محمد الهـاشمي
12-11-2010, 08:15
في هذا الحوار سنحاول أن نتعرف على المشاعر و الانفعالات التي تضطرم في قلب زوجة بدء من بداية المشكلة إلى أن تفاقمت و تعاظمت .. حتى لجأت في النهاية إلى خيانة
زوجها إلى ما كانت تعانيه و تشعر به أثناء الخيانة ثم مشاعر الإحباط و ألأسى و الندم عندما انتهى الأمر - بالطبع - نهاية سيئة . و ذلك من خلال حوار يواكب الأحداث .
محمد الهاشمي : كيف أنت ؟
(...) : أنا في قمة سعادتي .. فغداً سيصحبنا زوجي إلى قضاء ثلاثة أسابيع في الكويت .
محمد الهاشمي : هل تحبين حياة الشواطىء ؟
(...) : أوه ... لقد مر عام كامل و لم ألمس مياه البحر .. أنا في قمة السعادة .
محمد الهاشمي : هل يوافقك زوجك على كل طلباتك ؟
(...) : كل زوجة تحلم بأن تجد زوجاً كاملاً و لكن هذا مستحيل في الغالب
محمد الهاشمي : و ما الذي تعانيه من زوجك ؟
(...) : هو في الحقيقة ليس عيباً كبيراً .. و لكني أخشى أن يكبر في المستقبل .
محمد الهاشمي : و ما هو ؟
(...) : إن عمله أصبح يتطلب غيابه عن البيت بشكل ملحوظ .
محمد الهاشمي : يسافر ؟
(...) : نعم .. و أخشى أن تطول فترات السفر فيما بعد ..
محمد الهاشمي : و لكن هل هو إنسان عطوف .. بمعنى هل تشعرين معه بالحب الحقيقي .
(...) : نعم ... أنا أيضاً أحبه ، كلانا في حالة ارتباط جيدة و كفى أن لدينا طفلة جميلة زادت من حياتنا سعادة .
محمد الهاشمي : ما الذي تخشينه من سفر زوجك في عمله بالتحديد ؟
(...) : لا شيء ... و لكن البيت في حاجة دائمة إليه .. و عندما يسافر أشعر بالوحدة .
محمد الهاشمي : رغم وجود طفلتك معك ؟
(...) : أنا و هي في أمس الحاجة إليه ... و في الحقيقة أنا لا أستطيع الابتعاد عنه بهذا الشكل .
محمد الهاشمي : أرجو ألا يطول سفره .. و أن تقضوا إجازة سعيدة في الكويت
(( في الكويت )) :
نزلت العائلة في أحد الشاليهات الأنيقة على شاطىء الكويت .. و ها هم يجلسون على الشاطىء تحت المظلة و يبدو أن سعادتهما غامرة .
محمد الهاشمي : ها ... كيف حال الشاطىء ؟
(...) : في منتهى الجمال .
محمد الهاشمي : أين ذهب زوجك ؟
(...) : آه .. لديه عدة مكالمات تليفونية بشأن العمل .. سيجريها ثم يعود لنا .
محمد الهاشمي : ألم يرفض زوجك ارتدائك لهذه الملابس الضيقة ؟
(...) : هاهاها ... لا أعتقد ... إنه يحب أن يراني هكذا .
محمد الهاشمي : و الناس ؟!
(...) : و ما لنا و ما لهم .. نحن أحرار ... و أنت تدري أن كل النساء هنا يرتدين المثل .
(...) : أرى شاباً يكاد يأكل جسدي بعينيه هناك ..
محمد الهاشمي : ألا تخافين منه ؟
(...) : و لماذا ؟ .. و زوجي معنا .. كيف أخاف ؟
محمد الهاشمي : خوف من نوع آخر .
(...) : لا أفهم ما تقول .
(( بعد العودة من الكويت )) :
محمد الهاشمي : أراك قد عوضت كل ما فاتك بعد الإجازة السعيدة .
(...) : حقاً .. كان المصيف رائعاً .
محمد الهاشمي : ألم تحدث أشياء مزعجة ؟
(...) : بالعكس .. لقد عشت أياماً لطيفة .. أتذكر ؟ ... أتذكر ذلك الشاب الذي كان ينهشني بعينيه على الشاطىء ؟
محمد الهاشمي : أذكره بالطبع .
(...) : لقد تعرف بزوجي و أصبحا صديقين و كأنهما يعرفان بعضهما منذ الصغر . خاصة أن مجال عملهما واحد .
محمد الهاشمي : أهو متزوج ؟
(...) : لا ..
محمد الهاشمي : ألم يأتي إليك إحساس بانه تعرف بزوجك من أجلك ؟
(...) : من اجلي أنا ؟ لا أعتقد ... ثم إنه بدا لطيفاً للغاية و لم أر منه ما يسوء .
محمد الهاشمي : و أين هو الآن من حياتكما ؟
(...) : صديق .. مجرد صديق .. على فكرة .. هناك حفل كبير الليلة بمناسبة صفقة عقدها زوجي في عمله .
محمد الهاشمي : هل ستذهبين مع زوجك ؟
(...) : بالتأكيد .. هذه الحفلات لا تفوتني أبداً .
محمد الهاشمي : هل سيذهب ع إلى الحفلة ؟
(...) : من هو ع ؟
محمد الهاشمي : الشاب .. الشاب الذي كان على الشاطىء .
(...) : أعتقد ذلك .
محمد الهاشمي : ألهذا أنت الآن في قمة جمالك ؟
(...) : أوه .. هذه الحفلات تتطلب مني أن أكون جميلة .. إلى أبعد الحدود .
محمد الهاشمي : و لكن هذا الفستان فيما يبدو .. قصير للغاية .. كيف يرضي زوجك بذلك ؟
(...) : هاهاها...يبدو أنك لم تذهب إلى حفلات من قبل ... زوجي لم يعترض مرة واحدة على ملابسي .. أو مكياجي .. و كلما رآني أجمل حرص على اصطحابي .
محمد الهاشمي : و لماذا يفعل ذلك في اعتقادك ؟
(...) : إن زوجي رجل عصري .. كما أنني قلت لك من قبل أنه يفرح عندما يتباهى بجمالي بين الناس ... إنه يقول للجميع " زوجتي أفضل زوجة في الدنيا " .
محمد الهاشمي : ألا يغار زوجك عليك ؟
(...) : يغار ؟ ... إنه يثق فيّ ثقة عمياء ... ماذا بك هل أنت متخلف رجعي ؟
(( في ظهيرة اليوم التالي )) :
محمد الهاشمي : كيف كانت الحفلة بالأمس؟
(...) : أكثر من رائعة .
(...) : أول مرة تحدث .. كانت بالأمس .
محمد الهاشمي : لماذا فعلتيها إذن ؟
(...) : إنه ع .
محمد الهاشمي : ع !!!
(...) : نعم صديق زوجي .. لولاه لأصبحت الحفلة مملة جداً .
محمد الهاشمي : و كيف ذلك ؟
(...) : زوجي و رفاقه كانوا يتحدثون دائماً عن العمل ... ثم عقدوا جلسة طويلة و وجدت نفسي وحدي .. فرآني ع و أراد أن يؤنس وحدتي .. إنه شاب رائع . لا ادري كيف جعل الوقت الممل ممتعاً .
محمد الهاشمي : في أي شيء تحدثتما ؟
(...) : لا أذكر بالتحديد .. و لكنه كان رقيقاً للغاية .. و اقول لك الحق و ليكن سراً بيننا .. هذا الشاب يملك قدرة ساحرة على التأثير فيّ .. كنت أعتقد أن زوجي هو أكثر الرجال رقة .. و لكن ع يفوقه بمراحل .
محمد الهاشمي : و كيف ذلك ؟
(...) : كلامه الرقيق العذب .. إنه يصفني كأنه ينحت تمثالاً من المرمر .. لقد قال لي أشياء لم أسمعها من أحد من قبله .
محمد الهاشمي : و هل صدقتيه ؟
(...) : و لماذا أكذبه ؟
محمد الهاشمي : يمكن أن يكون غاوياً فاسداً .
(...) : ذهنك ذهب إلى بعيد .. أنا أحب زوجي و أحترم ثقته فيّ و لن أخذله ما حييت .
محمد الهاشمي : أنت تقتربين من النار ... ثم لا تريدين أن تحرقك .
(...) : هراء ... أنت تثير اشمئزازي .
محمد الهاشمي :سامحك الله ... هل سيسافر زوجك قريباً ؟
(( و بعد 10 أيام )) :
محمد الهاشمي : لماذا ستذهبين له ؟
(...) : فشلت
محمد الهاشمي : إنك لم تحاولي
(...) : بل حاولت .. صدقني حاولت بأقصى ما يمكنني من قوة .. و لكن زوجي لم يفهمني .
محمد الهاشمي : إنه يثق بك ثقة عمياء .
(...) : ليته ما كان .. ليته ما كان .
محمد الهاشمي : هلا .. عدت إلى بيتك و أغلقتيه عليك .. و بقيت لطفلتك و زوجك .
(...) : لا أقدر ... إني أحببت ع ... أحببته " تبكي " .
محمد الهاشمي : هل تعتقدين أنه يحبك بالمثل ؟
(...) : إنه يعبدني ..
محمد الهاشمي : لابد أنه رآك على الشاطىء و فتن بك و بجسدك الجميل .
(...) : هذا ما قاله لي بالتحديد .
محمد الهاشمي : هل حدث بينكما ما يشين ؟
(...) : أشياء بسيطة ... لكني لن أقدر على مقاومته بعد الآن .
محمد الهاشمي : لهذا أنت ذاهبة إليه في شقته .
(...) : زوجي لم يأت منذ شهرين .
محمد الهاشمي : هذا ليس مبرراً كافياً .
(...) : الحب أقوى مبرر .
محمد الهاشمي : و إلى أي شيء سينتهي هذا الأمر ؟ .. كيف تخططين ؟
(...) : أنا لا أخطط .. و لا أعرف إلى أين أنا ذاهبة .. هناك شيء يدفعني للأمام .
محمد الهاشمي : بل قولي للخلف .. ألم تفكري في ربك و عقابه على ما ستقترفين ؟
(...) : كفى .. لا تزد من عذابي .. هل تعتقد أن الأمور تأتي بهذه السهولة ؟
لا .. أنا أحترق .. هل يسهل على امرأة أن تخون زوجها ... أن تنخلع منه هكذا ... بكل بساطة ؟ .. إن أعصابي تحترق .. و عقلي يعجز عن التفكير ... في قلبي رجلين أحدهما زوجي الذي أحبه
و يحبني . و الآخر عشيقي الذي يعطيني ما لم أجده في زوجي و ما لا أقدر على الاستغناء عنه .. إني أجد نفسي معه .
محمد الهاشمي : أما زلت مصرة على الذهاب له ؟
(...) : سأذهب و ليكن ما يكون .
(( بعد عدة أيام )) :
محمد الهاشمي : لماذا طلبت منه الطلاق ؟
(...) : هذا شيء طبيعي .. إن ع وعدني بأن نتزوج فور طلاقي من زوجي .
محمد الهاشمي : و الطفلة .. ألم تفكري بها ؟
(...) : لا أريدها هي الأخرى ... جدتها تحبها و تعتني بها .. لا أريد أي شيء يذكرني به .
محمد الهاشمي : ألهذه الدرجة ؟ ... إن زوجك لم يفعل شيئاً يستحق كل هذا منك .
(...) : لقد فعل .. هو الذي دفعني لكل ما أنا فيه .. إنه لم يقدر أنني امرأة لم أشعر يوماً بأنه يخاف عليّ أو يغار كما يغار الرجال على زوجاتهم كان يسير معي في الشارع و أنا أرتدي العبايات المخصرة و لم ينهاني
يوماً عن ذلك كان يدرك أني أعمل في مكان مختلط فلم تتحرك مشاعره و يغضب .. لقد أسلمني بيده إلى عشيقي .. أنا أكرهه .. أمقته .
محمد الهاشمي : و هل وافق على الطلاق ؟
(...) : لقد كاد أن يعصف به الذهول .. لم يصدق أذنيه .. حاول أن يقترب مني . و حاول أن يمسك بي .. أحسست أنني لا أطيق رائحته و لا أنفاسه ... إنه ليس رجلاً .
محمد الهاشمي : و هل وافق على الطلاق ؟
(...) : لم يكن ليوافق إلا عندما اعترفت له بما بيني و بين ع .
محمد الهاشمي : اعترفت له ؟!
(...) : نعم .. قلت له كل شيء .. و رأيت الندم في عينيه .. و كأنه فجأة اكتشف مغبة إهماله لي .. فرماني بالطلاق .
محمد الهاشمي : هل أنت حرة الآن ؟
(...) : نعم ... سأذهب إلى ع اليوم .. سنعيش فترة خطوبة جميلة حتى تنقضى العدة .
(( بعد أسبوعين )) :
محمد الهاشمي : لماذا تبكين ؟
(...) : أنا ؟ ... هل تسألني عن بكائي .. أنا سأنتحر .. سأقتل نفسي .. لقد ضعت .. ضعت تماماً .
محمد الهاشمي : توقعت أنك ستكونين في منتهى السعادة بسبب زواجك من ع .
(...) : لا تذكر لي اسمه .. أنه كلب جبان .
محمد الهاشمي : ما الذي جرى ؟!
(...) : بعد انتهاء العدة .. اختفى .. اختفى .
محمد الهاشمي : أين اختفى ؟
(...) : سافر للخارج .. و أرسل لي خطاباً بعد أيام .. يذكر أنه لن يتزوج من امرأة خانت زوجها .. و أخبرني رغم ذلك أنه يحبني و لكني لا أصح زوجة له .. و أنه يمكن أن نعيش سوياً بلا زواج و طلب مني أن أفكر ... و أن ألبى طلبات قلبي .. و لكن لا . أحاول الزواج منه أو من غيره . و يقول أنني لن أنجح في أن أكون زوجة .
محمد الهاشمي : لا حول و لا قوة إلا بالله .. و ماذا ستفعلين الآن ؟
(...) : أكاد أن أموت ... لقد فقدت كل شيء
محمد الهاشمي : ألم تفكري في طفلتك ؟ ألا يمكن أن تصلى ما بينك و بين زوجك .
(...) : آه ... " تصرخ بندم " ليتني كنت الآن في بيتي ... أغلقه على نفسي و أحتضن طفلتي و أنتظر عودة زوجي ... آه .. آه ... آه
***
نستخلص من الحوار السابق :
1- أن الخيانة دائماً تحوم حول البيوت السعيدة .
2- أن الثقة في الزوجة شيء جميل و لكن ان تكون عمياء فهذا خطأ بالغ .
3- لا يكفي الجماع و المال و الطعام لضمان راحة الزوجة و لكن هناك الحب و الاهتمام .
4- لا تعرى ظهرك للنحل ثم تصرخ و تقول " النحل يلسعني " .
5- من عقاب الزوج لزوجته أن يهجرها في المضاجع .. إنه ألم و عقاب .. فلماذا تحتمل الزوجة ذلك بدون ذنب اقترفته .
6- الزوجة التي خانت زوجها مرة لا تصلح أن تكون زوجة لأي إنسان .
زوجها إلى ما كانت تعانيه و تشعر به أثناء الخيانة ثم مشاعر الإحباط و ألأسى و الندم عندما انتهى الأمر - بالطبع - نهاية سيئة . و ذلك من خلال حوار يواكب الأحداث .
محمد الهاشمي : كيف أنت ؟
(...) : أنا في قمة سعادتي .. فغداً سيصحبنا زوجي إلى قضاء ثلاثة أسابيع في الكويت .
محمد الهاشمي : هل تحبين حياة الشواطىء ؟
(...) : أوه ... لقد مر عام كامل و لم ألمس مياه البحر .. أنا في قمة السعادة .
محمد الهاشمي : هل يوافقك زوجك على كل طلباتك ؟
(...) : كل زوجة تحلم بأن تجد زوجاً كاملاً و لكن هذا مستحيل في الغالب
محمد الهاشمي : و ما الذي تعانيه من زوجك ؟
(...) : هو في الحقيقة ليس عيباً كبيراً .. و لكني أخشى أن يكبر في المستقبل .
محمد الهاشمي : و ما هو ؟
(...) : إن عمله أصبح يتطلب غيابه عن البيت بشكل ملحوظ .
محمد الهاشمي : يسافر ؟
(...) : نعم .. و أخشى أن تطول فترات السفر فيما بعد ..
محمد الهاشمي : و لكن هل هو إنسان عطوف .. بمعنى هل تشعرين معه بالحب الحقيقي .
(...) : نعم ... أنا أيضاً أحبه ، كلانا في حالة ارتباط جيدة و كفى أن لدينا طفلة جميلة زادت من حياتنا سعادة .
محمد الهاشمي : ما الذي تخشينه من سفر زوجك في عمله بالتحديد ؟
(...) : لا شيء ... و لكن البيت في حاجة دائمة إليه .. و عندما يسافر أشعر بالوحدة .
محمد الهاشمي : رغم وجود طفلتك معك ؟
(...) : أنا و هي في أمس الحاجة إليه ... و في الحقيقة أنا لا أستطيع الابتعاد عنه بهذا الشكل .
محمد الهاشمي : أرجو ألا يطول سفره .. و أن تقضوا إجازة سعيدة في الكويت
(( في الكويت )) :
نزلت العائلة في أحد الشاليهات الأنيقة على شاطىء الكويت .. و ها هم يجلسون على الشاطىء تحت المظلة و يبدو أن سعادتهما غامرة .
محمد الهاشمي : ها ... كيف حال الشاطىء ؟
(...) : في منتهى الجمال .
محمد الهاشمي : أين ذهب زوجك ؟
(...) : آه .. لديه عدة مكالمات تليفونية بشأن العمل .. سيجريها ثم يعود لنا .
محمد الهاشمي : ألم يرفض زوجك ارتدائك لهذه الملابس الضيقة ؟
(...) : هاهاها ... لا أعتقد ... إنه يحب أن يراني هكذا .
محمد الهاشمي : و الناس ؟!
(...) : و ما لنا و ما لهم .. نحن أحرار ... و أنت تدري أن كل النساء هنا يرتدين المثل .
(...) : أرى شاباً يكاد يأكل جسدي بعينيه هناك ..
محمد الهاشمي : ألا تخافين منه ؟
(...) : و لماذا ؟ .. و زوجي معنا .. كيف أخاف ؟
محمد الهاشمي : خوف من نوع آخر .
(...) : لا أفهم ما تقول .
(( بعد العودة من الكويت )) :
محمد الهاشمي : أراك قد عوضت كل ما فاتك بعد الإجازة السعيدة .
(...) : حقاً .. كان المصيف رائعاً .
محمد الهاشمي : ألم تحدث أشياء مزعجة ؟
(...) : بالعكس .. لقد عشت أياماً لطيفة .. أتذكر ؟ ... أتذكر ذلك الشاب الذي كان ينهشني بعينيه على الشاطىء ؟
محمد الهاشمي : أذكره بالطبع .
(...) : لقد تعرف بزوجي و أصبحا صديقين و كأنهما يعرفان بعضهما منذ الصغر . خاصة أن مجال عملهما واحد .
محمد الهاشمي : أهو متزوج ؟
(...) : لا ..
محمد الهاشمي : ألم يأتي إليك إحساس بانه تعرف بزوجك من أجلك ؟
(...) : من اجلي أنا ؟ لا أعتقد ... ثم إنه بدا لطيفاً للغاية و لم أر منه ما يسوء .
محمد الهاشمي : و أين هو الآن من حياتكما ؟
(...) : صديق .. مجرد صديق .. على فكرة .. هناك حفل كبير الليلة بمناسبة صفقة عقدها زوجي في عمله .
محمد الهاشمي : هل ستذهبين مع زوجك ؟
(...) : بالتأكيد .. هذه الحفلات لا تفوتني أبداً .
محمد الهاشمي : هل سيذهب ع إلى الحفلة ؟
(...) : من هو ع ؟
محمد الهاشمي : الشاب .. الشاب الذي كان على الشاطىء .
(...) : أعتقد ذلك .
محمد الهاشمي : ألهذا أنت الآن في قمة جمالك ؟
(...) : أوه .. هذه الحفلات تتطلب مني أن أكون جميلة .. إلى أبعد الحدود .
محمد الهاشمي : و لكن هذا الفستان فيما يبدو .. قصير للغاية .. كيف يرضي زوجك بذلك ؟
(...) : هاهاها...يبدو أنك لم تذهب إلى حفلات من قبل ... زوجي لم يعترض مرة واحدة على ملابسي .. أو مكياجي .. و كلما رآني أجمل حرص على اصطحابي .
محمد الهاشمي : و لماذا يفعل ذلك في اعتقادك ؟
(...) : إن زوجي رجل عصري .. كما أنني قلت لك من قبل أنه يفرح عندما يتباهى بجمالي بين الناس ... إنه يقول للجميع " زوجتي أفضل زوجة في الدنيا " .
محمد الهاشمي : ألا يغار زوجك عليك ؟
(...) : يغار ؟ ... إنه يثق فيّ ثقة عمياء ... ماذا بك هل أنت متخلف رجعي ؟
(( في ظهيرة اليوم التالي )) :
محمد الهاشمي : كيف كانت الحفلة بالأمس؟
(...) : أكثر من رائعة .
(...) : أول مرة تحدث .. كانت بالأمس .
محمد الهاشمي : لماذا فعلتيها إذن ؟
(...) : إنه ع .
محمد الهاشمي : ع !!!
(...) : نعم صديق زوجي .. لولاه لأصبحت الحفلة مملة جداً .
محمد الهاشمي : و كيف ذلك ؟
(...) : زوجي و رفاقه كانوا يتحدثون دائماً عن العمل ... ثم عقدوا جلسة طويلة و وجدت نفسي وحدي .. فرآني ع و أراد أن يؤنس وحدتي .. إنه شاب رائع . لا ادري كيف جعل الوقت الممل ممتعاً .
محمد الهاشمي : في أي شيء تحدثتما ؟
(...) : لا أذكر بالتحديد .. و لكنه كان رقيقاً للغاية .. و اقول لك الحق و ليكن سراً بيننا .. هذا الشاب يملك قدرة ساحرة على التأثير فيّ .. كنت أعتقد أن زوجي هو أكثر الرجال رقة .. و لكن ع يفوقه بمراحل .
محمد الهاشمي : و كيف ذلك ؟
(...) : كلامه الرقيق العذب .. إنه يصفني كأنه ينحت تمثالاً من المرمر .. لقد قال لي أشياء لم أسمعها من أحد من قبله .
محمد الهاشمي : و هل صدقتيه ؟
(...) : و لماذا أكذبه ؟
محمد الهاشمي : يمكن أن يكون غاوياً فاسداً .
(...) : ذهنك ذهب إلى بعيد .. أنا أحب زوجي و أحترم ثقته فيّ و لن أخذله ما حييت .
محمد الهاشمي : أنت تقتربين من النار ... ثم لا تريدين أن تحرقك .
(...) : هراء ... أنت تثير اشمئزازي .
محمد الهاشمي :سامحك الله ... هل سيسافر زوجك قريباً ؟
(( و بعد 10 أيام )) :
محمد الهاشمي : لماذا ستذهبين له ؟
(...) : فشلت
محمد الهاشمي : إنك لم تحاولي
(...) : بل حاولت .. صدقني حاولت بأقصى ما يمكنني من قوة .. و لكن زوجي لم يفهمني .
محمد الهاشمي : إنه يثق بك ثقة عمياء .
(...) : ليته ما كان .. ليته ما كان .
محمد الهاشمي : هلا .. عدت إلى بيتك و أغلقتيه عليك .. و بقيت لطفلتك و زوجك .
(...) : لا أقدر ... إني أحببت ع ... أحببته " تبكي " .
محمد الهاشمي : هل تعتقدين أنه يحبك بالمثل ؟
(...) : إنه يعبدني ..
محمد الهاشمي : لابد أنه رآك على الشاطىء و فتن بك و بجسدك الجميل .
(...) : هذا ما قاله لي بالتحديد .
محمد الهاشمي : هل حدث بينكما ما يشين ؟
(...) : أشياء بسيطة ... لكني لن أقدر على مقاومته بعد الآن .
محمد الهاشمي : لهذا أنت ذاهبة إليه في شقته .
(...) : زوجي لم يأت منذ شهرين .
محمد الهاشمي : هذا ليس مبرراً كافياً .
(...) : الحب أقوى مبرر .
محمد الهاشمي : و إلى أي شيء سينتهي هذا الأمر ؟ .. كيف تخططين ؟
(...) : أنا لا أخطط .. و لا أعرف إلى أين أنا ذاهبة .. هناك شيء يدفعني للأمام .
محمد الهاشمي : بل قولي للخلف .. ألم تفكري في ربك و عقابه على ما ستقترفين ؟
(...) : كفى .. لا تزد من عذابي .. هل تعتقد أن الأمور تأتي بهذه السهولة ؟
لا .. أنا أحترق .. هل يسهل على امرأة أن تخون زوجها ... أن تنخلع منه هكذا ... بكل بساطة ؟ .. إن أعصابي تحترق .. و عقلي يعجز عن التفكير ... في قلبي رجلين أحدهما زوجي الذي أحبه
و يحبني . و الآخر عشيقي الذي يعطيني ما لم أجده في زوجي و ما لا أقدر على الاستغناء عنه .. إني أجد نفسي معه .
محمد الهاشمي : أما زلت مصرة على الذهاب له ؟
(...) : سأذهب و ليكن ما يكون .
(( بعد عدة أيام )) :
محمد الهاشمي : لماذا طلبت منه الطلاق ؟
(...) : هذا شيء طبيعي .. إن ع وعدني بأن نتزوج فور طلاقي من زوجي .
محمد الهاشمي : و الطفلة .. ألم تفكري بها ؟
(...) : لا أريدها هي الأخرى ... جدتها تحبها و تعتني بها .. لا أريد أي شيء يذكرني به .
محمد الهاشمي : ألهذه الدرجة ؟ ... إن زوجك لم يفعل شيئاً يستحق كل هذا منك .
(...) : لقد فعل .. هو الذي دفعني لكل ما أنا فيه .. إنه لم يقدر أنني امرأة لم أشعر يوماً بأنه يخاف عليّ أو يغار كما يغار الرجال على زوجاتهم كان يسير معي في الشارع و أنا أرتدي العبايات المخصرة و لم ينهاني
يوماً عن ذلك كان يدرك أني أعمل في مكان مختلط فلم تتحرك مشاعره و يغضب .. لقد أسلمني بيده إلى عشيقي .. أنا أكرهه .. أمقته .
محمد الهاشمي : و هل وافق على الطلاق ؟
(...) : لقد كاد أن يعصف به الذهول .. لم يصدق أذنيه .. حاول أن يقترب مني . و حاول أن يمسك بي .. أحسست أنني لا أطيق رائحته و لا أنفاسه ... إنه ليس رجلاً .
محمد الهاشمي : و هل وافق على الطلاق ؟
(...) : لم يكن ليوافق إلا عندما اعترفت له بما بيني و بين ع .
محمد الهاشمي : اعترفت له ؟!
(...) : نعم .. قلت له كل شيء .. و رأيت الندم في عينيه .. و كأنه فجأة اكتشف مغبة إهماله لي .. فرماني بالطلاق .
محمد الهاشمي : هل أنت حرة الآن ؟
(...) : نعم ... سأذهب إلى ع اليوم .. سنعيش فترة خطوبة جميلة حتى تنقضى العدة .
(( بعد أسبوعين )) :
محمد الهاشمي : لماذا تبكين ؟
(...) : أنا ؟ ... هل تسألني عن بكائي .. أنا سأنتحر .. سأقتل نفسي .. لقد ضعت .. ضعت تماماً .
محمد الهاشمي : توقعت أنك ستكونين في منتهى السعادة بسبب زواجك من ع .
(...) : لا تذكر لي اسمه .. أنه كلب جبان .
محمد الهاشمي : ما الذي جرى ؟!
(...) : بعد انتهاء العدة .. اختفى .. اختفى .
محمد الهاشمي : أين اختفى ؟
(...) : سافر للخارج .. و أرسل لي خطاباً بعد أيام .. يذكر أنه لن يتزوج من امرأة خانت زوجها .. و أخبرني رغم ذلك أنه يحبني و لكني لا أصح زوجة له .. و أنه يمكن أن نعيش سوياً بلا زواج و طلب مني أن أفكر ... و أن ألبى طلبات قلبي .. و لكن لا . أحاول الزواج منه أو من غيره . و يقول أنني لن أنجح في أن أكون زوجة .
محمد الهاشمي : لا حول و لا قوة إلا بالله .. و ماذا ستفعلين الآن ؟
(...) : أكاد أن أموت ... لقد فقدت كل شيء
محمد الهاشمي : ألم تفكري في طفلتك ؟ ألا يمكن أن تصلى ما بينك و بين زوجك .
(...) : آه ... " تصرخ بندم " ليتني كنت الآن في بيتي ... أغلقه على نفسي و أحتضن طفلتي و أنتظر عودة زوجي ... آه .. آه ... آه
***
نستخلص من الحوار السابق :
1- أن الخيانة دائماً تحوم حول البيوت السعيدة .
2- أن الثقة في الزوجة شيء جميل و لكن ان تكون عمياء فهذا خطأ بالغ .
3- لا يكفي الجماع و المال و الطعام لضمان راحة الزوجة و لكن هناك الحب و الاهتمام .
4- لا تعرى ظهرك للنحل ثم تصرخ و تقول " النحل يلسعني " .
5- من عقاب الزوج لزوجته أن يهجرها في المضاجع .. إنه ألم و عقاب .. فلماذا تحتمل الزوجة ذلك بدون ذنب اقترفته .
6- الزوجة التي خانت زوجها مرة لا تصلح أن تكون زوجة لأي إنسان .