همس الهداية
07-03-2011, 15:11
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1410942&d=1299508289
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1410941&d=1299508289
"ليس كل ما يتمناه المرء يدركه"نتوقف أمام هذه العبارة عندما تقف أمامنا عقبات الحياة
تحولُ بيننا وبين ما نتمناه سواء كان خيراً أم شراً
كلما يشغلُنا أننا لا نستطيع العيش بدونه ولو لحظة،ولكن يمر بنا الزمن وتأتينا هذه العبارة ...
لا أعلم هل هي تصبيراً لنا حتى نستطيع مواصلة العيش أم تعبيراً عن عجزنا؟
قد يكون ما نتمناه انتقاماً وكرها من أناس أخذوا أغلى ما لدينا أخمدوا بأيديهم نور أعيننا، وأزالوا بسمة وجوهنا،
غيروا معالم قلوبنا بعد ما كان يغشاها الحب والصفاء أصبحت مرتعاً لظلام الإنتقام...
لكن هناك من يتغمده ربه برحمته فيثلج صدره بالرضا بقضائه وقدره،
ومنا من ينساب شيئاً فشيئاً كالعاصفة تبدأ نسيماً عليلاً، ثم تنمو لتصبح ريح صرصر تدمر كل شيء يقف أمامها
إلى أن تنثر نفسها أشلاء.
●●●●●●●
أمي انظري إلى الأرنب فقد تغلب على الثعلب، صنع تمثالاً على شاكلته ووضعه على بعد من جحره،
حتى يظن الثعلب أنه هو، فيقفز عليه ويسقط في الحفرة التي نصبت تحته
قالت الأم : وهل سيُخدع الثعلب؟
فقال: نعم خُدع وسقط وأنقذ الأرنب صغاره.
قالت: أتمنى ألا يعود الثعلب الليلة القادمة فينغص فرحة أرنبنا.
قال: سيأتي أرنبنا الذكي بخطة جميلة، وهذا ما ننتظره الحلقة القادمة.
قالت: هيا إلى النوم الأن حتى تستيقظ مبكرا.
قال:حسناً أمي ،وقبّل الطفل أمه وأسرع إلى غرفة أبيه وأحضر كرسياً وصعد عليه ليقبّله،
أسعد ذلك الأب فاحتضنه ورد عليه قبلته وزاد.
●●●●●●●
بدا أحمد منذ صغره ذكياً يتعلم من كل شيء حوله، يحب أباه كثيراً ...
كان تعلقه به كبيراً إلى درجة تثير غيرة الأم، التي لم تكن تعلم أن هذان الإثنان سيفرقها القدر قريباً
وهما الآن يعوضان ما سيمران به لاحقاً, كلما نظرالطفل إلى أبيه تمنى أن يصبح مثله ليساعده
على تحقيق بحثه،وكان هذا نفس حُلم الأب،في أن يكمل صغيره المشوار.
كانت الأم تهتم به كثيراً تشاركه كل شيء حتى تستطيع توجيهه وتقويم سلوكه،
تشاركه ما يحب سماعه من مسلسلات الأطفال
كي لا يغدو فريسة للإعلام، يزرع فيه ما يضر ولا ينفع.
●●●●●●●
أمي هيا لنشاهد حلقة اليوم لنرى ما يفعله أرنبنا مع الثعلب المكّار؟
قالت: إذهب وسأحضر لك كعكك المفضل لتتناوله أثناء ذلك.
قال : ستكون حلقة ممتعة اليوم.
قالت: كم تبدو متحمساً لها.
وعندما بدأت الحلقة عاش أحمد فيها كأنه جزء منها يفرح ويضحك مما يفعله الأرنب في الثعلب،
ولكن الموازين قلبت اليوم وكأن القدر يريد أن يُعلم أحمد شيئاً
،فقد خرج أحد الأرانب الصغار على غفلة من والده رغم تحذيره لهم، فبادره الثعلب بالانقضاض
وخطفه وجرى .. نظر بتهكم إلى الأرنب وقال"من يضحك أخيراً يضحك كثيراً"
لم يتحرك الأرنب الكبير قيد أنملة، إكتفى بترك العنان لدموعه لتغرق عيناه في بحرها وهو يشاهد
صغيره بين أنياب الثعلب، قال لأبنائه في حزن :لماذا لا تستمعون إلي؟ وخنقت الدموع بقية كلماته ..
وقف أحمد منفعلاً وقال:لماذا؟ .. لماذا لا يذهب خلف الثعلب وينتقم منه؟
كم أكره جبنه وضعفه هذا ،كان لابد أن يقتله كما قتل ابنه.
احتضنته الأم وقالت له: ليس الإنتقام هو الحل دائماً، فإن ذهب وراءه سيقتله كما قتل ابنه ..
فهو لا يملك خطة للدفاع عن نفسه وعن أبنائه
قال:لا تبرري موقفه يا أمي هذا جبن منه وضعف.
قالت: لا بل تعقلاً منه وحكمة، فالحياة نعمة منّ الله علينا بها، فكيف ندع ظلام الإنتقام يأخذها منا؟
هيا إلى النوم الآن
قالـ :حاضر يا أمي .
وفعل ما اعتاد على فعله كل ليلة
توجه أحمد إلى غرفته مع مشاعر متضاربه بين موقفه من الأرنب وكلام أمه،
هل يسكن إلى كلام أمه ؟أم إلى لذة الإنتقام ونشوته العارمة؟
●●●●●●●
كان هذا منذ خمس سنوات ،قضاها أحمد بين دفء أمه وأبيه، ينقشوا بسلوكهم
في صفحات قلبه الأبيض عبير الحب والصفاء .. لا مكان فيه للكره أو الإنتقام بابه العفو والتسامح ،
تمنوا أن يسابق نموه الزمن ليراه أباه بجواره في مشفاه، يداوي ببسمته ورقته قلب المريض
قبل جسده، يحلم أن يتم معه بحثه ليبزغ إلى الدنيا فيمسح الدمعة،
ويرى البسمة على وجه كل طفل مريض،وضع الأب البذرة في قلب ابنه وتركها تنبت شيئاً فشيئاً،
لتزيد من شغفه بوالده
يتمنى أن يرتدي سترته البيضاء، أن يقف بجواره فيعكس الضوء النابع منه شعاع الأمل في كل قلب كسير.
رن جرس الهاتف فردت الأم:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال:وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أين أحمد الآن ؟، لا تخبريني أنه بالمكتبة فنحن في العطله
ضحكت وقالت :بل هو كما قلت
قال: ألا يمل من الكتب أبداً؟ ،أخبريه أن النتيجة ظهرت وسنذهب إلى المدرسة لإحضارها الساعة العاشرة.
قالت :بإذن الله تعالى
حضر أحمد من المكتبة وأخبرته أمه،فذهب إلى المدرسة مع محمود، والكعادة حصلا على المراكز الأولى،
فرحا بنجاحيهما، وذهبا إلى بيت أحمد ليبشرا والدته بالنتيجة.
●●●●●●●
بعد عودة محمود إلى منزله، خلا أحمد بنفسه في
معمل أبيه أمام حاسبه تتراقص في عينه دمعة فرح بالتفوق يخالطها دموع حزن لفراق أبيه الحنون.
وعاد بخاطره إلى تلك الليلة التي لم تمحى من ذاكرته أبداً، كان
قد أكمل أباه فيها بحثه في موضوع سرطان الدم عند الأطفال وكيفية علاجه،
كان الفرح يغمر كل الدنيا حوله، وفي الساعة العاشرة مساءاً من نفس الليلة تلقى والده مكالمة من شخص ما، أيقظ القدر
أحمد ليستمع إلى جانب من فحواها، فتكون شرارة اللهب فيما بعد في قلب الصغير،لم يعرف فيها الطرف الأخر لكن كل ما
سمعه هو رد أباه المنفعل: لا أوافق أبداً على بيع البحث لأي جهة خاصة كانت أو دولة أجنبية، مهما عُرض علي من مال،
بل سيظل ملكا للدولة يستفيد منه الفقير والغني، ولا تحتكره أي جهة مهما كانت.
ثم أغلق الهاتف،دخل أحمد عليه وسأله: من هذا يا أبي؟ فرد عليه بأسى:
هذا إنسان باع دينه وقلبه من أجل المال، ولكن ما الذي أيقظك أنت في هذا الوقت المتأخر؟
قال: أحسست بالعطش فقط.
هدأ الأب وقال له: ما وصلت إليه الآن ليس بجهدي فقط ولكنه أيضاً بتوفيق منًّ الله علي به، وما كنت لأصل إليه لولا ذلك،
وسأترك تنفيذه يوماً عليك، فاتق الله فيه واجعله للفقير قبل الغني،
وإياك أن يغشى ظلام الدنيا قلبك،فبسمة الطفل المريض أمامك لا تقدر بثمن.
رد أحمد ببسمة قائلاً: لا تقل هذا .. بل أنت من سيكمله معي بأمر الله تعالى.
●●●●●●●
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1410941&d=1299508289
"ليس كل ما يتمناه المرء يدركه"نتوقف أمام هذه العبارة عندما تقف أمامنا عقبات الحياة
تحولُ بيننا وبين ما نتمناه سواء كان خيراً أم شراً
كلما يشغلُنا أننا لا نستطيع العيش بدونه ولو لحظة،ولكن يمر بنا الزمن وتأتينا هذه العبارة ...
لا أعلم هل هي تصبيراً لنا حتى نستطيع مواصلة العيش أم تعبيراً عن عجزنا؟
قد يكون ما نتمناه انتقاماً وكرها من أناس أخذوا أغلى ما لدينا أخمدوا بأيديهم نور أعيننا، وأزالوا بسمة وجوهنا،
غيروا معالم قلوبنا بعد ما كان يغشاها الحب والصفاء أصبحت مرتعاً لظلام الإنتقام...
لكن هناك من يتغمده ربه برحمته فيثلج صدره بالرضا بقضائه وقدره،
ومنا من ينساب شيئاً فشيئاً كالعاصفة تبدأ نسيماً عليلاً، ثم تنمو لتصبح ريح صرصر تدمر كل شيء يقف أمامها
إلى أن تنثر نفسها أشلاء.
●●●●●●●
أمي انظري إلى الأرنب فقد تغلب على الثعلب، صنع تمثالاً على شاكلته ووضعه على بعد من جحره،
حتى يظن الثعلب أنه هو، فيقفز عليه ويسقط في الحفرة التي نصبت تحته
قالت الأم : وهل سيُخدع الثعلب؟
فقال: نعم خُدع وسقط وأنقذ الأرنب صغاره.
قالت: أتمنى ألا يعود الثعلب الليلة القادمة فينغص فرحة أرنبنا.
قال: سيأتي أرنبنا الذكي بخطة جميلة، وهذا ما ننتظره الحلقة القادمة.
قالت: هيا إلى النوم الأن حتى تستيقظ مبكرا.
قال:حسناً أمي ،وقبّل الطفل أمه وأسرع إلى غرفة أبيه وأحضر كرسياً وصعد عليه ليقبّله،
أسعد ذلك الأب فاحتضنه ورد عليه قبلته وزاد.
●●●●●●●
بدا أحمد منذ صغره ذكياً يتعلم من كل شيء حوله، يحب أباه كثيراً ...
كان تعلقه به كبيراً إلى درجة تثير غيرة الأم، التي لم تكن تعلم أن هذان الإثنان سيفرقها القدر قريباً
وهما الآن يعوضان ما سيمران به لاحقاً, كلما نظرالطفل إلى أبيه تمنى أن يصبح مثله ليساعده
على تحقيق بحثه،وكان هذا نفس حُلم الأب،في أن يكمل صغيره المشوار.
كانت الأم تهتم به كثيراً تشاركه كل شيء حتى تستطيع توجيهه وتقويم سلوكه،
تشاركه ما يحب سماعه من مسلسلات الأطفال
كي لا يغدو فريسة للإعلام، يزرع فيه ما يضر ولا ينفع.
●●●●●●●
أمي هيا لنشاهد حلقة اليوم لنرى ما يفعله أرنبنا مع الثعلب المكّار؟
قالت: إذهب وسأحضر لك كعكك المفضل لتتناوله أثناء ذلك.
قال : ستكون حلقة ممتعة اليوم.
قالت: كم تبدو متحمساً لها.
وعندما بدأت الحلقة عاش أحمد فيها كأنه جزء منها يفرح ويضحك مما يفعله الأرنب في الثعلب،
ولكن الموازين قلبت اليوم وكأن القدر يريد أن يُعلم أحمد شيئاً
،فقد خرج أحد الأرانب الصغار على غفلة من والده رغم تحذيره لهم، فبادره الثعلب بالانقضاض
وخطفه وجرى .. نظر بتهكم إلى الأرنب وقال"من يضحك أخيراً يضحك كثيراً"
لم يتحرك الأرنب الكبير قيد أنملة، إكتفى بترك العنان لدموعه لتغرق عيناه في بحرها وهو يشاهد
صغيره بين أنياب الثعلب، قال لأبنائه في حزن :لماذا لا تستمعون إلي؟ وخنقت الدموع بقية كلماته ..
وقف أحمد منفعلاً وقال:لماذا؟ .. لماذا لا يذهب خلف الثعلب وينتقم منه؟
كم أكره جبنه وضعفه هذا ،كان لابد أن يقتله كما قتل ابنه.
احتضنته الأم وقالت له: ليس الإنتقام هو الحل دائماً، فإن ذهب وراءه سيقتله كما قتل ابنه ..
فهو لا يملك خطة للدفاع عن نفسه وعن أبنائه
قال:لا تبرري موقفه يا أمي هذا جبن منه وضعف.
قالت: لا بل تعقلاً منه وحكمة، فالحياة نعمة منّ الله علينا بها، فكيف ندع ظلام الإنتقام يأخذها منا؟
هيا إلى النوم الآن
قالـ :حاضر يا أمي .
وفعل ما اعتاد على فعله كل ليلة
توجه أحمد إلى غرفته مع مشاعر متضاربه بين موقفه من الأرنب وكلام أمه،
هل يسكن إلى كلام أمه ؟أم إلى لذة الإنتقام ونشوته العارمة؟
●●●●●●●
كان هذا منذ خمس سنوات ،قضاها أحمد بين دفء أمه وأبيه، ينقشوا بسلوكهم
في صفحات قلبه الأبيض عبير الحب والصفاء .. لا مكان فيه للكره أو الإنتقام بابه العفو والتسامح ،
تمنوا أن يسابق نموه الزمن ليراه أباه بجواره في مشفاه، يداوي ببسمته ورقته قلب المريض
قبل جسده، يحلم أن يتم معه بحثه ليبزغ إلى الدنيا فيمسح الدمعة،
ويرى البسمة على وجه كل طفل مريض،وضع الأب البذرة في قلب ابنه وتركها تنبت شيئاً فشيئاً،
لتزيد من شغفه بوالده
يتمنى أن يرتدي سترته البيضاء، أن يقف بجواره فيعكس الضوء النابع منه شعاع الأمل في كل قلب كسير.
رن جرس الهاتف فردت الأم:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال:وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أين أحمد الآن ؟، لا تخبريني أنه بالمكتبة فنحن في العطله
ضحكت وقالت :بل هو كما قلت
قال: ألا يمل من الكتب أبداً؟ ،أخبريه أن النتيجة ظهرت وسنذهب إلى المدرسة لإحضارها الساعة العاشرة.
قالت :بإذن الله تعالى
حضر أحمد من المكتبة وأخبرته أمه،فذهب إلى المدرسة مع محمود، والكعادة حصلا على المراكز الأولى،
فرحا بنجاحيهما، وذهبا إلى بيت أحمد ليبشرا والدته بالنتيجة.
●●●●●●●
بعد عودة محمود إلى منزله، خلا أحمد بنفسه في
معمل أبيه أمام حاسبه تتراقص في عينه دمعة فرح بالتفوق يخالطها دموع حزن لفراق أبيه الحنون.
وعاد بخاطره إلى تلك الليلة التي لم تمحى من ذاكرته أبداً، كان
قد أكمل أباه فيها بحثه في موضوع سرطان الدم عند الأطفال وكيفية علاجه،
كان الفرح يغمر كل الدنيا حوله، وفي الساعة العاشرة مساءاً من نفس الليلة تلقى والده مكالمة من شخص ما، أيقظ القدر
أحمد ليستمع إلى جانب من فحواها، فتكون شرارة اللهب فيما بعد في قلب الصغير،لم يعرف فيها الطرف الأخر لكن كل ما
سمعه هو رد أباه المنفعل: لا أوافق أبداً على بيع البحث لأي جهة خاصة كانت أو دولة أجنبية، مهما عُرض علي من مال،
بل سيظل ملكا للدولة يستفيد منه الفقير والغني، ولا تحتكره أي جهة مهما كانت.
ثم أغلق الهاتف،دخل أحمد عليه وسأله: من هذا يا أبي؟ فرد عليه بأسى:
هذا إنسان باع دينه وقلبه من أجل المال، ولكن ما الذي أيقظك أنت في هذا الوقت المتأخر؟
قال: أحسست بالعطش فقط.
هدأ الأب وقال له: ما وصلت إليه الآن ليس بجهدي فقط ولكنه أيضاً بتوفيق منًّ الله علي به، وما كنت لأصل إليه لولا ذلك،
وسأترك تنفيذه يوماً عليك، فاتق الله فيه واجعله للفقير قبل الغني،
وإياك أن يغشى ظلام الدنيا قلبك،فبسمة الطفل المريض أمامك لا تقدر بثمن.
رد أحمد ببسمة قائلاً: لا تقل هذا .. بل أنت من سيكمله معي بأمر الله تعالى.
●●●●●●●