PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : سلسلة فلسطين [2] : بداية الاطماع الصهيونية



JUDGE
24-09-2010, 05:22
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1940328&d=1384793955




بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف الخلق وسيد المرسلين
سيدنا محمد النبي الهادي الأمين

اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا . . وزدنا علما نافعا يا رب العالمين

تم افتتاح مشروع فلسطين والذي يضم باذن الله تعالى خير تاريخ لهذه الارض المباركة ..

ان فلسطين ارض الرسالات ومهد جميع الحضارات وهي قبلة الاولى للمسلمين . .

اعوام وراء اعوام تمضي ومازال العدو يسيطر على انحاء هذه الارض
ولم يبقى الا الامل لشعب هذه الارض الذي يجاهد لتحرير ارضه من اعداء الله

ان مشروعنا اليوم هو بالنسبة لي اقل شيء اقدمه الى فلسطين
حيث تجمعت جهودنا من سائر اقسام هذا الموقع
لنكتب معا تاريخ فلسطين من مصادر مختلفة لنخرجه لكم في صورة
تجعله مصدرا جديدا للاجيال القادمة

لنمضي سويا لنتعرف على تاريخ فلسطين
( منذ ايام خلافة الدولة العثمانية الى وعد بلفور مرورا بعهد الانتداب البريطاني لفلسطين )




http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1941577&stc=1&d=1385066312



فلسطين ولاية عثمانية

نابليون والقدس

نقود وموازيين فلسطين
الحرية في فلسطين
الاحتلال البريطاني
وعد بلفور
المفاوضات وردات فعل الدول
معنى الوعد وابعاده
المصادر - شكر خاص - الخاتمة

Sousuke Sagara
26-09-2010, 00:31
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1940319&d=1384793827


تمهيد



ان دولة حكمت فلسطين وخفقت راياتها على ربوعها قرون لجديرة بأن يخصص لها باب
ندون فيه أعظم المواقع و أشهر الحوادث التي جرت في أيامها ولا بأس أن نبدأ بحثنا بذكر خلاصة عن أصل هذه الدولة
وما وفق اليها من الأعمال الجليلة دون سواها من الدول الأخرى .


حاول العرب فتح القسطينية ودك عرش الرومان والقضاء على مملكتهم فسلخوا جزءا كبيرا من جسم
امبراطوريتهم ولم بنفذوا الى قلبها فبقيت ذات حول وقوة تكافحهم وتنازعهم البلاد ثم طمع سلجوقيو الأناضول في
القسطينيطية وتلاهم التتار فهاجموا الرومان من الشمال والشرق والجنوب وفتكوا بهم فتكا ذريعا فلم يقدروا عليهم
فلما نجم الأتراك العثمانيين فتحوا الأناضول وتولوا في أوروبا وحاصروا الأستانة من كل الجهات و بعد حروب طويلة
دامية دخلوها عنوة 857 هـ وسنة 1453م واستولوا على ممالك الرومان في اوروبا و آسيا


أصلهم


كان وسط آسيا مهد القبائل التركية و مصدرا للأمم التي كانت تبدو صغيرة ثم تنتشر فتزداد عظمتها
كلما نأت عن بلدها الأصلي كحجر يلقي في بركة ماء فتتع دائرته كلما بعدت عن مركزها أو كصخر انحط من عل
فكلما طال في جرية زادت سرعته واشتد انحداره , أما الأتراك العثمانيون فهم من جيل التتار " القبيلة الطورانية"
اللذين سكنوا حدود الصين ثم زحفوا الى تركستان فتجنبهم الأكاسرة وهابوا صولتهم فلما فتح العرب اقليمهم احتك
الأتراك بهم و اقتبسوا مدنيتهم ودانوا بالدين الاسلامي في القرن الحادي عشر و أشهر هذه القبائل السلاجقة الذين
ينتسبون الى السلطان عثمان الغازي وهو الحجر الأول في أساس دولتهم


تكونهم


في سنة 687هـــ وسنة 1288م بدأت نواة الدولة العثمانية تتكل في الأناضول على أصل الدولة السلجوقية
وما زال يمتد جذرهم ويبسق فرعهم حتى تغلبوا على اخوانهم و احتازوا الملك دونهم ومدوا ظلهم الى البلقان وفينا عاصمة
النمسا و امتلكوا العراق و سورية و مصر و ايران و شمال البحر الأبيض و لم يقفوا عند هذا الحد كأسلافهم السلاجقة
أو الدول الاسلامية الأخرى بل تعدوا طورهم وضنوا على العرب بالخلافة "السلطة الروحية" وتطلعوا الى اغتصابها منهم .
فان العرب قبولهم همجا و هذبوهم و صقلوهم و ربوهم وعلموهم الدين الاسلامي الحنيف وعرفوهم عبادة الله عوضا
من عبادة الأصنام و لقنوهم اصطلاحات علمية و فنية فلم يرع الأجانب لهم هذا الجميل و غلبوهم على تلك المملكة
الواسعة التي فتحوها بجدهم ونشاطهم و روحهم الدينية و سلبوهم أياها وهذا يشبه ما حدث للرومان مع برابرة الألمان
اللذين ظهروا من أحراج أوروبا الشمالية فبسطوا على مدنيتهم وانتزعوها من أيديهم .


فاز الترك على العرب بيد أنهم سلكوت شريعة نبيهم صلى الله عليه وسلم ودخلوا في دينهم
واقتبسوا قاليدهم فأصبح الأتراك وهم الغالبون مغلوبين لارتباطهم باللغة العربية الدينية و زيارة البلاد العربية الدينية
و زيارة البلاد العربية لأداء فريضة الحج فهذه العلائق المتينة ربطت الأتراك بالعرب و أخعهم اليهم الى أن قام الحزب
الوطني في أنقرة و قرر أن تتلى خطب الجمعة في البلاد التركية بلغتهم فدفنوا بهذا الحكم لغة محمد صلى الله عليه وسلم


نشوء الدولة العثمانية حتى فتحها فلسطين


مؤسس هذه الدولة ارطغرل بن سليمان شاه التركماني سلطان بلاد ماهان قرب يلخ نفر من جنكير
وارتحل الى بلاد الروم ببعض قبائل الترك فلما انتهى الى الأناضولرأى جيشين يلتطمان ويتحاربان فعلا نشرا من الأرض
حركاتها الحرية ولما آنس من أحد الفريقين ضعفا وخذلانا هب بفرسانه لنصرته و أعمل السيف في الجيشالمنتصر فهزمه
وبدد جيشه وبعد ان انكشف الغبار علم أن من انجده كان الأمير علاء الدين سلطان قونية الذي شكره على نجدته وصنيعه
وأقطعه عدة مدن واتخذه ركنه وعماده في حروبه وغاراته و أغدق عليه النعم ومنح قبيلته لقب " مقدمة السلطان "
ولما توفي أرطغرل خلفه ولده عثمان و أخد لقب بك مثل أمير , لورد , فيكونت , وأجيز له ضرب النقود و أن يذكر اسمه
في خطبة الجمعة فعرج الى قمة الرقي تدريجا حتى قدم التتار و قتلوا الملك غياث الدين السلجوقي فاتسع المجال
لعثمان ولقب نفسه " بادشاه آل عثمان " واتخد مدينة بكيش هر عاصمة له وخلفه ابنه أورخان فاستولى على جزء من
أوروبا الجندية بمشورة وزيره خير الدين باشا الذي جمع الباب من أسرى الحرب فرباهم تربية أنستهم أصلهم و جنسيتهم
و باركهم يخ طريقة البكاطشية المقيم في أماسية وسماهم ( بكى جاري ) "الجيش الجديد" فتحرف الاسم الى
انكشاري فكان هذا العمل من أكبر العوامل لتثبيت دعائم هذه الدولة الفتية وقد سلك هذه الخطة فردريك الكبير ملك
الألمان اذ نظم الجيش فرقع شأن برونسيا و ارهب ممالك أوروبا .


ارتقى جيش العثمانيين الجديد " بكى جاري" و زاد عدده فاخترق قرب البلقان ومكدونيا وفتح الأستانة .


وفي عهد السلطان سليم تحالف ملك مصر قنصوة الغوري و شاه و ايران اسماعيل و اتفقا على محاربة
العثمانيين فسار السلطان سليم بجيش الى بلاد العجم و فتح بعض ولاياتها و أقاليمها ثم انتثى الى محاربة الملك
الغوري فتصادف الجيشان في مرق دابق "قرب حلب" ولم يصبر المصريون على مدافع الأتراك و انهزموا فقتل ملكهم
و أسر الخليفة و استولى الخليفة و استولى السلطان سليم على مدن سورية ثم تقدم الى فلسطين فالتقى
بجيش طومان باي قرب اللجون فحمل عليهم بجيشه و ردهم على أعقابهم و استولى على فلسطين وفتح مصر
فقضى على آخر ملوكها وضمها الى ملكه في سنة 923 هــ وسنة 1517 م وقسم مصر الى أقسام ادارية ووزع
النفوذيين الأمراء فكان كل منهم رقيبا على الآخر وقفل راجعا الى الأستانة مستصحبا محمد المتوكل آخر خلفاء بني
العباس الذي تنازل للسلطان سليم عن الخلافة وسلمه الآثار النبوية البيرق و السيف والبردة و أعطاه أيضا مفاتيح الحرمين
الشريفين فصارت الأستانة من ذلك الوقت مقر الخلافة الاسلامية و أصبح كل سلطان عثماني خليفة لرسول الله و أميرا للمؤنين
فجمع السلطان سليم السلطتين الزمنية و الروحية وحصرهما في نفسه و في أحفاده من بعده ولم يك عمله
هذا حرصا على الدين أو حماية للاسلام و حسب ولكن أراد أن يستأصل منازعيه ويوحد كلمة المسلمين ويجعل
لهم امبراطورية عظمى .


السلطان سليمان وما بعده من الأحداث .


لو تتبعنا تاريخ الخليفة لوجدناه مملوءا بالأعمال الجسمية والمآثر الجليلة الخالدة و لكنا نقتصر على
ذكر ما يتعلق بفلسطين فمن آثاره فيها : و أعماله الحميدة سور القدس الذي أنشأه سنة 1542م وسنة 945هـ
ولا يزال اسمه منقوشا على صفحاته ومنها عمل باب
قبة الصخرة الغربي وفتح باب السيدة مريم وسد الباب الذهبي "شرقي الحرم" ومنها عمارة بركة السلطان الواقعة
على طريق المحطة من باب الخليل وهو الذي نظم القوانين فلقب بالقانوني وكان سلطانا عظيما واداريا وحازما وبطلا
قديرا وصلت تركيا في ايامه الى رى مجدها حتى أنه هدد المجر واستريا وملك سائر البلقان وأصبح البحر الأسود بحيرة
تركية تحيط به الاقاليم العثمانية من كل جهاته ودخل في طاعته خير الدين باشا بارباروس فولاه قيادة الاسطول
و أوقع الرعب في دول أوروبا البحرية . وفي عهده خرج حاكم سورية و فلسطين جان بردي الغزالي فاستولى على
قلعة دمشق و أعلن العصيان فأرسل اليه السلطان أحد قواده فرحات باشا و عاجله فأخمد تلك الفتنة و قطع رأس الغزالي .


وفي أواخر القرن السادس عشر فشى استعمال التبغ في سورية ومصر و أقبل الجميع في تدخينه .


وفي ذلك القرن استولى الأمراء المعينة على نابلس و أطرافها و عينو عليها ولاة من قبلهم و سار الأمير
فخر الدين الى نهر العوجاء و حارب بدو الساحل وبدد جموعهم ولكن أهل بلاد حارثة حاصروه في قلعة جنين و أخرجوه منها .


وفي هذا القرن عظم الأنكشارية و أستبدوا بالملوك فأخذو يخلعون من شاءوا و يولون من أرادوا
وفي سنة 1764م عصى أمراء جبل نابلس الحكومة فاستنجد والي الشام عثمان باشا الكرجي بالأمير يوسف
الشهابي فأمده بجيش كثيف من أهالي لبنان وحاصروا وعاصمتهم " قلعة صانور" فلم يستطيعوا فتحها فقال شاعر جرار :


عرب ودروز أجونا صايلينا من العرقوب أجونا صايلينا


وقال الشاعر اللبنانين
جينا بلاد جدي ما وصلها عرب ودروز والدولة تصلها
عربستان يا رب نصلها بحق البيت أو ما زاره صحابة

Sousuke Sagara
26-09-2010, 00:41
خروج الأمير على بك المصري والشيخ ظاهر العمر


في اثناء الحرب الروسية العثمانية أرسلت روسيا اسطولا الى البحر المتوسط و أثارت الشيخ ظاهر
العمر وعلى بك المصري الملقب بشيخ البلد فخرجا على الدولة ة حشد على بك الجنود و أرسلها مع محمد بك المكنى
" بابي الذهب " الى الحجارة فاحتل جدة وطرد الشريف من مكة ودعى له على المنابر وضرب السكة باسمه .
اما الشيخ الظاهر العمر فأن أصله من الحجاز جاء أجداده الزيادنة في الفتح الاسلامية الصلاحي وكانت اقطاعهم
خمس قرى وهي : بيت أكسا والنبي صمؤئيل والجيب و بيت نابالا و بيت حنينا فسكنوا في القرية الأولى
ثم رحل جده زيدان ونزل في شفا عمرو فأكرمه محافز القلعة وظل يتقدم الى ان تعين ولده عمر على عكا ثم
خلفه ابنه ظاهر المشهور فاتفق مع المتاولة حكام صور وبلاد بشارة وخالف الدولة فسير اليه والى دمشق جندا
فاستصرح زميله على بك المصري وزين له الخروج على سورية والاستيلاء عليها فجهز اليه 10 آلاف مقاتل مع القائد
اسماعيل بك و أمره بطاعة الظاهر فسارو الى فلسطين و قابلهم أبناء الظاهرفي يافا باحتفاء و أتوابهم الى عكا فحاول
ظاهر العمر أن يوجههم الى طريق الحج ليوقعو بوالي دمشق فأبوا وعاد بهم قائدهم الى يافا فاشخص على بك المصري
عسكرا آخر بقيادة أبي الذهب وانضم اليه عسكر ظاهر فكانوا ستين الف مقاتل وحاربوا والي الشام فلم يثبت أمامهم
وولي هاربا فاستولى ابو الذهب على دمشق


واعتزم على ان يمتلك بقية البلاد غير ان القائد الأول اسماعيل حول عزمه و أفسد اخلاصه فرجع الى
مصر مواليا للدولة مغاضبا على بك و مزاحمة فغلبه على امره والجاه ان يفر الى ظاهر العمر في عكا ومن هناك
استنجدا الأسطول الروسي فساعدهما من البحر و امتلكا صورا و صيدا وطردا الوالي درويش باشا ...



ثم اتفقا على محاربة أبي الذهب و دلفا الى مصر فقابلهم قرب غزة و حاربهم فكسوهم وجرح على
بك في وجهه و أخد اسيرا قلاطفه ابو الذهب ولكنه مات من جرحه . ولما رجع الظاهر الى عكا مخدولا عفا عنه
السلطان وولاه ايالة صيدا و عكا فلم يخلص نيته فخرج اليه ابو ذالذهب من مصر بعسكر كثيف وخيم حول غزة وحاصر
كريم بن ظاهر و لما مات أبو الذهب رجع الشيخ ظاهر الى عكا و احتلها فسير اليه السلطان العثماني الاميرال حسن
باشا فهدد ظاهرا بالحرب ان لم يؤيد ما عليه من الأموال فلم يلتفت الى طلبه بل رده قاسيا فحاصره وضيق على
المدينة و ضبطها و أسره و احتز رأسه و أرسله الى السلطان ومن آثار ظاهر العمر سور عكا و سراية شفا
عمرو و بعض مساجد وعمارات أخرى .


ان من استقضى حوادث هذا المختصر وجد أن البلاد كانت مضطربة فتارة في حالة سلم
و هدوء وطورا تهيج فيها نارا الحرب و الثورة وتكثر فيها الخوارج وما السبب الا تنافر الأمة و الحكومة
فاذا تفاهما ساد السكون و أمن الناس و ان ساء ظن الأمة بحكومتها اختل الأمن و ثارت الفتن و نشأ
عن ذلك ما لا يحمد عقباه من سفك الدماء وقتل النفوس البريئة .


كانت حكومة سورية في القرن الثامن عشر حكومة لامركزية أي اقطاعات أو حكومة أمراء
و مشايخ يقوم كل منهم بحكم منطقته فكان مشايخ أبو غوش أو البراغثة يحكومون بني مالك وبني حسن
وبني زايد وبني مرة وبني سالم فاذا اختلف اثنان كانا يتقاضيان عند الشيخ "العدلية" ويقبلون حكمه لا محالة .


ومن خالف عادات البلاد أو أخل بتقاليدهم يسجن في سجنهم وكان الشيخ أو الأمير يحيي الضرائب
و يقدم المقطوع عليهم للولي و يأخذ الزيادة واذا حدثت فتنة أو خيف من وقوعها كان يطلب الوالي المعاونة من
أمراء منطقته فيخرجون بأنفسهم ومن ورائهم رجالهم وفرسالنهن . فالشيخ أو الأمير يحكم مقاطعته كما يحكم
الأمير ايالته وكثيرا ما كان يستبد هؤلاء المشايخ بالفلاحين ابتغاء مرضاة الأمراء والولاة فأدى هذا النظام الى
انتشاء الفوضى و اختلال الأمن وسبب للحكومة خسرانا كبيرا في الأموال وقد ::وقد تنبهت الحكومة لهذه الأضرار
الناجمة فعمدت الى اضعاف قوة المشايخ والأمراءو أيدت الجزار في عكا و أشارت اليه بابادة المتنفدين
و نصر ولاتها المخلصين لكنها لم توافق الى انجاز هذا العمل الا سنة 1287 هــ و سنة 1873م حيث ألغت
الامارات ومناطق النفود وادارات البلاد بموظفيها . وهذا الأسلوب يشبه ما فعله لويس الحادي عشر في فرنسا
فانه ما زال بالأمراء و النبلاء حتى قضى على سلطتهم و خلص من نفودهم الذي كان حاجزا بينه وبين الشعب .


أحمد باشا الجزار


هو رجل بشناقي الأصل من بلاد البوسنة كانت نفسه نزوعة الى الأعمال الجليلة وتذليل الصعاب
فبعثت به الحكومة الى مصر ليستأصل شوكة المماليك الذين كانو شبحا في حلقها فاتبع سياسة القاء بذور الفساد
والفتن بين المشايخ و الأمراء و فاز بامنيته وكان طائش السيف ظالما بطاشا استحل الموبقات وولغ في النفوس
فسخط عليه عامة الشعب الحكام ففر ملتجئا الى الامير يوسف الشهابي ليتبع أمرا سورية بممليم مصر .


وفي سنة 1770 أنيطت به المحافظة على مدينة بيروت فحصنها ومنع أهل الجبل من دخولها و أزمع على
العصيان ففطن لذلك الأمير يوسف وباغته وهم أن يبطش به فقابله الجزار بالخضوع والطاعة و استمهله 40 يوما ثم
جاهر بالكفران فغلب على أمره ولم يفلح وحدثت بينه وبين علي بن ظاهر العمر وقعات خذل فيها على وفرض من
البلاد فقتل وزالت امارة أهله واستوحذ الجزار على ما كانو يملكون من المقاطعات واتخذ عكا عاصمة له ..


ظلت فلسطين منذ فجر التاريخ والأرياح الآسيوية تقذف إليها أمواج القبائل المتلاطمة غير أن تلك الريح
تبدلت وهب عليها من الغرب ريح عاصف فرماها بالاسكندر وبومى وغودفرى وقلب الأسد ونابليون بونابرت أكبر القواد
وأشهر نوابغ الحرب الذي ترقى من ضابط بسيط إلى قائد "جنرال" وإمبراطور عظيم فحارب ايطاليا والنمسا وروسيا
وأسبانيا وزلزل عروش ملوكهم واستولى على كثير من بلادهم وممالكهم ولم يبق أمام دولة فرنسا إلا انكلترا التي
ظلت تناصبها العداء وتحرك عليها الدول فأثارت غضب الفرنسيين وأخذوا يفكرون بالقضاء عليها فلمعت بارقة أمل إلى
نابليون وخطر له أن ينشىء حكومة شرقية يزاحم بها انكلترا فكتم ما في نفسه وطلب لزملائه أن يجهزوا له جيشا ليحتل
به مصر مجرى تنفس الانكليز ويسد عليهم طريق الهند ويجز ناصيتهم فجهزوا له جيشا وأسطولا واستصحب معه 122 رجلا
من الاخصائيين في جميع العلوم لدرس القطر المصري وتسلل خلسة وهبط مصر فأخذها ونظم إدارتها فاستشاط الانكليز
غضبا وشجعوا الدولة العثمانية على محاربة الفرنساويين واسترجاع مصر ووعدهم بالمناصرة فأمر العثمانيون الجزار والي
عكا بأن يتقدم غلى مصر فذهب وامتلك العريش فاغتاظ نابليون من ذلك وجعل يعد حملة ليفتح بها فلسطين وسورية
وينقض على الهند فاسترفق بعضا من علماء الدين الإسلامي ليستعين بمركزهم الديني على تنفيذ مآربه السياسية وفي
سنة 1799 سار الجنرال كليبرKleber إلى فلسطين فقابل قائد جيوش الجزار قاسم بك خارج العريش وحاربه وشتت
جمعه وأخذ ذخائره ولحقه نابليون باثنى عشر ألف مقاتل فاحتل العريش وأمت أهلها ثم سار إلى غزة مفتاح فلسطين
الجنوبي فتسلمها بلا حرب وأتى بعد ذلك إلى الرملة فأرسل فرقة من جيشه لمهاجمة يافا الغاصة بجنود الجزار المؤلفين
من عرب وأتراك ومغاربة وأرنؤوط وأكراد وجركس فحاصروا المدينة مدة ثم فتحوها فانسحبت الحامية إلى بعض الخانات
وأبوا التسليم قبل أن يؤمنهم على حياتهم فأجابهم إلى طلبهم القائد الفرنسي فاستأمن له أربعة آلاف شخص فساقهم
إلى المعسكر ولما رآهم نابليون سأل قائده عن هذه الجموع المحتشدة فأخبره أنها حامية المدينة التي سلمت إليه أمانا
وقبلهم حقنا للدماء فبهت وحار في أمره وقال ماذا تريدون أن أفعل بهذا العدد؟ أعندكم زاد يكفيهم الكم مراكب تنقلهم
لمصر أو فرنسا؟ ومن يتول خفارتهم إذا أرسلناهم؟ يجب أن تعطوا الأمان إلى الأطفال والنساء والشيوخ لا للرجال الأشداء
المقاتلين ثم استشار ضباطه في قتلهم فخالفوه ولكنه اصر على رأيه وأمر بهم فقتلوا رميا بالرصاص في 10 آذار سنة 1799م.

وأمر بقتل مرضى جنده وجرحاهم ولم يوار سوآتهم ولعمري أن هذا لمن أفظع الفظائع التي تنسينا همجية الأشوريين
وقساوتهم مع أسراهم وتذكرنا بربرية جنكيز خان وهولاكو وتيمورلنك واتيلا الذين كتبوا تارخهم بمداد أحمر وسطروا
صفحات أيامهم بأسوأ الذكرى وأوحشها ومهما اعتذر عنه التاريخ وسرد له حججا قاطعة تبيح له قتلهم ليتخلص من مؤونتهم
أو لأنه أسر بعضهم في غزة والعريش وأطلقهم بشرط أن لا يحاربون ثانية فإن كل هذه الأعذار لا تبرر عمله.





لأنه عاش في القرن التاسع عشر عصر المدنية كما يقال لا في ايام الهمجية.


لأنه جاء من فرنسا مهد المدنية وأم الحرية ذات العواطف البشرية الرقيقة.

لأنه ظهر في الثورة الفرنسية وكان غصنا من دوحة دعاتها الذين كان شعارهم الحرية والمساواة والعدالة والأخوة




ولكن ليس من السهل أن نقسوا في الحكم على نابليون فقط فأنا لو وضعنا في مركزه لودنورف وجوفر
وفوش واللنبى ولم يجدوا من يسوق الأسرى إلى مصر ولم يكن لديهم طعام يكفيهم لجوزوا لأنفسهم قتلهم واعدامهم
وما قتل 4000 شخص في حكم الطبيعة إلا كجمل دب على سرب نمل فداسه وحطمه وأباده.

Sousuke Sagara
26-09-2010, 00:51
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1940320&d=1384793827

عجب رجال الدين من نابليون كيف أهمل القدس ولم يبال بها مع أنها البلد التي يجلها المسلمون والمسيحيون
وغاب عنهم أن نابليون ما كان ينظر إليها إلا من الوجهة العسكرية ولذلك لم يجوز لنفسه أن يركب بجيشه الأهوال
قبل أن يمهد السبل ويقضي على الجزار عدوه العنيد فطلب من حامية القدس تسليمها فأجابته بأن مدينة القدس
تابعة لعكا فمتى فتحتها تسلم إليك فتركهم وشانهم وانصرف لحصار عكا عاصمة فلسطين وحصنها المنيع وبعث بمنشور
إلى أهلها مصر نرويه بالحرف الواحد كما ذكره زيدان ونلفت أنظار القارئ إلى أسلوب بونابرت الذي اتخذه لإرضاء المصريين
والمسلمين وهيهات أن ينجح ساسة الغرب بتملقهم بعد أن أدرك الشرقيون نياتهم ومقاصدهم.

منشور نابليون

بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان مالك الملك يفعل في ملكه ما يريد هذه صورة تمليك الله سبحانه وتعالى جمهور الفرنساويين
لبندر يافا من الأقطار الشامية.
نعرّف أهل مصر وأقاليمها أن العساكر الفرنساوية انتقلوا من غزة ثالث وعشرين شهر رمضان ووصلوا الرمل
ة في 25 منه في أمن واطمئنان وشاهدوا عسكر أحمد باشا الجزار هاربين بسرعة قائلين الفرار ووجدوا في
الرملة ومدينة اللد مقدارا كبيرا من مخازن البقسماط"الكعك" والشعير ووجدوا أيضا 1500 قرية مجهزة جهزها
الجزار ليسير بها إلى إقليم مصر مسكن الفقراء والمساكين ومراده التوجه إليها مع العربان الأشرار من سفح الجبل
ولكن تقادير الله تفسد المكر والحيل وما كان قصده سوى سفك الدماء مثل عادته في أهل الشام وناهيكم ما هو
مشهور عنه من التجبر والظلم والجور فإن تربية المماليك الظلمة المصريين وفاته أن الأمر لله وكل شيء بقضائه وتدبيره.

وفي السادس والعشرين حلت طلائع الفرنسيين بندر يافا من الأراضي الشامية وأحاطوا بها وحاصروها من الجهة
الشرقية والغريبة وأرسلوا إلى حاكمها وكيل الجزار أن يسلمهم القلعة قبل أن يحل بهم وبعسكرهم الدمار لكنه
لخشونة عقله وفساد رأيه وسوء تدبيره لم يرد. وفي ذلك اليوم أي 26 من شهر رمضان تكامل العسكر الفرنساوي
على محاصرة يافا وانقسم ثلاث فرق توجهت فرقة منهن على طريق عكا على مسافة اربع ساعات من يافا
وفي سبعة وعشرين منه أمر حضرة سارى عسكر الكبير بحفر خنادق حول السور لعمل متاريس متينة واستحكامات
حصينة إذ عرف أن سور يافا ملآن بالمدافع الكثيرة ومشحون بعساكر الجزار الوفيرة.

وفي 29 منه ناهز حفر الخنادق النهاية وصار على مسافة 150 خطوة من السور فأمر سارى عسكر أن تنصب
المدافع على المتاريس وأن توضع أهوان القنابر بأحكام وأمر بنصب مدافع أخرى بجانب البحر لمنع الصلة بين عسكر
البر والمراكب التي أعدها عسكر الجزار في المينا للهزيمة والفرار ولما رأى عسكر الجزار المحاصرون في القلعة أن
عديد الفرنساويين قليل أغراهم الطمع فخرجوا إليه من القلعة مسرعين ظنا منهم أنهم يتغلبون على الفرنساويين
فهجم عليهم الفرنسيين وقتلوا منهم واجبروهم على الدخول إلى القلعة ثانية وفي يوم الخميس غاية شهر رمضان
اشفق حضرة سارى عسكر وخاف على أهل يافا إذا دخلت عساكره بالقهر والقوة فأرسل إليهم مع رسول خطابا هذا مضمونه:

" لا إله إلا الله وحده لا شريك له بسم الله الرحمن الرحيم.
من حضرة سارى عسكر برتبة كتخدا العسكر الفرنساوي إلى حضرة حاكم يافا نخبركم أن حضرة سارى
عسكر الكبير بونابرته أمرنا أن نعرفكم في هذا الكتاب أن سبب مجيئه إلى هذا الطرف هو إخراج عسكر
الجزار فقط من هذا البلد لأنه تعدى بإرسال عسكره إلى العريش مرابطته فيها والحال أنها إقليم مصر التي
أنعم الله بها علينا فلا تجوز له الإقامة بالعريش لأنها ليست من أرضه فقد تعدى على ملك غيره.
ونعرفكم يا أهل يافا أننا حصرنا بلدكم من جميع أطرافه وجهاته وضيقنا عليه بآلات الحرب والحصار والمدافع
الكثير والكلل والقنابل وفي برهة ساعتين يخرب سوركم وتبطل آلات حربكم ونخبركم أن حضرة سارى عسكر
لمزيد رحمته وحنوه خاف عليكم من سطوة عساكره المحاربين فإنهم إذا دخلوا عليكم بالقوة والقهر أهلكوكم
جميعا ولذلك أمرنا أن نرسل إليكم هذا الخطاب تأمينا لأهل البلد ولاسيما الضعفاء والفقراء والغرباء وأن نؤخر ضرب
المدافع وإطلاق القنابر ساعة واحدة وأنى لكم لمن الناصحين وهذا آخر خطاب بيننا ".

فجعلوا جوابنا حبس الرسول مخالفين بذلك الشريعة المطهرة المحمدية والقوانين الحربية فتميز سارى عسكر
من الغيظ وهاج وأشتد غضبه وأمر بإطلاق المدافع والقنابر ولم يمض إلا اليسير حتى خرست مدافع يافا وانقلب
عسكر الجزار في وبال وخسران وعند الظهر أنخرق سور المدينة وارتجع له القوم ونقب من الجهة التي ضربت
منها المدافع ولا مرد لقضاء الله ولا مدافع وفي الحال أمر حضرة سارى عسكر بالهجوم وفي أقل من ساعة ملكت
العساكر الفرنساوية البندر والأبراج ودار السيف في المحاربين وحمى الوطيس وكثر القتل. وفي يوم الجمعة غرة
شوال وقع الصفح الجميل من حضرة سارى عسكر الكبير ورق قلبه لاسيما على من كان في يافا من أهل مصر
فأعطاهم الأمان وأمرهم بالعودة إلى الأوطان وكذلك أمر أهل دمشق وحلب بالرجوع إلى بلادهم ليعرفوا مقدار رحمته
ومزيد رأفته وقتل في هذه الوقعة أكثر من أربعة آلاف من عسكر الجزار بالسيف وأما الفرنساويين فلم يقتل منهم غلا
القليل وسبب ذلك أن سلوكهم إلى القلعة كان في طريق أمينة خافية عن العيون وأخذوا ذخائر كثيرة وأموالا غزيرة
واستولوا على المراكب التي في الميناء ووجدوا في القلعة نيفا وثمانين مركبا وقد فات الجزار وعساكره أن آلات الحرب
لا تدفع مقادير الله فاستقيموا عباد الله وارضوا بقضاء الله ولا تعترضوا على أحكام الله وعليكم بتقوى الله وأعلموا ان الملك
لله يؤتيه من يشاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وبعد أن أتم بونابرت أعماله وخططه الحربية سار غلى عكا فوصلها في 21 آذار وحصرها خمسين يوما وكان الجزار
يتعهد الدفاع البري والأميرال الانكليزي سدني سميث يتولى الدفاع البحري فلم يستفد الفرنساويون شيئا لأن
الجنود العثمانية كانت تفد بكثرة على الجزار حتى غصت بهم عكا واستماتوا في الدفاع بعد أن سمعوا ما فعله
الفرنساويون بحامية يافا فخاب أمل نابليون وجرب أن يستميل إليه الأمير بشير الشهابي أو يؤلف جيشا من الدروز
فلم يظفر بموالاة أحد لأنهم كانوا يخافون بطش الجزار وشدته.
وفي أثناء حصار عكا أرسل نابليون فرقا إلى الناصرة وصفد وأمتلكها وحدثت معركة بين الفرنسيين وجنود الأتراك
حول جبل طابور "الطور" فشهد نابليون المعركة بنفسه مع كليبر وهزم العثمانيين هزيمة منكرة.
ذكر المطران الدبس أنه اتى قوم من المتاولة غلى نابليون فولاهم قسما من هذه البلاد وولى الشيخ صالح بن
ظاهر العمر مدينة صفد ولكن ثبات الجزار وعناده وشجاعته الفائقة غرست الخيبة في نفس نابليون فقذف آخر سهم
من كنانته وجمع جنوده وخطب فيهم خارج أسوار عكا كما خطب فيهم تحت ظل الأهرام وعلى ثلوج جبال الألب فقال:

" هذه المدينة هي مفتاح الشرق فاعلموا حرج مركزكم ووطدوا عزائمكم على امتلاكها لأن بامتلاكها تسلمون لدولتكم
مفتاح الشرق فندخل القسطنطينية عاصمة قياصرة الروم ونملك شرقي أوروبا وشماليها فاعلموا ذلك واخلصوا نياتكم ".

فألهب حماستهم ونشاطهم وهجموا مستميتين فاقتحموا الخنادق وثغروا الأسوار وهزموا الحامية ودخلوا البلدة حتى
بلغوا سبيل الجامع الكبير وانتزعوا طاسة من طاساته وهي (موجودة في متحف باريس) فظهر الجزار بنفسه وأخذ
يحرض جنوده على الثبات وكان يفتك بكل من يعمد إلى الفرار فاستبسلوا وكافحوا نابليون وجنده وردوهم خائبين
بعد ما لمع لهم النجاح وكادوا يظفرون بأمنيتهم. وفي آيار سنة 1799 فك نابليون الحصار عن عكا وقفل راجعا إلى
مصر بعد أن اعتذر إلى جيشه بأنه قهر العدو عند جبل طابور وشتت شمل الأتراك وأخذ كل مدافعهم ومؤونتهم ولا
يرى من ضرورة لإطالة البقاء في سورية فعاد خائبا مخذولا وقد فتك الأمراض والطاعون بعسكره المغلوب
وطفق العربان وبعض الأهالي يتخطفونهم ويطاردونهم ويقلقون وقد أظهر نابليون من الشفقة والعطف ما جعلنا نذكر
له تلك الشيمة السامية فأنه اركب بعض جنوده حصانه الخاص ومشى على قدميه. وقد وصل مصر ولم يمكث به طويلا
وبرحها إلى فرنسا وترك القائد كليبر وكيلا عنه فظلت الجنود الفرنسية تكر وتفر حتى أوائل سنة 1801م وجلت عن البلاد.

ما ريميا
26-09-2010, 03:56
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1940321&d=1384793827

ماعرفنا حكومة كانت معرضاً تجارياً لسلع وبضائع دول أوروبا مثل البلاد العثمانية فإنها كانت مقيدة بسلاسل
الإمتيازات الأجنبية مغلولة بأغلاف المذاهب الدينية حتى لعبت بها الاهواء وطوحتها المنازع وقذفت بها
من عل إلى درك الإستعمار .


ومن الدلائل الواضحة على فوضى الحكومة العثمانية وإستعمار أروربا الإقتصادي لها كانت عاجزة
عن نشر نقودها في مملكتها

ضعيفة عن توحيدها وترويجها بسعرها القانوني فلذا أخذ يعداولها كل بلد كما يريد وتفاوتت الأسعار
وتعددت النقود وتباينت الموازين واختلفت المكاييل وهذا جدول يدلنا على أسعار النقدين الليرة الأفرنسية
والريال المجيدي "التركي" في أسواق فلسطين


http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1219716&stc=1&d=1280947583


وزد على ذلك أنه كان في بعض القرى أسعار خصوصية للنقود غير داخلة في ماذكرناه مما يدل على
أن الحكومة في واد والناس في أخر لا يأتمرون بأمرها ولايسيرون سيرها حتى أن الليرة الأفرنسية راجت أكثر من
الليرة العثمانية فكان إذا باع أحد دابته أو ساوم على سلعته بليرات انصرف الذهن إلى الليرات الأفرنسية ومن أراد
غيرها لزم عليه التعيين وحسبنا شاهداً المتليك الأسود وما أحدثه الشعب في القدس فإن بعض التجار إمتنع عن
قبضه فسرى ذلك إلى الجميع ورفضو إستعماله والتداول به فنقصت 70 في المائة فأدركت الحكومة هذا الخطر الإقتصادي
وخشيت تفشيه في البلاد الأخرى فتلافتهٌ.
وضرب اليهود لهم نقداً "تنكة ببارتين ونصف" فراجت بين أهالي القدس وشاعت بين الجميع.


أما المكاييل فليست بأحسن من النقود مختلفة الحجم متعددة النوع

وهي :ثمنية,سدسية,ربعية,صاع,طبة,كيل,كيلة,مد, مسحة فبعض البلاد تستعمل بعض هذه
الأنواع وبعضها لايعرفها وقد اتخذت عيارات أخرى والبلاد التي تشترك في مكيال اوحد تختلف في كبره
وصغره فطبة نابلس ثلاثة عشر عشر رطلاً وثلث رطل وطبة القدس ثمانية أرطال وصاع بني صعب ثلاثة أرطال
وصاع بني زيد ستة ونصف ثم لكل بلاد إصطلاحات واعتبارات أخرى من حيث الكيل فبعضها يهز الصاع ويلبدها
ويتفنون في سمله وطنطرته وبعضها يستعمل كيل المرسل وكذلك الموازين فإنها متباينة جد التباين فالرطل المشهور
في أكثر المدن 12 ولكنه في عكا وبلادها أقتان فقط وإمتاز بعض البلدان بأرطال خصوصية لبعض أنواع المبيعات
فرطل الدخان 16 أوقيه والعسل 18 واللحم 16 أو18 أو21 والقطين 18 أو 21 وغير ذلك وجرة الزيت متفاوتة أيضاً
فهي في نابلس غيرها في القدس وفي يافا غيرها في حيفا وعكا وللقرى عيارات خاصة فجرة الزيت تترواح بين سبعة
أرطال إلى تسعة و10و11و16و18وهلم جرا فالمسافر الذي يطوف فلسطين يفتقر إلى درس طويل وإختبار كبير لمعرفة
النقد وأسعاره وفهم الموزونات والمكيلات فكيف به إذا ساح في جميع الأقطار العثمانية .


بعض أسواق فلسطين


كان للعرب منذ جاهليتهم أسواق ينتجعونها ويرتادونها فيستبضعون منها مايحتاجون ويعرضون ماكانوا مستغنين
عنه وهناك كانوا يتطارحون الاشعار ويتناشدونها فإذا ماإنقضى زمن الموسم انصرف بعضهم إلى البوادي والمنازل وإستأنف
البعض الأخر السير حيث المواسم الأخرى وقد أخذ سكان فلسطين أسواقهم من تلك المواسم الكبيرة وقصروها
على عرض البيع فقط "أسواق تجارية"
فترى الأقوام يتوافدون إليها من الصباح زرافات زرافات إلى أن تغص بالجماهير الطالبة والعارضة فيجول الشاري ويتردد
بين البائعين وينتقي منه مايعجبه ومايروق له فيسومه ويشتريه ثم يتصرفون قبيل العصر وأشهر هذه الأسواق :
سوق اللد وتقام يوم الإثنين من كل أسبوع , أسواق الناصرة , الرملة , وبئر السبع وتقام يوم الأربعاء وسوق بني
صعب وتقام يوم السبت أما أسواق القدس وغزة ومجدل وعسقلان ويافا والخليل ونابلس فكلها تقام يوم الجمعة
من كل أسبوع فلو إعتنت الحكومة بهذه الأسواق الطبيعية ووسعتها ونشطتها وحولتها إلى
معارض تجارية وأدبية لإستفادت منها كثيراً .

ما ريميا
26-09-2010, 04:00
أقسام فلسطين الإدارية

مر بفلسطين أطوار شتى كانت تنفرد بنفسها أو تقتسمها مصر أو سوريا ثم لا تلبث أن تطوي تحت جناح أحدهما
أو تنضم سوريا ومصر إلى العراق وتصير جميعها كتلة واحدة وقد أشرنا إلى ذلك فيما تقدم أما في القرن التاسع
عشر فقد إنتاش فلسطين تقلبات إدارية كثيرة نلخصها كما يأتي :

كانت عكا حاضرة فلسطين الإدارية الوحيدة ثم اقتطعت صيدا قسماً منها وبعد حين أخذت الشام نابلس
وبلادها وظلت وظلت البقية تابعة لعكا ثم التحقت جميعها بالشام مركز الحاكم العام "باشا الدورة" أما النظار والمتسلمون
"حكام البلاد" فكانو وطنيين نت فلسطين يحكمون مقاطعاتهم ويجبون الضرائب ويجمعون الجنود ويطوف عليهم "باشا الدورة"
فيأخذ منهم ما تعهدوا به.

فلما إعتزم السلطان محمود على الإصلاح الغى فرق الإنكشارية وأبادها ومحا الطوائف الأخرى كالسلاحدارية والعلوفجية
واستبدل بها فرقاً منظمة وغير العمامة بالطربوش الرومى وتزيى بالزى الأرووبي وأمر بإتخاذه زياً رسمياً وعسكرياً.

ثم جاء من بعده الملوك فأدركوا أنهم غرباء في البلاد العربية وتهجموا على فلسطين فنفوا بعض النظار
" أمراء الإقطاع" إلى طرابزون وحولوا النظارات والمتسلميات إلى مدريات على رأسها وطنيون ثم ألغيت
المديريات وتجرد المشايخ من الوظائف المحلية الإقطاعية وإستولى الأتراك على البلاد فعلاً فأمروا بتحرير
النفوس وطوبوا الأرضين ونظموا إدارة الأمن العام " البوليس والجندرمة" وأسسو العدلية فكانت محاكم فلسطين
تستأنف الحكم إلى عدلية الشام ثم تحولت إلى عملية بيروت وأمتازت القدس فصارت متصرفية مستقلة تخابر الأستانة
مباشرة في الأمور الإدارية وفي إبتداء القرن العشرين تأسس فيها محكمة إستئناف فإنضم إليها لواء نابلس وظل لواء عكا ملحقاً ببيروت .

ومن ثم حكم العثمانيون البلاد بلا واسطة فأرسلو مأموريهم الأتراك وقبضوا دفة الإدارة واتصلوا بالشعب ولكنهم تقربوا من
أصحاب النفوذ وراعوا امتيازتهم وأتخذوها الة لتنفيذ ماربهم فتسابقوا إلى تقديم الطاعة وترويج أوامر الحكومة ابتغاء الحزوة
عند المأمورين وكان سعيداً من كسب ثقتهم وظفر بودهم لأنه يستفيد من صحبتهم بغض أبصارهم عن أعماله مهما كانت
فيبطش ويستبد بالضعاف والفقراء ويغتصب أملاكهم ويمتص دمائهم ويبتز أموالهم ويعلو علواً كبيراً.

ما ريميا
26-09-2010, 04:07
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1940322&d=1384793827

تكونت الدولة العثمانية بقوة السلاح وبنيت على الحروب وأفلت كل شيء فتقدمهم من كان متأخراً
عنهم وعلاهم من كان دونهم فحاول السلطان محمود الإصلاح فلم يتوفق تماماً ولكنه أزاح عن أعين المفكرين
نقاباً وجاء من بعده السلطان عبد المجيد فنشر خط كلخانة سنة 1255هـ وسنة 1839 م ونظم القوانين والمحاكم
الإدارية والملكية وغير ذلك مما تتطلبه الحضارة ويلائم حالة الأمة إلا أن إرادة السلطان كانت فوق كل قانون فجاء
مدحت باشا بطل الحرية وأبو الدستور ورئيس أحرار العثمانين وتعهد للسلطان عبد الحميد قبل أن يجلس على العرش
أن يمهد له السبل ليكون سلطاناً بشرط أن يمنح الدستور للأمة ويمتع البلاد العثمانية بالحرية فوعده بتنفيذ ذلك ولما
بويع عبد الحميد بالسلطنة أعلن الحرية ونشر القانون الأساسي

وقد أمر بإنتخاب نواب عن جميع البلاد فذهب عن القدس العلامة الكبيرة يوسف ضيا باشا الخالدي وفتح المجلس
سنة 1294هـ ولكن لم يطب لعبد الحميد هذا العمل وشعر أنه مقيد ففضه وأغلفه 1295م وشرط الأحرار وطردهم
ونفاهم وبطش بالمتنورين وساس البلاد بالإستبداد والإرهاب فأكبر ذلك الشبيبة العثمانية الراقية وأبوا أن يخضعوا
لسلطة رجل غشوم فعملوا سراً وعلناً وفازوا بأمنيتهم فأعلنوا الحرية مرة ثانية في عهد هذا السلطان وضبطوا الأمور
حذرين من خداع المستبدين واستمالوا الجيش العسكري واحتلوا المراكز المهمة وأذاعوا الحرية في طول البلاد
وعرضها وكتمت في القدس حتى جهز بها الحاج راغب أفندي الخالدي والمرحوم حسين أفندي سليم الحسيني
وكان شعار الناس قاطبة حرية عدالة مساواة فكثر الفساد وعم التعدي وضعفت الإدارة الملكية وسادت الفوضى
وضوءلت هيبة الحكومة وطمح الناس إلى إحتقار الحكام وجهلوا معنى الحرية فظنوها الإشتراكية أو الفوضوية فكان الرجل
ينهب مال غيره ويستبد بالضعيف وإذا عنفته أو زجرته قال حرية ومساواة .

ثم أمر بإنتخاب نواب عن البلاد فذهب لواء القدس المرحوم روحي بك الخالدي وسعيد أفندي الحسيني وحافظ
بك السعيد(يافا) وعن لواء نابلس الشيخ أحمد أفندي الخماش وعن لواء عكا الشيخ أسعد أفندي شقير وفتح المجلس
وبعد حين باغتهم السلطان عبد الحميد وفتك بالإحرار وأعلن ثورة ضدهم بإسم الدين وحاول القضاء على الروح الجديدة
فداهمه محمود شوكت باشا الفاروقي واحتل الأستانة فإجتمع النواب وقرروا خلع السلطان سنة 1325هـ وسنة 1908م
وأمنوا شر الطاغية الكبرى وجعلوا مكانه محمد رشاد الخامس وهنالك تكبر الإتحاديون وتولوا إدارة البلاد فقال بعضهم بإستتراك
العناصر الأخرى أو إبادتهم ولعبت الأيدي الأجنبية فهب رجال العرب وانضم إليهم متعدلو الأتراك فاسسوا حزب الإئتلاف وزاحموا
الإتحاديين وحاولوا أن يكثروهم في المجالس فطافوا البلاد وخطبوا فلم ينجحوا فذهب عن القدس ثانية روحي بك الخالدي
وعثمان أفندي النشاشيبي وأحمد عارف الحسيني (غزة) وعن نابلس حيدر بك طوقان وعن عكا الشيخ الشقيري فلم تطل
مدتهم وحل المجلس وأعيد الإنتخاب ثالثة فحاز الأكثرية عن القدس راغب بك الناشيبي وسعيد أفندي الحسيني وفيضى
أفندي العلمي وعن نابلس توفيق أفندي حماد وأمين بك عبد الهادي وعن عكا عبد القتح أفندي السعدي .

فتنبه العرب وأدركوا أنهم مغلوبون على أمرهم والأتراك مسيطرون عليهم فلم يطمئنوا ولم يرضوا عن هذا الجور
فهب أهالي سورية مطالبين بالإصلاح على قاعدة اللامركزية أي إستقلال داخلى إلى جميع بلاد العرب وجهر بعض
النواب والوجهاء بأمنيتهم ونادى طلاب مدارس الأستانة بهذه الدعوة وعقدوا الإجتماعات وأسسوا النوادي والجرائد والمجلات
ليدافعوا عن قضيتهم ثم عقدوا مؤتمراً عاماً في باريس تداولوا فيه أبحاثاً هامة وقرروا قرارات خطيرة وبثوا دعاتهم في سائر
الأقطار والأمصار فكان داعيتهم في القدس أبو حسين النشاشيبي فأشبع روح الشباب بتعاليمه الوطنية حتى عالنوا الحكومة
بأمانيهم وجاهروا ونقموا سياسة الأتراك ووجهوا نظرهم نحو الجزيرة وعلقوا أمالهم بمنقذ العرب السلطان حسين الهاشمي
فاستوحشت منهم الحومة العثمانية وترضتهم وهادنتهم واعتزمت على أن تحدث تغييراً في قوانين وشكل إدارة البلاد العربية
وقد نال بعض رجال العرب مناصب عالية وأمرت الحكومة أن تكون اللغة العربية رسمية في البلاد التي يكون أكثرها عرباً .

وبينما هم يستخلصون حقوقهم تدريجياً فاجأتهم الحرب العامة فأخدمت الجذوة العربية
المتقدة في الصدور المندفعة والأنوف الحمية.

JUDGE
26-09-2010, 04:09
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1940323&d=1384793827


الإدارة العسكرية


في أواخر سنة 1917 اكتسح الجيش البريطاني جنوبي فلسطين واخترق منطقة طولكرم في 19 أيلول
سنة 1918م فقضى على الجيش التركي وجلت الحكومة العثمانية عن البلاد وقامت على أثرها حكومة أنكليزية عسكرية
دعيت " ادارة بلاد العدو المحتلة " وتعين الجنرال كلايتن Clayton مديراً عاماً لها ثم خلفهٌ الجنرال موني Money
فالجنرال وطسن Watson فالجنرال بولز Bols وقد تغيرت هذه الإدارة في إبتداء سنة 1920م إدارة ملكية على رأستها
السر هربرت مندوباً سامياً لجلالة الملك جورج وعهد إليه تنفيذ وعد بلفور بجعل فلسطين وطناً قومياً لليهود كما قرر مؤتمر
سان ريمو 20 نيسان من سنة 1920م فقدم المندوب السامي وتلا أمر " فرمان " جلالة الملك
في الطور يوم الأربعاء في 7 تموز وهذا نصهُ:
إلى مأمور من فخامة جلالة الملك جورج الخامس أن أبلغكم الرسالة الأتية

إلى أهالي فلسطين
إن الدول المتحالفة التي نالت الفوز الباهر في هذه الحرب قد أودعت بلادي أمر الوصاية على فلسطين
لكي تسهر على صوالحها وتكفى بلادكم العمران السلام الذي طالما كنتم تنشدونهٌ
انى أذكر بافتخار العمل المجيد الذي قامت به جنودي تحت قيادة الفيلد مارشال اللورد اللنبى بتحرير بلادكم
من النير التركي وسأتهلل حقيقة إذا وفقت أنا وشعبي أيضاً أن نكون وسيلة لتنالوا السعادة بوجود إدارة جازمة وصادقة .
أنى أرغب أن أؤكد لكم أن الدولة ذات الوصاية ستنفذ ماعليها من الواجبات بدوم محاباة مطلقاً كمان
وأن في عزم حكومتي أن تحترم حقوق العناصر والمذاهب على اخلافها في المدة التي يلزم انقضاؤها إلى أن يصادق
مجلس عصبة الأمم نهائياً على أمر الوصاية وفي المستقبل عند ماتكون قدر صارت الوصاية أمراً واقعاً .
لا يخفاكم أن الدول المتحالفة والمشتركة قد قررت أن تتخذ التدابير لتضمن تأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين
بالتدريج وهذه التدابير لن تؤثر قطعياً على حقوق الأهالي الدينية أو المدنية ولن تنقص من الرقي المنوى لعموم طبقات
الشعب الفلسطيني : أنى اثق أن المندوب السامي الذي انتدبتهٌ لانفاذ هذه المبادئ سيفعل ذلك بعزم وثبات ونية
صادقة وسيسعى لاستعمالكل الوسائل التي تؤول إلى خير واتخاذ طبقات الشعب على اختلاف مذاهبه.
أنى أدرس جيداً خطورة الائتمان المحدقة بحكومة البلاد التي يقدسها المسيحى والمسلم واليهودى على
السواء وسأحافظ بكل إهتمام وعاطفة حارة في المستقبل على رقى وعمران البلاد التي ينظر
العالم إلى تاريخها باهتمام عظيم .


ثم تلاه مرة ثانية على جبل الكرمل في حيفا وشرع بتطبيق قرار الحلفاء فجعل لغات البلاد الرسمية
ثلاثاً العربية والانكليزية والعبرية واعترف بوجود القومسيون الصهيونى ووظائفه وحاول أن يقنع العرب بأن الصهيونية
نافعة ومفيدة فأخفق في سعيهِ وخسرت سياسته.

JUDGE
26-09-2010, 14:35
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1940324&d=1384793955

صدور الوعد

لم يشهد تاريخ البشرية حربا طاحنة نجم عنها من المتغيرات والثورات والتقلبات ما نجم عن الحرب العالمية الأولى فمع
نهاية هذه الحرب كانت نهاية أربع امبراطوريات في أوروبا وآسيا هي الامبراطوريات الروسية القيصرية والنمساوية والألمانية
والعثمانية وقد أدى اضمحلال الامبراطوريات هذه الى المزيد من قيام الدول القومية في أوروبا الشرقية الوسطى والمزيد
من التوسع لدول أخرى كاليابان وايطاليا أما الارث العثماني في الشرق الأدنى فقد بات من حقوق الحلفاء المنتصرين وهم بريطانيا وفرنسا

تلك هي النتائج البارزة للحرب الكبرى في الخرائط الجديدة أما أهم النتائج التي تخطت فيما بعد حدودها على الأرض
فهي امتداد الثورة الاشتراكية الى خارج روسيا من جهة وتعاظم القوة الأمريكية والنفوذ الأمريكي مع الانحسار النسبي
لقوة بريطانيا وفرنسا ونفوذهما في الوضع الدولي من جهة أخرى وذلك على الرغم من كل ما بدا ظاهريا آنذاك من صورة
مغايرة للحقيقة تتمثل في العزوف الأمريكي عن السيطرة وفي قدرة المارد الاستعماري البريطاني
الفرنسي على ابتلاع الشرق

وقد رأى المؤرخ الفيلسوف أوزوالد شبنغلر انهيار بريطانيا قادما على الطريق مع نهاية الحرب العالمية الأولى
وهي كانت لا تزال في قمة سطوتها الظاهرة

انفردت فلسطين وحدها دون بلاد العالم كله بأثر استعماري مزدوج للحرب الكبرى فكان هناك أثر مباشر تجلى في
وقوع فلسطين جزءا من حصة بريطانيا عند تقاسم المغانم وأثر غير مباشر لم تظهر نتائجه الا بعد ثلاثين عاما أي مع نشوء
دولة اسرائيل وقد كانت الاشارة الأولى الى " اسرائيل " هذه عبر وعد بلفور اشارة غامضة تستنتج استنتاجا من خلال تحليل
الوعد ومن خلال تعبير " الوطن العربي " الذي قدمت له شروحات معتادة في حينه

احتوى الوعد بالنص الانجليزي على 67 كلمة ولم يعرف في التاريخ الدبلوماسي أن نصا ما أو اتفاقية ما نال من العناية الجهد
والشطب والتغيير ما ناله هذا النص ذو الأسطر المعدودة لقد استهلكت اللقاءات والمفاوضات والتحضيرات لهذا الوعد عدة أعوام
وأما صناعة النص وحدها فقد استغرقت عامين عمل خلالهما عدة فرقاء على اعداد نصوص متعددة وقد عبرت هذه النصوص
المحيط الأطلسي للتشاور والاتفاق مع اليهود في الولايات المتحدة وأخيرا وبعد تنقيح ست مسودات في المرحلة الأخيرة صدر الوعد

صدر وعد بلفور عن وزارة الخارجية البريطانية في 2تشرين الثاني / نوفمبر 1917 وهو عبارة عن رسالة من اللورد بلفور
وزير الخارجية الى روتشيلد أحد كبار الأثرياء اليهود:

ان حكومة جلالة الملك تنظر بعين العطف الى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين وستبذل جهدها
لتسخيل تحقيق هذه الغاية على أن يفهم جليا أن يؤتى بعمل من شأنه أن يغير الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها
الطوائف الغير يهودية المقيمة الآن في فلسطين ولا الحقوق والوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى


قانونية الوعد

حاول وايزمن في مذكراته أن يخفي الكثير من الخطوات التحضيرية للوعد وهو الذي كان على رأس الفريق الصهيوني
المفاوض فقال بينما كان مجلس الوزراء البريطاني مجتمعا لاقراره صيغة الوعد جاء ماركس سايكس يبشره ووثيقة الوعد
في يده وهو يقول : ( دكتور وايزمن انه صبي ) ويعلق وايزمن في مذكراته : ( حسنا أنا لم يعجبني الصبي في البداية
فهو لم يكن ما كنت أتوقعه لكنني أدركت أن هذه الولادة حدث كبير )

يلقي انكار وايزمن لمعرفته المسبقة بكل تفاصيل الوعد وحتى بصيغته الضوء على أهمية الشكل الذ اتفق عليه فالوعد
شكليا مجرد رسالة من وزير الخارجية البريطاني الى ثري يهودي وليس من المفروض أن يكون الثري اليهودي ومن معه
أو من وراءه على اطلاع مسبق بمضمون الرسالة
أما في الحقيقة فهذا الوعد اتفاقية بين بريطانايا والحركة الصهيونية وهي أغرب اتفاقية في التاريخ اذ لم يوقعها الفريق الثاني
أي الحركة الصهيونية ولا حتى من يفترض فيه انه ممثل لها ولليهود أي روتشيلد غير أن هذا الوعد قد اكتسب شرعية قانونية
دولية من وجهتي النظر البريطانية والصهيونية معا حين تضمن صك الانتداب البريطاني على فلسطين هذا الوعد ثم حين أقر
صك الانتداب نفسه من قبل عصبة الأمم في جنيف سنة 1922

وأما التساؤل : لماذا صدر الوعد اذا وعدا في رسالة ولم يصدر في اتفاقية رسمية كما تكون الاتفاقيات السياسية الرسمية
فتسقط أهميته ما دام الفريقان المعنيان قد اعتبرا وثيقة سياسية رسمية . . هناك فرقاء آخرون لم يقروا بأن لـ الوعد
شرعية قانونية دولية وقد دحض المحامي الفلسطيني هنري كتن هذه الشرعية من وجهة النظر القانونية المحضة فقال أنه
لم يكن لـ " الوعد " أصلا شرعية قانونية حين صدوره .

فبريطانيا لم تكن لها سيادة على فلسطين ولا سلطة لاصدار الوعد وهذا ما يجعل الوعد باطلا قانونيا . .

أهداف الوعد ودوافعه

كان الهدف الرئيسي لبريطانيا من اصدار الوعد أن تتمكن بعد الحرب من احكام قبضتها الاستعمارية على فلسطين من دون
أن يكون لفرنسا أو غيرها من القوى الدولية أي نفوذ أو حصة في فلسطين . .
ومن أجل تحقيق هذا الهدف كان لابد من أن تتحالف بريطانيا مع الحركة الصهيونية وقد اعتقدت حين أصدرت الوعد أنها ستستمر
في مكانة الدولة الاستعمارية الأولى وأن الصهاينة سيستمرون في موقع المحتاج الى عطف الدولة الكبرى والاعتماد
عليها كما توحي بذلك صيغة الوعد

رأى جورج أنطونيوس أن هناك دافعين رئيسين الى اصدار الوعد واعتبر الدافع الاستعماري هو الدافع الأقوى بينهما وغايته
تأمين فلسطين أو جزء منها لتكون حصنا حاميا لوجود بريطانيا ومصالحها في مصر من جهة ومركز لاتصالها بمستعمراتها
في أقصى الشرق من جهة ثانية.

أما الدافع الثاني فهو دافع سياسي يرمي الى كسب العناصر الصهيونية في المانيا والنمسا وهي التي كانت تفاوض قوى
المحور لاصدار وعد تركي لليهود في فلسطين فأرادت بريطانيا اقناع الصهاينة بأن النصر ان لم يكن الى الحلفاء فهو الذي يؤمن
الوعد لهم وفي الوقت نفسه أرادت أن تلطف من عداء اليهود في دول الحلفاء تجاه روسيا واعطاء هؤلاء اليهود الذين كانوا فاعلين
في القضاء على العهد القيصري حافزا ومحركا للعمل على ابقاء روسيا في دوامة الحرب

لم يلغ أنطونيوس وجود الدوافع الأخرى من مالية أو سياسية أو دينية أو انسانية فتلك لها أهميتها غر أن الدافع الاستعماري كانت
له الأولوية وحتى لو لم تتفق بريطانيا مع الحركة الصهيونية على وعد بلفور بالذات فقد كان من الواضح أن بريطانيا هي التي
كانت تفتح الآفاق أمام الصهاينة للمساومات من أجل أن تكون فلسطين من حصتها عندنا تقاسم غنائم الحرب

كان لبريطانيا في مرحلة المفاوضات بشأن الوعد مطلبان ملحان أولهما كسب الحرب وثانيهما الدفع بقوة بريطانيا العسكرية
ومكانتها الدولية الى الحد الأقصى تمهيدا لمفاوضات السلام المقبلة ومع احراز ألمانيا التفوق في حرب الغواصات سنة 1917 أخذت
بريطانيا تبحث عن المساعدات من أي مكان وهكذا تلاقت المصالح البريطانية مع المصالح الصهيونية

كان لويد جورج رئيس الوزراء البريطاني وبلفور وزير خارجيته في مقدمة الساسة البريطانيين من أنصار الوعد ولايذكر شتاين صاحب
الكتاب الشهير عن وعد بلفور شيا عن دوافعهما الاستعمارية بل انه ينسب الى بلفور آراء معادية للسامية في فترة ما قبل
الحرب وكذلك بالنسبة الى لويد جورج غير أنه في الوقت نفسه يركز كثيرا على انسانية لويد جورج وتأثره بالحكايات والنبوءات التورتية
بعودة اليهود الى الأرض المقدسة وقد وصفه شتاين بأنه " كان حساسا تجاه الرؤيا اليهودية الدينية "

ولا يوجد في مذكرات وايزمن أي تلميح الى الأهداف الاستعمارية البريطانية فلويد جورج في رأيه كان انسانيا كما أن الدوافع
لدى بريطانيا كانت اجمالا في رأيه من منطلقات انسانية فقط

وكذلك هربرت صموئيل في مذكراته فهو يعزو الدوافع الرئيسية للحكومة البريطانية الى عطف حقيقي على تطلعات اليهود الى
استعادة فلسطين انطلاقا من العامل الروحاني والقيم الخلقية لليهود وللعالم كله بصورة غير مباشرة وبعد سرد الفوائد الاقتصادية
والحضارية للوطن اليهودي يصل هربرت الى ذكر " صون مصالح بريطانيا "

JUDGE
26-09-2010, 14:38
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1940325&d=1384793955

تمثل فريق الحركة الصهيونية في المفاوضات بأبرز زعمائها في بريطانيا خلال الحرب الكبرى، فكان برئاسة
الدكتور وايزمن، عضو المؤتمرات الصهيونية ورئيس الاتحاد الانكليزي الصهيوني.
وكان المفاوض الثاني ناحوم سوكولف، وهو المؤرخ وعضو اللجنة التنفيذية في المنظمة الصهيونية.
وكان على رأس الجانب البريطاني لويد جورج رئيس الوزراء، واللورد بلفور وزير خارجيته.
ويصعب تعداد الساسة البريطانيين المسؤولين المؤيدين للصهيونية، غير أن أبرز الأسماء
هي إسما هربرت صموئيل، ومارك سايكس.

قابل وايزمن لويد جورج في كانون الثاني/ يناير 1915، كما قابل بلفور باستمرار خلال سنتي 1915 و 1916؛
فقد كان الثاني، بصفته مسؤولا عن الأميرالية البحرية، رئيسا لأول في نطاق العمل، إذ كان يعمل مستشارا
علميا كيميائيا للأميرالية البحرية، وهكذا توثقت عرى المعرفة بين الرجلين.
وبرز الكثيرون من الكتّاب والأصدقاء الانكليز المؤيدين للصهيونية السياسية. وكان أولهم سكوت المحرر في صحيفة
((مانشستر غارديان))، وزميله سايدبوثام المحرر العسكري في الجريدة نفسها التي نشرت
له في 22 تشرين الثاني/ نوفمبر 1915 المقال الرائد والأول في الربط الوثيق بين الأهداف الصهيونية وانتصار
الحلفاء في الحرب. واستمرت هذه الصحيفة في إتباع الخط الصهيوني، حتى تقدم سايدبوثام ومجموعة من
أصدقائه اليهود في مانشستر بمذكرة إلى الحكومة البريطانية يحثونها فيها على مساندة الصهيونية سياسيا
وعسكريا وإنسانيا، ورفعوها إلى وزارة الخارجية في ربيع سنة 1916. كما قاموا بإنشاء لجنة فلسطين البريطانية
وإصدار دورية اسبوعية تبدو، شكلا، بريطانية ليبرالية استعمارية، وأما محتوى، فصهيونية كليا.

كان هربرت صموئيل من أبرز الوزراء المؤيدين للصهيونية في حكومة إسكويث، وقد قدم مذكرة صهيونية على
هذه الحكومة في تشرين الأول/ أكتوبر 1916، غير أنها لم تلق صدى لانشغال الحكومة بقضايا أكثر أهمية؛
فالحرب كانت مستمرة ولكنها لم تكن تتقدم بصورة جيدة، وفرنسا غير متحمسة على الإطلاق لوطن يهودي
بإشراف بريطانيا، والأميركيون لم يكن تأثيرهم واضحا بعد.

وقد كانت هذه الأسباب خلفية الأزمة التي أدت إلى استقالة حكومة إسكويث في كانون الأول/ ديسمبر 1916،
ومجىء حكومة لويد جورج. لقد خسرت الصهيونية في الحكومة الجديدة هربرت صموئيل لكنها ربحت رئيس الحكومة
نفسه ووزير خارجيته بلفور، بالإضافة إلى اللورد ميلنر عضو المجلس الحربي، واللورد روبرت سيسل مساعد وزير الخارجية.
أما من زعماء الفريق اليهودي المناوئ، فقد ضمت الحكومة الجديدة إدوين مونتاغو بعد انقطاع قصير.

رافق التغيير الحكومي تطورات عسكرية؛ فقد اخترق الجيش البريطاني شبه جزيرة سينا في أواخر سنة 1916،
وقام بعدوان على غزة في آذار/ مارس 1917 انتهى بفشل. غير أن هذا لم يمنع المجلس الحربي
من اتخاذ قرار في 2 نيسان/إبريل بغزو فلسطين.

منذ بدء المباحثات في لندن بين الجانبين الصهيوني والبريطاني، بادر فريق من اليهود إلى إعلان معارضتهم
لدولة يهودية كما يريدها الصهاينة. وقاد هذه الحملة مجلس ممثلي اليهود البريطانيين، والرابطة الانكليزية اليهودية،
وحفنة من كبار الأثرياء اليهود يتقدمهم إدوين مونتاغو الذي أصبح وزير الدولة لشؤون الهند، وكلود مونتفيوري.
وتألفت ((اللجنة اليهودية المشتركة)) التي أخذت على عاتقها التكلم باسم اليهود الانكليز.
وقد نشرت في جريدة ((التايمز)) رسالة في 24 أيار/مايو 1917 تعترض فيها بشدة على المشروع الصهيوني.
وقد كان هؤلاء مناصرين للثقافة اليهودية في فلسطين، ومطالبين بالحريات المدنية والدينية
والحقوق السياسية لليهود في فلسطين أسوة ببقية الشعب في البلاد. فنظرتهم إلى اليهودية اقتصرت
على كون اليهودية نظاما دينيا، ولا علاقة بينها وبين موقعهم السياسي؛ ولذلك أعلنوا
((أنهم كمواطنين في البلاد التي يعيشون فيها، فهم يشعرون بانتمائهم انتماء كاملا وصادقا إلى
الروح القومية في هذه البلاد، ومصالحها.)) وأكدوا أن الاعتراف بقومية يهودية في فلسطين سيستتبع
معاملة اليهود كأغراب في دول العالم وتهديد مراكزهم فيها، ولذلك فقد رفضوا رفضا قاطعا ان يكون لليهود
امتيازات سياسية أو أفضلية اقتصادية على سائر المواطنين، خوفا من أن ينعكس هذا التمييز على وضع اليهود
في الدول، حيث مصلحة اليهود قائمة على مبدأ المساواة في الحقوق بين كل الأديان. فإذا أخل اليهود بهذا
المبدأ في فلسطين، فسيرتد عليهم هذا الخلل، ولاسيما لأنهم سيبقون الأقلية في فلسطين،
وسوف تؤدي هذه الأوضاع إلى استعداء جيرانهم من قوميات وأديان أخرى، فتكون النتيجة تأخر اليهود، لا تقدمهم.
وكان مونتاغو واضحا جدا في هذا الاتجاه حين قال: ((إن تحرر اليهود وحريتهم في دول العالم أكثر أهمية ألف مرة من وطن.))

كان للمعارضة اليهودية أثر بارز في نص الوعد، فلم تعتبر فلسطين هي ((الوطن القومي للشعب اليهودي))،
كما يريد الصهاينة، وإنما كان التعبير ((تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين.))
كذلك كان أثرها في ضمانة حقوق اليهود في الأقطار التي يسكنونها.
عين لويد جورج السير مارك سايكس ليبدأ المفاوضات مع الصهاينة والواقع أن كلا من الفريقين كان
يعتمد على سايكس كمستشار لخبرته بشؤون الشرق الأدنى. وفي شباط/فبراير 1917، عقد اللقاء الرسمي
الأول في سلسلة اللقاءات التي انتهت بوعد بلفور، وكان بحضور سايكس وصموئيل، بالإضافة إلى زعماء الصهاينة
وعلى رأسهم وايزمن، وبالإضافة إلى اثنين من آل روتشيلد.

كانت سنة 1917 حافلة بالنشاط المتواصل: سوكولوف يسافر إلى إيطاليا وفرنسا لتسويق المشروع الصهيوني؛
والخلافات اليهودية تتراجع حدتها امام كسب اليهود في الولايات المتحدة، وبزوغ نجم القاضي برندايس؛
ووازمن يسافر إلى جبل طارق حيث يلتقي يهودا أميركيين.

وكانت هذه السنة أيضا مملوءة بالشطب والتعديل والتغيير في صيغة الوعد؛ فكلمة ((وطن قومي)) جاءت
مكان ((مأوى)) أو ((ملجأ)). وعندما ابتدأت صناعة المسودات في وزارة الخارجية، كانت الحكومة البريطانية تتجه
إلى إعلان جعل فلسطين ملاذا لليهود والضحايا الهاربين من الاضطهاد؛ وهنا عارض سوكولوف مصراً على أن يلقى
الوعد أهداف مؤتمر بازل بإنشاء وطن قومي للشعب اليهودي. وكان الاتجاه الصهيوني مع غصدار وعد مقتضب يتضمن
مبدأين: مبدأ الاعتراف بفلسطين وطنا قوميا للشعب اليهودي؛ ومبدا الاعتراف بالمنظمة الصهيونية.
كان للصهاينة ما أرادوا، في نهاية المطاف، فحصلوا على وعدهم. أما بالنسبة إلى بريطانيا، فلم يكن هذا هو الوعد أو
المشروع الأول بشأن فلطين، بل كان الرابع: فالأول كان الاتفاقية البريطانية مع الأتراك الاتحاديين سنة 1913؛
والثاني الاتفاقية مع العرب عبر رسالة مكماهون إلى الشريف حسين في 24 تشرين الأول/أكتوبر 1915،
والثالث اتفاقية سايكس- بيكو في أيار/ مايو 1916؛ والرابع وعد بلفور في تشرين الثاني/نوفمبر 1917.

ما ريميا
26-09-2010, 14:45
ردات الفعل الدولية

نشرت الصحافة البريطانية نص الوعد في 8 تشرين الثاني/نوفمبر 1917،
وكان تقديمها وعرضها للوعد يعنيان حتما التمهيد لدولة يهودية. فقد ردرت صحيفة الديلي
إكسبرس بما نشيت كبير: دولة لليهود أما صحيفتا الايمز و مورننغ بوست فاختارتا مانشيت:
فلسطين لليهود. كما علقت صحيفة ذي أو بزيرفر بأنه لا يمكن أن تكون هناك، في هذه المرحلة الحاسمة،
ضربة سياسية تفوقها عدلا وحكمة.

قام اليهود بتوزيع الوعد بالطائرات على تجمعاتهم في المدن الألمانية والنمساوية، وكذلك من بولونيا إلى البحر الأسود.
أما السلطات البريطانية، لم تنشر شيئا موجها إلى الشعب الفلسطيني، وخلا إعلان الجنرال أللنبي
في إثر احتلال الجيش البريطاني للقدس في 9 كانون الأول/ ديسمبر 1917 ودخوله المدينة دخول الظافرين
بعد يومين، من أية إشارة إلى وعد بلفور. وطوال سنتي 1918 و 1919، لم يطبع الوعد رسميا، ولم ينشر رسميا،
ولا أشير إليه مرة واحدة في مناسبة عامة. وقد مرت ثلاثة أعوام حتى أذيع الوعد رسميا في فلسطين.
وكانت أول مرة عرف فيها الشعب الفلسطيني بالوعد، بواسطة جريدة المقطم التي نشرت نصه
في 9 تشرين الثاني/ نوفمبر 1917 نقلا عن مراسلها في لندن. ولما عادت بعد أربعة أيام تنشر صدى
الوعد لدى يهود الاسكندرية، واحتفالاتهم الكبيرة، أيقن العرب فداحة الخطب.

أظهرت المجتمعات اليهودية في مختلف الأقطار ابتهاجا كبيرا، وبرزت حماسة اليهود الروس والأميركيين
في مئات القرارات المؤيدة. وحتى اليهود الذين كانوا بعيدين عن الشؤون اليهودية قد أعربوا عن استعدادهم
للمساهمة في بناء فلسطين الجديدة. أما زعماء اليهود الألمان، وعلى الرغم من موقفهم غير المستقر،
فإنهم رحبوا بـالوعد كحدث تاريخي عالمي، وضاعفوا جهودهم للحول على وعد من ألمانيا وتركيا..

تسلمت وزارة الخارجية الألمانية رسميا نص الوعد في 12 تشرين الثاني/ نوفمبر. غير أن وزير الدولة الألماني
لم يقابل وفدا صهيونيا بحجة مشاغله؛ وقد عكس هذا موقف الحكومة الألمانية المعارض للصهيونية.
أما وزير الخارجية النمساوي، فقد استقبل وفدا صهيونيا في الفترة نفسها، ووعد بالمساعدة.

أيد الرئيس ولسون الوعد، لكنه لم يعلن بداية تأييده رسميا بسبب ضغط من وزير خارجيته الذي رأى عدم
توريط ولسون، وحجته أن الولايات المتحدة ليست في حرب مع تركيا، وأن اليهود أنفسهم منقسمون حول الصهيونية،
وأن المصالح التجارية في البلاد المقدسة لا يمكن تجاهلها. غير أن الرئيس ولسون عاد، بعد عشرة
أشهر من صدور الوعد فأبدى إعجابه وتأييده للصهيونية، وذلك في رسالة بعث بها إلى الحاخام ستيفان وايز،
ررئيس اللجنة الأميركية الموقتة للشؤون الصهيونية العامة. كما يروي وايزمن على لسان ولسون قوله:
إنني مقتنع بأن الأمم الحليفة، بالتعاون التام إلى حكومة البلشفيك الجديدة في بيتروغراد؛
فقد كانت فلسطين بعيدة وغير مهمة نسبيا. وعندما علق المسؤولون لاحقا على الوعد، قالوا أنه
مكيدة امبريالية، وجزء من خطة شاملة ضد السوفيات، من أجل دعم المصالح الامبريالية ضد الثورة العالمية.

تميزت الحكومة الايطالية بموقف عقلاني مختلف عن سائر الدول الغربية، ولم تكن الحكومة الفاشية قد قامت بعد،
حتى ينسب الموقف الايطالي إلى المعسكر المضاد. فقد أعربت وزارة الخارجية الايطالية بوضوح عن
أنها تفضل إقامة نظام دولي في فلسطين على الحماية البريطانية. ثم قدمت جوابا أكثر دقة ودبلوماسية،
قام السفير الايطالي في لندن بتسليمه إلى سوكولوف في 9 أيار/مايو 1918، وفيه تأكيد لمواقف
الحكومة الايطالية السابقة، واستعدادها لاتخاذ الخطوات الملائمة ((من أجل تسهيل إنشاء مركز قومي
يهودي في فلسطين، مع الإدراك أنه، من ناحية ثانية، لن يشأ عنه أي إجحاف بالوضع القانوني والسياسي
للجماعات الدينية القائمة، ولا بالحقوق المدنية والسياسية التي يتمتع الإسرائيليون بها في أي بلد آخر.
لقد تميز الموقف الايطالي بنقطتين بارزتين: الأولى، استعمال تعبير الجماعات الدينية كما يجب استعماله،
لا كما استعمله بلفور، بإطلاق التعبير جماعات دينية لفظا، والمراد منه حقيقة جماعات قومية والثانية،
تركيز الحكومة الايطالية على الوضع القانوني والسياسي لسكان البلاد، وهذا التركيز بحد ذاته يناقض جوهر الوعد أصلا.

Sousuke Sagara
26-09-2010, 15:17
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1940326&d=1384793955


تختلف الشروحات بشأن وعد بلفور اختلافات بينة. وإن تكن هناك من صفة واحدة يمكن إطلاقها
على هذا الوعد فهي صفة الغموض؛ فللكلمة الواحدة تأويلات متعددة، وعن التعبير الواحد تصريحات متباينة.
ولم ينكر الكتّاب الصهاينة الأذكياء غموض الوعد، حتى أن شتاين هو الذي يقول إن وعد بلفور ليس وثيقة
قانونية بل سياسية، وهي وثيقة غامضة بكل معنى الكلمة، بحيث يمكن تفسيرها بطرق متباينة.
ولما كان الوضع الدولي مرنا للغاية، فقد اختلفت التفسيرات من أسبوع إلى آخر.


قدم الوعد لكل شعب بصورة مختلفة، فقد قدم للانكليز على أنه النتاج الخالص لحكومتهم؛
وقدم لليهود كضمانة لم تنبع إلا من ضمير الحكومة البريطانية؛ ثم قدم للعرب فيما بعد على أنه صوت
بريطانيا الحليفة، وقيل لهم أنه وعد لليهود- ولم يقل لهم أنه نص أعده صهاينة من مختلف الجنسيات-
وطلب منهم احترامه لأنه حصيلة الفكر البريطاني بالنسبة إلى مشكلة فلسطين.


كان الطرح النساني أول الشروحات المعلنة التي قدمها بريطانيون مسؤولون؛ ففي الاحتفال
الذي أقم لـ الوعد في دار الأوبرا في لندن بتاريخ 2 كانون الأول/ديسمبر 1917،
تكلم ثلاثة من كبار السياسيين فقال روبرت سيسل:

" أمنيتنا أن تكون البلاد العربية للعرب، وأرمينيا للأرمن، ويهودا لليهود ... وإن تمت الأمور هكذا، فلتكن تركيا، تركيا الحقيقية، للأتراك."

وتحدث مارك سايكس بعواطف مشابهة مع أمله " بأن تحمل الصهيونية روحانية آسيا إلى أوروبا، وحيوية أوروبا إلى آسيا."

أما أورمسبي-غور (وزير الدولة لشؤون المستعمرات 1936-1938)،
فقد تكلم بغموض أكثر إذا بعد أن أعرب عن سعادته بأن وعد بلفور قد صدر بينما كادت بريطانيا
تحتل فلسطين، محاولا إيهام المستمعين بأن الكسب لم يكن بسبب الوعد،
قال " إنه دعم المطلب اليهودي كعضو في الكنيسة الانكليزية."

تباينت الشروحات كثيرا بشأن تعبير الوطن القومي، فقد أنكرت المنظمة الصهيونية، في المرحلة الأولى،
أي هدف لها في إقامة دولة. حتى أن سوكولوف قال في مقدمة كتابه الذي كتبه سنة 1918،
أن الدولة اليهودية لم تكن قط جزءا من البرنامج الصهيوني. غير أن هذا يتناقض كليا مع خطاب الدكتور
موسى غاستر- أحد زعماء اليهود – في الاحتفال المذكور أعلاه عندما أعلن:
" أن اليهود أرادوا فلسطين لتكون فلسطين اليهود، لا مجرد فلسطين ليهود. لقد رغبوا في الأرض من
جديد لتصبح كما كانت في الأيام الغابرة، وكما كانت في صلوات اليهود وفي توراتهم. الأرض يجب أن تكون لهم."

في أثناء انعقاد مؤتمر السلم في باريس سال لانسنغ، وزير الخارجية الأميركي،
وايزمن " ماذا تعني بالوطن القومي اليهودي؟" وأجابه وايزمن: " أنه يعني إيجاد إدارة تنشأ
عن أوضاع البلاد الطبيعية، مع أمل بأن تؤدي الهجرة اليهودية إلى أن تصبح فلسطين في النهاية يهودية،
كما هي إنكلترا إنكليزية."


ثم طرح وايزمن بدوره، السؤال على الوزير الأميركي: هل أوضحت وجهة نظري؟
فرد عليه: " من دون ريب "

صدر أول شرح بريطاني رسمي للوعد في ايار/مايو1922 عبر الكتاب الأبيض الذي رفعته الحكومة
إلى مجلس النواب. وقد برز فيه، أولا، ما لم يكن يرمي الوعد إليه، لا ما يرمي إليه، فـ((الوعد))
لم يكن يعني جعل فلسطين بلدا يهوديا كليا، و الوعد لم يهدف إلى اضمحلال السكان العرب،
أو اضمحلال لغتهم أو حضارتهم، أو جعلهم في مرتبة أدنى؛ فجنسية المواطنين جميعا
لن تكون إلا جنسية فلسطينية.


ثم مضى الكتاب الأبيض يشرح ما يعنيه الوعد. فجاء فيه أن هناك 80,000 يهودي،
لهم مؤسساتهم الدينية والاجتماعية، ولهم لغتهم وعاداتهم، وهم يملكون خصائص قومية،
وقد كان الوعد يهدف إلى تطورات المجتمع اليهودي القائم بحيث يصبح مركزا يستمد منه الشعب
اليهودي ككل- انطلاقا من الدين والعرق- أهمية واعتزاز. وتوقف الكتاب الأبيض مليا إزاء الروابط التاريخية
وأهمية الدعم الدولي والهجرة اليهودية.


لم يذكر العرب أي شعب فلسطين في الوعد قط، واكتفي بالإشارة إليهم باعتبارهم الجماعات
غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين. وكلمة جماعات

.non-jewish communities هي الترجمة الحرفية للنص الانكليزي .
أما الترجمة التي قدمت للعرب، والترجمة الرسمية التي نشرت في تقرير اللجنة الملكية (سنة 1937)،
فقد استبدلت الجماعات بـالطوائف وفي الحالتين، فالضرر الفادح قائم، وهو إلغاء كل اعتبار للشعب أولا،
وهو نسبة الأكثرية من السكان أهل البلاد إلى الأقلية التي وفدت أغلبيتها خلال العقود الأربعة الأخيرة فقط،
وهي بالرقم المجرد نسبة 90% من السكان، 8% منهم (وأما النسبة الباقية، أي 2% فهي نسبة السكان الأجانب).


إن التشطيب النهائي على كلمة العرب لم يكن خداعا ساذجا، بل كان تخطيطا هادفا لتغطية
فداحة النسب في عدد السكان؛ فلا أحد كان يعرف خارج الشرق الأدنى –حقيقة- نسبة التوزيع بين السكان،
ولا أحد كان عشية عالمية على استعداد للسؤال والتنقيب: كم عدد اليهود في فلسطين؟
لم يقتصر ضرر الوعد بالنسبة إلى العرب على إلغاء وجودهم وتحويلهم إلى جماعات طائفية،
ولا على تشويه أوضاعهم وتزييفها، بل أعطاهم أيضا ضمانة كاذبة. فالوعد يطالب بعدم المساس
بحقوقهم المدنية والدينية؛ إن الحقوق الدينية سهلة التعريف، وأما الحقوق المدنية فلا؛
أنها قانونيا وسياسيا تعبير غير معرف أو محدد، ولذلك تبدو ضمانة شيء غير معرف ولا محدد، مهزلة.
ان تعبير الحقوق المدنية المجرد عادة لغريب في بلد لا يعتبر فيه مواطنا . أما الحقوق المدنية
في وعد بلفور،فقد بقيت تعبيرا ،


والى الحد الذي فقدت فيه مع الأيام كل قيمة، وكل ضمانة.سأل جيفرز المندوب السامي
في القدس: ما هي الحقوق المدنية المذكورة؟ فأجابه: حسنا ، انه يصعب جدا تعريفها.


ولما كان يستحيل منطقيا إعطاء ضمانات لملا كان بحاجة الى تعريف وتحديد،
فقد اعتبر هذا التعبير-بحد ذاته-نصرا في الصيغة اللفظية، لا أكثر. هو التعبير الخادع الذي حرم العرب حقوقهم،
وأخذ كل شيء منهم؛ بينما هو يبدو ظاهريا انه من اجل حمايتهم خلاصة وعد بلفور بالنسبة الى العرب،
ليست فقط في خلق وطن يهودي على أرضهم، لكن في تجاهلهم المطلق، وتغييب حقوقهم الطبيعية
والمشروعة كأي شعب آخر في العالم؛ وهن ا تلاقى الفريقان. البريطاني والصهيوني. ويحلل جيفرز موقف
الفريقين بقوله: " ان البريطانيين رأوا أن من الضروري أن يغمضوا أعينهم على حقوق العرب،
والصهاينة كانوا مقتنعين أو إنهم أقنعوا أنفسهم بأن لا حقوق للعرب ..."


يلاحظ انه في مقابل الغموض الشديد، بل الابتعاد عن تعريف حقوق العرب، شعب فلسطين،
جاء التعريف الدقيق لحقوق اليهود في أقطار العالم التي يقيمون فيها؛ فهذه الحقوق التي يجب ألا تمس،
هي بالتحديد الحقوق والوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى إن هذه الجملة في وعد
بلفور هي الدليل على المخطط الاستعماري – الصهيوني بإنشاء دولة صهيونية في المستقبل .
فلماذا الضمانات لليهود في دول العالم، إن لم يكن الهدف من الوطن القومي إنشاء دولة بكل ما
في الكلمة من معنى، أو حتى شبه دولة؟ لو كان المفصد بالوطن القومي مركزا روحانيا وحضاريا،
أو استراحة تاريخية لكل يهودي متعبد، أو لكل يهودي مضطهد، لما كان هناك من ضرورة لهذه الضمانات إطلاقا.


أبعاد الوعد


إن التصريحات البريطانية المسؤولة، الصادرة مع الوعد أو بُعيد صدوره، كانت مواربة ومتقلبة وغامضة
أحيانا أكثر من الوعد نفسه، ولاسيما بشأن الوطن القومي. أما أقصى ما صدر عن مسؤول بريطاني في الكشف
عن حقيقة المقصد من الوعد فهو ما صرح به لويد جورج نفسه، رئيس الوزراء والمسؤول الأول عن إصداره،
ولكن بعد عشرين عاما، في إفادته للجنة الملكية:

كانت الفكرة – وهذا هو التفسير الذي وضع في حينه– بأنه لن تقام دولة يهودية من خلال معاهدة الصلح،
من دون العودة إلى رغبات الأكثرية من السكان. ومن ناحية أخرى، كان متوقعا أنه عندما يحين
الوقت لإقامة مؤسسات تمثيلية في فلسطين، إذا كان اليهود في غضون ذلك قد تجاوبوا مع الفرصة المعطاة
لهم بفكرة الوطن القومي، وقد أصبحوا أكثرية واضحة بين السكان، فآنئذ تصبح فلسطين بالتالي دولة يهودية.


الملاحظة الأولى على تصريح لويد جورج أنه لا ينسب الفكرة إلى جهة محددة، وإن يكن من
المفروض أنها فكرة الحكومة البريطانية؛ فالمسؤولون لم يعلنوا هذه النيات حين صدور الوعد وبينهم لويد
جورج نفسه والأرجح أن تفسيره هذا، بعد عشرين عاما، هو تفسيره الصهيوني، وما يؤمن به حقيقة؛
فهو رأس البريطانيين الصهاينة، لكن هيبة الدولة ومصالحها لم تكن لتسمح بالإعراب عن
النيات في إنشاء دولة يهودية سنة 1917.


أما الملاحظة الثانية، فهي بشأن إشارته إلى رغبات الأكثرية من السكان،
مع إيحائه بأنها إشارة ديمقراطية، بينما هي على النقيض من ذلك؛ إذ قد أرفقت عمدا، لدى ذكر معاهدة الصلح،
لنشر الوهم بالديمقراطية لا لتطبيقها، لأن بريطانيا كانت علنا ضد أي استفتاء في تلك المرحلة، وعمليا رفضت
المشاركة في لجنة الاستفتاء المعروفة بلجنة كنغ-كرين، وذلك لأن الأكثرية من السكان كانت من العرب.
وأما ديمقراطية لويد جورج، في نهاية تصريحه، فهي ديمقراطية مشروطة بأن يصبح اليهود أكثرية واضحة بين السكان.


كان لكبار المسؤولين الانكليز تصريحات لاحقة لصدور الوعد كشفت المزيد من البعد الصهيوني
في أعماقهم؛ فقد عاد بلفور يصف الوعد بأنه ينظر إليه على أنه الإنجاز الكبير في حياته.
أما سيسل " وهو أحد مؤسسي عصبة الأمم " فقد اعتبر الوطن القومي اليهودي مساويا
في أهميته لعصبة الأمم نفسها.

JUDGE
26-09-2010, 15:20
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1940328&d=1384793955




المواضيع التالية في السلسلة :

- سلسلة فلسطين [3] : اعلان قيام الكيان الصهيوني الى ما قبل عام 73 (http://www.mexat.com/vb/threads/884242)
- سلسلة فلسطين [4] : من عام 73 إلى ما قبل الانتفاضة الاولى (http://www.mexat.com/vb/threads/825257)
- سلسلة فلسطين [5] : الانتفاضة الاولى (http://www.mexat.com/vb/threads/835826)
- سلسلة فلسطين [6] : الانتفاضة الثانية حتى الآن (http://www.mexat.com/vb/threads/826413)

فهرس السلسلة (http://www.mexat.com/vb/threads/953696)

JUDGE
26-09-2010, 15:36
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1940327&d=1384793955

ها قد وصلنا الى نهاية موضوعنا في تاريخ فلسطين
ولكننا لا نقول وداعا ولكن نقول الى اللقاء

ونختم كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

" سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ألا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك "

المصادر

تاريخ فلسطين (http://www.4shared.com/file/69646959/fc5a34e/__-__.html?s=1)

فلسطين القضية الشعب الحضارة (http://www.mediafire.com/?x2myuaj4jkdjgwz)

شكر خاص لكل من ساهم في جمع الكتب من اجل اخراج هالعمل

Μ έ ή ά м i
ما ريميا
•°Blue Eyes°•
Sousuke Sagara

وشكر خاص مني الى من بذلوا جهود كبيرة في الكتابة وساعدوني على انجاز العمل

وأولهم ما ريميا أقدم لها جزيل الشكر فقد تعبت معنا كثيرا

والثاني Sousuke Sagara رغم ظروفه الا انه قدم الكثير لموضوع الفريق

تحياتي للجميع