treecrazy
13-01-2011, 12:58
???.: \\ لَوحة لكنها ليست ككل لوحة\\قصة مختلفــة.: ???
قصة قصيرة ^ ^ •
كتبت هذه القصة منذ أشهر طويلة ويبدو أنه لم يحن وقت نزولها إلا الآن :ضحكة:
~
وقفت أمام المرآة أسرح شعري كعادتي أرتب ربطة عنقي التي مازالت تُساعدني أمي في ربطها قبل عدة أشهر ، أنا الآن في العقد الثاني من عمري في الخامسة والعشرين ،مهنتي هي حراسة المتاحف ،المعارض، والبنوك أو الأماكن المهمة كتلك التي تحتاج دوماً للحراسة ،استلمت عملي منذ أشهر قليلة، ولكن مازلت إلى الآن لم أعتد عملي ،ربما لأنني كنت أطمح أن أصبح جراحاً لكن والدي يكره تلك المهنة بشدة لسببٍ أجهله ولا يهمني أن أعرف ماهو ،المهم أنني عملت أي عملٍ آخر فقط للقضاء على وقتي الملل كالعادة..
-ألبيرتو هيا أسرع ألم تنتهي من تسجيل صوتك..
انطلق ذلك الصوت الأنثوي من امرأةٍ شقراء ذات ملامح طفولية ومرحة ،وهي تخفي ابتسامتها التي ارتسمت على شفتيها الكرزيتين.
قال ألبيرت متذمراً بعد أن رش من عطره الرجولي على ملابسه:
حسناً أنا قادم.
تابع حديثه بصوتٍ خافت ومتذمرٍ:
تبــاً يبدو أن الجميع أصبح يعرف لمَ أتأخر.
أطفأ آلة التسجيل وخرج من المنزل برفقتها ..
مرت بضع دقائق وهم مازالوا في سيارة الأجرة التي لا يعلم ألبيرت إلى أين تتوجه فخطيبته لوسي لم تخبره عن الهدف من مجيئهما، فلقد قالت له بالأمس بأنها تود الذهاب معه اليوم، فطلب إجازة من رئيسه وكأنه ينتظر فرصةً للهروب من وظيفته.
قطع ذلك الصوت ابتسامة لوسي التي قالت بمرح:
أين تظن أننا سنذهب ألبيرت.
كان ألبيرت يقرأ كتابه الذي كان بيده باندماج قائلاً بلا مبالاة:
لا أعلم .
غضبت لوسي من رده البارد كالعادة قائلةً بخبث:
أظن أننا لن نأكل الطعام اليوم.
أبعد ألبيرت عينيه عن ذلك الكتاب لينظر إليها قائلاً باندهاش:
لماذا ؟
أنتِ تعلمين بأنني لم أتناول طعام الفطور بسببكِ اليوم،فلقد طلبتي مني الإسراع وهذا مافعلته،
عليكِ مكافأتي إذن.
كان كطفلٍ ينتظر المكافأة من والدته ،فابتسمت لوسي بظفر طالبةً من السائق التوقف.
رفع ألبيرت رأسه عند سماعه ذلك رغبةً في إشباع فضوله ،ليرى المعرض أمامه ،أجل إنه المكان الذي يعمل به، وكيف له أن ينساه بسهولة ،لكنه لم يتوقع أن يرى اليوم محل عمله على الأقل ،مما جعله ينظر بمللٍ إلى خطيبته متحدثاً:
لم تقولي أنكِ ستأخذينني إلى العمل،كنت سأفعل ذلك لوحدي إن أردت.
فتحت باب السيارة وكأنها لم تستمع لما قاله ، حينها خرجت وأشارت إليه كي ينزل معها ،وهذا مافعله بالفعل بعد أن أعطى السائق أجرته كي يَهم بالانصراف.
أمسكت لوسي يده بدفء وحنان قائلةً بحماس:
أعلم جيداً أنك تمر بظروفٍ صعبة في عملك الذي لم تعتده مما جعل مزاجك يسوء في الآونة الأخيرة ،وهذا ماجعلني آتي بك إلى هنا في الحقيقة.
قال ألبيرت ببرود وهو يضع يده الأخرى في معطفه:
وماالفائدة ..كان علينا أن نذهب لمكان نتسلى به على الأقل.
أجابت لوسي بلطف وهي تضع رأسها على يده :
كنت تذهب إلى هناك بدافع العمل أما الآن فأنت سائحٌ ليس إلا.
لم يشعر بأهمية تلك الفكرة ولكنه احتفظ بذلك الرأي لنفسه ،كي لا يزعجها برأيه الذي سيحمل القسوة في كلامه .
بدأ كلاهما كأي شخص أتى للتنزه فقط ،أما ألبيرت فيُوزع نظراته في المكان لعله يراه بصورةٍ مختلفة كما تُريد ،لكن كان ذلك الشعور يأبى مُفارقته وتركه لحاله.
اقترب أكثر من تلك اللوحة التي وُضعت على الجدار ،مالفت نظره هي تلك الدموع التي رُسمت على وجه الطفل الذي كان يبتسم في الصورة.
قام بضغط زر آلة التسجيل لتعود هوايته المجنونة من جديد ، وقال وهو يتحدث إلى نفسه بصوتٍ منخفض:
ها هي خطيبتي تُرغمني على المجئ إلى محل عملي لأراه بصورة مختلفة،
لم أشعر بذلك أبداً ،ولكن ما لفت نظري هذه الصورة المُعلقة أمامي،تلك الدموع مع تلك الابتسامة البربئة كيف لهما أن يجتمعا،أهذا مايسمى بدموع الفرح؟ أم هو التناقض ياترى؟؟
لا أنكر جمال ذلك الطفل الذي يستحق على وسامته أن يُرسم،لكن لا يمكنني أن أمنع نفسي عن التساؤل .
حينها قام بوضع نظارته على عينيه ليدقق النظر أكثر مكملاً حديثه:
لقد رُسم ظل صغير خلف تلك الصورة ،إنه لرجلٌ على الأرجح، ولكن هل رسم الرسام ذلك متعمداً،أم لملئ ورقته.
ما إن سمع صوت لوسي تنادي عليه حتى توقف عن الكلام :
حسناً أنا قادم..
كانت لوسي أكثر اهتماماً منه فلقد كانت تنتقل بين كل لوحةٍ وأخرى بسرورٍ ورضى ،حتى يكاد ألبيرت لا يستطيع اللحاق بها ليقول بغضب:
تبــاً ،يبدو أنها نسيت السبب الحقيقي من أجل مجيئنا إلى هنا .
عاد أدراجه إلى تلك اللوحة التي جذبته بقوةٍ إليها دون أن يعلم سر تعلقه بها،اقترب منها أكثر ليدقق النظر مرةً أخرى ،وهو يعدل نظارته من جديد ثم تأكد من وضع آلة التسجيل .
-ها هي اللوحة تُناديني ، يال الغرابة لم أرها من قبل هنا ،أو ربما لم أهتم بها مطلقاً.
هذا ماقاله باهتمام وفضول بدا واضحاً في ملامحه،ليرى تلك الكلمات التي كتبت عليها بالإنجليزية بخطٍ صغير يكاد لا يُقرأ بسهولة
"ها أنت تعود إلى هنا هذه المرة".
~
قصة قصيرة ^ ^ •
كتبت هذه القصة منذ أشهر طويلة ويبدو أنه لم يحن وقت نزولها إلا الآن :ضحكة:
~
وقفت أمام المرآة أسرح شعري كعادتي أرتب ربطة عنقي التي مازالت تُساعدني أمي في ربطها قبل عدة أشهر ، أنا الآن في العقد الثاني من عمري في الخامسة والعشرين ،مهنتي هي حراسة المتاحف ،المعارض، والبنوك أو الأماكن المهمة كتلك التي تحتاج دوماً للحراسة ،استلمت عملي منذ أشهر قليلة، ولكن مازلت إلى الآن لم أعتد عملي ،ربما لأنني كنت أطمح أن أصبح جراحاً لكن والدي يكره تلك المهنة بشدة لسببٍ أجهله ولا يهمني أن أعرف ماهو ،المهم أنني عملت أي عملٍ آخر فقط للقضاء على وقتي الملل كالعادة..
-ألبيرتو هيا أسرع ألم تنتهي من تسجيل صوتك..
انطلق ذلك الصوت الأنثوي من امرأةٍ شقراء ذات ملامح طفولية ومرحة ،وهي تخفي ابتسامتها التي ارتسمت على شفتيها الكرزيتين.
قال ألبيرت متذمراً بعد أن رش من عطره الرجولي على ملابسه:
حسناً أنا قادم.
تابع حديثه بصوتٍ خافت ومتذمرٍ:
تبــاً يبدو أن الجميع أصبح يعرف لمَ أتأخر.
أطفأ آلة التسجيل وخرج من المنزل برفقتها ..
مرت بضع دقائق وهم مازالوا في سيارة الأجرة التي لا يعلم ألبيرت إلى أين تتوجه فخطيبته لوسي لم تخبره عن الهدف من مجيئهما، فلقد قالت له بالأمس بأنها تود الذهاب معه اليوم، فطلب إجازة من رئيسه وكأنه ينتظر فرصةً للهروب من وظيفته.
قطع ذلك الصوت ابتسامة لوسي التي قالت بمرح:
أين تظن أننا سنذهب ألبيرت.
كان ألبيرت يقرأ كتابه الذي كان بيده باندماج قائلاً بلا مبالاة:
لا أعلم .
غضبت لوسي من رده البارد كالعادة قائلةً بخبث:
أظن أننا لن نأكل الطعام اليوم.
أبعد ألبيرت عينيه عن ذلك الكتاب لينظر إليها قائلاً باندهاش:
لماذا ؟
أنتِ تعلمين بأنني لم أتناول طعام الفطور بسببكِ اليوم،فلقد طلبتي مني الإسراع وهذا مافعلته،
عليكِ مكافأتي إذن.
كان كطفلٍ ينتظر المكافأة من والدته ،فابتسمت لوسي بظفر طالبةً من السائق التوقف.
رفع ألبيرت رأسه عند سماعه ذلك رغبةً في إشباع فضوله ،ليرى المعرض أمامه ،أجل إنه المكان الذي يعمل به، وكيف له أن ينساه بسهولة ،لكنه لم يتوقع أن يرى اليوم محل عمله على الأقل ،مما جعله ينظر بمللٍ إلى خطيبته متحدثاً:
لم تقولي أنكِ ستأخذينني إلى العمل،كنت سأفعل ذلك لوحدي إن أردت.
فتحت باب السيارة وكأنها لم تستمع لما قاله ، حينها خرجت وأشارت إليه كي ينزل معها ،وهذا مافعله بالفعل بعد أن أعطى السائق أجرته كي يَهم بالانصراف.
أمسكت لوسي يده بدفء وحنان قائلةً بحماس:
أعلم جيداً أنك تمر بظروفٍ صعبة في عملك الذي لم تعتده مما جعل مزاجك يسوء في الآونة الأخيرة ،وهذا ماجعلني آتي بك إلى هنا في الحقيقة.
قال ألبيرت ببرود وهو يضع يده الأخرى في معطفه:
وماالفائدة ..كان علينا أن نذهب لمكان نتسلى به على الأقل.
أجابت لوسي بلطف وهي تضع رأسها على يده :
كنت تذهب إلى هناك بدافع العمل أما الآن فأنت سائحٌ ليس إلا.
لم يشعر بأهمية تلك الفكرة ولكنه احتفظ بذلك الرأي لنفسه ،كي لا يزعجها برأيه الذي سيحمل القسوة في كلامه .
بدأ كلاهما كأي شخص أتى للتنزه فقط ،أما ألبيرت فيُوزع نظراته في المكان لعله يراه بصورةٍ مختلفة كما تُريد ،لكن كان ذلك الشعور يأبى مُفارقته وتركه لحاله.
اقترب أكثر من تلك اللوحة التي وُضعت على الجدار ،مالفت نظره هي تلك الدموع التي رُسمت على وجه الطفل الذي كان يبتسم في الصورة.
قام بضغط زر آلة التسجيل لتعود هوايته المجنونة من جديد ، وقال وهو يتحدث إلى نفسه بصوتٍ منخفض:
ها هي خطيبتي تُرغمني على المجئ إلى محل عملي لأراه بصورة مختلفة،
لم أشعر بذلك أبداً ،ولكن ما لفت نظري هذه الصورة المُعلقة أمامي،تلك الدموع مع تلك الابتسامة البربئة كيف لهما أن يجتمعا،أهذا مايسمى بدموع الفرح؟ أم هو التناقض ياترى؟؟
لا أنكر جمال ذلك الطفل الذي يستحق على وسامته أن يُرسم،لكن لا يمكنني أن أمنع نفسي عن التساؤل .
حينها قام بوضع نظارته على عينيه ليدقق النظر أكثر مكملاً حديثه:
لقد رُسم ظل صغير خلف تلك الصورة ،إنه لرجلٌ على الأرجح، ولكن هل رسم الرسام ذلك متعمداً،أم لملئ ورقته.
ما إن سمع صوت لوسي تنادي عليه حتى توقف عن الكلام :
حسناً أنا قادم..
كانت لوسي أكثر اهتماماً منه فلقد كانت تنتقل بين كل لوحةٍ وأخرى بسرورٍ ورضى ،حتى يكاد ألبيرت لا يستطيع اللحاق بها ليقول بغضب:
تبــاً ،يبدو أنها نسيت السبب الحقيقي من أجل مجيئنا إلى هنا .
عاد أدراجه إلى تلك اللوحة التي جذبته بقوةٍ إليها دون أن يعلم سر تعلقه بها،اقترب منها أكثر ليدقق النظر مرةً أخرى ،وهو يعدل نظارته من جديد ثم تأكد من وضع آلة التسجيل .
-ها هي اللوحة تُناديني ، يال الغرابة لم أرها من قبل هنا ،أو ربما لم أهتم بها مطلقاً.
هذا ماقاله باهتمام وفضول بدا واضحاً في ملامحه،ليرى تلك الكلمات التي كتبت عليها بالإنجليزية بخطٍ صغير يكاد لا يُقرأ بسهولة
"ها أنت تعود إلى هنا هذه المرة".
~