PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : مع السعادة نلتقي ...



بون بوني
17-09-2010, 02:47
http://img857.imageshack.us/img857/8228/25198958.png





http://i318.photobucket.com/albums/mm402/may-pop-3000/3bd818b1.jpg

مع السعادة نلتقي

9-9-2010 قبل منتصف الليل
جَلستُ بتململ في غرفتي الصغيرة التي أتشاركها مع أختي الكبرى ، ملامح الضجر كانت واضحة على وجهي والصمت قد ساد المكان . لحظات حتى ناداني والدي فأسرعت مجيبة لندائه واتجهت إلى حجرة المعيشة التي نعقد فيها الاجتماعات العائلية حيث نتسامر سوياً ونتناقش في مختلف المواضيع ، جلست بالقرب من أمي ونظرت لأبي متسائلة عن سبب ندائه فأجابني قائلاً: لماذا تجلسين وحدك بالغرفة ؟ من يراك بهذه الحالة سيشك أن يوم العيد غداً، هل حدث شيء ما؟
نظرت نحوه وسارعت بالقول : لا على العكس تماماً أنا سعيدة للغاية لكنني أشعر بالملل ، فهذا اليوم لا يريد أن ينتهي.
أطلق والدي ضحكة مرحة وهو يردد: هكذا إذاً ، لا تستطيعين الانتظار !على كلٍ لم يبقى سوى القليل ،و من الأفضل لكم أن تناموا بضع ساعات حتى لا تشعروا بالنعاس غداً.
ردت عليه أختي الكبرى بتلقائية : ننام ، ومن يستطيع أن ينام هذا اليوم ؟!
فقلت بإيجاب : نعم هذا صحيح ، الرغبة في النوم تكون منعدمة عندما نشعر بالسعادة المفرطة ولهذا سننتظر.
توجه أبي خارج الغرفة وهو يردد : حسناً كما تريدون ، لكن استعدوا من الساعة الثالثة بعد منتصف الليل لأننا سنذهب لصلاة الفجر في المسجد ومن ثم ننتظر حتى صلاة العيد.
//
مضت بضع ساعات ثم بدأنا بالاستعداد للخروج ، ارتدينا ثيابنا الجديدة والسعادة تغمر قلوبنا وترسم على وجوهنا ابتسامة فرح ، وقبل أن نهمّ بالخروج أخذ أبي يذكرنا بفضل الله علينا أن جعل لنا عيداً يحتفل فيه المسلمون كافة ويتبادلون التهاني فيما بينهم ووجوب شكره على نعمة الإسلام .
إنها نفس الكلمات التي اعتدت سماعها من والدي في كل عيد أو مناسبة يمن الله علينا بها ، فأصبحت أحفظها عن ظهر قلب بل وأرددها معه أيضاً ، ما لبث أبي يردد تلك الكلمات حتى قاطعته أختي الصغرى بمرحها المعتاد: أبي هيا هيا ، أريد أن نخرج الآن.
اتجهنا إلى السيارة والبسمة تعتلي وجوهنا وقلوبنا ترفرف بتفاؤل لهذا اليوم ، أذكر وقتها أنني قلت لأختي الكبرى : يوم العيد دائماً له طعم آخر ، لكن مع ذلك أشعر أنني سأشتاق إلى شهر رمضان وأيامه ، كثيراً ما أتمنى لو كل الأيام رمضان.
ابتسمت بلطف وهي تردد: أنتِ دوماً تقولين ذلك عقب نهاية شهر رمضان ، أسأل الله أن يكرم علينا بعواده في حياتنا .
"آمين"
///
بعد أن انتهينا من صلاة الفجر خرجنا بانتظار أصدقاء والدي الذين اتفقوا معه على أن نلتقي بهم لأداء صلاة العيد و الجلوس معاً في الحديقة العامة هم وعائلاتهم ، كنا نقف بالقرب من مدخل الحديقة نترقب قدومهم.
" ما أجمل الطقس في هذا الوقت من اليوم"
رددت ذلك وأنا أتنفس بعمق لأستنشق هذا الهواء البارد المنعش والذي يزهو برائحة زهور الحدائق المحيطة بالمكان ، ثم بدأت بتأمل ما حولي حيث الأراضي المغطاة بالعشب الأخضر وقد تساقطت عليه قطرات الندى وكأنها لؤلؤ متناثر يشع بالضوء، وسماء الفجر التي تظلنا بلونها الرمادي القاتم والتي شيئاً فشيئاً بدأت تصبح أكثر إشراقاً مع بداية شروق الشمس وإطلالتها الذهبية ، زقزقة العصافير والطيور بدأت تتردد على أسماعنا وكأنها تذكرنا ببداية يوم جديد نلتقي فيه مع السعادة....سعادة العيد.
طال الانتظار ولم يصل أحد فقررنا العودة إلى المسجد حتى لا نفوت علينا صلاة العيد ، وهناك التقيت بالكثير من الناس الذين اجتمعوا حول المسجد يتبادلون التهاني ويلونون ما حولنا بألوان البهجة ، أنوار تتلألأ وأطفال يركضون هنا وهناك وصدى ضحكاتهم يكاد يكون في كل ركن...إنه يومنا المميز بالفعل.
///
أنهينا الصلاة وخرجنا باحثين عن أصدقاء أبي وعائلاتهم ، سرعان ما اتصلوا بنا وأخبرونا عن المكان الذي سنلتقي فيه داخل الحديقة الخضراء ، سرنا بالداخل حتى وصلنا إليهم ثم اتجه والدي إلى أصدقائه يلقي عليهم التحية بينما توجهت أنا وباقي أسرتي إلى حيث جلست النساء اللاتي عقدن اجتماعا يتبادلن فيه الأحاديث ، بينما ركضت أختي الصغرى نحو جماعة من الأطفال بالقرب منا لتلعب معهم .
ثم قررت أنا وأختي الكبرى أن نسير في أرجاء الحديقة لنتأملها، والتي كانت أقل ما يقال عنها جميلة ، لم تكن بالحديقة العادية فالأشجار تحيط بممراتها وتتجمع في بعض أركانها بشكل متناسق وكأنها قد رسمت لتكون بهذا الشكل ، ومع هبوب نسمات الهواء والرياح الخفيفة تتساقط من تلك الأشجار أوراقها الذابلة بشكل انسيابي حتى تصل إلى الأرض وتشارك باقي الوريقات الأخرى في تكوين غطاء ذهبي اللون هش الملمس على سطح الأرض كما هو الحال في فصل الخريف، وفي كل اتجاه من الحديقة كان يوجد مجموعة من النوافير تنضح بالماء وتضخه بأشكال معينة ومع أشعة الشمس أصبحت قطرات الماء المتساقطة وكأنها قطرات من الذهب تتطاير بشكل جذاب في حوض المياه ، وفي بعض المناطق الأخرى كانت هناك الممرات المائية التي غطى قاعها بلاط من الرخام بشتى الألوان وأجملها.
أمسكت أختي بآلة التصوير وبدأت ترسخ تلك الذكريات والمشاهد الجميلة في الصور ، ثم جلسنا على إحدى الأسوار المنخفضة وقمنا بعمل لقاء ثنائي طريف نتكلم فيه عن كلمات ومواضيع لا معنى لها لغرض الضحك والمرح لا أكثر .
هناك تعرفنا على صديقات جدد ، تبادلنا معهم الحوار في الكثير من المواضيع المختلفة لمجالات متعددة ، و اكتشفنا الكثير من الميول والهوايات التي نتشارك بها معاً ونحبها بالقدر نفسه ، وما إن أرهقنا السير قررنا أن نجلس على إحدى الأراضي العشبية ، لكن الحظ لم يكن حليفنا فقد بدأت رشاشات المياه التي تسقي الزرع والعشب تنفتح في كل مكان نقرر الذهاب إليه لتغرقنا بالماء وكأنها تراقبنا وتحذرنا من الجلوس ، كان ذلك طريفاً للغاية ولم نتوقف عن الضحك على ما حدث في هذه اللحظة .
//
مضت ساعات عدة وحان وقت الرحيل ، قمنا بتوديع الجميع والسلام عليهم السلام الأخير لهذا اليوم ثم رحلت كل عائلة إلى حالها ، بينما قرر والدي أن نعود للمنزل حتى نتصل بأفراد عائلتنا جميعهم ونزف إليهم التهاني .
بالتأكيد سيكون الأمر أكثر متعة إن التقينا بهم لكننا في ذلك الوقت كنا نمكث في بلد بعيد عنهم مع والدي ، وفي طريق عودتنا بالسيارة بدأت أنا وأخواتي نتذكر احتفالاتنا بالعيد هناك في بيت جدنا ، حيث يجتمع جميع أفراد العائلة فيه .
ذلك البيت الذي بني في قرية بسيطة بعيداً عن المنازل الأخرى ليصبح كل ما يحيط به من أماكن وكأنه ملكاً لنا ، فيه نستطيع أن نمرح ونلعب كما الأطفال الصغار من دون أن يلومنا أحد أو يقارن ما نفعله بأعمارنا الكبيرة نحن وبنات العائلة ، هناك أشعر وكأنني عدت طفلة صغيرة تركض في الأجواء وتلعب من دون أدني قلق مما حولها ، نأكل ما لذ وطاب من فواكه حديقة المنزل المختلفة وندور حول الأشجار ونتأمل الطبيعة الخلابة سوياً و نستكشف جديدها ، ثم نتناول الطعام الذي تعده جدتي بنكهته الخاصة والذي لا مثيل له ، ثم نتبادل الأحاديث حتى نهاية اليوم ، يا لها من أيام جميلة لا تنسى!
//
وصلنا المنزل بحمد الله وبدأنا نتصل على الأقارب وباقي الأصدقاء، أول من بدأنا بالتحدث معه هو جدتي ، التي بدأت بحوارها معي وهي تقول: أهلاً ببسكوتة جدتها.
كم أحبها وهي تناديني بهذا الاسم ! مجرد سماع صوتها يشعرني بالسعادة والاطمئنان ، جدتي هي نفس الجدة التي اعتدنا السماع عنها في قصص الخيال ،فهي تلك الجدة المرحة التي تحب سرد شتى أنواع القصص الممتعة والمفيدة لأحفادها وتستمع إلى أحاديثهم بإمعان وتتبادل معهم الضحكات وتلعب برفقتهم مختلف الألعاب ، أحياناً أعتبرها صديقتي أكثر من كونها جدتي فهكذا عودتنا.
ألقيت عليها السلام والتحية بينما بدأت تدعوا لي كما تفعل في كل حديث ، حتى أنهينا المكالمة وبدأنا نستعد للخروج ليلاً إلى مدينة الألعاب.
//
لم يدم بقاؤنا في مدينة الألعاب لمدة طويلة ، اصطحب أبي أختي الصغرى لتلعب ما تريد بينما جلس البقية منا إلى جوار أمي في إحدى المطاعم لتناول البوظة وشتى الوجبات المختلفة . مضى الوقت وعدنا أدراجنا ونحن محملون بحلوى لا حصر لها وكأننا نستعد لمعركة طاحنة مع تسوس الأسنان.

ساد السكون وبدأت الجفون تسترخي وتستسلم للنوم ، وقبل النوم دعوت الله وتمنيت أن ينعم علينا برمضان لسنين طويلة قادمة
وأن تدوم السعادة لجميع المسلمين وتصبح جميع أيامهم كأيام عيدنا السعيد.



مع تحيات مذكرات بون بوني ;)
بانتظار آرائكم

orrora
17-09-2010, 22:28
السلام عليكم..

أسعدنى أن أقرأ قصتك الجميلة..

أسلوبك محبب ورقيق..

وقصتك أعجبتنى جداً..

فالكلمات التى استخدمتيها للوصف كانت ممتازة..

قصتك رائعة.. وأشعرتنى أننى أمام كاتبة ماهرة متمكنة..

دمت مع مذكراتك مبدعة دائماً..

وَهْج
18-09-2010, 14:54
الرد الثاني ^^

عيدكِ كان جميلاً جداً , أدام الله سعادتكم ..:d


بالتأكيد سيكون الأمر أكثر متعة إن التقينا بهم لكننا في ذلك الوقت كنا نمكث في بلد بعيد عنهم مع والدي ،

بالتأكيد , أتمنى أن تلتقوا بهم قريباً ^^

موضوع مميز أخيتي بون بوني ::جيد:: ,
بالتوفيق

بون بوني
06-11-2010, 00:43
السلام عليكم..

أسعدنى أن أقرأ قصتك الجميلة..

أسلوبك محبب ورقيق..

وقصتك أعجبتنى جداً..

فالكلمات التى استخدمتيها للوصف كانت ممتازة..

قصتك رائعة.. وأشعرتنى أننى أمام كاتبة ماهرة متمكنة..

دمت مع مذكراتك مبدعة دائماً..

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

شكراً جزيلاً لك على هذا المرور العطر والكلمات الرائعة
لكم يسعدني أنها قد نالت إعجابك وإستحسانك

كلماتك أخجلتني ولا أجد أمامي سوى قول
" جزاك الله خير"
على تلك البصمة الجميلة في صفحة مذكراتي المتواضعة

دمتي بود


:o

بون بوني
06-11-2010, 00:45
الرد الثاني ^^

عيدكِ كان جميلاً جداً , أدام الله سعادتكم ..:d



بالتأكيد , أتمنى أن تلتقوا بهم قريباً ^^

موضوع مميز أخيتي بون بوني ::جيد:: ,
بالتوفيق


^___^
أهلاً بك هنا

آمين يارب لي وللجميع
أشكرك من صميم قلبي على كلماتك عزيزتي

مميز بوجودكم فيه::سعادة::
بالتوفيق غاليتي
:)

همـ قمر ـسة
23-04-2011, 18:04
وأن تدوم السعادة لجميع المسلمين وتصبح جميع أيامهم كأيام عيدنا السعيد.

آمين
عزيزتي بعدما رأيت فأنت تستحقين المركز الأول بجدارة
أتمنى لك أعيادا قادمة تستمر فيها سعادتك
دمت في بامان الله

بون بوني
24-04-2011, 15:33
آمين
عزيزتي بعدما رأيت فأنت تستحقين المركز الأول بجدارة
أتمنى لك أعيادا قادمة تستمر فيها سعادتك
دمت في بامان الله

شكراً جزيلاً لك أختي همسة >>> مبرووك عليك الترقية غاليتي وسامحينا على التأخير :ميت:
شهادة أعتز بها وأتمنى أن أكون عند حسن ظنكم بي دائماً ;)

لنا ولكم وللجميع يارب
في رعاية الله عزيزتي

✿Elissa
24-04-2011, 19:05
كم احب يوم العيد
كثيييييرا ....
ذكرتيني بالاوقات المرحة و الحلوة كثيير
شكرا لك