PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : الكرامة



msakni22
04-10-2010, 13:38
الكرامة



هوت الحجرة فوق رأس الجندي فتسببت له باصابة و لما همت الفتاة
بالفرار أمسكها زميل الجندي من ذراعها ضاغطا عليها بعد أن لمحها وهي تقذف الحجر.ثم
دفع بها بقوة داخل الشاحنة رفقة مجموعة من الشبان في مقتبل العمر وجوههم تنبض غضبا
و قهرا لهذا الظلم المنسكب عليهم , و كان في آخر الشاحنة امرأة تطل على عتبة
الأربعين. تحركت الشاحنة و الجنود داخلها يسبون و يشتمون من داخلها و يمررون صفعات
على وجوه المعتقلين .

اثر الوصول الى مكان المعتقل اخرج من كان بالشاحنة بقوة و قذف بهم
داخل زنزانة قذرة . هناك تكتل الشبان مشكلين دائرة تجمعوا فيها تاركين للبنت و
المرأة مكانا متسعا حتى يجدوا مزيدا من الراحة , محترمين تلك الانوثة الرقيقة
فيهما.

و في صبيحة اليوم الموالي فتح باب السجن بقوة و دخل الجنود و من
ضمنهم جندي مضمد الرأس . فجأة نظر واحد منهم الى وجه الفتاة الصغيرة و صرخ بأعلى
صوته :

_ تلك هي رامية الحجارة

_اعتذري لهذا المصاب , أمرها رئيس الجند

تفرست في وجه الجندي المصا ب ممررة نظرة اشمئزاز و تقزز ثم تراجعت
بضع خطوات الى الوراء فصرخ قائلا لما رأى ردة فعلها:

_ألم تسمعي ما قلته؟نفذي و الا قتلتك

لم تنبس البنت ببنت شفة بل أعادت النظر بتقزز الى وجه الجندي و
أ‘عرضت قائلة:

_لا لن أفعل

وجه الجندي فوهة البندقية في وجهها و تقدم اليها رئيس الجند و صفعها
صفعة اهتزت لها جدران الزنزانة فسقطت البنت لشدة اللطمة ,ثم صرخ الجندي مهددا:

_افعلي ما أمرتك به و الا..

استجمعت البنت قواها و وقفت بصعوبة ثم نظرت الى المسجونين التي حملت
نظرات اعجاب و تقدير لشجاعتها و عزة نفسها و كرامتها, ثم نظرت الى الجندي نظرات
تحمل شرارة القوة و الشجاعة ثم قالت له بصوت لا يخلو من نبرة الحزم و الاقدام:

_ فلسطينية أصول أجدادي ,في غزة ولدت, الشرف شعاري و الكرامة طريقي,
الصبر دوائي و حب الوطن غذائي,من العلم حرموني و من الصلاة منعوني,الأقصى تاجي و
علم فلسطين غطائي ,فلسطين عشت بعد مماتي فان مت فغيري سيأخذ مكاني أما أنت أيها
الحقير ففي السعير ستصلى و للجحيم ستخلد و باعتذاري تحلم فاقتلني فما يفيدك قتلي ؟
ستظل ذليلا بقتلي لن يمحى عارك , فوجه تلك البندقية الى صدري كما وجهتها لآلاف من
قبلي و ليكن في علمك يا قاتل الأبرياء و المظلومين أنك في الدرك الأسفل من الجحيم
ستصلى ستعيش خائفا من شبحي و شبح الأبرياء الذين قتلتهم , و اعلم أن يومك سيكون من
بعدي باذن الله تعالى و ستخرج من بلادي جارا أذيال الخيبة كالذئب المهزوم،الاسلام
ديني و محمد صلى الله عليه و سلم رسولي و أشهد أن لا اله الا الله و أن ممحمد عبده
و رسوله.

ثم بصقت على وجه الجندي المضمد معلنة بذلك موعد استشهادها و بذلك
قتلت الفتاة مخلفة بذلك بصمة اعجاب و تقدير لشهامتها و أنفتها و غيرتها على الوطن
أمام دهشة الكافرين .

حفيدة جدتي
05-11-2010, 15:50
شكرا ....