T U L E E N
18-11-2010, 18:16
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالكم جميعا ... إن شاء الله تكونون بخير حال
كل عام وانتم بخير بمناسبة عيد الأضحى المبارك ^__^
احب ان أتحدث عن روائي متميز لمست موهبته الرائعة في واحدة من أشهر رواياته , بحثت عن معلومات عنه وعن ماضيه ... فلم أجد شيئاً ّ!!!
لذلك قلت انه ربما معظم الناس لا يعرفونه , ولهذا انا اكتب هذه السطور من اجله
جاڤرييل ترويپولسكي
من مواليد 1904 . في بداية حياته العملية مارس التعليم في المدارس الريفية , ثم ما لبث ان اكمل دراسته وصار مهندساً زراعياً . وكان لحياته التعليمية في الريف اثرها البالغ في مدّه بثروة غزيرة من الصور الريفية وحياة الريفيين , واطلاعه على ابرز معالم الريف وبقع الجمال الاخاذ فيه . كما انه قد افاد ايضا من حياته في المدينة وتصدى لوصف المجمعات السكنية الجديدة والعلاقات الاجتماعية . و كان يبين في رواياته عن روح هجائية بناءة لبعض الشخصيات . وهو ما يلمسه القارئ عند قراءة سطوره .
وتدليلاً على اهمية هذا الروائي ( السوفيتي ) المبدع ومكانته البارزة بين مئات الروائيين السوفييت , ما يلي:
في مؤتمر اتحاد كتاب السوفييت المنعقد في موسكو في حزيران 1976 , القى السكرتير الاول للاتحاد السيد جورجي ماركوڤ كلمة شاملة عن الادب السوفييتي وتطوره , وذكر عدداً قليلاً جداً من الاعمال التي نالت ترحيبا عظيما عند القراء السوفيتيين و غيرهم . ومن بين تلك الاعمال . ولا يفوتني ان اذكر ان تسلسل هذا الروائي الخلاق كان الرابع في مجموعة الروائيين المعاصرين المبدعين , كذلك لا يفوتني ان اذكر ان سكرتير الاتحاد قد قرن كل اسم بأشهر رواية له . وقد كانت اشهر رواية لجاڤرييل هي (( كلب الصيد الابيض ذو الاذن السوداء )) , وهي الرواية التي حققت نجاحاً منقطع النظير لدى القراء السوفييت - لأنها تحاكي واقعهم بعض الشيء – كما انها حصلت على جائزة الدولة . وقد ظهرت على غلاف مجلة ( الادب لسوفيتي ) حيث قال معلق الغلاف: تمزج اعمال ترويپولسكي بين العناصر الغنائية والهجائية عادة .
اما جاڤرييل ترويپولسكي نفسه فقد قال " الحياة ذاتها مزيج من الفضيلة والرذيلة , والبؤس والسعادة , والضحك والحزن , والحقيقة والزيف . انها تارة تتعايش جنباً الى جنب , وتارة اخرى تتقارب من بعضها بعضاً حتى يكون من العسير التفريق بينها ".
انه كاتب بارع ذا اسلوب سلس يلمس الافئدة , ويجعلك متشوقاً لاكمال السطور عدواً , واكراماً له سأذكر مقطعاً هو الاخير في روايته العظيمة (( كلب الصيد الابيض ذو الاذن السوداء ))
كان ربيعاً ... وتساقطت قطرات من السماء الى الارض ...
وعمّ هدوء شامل لم يبق معه مكان لأي شر ...
ورغم ذلك ... في مكان ما من الغابة دوّت اطلاقة .
تلتها ثانية ... وثالثة ... ثلاث اطلاقات .
من ؟ لماذا ؟ لأجل من ؟
لعل شخصاً لا قلب له قد جرح نقار خشب ...
ثم قضى عليه باطلاقتين اخريين .
لعل صياداً دفن كلبا عمره ثلاث سنوات فقط .
لا . لا .
لا وجود للهدوء التام حتى في هذا المكان ... في هذا المعبد الازرق بأعندته من اشجار البلوط النابضة بالحياة .
هذا ما خطر لايڤان ايڤانتش وهو واقف ورأسه الابيض الشعر عار وعيناه محدقتان الى اعلى في كبد السماء .
كان واقفاً وقفة من يصلي ...
من يصلي للربيع ...
وكانت الغابة في سكون .
ارجو ان موضوعي المتواضع قد نال رضاكم
تحياتي للجميع
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1316596&stc=1&d=1291307744
كيف حالكم جميعا ... إن شاء الله تكونون بخير حال
كل عام وانتم بخير بمناسبة عيد الأضحى المبارك ^__^
احب ان أتحدث عن روائي متميز لمست موهبته الرائعة في واحدة من أشهر رواياته , بحثت عن معلومات عنه وعن ماضيه ... فلم أجد شيئاً ّ!!!
لذلك قلت انه ربما معظم الناس لا يعرفونه , ولهذا انا اكتب هذه السطور من اجله
جاڤرييل ترويپولسكي
من مواليد 1904 . في بداية حياته العملية مارس التعليم في المدارس الريفية , ثم ما لبث ان اكمل دراسته وصار مهندساً زراعياً . وكان لحياته التعليمية في الريف اثرها البالغ في مدّه بثروة غزيرة من الصور الريفية وحياة الريفيين , واطلاعه على ابرز معالم الريف وبقع الجمال الاخاذ فيه . كما انه قد افاد ايضا من حياته في المدينة وتصدى لوصف المجمعات السكنية الجديدة والعلاقات الاجتماعية . و كان يبين في رواياته عن روح هجائية بناءة لبعض الشخصيات . وهو ما يلمسه القارئ عند قراءة سطوره .
وتدليلاً على اهمية هذا الروائي ( السوفيتي ) المبدع ومكانته البارزة بين مئات الروائيين السوفييت , ما يلي:
في مؤتمر اتحاد كتاب السوفييت المنعقد في موسكو في حزيران 1976 , القى السكرتير الاول للاتحاد السيد جورجي ماركوڤ كلمة شاملة عن الادب السوفييتي وتطوره , وذكر عدداً قليلاً جداً من الاعمال التي نالت ترحيبا عظيما عند القراء السوفيتيين و غيرهم . ومن بين تلك الاعمال . ولا يفوتني ان اذكر ان تسلسل هذا الروائي الخلاق كان الرابع في مجموعة الروائيين المعاصرين المبدعين , كذلك لا يفوتني ان اذكر ان سكرتير الاتحاد قد قرن كل اسم بأشهر رواية له . وقد كانت اشهر رواية لجاڤرييل هي (( كلب الصيد الابيض ذو الاذن السوداء )) , وهي الرواية التي حققت نجاحاً منقطع النظير لدى القراء السوفييت - لأنها تحاكي واقعهم بعض الشيء – كما انها حصلت على جائزة الدولة . وقد ظهرت على غلاف مجلة ( الادب لسوفيتي ) حيث قال معلق الغلاف: تمزج اعمال ترويپولسكي بين العناصر الغنائية والهجائية عادة .
اما جاڤرييل ترويپولسكي نفسه فقد قال " الحياة ذاتها مزيج من الفضيلة والرذيلة , والبؤس والسعادة , والضحك والحزن , والحقيقة والزيف . انها تارة تتعايش جنباً الى جنب , وتارة اخرى تتقارب من بعضها بعضاً حتى يكون من العسير التفريق بينها ".
انه كاتب بارع ذا اسلوب سلس يلمس الافئدة , ويجعلك متشوقاً لاكمال السطور عدواً , واكراماً له سأذكر مقطعاً هو الاخير في روايته العظيمة (( كلب الصيد الابيض ذو الاذن السوداء ))
كان ربيعاً ... وتساقطت قطرات من السماء الى الارض ...
وعمّ هدوء شامل لم يبق معه مكان لأي شر ...
ورغم ذلك ... في مكان ما من الغابة دوّت اطلاقة .
تلتها ثانية ... وثالثة ... ثلاث اطلاقات .
من ؟ لماذا ؟ لأجل من ؟
لعل شخصاً لا قلب له قد جرح نقار خشب ...
ثم قضى عليه باطلاقتين اخريين .
لعل صياداً دفن كلبا عمره ثلاث سنوات فقط .
لا . لا .
لا وجود للهدوء التام حتى في هذا المكان ... في هذا المعبد الازرق بأعندته من اشجار البلوط النابضة بالحياة .
هذا ما خطر لايڤان ايڤانتش وهو واقف ورأسه الابيض الشعر عار وعيناه محدقتان الى اعلى في كبد السماء .
كان واقفاً وقفة من يصلي ...
من يصلي للربيع ...
وكانت الغابة في سكون .
ارجو ان موضوعي المتواضع قد نال رضاكم
تحياتي للجميع
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1316596&stc=1&d=1291307744