأعمال المسرحية الغربية بوصفه نسقا ثقافيا مضمرا قبيحا ومرعبا، يفترض ضرورة تجاوز الاهتمام المفرط بالجانب الإستيتيقي الذي حفل به النقد المسرحي ولزمن طويل،
وتوجيه العناية البالغة بالإشكاليات الأيديولوجية والأنساق الفكرية الكامنة خلف الخطاب المسرحي.


:


ولاشك أن رحلة فكرية تلك هي طبيعتها تتطلب الحفر في تضاريس التاريخ المسرحي الغربي
وقراءته قراءة تأويلية خاصة وبوعي نقدي متفجر ولا مهادن، يتقاطع فيه الفني بالأدبي والسياسي والتاريخي والاجتماعي عبر الربط بين الإمبريالية باعتبارها وجهات نظر وتمثيلا خاطئا للآخر،
والأعمال المسرحية كشكل ثقافي وصوت فكري بارز في المجتمع الغربي، إذ بإمكان هذا الترابط أن يثري قراءة النصوص المسرحية ويغنيها ويغير زاوية النظر إليها.
وقد جسدت مسرحية "العاصفة" لـ"وليام شكسبير"، ارتباطا وتلازما بين الظاهرة الإمبريالية والظاهرة المسرحية، إذ لم يكن شكسبير بمعزل عن السياق الثقافي الغربي العام الممجد للحضارة الأوربية والمشيء للساكن الأصلي للبلاد المستعمرة كما بلورته تقارير المستكشفين والرحالة الأوربيين.


:


يرتبط النص الشكسبيري من هذا المنظور بواقع تاريخي/ سياسي شكل خلفيته،
ولعل إغفال هذا الواقع من شأنه أن يجعل استقبالنا للنص ناقصا، سيما وأنه «لم يعد ممكنا ومقبولا بتر الأدب عن التاريخ، فالاستقلال الذاتي المزعوم للأعمال الفنية، يقتضي نوعا من الفصل يفرض محدودية مضجرة تأبى الأعمال الأدبية نفسها أن تقوم بفرضها إنه مفهوم "التأويلية الدنيوية"، الذي شكل حجر الزاوية في المشروع النقدي ذي البعد الثقافي لـ"إدوارد سعيد"، ويقصد به علاقة النصوص بشروطها المكانية والزمانية، وتطورها في شبكة العلاقات الاجتماعية والتاريخية والسياسية المعقدة.



:



وبذلك فإن إستراتيجيتنا في تحليل مسرحية "العاصفة"، سيكون هدفها الأساس تبيان ما كان مغيبا وناقصا في القراءات السابقة. إنها ليست مجرد قصة أمير له قدرات خارقة فقد إمارته ثم استعادها، بل إنها مسرحية سفر، واستكشاف، وانتشاء بالمغامرة في العالم المستعمر، وتحتل شخصية "بروسبيرو" البؤرة فيها،
فهو «دوق ميلانو وأمير ذو سلطان انهمك في دراسته، حيث ثمن كتبه أكثر مما ثمن مملكته، فكان أن أقدم أخوه ملك نابولي بالاستيلاء عليها وطرده، فوجد "بروسبيرو" نفسه رفقة ابنته "ميراندا"
في زورق لم يبق منه سوى هيكل متفسخ، لا حبال ولا أشرعة، ولا قلوع، ولا سواري، حتى الجردان كانت بالغريزة قد هجرته...


:


.

.:SABER:.
06-05-2011, 21:28
أسئلة :

ما رأيك بهذه المسرحية لوليام شكسبير ؟ وهل نالت إعجابك ؟!

هل أعجبتك شخصياتها.. أم انه مبالغ فيها ؟!

اذكر احد المسرحيات التي نالت اعجابك له ؟




أشكر دبتي Lady Maram (http://www.mexat.com/vb/members/260257-Lady-Maram) على تصاميمها الجونان
إن الآثام التي يأتي بها الإنسان في حياته..
غالباً ما تذكر بعد وفاته.. ولكن أعماله الحميدة تدفن كما يدفن جسده وتنسى..

وليام شكسبير

رجل فقد ظله
06-05-2011, 22:03
تتجلى سمات شكسبير حيث دائما ما يكتب عن قوى ما فوق الطبيعة ويضمن نصوصه السحر والشعوذة والعواصف والأمطار التي تصبح بمثابة نبوءة لأحداث سيئة قادمة، وبها أيضا تتجسد فكرة شكسبير عن ضرورة انتصار الخير في النهاية، فعمله الأدبي يقوم دائما على فكرة هذا الصراع بين القيم.

وتعد هذه المسرحية ضمن المسرح الأخلاقي، ومن تتابع الأحداث في مسرحية العاصفة لشكسبير نلاحظ أن مضمون هذه المسرحية واضح وهو أن الإنسان إذا لم يتذود بالقوة والعلم يصبح شخصا ضعيفا تهزمه القوى البشرية.


اعشقه

sinche kodo m
07-05-2011, 03:12
مووضوع جميـــل جداً ومسرحيه نالت اعجابي

بكل تاكيد ..

اشكرك على امتاعنا بالقصه الرائعه ..

شكراً لك ودوام التقدم والابداع

تحياتي

JUDGE
07-05-2011, 06:13
حجز