PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : عيدٌ لطيف !



N O R I K O
17-09-2010, 21:25
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،~
العيد.. دونت أحداث هذا العيد لاول مرة في دفتري الصغير وذلك من حسن حظي ولله الحمد والمنة.،
أسمحوا لي أعرض عليكـم الموضوع بأسلـوبي البسيـط: ~


العيــد , عندمـآ أسمع هذا الأسم , أول ما يخطر على بالي هو البالونات والالوان البهيجة والفـرح والأطفال , وكل شيء قد يؤدي إلى السعآدة والفـرح , هذا أول انطباع قد يخطر على بالي أنـآ , وقد يفكـّـر آخرون بالشيء نفسه , أو بالعيدية –المال- أو بزيارة الأقارب , ولكن من المعروف أن العيد بهجـة , ويـوم العيد سواءٌ أأردت أم لا , فإنك غالباً تشعر بالفرحة أو البهجـة لأنه ببسـاطة , المحيط يؤثر في الفرد , أي إذا كان الكل سعيداً فـأنت ستكون سعيداً وإذا كان الكل حزيناً , ستكون حزيناً , ولو أنكرت سعـادتك بدعوى أن هذا العيد كان كئيباً أو أي شيء كهذا , فلا تستطيع على الأقل انكـار شعورك بالفرحة في صبـاح العيد وانت متجه نحو المسجـد لتصلي العيد !
عيدي أنـا لـم يكن مميزاً كثيراً , وبالطبع الشيء الوحيد الذي أكرهه في العيد , هو العمل الكثير الذي يصـاحبه في ليلته – أي قبل صلاة العيد في الليل – فمـا أن يعلن عن أول يوم من أيام شوال, حتـى تسمح لنا أمي بالاستراحة قليلاً حتى أذان العشـاء , وبعد ان نصلي مباشرة , نبدأ العمل .
فعلينا بالطبع أن نجعل البيت برّاقاَ وكـأنه جديد , نمسح الأرضية والجدران وننفض الغبـار ونكنس ونغسل كل شيء في سلة الغسيل .. إلى آخر العمل , والشيء الوحيد الذي أذكره هو " دي دي" – اسم ننادي به قريبنا الصغير ذو الأربع سنوات- الذي كان يحاول أن يمسح الجدران معي وكان ينزلق في كل مرة بالماء فأضحك عليه بشدة ثم أسأله :
- دي دي هل هذا مضحك ؟
فيجيبني : - لا ليس مضحكاً !
أنهينا عملنا قرابة الساعة الثانية , استرحنا قليلاً , وضحكنــا معاً ونحن نجلس في غرفة واحدة بينما كنا نسترجع ذكريات قديمـة , وبعد نصف ساعة , غادرتنا والدة دي دي – وهي ابنة خالتي في الواقع – وذهبت الى المطبخ , وتسائلت في نفسي ," ما الذي تفعله هذه ؟ " , فذهبت كي أرى ما بها , وكـانت تعد الصبغة التي أحضرناها أنا وأختي من الصيدلية , وهي مثل الحناء تقريباً ولكن لونها أسود بالإضافة إلى أنها تزول بسرعة، في أسبوع أو أقل, بعكس الحناء .
طلبت مني ابنة خالتي هذه أن تنقش على يدي " بما انني أول من دخل عليها " وقالت أنها تريد أن تفاجأ أمي بمهارتها في النقش على يدي , وأخذت تمدح لي نفسها بأنها تعرف نقشات جميلة , وأنها بارعة , وأنها في فترة من حياتها كانت تنقش للناس وتكسب مالاً من وراء ذلك و..و..
ولكنني أصررت بأنني لا أريد أن أضعها وأخبرتها أنني لا أحب هذه الأشياء القديمة وأن من الأفضل أن تكلم أختي فلربما تريد هي , ولكنها لم تتركني ببساطة طبعاً , أخبرتني أن النتائج ستكون مضمونة وأنه سيذهب في غضون أسبوع واحد وأن كل بنات الجيران سيغرن مني – لم يحصل بالطبع - , فوافقت على مضض .
كــانت ماهرة حقاً وكان نقشها جميلاً ولكن لم يكن يناسبني أنا , ربما كان ليناسب النساء الاتي في عمرها ولكن ليس أنا بالطبع .
بأية حال , ذهبنا إلى صلاة العيد وذهب معنا دي دي وشقيقته سلوى , وكان دي دي في غاية الظرافة فقد ارتدى بدلة صغيرة لأول مرة في حياته , وكـان كل الأطفال الآخرين ظريفين للغاية , أعتقد أنا أن ألطف شيء في العيد هو الأطفال وفرحتهـم المبالغة أحياناً .
صلينا العيد , وكان صوت الامام خاشعاً وجميلاً , لم يكن أجمل من الإمام الذي أمّنا في التراويح أثناء رمضـان , ولكنه بدا أخشع منه حتماً !
الشيء الوحيد الذي أفسد هذا الخشوع , كان فتيات يضحكـن بجانبي , لم أعرف في البداية لم يضحكن , وبعد قليلٍ أكتشفت السبب , كان لسان الإمام ملدوغاً وكان ينطق الثاء بدل السين !
جسنـاً , لم يكن ذلك بالشيء المضحك ولا بالشيء الغريب جداً , فقد قابلت الكثير من الفتيات من شاكلته , ولم أضحك على إحداهن يوماً , ولكنها أول مرة أسمع فيها عن إمام ملدوغ ! , أُحيي في هذا الإمام الفاضل جرأته وخشوع صوته .
بعـد أن صلينا وسمعنـا الخطبة , قمنا عائدين الى منازلنا , وبينما أنا أنزل الدرج سمعت صوتاً من ورائي يقول :
- ألـم تأت أمك ؟
التفت إلى الخلف كي أرى من يحدثني , كانت صديقة والدتي , ولكنني لم أكن أحبها كثيراً , نظرت اليها لثانية ولمحت الكحل الذي تضعه ولا إرادياً قلت لها : - بسم الله !
أظنني أحرجت المسكينـة , ولكنهـا جائت فجـأة و .. كانت كلمة عفوية بأي حال .
سلمت عليها واخبرتها أن أمي في الداخل , ونزلت مع أختي وأنا أضحك بشدة , لم يكن هناك شيء يستدعي الضحك فعلاً ولكنني كنت أضحك وحسب .
وعندمـا هممنا بالخروج , نظرت أختي إلى المكان الذي كنا نصلي فيه التراويح بالأعلى , وقالت لي : " لطالما كنت أتسائل إن كان من بالخارج يستطيع رؤيتنا من مكانه في النهار , لأنه بالطبع لا يستطيع رؤيتنا بالليل بسبب الظلام , وعندما هممت أن أخبرها بمدى غباءها , سمعت صوتاً من الخلف يقول :
- لا , أنتي تستطيعين رؤيتهم ولكنهم لايرونكِ !
وغادرت للخارج بغرابة , بينما جلسنا نضحك أنا وأختي , لأننا أصلاً كنا نمزح وحسب فهذه عادتنا في كل صباح عيد , نضحك على أي شيء ونعلق على أي شيء !
بأي حال خرجنا أنا وأمي وجارتنا وبناتها , بينما بقيت ابنة خالتي وسلوى ودي دي وأختي معها ,وانتظرنا في الرصيف قليلاً ونظرنا إلى الخلف متسائلين عن سبب تأخرهم هكذا , وجائت صديقة أمي نفسها وقالت : - لماذا تقفون في الشارع هكذا ؟!
على كلٍ طلبت مني أمي أن أعود لكي أرى ماذا حل بهـم , لقد أعجبت ابنة خالتي بالمصلى الذي كنا فيه , وقررت أن تصوره حين يصبح فارغاً!!
أخبرتهم أن أمي تنتظرهم بالخارج , فأسرعوا وخرجوا معي كي لا نجعل أمي تنتظر اكثر , وذهبنا أنا وأختي إلى الدّكان كعادتنا بعد كل صلاة عيد , لكي نجلب بعض الحلويات ونحضر بعض الأطعمة السريعة لنأكلها في الصبـاح , وعندما هممنا بالدخول , كان هناك شاب سخيف يصّفر من نافذة منزله , تجـاهلناه ودخلنا إلى البقالة , وسمعت شاباً آخر كان في الشارع خلفنا ينادي بصوت عالٍ وهو يضحك: " ليه قاعد في البيت ؟ , ماعندك ثوب ؟ ، تعال أعطيك ثوب" !!
المهم , اشترينا كل ما نحتاجه وعدنا للمنزل , ولكننا لم نغير الطريق ولم ننتبه لذلك إلا عندما اقتربنا من باب المنزل , إنني أنسى أن أعود من طريق آخر في كل عيد بسبب مروري على الدّكان , دخلنا المنزل وأكلنا أي شيء بسـرعة , ثم ذهب الجميع لينام .
لـيس هناك شيء مهم ليذكـر في اليوم الأول غير هذا , وأما باقي العيد, فمن ليلة اليوم الثاني – بعد الصباح الذي صلينا فيه العيد - وحتى صبـآح اليوم الرابع فقد كان الكل مريضاً فيه , ساجدة الصغيرة - شقيقة دي دي وسلوى - ذات العام الواحد أصيبت بالحمى ولم تنفك تبكي طول الليل , ولكنها تحسّنت في الصباح , وكذلك سلوى أصيبت بالحمى ولم تتحسن طيلة ثلاثة أيام , ودي دي أصيب بالزكام وكذلك أمي وابنة خالتي وانا واختي والجميع , وكلنا كنا نعاني من الصدّاع وكنا متعبين , وفي اليوم الثالث أصبنا بالمغص انا وابنة خالتي وسلوى أيضاً ,ولم تكن حرارة أحد منا طبيعية , فإما أن تكون منخفضة , وإما أن تكون مرتفعة , وفي هذا اليوم كذلك سـافر أخي ليعود إلى جامعته التي ستبدأ فقد حلّ شهر سبتمبر , ولم يكن لدينا أقارب كثر هنا ليزورونا , فقط زارتنا ابنة عمتـي وعائلتها , وكذلك صديقة أمي القديمة " ليست تلك التي تحدثت عنها قبلاً " وبعض جيراننا فقط , وأظـن أن ذلك كان رحمة من ربي أن لايزورنا الكثيرون , فقد كنا بالكاد نستطيع مجاملة هؤلاء , كنا متعبين بحق !
ولكن الحال لم تكن شديدة السوء في اليوم الرابع, كنا متعبين في صباح ذاك اليوم أجل .. ولكننا أصبحنا طبيعيين بحلول الظهر , وفي الليل قررنا أن نخرج إلى مدينة الألعاب كي نرفه عن الصّغـار قليلاً وعن أنفسنا , أعتقـد أن سلوى كانت الوحيدة التي لعبت جيداً , فقد لعبت ألعاباً متعددة , بنما نحن نراقبها ونصورها ونلوح لها أثناء دوران اللعبة , أما دي دي , فلم يلعب سوى لعبتين لأنه يخاف كثيراً , إنه جبان بالفعل , لقد ضحكنا كثيراً تلك الليلة على هذا الصغير !
أذكر اللعبة التي ضحكت عليه فيها من قلبي , كانت عبارة عن قطار يدور في دائرة ببطء لأربع مرات أو خمس, إنها لعبة للأطفال الصغار , ولكنني رأيت انها مملة حتى عليهم , كان دي دي الوحيد الذي صرخ في اللعبة بحماس شديد – لأنه كان وأخته الوحيدين في اللعبة ^^" - لقد ضل يصرخ ويصرخ ويضحك ,وضحكت أنا على برائته ,
واللعبة الوحيدة التي ركبناها أنا وأختي وابنة خالتي كانت تدعى بالسفينة , وهي جسم كبير كالسفينة يتأرجح لأقصى اليمين وأقصى اليسـار , يشعر الشخص الذي يراقب اللعبة بأنها ممتعـة , وهذا ما شجعنا على دخولها فابنة خالتي لم تركب اية لعبة في حياتها ولا تركب حالياً ففي البلد الذي تعيش فيـه , من المخجل أن يركب الكبار أية لعبة , ليس لديهم مدينة ألعاب حتـى , ولكنهم يضعون ألعاباً كبيرة مرة في السنة فقط وتبقى لأسبوع أو شيء كهذا ثم تنتغادر ,لعبنا تلك اللعبة بالفعل وتركنا الصغـار مع أختي الكبرى , كانت اللعبة مخيفة نوعا ما, لقد كان الجميع يصرخ ويضحك وشعرنا وكأننا سنموت أو ستتحطم علينا اللعبة , او نسقط للأمام وأشياء كهذه , لم تكن لعبة عادية البتة !
خرجنا منها ونحن نشعر بالدوار , ومالت أختي إلى زاوية وتقيأت هناك -أكرمكم الله- ! , أما ابنة خالتي فقد جلست على سلم النزول وهي تضحك وتضحك وتضحك , ورحت أطلب منها أن تقف فلا يليق بالطبع أن تجلس هكذا في هذا المكان , ولكنها لم تتقوى بالفعل على التوازن , وقامت بعد دقيقة أو اثنتين .
فتحت أختي الكبرى كاميرا الفيديو , وراحت تسأل ابنة خالتي عن شعورها في أول لعبة تركبها في حياتها , ولكنها لم تقل شيئـاً مفهوماً كثيراً فقد كانت تضحك وتذرف الدموع وكانت تشعر بالدوار , فطلبت منها أن تغلق الكاميرا وهي تضحك , وبالطبع اكتفينا بتلك اللعبة !
وبعد يومين غادرت ابنة خالتي وعائلتهـا عوداً إلى هولندا بعد أن قضوا معنـا شهراً ممتعاً .
كـان هذا عيـدي , ليس مميزاً كثيراً , ولكنني أعتبرته عيداً ممتعـاً رغم أنه العيد الوحيد الذي مرضنا فيه , أيّـاً يكـن .. هذا أفضل عيدٍ لي , شعرت فيه بالمتعـة مع عائلتي كلها , فغالباً يوافق العيد وسط شهر سبتمبر فلا يقفضيه أخي معنا , كما أن هذا كان أول عيد أقضيه مع ابنة خالتي هذه , وهي انسانة في غاية اللطف , أظنها تفكّـر أيضاً أن عيدها كان رائعـاً فأمي قد ربّتها مع خالتي – التي هي أمها – ثم سافرت ولم ترى أمي منذ 16 عاماً ولكم أن تتخيلوا سعادتها حين رأت أمي .
أجل .. عيدٌ لطيف !

**nOoOoOna **
20-09-2010, 04:08
يسلمووو وان شاءالله تكون كل اعيادك سعيده :)

دمت بود