hesoka_4_ever
15-09-2010, 11:57
رقيق حنون عطوف رؤوف جدا .. في امريكا يتوقف المرور لان قطة خطر لها ان تتمخطر ببطء عبر الطريق ..
ويتجمع الناس حول كلب مكسور الساق وقع من الدور السابع وتتسابق البلاغات الى بوليس النجدة والى جمعية الرأفة بالحيوان والى جميعة الكلاب الضالة ويأتي طابور من السيارات ويتحرك الموكب حاملا الكلب الجريح الى مستشفى الكلاب ويظهر النبأ في الصفحة الاولى من جرائد الاقليم ويتقاطر الزوار على الكلب الراقد في جبيرة من الجبس وترفع جمعية الرأفة بالحيوان قضية على صاحب الكلب ويترافع محامون ووكلاء نيابة ويقرر القاضي غرامة كذا الف دولار على الجاني المجرم الذي اهمل رعاية كلبه .
هذا الانسان الرقيق الحنون العطوف الذي تحرك وجدانه وتحركت صحافته لكلب جريح .. هو نفسه وهو عينه الذي يلقي بقنبلة ذرية على هيروشيما وناجازاكي .. يقتل فيها ويجرح ويشوه سبعة ملايين ضحية ادمية بشرية .. ما يزال بعضها يجرجر حياة بائسة مريضة بالام سرطان العظام والمثانة والجلد .. هذا الانسان القاتل المحترف ما يزال مستمرا في حرفته الرهيبة , وقد تطورت صناعة الموت على يديه من قنابل ذرية الى قنابل هيدروجينية الى قنابل ذرية نظيفة وتأملوا معي كلمة ( نظيفة ) أي تقتل قتلا نظيفا دون ان تترك مخلفات اشعاعية .
ومصنع الموت أو البنتاجون ينفق على صناعة الموت اضعاف اضعاف ما ينفق في مشاريع التنمية واضعاف اضعاف ما ينفق على الحياة والعلاج والنباء والتعمير .
لا تسرعوا وتتهموا هذا الانسان في عقلة .
فهذا الانسان لا يمكن اتهامه بنقصان العقل , فهو قد عبر الفضاء ومشى على القمر وارسل سفنا الى المريخ والزهرة والمشتري وارسل اقمارا صناعية الى الشمس .. وهو قد ابتكر اجهزة يتسمع بها الى همس الامواج على اطراف المجرة .
وهو صاحب تاريخ حافل بالفكر والفلسفة من سقراط الى برتراند راسل فهو اذن ليس ناقص العقل .
اذن كيف نفهمه وهو ينتقل من النقيض الى النقيض في لحظة .. وهو يتحول من الحنان الى الوحشية ومن العقل الى الجنون ومن الشهامة الى الغدر ومن العبقرية الى الحمق ؟
من هو ذلك الانسان اللغز ؟
الاوربي المتمدن تأتيه المدنية بالعلم ووسائل الترف والراحة والنظافة والعناية الطبية والحياة الحافلة بالمشوقات والمشهيات والسياحات الممتعة بطول الارض وعرضها فيقابل هذه النعمة بالعكوف على المخدرات والعنف والانتحار .
ومريض القرحة يشرب السجائر وفي التدخين هلاكه
الطبيب العليم الخبير يشكو الكبد ويشرب الخمر وفيها دمارة .. هو ليس نقص علم ولا نقص عقل فهو طبيب يعرف ما هي الخمر وماذا تفعل في البدن .. وتراه في عيادته ينصح مرضاه بعدم تعاطي الخمور .. ثم تراه يشربها في بيته .
والكثرة على هذه الحال .
والغالبية بهذه الصورة من التناقض والتقلب وعدم الاتزان واضطراب المزاج واضطراب الافعال والتباين بين الاقوال والاعمال .. والخلاف بين الظواهر والبواطن والمفارقة بي السر والعلن والتلون والتغير والتبدل .. والاقلية القليلة .
وربما اقل من القليل .. هم اهل الكمال .. الأطهار في السر والعلن .الابرار قلبا وضميرا .. أهل الثبات الذين لا يتغيرون وان تغيرت حولهم الدنيا .. ولا يتبدلون ولو اغرتهم الغوايات وجاذبتهم المغريات . الواحد منهم حضارة
..
لو عثرت عليه في الادغال وبين البدائيين فهو( حضارة ) وهو قد سبق الذي مشو على القمر .. فهو صاحب المشوار الاطول والاشق فهو قاهر نفسه .. وهو مؤشر التقدم الحقيقي .. بين الكثرة الكثيرة التي تفعل ما لا تقول وتقول ما تفعل .. وهم اهل الهوى .. واغلب الناس اهل الهوى .. ولا يقر لأهل الهوى قرار . لأن الهوى لا يقر له قرار .
وهو مؤشر تخلف وان لبسوا الحرير وتقنعوا بالشهادات وتفاخروا بالتكنولوجيا والاختراعات . وانا هنا لست ضد العلم ..
فالسؤال بالنسبة للانسان ليس ماذا جمع من مال , ولا ماذا حصل من علم , ولا ماذا شيد .. ولا ماذا اخترع ..
ولكن ماذا صنع بنفسه اولا .. ذلك هو الانجاز الاول .. وهو الاساس الذي سوف يبني عليه كل ما ياتي بعده وكيف يوضفه .. وهو الاساس الذي يكون به تقييم كل شي .. وهو ما نسميه بالاخلاق ..
يقول الله سبحانه وتعالى لسيدي لمحمد عليه الصلاة والسلام في القران الكريم : ( وانك لعلى خلق عظيم ) لم يقل له ( وانك لعلى علم عظيم ) فقد رأينا العلم في امريكا واوربا وروسيا وماذا يصنع بدون خلق .. ورأينا ان الصعود الصعب هو ان تصعد على نفسك وتملك ناصيتها وليس ان تصعد على القمر وتمشي عليه .
ولهذا تحدث القران عن المؤشر الحقيقي والازلي للعظمة الانسانية وهو العظمة الخلقية .. الا الامجاد الاخرى فهي امجاد قابلة للتقليد , الم تقلد اليابان التكنولوجيا الامريكية في سنوات قليلة وتتفوق ليها وتزاحمها في جميع الاسواق ..
فمن استطاع ان يقلد النبي في كمالاتها الخلقية .. ومن استطاع ان يفوقة ؟
ذلك هو المعراج المستحيل على عامة الناس وجماهيرهم .. ولا يصعده ولا يقوى على السير فيه الا افراد هم الصديقون والشهداء والابرار .. وهو معدودون في كل امة وفي كل عصر ..
ويبدوا انه سوف يستمر الحال كما هو عليه من زيادة في الانهيار الاخلاقي حتى تقوم القيامة على عالم غابة يقتل كل شخص الاخر وينتهي العالم غابة كما بدأ غابة
فلسفو في زمن الاستهبال :
ان اول خطوة لتحقيق الحلم .. هو الاستيقاظ من النوم !
ويتجمع الناس حول كلب مكسور الساق وقع من الدور السابع وتتسابق البلاغات الى بوليس النجدة والى جمعية الرأفة بالحيوان والى جميعة الكلاب الضالة ويأتي طابور من السيارات ويتحرك الموكب حاملا الكلب الجريح الى مستشفى الكلاب ويظهر النبأ في الصفحة الاولى من جرائد الاقليم ويتقاطر الزوار على الكلب الراقد في جبيرة من الجبس وترفع جمعية الرأفة بالحيوان قضية على صاحب الكلب ويترافع محامون ووكلاء نيابة ويقرر القاضي غرامة كذا الف دولار على الجاني المجرم الذي اهمل رعاية كلبه .
هذا الانسان الرقيق الحنون العطوف الذي تحرك وجدانه وتحركت صحافته لكلب جريح .. هو نفسه وهو عينه الذي يلقي بقنبلة ذرية على هيروشيما وناجازاكي .. يقتل فيها ويجرح ويشوه سبعة ملايين ضحية ادمية بشرية .. ما يزال بعضها يجرجر حياة بائسة مريضة بالام سرطان العظام والمثانة والجلد .. هذا الانسان القاتل المحترف ما يزال مستمرا في حرفته الرهيبة , وقد تطورت صناعة الموت على يديه من قنابل ذرية الى قنابل هيدروجينية الى قنابل ذرية نظيفة وتأملوا معي كلمة ( نظيفة ) أي تقتل قتلا نظيفا دون ان تترك مخلفات اشعاعية .
ومصنع الموت أو البنتاجون ينفق على صناعة الموت اضعاف اضعاف ما ينفق في مشاريع التنمية واضعاف اضعاف ما ينفق على الحياة والعلاج والنباء والتعمير .
لا تسرعوا وتتهموا هذا الانسان في عقلة .
فهذا الانسان لا يمكن اتهامه بنقصان العقل , فهو قد عبر الفضاء ومشى على القمر وارسل سفنا الى المريخ والزهرة والمشتري وارسل اقمارا صناعية الى الشمس .. وهو قد ابتكر اجهزة يتسمع بها الى همس الامواج على اطراف المجرة .
وهو صاحب تاريخ حافل بالفكر والفلسفة من سقراط الى برتراند راسل فهو اذن ليس ناقص العقل .
اذن كيف نفهمه وهو ينتقل من النقيض الى النقيض في لحظة .. وهو يتحول من الحنان الى الوحشية ومن العقل الى الجنون ومن الشهامة الى الغدر ومن العبقرية الى الحمق ؟
من هو ذلك الانسان اللغز ؟
الاوربي المتمدن تأتيه المدنية بالعلم ووسائل الترف والراحة والنظافة والعناية الطبية والحياة الحافلة بالمشوقات والمشهيات والسياحات الممتعة بطول الارض وعرضها فيقابل هذه النعمة بالعكوف على المخدرات والعنف والانتحار .
ومريض القرحة يشرب السجائر وفي التدخين هلاكه
الطبيب العليم الخبير يشكو الكبد ويشرب الخمر وفيها دمارة .. هو ليس نقص علم ولا نقص عقل فهو طبيب يعرف ما هي الخمر وماذا تفعل في البدن .. وتراه في عيادته ينصح مرضاه بعدم تعاطي الخمور .. ثم تراه يشربها في بيته .
والكثرة على هذه الحال .
والغالبية بهذه الصورة من التناقض والتقلب وعدم الاتزان واضطراب المزاج واضطراب الافعال والتباين بين الاقوال والاعمال .. والخلاف بين الظواهر والبواطن والمفارقة بي السر والعلن والتلون والتغير والتبدل .. والاقلية القليلة .
وربما اقل من القليل .. هم اهل الكمال .. الأطهار في السر والعلن .الابرار قلبا وضميرا .. أهل الثبات الذين لا يتغيرون وان تغيرت حولهم الدنيا .. ولا يتبدلون ولو اغرتهم الغوايات وجاذبتهم المغريات . الواحد منهم حضارة
..
لو عثرت عليه في الادغال وبين البدائيين فهو( حضارة ) وهو قد سبق الذي مشو على القمر .. فهو صاحب المشوار الاطول والاشق فهو قاهر نفسه .. وهو مؤشر التقدم الحقيقي .. بين الكثرة الكثيرة التي تفعل ما لا تقول وتقول ما تفعل .. وهم اهل الهوى .. واغلب الناس اهل الهوى .. ولا يقر لأهل الهوى قرار . لأن الهوى لا يقر له قرار .
وهو مؤشر تخلف وان لبسوا الحرير وتقنعوا بالشهادات وتفاخروا بالتكنولوجيا والاختراعات . وانا هنا لست ضد العلم ..
فالسؤال بالنسبة للانسان ليس ماذا جمع من مال , ولا ماذا حصل من علم , ولا ماذا شيد .. ولا ماذا اخترع ..
ولكن ماذا صنع بنفسه اولا .. ذلك هو الانجاز الاول .. وهو الاساس الذي سوف يبني عليه كل ما ياتي بعده وكيف يوضفه .. وهو الاساس الذي يكون به تقييم كل شي .. وهو ما نسميه بالاخلاق ..
يقول الله سبحانه وتعالى لسيدي لمحمد عليه الصلاة والسلام في القران الكريم : ( وانك لعلى خلق عظيم ) لم يقل له ( وانك لعلى علم عظيم ) فقد رأينا العلم في امريكا واوربا وروسيا وماذا يصنع بدون خلق .. ورأينا ان الصعود الصعب هو ان تصعد على نفسك وتملك ناصيتها وليس ان تصعد على القمر وتمشي عليه .
ولهذا تحدث القران عن المؤشر الحقيقي والازلي للعظمة الانسانية وهو العظمة الخلقية .. الا الامجاد الاخرى فهي امجاد قابلة للتقليد , الم تقلد اليابان التكنولوجيا الامريكية في سنوات قليلة وتتفوق ليها وتزاحمها في جميع الاسواق ..
فمن استطاع ان يقلد النبي في كمالاتها الخلقية .. ومن استطاع ان يفوقة ؟
ذلك هو المعراج المستحيل على عامة الناس وجماهيرهم .. ولا يصعده ولا يقوى على السير فيه الا افراد هم الصديقون والشهداء والابرار .. وهو معدودون في كل امة وفي كل عصر ..
ويبدوا انه سوف يستمر الحال كما هو عليه من زيادة في الانهيار الاخلاقي حتى تقوم القيامة على عالم غابة يقتل كل شخص الاخر وينتهي العالم غابة كما بدأ غابة
فلسفو في زمن الاستهبال :
ان اول خطوة لتحقيق الحلم .. هو الاستيقاظ من النوم !