PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : ... زفـــيــر المـــوت ...



mas1king
14-03-2011, 14:43
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1413795&d=1300026794

~|| زفير الموت ||~

http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1414134&d=1300107571
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1413796&d=1300026794
http://link.smartscreen.live.com/?l=http%3a%2f%2fwww.mas1king.com%2fuploads%2fImage s%2fBreath_of_Death_1.jpg&p=1&u=&r=AGQ%3d&d=I&c=fOxHGsTieUO0c6rSnfrOxA%3d%3d&y=11A09C&h=FXZZULCEhttp://link.smartscreen.live.com/?l=http%3a%2f%2fwww.mas1king.com%2fuploads%2fImage s%2fBreath_of_Death_1.jpg&p=1&u=&r=AGQ%3d&d=I&c=fOxHGsTieUO0c6rSnfrOxA%3d%3d&y=11A09C&h=FXZZULCEhttp://www.mas1king.com/uploads/Images/Breath_of_Death_1.jpg

عندما يتفشى الظلم ويُقتل الحلم وتعيش الأرض تحت جنح الاحتلال، يُولد بطل..
ليكون بذرة الحرية والشمس القادمة، ليوقظ الأمل في القلوب ويروي الوطن بحبه قبل دمائه ... اليوم سأحدثكم عن أقصوصة من حياة أحدهم .. ستعيشون لمحة من مشهد بطل :رامبو:
بغداد – الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، في منزل يسكنه الجنرال جيمس ميليكان، أحد ضباط قوات الاحتلال ، وهو رجل في العقد الخامس من عمره، شارك في حرب العراق الأولى، وفي حرب أفغانستان، ثم انخرط في دهاليز المخابرات الأمريكية لينصّب قائداً لقوات التصفية والاغتيالات، ولعل حجم تجاربه هو ما أكسبه تلك الملامح القاسية والمتعجرفة، إلى جانب أنفه الكبير جداً والذي يتخذه بعض الجنود مصدراً للفكاهة.
كان الأثاث قد أزيل من قلب الصالة ليشكل مسرحاً دائرياً في المنتصف، اتخذ العازفون جانباً منه، ليلهبوا الأجواء بأصوات الموسيقى الصاخبة يتخللها صوت تصادم الكؤوس وضحك الماجنات اللواتي ارتدين زى قوات المارينز الأمريكية وهن يتمايلن مع نغمات الموسيقى بحركات مضحكة تدل على أنهن شربن حتى الثمالة، وقف الجنود في حلقة دائرية حولهن راسمين على وجوههم ابتسامات سمجة وكل واحد منهم يمني نفسه بغنيمته الليلة، وقد تعالى صفير بعضهم وتصفيق البعض الآخر.
وفي أحد الأركان كانت هناك طاولة مستديرة اجتمع حولها ثلاثة من كبار الضباط أحدهم هو الجنرال المضيف، بدا الوضع حول تلك الطاولة مناقض تماماً لأجواء الحفلة، حيث كست الجدية وجوه من حولها، ودلت حركة أيديهم وإيماءاتهم على أهمية حديثهم..
كان أحدهم هو الكولونيل ديفيد آتون إيرلندي الأصل في العقد السادس من العمر، قوي البنية شديد الاهتمام بهندامه تفوح منه رائحة العطور المختلفة التي يستعملها، أما الآخر فهو الكولونيل آشر جاكوم وهو أصغرهم سناً لم يتجاوز الأربعين بعد، من أصول أفريقية دميم الوجه معقوف الأنف.
حرك الجنرال جيمس نظارته ببرود ليعيد وضعها على أنفه الكبير وهو يخاطب الكولونيل آشر : يجب أن لا يعلم أحد بالمهمة حتى تحين ساعة الصفر، سيتولى الكولونيل ديفيد أمر إرسال الإرهابيين إلى المنطقة ليقوموا بتفجير إحدى السيارات الملغومة هناك، وسنضع بجوارها ثكنة عسكرية ليبدو الأمر وكأنها عملية استهداف لنا، بعدها سأرسل فرق التفتيش لتقوم بتفتيش المنازل وإلهاء السكان، في ظل هذه المعمعة اغتنم أنت الفرصة لتنفيذ العملية هناك.
هتف الكولونيل ديفيد قائلاً :
- ماذا إن أصيب أحد جنودنا، لن يرحمنا رجال الإعلام حينها، كما أنه لا شيء يؤكد تواجه هناك....
قاطعه الجنرال قائلاً بهدوء وقد أزاح كأس النبيذ الممتلئ من أمامه:
- لا تستعجلا الأحداث فالأمر معقود بما سيحدث الليلة، لنرى ما سيحضره مخبرونا هناك، ولا تنسوا ذا بوس فموعد عمليته الليلة ... لقد أحكمنا مراقبة المكان لذا لا أظنه سينجو من مصيدتنا إن حاول تنفيذ تهديده.
بدت عليهما علامات عدم الرضا، ولكنهما لم ينطقا بشيء خوفاً من غضب الجنرال.

http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1413796&d=1300026794
http://link.smartscreen.live.com/?l=http%3a%2f%2fwww.mas1king.com%2fuploads%2fImage s%2fBreath_of_Death_2.jpg&p=1&u=&r=AGQ%3d&d=I&c=Nlgul7DrQEq3OWIXnErZUQ%3d%3d&y=11A09C&h=p8HgPbJ7http://www.mas1king.com/uploads/Images/Breath_of_Death_2.jpg

في تلك الأثناء، وفي أحد المنازل المجاورة، كان هناك صوت طرقات مكتومة ورتيبة ناتجة عن عكاز ربط طرفه بقطعة قماش سميكة، يتكئ عليه شاب طويل القامة أجعد الشعر، يتسلل خفية إلى إحدى الغرف، اتجه الشاب بسرعة إلى أحد الأركان وقام بنزع علبة توصيل الكهرباء من الجدار، وبخفة شد سلك خفي رمادي اللون من الخلف ودفعه للامام ثم شبكه بحاسوب محمول صغير الحجم، كان يقوم بكل ذلك دون أن يصدر أدنى صوت منه، بدأت أصابعه تداعب لوحة المفاتيح بسرعة وخفة، وعيناه تلمعان تحت أضواء الشاشة التي رسمت ظلالها على وجهه.
فجأة دون سابق إنذار بدأت الإنفجارات تتوالى في حديقة منزل الجنرال، كانت ألسنة النار ترتفع وصوت صفارات الإنذار تدوي في كل ركن من أركان المنطقة، لم يعر الشاب أي اهتمام لما يحدث في الخارج بل استمر في عمله، وشبح ابتسامته يرتسم على وجهه.
بعدها بثوانٍ قام بنزع الكابل وإعادة كل شيء إلى مكانه، وأطفئ الجهاز ووضعه في جيب سترته، واستند على عكازه ليقف، انتظر قليلاً قرب الباب حتى سمع صوت انفجار آخر وهنا تقدم وفتح الباب ثم تسلل خارجاً، وفي اللحظة التي هم بالنزول سمع صوت خطوات مسرعة تتجه إليه، وصوت أحد الجنود يصرخ قائلاً بأنه رأى ظلاً في الأعلى، كان من المستحيل أن يعود أدراجه لتلك الغرفة فبالتأكيد سيكتشفونه هناك، أدار عينيه بسرعة كبيرة فيما حوله ليبحث عن مكان يختبئ فيه إلا أنه لم يجد ما يستره عن أعينهم، كان لا مفر له إلا المواجهة، بدأ قلبه ينبض بقوة عندما رأى ظل أحدهم يقترب منه، أزاح بسرعة قطعة القماش عن عكازه ليكشف عن طرف حاد مدبب، واتخذ وضعية هجومية استعداداً للانقضاض على المجهول القادم.
كان الرجل يقترب أكثر وأكثر، تجسد ظله ليصبح في حجم عملاق أسطوري قادم من إحدى قصص الخيال، بدأ الشاب بالعد التنازلي للانقضاض وهو يتصبب عرقاً
.
.
.
ثلاثة
.
.
.
إثنان
.
.
.
واحد
.
وعندما هم بالانقضاض اندفع جندي آخر إلى المنزل وهو يصرخ بالجميع :
- الجنرال أمر بإحاطة المنزل وتأمين الضباط هناك ... أسرعوا .

بدأ الظل يصغر والخطوات تبتعد بسرعة، هنا لم يتمالك الشاب نفسه من التوتر فأسرع ليجلس على الأرض ويلتقط أنفاسه الهاربة من صدره.
أنتظر قليلاً قبل أن يخرج من المنزل، بعدها اتجه إلى أحد الأزقة الصغيرة وهناك فرش سترته بكل هدوء على الأرض لينام عليها، وكأن شيئاً لم يحدث، استغرق تماماً في نومه.
مع بداية تسلل خيوط الشمس المشعة على وجهه استيقظ الشاب على ركلات أحد الجنود وهو يأمره بالابتعاد، تناول سترته وعكازه وابتعد، وأثناء سيره سمع صوت طفل في العاشرة من العمر يناديه:
- عمو كمال تعال ... من هنا
تبعه الشاب الذي عرفنا اسمه أخيراً :rolleyes: حتى دخلا أحد الدكاكين،هناك ناوله الطفل رغيفاً من الخبز وكأس ممتلئ بالشاي الساخن، وقال له:
- حتى أنت يا عمو لم يرحموك، رغم إصابتك وتدميرهم لمنزلك
تمتم كمال بعبارات الشكر ولكن صوته لم يعبر إلا حدود شفاهه.
فقال له الطفل بكل ثقة وفخر والبراءة تلمع من عينيه :
- لا تخف إن حاولوا القدوم إلى هنا فسأتصدى لهم بنفسي، ولن أسمح لهم بإيذائك أبداً ،وعض بأسنانه على أخر كلمة حتى يُشعره بالثقة أكثر، وأنه رجل لا يستخف بقوته :رامبو:
أومأ كمال برأسه وهو يرسم ملامح الشرود على وجهه رغم ما احتواه قلبه من تلك المشاعر الجياشة التي انتفضت في صدره مع كلمات هذا الطفل، وكادت تسمح لعبراته أن تتفجر على أعتاب عينيه بحنين شديد، فقد كان يرى في هذا الطفل عراق الغد، كان يرى فيه شقيقه المتوفى، كان يحبه ولا يملك أن يخبره بذلك، لكم هو مؤلماً أن تحب شخص ولا تستطيع قول ذلك له.
دون وعي منه أكمل نومه وهو مازال ممسكاً برغيف الخبز، كان يبدو كشخص مختلف عن ذلك الشاب في الليلة السابقة، كان إلى الجنون أقرب الآن ....


يتبع ،،،

mas1king
14-03-2011, 14:44
........................
لم يكن يعرف بأن الجنرال كان يجوب ساعتها مكتبه جيئة وذهابا، وملامحه تتفجر بالغضب وهو يصرخ في وجه الجنود الواقفين أمامه:
- حقاً إنكم تستحقون الإعدام أيها الحمقى، كيف يتمكن شخص واحد من زرع كل هذه المتفجرات في حديقة المنزل؟، أين كنتم ساعتها؟ ، ألا يمكنني الاعتماد عليكم في شيء؟، لو كان احد الضباط في الخارج لكان لقي حتفه بالتأكيد، أمامكم سبع ساعات لتأتوني بهذا الشخص، أو فليجهز كل منكم نفسه للعقاب ، انصرفوا .

غادروا المكان وهم يجرجرون أذيال الخيبة والفزع، واتجه هو إلى النافذة التي خلف مكتبه ليعود بمخيلته إلى ما قبل بضعة شهور ومع بداية هذه الأحداث، حيث تمكن شخص ما من القضاء على جنودهم الواحد تلو الآخر حتى زاد عدد ضحاياه عن ثلاثمائة جندي وخمسون ضابطا من ضباط المراينز، مما جعل المخابرات ترسله بشكل عاجل إلى هنا ليتمكن من كشف ذلك الشخص والقضاء عليه.
كان يعرف بأنه شخص واحد فقط، فهو يتصل بهم قبل تنفيذ أي عملية ليخبرهم عن هدفه القادم بكل صفاقة، ومع هذا لم يتمكنوا من تتبع مكالماته، أو كشف هويته، ولم يتمكنوا من إيقاف أي عملية له حتى الآن، كان يأمل أن يوقعه في المصيدة عشية رأس السنة، ولكنه أفلت منها، بل وفجر له حديقة منزله بالكامل وتسبب بإصابة الكثير من الجنود هناك.
عض بقوة على أسنانه وهو يفكر بما سيكتبه للقادة في لوس أنجلوس، هل سيخبرهم بأنه فشل بهذه السهولة عندما وصل إلى هذه النقطة ضرب سطح مكتبه بيده بغضب، ورفع سماعة هاتفه ليضغط بعض الأرقام وعندما سمع صوت أحدهم في الطرف الآخر صرخ قائلاً:
- أيقظوا الكولونيل ديفيد وأخبروه أن ساعة الصفر قد تغيرت، سنقوم بالعملية بعد ساعة من الآن، ثم أقفل السماعة بعنف.

نعم لقد اتخذ قراره، يجب أن يحرز نصراً قبل أن يرسل تقريره،نظر إلى ساعته والتي تشير إلى السادسة والربع صباحاً، إذن فأمامه سبع ساعات تقريباً قبل موعد إرسال التقرير وها قد بدأ العد التنازلي الآن.

http://www.mas1king.com/uploads/Images/Breath_of_Death_3.jpg
- أمي ...... أمي
أرجوك ردي علي، ستعيشين أليس كذلك؟-
أمي لا تتركيني أرجوك!-

http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1413796&d=1300026794

ظل يردد أسم أمة مراراً وتكراراً .. يجثم على صدرها ويمنى نفسه بعودتها .. ثم يعود ليهز أكتافها بكل ألم علها تمنحه جواب يوقف عويله وهستيرية الدموع المنحدرة من عينيه .. وصدى أصواته المتحشرجة في حنجرته..وتلك الصرخات المتوالية في كل ثانية
هنا مدت الأم يدها بهدوء لتمسح دموعه بحب، وأشارت إليه بطرف عينها ليقترب، همست في أذنه بكل حنان زاده ألماً، وأفطر قلبه الصغير رغم كونه لم يعرف معنى الألم يوماً :
- أنقذ أخاك .....

كانت تدرك بأن إصابتها قاتلة، ولكن ما يهمها لحظتها أن ينجو طفليها من الموت اتجهت عينيها لترى طفلها الآخر وهو مغشي عليه، وأسفله بركة صغيرة من الدماء ..
نظر الطفل إلى أخيه المخضب بالدماء، كان يتنفس بصعوبة، لم يكن يعرف ما يفعل، أمه غارقة في دماءها أيضاً صرخ رغم سنة :
- ربااااااااااه ماذا أفعل؟
كان يدرك هو الآخر أن هذا يعنى شيء سيئاً، لا يعلم ما هو كل ما يشعر به ألم يمزق قلبه بشدة ويزداد مع الوضع

أدار وجهه الممتقع إلى أمه وقال لها برجاء يكاد يتفجر مع حروفه:
- سأنقذكما معاً أرجوكِ انتظري..

ركض مسرعاً بقدمين حافيتين ليحضر عربة ذات العجلة الواحدة قد كان يستعملها لنقل الأشياء، عاد مسرعاً إلى أمه ليخبرها ويطمئنها بأنه أحضر ما يحملها عليه.
لكنه عندما وصل إليها كانت قد فارقت الحياة، شعر بأن الدماء هي ما يخرج من عينيه وليست الدموع، صرخ بكل ما تملكه حنجرته الصغيرة من قوة :
- أمااااااااااااااااااااااااااااه، أماااااااااااااااااااااااااااه
أرجوك لا تتركيني ، فليس لي غيرك أرجوك، أرجوك أمااااااااه-
هو لم يعلم ما هو الموت يوماً، ماذا يعني أن يصمت شخص للأبد، لم يفقه معنى الرحيل إلا في تلك اللحظة
كان صوت بكائه وصراخه،ينخفض تدريجياً ونشيجه يزداد،سيل من الدموع يخط طريقة على وجنتيه والصدمة تجثم على قلبه كما لو أن شبحاً مرعباً قد تجلى له في الظلام، لم يكن بمقدور الأم إجابته بعد الآن فقد صعدت روحها إلى بارئها، ولكنها بحنان يملأ الكون ويفيض لم تنسى أن تشير إلى أخيه حتى في لحظات موتها، لم تنسى أن تخبره أن هناك قطعة منها توشك أن تفارق الحياة هي الأخرى، فقلب الأم أعرف بفلذاته.
انحنى الطفل ليقبلها وظل يتحسس وجهها،ويتلمس يداها ينظر إليها محاولاً أن يحتفظ بملامحها فترة أطول في عقله على الأقل لتحفر تلك الملامح في الذاكرة مباشرة، رغم أنه لا يفهم هذا الشعور إلا أنه شعر أن عليه فعل ذلك، مسح دمعة أخيرة كانت تتدحرج من عينها،وتذكر إصرارها عليه لينقذ أخاه فاندفع باكياً مودعاً إياها بنظراته وقلبه الصغير يكاد يقفز بجانبها،ومتوجهاً إلى أخيه ليحمله ويضعه في تلك العربة.
انطلق بها وهي تتمايل به بسبب الوزن يميناً ويسار،بكل جهده كان يحاول نقله إلى أقرب سيارة إسعاف، ولكن رصاصات الجنود لم تسمح له بذلك، فقد أصابت قدمه وارتطمت بصدر شقيقه و ....



يتبع ،،،

mas1king
14-03-2011, 14:44
http://www.mas1king.com/uploads/Images/Breath_of_Death_5.jpg

- عمو كمال .. استيقظ .. عمو كمال
كان صوت الطفل يتردد في أذنيه، فتح عينيه بثقل ليشاهده أمامه، كان مازال ممسكاً برغيف الخبز، سارع في إكمال أكله ثم غادر المحل وهو يشكر الطفل بعبارات مبهمة.
وظل يمشي إلى أن وصل إلى ميدان في شرق بغداد، كان الجنود الأمريكان منتشرون في كل مكان، لم يعره أحدهم أي اهتمام وإن صرخ بعضهم عليه وهم يأمرونه بالابتعاد
اتجه إلى أحد المتاجر التي تبيع القماش، وطلب من صاحبه إطعامه، كانت ملامح صاحبها تحمل التعاطف والطيبة، ودلت بأنه يعرف هذا الشاب ويعرف قصته، أشار له الرجل بالدخول، وهو يطلب من أحد موظفيه إطعامه، بعد أن ولج من الباب اختفت نظرت الشاب البلهاء ليحل محلها نظرة أخرى تحميل الكثير من الدهاء والغضب.
وهو يسأل الموظف: هل أعددت ما طلبته منك يا حمود؟، رد عليه حمود قائلاً:
- نعم ولكن أرجوك أجّل العملية قليلاً، فالجنود منتشرون الآن وخروجك يعد ضرباً من الانتحار
كان يرتدي سترة تشبه سترته تماماً ولكنها أثقل وزناً وهو يقول:
- تعرف بأني أكره الانتحار وأؤمن بحرمته، فاطمئن لقد أعددت لكل شيء عدته، والله الموفق سبحانه ،أخبر الشباب أن لا يخرجوا اليوم فيبدو بأن الجنرال يحضر لشيء ما.
رد الموظف:
- حسناً سأفعل.
بسم الله نطقها الشاب وهو ينطلق خارج المتجر بخطوات متثاقلة وعينان تخفيان بركان من العزيمة والتصميم.
مضّى طريقه بين مشي وجلوس حتى وصل إلى سيارة يابانية الصنع تعمل بمحرك رباعي الدفع فتح بابها باستخدام أداة رقيقة ووضع أسفل كرسيها الخلفي قنبلة انتزعها من سترته الجديدة. ثم أعاد كل شيء كما كان وانصرف مبتعداً ليتجه إلى سيارة أخرى في مكان آخر ويقوم بنفس الشيء حتى انتهى من وضع آخر قنبلة معه، نظر إلى الساعة الرقمية في مقدمة السيارة كانت تشير إلى السابعة والنصف. هم بإغلاق الباب عندما فوجئ بيد أحدهم توضع على كتفه، وصوت جندي يقول له :
- ما الذي تفعله هنا؟
استدار ليواجه الجندي وهو رافع يديه فانتبه ساعتها بأنه محاط بمجموعة من الجنود وقد وجهوا أسلحتهم إليه.
تقدم الجندي الذي خاطبه من قبل وأخذ منه عكازه، ثم طلب من البقية أخذه إلى الثكنة ليحققوا في أمره.
لم يكن باستطاعته المقاومة، لذا تركهم يكبلونه ويحملونه في سيارتهم إلى الثكنة العسكرية القريبة من هناك، وما أن وصلوا إليها إلا وانفجرت سيارة مفخخة بالقرب منهم.
ساد الهرج والمرج، وعمت الفوضى المكان، فقام أحد الجنود بدفعه إلى داخل مبنى ملاصق للثكنة وألقاه في غرفة صغيرة أحكم إغلاقها عليه، ثم سمع صرخات الناس في الخارج تطلب النجدة.

http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1413796&d=1300026794

لم يفهم ما يحدث، هل قام أحد الفدائيين بفعل ذلك؟ لقد طلب منهم عدم القيام بأي نشاط اليوم ،ظلت التساؤلات تجوب رأسه ، ولم يجد لها أي إجابة.
وبينما هو على ذلك سمع صوت أحد الجنود وهو يؤدي التحية باسم الكولونيل ديفيد، زادت شكوكه، فلماذا يأتي الكولونيل بنفسه؟ هل يا ترى كُشف أمره؟
سمع أحدهم وهو يقول بأنه رآه وهو يدس قنبلة في سيارة تابعة لهم، لكن الكولونيل لم يعر ذلك اهتماماً وأمرهم بحراسته، والاستعداد لمساعدة فرقة التفتيش .
كان الأمر محيراً ، لماذا يحدث ذلك؟ ولماذا يحدث الآن تحديداً؟
حاول استيعاب الأمر ومعرفة سبب هذه التصرفات، ألتصق بالباب محاولاًً التنصت لما يقولون، وصلت إلى مسامعه أسماء بعض قادة المقاومة ... اجتماع ... أين؟
يا إلهي هناك اجتماع لبعض قادة المقاومة في المنطقة، لعل فخاً قد نصب لهم ... يجب أن يحذرهم أو ينقذهم ولكن كيف؟
لمعت فكرة في رأسه، فبادر بالوقوف وهو يصرخ باسم الكولونيل:
- افتحوا الباب أرجوكم، أحمل معلومات مهمة للكولونيل أخبروه بأنني أعرف بأمر تفجيرات البارحة، وأعرف أين ستتم عملية اليوم أرجوكم.
للحظات ساد الصمت ثم فتح الباب سريعاً ودلف بعض الجنود منه يتبعهم الكولونيل، الذي عقد يديه خلف ظهره وهو يقول: هل تعرف خطورة ما قلت؟ أجابه كمال :
- نعم أدرك تماماً ما أقول
جلس الكولونيل على كرسي أحضره أحد الجنود له وهو يقول:
- تفضل أسمعني ما عندك؟
- كمال: هل ستعفو عني إن أخبرتك؟
- الكولونيل: إن تأكدنا من صحة كلامك فسأعفو عنك، أعدك
كان كمال يعرف بأن وعود هذا السفاح كاذبة ولكنه أكمل قائلاً:
- لقد طلب مني أحد أفراد المقاومة أن أزرع قنبلتين في سيارتين لكم وقال بأنهم سيجرون اجتماعاً قريباً من هنا يحضره أحد قادة المقاومة، وأن الإنفجارات ستلهيكم عنهم، إن أردت أن أدلك على مكان الاجتماع فسأفعل، فلا أريد أن أموت ... أرجوك.
أجابه الكولونيل :
- أين ؟ إن أخبرتني فأعدك بمكافئة جيدة أيضاً.
- كمال : حسناً سأآخذك إلى هناك، ولكن هلا أعدت إلي عكازي فأنا لا أستطيع المشي جيداً كما ترى
أشار الكولونيل بإصبعه ليعيدوا له عكازه وأردف مخاطباً جنوده:
- إن شعرتم بأي حركة غريبة منه، أطلقوا عليه النار مباشرة ودون تردد
انطلق موكبهم محاطاً بفرقة مسلحة، متجهين إلى مكان الاجتماع حسب توجيه الشاب، الذي أشار لهم إلى أحد المنازل المنعزلة وقال للكولونيل:
- هذا هو المنزل ، ستجدون بداخله نفق يؤدي إلى غرفة الاجتماعات.
رد الكولونيل بلهجة تحمل بعض الشك:
- لماذا إذن لا يحرسونه جيداً؟
أجابه الشاب :
- إن فعلوا فسيكون البيت مكشوفاً لكم، ولكن بالتأكيد هناك شخص ما يراقب من مكان خفي حتى يحذرهم في حال قدومكم.
نزل الكولونيل من المركبة وهو يقول :
- ستبقى أنت هنا مع بعض الحراسة، وسنقوم نحن باقتحام المكان، ولكن في حال تبين لنا كذبك فسأقتلك بيدي هاتين.
تصنع كمال البكاء وهو يقول له :
- أقسم لك سيدي بأنك ستجد المقاومة هناك .
اندفع الكولونيل محتمياً خلف قوات الاقتحام وهو يمني نفسه بأن يقبض على بعض قادة المقاومة قبل أن يحضر ذلك الزنجي الأحمق ويحصل على الفضل في ذلك، بدؤوا يدلفون المكان الواحد تلو الآخر
فجأة سمعوا إطلاق بعض الأعيرة النارية ثم سكن كل شيء.
أخفى الشاب وجهه بين قدميه ليداري ابتسامته الساخرة وهو يتخيل جثث الجنود وكولونيلهم وهي ممددة من أثر السم الذي انطلق مع اقتحامهم للمكان.
لابد أن المقاومة انتبهوا لتحركاتهم هذه، وصوت الأعيرة سيجعلهم يغيرون مكان وموعد الاجتماع.
كان قد أعد هذا المنزل لمثل هذا الموقف، لم يعد يكترث لما سيحدث له لقد بذل جهده واستطاع إنقاذ المقاومة وهذا هو الأهم، لعل ساعة موته قد أتت، ترى هل سيعرف الأمريكان يوماً بأنه هو من كان يرعبهم؟
هل ستنجح آخر عملية له بعد أن فخخ سياراتهم تلك؟
لن يعرف ذلك ولم يعد يهمه أن يعرف
آن له أن يتقبل الشهادة، عندما وصل بتفكيره إلى ذلك، نزع قطعة القماش من عكازه بخفة ليغرسه في صدر الجندي المقابل له، ثم انتزعه ليضعه في عنق الآخر، واندفع خارجاً من السيارة وهو يحمل سلاح أحدهم، ليطلق رصاصاته على الجنود الآخرين ولكن هيهات فهم أكثر منه عدداً وعدة، والمكان مكشوف خاصة مع إعاقته التي تمنعه من الإسراع والمراوغة، والسيارة التي يحتمي بها لن تصمد طويلاً.
استمر في إطلاق النار عله يقتل أكبر عدد منهم، شعر برصاصة تخترق كتفه، وخيط من الدم يسيل من عنقه، بدأ يشعر بالدوار، ولكنه لم يتوقف، استمر واستمر .
كانت رصاصاته توشك على النفاذ والطنين يزداد برأسه، كان يقاوم الإغماء بعنف، ومع سماعة لتكأة سلاحه يعلن قذفه آخر ما بجوفه سقط البطل على الأرض ، سقط وهو يأمل أن تتحرر العراق يوماً
سقط وهو يحمل آملاً كثيرة فهل تتحقق آماله؟
.....................

ما رأيكم أنتم؟

هل تعتقدون بأنها نهاية بطل أم نهاية حلم؟

أم أن للأمر بقية ^_^



http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1413797&d=1300026794

همس الهداية
14-03-2011, 15:02
::جيد::

SPICY WOLF
14-03-2011, 15:45
سألاحق مواضيعك شبر شبر بيت بيت دار دار زنقة زنقة

الى الامام :d

تم الحجز على مسؤوليتي

وسأعود بإذن الله:)

عمور العراقي
14-03-2011, 15:45
:أوو:

أقحوان
14-03-2011, 18:47
حجز ..

theboss911
14-03-2011, 19:04
لك الله يا كمال ..
سأعود .. إن شاء الله ..
. . .

*طيف أميرة*
14-03-2011, 19:08
لي عودة ..بإذن الله ..

mas1king
15-03-2011, 11:21
امتلأ الموضوع بالحجوزات :p

حــارث
16-03-2011, 20:28
بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السهم الماسي ماشاء الله تبارك الله عليك ربنا يحفظك

قصة جميلة سأبدأ ردي بمناقشة الفكرة
وهي الحرب الخبيثة التي يشنها الغرب علينا بمساعدتنا بزعم الارهاب
وفكرة ان تستهدف امريكا نفسها بهجوم ليكون من حقها أن ترد بالطريقة التي تحب خدعة تنطلي دوماً علينا منذ احداث الحادي عشر من سبتمبر وحتي الآن تمارس قبل كل عملية تضرنا ونقف نتفرج دائماً اما أن نعلم ونسكت أو لا نعلم فنقول ببلاهه " هم مظلومون ومعهم حق "
حتى تغيرت نظرة العالم لنا باعتبارنا ارهابيين ونعشق الدماء بكل أسف
علي نطاق القصة أكثر شئ أحبه في القصص " الواقعية - العمق "
وقصتك تتسم بالاثنين معاً فهي ليست من النوع الذي ينساه المرء فور الانتهاء منها لانها تحفز العقل علي التفكر والتأمل في المعاي البعيدة
ثم هو واقعية بمرارة واقعنا لا تحتوي علي خيال فكمال موجود بداخل كل منا ولكن بعضنا يحتاج " كماله " لعامل مستنهض ومحفز
ثالثاً أعجبني صناعة الشخصيات التي تحمل هي أيضاً دلالات جميلة
تستطيع بابسط العبارات ان تصف شخصاً وتسنعه الكاريزما خاصته فلا يحتاج القارئ لأي شيء حتي يستنتج ردود افعاله في المواقف المختلفة
وتصميم الشخصيات بديع من حيث وصفك لها بتمكنك من التعبير عن صورة رسمتها بخيالك في عقولنا بدقة عالية

أرى ألف كمال وألف حلم سيتحقق
شكراً لقلمك وادامك الله ذخراً لهذه الامة
تحياتي وكل الود :)

Evil Shadow B
18-03-2011, 00:15
7jz


يُولد بطل..
ليكون بذرة الحرية والشمس القادمة، ليوقظ الأمل في القلوب ويروي الوطن بحبه قبل دمائه ...
نعم فالبطل يعني ما بقي من أمل

لكم هو مؤلماً أن تحب شخص ولا تستطيع قول ذلك له
نعم نعم

سيارة يابانية الصنع تعمل بمحرك رباعي الدفع
ليش أول سيارة يابانية

السلام عليكم
قصة رائعة و هادفة و أبدعت كما هي عادتك
زفير الموت
الأبطال هم من يضعون بصمة في تاريخ الوطن
و من لا غيرة له على وطنه فليس إلا شخصاً جاحداً لنعم وطنه عليه و على آبائه
كمال
فعلاً بطل لم يرضى بالسكوت و التزام الصمت دون فعل
كم نحن بحاجة الآن إلى أمثال كمال و خالد بن الوليد و البراء بن مالك و محمد الفاتح و طارق بن زياد و ........................ و صلاح الدين ....إلخ
نعم نحن بحاجة إلى أمثال كمال
و لكننا بحاجة أكثر إلى أمثال هذا

فقال له الطفل بكل ثقة وفخر والبراءة تلمع من عينيه :
- لا تخف إن حاولوا القدوم إلى هنا فسأتصدى لهم بنفسي، ولن أسمح لهم بإيذائك أبداً ،وعض بأسنانه على أخر كلمة حتى يُشعره بالثقة أكثر، وأنه رجل لا يستخف بقوته
أجل نحن بحاجة إلى جيل يجعل نصب عينيه إعلاء راية الإسلام
بالمناسبة ما اسم الطفل الشجاع ؟؟؟

شكراً أيها السهم الماسي

دمت بحفظ الباري
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1413796&d=1300026794

النظرة الثاقبة
19-03-2011, 03:16
تعلم يامحمد أن لقلمك مكانة خاصة لدينا
تالله أن لأثر ماكتبت عميق يُنحتُ
وجميل يَسْلِبُ ، وقويٌّ يَمحقُ
فلله درك ياصاحب العقل الكبير
بالطبع فأنت تعرف تعليقي على القصة ونظرتي الخاصة لها ولمعانيها التي تهدف أمورا كثيرا
منها ماذكر أخي مايسترو بإيجاز
بارك بك المولى وجعل الجنة مثواك
التنسيق كان جميلا ^_^

mas1king
21-03-2011, 14:46
سألاحق مواضيعك شبر شبر بيت بيت دار دار زنقة زنقة

الى الامام :d

تم الحجز على مسؤوليتي

وسأعود بإذن الله:)
المهم أن تقصفها في الأخير ولا تتركها معلقة هكذا ;)


:أوو:
مازلت أنتظر



حجز ..
وأنت أيضاً أنتظر ردك

لك الله يا كمال ..
سأعود .. إن شاء الله ..
. . .
أما أنت فكنت أتوقع تعليقك قبل الجميع ^^

لي عودة ..بإذن الله ..
ربما هبط سقف الكوخ فلم يصلح للعودة :p

سأقتلكم جميعاً إن لم تعودوا للرد :ميت:

SPICY WOLF
22-03-2011, 04:16
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اعتذر إليك فقد تأخرت عليك
وسبب تأخر قصفي هو الحظر الجوي الذي تم فرضه علي كما تعلم :بكاء:

لذا هاأنا ذا قد أتيت بجيشي البري لكي أقصف موضوعك بالدبابات والمدافع (الكلامية طبعا :d) فطيب خاطرك :p
"، في منزل يسكنه الجنرال جيمس ميليكان، أحد ضباط قوات الاحتلال ، وهو رجل في العقد الخامس من عمره، شارك في حرب العراق الأولى، وفي حرب أفغانستان، ثم انخرط في دهاليز المخابرات الأمريكية لينصّب قائداً لقوات التصفية والاغتيالات، ولعل حجم تجاربه هو ما أكسبه تلك الملامح القاسية والمتعجرفة، إلى جانب أنفه الكبير جداً والذي يتخذه بعض الجنود مصدراً للفكاهة."

رائع وصفك للجنرال وكأني أنظر ليه يا رجل

لله درك

"وقف الجنود في حلقة دائرية حولهن راسمين على وجوههم ابتسامات سمجة وكل واحد منهم يمني نفسه بغنيمته الليلة، وقد تعالى صفير بعضهم وتصفيق البعض الآخر"

كم أكره هذا المنظر والذي دائما مايواظبون عليه

مبدعٌ حرفك.. ورائعٌ وصفك ::جيد::

"وفي أحد الأركان كانت هناك طاولة مستديرة اجتمع حولها ثلاثة من كبار الضباط أحدهم هو الجنرال المضيف، بدا الوضع حول تلك الطاولة مناقض تماماً لأجواء الحفلة، حيث كست الجدية وجوه من حولها، ودلت حركة أيديهم وإيماءاتهم على أهمية حديثهم..
كان أحدهم هو الكولونيل ديفيد آتون إيرلندي الأصل في العقد السادس من العمر، قوي البنية شديد الاهتمام بهندامه تفوح منه رائحة العطور المختلفة التي يستعملها، أما الآخر فهو الكولونيل آشر جاكوم وهو أصغرهم سناً لم يتجاوز الأربعين بعد، من أصول أفريقية دميم الوجه معقوف الأنف."


رائع سردك .. ومبدع وصفك.. لله درك.

"سيتولى الكولونيل ديفيد أمر إرسال الإرهابيين إلى المنطقة ليقوموا بتفجير إحدى السيارات الملغومة هناك، وسنضع بجوارها ثكنة عسكرية ليبدو الأمر وكأنها عملية استهداف لنا، بعدها سأرسل فرق التفتيش لتقوم بتفتيش المنازل وإلهاء السكان، في ظل هذه المعمعة اغتنم أنت الفرصة لتنفيذ العملية هناك."

سكنت يدي وتوقف لساني ماذا أقول

ما أجمل أن تبني القصة على الأحداث الحقيقية والواقع الذي خفي عن الكثيرين

"في تلك الأثناء، وفي أحد المنازل المجاورة، كان هناك صوت طرقات مكتومة ورتيبة ناتجة عن عكاز ربط طرفه بقطعة قماش سميكة، يتكئ عليه شاب طويل القامة أجعد الشعر، يتسلل خفية إلى إحدى الغرف، اتجه الشاب بسرعة إلى أحد الأركان وقام بنزع علبة توصيل الكهرباء من الجدار، وبخفة شد سلك خفي رمادي اللون من الخلف ودفعه للامام ثم شبكه بحاسوب محمول صغير الحجم، كان يقوم بكل ذلك دون أن يصدر أدنى صوت منه، بدأت أصابعه تداعب لوحة المفاتيح بسرعة وخفة، وعيناه تلمعان تحت أضواء الشاشة التي رسمت ظلالها على وجهه."
ما أجمل وصفك للأجواء أبدعت بحق

"واتخذ وضعية هجومية استعداداً للانقضاض على المجهول القادم.
كان الرجل يقترب أكثر وأكثر، تجسد ظله ليصبح في حجم عملاق أسطوري قادم من إحدى قصص الخيال، بدأ الشاب بالعد التنازلي للانقضاض وهو يتصبب عرقاً
.
.
.
ثلاثة
.
.
.
إثنان
.
.
.
واحد "

رائع .. رائع .. رائع

"وعندما هم بالانقضاض اندفع جندي آخر إلى المنزل وهو يصرخ بالجميع :
- الجنرال أمر بإحاطة المنزل وتأمين الضباط هناك ... أسرعوا ."

"بدأ الظل يصغر والخطوات تبتعد بسرعة، هنا لم يتمالك الشاب نفسه من التوتر فأسرع ليجلس على الأرض ويلتقط أنفاسه الهاربة من صدره."

اندمجت في الأحداث حتى أنني تنفست الصعداء

ما أروع ما تخطه يمينك

"تمتم كمال بعبارات الشكر ولكن صوته لم يعبر إلا حدود شفاهه."

يا أخي أخبرني ماسرك هل عثرت على مصباح سحري يحقق لك الأمنيات فطلبت منه أن تصبح ساحرا للكلمات

أخبرني ولن أشي بك أعدك بذلك :d

والله وكأنني أنظر إليه بهذا الوصف المتألق

"أومأ كمال برأسه وهو يرسم ملامح الشرود على وجهه رغم ما احتواه قلبه من تلك المشاعر الجياشة التي انتفضت في صدره مع كلمات هذا الطفل، وكادت تسمح لعبراته أن تتفجر على أعتاب عينيه بحنين شديد، فقد كان يرى في هذا الطفل عراق الغد، كان يرى فيه شقيقه المتوفى، كان يحبه ولا يملك أن يخبره بذلك، لكم هو مؤلماً أن تحب شخص ولا تستطيع قول ذلك له."

وصف جميل وساحر كالعادة وليس بغريب عنك أبدا لكن المشكلة أنني لم أعتد على ما أمرّ به من مشاعر أثناء قراءتي لما تكتب حتى الآن

في كل مرة يكون شعوري جديدا ورائعا وكأنني لم أمر به من قبل

"لم يكن يعرف بأن الجنرال كان يجوب ساعتها مكتبه جيئة وذهابا، وملامحه تتفجر بالغضب وهو يصرخ في وجه الجنود الواقفين أمامه:
- حقاً إنكم تستحقون الإعدام أيها الحمقى، كيف يتمكن شخص واحد من زرع كل هذه المتفجرات في حديقة المنزل؟، أين كنتم ساعتها؟ ، ألا يمكنني الاعتماد عليكم في شيء؟، لو كان احد الضباط في الخارج لكان لقي حتفه بالتأكيد، أمامكم سبع ساعات لتأتوني بهذا الشخص، أو فليجهز كل منكم نفسه للعقاب ، انصرفوا ."

لهجة قوية من الجنرال وصارمة في نفس الوقت أحسنت ::جيد::


ما هذا يا كمال أبراعة منك أم مِن مَن ينسج حكايتك؟



"لكنه عندما وصل إليها كانت قد فارقت الحياة، "

اقشعر بدني لما قرأتها وداعبت الدمعة عيني لوقعها

"انحنى الطفل ليقبلها وظل يتحسس وجهها،ويتلمس يداها ينظر إليها محاولاً أن يحتفظ بملامحها فترة أطول في عقله على الأقل لتحفر تلك الملامح في الذاكرة مباشرة، رغم أنه لا يفهم هذا الشعور إلا أنه شعر أن عليه فعل ذلك، مسح دمعة أخيرة كانت تتدحرج من عينها،وتذكر إصرارها عليه لينقذ أخاه فاندفع باكياً مودعاً إياها بنظراته وقلبه الصغير يكاد يقفز بجانبها،ومتوجهاً إلى أخيه ليحمله ويضعه في تلك العربة.
انطلق بها وهي تتمايل به بسبب الوزن يميناً ويسار،بكل جهده كان يحاول نقله إلى أقرب سيارة إسعاف، ولكن رصاصات الجنود لم تسمح له بذلك، فقد أصابت قدمه وارتطمت بصدر شقيقه و ...."

لاتعليق .. لله درك

"هم بإغلاق الباب عندما فوجئ بيد أحدهم توضع على كتفه، وصوت جندي يقول له :
- ما الذي تفعله هنا؟"

وقف شعر رأسي يا رجل


هنا لم أفتبس شيئا حتى النهاية فقد اندمجت مع الأحداث بتلقائية

قصة من أروع ما يكون سواء من ناحية السرد والأحداث المبنية عليها أو من المفردات والعبارات الرائعة التي تحتويها
بحق لقد أبدعت

أما بطلنا كمال فحقا لا أظن بان هناك شيئا أفضل له من الشهادة التي نالها

وأما عراقنا الجريح فبإذن الله سيعود شامخا كما عهدناه

وأما أنت انت أقولها وأنا أعض بقوة على أسناني ::غضب::

سلمت يداك :d

والله إنك مبدع بحق في الشعر والنثر والقصص

لاتقل لي بأنني أعطيك أكثر من حقك لا والله تستحق هذا بل وأكثر


لذا أشبِع غرورك :d فأنت تستحق وربي تستحق

في النهاية يا صديقي العزيز أسأل الله أن يحفظك وأن يزيدك من فضله وعلمه وأن يشملك بكريم فضله وحلمه وأن لا يحرمني منك لا في الدنيا ولا في الآخرة إنه ولي ذلك والقادر عليه^^

R o O o y
22-03-2011, 17:23
القصه رائعه
جميلة
وحي من الابداع
كتبها قل شخص مبدع
ادخل مشاعره فيها
كتبها بكل حواسه
المبدع هو الذي يستطيع ان يكتب هذه القصه
حقا انك مبدع

همس الهداية
23-03-2011, 04:10
اسفه لتأخير لكن الحمد لله عدنا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وكالعاده امام كلماتك تاهت الحروف
لا اجدها اطلبها لكن عنوانها يخطئ حتى فتح الباب
بـــــــــــ............
الشكر والتقدير
مع الدعاء بالحفظ والسلامه ثم الختام بالجنه......

هل تعتقدون بأنها نهاية بطل أم نهاية حلم؟

أم أن للأمر بقية ^_^

طبعا للامر بقية ان شاء الله
وهذا وعد الله لنا ::جيد::
في امان الله
بانتظار القادم عندما يدفعك قلبك

theboss911
23-03-2011, 19:57
أما أنت فكنت أتوقع تعليقك قبل الجميع ^^يغفر الله لي ..

:مذنب:

...

أراك مزجت عليّ الأحزان ..

قصةٌ بقلمِ من أحب .. باسم من أحب ..

حبكتها وأجدت ..

ولن تكون خاتمتها نهايةً .. أبداً ..

فـدمُ كمال غالٍ ..

وروحُهُ أغلى ..

ولن يذهب الغالي من أجل لا شيء ..

...

يا كمال ..

يا سرابات الخيال ..

يا خليل العزم .. يا رمز المروءة والنضال ..

يا سماءاً في سماء المجد يا فخر الرجال ..

يا حديثاً مِلْئَ قلبي ..

وشجوني .. وحنيني ..

نَسْمةٌ هبّت ..

فـثارت من قذى الريحِ عيوني ..

وهفى الدمعُ وسال ..

لم تكن إلا بياضاً ..

رغم كلّ الإحمرارْ ..

واصفرارٍ واخضرار ..

وتلونّا وتبقى في بياضٍ لا تزال ..

كيف توفيك حروفي ..

وشعوري يحقن الحرف بنارٍ ..

من لظى فقد الموازين الثقال ..

ويح عمري عندما سالت دماه ..

وتهادى في خطاه ..

ورأى الموت يقيناً قد أتاه ..

لم يزد أن تمتمت في ذلك الوقت الشفاه ..

ذاك أغلى ما يُنال ..

وتسجّى بعدما أقبل للنصرِ شغوفاً ..

قاتلاً منهم ألوفاً ..

وأحال العلج لحماً ناضجاً ..

ثم استقال ..

من يقل منكم بأن المستحيل هو الكمال ؟؟

فـليَرَى ما فاق وصفي ..
ََ
ولْـيردّد (( لا محال )) ..

...

سامحك الله أيها الملك ..

أخرجت ما تمنّيتُ ألا يخرج ..

تحياتي ...

Deadly black
24-03-2011, 09:10
بوركت اخي على القصه الرائعه

amermas
25-03-2011, 12:14
سرد رائع
وفكره مميزه

واعذرني على غيابي

:لقافة::لقافة::لقافة:

*طيف أميرة*
26-03-2011, 19:50
قلي ما فاعلة أنا كي أستحق ذلك :: ساعة وانا اكتب بالرد فيذهب كل شي مع ضغطة زر


لنعد لتحفتك ..والتي أنقصت من شأنها مالا نسامحك عليه ..

لا تقل نهاية ..بل ومن هنا

هي البداية الحقيقية والتي ستشرق بإذنه تعالى ..

فنحن لم نر كل بطولات بطلنا الكمال.. كاملة ..

..



بالنسبة للقصص ..

نادراً مانقرأ لكتاب تبهرنا حبكتهم القصصية وما يحمل مضمونها ..

وأنت قد كنت من أولئك النوادر ..

أرى أن الحبكة محكمة والنص مترابط وكل حرف لايكاد يترك مجالاً لأخاه ..كثرة مايحمل من الإبداع والمشاعر

والفكرة واضحة جلية ..لم أته ولو للحظة

ولا أغفل عن عنصر التشويق الذي مافارق أياً من زوايا النص ..

لله درك ..لله درك

وما أنا مضطرة للمجاملة أني قد بلغت مشاعري قمتها وأنا أقرأ ..بل أخوض حكايتك

فلوهلة كدت أنسى نفسي ..

خصوصا في مشهد وفاة أمه وأخيه ..مشهد بغاية الإنسانية

دمعتي وقفت ببابها لولا أن منعها الحياء من الظهور .. تقديراً

..

اعتذر عن التأخير ..فما منعنا كان خارجاً عن الحدود

وفي النهاية ..أرى أنك هجرت الأكواخ متعالياً أشاهيق القصور ..:)

فهنيئاً لك ..


















كان هنا ::: طيف أميرة

mas1king
13-04-2011, 17:19
بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السهم الماسي ماشاء الله تبارك الله عليك ربنا يحفظك

قصة جميلة سأبدأ ردي بمناقشة الفكرة
وهي الحرب الخبيثة التي يشنها الغرب علينا بمساعدتنا بزعم الارهاب
وفكرة ان تستهدف امريكا نفسها بهجوم ليكون من حقها أن ترد بالطريقة التي تحب خدعة تنطلي دوماً علينا منذ احداث الحادي عشر من سبتمبر وحتي الآن تمارس قبل كل عملية تضرنا ونقف نتفرج دائماً اما أن نعلم ونسكت أو لا نعلم فنقول ببلاهه " هم مظلومون ومعهم حق "
حتى تغيرت نظرة العالم لنا باعتبارنا ارهابيين ونعشق الدماء بكل أسف
علي نطاق القصة أكثر شئ أحبه في القصص " الواقعية - العمق "
وقصتك تتسم بالاثنين معاً فهي ليست من النوع الذي ينساه المرء فور الانتهاء منها لانها تحفز العقل علي التفكر والتأمل في المعاي البعيدة
ثم هو واقعية بمرارة واقعنا لا تحتوي علي خيال فكمال موجود بداخل كل منا ولكن بعضنا يحتاج " كماله " لعامل مستنهض ومحفز
ثالثاً أعجبني صناعة الشخصيات التي تحمل هي أيضاً دلالات جميلة
تستطيع بابسط العبارات ان تصف شخصاً وتسنعه الكاريزما خاصته فلا يحتاج القارئ لأي شيء حتي يستنتج ردود افعاله في المواقف المختلفة
وتصميم الشخصيات بديع من حيث وصفك لها بتمكنك من التعبير عن صورة رسمتها بخيالك في عقولنا بدقة عالية

أرى ألف كمال وألف حلم سيتحقق
شكراً لقلمك وادامك الله ذخراً لهذه الامة
تحياتي وكل الود :)


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

للأسف الغرب يمارس معنا هذه الخدع منذ القدم، ليظهروا لأنفسهم بأنهم الضحية ونحن السفاحين

وللأسف كثير من شبابنا وخاصة من المنبهرين بالثقافة الغربية يصدقون ذلك أو ربما يجبرون أنفسهم على التصديق

بإذن الله سنراهم عما قريب ، وستشرق شمس العزة للمسلمين من جديد

الحمدلله أنك وجدت فيما كتبت ما يعجبك

وسعيد بمرورك الراقي وكلماتك المشجعة

بارك الله فيك ووفقك لما يحب ويرضى

تحياتي

mas1king
24-04-2011, 13:42
7jz


نعم فالبطل يعني ما بقي من أمل

نعم نعم

ليش أول سيارة يابانية

السلام عليكم
قصة رائعة و هادفة و أبدعت كما هي عادتك
زفير الموت
الأبطال هم من يضعون بصمة في تاريخ الوطن
و من لا غيرة له على وطنه فليس إلا شخصاً جاحداً لنعم وطنه عليه و على آبائه
كمال
فعلاً بطل لم يرضى بالسكوت و التزام الصمت دون فعل
كم نحن بحاجة الآن إلى أمثال كمال و خالد بن الوليد و البراء بن مالك و محمد الفاتح و طارق بن زياد و ........................ و صلاح الدين ....إلخ
نعم نحن بحاجة إلى أمثال كمال
و لكننا بحاجة أكثر إلى أمثال هذا

أجل نحن بحاجة إلى جيل يجعل نصب عينيه إعلاء راية الإسلام
بالمناسبة ما اسم الطفل الشجاع ؟؟؟

شكراً أيها السهم الماسي

دمت بحفظ الباري
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1413796&d=1300026794
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ربما اخترت السيارة اليابانية لأنها الأكثر انتشاراً في الشرق الأوسط :p

الحمدلله أن راقتك القصة وأعجبك مضمونها

صدقت نحن بحاجة لمن بروح كمال ليحررنا من ذل أنفسنا قبل مذلة أعدائنا لنا

بارك الله فيك أخي الغالي

تحياتي

Yukihira
27-04-2011, 07:02
"
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته ^^

\\

لا جديد ,, من ابداع الي ابداع اخر ماشاء الله تبارك الرحمن ~

قصه في منتهي الروعه وحبكه مدروسه بعنايه

كيف لا .. ومن قام بنسج خيوطها السهم المحنك

اسلوب فريد من نوعه تعايشت مع كل زفره هنا

مشهد موت الام كان في غايه الجمال

عظيم ايها الماسي و عظيم انت يا كمال ~

ومن رحم المأساه سيولد ألف وكمال وكمال

من اجل الحريه .. من اجل الكرامه

ضد رؤوس الكفر ستبذل الارواح رخيصه

زفير الموت لأجل الحريه ~ ما أعذب تلك الزفرات


احترامي لك لابداعك استاذنا القدير

تسجيل اعجااب ونعتذر ع التأخير وموفق اينما كنت ~

في امان الله وحفظه

mas1king
21-05-2011, 10:12
تعلم يامحمد أن لقلمك مكانة خاصة لدينا
تالله أن لأثر ماكتبت عميق يُنحتُ
وجميل يَسْلِبُ ، وقويٌّ يَمحقُ
فلله درك ياصاحب العقل الكبير
بالطبع فأنت تعرف تعليقي على القصة ونظرتي الخاصة لها ولمعانيها التي تهدف أمورا كثيرا
منها ماذكر أخي مايسترو بإيجاز
بارك بك المولى وجعل الجنة مثواك
التنسيق كان جميلا ^_^
رفع الله شأنك وأحسن إليك مصقعتنا الثاقبة ^_^

نعم أعلم رأيك، فلا غنى عن مشورتك دوماً

ربما أحاول المضي على خطاكم علّي أتعلم منكم

أو آتي منكم بقبس ينير دربي

بارك الله فيك ولك وعليك نظوور

وجعلك ذخراً لهذا الأمة

تحياتي

mas1king
25-05-2011, 12:26
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اعتذر إليك فقد تأخرت عليك
وسبب تأخر قصفي هو الحظر الجوي الذي تم فرضه علي كما تعلم :بكاء:

لذا هاأنا ذا قد أتيت بجيشي البري لكي أقصف موضوعك بالدبابات والمدافع (الكلامية طبعا :d) فطيب خاطرك :p
"، في منزل يسكنه الجنرال جيمس ميليكان، أحد ضباط قوات الاحتلال ، وهو رجل في العقد الخامس من عمره، شارك في حرب العراق الأولى، وفي حرب أفغانستان، ثم انخرط في دهاليز المخابرات الأمريكية لينصّب قائداً لقوات التصفية والاغتيالات، ولعل حجم تجاربه هو ما أكسبه تلك الملامح القاسية والمتعجرفة، إلى جانب أنفه الكبير جداً والذي يتخذه بعض الجنود مصدراً للفكاهة."

رائع وصفك للجنرال وكأني أنظر ليه يا رجل

لله درك

"وقف الجنود في حلقة دائرية حولهن راسمين على وجوههم ابتسامات سمجة وكل واحد منهم يمني نفسه بغنيمته الليلة، وقد تعالى صفير بعضهم وتصفيق البعض الآخر"

كم أكره هذا المنظر والذي دائما مايواظبون عليه

مبدعٌ حرفك.. ورائعٌ وصفك ::جيد::

"وفي أحد الأركان كانت هناك طاولة مستديرة اجتمع حولها ثلاثة من كبار الضباط أحدهم هو الجنرال المضيف، بدا الوضع حول تلك الطاولة مناقض تماماً لأجواء الحفلة، حيث كست الجدية وجوه من حولها، ودلت حركة أيديهم وإيماءاتهم على أهمية حديثهم..
كان أحدهم هو الكولونيل ديفيد آتون إيرلندي الأصل في العقد السادس من العمر، قوي البنية شديد الاهتمام بهندامه تفوح منه رائحة العطور المختلفة التي يستعملها، أما الآخر فهو الكولونيل آشر جاكوم وهو أصغرهم سناً لم يتجاوز الأربعين بعد، من أصول أفريقية دميم الوجه معقوف الأنف."


رائع سردك .. ومبدع وصفك.. لله درك.

"سيتولى الكولونيل ديفيد أمر إرسال الإرهابيين إلى المنطقة ليقوموا بتفجير إحدى السيارات الملغومة هناك، وسنضع بجوارها ثكنة عسكرية ليبدو الأمر وكأنها عملية استهداف لنا، بعدها سأرسل فرق التفتيش لتقوم بتفتيش المنازل وإلهاء السكان، في ظل هذه المعمعة اغتنم أنت الفرصة لتنفيذ العملية هناك."

سكنت يدي وتوقف لساني ماذا أقول

ما أجمل أن تبني القصة على الأحداث الحقيقية والواقع الذي خفي عن الكثيرين

"في تلك الأثناء، وفي أحد المنازل المجاورة، كان هناك صوت طرقات مكتومة ورتيبة ناتجة عن عكاز ربط طرفه بقطعة قماش سميكة، يتكئ عليه شاب طويل القامة أجعد الشعر، يتسلل خفية إلى إحدى الغرف، اتجه الشاب بسرعة إلى أحد الأركان وقام بنزع علبة توصيل الكهرباء من الجدار، وبخفة شد سلك خفي رمادي اللون من الخلف ودفعه للامام ثم شبكه بحاسوب محمول صغير الحجم، كان يقوم بكل ذلك دون أن يصدر أدنى صوت منه، بدأت أصابعه تداعب لوحة المفاتيح بسرعة وخفة، وعيناه تلمعان تحت أضواء الشاشة التي رسمت ظلالها على وجهه."
ما أجمل وصفك للأجواء أبدعت بحق

"واتخذ وضعية هجومية استعداداً للانقضاض على المجهول القادم.
كان الرجل يقترب أكثر وأكثر، تجسد ظله ليصبح في حجم عملاق أسطوري قادم من إحدى قصص الخيال، بدأ الشاب بالعد التنازلي للانقضاض وهو يتصبب عرقاً
.
.
.
ثلاثة
.
.
.
إثنان
.
.
.
واحد "

رائع .. رائع .. رائع

"وعندما هم بالانقضاض اندفع جندي آخر إلى المنزل وهو يصرخ بالجميع :
- الجنرال أمر بإحاطة المنزل وتأمين الضباط هناك ... أسرعوا ."

"بدأ الظل يصغر والخطوات تبتعد بسرعة، هنا لم يتمالك الشاب نفسه من التوتر فأسرع ليجلس على الأرض ويلتقط أنفاسه الهاربة من صدره."

اندمجت في الأحداث حتى أنني تنفست الصعداء

ما أروع ما تخطه يمينك

"تمتم كمال بعبارات الشكر ولكن صوته لم يعبر إلا حدود شفاهه."

يا أخي أخبرني ماسرك هل عثرت على مصباح سحري يحقق لك الأمنيات فطلبت منه أن تصبح ساحرا للكلمات

أخبرني ولن أشي بك أعدك بذلك :d

والله وكأنني أنظر إليه بهذا الوصف المتألق

"أومأ كمال برأسه وهو يرسم ملامح الشرود على وجهه رغم ما احتواه قلبه من تلك المشاعر الجياشة التي انتفضت في صدره مع كلمات هذا الطفل، وكادت تسمح لعبراته أن تتفجر على أعتاب عينيه بحنين شديد، فقد كان يرى في هذا الطفل عراق الغد، كان يرى فيه شقيقه المتوفى، كان يحبه ولا يملك أن يخبره بذلك، لكم هو مؤلماً أن تحب شخص ولا تستطيع قول ذلك له."

وصف جميل وساحر كالعادة وليس بغريب عنك أبدا لكن المشكلة أنني لم أعتد على ما أمرّ به من مشاعر أثناء قراءتي لما تكتب حتى الآن

في كل مرة يكون شعوري جديدا ورائعا وكأنني لم أمر به من قبل

"لم يكن يعرف بأن الجنرال كان يجوب ساعتها مكتبه جيئة وذهابا، وملامحه تتفجر بالغضب وهو يصرخ في وجه الجنود الواقفين أمامه:
- حقاً إنكم تستحقون الإعدام أيها الحمقى، كيف يتمكن شخص واحد من زرع كل هذه المتفجرات في حديقة المنزل؟، أين كنتم ساعتها؟ ، ألا يمكنني الاعتماد عليكم في شيء؟، لو كان احد الضباط في الخارج لكان لقي حتفه بالتأكيد، أمامكم سبع ساعات لتأتوني بهذا الشخص، أو فليجهز كل منكم نفسه للعقاب ، انصرفوا ."

لهجة قوية من الجنرال وصارمة في نفس الوقت أحسنت ::جيد::


ما هذا يا كمال أبراعة منك أم مِن مَن ينسج حكايتك؟



"لكنه عندما وصل إليها كانت قد فارقت الحياة، "

اقشعر بدني لما قرأتها وداعبت الدمعة عيني لوقعها

"انحنى الطفل ليقبلها وظل يتحسس وجهها،ويتلمس يداها ينظر إليها محاولاً أن يحتفظ بملامحها فترة أطول في عقله على الأقل لتحفر تلك الملامح في الذاكرة مباشرة، رغم أنه لا يفهم هذا الشعور إلا أنه شعر أن عليه فعل ذلك، مسح دمعة أخيرة كانت تتدحرج من عينها،وتذكر إصرارها عليه لينقذ أخاه فاندفع باكياً مودعاً إياها بنظراته وقلبه الصغير يكاد يقفز بجانبها،ومتوجهاً إلى أخيه ليحمله ويضعه في تلك العربة.
انطلق بها وهي تتمايل به بسبب الوزن يميناً ويسار،بكل جهده كان يحاول نقله إلى أقرب سيارة إسعاف، ولكن رصاصات الجنود لم تسمح له بذلك، فقد أصابت قدمه وارتطمت بصدر شقيقه و ...."

لاتعليق .. لله درك

"هم بإغلاق الباب عندما فوجئ بيد أحدهم توضع على كتفه، وصوت جندي يقول له :
- ما الذي تفعله هنا؟"

وقف شعر رأسي يا رجل


هنا لم أفتبس شيئا حتى النهاية فقد اندمجت مع الأحداث بتلقائية

قصة من أروع ما يكون سواء من ناحية السرد والأحداث المبنية عليها أو من المفردات والعبارات الرائعة التي تحتويها
بحق لقد أبدعت

أما بطلنا كمال فحقا لا أظن بان هناك شيئا أفضل له من الشهادة التي نالها

وأما عراقنا الجريح فبإذن الله سيعود شامخا كما عهدناه

وأما أنت انت أقولها وأنا أعض بقوة على أسناني ::غضب::

سلمت يداك :d

والله إنك مبدع بحق في الشعر والنثر والقصص

لاتقل لي بأنني أعطيك أكثر من حقك لا والله تستحق هذا بل وأكثر


لذا أشبِع غرورك :d فأنت تستحق وربي تستحق

في النهاية يا صديقي العزيز أسأل الله أن يحفظك وأن يزيدك من فضله وعلمه وأن يشملك بكريم فضله وحلمه وأن لا يحرمني منك لا في الدنيا ولا في الآخرة إنه ولي ذلك والقادر عليه^^
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وأي جيش جرار جئتني به لؤي

فلا طاقة لي بكل هذا

وكيف لي أن أواجه كل هذا القصف؟

فقد أشبعت غروري حد التخمة، ولو أنك زدت قليلاً لانفجرت :D

أحب قراءة ردودك كثيراً فهي مواضيع بحد ذاتها

فبغض النظر عن عبارات الثناء لك أسلوب لذيذ في التحليل والتعليق :p

أسعدك الله دوماً كما تسعدني

وشملك بعطفه ورعايته، وجمعني وإياك في صحبة نبيه

اللهم آمين

تحياتي

•Lίιꞌƒeιια•
25-05-2011, 15:09
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته~

يا لهـــــــــا من قصـــــــــــــة....

أسلوب السرد جعلني أعيش أجواءها و كأني شهدتها ...

قصة أكثر من رائعة...و مؤلمة..


ولعل حجم تجاربه هو ما أكسبه تلك الملامح القاسية والمتعجرفة، إلى جانب أنفه الكبير جداً والذي يتخذه بعض الجنود مصدراً للفكاهه

الوصف هنا كان مميزاً جداً، أعجبني جداً=)


وفي أحد الأركان كانت هناك طاولة مستديرة اجتمع حولها ثلاثة من كبار الضباط أحدهم هو الجنرال المضيف، بدا الوضع حول تلك الطاولة مناقض تماماً لأجواء الحفلة، حيث كست الجدية وجوه من حولها، ودلت حركة أيديهم وإيماءاتهم على أهمية حديثهم

في هذه الفقرة...لكنت أشاهد فيلماً يُعرض عليّ! رائع جداً هو وصفك!


إرسال الإرهابيين إلى المنطقة ليقوموا بتفجير إحدى السيارات الملغومة هناك، وسنضع بجوارها ثكنة عسكرية ليبدو الأمر وكأنها عملية استهداف لنا، بعدها سأرسل فرق التفتيش لتقوم بتفتيش المنازل وإلهاء السكان، في ظل هذه المعمعة اغتنم أنت الفرصة لتنفيذ العملية هناك

لطالما كنت أكره هذه المؤامرات الوضيعة من الأمريكان.....


كان صوت الطفل يتردد في أذنيه، فتح عينيه بثقل ليشاهده أمامه، كان مازال ممسكاً برغيف الخبز، سارع في إكمال أكله ثم غادر المحل وهو يشكر الطفل بعبارات مبهمة

أعجبني الوصف هنا "عبارات مبهمة"،توحي بأنه مرهق و مغموم..

و بشكــل عام..

لقد ذهلت من ذكاء حبكة القصة...انها مذهلة حقاً~


ما رأيكم أنتم؟

هل تعتقدون بأنها نهاية بطل أم نهاية حلم؟

أم أن للأمر بقية ^_^


للأمـــــــــــر بقـــــــــــية لطالما هناك دماء تسري فيها غيرة على أوطانها و دينها...

للأمـام دائماً أخي الكريم..

mas1king
28-05-2011, 08:06
القصه رائعه
جميلة
وحي من الابداع
كتبها قل شخص مبدع
ادخل مشاعره فيها
كتبها بكل حواسه
المبدع هو الذي يستطيع ان يكتب هذه القصه
حقا انك مبدع
لا يقرأ المشاعر إلا من يملكها ^^

إن كان هناك إبداعاً فقد خط في ردك علي

شكراً لكلماتك العطرة التي أزكت وزكت

حفظك الله ورعاك أخي

تحياتي

اقلام بلا احلام
28-05-2011, 16:24
حجز للقراءة ::جيد::

mas1king
28-08-2011, 19:55
اسفه لتأخير لكن الحمد لله عدنا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وكالعاده امام كلماتك تاهت الحروف
لا اجدها اطلبها لكن عنوانها يخطئ حتى فتح الباب
بـــــــــــ............
الشكر والتقدير
مع الدعاء بالحفظ والسلامه ثم الختام بالجنه......

طبعا للامر بقية ان شاء الله
وهذا وعد الله لنا ::جيد::
في امان الله
بانتظار القادم عندما يدفعك قلبك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

إن كان هناك من عليه الاعتذار فهو أنا بالتأكيد :o

أي حيرة اصبت بها وأنا أقرأ ردك هذا ^^"

حمداً لله أن نالت حروفي موقعاً حسناً في قلبك

سعيد بمرورك يا صرخة الحق

تحياتي

يغفر الله لي ..

:مذنب:

...

أراك مزجت عليّ الأحزان ..

قصةٌ بقلمِ من أحب .. باسم من أحب ..

حبكتها وأجدت ..

ولن تكون خاتمتها نهايةً .. أبداً ..

فـدمُ كمال غالٍ ..

وروحُهُ أغلى ..

ولن يذهب الغالي من أجل لا شيء ..

...

يا كمال ..

يا سرابات الخيال ..

يا خليل العزم .. يا رمز المروءة والنضال ..

يا سماءاً في سماء المجد يا فخر الرجال ..

يا حديثاً مِلْئَ قلبي ..

وشجوني .. وحنيني ..

نَسْمةٌ هبّت ..

فـثارت من قذى الريحِ عيوني ..

وهفى الدمعُ وسال ..

لم تكن إلا بياضاً ..

رغم كلّ الإحمرارْ ..

واصفرارٍ واخضرار ..

وتلونّا وتبقى في بياضٍ لا تزال ..

كيف توفيك حروفي ..

وشعوري يحقن الحرف بنارٍ ..

من لظى فقد الموازين الثقال ..

ويح عمري عندما سالت دماه ..

وتهادى في خطاه ..

ورأى الموت يقيناً قد أتاه ..

لم يزد أن تمتمت في ذلك الوقت الشفاه ..

ذاك أغلى ما يُنال ..

وتسجّى بعدما أقبل للنصرِ شغوفاً ..

قاتلاً منهم ألوفاً ..

وأحال العلج لحماً ناضجاً ..

ثم استقال ..

من يقل منكم بأن المستحيل هو الكمال ؟؟

فـليَرَى ما فاق وصفي ..
ََ
ولْـيردّد (( لا محال )) ..

...

سامحك الله أيها الملك ..

أخرجت ما تمنّيتُ ألا يخرج ..

تحياتي ...

غفر الله لك أيها الزعيم وأحسن عزاءك فيمن فقدت

لك كتبت ولمن أحببت نسبت

ما أجدت في شيء

وما كان ما كتبته هنا إلا نزف من مشاعر

وجرح أبى أن يندمل

نتناساه وألمه لا يبرح قلوبنا

وندعي عدم وجوده ودمه يغطينا

ظلام نسميه نور

وسجن تحت يافتة الحرية

أوجعني وجعك يا زعيم

غفر الله لك

تحياتي