Criativo
19-11-2010, 22:31
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله سبحانه وتعالى "يُؤْتِي الحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ" << البقرة : 269 >>
ذكرت الحكمة في مواضع كثيرة في القراّن الكريم فذهب المفسرون لتفسيرها في كل موضع
حسب السياق الذي وردت فيه فتارة تفسر بالسنة وتارة بالموعظة وتارة بالقراّن ، أما في هذا
الموضع فقد ذهب بعض العلماء بتفسيرها أن الحكمة يقصد بها المعرفة بدين الله ، والفقه ، والورع
وقيل أيضاً أن الحكمة هي وضع الشيء في مكانه الصحيح
والمواقف الملائمة هي التي تظهر حكمة الحكماء ، إلا أن منظرو الناس يختلف بإختلاف مبادئهم ومعارفهم التي دائماً تتحكم في بلورة منظورهم للأشياء
حسناً هذا ليس تعريفاً نهائياً للحكمة فربما نختلف في تعريفها لكن نستطيع تحليلها إلى العناصر المكونة لها.. الذكاء ، والعلم ، والإرادة
الذكاء وهو هبة من عند الله عز وجل ، والعلم أو المعرفة الواسعة ، والإرادة القوية
فالذكاء وحدة لا يقود للحكمة ، دون المعرفة فهو لن يحقق فائدة كبيرة
والعلم وحده لا يكفي فالعلم من دون الذكاء سيقود لنتائج متأخرة
أما الإرادة القوية فهي التي تجعل من المستحيل ممكناً ، رغم ان الإرادة القوية لا تمنح القدرة لكنها تمنح الرغبة في الوصول لشيء ما
العلم يفكك المعرفة من أجل استيعابها ، لكن الحكمة تقوم بترتيب المعرفة مع الخبرة لبناء المفهومات العامة في سبيل الوصول لرؤية شاملة عن الأشياء
المعرفة ومهما كانت واسعة فهي مختلفة تماماً عن الحكمة ، فالعالم يمكننا من صنع السلاح والدواء لكن الحكمة تستطيع أن تجعلنا نعرف متى نحارب ومتى نستخدم الدواء
إن الحكمة نور داخلي يشكل مفهومات كثيرة متباينة ويدمجها في نظام أشمل فيجعلها تبدو متناسقة
لكن الحكيم ليس كذلك فهو نموذك خاص وطراز فريد يصعب تقنين العطاء الذي يقدمة
فالحكمة نمو دائم ، فالمزج بين الذكاء والمعرفة والخبرة والإرادة تجعل مفهوم يكبر ، واّخر يضمر ، ونقاط تزداد تركيز ، وأخرى تقل.. وهذا يجعل الحكيم في حالة من التألق الدائم والذي قد يظهر بشكل ومتعارض إلا أنه ليس كذلك فهذا يعود للمرونة الفكرية التي يتمتع بها
ومن أهم تجليات الحكمة هي رؤية الأمور على نحوها الصحيح حيث يرى الأمر الكبير كبيراً والأمر الصغير صغيراً ، ومن أسوأ ما دمر الحضارات أمور ظنها الناس تافهة وهي أكبر من ذلك والعكس يحدث
ترتفع درجة المرارة داخلنا قدر فقدنا للحكمة ، هذه المرارة النابعة من جهلنا بحقيقة الأشياء والأحداث.. لكن الحكيم تنبع مرارته من غفلة الناس لحقيقة الأمور وإندفاعهم إلى النهاية المحتومة دون حساب
إن الألم الذي نشعر به عند ظهور بعض النتائج تكون مكافئة للسعادة التي كنا نشعر بها يوم كانت عقولنا "مستريحة" ومشاعرنا غارقة في عالم الأوهام
ما ذكرته هو شيء صغير من فضائل الحكمة ومحاسنها
"يُؤْتِي الحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ" << البقرة : 269 >>
مصدر صيد الفوائد (http://www.saaid.net/Doat/bakkar/019.htm)
يقول الله سبحانه وتعالى "يُؤْتِي الحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ" << البقرة : 269 >>
ذكرت الحكمة في مواضع كثيرة في القراّن الكريم فذهب المفسرون لتفسيرها في كل موضع
حسب السياق الذي وردت فيه فتارة تفسر بالسنة وتارة بالموعظة وتارة بالقراّن ، أما في هذا
الموضع فقد ذهب بعض العلماء بتفسيرها أن الحكمة يقصد بها المعرفة بدين الله ، والفقه ، والورع
وقيل أيضاً أن الحكمة هي وضع الشيء في مكانه الصحيح
والمواقف الملائمة هي التي تظهر حكمة الحكماء ، إلا أن منظرو الناس يختلف بإختلاف مبادئهم ومعارفهم التي دائماً تتحكم في بلورة منظورهم للأشياء
حسناً هذا ليس تعريفاً نهائياً للحكمة فربما نختلف في تعريفها لكن نستطيع تحليلها إلى العناصر المكونة لها.. الذكاء ، والعلم ، والإرادة
الذكاء وهو هبة من عند الله عز وجل ، والعلم أو المعرفة الواسعة ، والإرادة القوية
فالذكاء وحدة لا يقود للحكمة ، دون المعرفة فهو لن يحقق فائدة كبيرة
والعلم وحده لا يكفي فالعلم من دون الذكاء سيقود لنتائج متأخرة
أما الإرادة القوية فهي التي تجعل من المستحيل ممكناً ، رغم ان الإرادة القوية لا تمنح القدرة لكنها تمنح الرغبة في الوصول لشيء ما
العلم يفكك المعرفة من أجل استيعابها ، لكن الحكمة تقوم بترتيب المعرفة مع الخبرة لبناء المفهومات العامة في سبيل الوصول لرؤية شاملة عن الأشياء
المعرفة ومهما كانت واسعة فهي مختلفة تماماً عن الحكمة ، فالعالم يمكننا من صنع السلاح والدواء لكن الحكمة تستطيع أن تجعلنا نعرف متى نحارب ومتى نستخدم الدواء
إن الحكمة نور داخلي يشكل مفهومات كثيرة متباينة ويدمجها في نظام أشمل فيجعلها تبدو متناسقة
لكن الحكيم ليس كذلك فهو نموذك خاص وطراز فريد يصعب تقنين العطاء الذي يقدمة
فالحكمة نمو دائم ، فالمزج بين الذكاء والمعرفة والخبرة والإرادة تجعل مفهوم يكبر ، واّخر يضمر ، ونقاط تزداد تركيز ، وأخرى تقل.. وهذا يجعل الحكيم في حالة من التألق الدائم والذي قد يظهر بشكل ومتعارض إلا أنه ليس كذلك فهذا يعود للمرونة الفكرية التي يتمتع بها
ومن أهم تجليات الحكمة هي رؤية الأمور على نحوها الصحيح حيث يرى الأمر الكبير كبيراً والأمر الصغير صغيراً ، ومن أسوأ ما دمر الحضارات أمور ظنها الناس تافهة وهي أكبر من ذلك والعكس يحدث
ترتفع درجة المرارة داخلنا قدر فقدنا للحكمة ، هذه المرارة النابعة من جهلنا بحقيقة الأشياء والأحداث.. لكن الحكيم تنبع مرارته من غفلة الناس لحقيقة الأمور وإندفاعهم إلى النهاية المحتومة دون حساب
إن الألم الذي نشعر به عند ظهور بعض النتائج تكون مكافئة للسعادة التي كنا نشعر بها يوم كانت عقولنا "مستريحة" ومشاعرنا غارقة في عالم الأوهام
ما ذكرته هو شيء صغير من فضائل الحكمة ومحاسنها
"يُؤْتِي الحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ" << البقرة : 269 >>
مصدر صيد الفوائد (http://www.saaid.net/Doat/bakkar/019.htm)