صـــــــــــــوت صــــــفير البلبل [الارشيف]

الخطاب

25-06-2005, 07:37

صـــــــوت صـــــــفيرالبلبل

--------------------------------------------------------------------------------

يروى أن أبا جعفر المنصور يحفظ الشعر من أول مرة يسمعه وله مملوك يحفظه من مرتين وجارية تحفظه من ثلاث مرات وكان ابوجعفر بخيلاً فكان الشاعر إذا جاء بقصيدة قال الخليفة إن كانت لم تسمع من قبل نعطيك زنة ما كتبت عليه ذهباً أما إذا كانت قد سمعت فليس لك شيء فيوافق الشاعر ويلقيها على مسامع الخليفة فيحفظها الخليفة من المرة الأولى فيقول له الخليفة القصيدة قد سُمعت من قبل فيقول الشاعر إنها من بنات أفكاري يا أمير المؤمنين فيقول ولدي عبداً أيضا يحفظها فيأتي العبد فيلقيها عليه ثم ينادى على الجارية فتسمعه القصيدة... حتى يشك الشاعر في نفيه وكذا دواليك مع كل الشعراء حتى سمع بذلك الأصمعي وأسى لحال الشعراء فتنكر وأتى الخليفة فدخل عليه ليسمعه شعره فقال له الأمير أتعرف شروطنا ؟ قال نعم فبدا الأصمعي قائلاً:-
صــــوت صــــفير الـــــبلبــــل هـــــــــيـــــج قــلبــي الثمـــــل
المـــاء والــــزهــر مـــعـــاً مــع زهـــــر لـحــظ الـــــمـــقل
وأنـــت يـــا ســـــــــيـــــدلـي وســـيـــــدي ومـــــوللــــــــي
فـــــكــم فــــكـــــم تـــيـــمني غــــــــــــــــــــــزيل عــقــيــقل
قــطـــــفـته مـــــــــن وجــنــةٍ مــن لــثـــم ورد الـخــجـــــلِ
فــقـــــــــــــــــــال لا لا لا لا لا فــقــــد غـــــدا مــهـــــــرول
والخــــــــُود مـــــــالت طــــربا مــــن فــعــل هــــذا الـرجــل
فــــــــولــــولــــــت وولـــولــت ولـــــي ولـــــــي يــاويـلـلـي
فــــــــقــــلـــت لا تـــولــولــي وبــيـــنـــــي الـــــؤلـــــؤلـــــي
قــــالـــت لــه حــيـــن كــــذا انــهـــض وجــــد بالــمـــقل
وفـــــيــــتــــة ســـــقــــونــنــي قـــــهــــيـــــوة كـــالــعــســـل
شــــمـــمــتــــهــــا بــأنـــفـــي أزكـــــى مــــن الــقـــرنـــفــــل
في وســــط بــســتــان حــلــي بالــــزهــر والــــســــرور لــي
والــــعــود دن دن دن لــي الــــطـــبــــل طــــبــــطــــب لــي
طـبـــطـبـطـب طـبـــطــبـطـب طــبــطـبـطـب طـــبـــطـــب لـي
والــرقــص قــــــد طــابــا لــي والســقـف ســق ســـق ســـق لي
شـــــــوا شـــــــوا شـــاهــش عـــــــلى ورق ســفــرجــــــل
وغــــــــــرد الــقـــمــري يصيح مــــــــن مــــلــل في مــلـــل
ولـــــــــــو تـــراني راكـــبــــاً عـــــــلى حــــمــــار أهـــــــــزل
يــمـــشـــــي عـــــلى ثـــلاثـــة كــــمـــشـــيـــة الـــعــــرنـــجـــل
والـنـاس تـرحـــم جــمــلي في الــســــوق بالــقــلــقــل
والـكـل كــعــكـع كــعــكـع خــلــفي ومــن حــويـلــلـي
لــكــن مــشــيــت هــاربــاً مــــن خــشــيــة الـعــقــنــقــل
إلى لـــــــقــــــــاء مــــــــلـــك مـــــــعــــــظــــم مــــبـــــجـــل
يـــأمــــر لي بــخــلــعـــة حـــمــــراء كـــالـــدم دم لـــي
أجـــــرّ فـــيــــهــــا مــــاشـــيـــا ً مـــبــــغــــدداً للــــذيــــل
أنـــا الأديــب الألــمــــعــــي مـــــن حـــي ارض الـــمــــوصــــــل
نــظـــمـــت قـــطـــعــــاً زخــــرفـــت تــــعـــجــــز عـــنـــهــــا الادبـــــل
أقـــــــول قي مــــطـــلــــعـــهــــا صــــوت صـــفـــيـــر الــبــلــبــل
فلم يستطيع المنصور أن يحفظها فنادى المملوك فلم يستطيع شيئاً فنادى الجارية فقالت ما سمعت بهذا يا أمير المؤمنين فقال أحضر ما كتبته عليها لنعطيك وزنها ذهباً فقال الأصمعي ورثت عمود رخام من أبي كتبتها عليه حيث أني لم أجد ورق اكتب فيه... فلم يسع الخليفة إلا أن أعطاه وزنها ذهباً.