PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : الْكِتابَةُ [بين كبت المتشددين , وحرية المنفتحين] - موضوع نقاش!



C.F SWAT
02-02-2011, 12:58
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1436944&stc=1&d=1304006602





http://up.top4top.net/uploads/2011/02/02/top4top_5b65745be51.jpg


| بسم الله الرحمن الرحيم ~



رائعة هي الكتابة !
فبها يبحر الكاتب في أعماق المحيطات , ويتسلق أعالي الجبال , ويصل إلى ما لم تصله نفس بشر قط . وهي ملاذ المتضايق , ومهرب المتملل , ومخبأ المتأمل . الكاتب يكتب ما يحب وفيما يحب لا يقيده في ذلك قيد أو قانون أو عرف ملزم , فلكل كاتب الحق في التحليق بمخيلته حيث ما اشتهت نفسه كالطير الحر لا يوجهه أحد . كما أن كتابة الكاتب ما يحبه ويعشقه ويجذب انتباهه هي السبيل في تطور اسلوبه الكتابي ورقيه .

انقسم الكتاب في الآونة الأخيرة إلى قسمين , بين متشدد ومنفتح , وحتى لا يساء فهم المصطلحين نعرض لتعريف كل منهما بإيجاز :
- المتشددين : هم الذين يقيدون الكاتب بقيد معين يحرم عليه الخروج عليه , كالتمسك بلغة معينة في الكتابة , أو ثقافة معينة , أو دين معين , أو مجتمع معين .
- المنفتحين : هم الذين لا يفرضون على الكاتب أي قيد يذكر , فالكاتب يسير قصته كيفما يشاء من غير أن يجب عليه الإلتزام بأي معيار محدد .
فالتشدد والانفتاح هنا لا يؤخذان بمعناهما الحرفي الشائع , بل استخدما هنا كمصطلح قصصي أدبي . كما أن التشدد هنا عكس الإنفتاح , ورأي المتشددين يناقض إطلاقا رأي المنفتحين , فالرأيان كما اللون الأبيض والأسود ضدان .

نعرض الآن بإيجاز رأي كل منهما بحيادية تامة -

- المتشددين

الكاتب يكتب لهدف واحد , وهو رفع شأن ثقافته أو دينه أو مجتمعه الذي يعيش فيه , فالكاتب المسلم يجب عليه -وهنا الوجوب لا الإستحباب- أن يكتب بطريقة تعود للإسلام بمنفعة وإلا كان خير له أن لا يكتب , كما يجب على الكاتب العربي أن لا يبتعد عن اللغة العربية بل يتمسك بها ليرفع شأنها ولا يحق له أن يكتب بغيرها , كما لا يجوز أن يكتب الكاتب المسلم العربي بشكل ينتقد الإسلام أو العروبة , ولا يجوز كذلك أن يكتب بطريقة ترفع من شأن غير المسلم أو غير العربي .

- المنفتحين

الكاتب يكتب للكتابة لا غير , فالكاتب يكتب لأنه يحب الكتابة وليس لأنه مرغم على ذلك , ولا يحق لأي شخص كان أن يفرض على الكاتب الإلتزام بقيد معين في الكتابة , سواء اللغة أو الثقافة أو الجنسية أو الدين , بل يترك ذلك لمشيئة الكاتب إن شاء إلتزم بشيء وإن شاء إلتزم بالآخر . إن الكتابة كغيرها من الفنون تعتمد على الخيال المطلق من الفنان -الكاتب- فإذا قيد الكاتب بقانون أو نظام معين ذهب عن القصة رونقها وجمالها وأصبحت كالتكليف المدرسي لا لون لها ولا طعم .

وبعد عرض رأي كل الطرفين بحياد اعرض الآن رأيي الشخصي بالموضوع :
أرى أن تقييد الكاتب بتلك القيود ينسف الكتابة الخيالية Fiction نسفا فالخيال فيأتي معناه كالتالي :
An imaginative creation or a pretense that does not represent actuality but has been invented.
هو عمل خيالي أو تظاهر لا يمثل الواقع بل تم اختلاقه .
فالخيال لا يمكن أن يقيد , فتقييده يحوله من خيال إلى عمل تكليفي , إذ أن الفرق بين الخيال والتكليف أن الخيال رائع ملون وغير متوقع , بينما التكليف نهايته محدده معلومة .

كما إن القيود لا تحدد الإبداع , فأغلب الكتاب لم يلتزموا بقيد معين وسطر التاريخ أسمائهم , منهم J.K.Rowling كاتبة سلسلة الروايات الشهيرة هاري بوتر Harry Potter التي وجهت إليها انتقادات لا تحصى منها استخدام السحر الذي يعد محرما لدى الديانة المسيحية , والتحريض على كسر القوانين , وغيرها من الإنتقادات , لكن نرى بأن تلك الرواية سجلت أحد أكبر عدد مبيعات في العالم . J.R.R.Tolkein صاحب الرواية الشهيرة الهوبيت The Hobbit والسلسلة الرائعة سيد الخواتم The Lord Of The Rings أمضى عشر سنوات يصنع عالما افتراضيا قبل أن يعلم بأنه سيكتب سلسلة ستدرس في أرقى جامعات العالم .

من السابق يتبين بأن القوانين والقيود ليست معيار تميز , فمن كتب كما شاء أبدع وارتقى , ومن كتب مقيدا بقيد نسيه التاريخ . وكما ذكرت فإن هذا هو رأيي أنا الشخصي . أترك الآن المجال للمبدعين من كتاب وكاتبات في الرد والتعليق وطرح آرائهم .
شكرا للأخت لغة التفكير على التصميم الأكثر من رائع !


| هذا والسلام ~

✿ Lσѕн
02-02-2011, 20:07
:أوو:

treecrazy
04-02-2011, 14:59
حجز إلى أن يشتد النقاش :تدخين:

♥ .. Blue
04-02-2011, 19:16
اهلا اخي ^^

لا أخفيك سراً

انا اقيد نفسي ببعض الأشياء :لقافة:

و أنا أأيد التقييد بما يخص الحياء ففي بعض الأحيان أرى مقاطع يستحي المرء أن يفكر بها حتى ><"

لكنها تكتب بكل برود في النهاية ..

فلو رأيت رواية تصف اشياء بشعة و مخلة هل ستفكر بقراءتها ؟

في نظري الإنفتاح الزائد يظر احيانا

و كذلك التقييد

فكوني مسلمه لن اقيد نفسي لأكتب فقط عن الإسلام .. و رأيت البعض كذلك حتى أنهم يرفضون قراءة القصص ولا يقرؤون سوى المحافظة حسب قولهم :موسوس: !!

< يبدو أني بدأت أخرج عن مسار الموضوع قليلاً ^^"

حسناً .. انا لا أعلم كيف أبدي ما لدي بهذه الطريقه لذلك ستكون لي عودة :)

~ هناء ~
04-02-2011, 21:37
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف حالكم يا أعضاء قسم القصص :لحية:

أولا أشكرك سوات على هذا الموضوع الرائع الذي يضرب في الصميم ^_^
من الجيد أحيانا أن نتناول القضايا التي تمس الكاتب كونه مسؤولا أولا وأخيرا عما يقدمه للقراء :لعق:


أولا سيكون من الجيد تضبيط بعض المفاهيم
فكما تعلمون كثير من المسميات في وقتنا هذا صارت تعطى لغير ما يستحقها :)

ولا أدري لم يزعجني نسبة لفظ "الانفتاح" إلى مفهوم "الكتابة من دون أي قيد على الإطلاق" !
فكما أعرف أن الناس صار لهم انجذاب غير واعي لكل ما يندرج تحت مسمى "انفتاح"

بالنسبة لي الكتابة من دون أي قيد على الاطلاق تسمى "تسيُّب" :D
كما يقال للدابة حين لا يربطها حبل ، ولا يقفها قيد إنها سائبة :p << نعم يا شيخة :ضحكة:

احم .. المهم :p

طبعا لكل انسان الحق في أن يكتب أي شيء يريده .. أي شيء على الإطلاق ! وأن يسمي ما كتب بما شاء من التسميات أيضا !
كأن يسمي خاطرته "الشمس الساطعة في الأدب" أو على الوزن القديم "خير الكلم في ما كتب العرب والعجم" :D
نعم له الحق في فعل ذلك !

شرط أن تبقى كتابته حبيسة درج مكتبه !
أما حين يقرر إطلاق سراح كلماته فهنا عليه أن يعرف مسؤوليته أمام الكلمات والأفكار!
إن الكاتب لا يكتب لنفسه منذ اللحظة التي يقرر فيها نشر كتاباته ، منذ تلك اللحظة تتحول متعته الشخصية إلى متعة .. ومسؤولية كذلك !

حسنا .. هذا لا يعني أن نتوجه توجها متشددا ونعدم الفكرة في مهدها :موسوس:

دعونا نعالج أولا رأي الفريقين ونبدأ عملية التصفية :D
دعونا الآن فقط نبحث عن الأمور "اللازمة والواجبة" دون الأمور "المستحبة" :رامبو:

رأي المتشددين

رفع شأن ثقافته أو دينه أو مجتمعه الذي يعيش فيه
كل من الثقافة وأعراف المجتمع يجب أن تخضع لميزان معين ، وميزاننا نحن المسلمين هو ديننا
ومن يرى أنه لا دخل للدين في الكتابة أو الفن عموما فعليه أن يراجع نظرته للدين !!

لذلك أقول : ليس الكاتب ملزما بحدود الثقافة والمجتمع إن شاء ، ولكنه ملزم بأن لا يتعدى حدود الدين
والدين ليس سجنا كما يتوقع البعض !

بل إن عدم تعدينا لحدوده مرهون بأن لا ندعوا لما يضيره أو ما يناقضه أو ما يسيء إليه !

وحين نتحدث عن القصص الخيالية فإنه من البديهي أن تخرج عن نطاق الواقع ويصير ربطها بالدين نظريا وبوضوح تشويها للدين نفسه في بعض الحالات!!
لذلك فإن الكاتب هنا ملزم فقط بعدم الدعوة إلى ما يناقض أو يسيء للدين !
ونحن بأي حال من الأحوال لا يمكن أن نشبه أنفسنا بالمسيحين فحالتهم غريبة عجيبة !
الكنيسة في جهة وهم في جهة ..وما أقل منهم من يكترث بدينه !
كما أن ديننا غير دينهم .. فلا مجال للمقارنة !
وإن كان علينا أن نأخذ منهم شيئا فلنأخذ منهم العزيمة وروح الابتكار ..

فالكاتب المسلم يجب عليه -وهنا الوجوب لا الإستحباب- أن يكتب بطريقة تعود للإسلام بمنفعة وإلا كان خير له أن لا يكتب
الجملة قد تبدو حينا في غاية الطبيعية وقد تبدو متشددة ! :موسوس:
لماذا يا ترى؟
أو بالأحرى
ما هو مفهومنا للكتابة "التي تعود للاسلام بمنفعة"
ببساطة وبدون أي تشنجات هي الكتابة التي تسعى إلى تثبيت وترسيخ قيم أقرها الاسلام !مهما كان نوعها -الكتابة-
سواء ذكر الإسلام ، أم لم يذكر علنيا أيّ وجود للدين في أسطر القصة .

كما يجب على الكاتب العربي أن لا يبتعد عن اللغة العربية
قلت أنني سأتطرق لما "يجب"
لذلك دعونا نقول بأن اللغة حرية للكاتب أيضا ^^

كما لا يجوز أن يكتب الكاتب المسلم العربي بشكل ينتقد الإسلام أو العروبة , ولا يجوز كذلك أن يكتب بطريقة ترفع من شأن غير المسلم أو غير العربي .
أما العروبة والقومية فهذه مما ليس بواجب :موسوس: << ونتحدث عن الاستثناءات لاحقا ^^
إذ أننا في ديننا لا نعترف بتفاضل الأجناس أو ما شابه وكل الناس سواء ^^

أما الاسلام فنعم ^^ لا يجوز للكاتب مهما كان أن ينتقد الاسلام وأن ينتقص من شأنه!!
وأنا أستغرب من كاتب مسلم يكتب ما يسيء للاسلام!!
أهذا منطق؟ :ضحكة:

المهم ننتقل للرأي الثاني .. رأي السائبين :D

الكاتب يكتب للكتابة لا غير , فالكاتب يكتب لأنه يحب الكتابة وليس لأنه مرغم على ذلك
صحيح!
الكاتب يكتب لأنه يحب الكتابة :سعادة2:
لكن ...
يكتب للكتابة نفسها ؟؟:ضحكة:
أما هذا فكاتب أعترف له بالتجديد :نظارة: إذ لم يسبق لكاتب مر في التاريخ كله أن كتب للكتابة وحسب !!!
لكل شخص دون استثناء هدف من وراء كتابته ! وبالتالي فهو يكتب له
وهذا لا علاقة له بكون الكتابة متعة له في حد ذاتها
فأن يكتب شخص لهدف معين لا يلغي متعة الكتابة مادام ذلك الهدف مما يقره وجدانه :)

ولا يحق لأي شخص كان أن يفرض على الكاتب الإلتزام بقيد معين في الكتابة , سواء اللغة أو الثقافة أو الجنسية أو الدين
لا يحق لنا أن "نفرض" :
اللغة .. نعم :نظارة:
الثقافة ..نعم :نظارة:
الجنسية.. نعم :نظارة:
الدين .. :eek:!

حسنا لنقل أولا أننا لم ولن نتشبه بالمسيحيين وغيرهم فيما يخص هذه النقطة !
لذلك هم تقيدوا أم لا ... هذا ما لا يهمنا!
إن تقيد الكاتب بالدين لا يعني أن يقيد نفسه بموضوع واحد، بل ما أوسعها المواضيع وما أكثرها
بشرط وحيد لا أظن أن مسلما عاقلا لا يرتضيه لنفسه
وهو عدم الإساءة لدينه ولا مناقضته !

بل يترك ذلك لمشيئة الكاتب إن شاء إلتزم بشيء وإن شاء إلتزم بالآخر
نعم يُترك كل شيء دون استثناء لمشيئة الكاتب حين يبقى ما يكتبه مقبورا في درج مكتبه :D
أما أن ينشر كاتب شيئا يفسد الأفكار -أو مثلا يبرر الخيانة- فهنا لا وألف لا !
وكما يقال "حريتك تنتهي حين تبدأ حرية الآخرين" ومن حرية القراء حماية أفكارهم :)


إن الكتابة كغيرها من الفنون تعتمد على الخيال المطلق من الفنان -الكاتب- فإذا قيد الكاتب بقانون أو نظام معين ذهب عن القصة رونقها وجمالها وأصبحت كالتكليف المدرسي لا لون لها ولا طعم .
كلام صحيح .. هذا إن تقيد بقيد لا يرتضيه هو!
والحمد لله كلنا مسلمون ونرتضي أن يكون ديننا ميزاننا لأعمالنا ^^

لا أدري لم أشعر أن البعض سيرى إقحامي للدين مبالغا فيه :موسوس: << أتمنى أن يكون شعوري مخطئا
لأن من يرى أن الإسلام يتوقف عند حدود معينة لا يتدخل فيها .. مخطئ تماما ^_^


أما الآن وقد استوفينا ما أراه أنا الأمر اللازم الذي لا يصح عمل سواه ^^
دعونا نتوسع قليلا في رأينا ..

ونلقي الضوء على مشكلة أسميها هنا
"أزمة هوية"

صحيح أن ما سأتحدث عنه ليس من باب الإلزام في شيء :موسوس:
ولكن وجب طرح بعض التساؤلات :

- لماذا يا ترى ينفر بعض الكتاب من الكتابة بأسماء عربية ؟ -فرضا أننا نتحدث هنا عن "قصة خيالية نبتعد فيها عن معطيات الواقع"
- هل يا ترى ستفسد الأسماء العربية الخيال في القصة ؟ أم أنها مجرد عقدة نقص تطاردنا نحن العرب؟
- لماذا يا ترى يكتب معظم الكتاب الأجانب بأسماء من بيئتهم -حتى مع أنهم غير مجبورين ويتغنون دوما بالحرية- ؟ لماذا يا ترى يستقون دوما التفاصيل من بيئتهم مع أنهم يتحدثون عن بيئة خيالية؟
والقارئ لهاري بوتر وسيد الخاتم أو حتى سلسلة الشفق، يمكنه ملاحظة ذلك بوضوح :)
- هل هو الأصل العربي فقط من تجتمع فيه كل العيوب فينفر الكتاب منه؟
- لماذا اعتاد معظمنا الكسل وفضل السير على نهج رسمه مسبقا الكتاب الأجانب ولم يفكر في رسم نهج خاص بنا نحن كبشر لديهم خصائص ثقافية معينة ؟


سيأتي من يقول أن الكتابة عن بيئة عربية يجعل المجتمع يسلط علينا نظراته القاسية بينما الكتابة عن بيئة أجنبية تصنع لنا مخرجا :موسوس:

وأقول : هل قرأ أحد منكم رواية "ثمانون عاما بحثا عن مخرج" ؟ :نينجا: << الشكر طبعا للولي التي عرفتني على الرواية :أوو: والتي لم أكملها للأسف بسبب سوء النسخة الإلكترونية :جرح:
ولكن دعوني أقول أنها رواية رائعة:نينجا:!
كاتبها الفلسطيني المبدع صلاح حسن -والذي استشهد قبل إنهائها للأسف- حلق بخياله بعيدا بعيدا ونسج لنا رواية مذهلة بحق!
وهو مع ذلك ما نسي ولا تخلى عن قضيته فجاءت روايته "رمزية" تجسد الواقع والقضية الفلسطينية بأسلوب فني بعيد عن المباشرة!

فهل سمعنا يا ترى أي نقد أو تجريح للكاتب؟
رغم أن الرواية تتضمن قوى خارقة ومخلوقات غريبة عجيبة ؟!

يمكننا إذن أن نستنتج أن عامل النجاح ليس مرتبطا بتلبس قشور حضارة أو ثقافة أخرى
بل هو عائد للكاتب نفسه !

لا أنكر أن للمجتمع ضغوطا يمارسها على الكتاب جاعلا إياهم يفقدون رغبتهم في التعبير عنه أو الارتباط به
لكن حان الوقت لنكسر بعض القيود ونغير نظرة المتجمع للقصة العربية ، فالاستكانة للظروف ضعف
صحيح أننا غير مجبرون على التزام ثقافة معينة ، لكن دعونا نكن مبتكرين ، رائدين في مجال الرواية العربية
راسمين نحن منهجا جديدا ، لا منهجا مستهلكا!

وقد قلت عبارة يا أخ سوات واعتبرتها رأيا شخصيا وهي "فمن كتب كما شاء أبدع وارتقى , ومن كتب مقيدا بقيد نسيه التاريخ"
أما أنا فأرى -وهو رأي شخصي ^^ - " أن من كتب مبتكرا مجددا أبدع وارتقى ، ومن كتب مقلدا غيره نسيه التاريخ"

المعذرة على الإطالة :لعق:

في أمان الله ::سعادة::

✿ Lσѕн
05-02-2011, 16:37
:أوو:

بَـآك :أوو:
سوري تأخرت بس الظروف أعآقت عودتي xd
مآشآ الله تبآرك الرحمن ، كَـ عآدتكَ [ سوآت ] مبدع في السرد والموآضيع . .
والأهم من ذلك تغليفك للفكره التيّ تود طرحهَـا كُليّـاً :أوو: . .


..

نرجع لـ موضوع النقَـاش . .
كمَـا قلت نوعيّـن من الكُتَـاب :لقافة: . .
ولكن انَـا لا أُحبذ أيًّ منهمَـا . .
فَ المتشدد لـن يُبدع ، والمنفتح رآئِـع ولكن في إيطَـارٍ محدود . .
فَ مثلاً : أُفضل أن لآ يتطرق لـ أمورٍ تُخلْ بـ الديّـن كأن يقول : " بأن إحدى شخصيَـاتهِ يُمكنهَـا التنبؤ بَـالمستقبل ::مغتاظ:: "
وجميّـع المسلميّـن واثقيّـن كل الثقَـه بأن [ الله وحده هو المتفرد بـ المغبيّـات ومن ضمنهَـا علم المستقبل :لقافة: ] . .
فَ لنغرق في خيَـالنَـا بطريقَـةٍ تُجَـاريّ ديننَـا ولآ تُنَـافيّـه . .
فَـ أنا لا استطيّـع نسيَـان كونيّ [ كاتبَـةٌ مسلمَـة ] ، فَ أُبَـديّ إسلاميّ على إبداعيّ وان كَـان ذلك سيدُر عليّ ملايين الملايين :غياب: . .

فَ انتظَـار المزيّـد من الأراء . .

C.F SWAT
06-02-2011, 13:51
أرى وجوها إبداعية جديدة ما شاء الله :أوو:

الأخت L Θ L Λ أهلا بك وسهلا ^^
في البداية أحب أن أنوه بأنك لم تخرجي عن إطار الموضوع بتاتا فلا بأس ,
ذكرت أنك مع الإنفتاح لكن الغير زائد عن حده , حيث أنك ضد أن يتمادى الكاتب بشكل يخدش الحياء على سبيل المثال ..
الأمران منفصلان !
إذ أن كون الكاتب كاتبا يجعله أديبا , وكلمة الأديب من الأدب .. فكيف لمن ليس له أدب أن يعد كاتبا ؟
وكون الشخص يكتب لا يجعله كاتبا , إذ أن ليس كل من أمسك بقلم وكتب عد كاتبا .
ومن يخدش الحياء بشكل أو بآخر فأنا أعده من المرضى صراحة وليس من الكتاب ,, فالنقاش هنا ينحصر على الكتاب لا على غيرهم ..
فآولائك المرضى لن يفيدهم نقاش .. بل جلسات علاج نفسي ! :p

الأخت ✿ Lσѕн يا مرحبا يا مرحبا ::سعادة::
في البداية شكرا على هذا الإطراء الرائع وبسببه نسامحك على التأخير :لقافة:
ندخل في صلب الموضوع ..
أرى أنك خلطت موضوعين ببعض أختاه ! :مندهش:
خلطت بين الانفتاح وأحد أنواع الكتابة وهو الفانتازيا Fantasy
فالقوى الخارقة كلعم المستقبل والطيران والنظر فيما خلف الجدران كلها تقع تحت اطار الفانتازيا .. ولك كامل االحرية في عدم التطرق لهذا النوع من الكتابة إذا احببت كما لا أحبذ أنا الكتابة في الرومانسية :p
لكن هذا لا ينفي وجود كتاب برعوا في هذا النوع من الكتابة كما ذكرت كـ J.K.Rowling في Harry Potter وغيرها رغم الإنتقادات التي وجهت إليها ومن منا الآن لم يقرأ أو يشاهد Harry Potter ?
هنا تقع مسألة التفضيل .. فإن فضلت أن لا تتطرقي إلى هذا النوع من الكتابة في قصصك فهذا شأنك وقد يرى البعض أنه لا حرج في الكتابة من هذا النوع وهذا شأنه أيضا .


أنتظر المزيد من الإبداعات الفكرية :مكر:
وأنا دائما أرحب بالردود الراقية !
| سلام ~

سيمونية
06-02-2011, 14:31
السلام عليكم..

بمأني أعتبر نفسي وبكل فخر من الفئه المحافظه..وليست المتشدده..>>فشتان بين المتعصب و المحافظ..

وهي التي تراقب الله بما تكتبه ولا أزكي بذلك نفسي :معاذ الله, فنحن نعلم يقين بإنا مسؤليــن عن كل حرف وهنا تشيب الروس لمجرد التفكير به.

لهذا بإني أعشق الكاتبه بجنون , لم يزعزع ذلك أي مبدأ من مبادى ديني .

فأنا أتناول بكتاباتي بعض القضاياء العصيبه في المجتمع لأطرح حلول لها

بنظريتي الضئيله .

ولكن رغم معانتي التي أسلفت بمواضوع نقاشي بعدم إيجاد متابعه, لكن لم يزدني إلا أصرار لأرضى ربي

وهو يشهد على مخطة أناملي به الآن.

ربما كان القصد من الموضوع الوان الكتابة, لكن أليس حري بنا أن نقدم الأهم على المهم.

أي الأهتمام بنوع مانكتب وليس لونه.

وجهة نظر صادقــه,وأرجو صدقا أن أجد من يقولـ أكتب لرضى ربـــــــــي قبل أي رضى.


في أمان الله.

C.F SWAT
06-02-2011, 14:40
يا جماعة !
وكأن أحدا لم يقرأ رأس الموضوع !
ذكرت في بداية الموضوع أن مصطلح التشدد لا أقصد به التعصب أو أي هذه الأشياء ,
حتى أني ذكرت تعريفا للمتشددين حتى لا تختلط الأمور :

- المتشددين : هم الذين يقيدون الكاتب بقيد معين يحرم عليه الخروج عليه , كالتمسك بلغة معينة في الكتابة , أو ثقافة معينة , أو دين معين , أو مجتمع معين .
الرجاء قراءة رأس الموضوع قبل الرد !

سيمونية
06-02-2011, 15:28
أعلم أن ماتطرقة له ليس من الموضوع بشي..

ولكن حاجه في نفسي قضيتها.

ل إن عدم تعدينا لحدوده مرهون بأن لا ندعوا لما يضيره أو ما يناقضه أو ما يسيء إليه !

وحين نتحدث عن القصص الخيالية فإنه من البديهي أن تخرج عن نطاق الواقع ويصير ربطها بالدين نظريا وبوضوح تشويها للدين نفسه في بعض الحالات!!
لذلك فإن الكاتب هنا ملزم فقط بعدم الدعوة إلى ما يناقض أو يسيء للدين !
ونحن بأي حال من الأحوال لا يمكن أن نشبه أنفسنا بالمسيحين فحالتهم غريبة عجيبة !
الكنيسة في جهة وهم في جهة ..وما أقل منهم من يكترث بدينه !
كما أن ديننا غير دينهم .. فلا مجال للمقارنة !
وإن كان علينا أن نأخذ منهم شيئا فلنأخذ منهم العزيمة وروح الابتكار ..

فالكاتب المسلم يجب عليه -وهنا الوجوب لا الإستحباب- أن يكتب بطريقة تعود للإسلام بمنفعة وإلا كان خير له أن لا يكتب
الجملة قد تبدو حينا في غاية الطبيعية وقد تبدو متشددة ! :موسوس:
لماذا يا ترى؟
أو بالأحرى
ما هو مفهومنا للكتابة "التي تعود للاسلام بمنفعة"
ببساطة وبدون أي تشنجات هي الكتابة التي تسعى إلى تثبيت وترسيخ قيم أقرها الاسلام !مهما كان نوعها -الكتابة-
سواء ذكر الإسلام ، أم لم يذكر علنيا أيّ وجود للدين في أسطر القصة .




لكس كلام كبير ووالله أنكِ أصبتي الحقيقه ..

فأن لم يكتب شي يفيد الدين فلا يكتب .
رائعه هي أنتي ..

فلأنسان المسلــــم حر وربي بمجر دفاعه عن الدين..

أعتذر بـــــحق عن أي أزعاج.

أنـس
06-02-2011, 15:48
.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مرحباً بالجميع .. ^_^

شكراً لك أخي العزيز سوات على هذا الطرح المهم .. وهو موضوع يستحق النقاش فعلاً ..

وأشكر جزيلاً أختنا العزيزة لاكس على ردها المتميز والرائع .. والذي أوفى الموضوع حقه وأنا أتفق معها في كل كلمة ..

إنها [ أزمة هوية ] ...

ويطيب لي أن أشرح الموضوع من زاوية نظر أخرى ...

.


يا جماعة !
وكأن أحدا لم يقرأ رأس الموضوع !

ذكرت في بداية الموضوع أن مصطلح التشدد لا أقصد به التعصب أو أي هذه الأشياء ,
حتى أني ذكرت تعريفا للمتشددين حتى لا تختلط الأمور :
- المتشددين : هم الذين يقيدون الكاتب بقيد معين يحرم عليه الخروج عليه , كالتمسك بلغة معينة في الكتابة , أو ثقافة معينة , أو دين معين , أو مجتمع معين .

الرجاء قراءة رأس الموضوع قبل الرد !

نعم قد قرأنا رأس الموضوع يا سوات وعلى أساسه نكتب ردودنا ...

والكلمة التي بالأحمر هي التي أحب التعليق حولها ..

.

بدايةً .. أتفق معك في أن الكتابة المتحررة في الأجناس الأدبية وحتى اللغات والثقافات الشعبية أمر جميل جداً ..

لكن ليست هناك - على الإطلاق - كتابة تخرج عن إطار [ هوية الكاتب ] ..

الكتابة سواء أكانت متشددة أو منفتحة - على حد تعبيرك - هي دائماً جزء من كيان الكاتب وعنوان لهويته الخاصة التي يكتب في إطارها ..

ومهما ادعى الكتاب تحررهم من القيود والأغلال فإن ( تحررهم ) ذاك هو أيضاً جزء من هويتهم التي يجب أن تُناقش وتوضع في ميزان النقد والتصحيح ..

خلاصة القول : ليس هناك مفر للكاتب عن الهوية ..

ولا أعتقد أن أحداً يختلف معي في هذه النقطة ...

.

ثم نأتي الآن إلى الحديث عن هذه [ الهوية ] .. والتي أستطيع تعريفها بمجموع الصفات الذهنية للكاتب ، بما فيها الدين ...

ونحن هنا ولله الحمد مسلمون .. أي أن هويتنا الدينية هي [ الإسلام ] ...

ومن كان يعرف الإسلام حقاً لم يعتبره عنصراً محايداً يقف جنباً إلى جنب أمام الديانات الأخرى .. ولم يعتبره مجرد جزء من الهوية يجب على الكاتب المنفتح أن يحجّمه ويضعه في صندوق ويتركه جانباً !

والسبب ببساطة أن الهوية الإسلامية هي هوية كاملة متكاملة .. تشمل شتى مجالات الحياة الإنسانية بدءً من أبسط تفاصيلها اليومية وحتى أعقد قضاياها السياسية والاقتصادية والاجتماعية ..

ولا يخرج الكاتب عن أن تكون كتابته دائرة في فلك الظواهر الواقعية سواء أكانت مادية وملموسة أو ذهنية ذاتية كالخواطر والمشاعر والأحاسيس ..

.

لذا .. فالإنتاج الكتابي لكاتبٍ ما إما أن يكون موافقاً للإسلام أو معارضاً له .. وليس هناك خيار وسط بين هذين .. حتى عندما يتعلق الأمر بالكتابة المحايدة التي تكتفي بتناول قضايا نفسية أو اجتماعية .. فإن نص الكاتب لا بد أن يخضع لميزان النقد الإسلامي فيكون ما كتبه إما موافقاً للإسلام أو معارضاً له ..

ولا أقصد هنا أن على الكتاب أن يقيّدوا أقلامهم فقط في الكتابات الدينية الدعوية .. أو أن يكون الإسلام عاملاً بارزاً وعنواناً رئيسياً لكل كتاباتهم .. بل يمكن للكتاب أن يسرحوا بأقلامهم في شتى مجالات الحياة ، وبإمكانهم أيضاً ألا يذكروا الإسلام تصريحاً في كتاباتهم .. لكن الأهم هو ألا يخالف ما يكتبونه قواعد الإسلام وأحكامه بحيث يذكرون أموراً مخالفة للإسلام على سبيل الإقرار والموافقة فضلاً عن التأييد والتشجيع ... متسترين بقناع الحياد الزائف ، أو التفتح المزعوم ...

.

عندما نقول : [ مسألة هوية ] ..

فإننا نلاحظ مع الأسف الشديد أن الإسلام صار عند كثير من الناس ( جزءً ) من الهوية وليس الهوية بأكملها ...

ويظهر هذا تحديداً عند بعض القوميين .. الذين يقدمون رابطتهم القومية على رابطتهم الإسلامية ..

وعند الفنانين .. الذين يعتبرون ولاءهم للفن ورابطتهم الفنية أقوى من رابطتهم الدينية .. وذلك دون أن يحاربوا الدين صراحة أو أن يكونوا معارضين له .. لكنهم يعتبرونه جزءً منهم ومحصوراً في أمور معينة فقط دون أن يكون شاملاً لكل شيء ..

.

وعند الكتاب أيضاً .. وهذا ما يدعو إليه موضوعك مع الأسف ..

فمن يقرأ موضوعك يفهم بأن هويتك الأسوى هي كونك [ كاتباً ] .. وولاءك الأول هو للـ [ كتابة ] .. أما الدين فهو مجرد ( عامل ) بين عدة عوامل أخرى كاللغة والثقافة والتاريخ وغيرها ...

لذلك نجد أنك وضعته على صعيد واحد مع تلك ( العوامل ) :


المتشددين : هم الذين يقيدون الكاتب بقيد معين يحرم عليه الخروج عليه , كالتمسك بلغة معينة في الكتابة , أو ثقافة معينة , أو دين معين , أو مجتمع معين


الكاتب يكتب لهدف واحد , وهو رفع شأن ثقافته أو دينه أو مجتمعه الذي يعيش فيه , فالكاتب المسلم يجب عليه -وهنا الوجوب لا الإستحباب- أن يكتب بطريقة تعود للإسلام بمنفعة وإلا كان خير له أن لا يكتب

نلاحظ من هذه الاقتباسات أن الدين جاء في سياق ثانوي .. وأنه مجرد عامل مساوٍ لعامل اللغة والثقافة والمجتمع !!

ونلاحظ أنك تذكر تمسك الكاتب بإحدى هذه العوامل ( بما فيها الدين ) على سبيل الرفض والانتقاد ، واصفاً ذلك بالتشدد ..

في حين أنك تؤيد ما أسميته بـ ( الانفتاح ) .. وهو الكتابة المتحررة عن تلك ( العوامل ) سالفة الذكر .. بما فيها ( الدين ) ..

.

نستنتج من هذا .. أن الهوية التي تدعو إليها من خلال موضوعك هي هوية [ الكاتب ] .. وأن الولاء الأسمى للكاتب هو للـ [ كتابة ] ..

وهذا ما نأخذه عليك في هذا الموضوع ونختلف معك فيه اختلافاً كلياً ..

إذ أن الهوية الدينية هي مقدّمة على الهوية الأدبية .. وأن الولاء للإسلام مقدّم على الولاء للكتابة وغيرها ....

.

خلاصة القول :

لأنك يا أخي العزيز سوات مسلم .. فإن الإسلام هو الإطار الأعلى الذي تندرج تحته كل الانتماءات الأخرى ، وكل الميول ، وكل الأقوال والأفعال بما فيها الكتابة ..

.

وليس كما هو مضمّن في موضوعك .. من كون الكتابة هي الإطار الأعلى الذي تندرج تحته كل الانتماءات الأخرى ، بما فيها الإسلام !

.

.

آمل أنني وفقت في شرح وجهة نظري وآمل أن تتقبلها مني بصدر رحب .. :)

وأكرر شكري لك على الموضوع .. ^_^

.

في أمان الله ^_^

مِـدَاد`
06-02-2011, 15:50
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف حالكم يا أعضاء قسم القصص :لحية:

أولا أشكرك سوات على هذا الموضوع الرائع الذي يضرب في الصميم ^_^
من الجيد أحيانا أن نتناول القضايا التي تمس الكاتب كونه مسؤولا أولا وأخيرا عما يقدمه للقراء :لعق:


أولا سيكون من الجيد تضبيط بعض المفاهيم
فكما تعلمون كثير من المسميات في وقتنا هذا صارت تعطى لغير ما يستحقها :)

ولا أدري لم يزعجني نسبة لفظ "الانفتاح" إلى مفهوم "الكتابة من دون أي قيد على الإطلاق" !
فكما أعرف أن الناس صار لهم انجذاب غير واعي لكل ما يندرج تحت مسمى "انفتاح"

بالنسبة لي الكتابة من دون أي قيد على الاطلاق تسمى "تسيُّب" :D
كما يقال للدابة حين لا يربطها حبل ، ولا يقفها قيد إنها سائبة :p << نعم يا شيخة :ضحكة:

احم .. المهم :p

طبعا لكل انسان الحق في أن يكتب أي شيء يريده .. أي شيء على الإطلاق ! وأن يسمي ما كتب بما شاء من التسميات أيضا !
كأن يسمي خاطرته "الشمس الساطعة في الأدب" أو على الوزن القديم "خير الكلم في ما كتب العرب والعجم" :D
نعم له الحق في فعل ذلك !

شرط أن تبقى كتابته حبيسة درج مكتبه !
أما حين يقرر إطلاق سراح كلماته فهنا عليه أن يعرف مسؤوليته أمام الكلمات والأفكار!
إن الكاتب لا يكتب لنفسه منذ اللحظة التي يقرر فيها نشر كتاباته ، منذ تلك اللحظة تتحول متعته الشخصية إلى متعة .. ومسؤولية كذلك !

حسنا .. هذا لا يعني أن نتوجه توجها متشددا ونعدم الفكرة في مهدها :موسوس:

دعونا نعالج أولا رأي الفريقين ونبدأ عملية التصفية :D
دعونا الآن فقط نبحث عن الأمور "اللازمة والواجبة" دون الأمور "المستحبة" :رامبو:

رأي المتشددين

رفع شأن ثقافته أو دينه أو مجتمعه الذي يعيش فيه
كل من الثقافة وأعراف المجتمع يجب أن تخضع لميزان معين ، وميزاننا نحن المسلمين هو ديننا
ومن يرى أنه لا دخل للدين في الكتابة أو الفن عموما فعليه أن يراجع نظرته للدين !!

لذلك أقول : ليس الكاتب ملزما بحدود الثقافة والمجتمع إن شاء ، ولكنه ملزم بأن لا يتعدى حدود الدين
والدين ليس سجنا كما يتوقع البعض !

بل إن عدم تعدينا لحدوده مرهون بأن لا ندعوا لما يضيره أو ما يناقضه أو ما يسيء إليه !

وحين نتحدث عن القصص الخيالية فإنه من البديهي أن تخرج عن نطاق الواقع ويصير ربطها بالدين نظريا وبوضوح تشويها للدين نفسه في بعض الحالات!!
لذلك فإن الكاتب هنا ملزم فقط بعدم الدعوة إلى ما يناقض أو يسيء للدين !
ونحن بأي حال من الأحوال لا يمكن أن نشبه أنفسنا بالمسيحين فحالتهم غريبة عجيبة !
الكنيسة في جهة وهم في جهة ..وما أقل منهم من يكترث بدينه !
كما أن ديننا غير دينهم .. فلا مجال للمقارنة !
وإن كان علينا أن نأخذ منهم شيئا فلنأخذ منهم العزيمة وروح الابتكار ..

فالكاتب المسلم يجب عليه -وهنا الوجوب لا الإستحباب- أن يكتب بطريقة تعود للإسلام بمنفعة وإلا كان خير له أن لا يكتب
الجملة قد تبدو حينا في غاية الطبيعية وقد تبدو متشددة ! :موسوس:
لماذا يا ترى؟
أو بالأحرى
ما هو مفهومنا للكتابة "التي تعود للاسلام بمنفعة"
ببساطة وبدون أي تشنجات هي الكتابة التي تسعى إلى تثبيت وترسيخ قيم أقرها الاسلام !مهما كان نوعها -الكتابة-
سواء ذكر الإسلام ، أم لم يذكر علنيا أيّ وجود للدين في أسطر القصة .

كما يجب على الكاتب العربي أن لا يبتعد عن اللغة العربية
قلت أنني سأتطرق لما "يجب"
لذلك دعونا نقول بأن اللغة حرية للكاتب أيضا ^^

كما لا يجوز أن يكتب الكاتب المسلم العربي بشكل ينتقد الإسلام أو العروبة , ولا يجوز كذلك أن يكتب بطريقة ترفع من شأن غير المسلم أو غير العربي .
أما العروبة والقومية فهذه مما ليس بواجب :موسوس: << ونتحدث عن الاستثناءات لاحقا ^^
إذ أننا في ديننا لا نعترف بتفاضل الأجناس أو ما شابه وكل الناس سواء ^^

أما الاسلام فنعم ^^ لا يجوز للكاتب مهما كان أن ينتقد الاسلام وأن ينتقص من شأنه!!
وأنا أستغرب من كاتب مسلم يكتب ما يسيء للاسلام!!
أهذا منطق؟ :ضحكة:

المهم ننتقل للرأي الثاني .. رأي السائبين :D

الكاتب يكتب للكتابة لا غير , فالكاتب يكتب لأنه يحب الكتابة وليس لأنه مرغم على ذلك
صحيح!
الكاتب يكتب لأنه يحب الكتابة :سعادة2:
لكن ...
يكتب للكتابة نفسها ؟؟:ضحكة:
أما هذا فكاتب أعترف له بالتجديد :نظارة: إذ لم يسبق لكاتب مر في التاريخ كله أن كتب للكتابة وحسب !!!
لكل شخص دون استثناء هدف من وراء كتابته ! وبالتالي فهو يكتب له
وهذا لا علاقة له بكون الكتابة متعة له في حد ذاتها
فأن يكتب شخص لهدف معين لا يلغي متعة الكتابة مادام ذلك الهدف مما يقره وجدانه :)

ولا يحق لأي شخص كان أن يفرض على الكاتب الإلتزام بقيد معين في الكتابة , سواء اللغة أو الثقافة أو الجنسية أو الدين
لا يحق لنا أن "نفرض" :
اللغة .. نعم :نظارة:
الثقافة ..نعم :نظارة:
الجنسية.. نعم :نظارة:
الدين .. :eek:!

حسنا لنقل أولا أننا لم ولن نتشبه بالمسيحيين وغيرهم فيما يخص هذه النقطة !
لذلك هم تقيدوا أم لا ... هذا ما لا يهمنا!
إن تقيد الكاتب بالدين لا يعني أن يقيد نفسه بموضوع واحد، بل ما أوسعها المواضيع وما أكثرها
بشرط وحيد لا أظن أن مسلما عاقلا لا يرتضيه لنفسه
وهو عدم الإساءة لدينه ولا مناقضته !

بل يترك ذلك لمشيئة الكاتب إن شاء إلتزم بشيء وإن شاء إلتزم بالآخر
نعم يُترك كل شيء دون استثناء لمشيئة الكاتب حين يبقى ما يكتبه مقبورا في درج مكتبه :D
أما أن ينشر كاتب شيئا يفسد الأفكار -أو مثلا يبرر الخيانة- فهنا لا وألف لا !
وكما يقال "حريتك تنتهي حين تبدأ حرية الآخرين" ومن حرية القراء حماية أفكارهم :)


إن الكتابة كغيرها من الفنون تعتمد على الخيال المطلق من الفنان -الكاتب- فإذا قيد الكاتب بقانون أو نظام معين ذهب عن القصة رونقها وجمالها وأصبحت كالتكليف المدرسي لا لون لها ولا طعم .
كلام صحيح .. هذا إن تقيد بقيد لا يرتضيه هو!
والحمد لله كلنا مسلمون ونرتضي أن يكون ديننا ميزاننا لأعمالنا ^^

لا أدري لم أشعر أن البعض سيرى إقحامي للدين مبالغا فيه :موسوس: << أتمنى أن يكون شعوري مخطئا
لأن من يرى أن الإسلام يتوقف عند حدود معينة لا يتدخل فيها .. مخطئ تماما ^_^


أما الآن وقد استوفينا ما أراه أنا الأمر اللازم الذي لا يصح عمل سواه ^^
دعونا نتوسع قليلا في رأينا ..

ونلقي الضوء على مشكلة أسميها هنا
"أزمة هوية"

صحيح أن ما سأتحدث عنه ليس من باب الإلزام في شيء :موسوس:
ولكن وجب طرح بعض التساؤلات :

- لماذا يا ترى ينفر بعض الكتاب من الكتابة بأسماء عربية ؟ -فرضا أننا نتحدث هنا عن "قصة خيالية نبتعد فيها عن معطيات الواقع"
- هل يا ترى ستفسد الأسماء العربية الخيال في القصة ؟ أم أنها مجرد عقدة نقص تطاردنا نحن العرب؟
- لماذا يا ترى يكتب معظم الكتاب الأجانب بأسماء من بيئتهم -حتى مع أنهم غير مجبورين ويتغنون دوما بالحرية- ؟ لماذا يا ترى يستقون دوما التفاصيل من بيئتهم مع أنهم يتحدثون عن بيئة خيالية؟
والقارئ لهاري بوتر وسيد الخاتم أو حتى سلسلة الشفق، يمكنه ملاحظة ذلك بوضوح :)
- هل هو الأصل العربي فقط من تجتمع فيه كل العيوب فينفر الكتاب منه؟
- لماذا اعتاد معظمنا الكسل وفضل السير على نهج رسمه مسبقا الكتاب الأجانب ولم يفكر في رسم نهج خاص بنا نحن كبشر لديهم خصائص ثقافية معينة ؟


سيأتي من يقول أن الكتابة عن بيئة عربية يجعل المجتمع يسلط علينا نظراته القاسية بينما الكتابة عن بيئة أجنبية تصنع لنا مخرجا :موسوس:

وأقول : هل قرأ أحد منكم رواية "ثمانون عاما بحثا عن مخرج" ؟ :نينجا: << الشكر طبعا للولي التي عرفتني على الرواية :أوو: والتي لم أكملها للأسف بسبب سوء النسخة الإلكترونية :جرح:
ولكن دعوني أقول أنها رواية رائعة:نينجا:!
كاتبها الفلسطيني المبدع صلاح حسن -والذي استشهد قبل إنهائها للأسف- حلق بخياله بعيدا بعيدا ونسج لنا رواية مذهلة بحق!
وهو مع ذلك ما نسي ولا تخلى عن قضيته فجاءت روايته "رمزية" تجسد الواقع والقضية الفلسطينية بأسلوب فني بعيد عن المباشرة!

فهل سمعنا يا ترى أي نقد أو تجريح للكاتب؟
رغم أن الرواية تتضمن قوى خارقة ومخلوقات غريبة عجيبة ؟!

يمكننا إذن أن نستنتج أن عامل النجاح ليس مرتبطا بتلبس قشور حضارة أو ثقافة أخرى
بل هو عائد للكاتب نفسه !

لا أنكر أن للمجتمع ضغوطا يمارسها على الكتاب جاعلا إياهم يفقدون رغبتهم في التعبير عنه أو الارتباط به
لكن حان الوقت لنكسر بعض القيود ونغير نظرة المتجمع للقصة العربية ، فالاستكانة للظروف ضعف
صحيح أننا غير مجبرون على التزام ثقافة معينة ، لكن دعونا نكن مبتكرين ، رائدين في مجال الرواية العربية
راسمين نحن منهجا جديدا ، لا منهجا مستهلكا!

وقد قلت عبارة يا أخ سوات واعتبرتها رأيا شخصيا وهي "فمن كتب كما شاء أبدع وارتقى , ومن كتب مقيدا بقيد نسيه التاريخ"
أما أنا فأرى -وهو رأي شخصي ^^ - " أن من كتب مبتكرا مجددا أبدع وارتقى ، ومن كتب مقلدا غيره نسيه التاريخ"

المعذرة على الإطالة :لعق:

في أمان الله ::سعادة::


حفظك الله و رعاك،،
لا فض فوك يا فتاتي لا فض فوك،،
لم تتركي شيئا إلا و تطرقت إليه بإيجاز و دقة مدهشة @@
لله درك يا فتاة رعاك الله من كل شر،،

...
هذا و أسجل إعجابي الشديد بطرحك المنظم و المرتب سوات،،
كالعادة مدهش ببساطة الطرح الضارب في الصميم،، ::جيد::
و أما عن رأيي فهو في الاقتباس كامل شامل لا أزيد و لا أنقص عليه حرفا،،
أكررها للمرة الألف،،
حفظك الله يا فتاتي،،

C.F SWAT
08-02-2011, 11:00
| انتظرت أن يفهم أحدهم , لكن خاب ظني ~
أعتقد أنه يجب علي الشرح أكثر ..
كان الله في عوني ! :نوم:


أرى الجميع قد رفع علي راية لا إله إلا الله ,
وكأني عدو للإسلام !

يبدو أن لا أحد قد فهم فحوى الموضوع ,
وإن لم يفهم أحد فتلك والله مصيبة , فكيف لمن يدافع باستماتة عن اللغة العربية أن لا يفهمها ؟
وإن فهم الموضوع أحدكم فالمصيبة أعظم !

أدرتم دفة الموضوع من كلمة الإلزام إلى كلمة الإسلام , فأظهرتم الموضوع وكاتبه كمن يحارب الإسلام والدين !
لكن , كما ذكرت في الإقتباس السابق بأن المتشددين يفرضون على الكاتب ويلزمونه بالكتابة فيما حددت كدين أو ثقافة أو لغة أو مجتمع ويحرمون عليه الخروج عنه , فهنا مطلق الإلزام يعني عدم إمكانية خروج الكاتب عن تلك الدائرة التي رسمها له المتشددون -أو المحافظون كما ذكرتهم لن نختلف على مصطلح- , وإذا خرج عن هذه الدائرة عدت نقاط نقد عليه .

أما من ناحية المنفتحين , فعدم الإلزام لا يعني عدم كتابة الكاتب في مواضيع تحتوي على الدين أو الثقافة أو اللغة أو المجتمع , فإذا حرم المنفتحين الكتابة في هذا المجال عد إلزاما ودخلوا في نطاق المتشددين , فهذا يعني بأنه لا بأس بأن يكتب الكاتب في هذه المواضيع على شرط أن لا يكون ملزما بذلك , فقد يكتب الكاتب رواية رومانسية تدور أحداثها في باريس , وبعد ذلك يكتب رواية عن معانات الفلسطينيين في الأرض المحتلة , لا بأس في ذلك إطلاقا !


أعزائي , إن فرض القيود على الكتاب وإلزامهم يجعل من الكتابات كالطابور العسكري , الكل يظهر بنفس المظهر ولا فرق بينه وبين الآخر , بينما الكتابة الحرة التي تتصف بالعفوية تمتاز بسحرها وجاذبيتها , فما أجمل الكتابة بكل أنواعها , دينية كانت أم ثقافية , رومانسية كانت أم درامية , مثيرة كانت أم غامضة !


هذا وانتظر تعقيباتكم ,
| والسلام ~

~ هناء ~
08-02-2011, 14:28
انتظرت أن يفهم أحدهم , لكن خاب ظني ~
كان الله في عوني ! :نوم:

وكان في عوننا أيضا :ضحكة:
فأنت أيضا لم تفهمنا يا سوات !


أرى الجميع قد رفع علي راية لا إله إلا الله ,
وكأني عدو للإسلام !
لم نفعل ذلك !!
أنت عرضت في موضوعك وجهتي نظر
وما فعلناه ،أننا قمنا بأخذ كل من وجهتي النظر على حدة
وأبرزنا ما نراه صحيحا في تفكير كلا المنهجين
وأبرزنا ما نراه خاطئا !

ألسنا هنا في هذا الموضوع لترجيح "الرأي الأصوب" بينهما؟



وإن لم يفهم أحد فتلك والله مصيبة , فكيف لمن يدافع باستماتة عن اللغة العربية أن لا يفهمها ؟
وإن فهم الموضوع أحدكم فالمصيبة أعظم !
>_>
لا أريد أن أقول لك : كيف قرأت ردودنا ؟
أمن اليمين لليسار أم من اليسار لليمين :d


أدرتم دفة الموضوع من كلمة الإلزام إلى كلمة الإسلام , فأظهرتم الموضوع وكاتبه كمن يحارب الإسلام والدين !
أستغفر الله ! متى فعلنا ذلك؟
أهو خطأ أن نرى بأن هناك خطاً أحمر يجب أن لا نتعداه ؟

حسنا لا بأس أخي العزيز ^_^

ما هو الإلزام ؟
أنت تحدثت في موضوعك عن إلزام مواضيع وأنماط!
ولكني -نظرا لطريقة تعبيرك عن الإلزام والتفتح، حيث أن قولك "قيد دين" لا يعني "موضوع ديني" فقيد الدين عام والموضوع الديني خاص-
وجدتني مجبرة في ردي الأول أن أتجاوز تعبيرك ذاك عن الإلزام إلى إلزام أوسع وأشمل
لا يتعلق بنمط معين أو موضوعات معينة
بل يتواجد في كل الأنواع والأنماط والمواضيع خيالية أو واقعية!
وهذا الإلزام الذي ذكرته هو الذي نعيب على من لا يأخذ به ^^
ويمكنك أن تقول أنه رأي وسط بين الرأيين الذين ذكرتهما :)

إن الإلزام هو الشعور بضرورة التقيد بقيد معين
سواء كان الشعور بهذه الضرورة ذاتيا -أي أن يشعر الانسان من تلقاء نفسه بضرورة تقييد كتابته-
أو أن يكون غير ذاتي كأن يمارس المجتمع ضغوطه على الكاتب !

ما أردت أنا أن أتكلم عنه
هو الإلزام الذاتي بقيد قِيم وأفكار لا بقيد مواضيع وأنماط !

مثلا ..
عندما نقول " المسلم ملزم بأن يؤمن بالقضاء والقدر"
فإننا نعني أنه ملزم كونه مسلما .. وأن أفكاره وتوجهاته في الحياة وكل ما يقوم به لا يمكن أن تمس هذا الاعتقاد
أو أن تخالفه ..
إن هذا الاعتقاد يقيد حياته كلها في وجهة معينة ،
فلا يقوم بتصرفات تعارض معتقده هذا ولا ينشر أفكارا تمسه
أي أن الكاتب الملتزم هو الذي يقيد نفسه بقيود من قناعته الخاصة،فينتهي إلى عدم الشعور بتلك القيود مادام مقتنعا بها !



المتشددين يفرضون على الكاتب ويلزمونه بالكتابة فيما حددت كدين أو ثقافة أو لغة أو مجتمع ويحرمون عليه الخروج عنه , يعني عدم إمكانية خروج الكاتب عن تلك الدائرة التي رسمها له المتشددون , وإذا خرج عن هذه الدائرة عدت نقاط نقد عليه .

أما من ناحية المنفتحين , فعدم الإلزام لا يعني عدم كتابة الكاتب في مواضيع تحتوي على الدين أو الثقافة أو اللغة أو المجتمع , , فهذا يعني بأنه لا بأس بأن يكتب الكاتب في هذه المواضيع , فقد يكتب الكاتب رواية رومانسية تدور أحداثها في باريس , وبعد ذلك يكتب رواية عن معانات الفلسطينيين في الأرض المحتلة , لا بأس في ذلك إطلاقا !


!!
الإلزام الذي تحدثنا عنه ليس إلزام نوع أو إلزام مواضيع كما فهمت أنت !!
ففي كل المواضيع التي يتناولها الكاتب وفي كل الأنماط من رأيي أن عليه أن يلتزم بقيد الدين !
وإن تعدى الكاتب حدود الدين سأعدها نقطة نقد عليه ^^

ولكنك يا أخي العزيز سوات لم تفهم ما قصدناه بـ"الالزام بحدود الدين"
وهذا ما خلق سوء الفهم الذي لا داعي له اصلا !

ذكرت لي كمثال هنا "رواية رومانسية تدور أحداثها في باريس"
وأقول لك : ما المانع؟ :مندهش:
المشكلة ليست في الفكرة ذاتها!
بل في كيفية عرضك لهذه الفكرة ، والزاوية التي تبرزها منها ! وهنا يبرز الإلزام!

أن تكتب عن رواية رومانسية في باريس وأن لا تتعدى فيها حدود الدين أمر لا يأخذه عليك أحد !
فالرومانسية كما تعلم ليست كل ما يتعلق بالحرام -كما صُور في أذهاننا-
بل ما أكثر صور الرومانسية أو لنقل الحب الفاضل -فالرومانسية مصطلح واسع-
وباريس في النهاية ليست سوى مكان !
لذلك فإن الكتابة عن قصة تدور أحداثها في باريس ليس تعديا لحدود الدين !

المشكلة يا سوات هي أن نكتب قصة رومانسية في باريس
وأن يبدو من خلال ما كتبناه ومن خلال أحداث القصة ونهايتها أننا نشجع -مثلا- ونؤيد نمط العلاقات العاطفية الغربية !
هنا تكمن المشكلة وهنا يبرز دور الالتزام !
ولا تقل لي أن الكاتب الأديب أصلا لن يتطرق لتفاصيل خادشة للحياء!
فالتطرق لهذه الأمور ليس إجباريا لتأييد فكرة العلاقات على النمط الغربي !
(والتأييد هنا مرهون فقط بأن تكتب قصة رومانسية كما يحدث عند الغرب مثلا وفي أفلامهم بحياد ولا تبين خطأها -حتى مع عدم ذكر ما يخدش الحياء - فالفكرة وحدها تكفي !)




أعزائي , إن فرض القيود على الكتاب وإلزامهم يجعل من الكتابات كالطابور العسكري , الكل يظهر بنفس المظهر ولا فرق بينه وبين الآخر , بينما الكتابة الحرة التي تتصف بالعفوية تمتاز بسحرها وجاذبيتها , فما أجمل الكتابة بكل أنواعها , دينية كانت أم ثقافية , رومانسية كانت أم درامية , مثيرة كانت أم غامضة !

من قال لك أن الكل سيظهر بنفس المظهر ؟ وأن الأمر سيبدو كطابور عسكري ؟
وأن الالتزام بقيود الدين يلغي كل أنماط وأنواع الكتابة كالرومانسية والدرامية والإثارة والغموض؟
ويجعلها دينية فقط !!
إن هذا يبيّن أنك لم تفهم ما معنى الالتزام بقيود الدين ! :غياب:

دعني أشرح لك معنى الالتزام بقيود الدين أو لنقل الالتزام بالرؤية التي رسمها الإسلام ^^
ولأفعل ذلك دعني أنقل لك اقتباسين من مقدمة كتاب "منهج الفن الإسلامي" لمحمد قطب

{الفن.. الإسلامي؟!
وهل للإسلام صلة بالفن؟!
بل إن كانت هناك علاقة فهي علاقة النفور والخصام ! فالأديان تبحث عن "الحقيقة" والفن يبحث عن "الجمال" . وفرق بين الحقيقة التي تتقيد بأنها حقيقة وبين الجمال الذي لا يتقيد بشيء لأنه هائم طليق يسبح في عالم الخيال...
ثم هناك الناحية "الخلقية" ..
فالأديان تحرص على الأخلاق ، والفن يكره القيود كلها بما فيها قيود الأخلاق
لا بد إذن من أن الفن الإسلامي مجموعة من الحكم والمواعظ والإرشادات ؟!
.
ذلك فهم ضيق للدين والفن على حد سواء !
إن الدين يلتقي في حقيقة النفس بالفن ، فكلاهما انطلاق من عالم الضرورة ، وكلاهما شوق مجنح لعالم الكمال ..
وكلاهما ثورة على آلية الحياة ..}

{ والفن الإسلامي ليس بالضرورة هو الفن الذي يتحدث عن الإسلام !
وهو على وجه اليقين ليس الوعظ المباشر والحث على اتباع الفضائل ..
وليس هو كذلك حقائق العقيدة المجردة ، مبلورة في صورة فلسفية.
فليس هذا أو ذاك فناً على الإطلاق !
إنما هو الفن الذي يرسم صورة الوجود من زاوية التصور الإسلامي لهذا الوجود.
هو التعبير الجميل عن الكون والحياة والإنسان ، من خلال تصور الإسلام للكون والحياة والإنسان !
هو الفن الذي يهيء اللقاء الكامل بين "الجمال" و "الحق" ، فالجمال حقيقة في هذا الكون ، والحق هو ذروة الجمال !
ومن هنا يلتقيان في القمة التي تلتقي عندها كل حقائق الوجود}

من هنا وكما قال الكاتب نستنتج أن حدود الدين وأن رؤيته وتطبيقها
لا علاقة لها بالكتابة التي تكون عن مواضيع محددة كالجهاد ، والفضائل وغيرها وغيرها..
بل هو إبحار في كافة المواضيع إبحار لا يحده سوى الوصول إلى اليابسة!
واليابسة هنا هي حدودنا الإسلامية .. هي إطار هذه الرؤية :)

وإن الكاتب لن يشعر بهذا القيد ^^ وسيبدع كيفما شاء
لأنه أولا مقنتع به ! لأنه هو نفسه يرى العالم وفق هذه الرؤية الإسلامية !
فهل بسبب وجود اليابسة على الكرة الأرضية سيشعر البحار أن المحيط ضيق؟ ^^

وقد شرحنا الرؤية الإسلامية سالفا :)
وليس فحواها أن يكون الإسلام مذكورا ، أو أن يكون المكان الذي تجري فيه فصول الرواية واقعيا.
فهذه الرؤية مجموعة قيم ومجموعة قناعات يرى الإنسان من خلالها الحياة..
ويعبر عن أفكاره سالكا طريقها ..
حتى وإن كانت القصة خيالية !
إذ أن القيم واحدة لا تتغير بتغير الزمان والمكان .. واختلاق بيئة جديدة لن يجعل الشر هو الخير والخير هو الشر مثلا !!!

ومجموع هذه القيم يمثل الحدود التي نلتزم بها

وهنا نعود إلى نقطتنا الأولى وهي الالتزام بقيود الدين ^^
ولنأخذ مثالا .. عن "عمر الخيام "
" لقد تصور الكون كتاباً مغلفاً لا ينفذ العلم البشري إلى سطر واحد من سطوره ،
وغيباً مجهولاً يقف الإنسان أمام بابه الموصد يدقه بلا جدوى .
وفي هذا التيه لا يعلم الإنسان من أين جاء ،
ولماذا جاء ؟ ولا يدري أين يذهب ولا يستشار في الذهاب !" -عن مقال للسيد قطب-

وهذا بالتأكيد تصور خاطئ!!
فهل يعبر الكاتب المسلم ويؤيد أفكارا كهذه -ولو بدت فلسفية وجميلة أحيانا- إن كتب قصة أو رواية مهما كان نوعها؟

إن هذا يعتبر تجاوزا لحدود الدين ، وهذا ما قصدته منذ البداية ^^
وكما قرأت في إحدى المدونات :
"الإسلام تصور معين للحياة ، تنبثق منه قيم خاصة لها، فمن الطبيعي إذاً أن يكون التعبير عن هذه القيم ، أو عن وقعها في نفس الفنان ، ذا لون خاص !"


و..
انتهى :d
فقد استهلكت قدرتي للشرح اليوم :غياب:

آمل أنك فهمتني يا أخي العزيز سوات^_^
وما قلته عن عدم فهمنا للموضوع إنما كان راجعا لطريقة تعبيرك !
فلو راجعت تفسيرك الثاني وراجعت تفسيرك الأول لكلا المنهجين للاحظت اختلافا كبيرا!
وكأن مفاد تعريفك الأول لفئة المنفتحين هي أنها لا تقيم وزنا للحدود التي يضعها الدين وتضعه جانبا بل ولا تكترث إن أساءت إليه أم لا!! مادمت وضعتها كصورة معاكسة للفئة المحافظة !!
ولو كنت وحدي من فهم الأمر بتلك الطريقة لعزوته لقلة فهمي وغبائي !
ولكننا جميعا وصلتنا نفس الفكرة حتى الأخت لوش :)

المهم
إنني كاتبة مثلك وأفهم جموح الكتابة وأفهم ذلك الضيق الذي يحس به الكاتب حين تقييده !
ولكن ليست كل القيود سواء!

وإن شئت الحقيقة
فإني لا أرى في التزام قيم الإسلام أي قيد ^^
إذ أنها السمو الذي ما بعده سمو ، والحقيقة التي ما بعدها حقيقة
والتي يمتلأ بها الكاتب الفنان فتفيض من قلمه حين يكتب
سواء كتب قصة واقعية أو خيالية ..

أو حتى قصة رومانسية في باريس :d

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته :رامبو:

killua_
08-02-2011, 21:35
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد محاولات عديدة لإيجاد الوقت الكافي للدخول والتمتع بما خطته أنامل هذا الصرح الغالي
ها قد أمسكت بالوقت بين يدي وأنا على علم مسبق بأنه سيطير بعيداً في وقتٍ قصير
فسأدخل الى الموضوع مباشرة قبل أن أطير معه :d

التشدد/ الانفتاح مصطلحان متضادان كما نعرفهم جميعاً في كل المجالات الحياتية أياً كانت ، ولقد عرضت موضوعك عزيزي على أساس هذا التباين الواضح بينهما ، وقد وضحت شاكراً لك تعريفاً وافياً لكليهما بسطور مبسطة ~
وأنا يا أخي الغالي لست أخالفك الرأي في وجهة نظرك بل أخالفك الرأي فيما طرحت ..
في المجال الأدبي بشكل عام لا أؤمن بوجود التقتح والتشدد ، فهذا كله يقع على الكاتب والقارئ فيما تهواه نفسه ..
فكما ذكرت عزيزي في مفهوم التشدد قد يلتزم بلغة معينة على سبيل المثال ، فالبطبع سيلتزم بلغة معينة في طرحه فاذن كيف سيكتب ؟!
فاللغة في كتاباته تبين هويته ككاتبه وهي اسلوبه أولاً وآخراً
فكما قيل : الكاتب الناجح هو من يتعرف عليه جمع من الناس من دون ذكر اسمه في غلاف روايته
ثانيا : عن الدين .
عزيزي بطريقة وبأخرى سواء كنا نكتب موضوعاً دينياً بحتاً أو قصة خيالية خرافية
فأننا سنلتزم بديننا الأسلامي في كل النواحي ، المعتقدات والمصطلحات وحتى العبارات
ولو كانت قصة خيالية أو رمزية ترانا إن لم نكتب عن الدين لم نتعدى عليه
أقل مثال أننا لن نعرض ما يخدش الحياء ويخالف تعاليم الدين

فالتشدد لا يعني هذا كله ، فنحن نلتزم حتى بإسلوب القصة ومحتوياتها حتى لا نخرج عن كيانها لتكون غير ذلك ..
نلتزم بالقواعد الإملائية والنحو والبلاغة وكل ما هو أساسي لتزهي من جمال القصة ..
فترانا نلتزم بكل هذا دون حتى أن نشعر
فما هذا والانفتاح عزيزي
فالبنهاية لا يوجد شيء يسمى التشدد كما لا يوجد شيء يسمى الانفتاح ..
بل هناك من يكتب لهدف وهذا أقدره له مجهوده ، فقد اتخذ من الكتابة مهنة سامية
وهناك من يكتب لدافع سد الفراغ أو الرغبة في التفريغ النفسي أو العاطفي أو الحسي أو أي شيء أي لا هدف معين في نفسه ، فهو هاوي فقط ولكن لديه رسالة تعرض هويته ككاتب ..
وهذا ما أعمل عليه في حياتي الكتابية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ~

The Lord of Dark
26-02-2011, 19:21
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مرحبا أخي ^^
زيارتي الرابعة للموضوع و صفحة الرد المتقدم، بإذن الله سأضع الرد هذه المرة :d

بالنظر لموقف المتشددين، لابد أن يكون هناك بعض الابتذال و التسيير بمنحنى مؤلفاتهم، باعتقادي هذا أمر غير مُشجع تماماً للقراء .
أما المنفتحين، فزيادة الخير مثل عدمه كما يُقال ^^
قد يبعد الرواة احياناً عن الواقعية كثيراً وهذا مالا يرضي كافة الأذوق

برأيي كقارئ تستهويني القصص التى لا تعني التشدد أو الجنوح المُطلق بالخيال، كذلك المبتعدة عن الابتذال
باقي تلك الأمور تعود حتماً لمعتقدات الكاتب نفسه و أفكاره .


يعطيك ألف عافية على الموضوع المثير للاهتمام =)

كيوهي
08-05-2011, 16:24
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكرا لك اخي الكريم على هالموضوع لأنه بالفعل محل نقاش حماسي بجد ولن اطيل كلامي وسأذكر المختصر المفيد :)

انا لست كاتبه ولا اعتقد اني ساكتب في يوم من الأيام :d

لكني قارئه للكتب ومتذوقه لها كثيرا فبالنسبه لرأيك حول الكاتب وكتاباته من تشدد وانفتاح

فمن المفترض اننا ناخذ من الجانبين فالوسطيه افضل في كل شي فالكاتب العربي والمسلم لايستطيع تجاهل دينه وعروبته بشكل كامل

يعني من المؤسف القرائه لبعض الكتاب المسلمين لرواياته التي تحتوي على عبارات خادشه بالفعل للحياء فليس هذا من اسلوبنا ابدا وللأسف الأسف الشديد موجوده

وهذا مادفعني لعدم القراءه لهم ابدا :نوم:

يجب ان تكون بحدود معينه وليست خانقه وهذا يعود الى شخصية الكاتب نفسه فانت تتعرف على هوية الكاتب وافكارئه وارائه من خلال كتاباته فهالشي يعكسه تماما

وعليه مراعاة ذلك جيدا

ومن الأفضل ان تكون لكل كاتب هدف من كتابته لأنك لما تقرأ تبغى في النهايه تحس انك طلعت من هالكتاب بشي مفيد في حياتك وماتحيس انك ضيعت وقتك على فشوش >>>>> وهنا قمة القهر


وان لم يوجد فلابأس فله حرية التعبير كما يريد ولكن يجب ان تكون هناك حدود معينه نقف عندها

بمعنى (( لا افراط ولا تفريط ))


وبرأي انه لابأس في الكتابه بلغات اخرى طبعا احنا لازم نحافظ على لغتنا العربيه لكن لابأس في ترجمتها بلغات مختلفه ليتعرف الأخرين علينا وعلى افكارنا اكيد


وشكرا لك واعتذ ان كنت اطلت عليك

في امان الله

همـ قمر ـسة
10-05-2011, 17:59
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أعتقد أنه إن لم يوظف الكاتب خياله لخدمة القصة
فهي لن تكون قصة من الأساس
لذا فأنا مع الانفتاح مئة بالمئة
فحتى لو كانت القصة عبارة عن خيال مفرط
فهي ستجد متابعيها
والأمر نفسه مع بقية أنواع القصص
ولو كان التنويع هو الأفضل

- المتشددين : هم الذين يقيدون الكاتب بقيد معين يحرم عليه الخروج عليه , كالتمسك بلغة معينة في الكتابة , أو ثقافة معينة , أو دين معين , أو مجتمع معين .

لغة معينة : أنا مع هذه النقطة بالنسبة للخلط دون داع
كأن يكتب : " وذهب أحمد إلى السوبر ماركت " << داخله عررررض
لكن الخلط يكون لذيذ أحيانا
كما هو الحال مع رواية eat pray love
فقد خلطت " اليزابيث جيلبرت " بين الانجليزية والايطالية في بعض المواضع
ثقافة معينة ومجتمع معين : قد يكون من الصعب الخلط بين الثقافات
" رواية ودليل سياحي "
هذا النوع من الروايات هو المفضل لدي
فبقراءته تكون قد ضربت عصفورين بحجر
دين معين : أما هذه النقطة فهي مفروغ منها
يجب على كل كاتب مسلم التمسك بدينه
لكن لا أرى مانعا من إيراد بعض المعلومات عن الأديان الأخرى - في سياق القصة -


- المنفتحين : هم الذين لا يفرضون على الكاتب أي قيد يذكر , فالكاتب يسير قصته كيفما يشاء من غير أن يجب عليه الإلتزام بأي معيار محدد .



سوى التمسك بالدين
<< وكما قيل سابقا فالدين ليس قيد
فلا يجب أن تندرج القصة تحت أي شروط


أشكرك أخي
دمت بأمان الله

Lola Girl
12-05-2011, 17:22
الانقتاح ، كلمة بت أسمعها كثيرآ منذ أن بدأت بالكتآبة

فهناك من يكتب في نوع قصته ، الجريئة ..

و كذلك هناك من يقوول بأنه يحافظ عن نفسه بقرآءته القصص الاسلآمية فقط

رغم أنني لآ أفكر بتقييد نفسي في العآلم العربي فقط بل أنا أحب الانفتاح

أحيآنا أظن بأنهم سيمنعووننا من الكتآبة لقولهم أن القصص حرآم

رغم أن هناك من يصف مشآهد مخلة بشكل سيئ يجعلني أغلق الصفحة دوون رغبة مني بقرآءة المزيد

و لقد رأيت الكثير من القص هكذا في هذا المنتدى و غيره من المنتديآت

كمآ أن الكتابة بلغة واحدة قد يكوون جيدا بالنسبة للذي يجيد لغة وآحدة

فقد جربت الكتابة بالفرنسية كآنت القصة رآئعة ، كذلك بالانجليزية لكنني لم أنشرهم قط

فأنا أرى بأن العديد من العرب لآ يجيدون سوى العربية للأسف :نوم:

كمآ أن التقيد بالدين أو اللغة قد يكوون جيدا بالنسبة لصآحبها ، و لكنني أراه مجرد تقييد

لذآ أنا مع الانقتاح و أفضله


و شكرآ لك ا

KUDO
15-06-2011, 12:55
شُكراً على الموضوع

winx blo0om
16-07-2011, 20:22
عبارة بسيط تجيب عن كل اسئلة :
خير امور اوسطها
لا تشديد و لا انفتاح الزائدين عن حديهما

rachid dada
24-08-2012, 18:15
حرر من قبل المراقب
يمنع إضافة مشاركات لا تخدم مسار الموضوع