PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : ليلة تحت أضواء الشموع



msakni22
01-10-2010, 11:14
كلمة Marwa صفحة 4 ‏30‏-04‏-2010

أوطاننا غطاء يدفئ أجسادنا من برودة الغربة فلا تهدر دماء شهداء عملوا لأجلك، شهداء ماتوا لتعيش ، رضوا بالذل لتعيش كريما، منحوك وطنا يغمره الأمن والاستقرار،فساهم بتطويره ليبقى علم بلادك عاليا مرفرفا قاهرا حسد الأعداء، أحب وطنك ليحبك.


ليلة تحت اضواء الشموع



أوقدت جمينة عود الثقاب ثم أشعلت شموعا تجمع حولها الأطفال الأربع مشكلين حلقة كزهرة الأقحوان. و هذا التجمع الصغير كان بمثابة لقاء تعارف لهم فهذا اليوم كان أول لقاء لهم. فتحت جمينة ملف الحوار ووقفت معرفة بنفسها قائلة
- السلام عليكم أدعى جمينة أصيلة مدينة غزة عمري 8 سنوات فقدت إخوتي و أمي بعد قصف منزلنا بصاروخ إسرائيلي فوجدت هذا الكهف مكانا مناسبا للاختباء فيه بعد عثوري عليكم فيه
ثم وقف آخر و قال
- اسمي رامز عمري تسع سنوات فقدت والدي منذ سنة تقريبا أنا أقطن في هذا الكهف في النهار و أخرج لطرد المستعمر من بلادي
ثم تكلم آخر و قال
- شكرا يا أخ رامز على استضافتك لنا أما أنا فأدعى عبد الله فقدت أبي الذي كان آخر نفر لي في العائلة إثر حادثة قضت على آخر أنفاسه
لم يرد عبد الله رواية حادثة موت والده بأدق تفاصيلها و ذلك لما يحسه من ألم و قهر كبيرين يمزقان قلبه إثر روايتها و لكن لمعة الفضول التي كانت تشع من عيون أصدقائه الطامعين في معرفة القصة بأدق تفاصيلها شجعته على التغلب عن مشاعره و حثته على مواصلة الحديث فالليل لا يزال طويل و النعاس لا يزال بعيدا عن أبواب جفونهم فما كان منه إلا طاعة أوامر عيونهم البراقة فاستدرك مكملا قصته
- كان أبي قاصدا المتجر لاقتناء بعض اللوازم من المتجر الذي يبعد عن بيتنا خمسين مترا و كما تعلمون فإن الجنود يدققون في تفتيش المواطنين الفلسطينيين على عكس اليهود مما يسبب تأخر أبي في العودة إلى المنزل و في بادئ الأمر ظننت أن سبب تأخر والدي هو تعرقله في منطقة التفتيش و لكن المدة تمادت و أعلنت بطني موعد الغداء ثم العشاء و لم أطق صبرا إلى حين موعد فطور الصباح فانصرفت من المنزل سائرا و إلى المارستان قاصدا و هناك كانت الطامة الكبرى عندما أعلوني باستشهاد والدي و الذي تسبب في مقتله يهودي متعصب كل همه القضاء على العرب فقد كان الوغد عائدا إلى منزله فلحق بأبي المسكين ودهسه عدة مرات بشاحنته الجديدة التي اقتناها خصيصا لقتل العرب و المسلمين و أنا منذ ذلك اليوم المشئوم ووجه أبي المشوه لا يخفى عن ذاكرتي.
و ما أن أتم الأخير رواية قصته جلس بتثاقل شديد في مقعده و كأنه مهل كادح عاد للمنزل بعد مرور يوم عمل شاق. و ساد المجلس صمت رهيب يعبر عن مشاركة بقية الأصدقاء لهموم عبد الله المؤلمة.
فجأة وقف الطفل الرابع ليلقي خطابه في هذا الاجتماع البريء
- أما أنا فلقبوني بمجاهد، أنا أصغر إخوتي و لي خمس إخوة و اثنا عشرة أختا ، كللهم توفوا في سبيل الوطن فقد اختار إخوتي طريق الجهاد و مواجهة العدو ،رفضوا الخضوع و الركوع لمن أذله الله ، رفضوا الامتثال لأوامر مجرمين و الوقوع في أفخاخهم التي وقع فيها الكثير فقد رفض إخوتي الكنوز التي عرضت عليهم مقابل الغدر بحرمة الوطن و تجلدوا أمام سياط المستعمر و ذلك حبا و إكراما لفلسطين فاللهم ارحمنا و لا تعذبنا و انصرنا و لا تنصر و لا تخذلنا و عافنا و لا تمرضنا و أكرمنا و لا تهنا و لا تؤثر علينا إنك على كل شيء قدير، فإخوتي لم يكتبوا حرفا فوق الكتب و الكراسات و لم ألقوا بمحاضرات في أواسط الجامعات أو في المدارس و لا حتى بالمعاهد و لكنهم علموا آلاف الملايين التي يعجز الدكاترة عن تلقينهم أسهل الدروس معنى كلمتي
- "حب الوطن"، فأخي الأكبر محمد مات مستشهدا في سبيل رفع راية الوطن عاليا فأحرق علم العدو من فوق البناية الشاهقة و استبدله بعلم فلسطين ولكن المسكين حرم من متعة مشاهدته من أسفل البناية كما كان يريد أن يراه فقد أصابته رصاصة جندي حقير ، ربما حرم أخي من رؤية رفرفة علم بلادي من تحت البناية و لكن الملايين شاهدوه و أثنوا على صنيعه أما أخي سامر الملقب بالقناص لإتقانه التصويب في الهدف المحدد و قد قتله المستعمر بعد أن تسبب بقتل و إصابة عدة من جنودهم فأعلنوا بذلك نهاية أسطورة القناص ، أما أخي معز فقد دهسته دبابة بعد أن تصدى لها بجسمه الضئيل مانعا إياها من التوغل في حينا فدفع حياته ثمنا لشجاعة فقدها أشهر المقاتلين أما أخواي عصام و مهند فقد استشهدا بعد التفطن بهما يختلسان الأدوية من ثكنات المستعمر و حملها للمستشفيات الفلسطينية فحكم عليهما بالقتل شنقا ، أما بقية أفراد أسرتي فقد استشهدوا لأنهم رفضوا الخروج من المنزل فهشم المستعمر جدران بيتنا على رؤوس عائلتي و قد نجوت من الموت لأنني كنت في المدرسة و قد أعلمني جيراني تفاصيل الواقعة فما أن سمعت الخبر أطلقت ساقي للريح و ذلك لأنني م أعثر على طريقة أخرى أعبر فيها عما أحس به داخل قلبي فقادتني ساقي لهذا الكهف فوجدته منفذا لمراجعة نفسي ورسم خطة محكمة للانتقام ممن حرمني حق طفولتي .
أنهى مجاهد تلاوة تفاصيل قصته معلنا بذلك نهاية حصة التعارف بين الرفقة الجدد فوقفت جمينة لتعلن و قالت
- روى كل منا قصة حياته الممزوجة بعلقم الأحزان و قد أصبح طريقنا موحدا بعد أن نزعنا القناع عن وجه مسبب أحزاننا وهو فرد واحد متعدد بأجزائه يلخص في كلمة واحدة وهي " المستعمر" هذا الذي حرمنا حق الحياة و تعدى عن حرمة طفولتنا و سلب الابتسامة من فوق شفاهنا و حرمنا حق العيش في أمان ، حطم منازلنا و هشم مدارسنا حتى مساجدنا التي نتعبد فيها قصفها ليحرمنا حق ممارسة اعتقاداتنا العقائدية أيظن أنه حرمنا من الصلاة و الله إنه باستسلامنا يحمل و
بركوعنا يحلم و نموت و لكن تراب فلسطين باق لن يفنى قبل النفخ في الصور فيا إخوتي في الإسلام دعونا نضع عهدا بيننا و نقسم بأن نتم ما لم يتممه آباؤنا دعونا نضع حدا لغطرسة هؤلاء الأوغاد و ننفي وجودهم كما نفوا وجود أقرب الناس إلى قلوبنا.

ألحان الحياة
01-10-2010, 13:30
حجـــــــز ..
قـد أتــأخر ،، لكـن بإذن الله سأعــود