تاجيزا
08-03-2011, 19:49
http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcRB1MODhxxKNy1goZ-Xqr57XfBvHA-YPalX1kU-ttflQNLvK6BS&t=1
كم تمنيتُ أن أنضمَ لموكبِ هذا المنتدى الخاص بالروايات والقصص .. لأضع َ بصمةً من بصمات إبداعنا
وها أنا ذا قد أدرتُ الدفةَ وأطلقتُ سراحَ الأشرعةِ لأبحرَ بسفينةِ إبداعي المتواضعة لأشقَ هذا الكم الغفير والموج الهائل من روائع الإبداع اللامتناهي
لن أطول عليكم لأدعكم الآن مع قصتي القصيرة..والتي شاركت بها في مسابقة الحلمُ الروائي ..
من مُنطَلق " كُلّنا مِصر ْ ! "
http://upload.arabia4serv.com/images/13012317375953371753.gif
""" نُـــورُ النصرِ"""
أيقظَتها ضجةٌ ما .. فنهظت من نومِها فزعة ، ضجرة مما أقلقَ نومها وأحلامها .
تتلفتُ حولها بعينيها الناعستين ، مُترنحة .. لا تدري ما يحدث ، وما سببُ هذه الضجة التي في الخارج ؟
تسألُ نفسها : يا تُرى .. ما هو هذا الذي بدَّدَ حُلُمِيَ الوردي ؟
توَّجهت تُوارِبُ النافذة ، لتنفذَ خُيوطٌ ذهبية خافِتة - لتُضيء غرفتها الصغيرة المملوئة بالألعابِ والدببةِ المحشوة - .
كانَ الميدان - الذي وَجهَت نظرها إليه - مُحتشداً بِجُموعٍ وجماهيرَ غفيرة من كُل الأجناس – شباباً ورجالاً ونساءً وأطفال .. وأيضاً عجائز !
لقد كان مِنَ السهلِ عليها رؤيةُ كُل تلك الجموع من شَقةِ منزِلِها القابع في الدور الخامس من عمارةٍ كبيرة .
لأولِ وهله .. بدى لها المشهدُ مُخيفاً مُهيباً والأصواتُ تتعالى .. وتتعالى .. وتهتِف بصوتٍ واحد :
نُريدُ حُقوقنا .. نُريدُ حُقوقنا .
فُتِحَ بابُ الغُرفةِ ببطئ ورِقَه ، وتقدمت أُمُهَا بخُطواتٍ يملؤها الوقار .. وقالت : ها .. صغيرتي نور استيقظت مُبكرَةٌ اليوم على غيرِ عادتها !
فنظرت لأُمِها بنبراتٍ مِلؤها الحُزن والخوف .. وعَمَّ الصمتُ بُرهَةً من الزمن ،،
فانطلقت صوبَ أُمِها لتحتظنها في كنفها ، فجعلت تُجهِشُ بالبُكاءِ قائِلَةً : ماما .. أخبريني إلى متى هذه الحال ؟
إِنِّي خائفة .... فكلَ يومٍ أرى الأنامَ في هذا الميدان ، وكلَ صباحٍ أستيقِظُ على أصواتِهم المُدوية .
مسَحَتْ الأُمُّ دُموعَ اِبنتها بِأنامِلِها الرقيقةِ الدافئة والتي يَقطرُ منها رفقٌ وحنانْ ، وضَمَّتها لِصدرِها .. لتكادَ الأمانيُّ تغرقُ بِبَحرٍ منَ الحنان ،
وقالت : لا تجزعي بُنيَّتي .. إنَّهُم صوتُ الحق المُدوي الذي انطلقَ ، وما داموا كسروا عصا الطاعةِ العمياء واتخذوا منَ الحقِّ سبيلاً لهم ، فإِنَّ وطرَهُم سَيُنالُ لا محالة .
هيا يا نور .. اغسِلي وجهك ، ودعينا نفطر .
ذهبت نور لغسلِ وجهها وتبديل ملابسها واتجهت لغرفةِ الطعام لتناول الإفطار .
ثم جلست في كُرسيها ، وأمها مقابلةٌ لها ..
ولكن .. كانَ هُناك مِقعَدٌ فارغ وكانَ الأسى يعتصِرُ قلبَ الاثنتينِ معاً !
قالت نور بنبراتٍ حزينة : أينَ أبي .. ألم يأتي بعد ؟
أجابتها الأمُّ - والكلمات تتلعثم بفمِها خوفاً من المستقبل الآت - : إنَّ أباكِ سيأتي - هو وهـؤلاءِ الأشاوسِ - بالنصرِ قريباً .
وعمَّ الصمتُ مرةً أُخرى ..
ولكنهما لم يذوقا لقمةً واحدةً مما أمامهما من طعام ،، فقد كانَ المكان تلفُهُ السكينة ..!
فأطرقت الأم قائلةً : ابنتي كُلي .. فإنَّي أعدُك أنَّ أباكِ سيأتي بشيراً لا ناعياً بإذنِ الله .
وبعدَ مرورِ مُنتصفِ النهار .. عادت نورُ لغرفتها لتجلس بالقرب من نافذتها الصغيرة وتنظُرُ إلى الملأِ المُتزايد في الميدان .
جلست بهدوءٍ على كرسيٍ كانَ بجانبها ..
كانت متعبةً جداً .. فهي لم تنم في الليلة الماضية مُبكراً .
ووجهت نظرها نحوَ الأُفق وبدأت تُناجي ربها بكلمات طفولية قائلة :
يارب .. انصُرنا يا ربْ .. أعطِهِم مُنَاهُم ، يا رب إِنَّي أُحِبُكَ وأنتَ تُحِبُني وتُحِبُهُم أيضاْ .. فانصُرهم .
وجلست تتأملُ قليلاً ، حتى بدأت تؤلِمُها عيناها .. فطغى النعاسُ عليها دونَ أدنى شعورٍ منها ، ونامت نومةً ملائِكية .. يحسبُها الرائي أنها ملاكٌ في عالمِ الشر .
فجأةً استيقظت ، وقالت : لا ، ما هذا !
لقد نَعِستُ .. ومرَةً أُخرى يوقِظُوني من نومي بضَجَتِهِم .
لكن .. لكن .. ماذا أرى ؟
وكأني أرى أنها مَعالِمُ الفرح والبهجة !
لا أدري ما هذا الإحساسُ الذي ينتابُني ؟
أخرَجت رأسَها خارج النافذة لتسمع الهِتافات
اللهُ أكبر .. النصر النصر .. الظُلُمُ خَوَىْ .
اتسعت مُقلتي عيناها وبدأتا تذرفانِ الدموع ، ليُغمرَ هذا النصر بدموع الفرح .
لقد أيقنت بأنَّ وعدَ والِدتها سوفَ يتحققُ بأمرِ الله ..
وارتسمت على وجهِها إبتسامةٌ عريضة ، ونظرت للسماءِ مُمتنةً والبِشْرَ يَغمِرُ قلبها.
وما إن مالت بوجهها البشوش نحوَ الأسفل .. حتى لمحت شخصاً وسط هذه الفرحة يدنو مُسرعاً نحوها ،،
فقالت بسعادةٍ لا تُوصف : بابا .. نعم إِنَّهُ هوَ ..
وتناثرت الدُموع من عينيها بشِدة .. وهي شغوفةٌ مُتلهفه للقاءِ والِدها !
واكتملَ هذا النصرُ المُبَجل .. بلحظةِ لقاءِ أحيَت السعادةَ في نفسِها .
http://upload.arabia4serv.com/images/13012317375953371753.gif
أقدم جزيل شكري LAST PRINCE والنظرة الثاقبة لمساعدتهم لي ..ولمجهودهِم المضني وأعتذر لهم للتقصير ..
كما أقدم تحياتي للمشاغبــيــن المبدعين دوماً وكم أتمنى أن يقبلوها ..
في أمان الله ..
http://sub3.rofof.com/img4/010naimf1.gif
كم تمنيتُ أن أنضمَ لموكبِ هذا المنتدى الخاص بالروايات والقصص .. لأضع َ بصمةً من بصمات إبداعنا
وها أنا ذا قد أدرتُ الدفةَ وأطلقتُ سراحَ الأشرعةِ لأبحرَ بسفينةِ إبداعي المتواضعة لأشقَ هذا الكم الغفير والموج الهائل من روائع الإبداع اللامتناهي
لن أطول عليكم لأدعكم الآن مع قصتي القصيرة..والتي شاركت بها في مسابقة الحلمُ الروائي ..
من مُنطَلق " كُلّنا مِصر ْ ! "
http://upload.arabia4serv.com/images/13012317375953371753.gif
""" نُـــورُ النصرِ"""
أيقظَتها ضجةٌ ما .. فنهظت من نومِها فزعة ، ضجرة مما أقلقَ نومها وأحلامها .
تتلفتُ حولها بعينيها الناعستين ، مُترنحة .. لا تدري ما يحدث ، وما سببُ هذه الضجة التي في الخارج ؟
تسألُ نفسها : يا تُرى .. ما هو هذا الذي بدَّدَ حُلُمِيَ الوردي ؟
توَّجهت تُوارِبُ النافذة ، لتنفذَ خُيوطٌ ذهبية خافِتة - لتُضيء غرفتها الصغيرة المملوئة بالألعابِ والدببةِ المحشوة - .
كانَ الميدان - الذي وَجهَت نظرها إليه - مُحتشداً بِجُموعٍ وجماهيرَ غفيرة من كُل الأجناس – شباباً ورجالاً ونساءً وأطفال .. وأيضاً عجائز !
لقد كان مِنَ السهلِ عليها رؤيةُ كُل تلك الجموع من شَقةِ منزِلِها القابع في الدور الخامس من عمارةٍ كبيرة .
لأولِ وهله .. بدى لها المشهدُ مُخيفاً مُهيباً والأصواتُ تتعالى .. وتتعالى .. وتهتِف بصوتٍ واحد :
نُريدُ حُقوقنا .. نُريدُ حُقوقنا .
فُتِحَ بابُ الغُرفةِ ببطئ ورِقَه ، وتقدمت أُمُهَا بخُطواتٍ يملؤها الوقار .. وقالت : ها .. صغيرتي نور استيقظت مُبكرَةٌ اليوم على غيرِ عادتها !
فنظرت لأُمِها بنبراتٍ مِلؤها الحُزن والخوف .. وعَمَّ الصمتُ بُرهَةً من الزمن ،،
فانطلقت صوبَ أُمِها لتحتظنها في كنفها ، فجعلت تُجهِشُ بالبُكاءِ قائِلَةً : ماما .. أخبريني إلى متى هذه الحال ؟
إِنِّي خائفة .... فكلَ يومٍ أرى الأنامَ في هذا الميدان ، وكلَ صباحٍ أستيقِظُ على أصواتِهم المُدوية .
مسَحَتْ الأُمُّ دُموعَ اِبنتها بِأنامِلِها الرقيقةِ الدافئة والتي يَقطرُ منها رفقٌ وحنانْ ، وضَمَّتها لِصدرِها .. لتكادَ الأمانيُّ تغرقُ بِبَحرٍ منَ الحنان ،
وقالت : لا تجزعي بُنيَّتي .. إنَّهُم صوتُ الحق المُدوي الذي انطلقَ ، وما داموا كسروا عصا الطاعةِ العمياء واتخذوا منَ الحقِّ سبيلاً لهم ، فإِنَّ وطرَهُم سَيُنالُ لا محالة .
هيا يا نور .. اغسِلي وجهك ، ودعينا نفطر .
ذهبت نور لغسلِ وجهها وتبديل ملابسها واتجهت لغرفةِ الطعام لتناول الإفطار .
ثم جلست في كُرسيها ، وأمها مقابلةٌ لها ..
ولكن .. كانَ هُناك مِقعَدٌ فارغ وكانَ الأسى يعتصِرُ قلبَ الاثنتينِ معاً !
قالت نور بنبراتٍ حزينة : أينَ أبي .. ألم يأتي بعد ؟
أجابتها الأمُّ - والكلمات تتلعثم بفمِها خوفاً من المستقبل الآت - : إنَّ أباكِ سيأتي - هو وهـؤلاءِ الأشاوسِ - بالنصرِ قريباً .
وعمَّ الصمتُ مرةً أُخرى ..
ولكنهما لم يذوقا لقمةً واحدةً مما أمامهما من طعام ،، فقد كانَ المكان تلفُهُ السكينة ..!
فأطرقت الأم قائلةً : ابنتي كُلي .. فإنَّي أعدُك أنَّ أباكِ سيأتي بشيراً لا ناعياً بإذنِ الله .
وبعدَ مرورِ مُنتصفِ النهار .. عادت نورُ لغرفتها لتجلس بالقرب من نافذتها الصغيرة وتنظُرُ إلى الملأِ المُتزايد في الميدان .
جلست بهدوءٍ على كرسيٍ كانَ بجانبها ..
كانت متعبةً جداً .. فهي لم تنم في الليلة الماضية مُبكراً .
ووجهت نظرها نحوَ الأُفق وبدأت تُناجي ربها بكلمات طفولية قائلة :
يارب .. انصُرنا يا ربْ .. أعطِهِم مُنَاهُم ، يا رب إِنَّي أُحِبُكَ وأنتَ تُحِبُني وتُحِبُهُم أيضاْ .. فانصُرهم .
وجلست تتأملُ قليلاً ، حتى بدأت تؤلِمُها عيناها .. فطغى النعاسُ عليها دونَ أدنى شعورٍ منها ، ونامت نومةً ملائِكية .. يحسبُها الرائي أنها ملاكٌ في عالمِ الشر .
فجأةً استيقظت ، وقالت : لا ، ما هذا !
لقد نَعِستُ .. ومرَةً أُخرى يوقِظُوني من نومي بضَجَتِهِم .
لكن .. لكن .. ماذا أرى ؟
وكأني أرى أنها مَعالِمُ الفرح والبهجة !
لا أدري ما هذا الإحساسُ الذي ينتابُني ؟
أخرَجت رأسَها خارج النافذة لتسمع الهِتافات
اللهُ أكبر .. النصر النصر .. الظُلُمُ خَوَىْ .
اتسعت مُقلتي عيناها وبدأتا تذرفانِ الدموع ، ليُغمرَ هذا النصر بدموع الفرح .
لقد أيقنت بأنَّ وعدَ والِدتها سوفَ يتحققُ بأمرِ الله ..
وارتسمت على وجهِها إبتسامةٌ عريضة ، ونظرت للسماءِ مُمتنةً والبِشْرَ يَغمِرُ قلبها.
وما إن مالت بوجهها البشوش نحوَ الأسفل .. حتى لمحت شخصاً وسط هذه الفرحة يدنو مُسرعاً نحوها ،،
فقالت بسعادةٍ لا تُوصف : بابا .. نعم إِنَّهُ هوَ ..
وتناثرت الدُموع من عينيها بشِدة .. وهي شغوفةٌ مُتلهفه للقاءِ والِدها !
واكتملَ هذا النصرُ المُبَجل .. بلحظةِ لقاءِ أحيَت السعادةَ في نفسِها .
http://upload.arabia4serv.com/images/13012317375953371753.gif
أقدم جزيل شكري LAST PRINCE والنظرة الثاقبة لمساعدتهم لي ..ولمجهودهِم المضني وأعتذر لهم للتقصير ..
كما أقدم تحياتي للمشاغبــيــن المبدعين دوماً وكم أتمنى أن يقبلوها ..
في أمان الله ..
http://sub3.rofof.com/img4/010naimf1.gif