PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : الأمل في مدينة الألم



Intrax
31-12-2010, 20:00
إن ما أتحدثُ عنه هنا ليس من نسجِ الخيال
إنما هو واقع مفروضٌ علينا بصفتنا بشر
واقعٌ مرير سيسطره التاريخ
مع ذلك .. فهو شيءٌ ليس بجديدٍ علينا
وما هو إلا .. بؤسٌ مقيت

بالنسبة لي
كانت مجرد بسمةٍ
من أولئك المغفلون الذين يحاولون استغلالي
لأولئك الذين يقومون بتدنيسِ تفكيري
في لحظة كنتُ بها
غارقً في أعماقِ اليأس
بحاجةِ شخصٍ لينتشل الحزن مني
ولكن .. هيهات ...
وهنا .. كانت قد بدأت مأساتي ..
سئمتُ من هذا
فثمة ذئبٌ متربصٌ ينتظر ألتهامي
كم كنتُ أكره نظراتُهم إلي
لأنهم في العادة أشخاصٌ لا يموتون
ينظرون إلينا كأطفالٍ ويبتسمون
نظرةُ .. شفقة ، سخرية .. لا أعلم
كل ما كنتُ أعلمهُ أنني أنا من رسم هذهِ النظرة على وجوههم
نظرتهم .. هي ما جعلني أُعاني
ففي النهاية .. طموحي أعماني
أعماني من النظر في حاضري
بدايةً من هذه الخطوة
كانت اللحظة الأولى من لحظات كآبتي

الواقع .. عواقب أفعالي .. القدر
لا أعرفُ على من سألقي اللوم
أصبحتُ شخصاً أعمى
لا أقدرُ إلا على رؤيةِ ما أريد
أتألم باسترجاعِ الماضي
بترجمةِ المشاعر إلى كلمات

سماءٌ سوداء .. مظلمة
تملئُها الكراهية ، الثأر
عدةُ أشياءٍ تشغل بالي
أسعى للانتقام
أبذلُ ما بوسعي لتحقيقه
لم أعد أعرف ما ينبغي عليّ فعله
أنْ أحتقر نفسي ؟ أكرهها !
أشفقُ عليها ؟ ، ولكن ...
شفقتي عليها ستكونُ عبارةً عن نِفاق
لإرضاء غروريَ اللامتناهي
بشكلٍ أنانيٍ بشعْ
لا أدري هل هو حالُ الجميع هكذا ؟!!
هل أستحقُ هذهِ الحياة ؟؟
أم يستحيلُ علي أن أخرج ..
من سجني البائس ...

وبعد هذا
لم يبقى سوى كتاباتي لتسخر مني
وقبر دافئ يترقب عودتي
ولكن لا بأس بهذا
فقد أوشكتُ على الوصول
إلى العالَمِ المتغير
أو الذي قد يتغيرُ بوصولي
فللمرة الأولى اعتقدتُ أنني لن أصل
يوماً عن يوم ، يزيدُ إعجابي بنفسي
ولكنني بتُ أخشى من شيءٍ واحد
أخشى من نفسي
آهاتُ آلامي العظيمةَ أوشكت على قتلي
مشاعري هذه ...
أردتُ إيصالها للعالم أجمع
علهم يوقفونَ ارتكاب ذنوبهم
يقرونَ بجرمهم
لعلهم يبدءونَ بالتكفير عن ذنوبهم
فمؤخراً .. حقيقةُ الأمر
أصبحتُ أشعرُ أن جزءاً مني يرغبُ بالانشقاقِ عني
وصولاً للأنا المثالية ..
كل ما كنتُ أرغبُ بهِ هو القليلُ من السعادة
كنتُ أسير بشكلٍ عشوائيٍ تحت المطر
علها ترطبُ طيات قلبي
باحثاً عن خلاصي
فقد كنتُ في النهاية بذرةً فاشلة
يخجلُ منها الجميع ويتجنبها المارة
سأتجاهلُ ما يوجدُ في قلبيَ الآن
لأنني سأنعزلُ عنِ العالمِ أجمع
لا يلزمني سوى قفصٌ فارغٍ لأكملَ حياتي به
في قاع محيطٍ متجمدٍ
فللسعادةِ ثمن ، ولم أملكهُ يوماً ما
لو كانت السعادةُ شخص ، كنتُ سأكتفي فقط بالمرورِ من جانبها
فهذا الكم .. يكفيني من السعادة
لأنني شخصٌ لم يعرف العيش سوى في أحضانِ اليأس
فشل في معرفة الهدف الحقيقي وراء الابتسامة
لم يبقى هنالك معنىً لأسمي
أسمٌ بلا فخر
مجردٌ من المبادئ
بالطبع سيحتوي على الفشل
وكثيراً ما كنت أتساءل عن ذلك في نفسي

كل ما كنتُ أعلمهُ أن النهاية قريبة
ولأنني لم أكن مختلفاً عنهم بشيء
فقد كانت دائماً ، بالنسبة لي
أنا الرجل الوضيع
كانت الابتسامة المثالية
دائماً وأبداً
التي .. لم أستحقها
التي لن أحظ بها
أبــداً

ss4 vegeta
01-01-2011, 23:10
يسلمو عاشت ايدك وقلمك

Intrax
02-01-2011, 18:08
شكرا على ردك

ريال مدريد9
03-01-2011, 11:38
كلمات جميلة ومعبرة انا استغرب نه لا يوجد مشاركات في هذالموضوع
مع انه كلمات حزينة جددة الالم في قلبي (لصديق المزيف كالعملة المزيفة لا تكشف إلا عند التعامل)
اقبل مروري المتواضع لانه حقآ جميلة

الزهرة المضيئة
04-01-2011, 17:27
السلام عليكم ..

هنا .. كلماتٌ تشربت بألمٍ مقتضب الملامح ..

فاجتاحت الروح لتضفي عليها حزنَ الحرف ..

حروفٌ لامستُ فيها وجد الأيام وقسوة الحاضر ..

في محاولةٍ لاستعادة بقايا ما كان في أعماق الذات ..

أعجبني هذا النثر .. رغمَ ما يعتريه من شجن ..

فلنجعل الأمل نبراساً يقودنا في متاهات الحياة ..

وحتى لو غبنا عن حقيقتنا سنعوديوماً إليها وسنجدها في حلةٍ بيضاء بلون الطهر الأبيض ..

هنا.. قلمٌ سطر حروفاً بنبضه الخاص فغدى ذلكَ النبض جمالاً كامناً في سحر الكلمة .. وأكثر ..

دمت بروعة حرفك ..

Intrax
05-01-2011, 00:43
شكرا لكم على ردودكم الجميلة


شكرا مرة أخرى

Intrax
05-01-2011, 00:45
تتمة لما سبق ......



إذا كنتم تتساءلون عن سبب كتابتي لهذه الصفحات ، فليكن في ذاكرتكم أن كل ما كتبته صحيح وواقعي ويعبر عن نفسه ، لا تستغربوا لوجود أشخاص كهؤلاء ، لا تسألوا من كانوا هؤلاء ، لأنهم عظماء سطرهم الماضي بخطوطٍ عريضة ولكن لا يمكننا إنكار ما تم إنجازهُ من قِبلهم بكل بساطة ، لأجل ضخامة أعمالهم .. نُقشت تماثيل بأشكالهم ، أشخاصٌ حقيقيون ، موجودين حولنا .. دائماً .. في المدينة نفسها ، في الحي نفسه ، وحتى في نفس المنزل ، وفي .. نفس الغرفة .حسناً ، بالطبع .. كاتب هذه الصفحات شخصٌ وهمي ، والصفحات نفسها وهمية .. لا تستغرب ، لأنها بطبيعة الحال موجودةٌ وليست موجودة في نفس الوقت ، لأنك إذا ألقيت نظرة على واقع المجتمع الحالي ، لرأيته يتصف بالسذاجة إذا أمكنني القول من هذا ، ولأنك سترى جيلاً كاملاً من هذا النوع .. ترعرع على البؤس والحقد والكراهية .ولأنه كان مضطراً إلى مواجهة هذا العالم الأعرج ، يتصنع المرح والسعادة أمام الآخرين ، الصلابة واللامبالاة ، يُحصن نفسه بجدارٍ منيع يجتمع داخله البؤساء ، إنه البائس اللامرئي ... فالحصن الذي يظهره أمام الآخرين حصنٌ منيع مزروع بالأسلاك الشائكة ، مغروس بالمدافع الجاهزة للإطلاق ، فهو يتظاهر بالقوة والتعالي واحتقار الآخرين فهو هنا قويٌ متين .. أو قويٌ مسكين بشكلٍ زائف يبذلُ جهداً كبيراً في الدفاع عن هذا الحصن لأنه متى ما انفصلت قطعةٌ من قطعِ هذا الجدار لينفجر باكياً متألماً من أعماقه كشخصٍ مجنون .





يقول التالي :



نعم .. أنا شخصٌ مريض ، أنا إنسانٌ حقود . نفسي بكل ما تحتوي من صفات فهي مجبولةٌ من الحقد نفسه ، لا تستغرب ولا تسأل عن السبب ـ لأنني أنا نفسي لا أعرفُ السبب ـ كل ما في الأمر أنني أعتقد أن قلبي مريض ملوث ، مسمم ، وحتى ممسوس .. لا أعرف ما هي علتي ولا أريد أن أعرف . لا تعتقد بهذا أنني شخصٌ جاهل أو متخلف .. على العكس تماماً ، أنا شخصٌ مميز .. مثقفٌ بدرجةٍ كافية بالنسبة لمن هم في طليعتي ، إلا أن علتي الوحيدة هي روحي الحقودة على كل شيء .أستطيع أن أتكلم معك لساعات تطول وتطول أحدثك عن العلة الموجودة في هذا العالم الذي نعيشه ، إلا أنني لا أستطيع أن أحدثك عن علتي ، لا لكتمان الأمر .. بل وبكل صراحة لأنني لا أعرف ما هي علتي .

لا أعلم كم مر عليّ وأنا على هذه الحال ، لقد كنت شخصاً لطيفاً ، إنسانً محترماً بكل معنىً للكلمة ، محبٌ للخير إلاأنني أردت تحسين العالم وقررت البدء بنفسي .. ولكنني فشلت فوراً وفي الحال .لا تعتقد أنني شخصٌ متشائم وفاشل ، لن أحاول إقناعك ... كان عالمي يخلو من الايجابية في كل شيءٍ .أتعرف .. غالباً ما كنت أظهر غير ما أبطن ، ودائماً ما كنت أستغل نقاط ضعفي لأقلبها لصالحي في أي وقت أريده .ولكن أنى لك أن تعرفني من أول لقاء .. أنى لك أن تعرف مشكلتي .. أو على الأقل معاناتي ...في أشد لحظاتي حزناً ومرضاً .. أكون وحدي ، لا تقل لي أنك ستكون بجانبي ، أكره هذه العبارات الزائفة وليكن في علمك أنني عندما أكونُ بجانبك أشعر بالوحدة أكثر من أن أكون وحدي ...



أعتقد أنني مرضت مرضاً عظيماً بسبب اليأس الملتصق بي . ولكنني استمررت في الكذب على نفسي لن أقول أن دافعي كان لأجلكم .. حسناً لن أكذب ، كان لي وحدي ، لإرضاء غروري ، تدور الأيام وتعود ، لأجد نفسي وفي أعماقي قررت أن أصبح شخصاً صالحاً من جديد ، ومن جديد تتكرر المواقف المزعجة نفسها .. ولكن بوجوه وأقنعة جديدة ، حينها أُقلعُ عن هذهِ الفكرة . أسهر ليالٍ طويلة ، أعاني من حقدي ، من خجلي .. أشعر بالمرض فعلاً . حسناً ، لحظة لقائي بك للمرة الأولى ، على الأغلب أنك قمت بالسخرية مني في داخلك .. ولو أنني أحسست بهذا .. ولكنني ومن أعماقي رغبت في أن أستمر في هذا ، لا أكترث إن كنت لا تصدقني بل ولن .. ها أنا ذا أشعر بالمرض مرة أخرى .بالطبع .. حالياً لا ولن أهتم إن كنت رجلاً محترماً ، حشرة ، نذلاً ، ولا حتى بطلاً خارقاً .. أكتفي بالعيش في هذه الظلمة ، أستمر بمواساة نفسي بشكلٍ بائس ، ما الذي تتوقع مني فعلهُ في هذا العالم المجنون .في عالمنا هذا وهو ما يحصلٌ فعلاً ـ إذا نظرت بشكلٍ جيد ـ الشخص الذكي والمتعلم لا ولن يمكنه أن يكون ذو شأن ... والشخص الأحمق والسخيف هو صاحب كل الشأن وهنا أتذكر المثل القائل : لا تسخر ممن هو أدنى منك مرتبة ، لأنه يوماً ما قد يصبح مديرك ...نعم .. في هذا العالم .. وهذا المجتمع عليك أن تكون نكرة .. لا شيء ، ويفضل أن تكون غير مرئي لا شخصية لك بالمقابل أنا شخصٌ مرح .. ، أحب من هم حولي وأحترم الكبير وأعطف على الصغير كما علمونا مذ كنا صغاراً . أعتذر .. لقد كنت أكذب عندما قلت لك أنا شخصٌ مرح .. إذا صح القول : لقد كنت .. كنت شخصً مرحاً ، النفس الإنسانية مجبولة على الكذب .. لا يسعني سوى قول هذا مبرراً . أستطيع القول هنا أيضاً ولا أعرف من أين سمعت هذا القول أن الوحيدين المهتمون بتغيير العالم هم المتشائمون .. لأن المتفائلون سعداء بما يملكون وبما يكفيهم .لا تحرج مني إذا كنت تريد مقاطعة حديثي لأنه ممل ، ولا تنزعج أبداً ..ولكن لا تعتقد أن هدفي تسليتكَ هنا ، ولكن هل تتوقع مني أن أكون الشخص النبيل والمحترم .. عذراً يا بايمور لأنني سأقتبسُ كلامك الجميل في نقاش مثيرٍ للسخرية حينما قلت أن الشخص يبلغُ مرتبة الكمال عندما يضحك ساخراً على نفسه ... هل تعتقد أنه كان يمزح ، لا على العكس ربما قد أكون وصلت إلى مرحلة الكمال .. هل تعتقد ذلك ؟ حسناً .. لماذا ؟ .. من هو الذي تفاخر بأمراضهِ ويختال بها ؟؟ أنا .. هو ذلك الشخص .ولكنني أريد أن أخبرك لماذا أصبحت على هذا الحال ، ولكن قد لا ينتهي الحديث لأنه سيحتاج إلى عقدين من الزمن لأسرد لك قصتي بتفاصيلها الكبيرة . في موطني ، مسموح للشعب التكلم بحرية عن الرذيلة على أن يتحدث عن بؤس الشعب . لا تقلق ، لأنني سأريح ذهنك في النهاية .. ولكن أعرف أن حديثي لم يعد يجذب اهتمامك وتفكيرك . أعلم أنك تقول أنني شخصٌ ثرثار ولكنني غير مهتم بك ، لا أريد أن أتكلم أكثر من هذا . فقد ولدتُ من البداية دمية ميتة ، أعتقد أنك ستغضب مني لأنني أقول لك هذا ، وقد تبدأ بالصراخ والغضب وتقول لي ، أرجوك .. من فضلك ، أغرب عن وجهي ، فلتتحدث عن بؤسك وحياتك المؤلمة في مكب نفاياتك . إنك تخطئ في فهم تصرفاتك السخيفة ، أو ماذا سأدعوها .. جبانة . عذراً لا أريد أطالة الحديث أكثر من هذا ، لأني لن أركع باكياً ولن أحمر خجلاً من نفسي الحقيرة . ولكنني في النهاية سأقول للعالم أجمع لماذا أعتبرُ نفسي شخصاً ذكياً !! لأنني ولسببٍ بسيط ظللت كامل فترة حياتي المملة غير قادر على أن أبدأ أو أن أنهي شيئاً قررته مسبقاً ، ولأنني أمضيت عمري كله أرسم خطة لحياتي وسيأتي الموت قبل أن أبدأ بها وقبل أن أتمكن أيضاً من احترام نفسي .