PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : ادوني قصة رومنسية للكاتبة اوكاليبتوس



&الزهراء&
10-08-2010, 13:28
السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته
واهلا بكم في اول مشاركة لي
لقد اثارت اهتمامي قصة ادوني للكاتبة الشابة اوكاليبتوس فارجوا ان تنال اعجابكم كما نالت اعجابي اترككم مع الملخص

الملخص
طفلة تتحدى ان تصبح امراة ..عنيدة..تجهل معاني الطاعة.
متهورة لا تبالي بحكمة الصبر...
كالهواء قد تلامس القلب بخفة فتسحره..او تعصف به فتبعثر الاحاسيس و تكسره..تسيرها الاحلام..تبحث عن الحب..عن السعادة...وترقب شيئا ياتي به الافق
امانيها تحلق بعيدا..
والحب كاجمل الاشياء قد يلوح امامها..قد يمر بقربها
فهل تستكين خطاها..لتدركه..لتعرفه..او تراه.

&الزهراء&
12-08-2010, 00:15
يوء يوء الم تعجبكم ربما الملخص غامض قليلا سانقل اول فصل لا تنسو الردود


الفصل الاول



الفصل الاول
اولى ذكرياتي الحقيقيه ولدت في ذلك اليوم كان الجميع قد ارتدوا ثيابهم الرسميه الكل يبدو انيقا..بما فيهم انا كاننا سنقصد حفلا ما.حفلا لايجب فيه التحدث لمن بقربك فقط لكل دوره يتقدم ليلقي كلمته بصوت عديم اللون. اكثرهم ذابت احرفهم ببعضها البعض فلم افهم ماكانوا يقولون.وعند الختام لابد ان يرفعوا انظارهم الي. يوجهون القول لي ولكن القصد لاذان الاخرين.البعض كان الدمع يتراقص في زوايا عيونهم.شعرت بالرهبه كلما انهى احدهم كلمته ونظر الي كنت محور امر لا اريده.ولولا توصيات جدتي الحازمه لكنت هربت واختبات خلف اقرب جذع شجره ولكن ابقتني عينا جدتي التي كانت تهز راسها كانما تعطي موافقتها لكل من انهى حديثه.عينا جدتي المحمره ذاك ما ارعبني فصورتها التي طالما ارهبتني كان بها شي قد اقول مهزوز وهذا زادني رعبا.فالعالم من حولي يبدو كما يجب ان يكون.. كما هو.لكن قطبيه تلاشيا وتركا لقدمي التخبط.نظرت لشاهدي القبرين الذين حملا اسم والدي ولم يعنيا الحجرين لي شيئا.وحين اشارت لي جدتي بان اتقدم واضع الوردتين التي فقدت اكثر بتلاتها لشدة ماعصرتهما بين يدي.الوردتين التي كان يجب ان القيهما سابقا على التابوتين قبيل الدفن ولكنى نسيت ان افعل لذهول عقلي
- وداعا ابي ..امي..احبكما .ارقدا بسلام
كان علي ان اكتفي بتلك الجمله فهكذا اخبرتني جدتي ولكن رغم تحذيراتها الشديده من استعراض العواطف امام الاخرين.الا اني كانما الادراك اصابني على حين غره.لم استطع ان ادير ظهري لهما انهما معا هناك ..هل يسمعاني هل ندما لتركنا.ارتجفت شفتاي ثم جسدي كله..وبصوت مخنوق مجروح اضفت.
- ستعودان..لن ابقى وحدي..اريد ان اكون معكم..ماذا سأفعل س..لن تنسياني..ما..
علا في تلك اللحظه صوت البعض ينشج بالبكاء هنا وضعت (بيا) يديها على كتفي فتذكرت حالا جدتي لابد انها اشارت لخادمتها لتتدخل رفعت نظري وانا اتوقع نظرات الخزي والادانه من جدتي.فذهلت لرؤية عينيها مغرورقتان بالدموع التي ابت ان تذرفها.
ابتعدت بي بيا حيث العربه وهناك وجدت كيرو يقف بجوارها كان يمسح عينيه فتعجبت لكونه يمسح دمعه لرحيل والدي فخرج سوالي المندهش.
- هل تبكي ياكيرو
فرد علي بانزعاج .
- لا ولكن عيني تدمع..تبا..لقد هبت الريح تجاه وجهي لحظة رميت حفنة الرمل على القبروالان اعجز عن اخراج الرمل من عيني ولا يبدو ان احدهم لديه الوقت لاخراجه منها..
حين لم يلقى مني اي استجابه..عاد حانقا ليقول.
- مابكم.حتى جيرود لم يابه لي ولكزني بكوعه حين شكوته الامر واكتفى بالوقوف مع الاخرين.
وحين ظل وجهي على تعبيره الجامد.اقترب بوجهه مني ثم باصابعه ابعد جفني عينه اليمنى عن بعض ليريني عينا بعروق حمراء نافره.
- تعلمين قد تصاب عيني بالعمى..(افلت جفنيه ناظرا للحشد الملتف حول الشاهدين)ويحي سوف يصيبني العمى والاخرون تصنموا حول القبرين..بيا هلا اخرجتي حبة الرمل.
وقبل ان تتدخل بيا تقدمت من اركيان ممسكه بوجهه وفتحت جفنيه لاجد حبتي رمل صغيره دفنت في منتصف الجفن السفلي بللت منديلي بريقي وبعد جهد بسيط ازلتها ولا ادري ولكن شي ما دفعني لامسك بزاوية اهدابه الكثيفه وانتزع بضعة رمشات منهن.صاح باعلى صوته متوجعا ثم عاد ينظر الي وقد تساوى الاحمرار في كلتا عينيه .
- ما كان هذا..لما فعلتي ذلك.
كان السوال من جيرود الذي توقف خلفي. رفعت عيني معتذره للفتى الطويل عن سوء تصرفي تجاه اخيه
- لقد تحدث عن الجنازة بطريقة لم ترق لي.فانتزعت من رموش عينه لعله يتعلم من خطأه.
- كم رمشة بين اصابعك.
نظرت لاصابعي لاجد اثنتان فقلت عددها.هنا ضحك قائلا
- حسنا لديك الفرصه لتغييره وجعله يعود عن خطأه الان لديك رمشتان فتمني له امنيتان..
نظرت للرمشتان بين اصابعي فارتسمت صورة والدي في عقلي مزيحة كيرو والامنيات بتغيير طباعه اغمضت عيني مبتعدة بخيالي عما حولي وتمنيت امنية ختمت دمعتي الخائنة على استحالتها.
تلاشى الهواء من صدري للشدة المفاجئه التي دفعني بها كيرو كان وجهه مبتسما.
- كانت خسة منك مافعلتي..ولكن غفرت لك فبفضلك لن اكون الفتى الذي سينادى بالاعور.
كان يتحرك ويتكلم باسلوب مبالغ فيه.ادرك الان بانه قصد به تبديد افكاري الحزينه.نظرت لجيرود كان قد كتف يديه وقد علا وجهه الضيق.بدا حائرا كيف يعالج الموقف الذي امامه.لكنه فجاه ابتسم ..لم تكن ابتسامة مصطنعه وضعهاعلى شفتيه او حتى ذات معنى مالوف ولكن ابتسامة انطلقت واثقة من عينيه لتضيء عمق الزوايا في قلبي.لا ادري كيف اضع معنى لذاك الاحساس في كلمات كنت كانما احدهم اغلق على في صندوق ورماني في لجة بحرليحتويني سديم ابدي ثم اكتشفت ان الصندوق تصدع وقد اخترقه نور النهار وها انا تلامس قدمي شاطئ ارضه تهديني الطمانينة وتعدني بالثبات.اعدت ابتسامته اليه فما كان منه الا ان رفعني ووضعني في العربه بجوار بيا وغوينته التي ظلت طيلة مراسم الجنازه ممسكة باخي اسبيان ابن الرابعه الذي سمح له بحضور المراسم من حيث يجلس الان.
- هل تمكنتي من روية امي..
هززت راسي بالنفي وقد عاد الاسى بقسوته يتلاعب بروحي.مع كل سوال سالني اياه اخي وفي تلك اللحظه لم يكن حزني لاخي بل كله لذاتي ربما بحكم العمر الذي كنت به فبعد بضعة اشهر ستاتي ذكرى ميلادي الثامن.
- جميع النسوه يرتدين ذات اللباس الاسود..ولكن كنت لاعرف امي بينهن لا اظنها هناك..لقد لمحت ابي من الخلف دعوته لكنه لم يسمعني ولم يلتفت كنت سالحق به لكن غوينته منعتني ولا ادري اين ذهب الان..اتظنين.
- بيني ابي وامي هناك..
وقبل ان اتم كلامي وثب على قدميه ولولا ان امسك به جيرود لكان وقع على وجهه.
- ساذهب اليهما..لقد ظهرت الشمس خمس مرات ولم ارى امي..(كانت هذه طريقتة في احتساب عدد الايام كما عودته والدتي..تهدج صوته قبل ان يكمل بغيظ) انانيا دعيه يتركني.
تاملته وهو يتلوى محاولا الافلات من قبضة جيرود.فالم بي ضيق وغضب شديد وقفت امامه ممسكه باحدى اذنيه رغبة بايذائه وللفت انتباهه وصحت ..
- انظر هناك جيدا ابي وامي هناك بالفعل ولن تراهم لانهم ينامان تحت الارض وجبل من الرمال يغطيهم ..انظر انظر..
نظر لفترة وجيزه حيث اشرت ثم التفت الي وقد ارتجفت شفتاه وبعيون واسعه دامعه سالني.
- اوه انانيا ولما فعلا ذلك سيخرج كل واحد منهم بكرة من الرمل في فمه..
تعالت ضحكات كيرو رغم محاولاته العديمة الجدوى لكتمها.وحين شعر بنظرات اخيه الناقمه حاول ان يكون جديا ويبرر.
- انا حزين مثلك ولكن لايمكن ان لايضحكك ماقاله.

&الزهراء&
12-08-2010, 00:22
سبعة اعوام مضت على ذاك النهار تذكرته وانا انتظر اخي ليفرغ من وضع الزهور على القبرين.لم يعد هذا الفتى ابن الحادية عشر والذي يكاد يفوقني طولا يحمل سوى القليل في ملامحه من استداره الطفوله التي تخبر بانه بالامس القريب كان ذاك الطفل دامع العينين المتعلق باهداب ثوبي اينما سرت.انه الان ..حسنا استطيع ان اقول بغلا عنيد فايما فكرة تجول في خاطره فان من المستحيل ثنيه عنها ويالغرابة افكاره التي تنتابه بين حين واخر.جلس في مقعده بجواري ورفع يده بالسوط يحث الجوادين على الانطلاق.كان وجهه طلقا مبتسما على عكس حاله طيلة الاسبوعين الماضيين..شعر بتحديقي فالتفت رافعا احد حاجبيه فعلمت اني ساسمع حكاية هو وحده القادرعلى تصديقها.
- اتعلمين ماذا قالت امي حين اخبرتها بعزمي الالتحاق بكلية شتاستنباد..
- يمكنني التخيل
- لقد اسعدها الامر وهي تبارك خطوتي تلك ..
- وما كان راي ابي!؟
- لا استطيع ان انسب قولا زورا اليه ولكنه اكتفى بالصمت.وهذا يكفيني مادام ليس رفضا.
حقا لا استطيع ان اتخيل اخي في مدرسة عسكريه اخي الذي ما زال يبحث عن التبريرات لاعماله من قبرين صامتين.
تمايلت الزهور التي تفتحت بروعة اشكالها تحت تاثير نسمات اخر العصر وكادت الشمس تلامس الافق .في تلك اللحظات ونحن في نهايات ابريل مازال للشتاء طيفا يصيبنا بالقشعريره.كان هناك ذاك الصمت الحزين والجميل في ان معا كان الكون اقر بعظمة المغيب واسى رحيل الشمس بيوم اخر.فقط صوت حوافر الخيل تجرأ على الصمت..هنا لا ابه اذا سار بي الطريق الى ما لا نهايه..ترائى لي خيال البيت فوضعت يدي على ذراع بيني التفت الي وحين وجد وجهي ينظر للحقول بجانبي لم يسالني فقط شد اللجام موقفا العربه.فهو يعرف باني افضل استقبال المغيب خارج المنزل اذا استطعت فهناك كآبة موحشه حين يمتلى البيت بالزوايا المعتمه وترتدي الاشياء ظلالا رماديه و الى ان ياتي المساء وتزداد الظلمه وتنار الشموع في ارجاءه افضل التجول في الانحاء.نزلت مستمتعتا بصلابة الارض تحت قدمي وبدات الابتعاد.صاح بيني خلفي قائلا.
- لا اريد ان اكون مسؤولا امام جدتي فانتبهي حيث تسيرين.
انطلق بعدها بهدوء وذاك لان البيت اصبح على مرآه.اقتربت من الجدول وضفته الداكنة الخضره ونظرت لانعكاس الالوان فيه تمنيت لو استطعت ان اسر تلك اللحظه في لوحه.السلام مرخيا بجناحيه على الكون.حتى الطيور لم تكن زقزقتها كالصباح.الذي تبدو فيه كانها تتشاجر بل الان كما لو ان احدهم يحاول استرضاء الاخر بتغريدة طويله.مضى اسبوع لم اسمع به الدمدمة البعيده لاصوات المدافع بفعل هدنة وقعت لتخرق في اي لحظه فالنوايا المبيته ستجد طريقها.وهذا ما اشار له بيني بتحذيره فالغرباء تكاثرت رويتهم.استلقيت على ظهري وزاغ نظري في السماء قبل ان يستقر على اشكال الغيم السابح بهدوء اطرافه مشعة بالوان اللهب كشخصيات خياليه وتنانين تنفث النارالتفت فلامس خدي العشب البارد احب الروية من هذه الزاوية الغريبه.تخلصت من احذيتي وكذلك الجرابين ثم دفعت بقدمي على الارض حتى تخلخل العشب الناعم اصابعي سرت في جسدي قشعريرة البروده.اعدت حركتي عدة مرات حتى تعطر الجو حولي بالرائحة العطره للعشب المسحوق.لو كان عندي دثار لغفوة لساعه..لا ادري كم مضى من الوقت وانا متارجحة بين النوم واليقظه.انتبهت واعية لصهيل جواد ليس ببعيد.كدت ان انتصب بحثا عن الدخيل ولكن تحذيرات بيني مازال صداها في اذني.استدرت مستلقية على بطني وزحفت ببطء لاقرب بقعة مرتفعة الاعشاب فلم تكن الاشجار الكبيرة كثيرة قرب الضفه.لم تلتقط عيناي شيئا في البدايه ثم تردد نبض قلبي يطرق في اذني وقد بعثر الخوف انفاسي.فعلى مسافة ليست بالبعيده لبد رجل رغم تقوقعه على نفسه الا ان بنيته الضخمه فرضت ذاتها.انه مختبئ او هارب من احدهم فعدى الطريقة التي انطوى بها كان راسه يرتفع بين حين واخر كانما يتاكد من سلامة الجوار ..الاهي كيف ساعود دون ان يراني..بل كيف إقترب دون ان ينتبه احدنا للاخر..اقسمت ان لااتحرك حتى تطبق العتمه فاستغلها ..لكن لربما هو الاخر لمحني وهو يتاكد من خلو المكان وينتظر العتمه ليتحرك..الاهي..الاهي.ماذا سافعل.
ايا تكن خياراتي فهي مرتبطه بزوال النور فمن المستحيل ان اتحرك شعرة واحده ليكتشف امري فيمسك بي قبل ان اصعد منحدر ضفة النهر.اخذت الهواجس تتلاعب بي رغم محاولاتي الغير مجديه في بث الطمانينه لنفسي بان الرجل قد يكون رجلا عادي اوحتى نبيلا صادف عبوره وجلوسه في تلك اللحظه وسيرحل بعد قليل بعد ان يسقي جواده..ذاك الجواد الذي يبدو انه ربطه في مكان بعيد مخفي عن العيون ولا باس فيما فعل فربما اخفاه.. ربما هو..هو..الاااهي..فعل ذاك ليهرب من جريمة ارتكبها وساكون التاليه في درب اجرامه..بل..بل هو رجل محترم فلباسه مقبول ولا يبدو كملابس المجرمين والقتله وهو غير مسلح..فقط هو وجهه الملتحي والندبة التي تشوه جانب خده..وهل على المجرم ان يسير متقلدا السكاكين وحبال الشنق مرتديا اللباس الاسود ليكون مجرما.
فاجاني بان انتصب فجاة على قدميه ناظرا للجهة التي لبدت فيها مما كاد يدفعني لاطلق ساقي للريح ملقيتا بكل خططي وراء ظهري.ولكن ما دعاني للمكوث هو مرور احدهم بجواري ولولا كثافة العشب وطوله حولي وزرقة ثوبي الداكنه لامكنه رويتي.اوشك الهلع ان يفقدني صوابي وللحظه غامت رؤيتي
ثم عادت تستقر على ظهر الرجل الذي مر بخطوات خفيفه وسريعه التفت فجاة ناحيتي ولكن بصره تجاوزني قبل ان يعود ليكمل طريقه..اي تنهيدة ارتياح واغاثه اخذت معها كل قدرتي حتى ان شفتي نادت جيرود دون ان يخرج صوت عبرها..انه جيرود ..جيرود هنا .لقد انتهى بؤسي .كنت ساعيد ندائي ولكن كان هناك خطب ما جعلني اكف عن ابداء وجودي
فلولا اني احفظ كل تعبيروملمح من تعابير جيرود لكوننا نمونا معا ورؤيتي شبه اليوميه له بحكم مجاورة ارضهم لنا.لكنت اقسمت بان الوجه المتجهم الحذر يعود لرجل غريب يفوقه سنا.جلس على ركبة واحده بجوار الرجل الضخم الذي اخرج ورقة سلمها لجيرود تاملها الاخير لبرهة ثم اشار لنقاط معينة فيها والرجل المخيف يومأ تاكيدا لما اشار له جيرود الذي ما ان انتهى من الورقه حتى اقترب من النهر وبللها عدت مرات ثم مزقها قطع صغيره ورماها في الماء. تبادل الرجلان كلمات وجيزه قبل ان يفترقا كل للدرب الذي اتى منه سمعت بعدها صوت
خبب جواد يبتعد.اظنه الغريب ويبدو ان جيرود اتى سيرا وهكذا سيعود لمنزله.مامعنى كل ماحدث الان..ايا يكن ما رايته لا اظنه سياتي بخير فالغموض ظل من الظلال الرمادية التي اكرهها والتي هربت منها لاجدها تنتظرني هنا.


كنت احلم باني اقف على لوح خشبي من النوع الذي يوقف عليه المجرمون لشنقهم والناس في الاسفل يصيحون بالجلاد ان ينفذ حكم الشنق بي.وضع الجلاد حبلا رفيعا حول اصبع قدمي الصغير ثم فتح الفوهة من تحتي لاشنق من اصبعي الصغير..كان الامر مضحكا لاني كنت اعلم باني احلم والى ان استيقظ كنت ساتابع ما يجري ولكن الالم بدا ياخذ بعدا حقيقيا فتحت عيني فكان الالم اسوا
رفعت كتفي مستندة بكوعي لارى ماخطب قدمي فوجدت ابغض مخلوق عرفته قط
شكل دائري في كل ملمح مغطى بشعر اشعث اصهب وبشرة يملؤها النمش كان الفتى الكريه ابن السابعه ممسكا باصبع قدمي الصغير يلويه وقد امسك لسانه بين اسنانه لشدة تركيزه بحماقته الجديده ..الاخرق.عدت استلقى رغم تزايد الالم متظاهرة بالنوم ثم دفعت قدمي باقصى ما لدي لتصطدم بوجهه.على عويله يصم الاذان.
- أأأأه ..قطعتي لساني..أأأه..لقد قطع لساني..أأأأأأأأه..ستقتلك امي..ادونيا تولين قطعت لساااني.
قعدت نافضتا الشعر عن وجهي وصحت فيه.
- اغرب ايها السمين كيف يمكنك التحدث وقد قطع لسانك..اغرر
اخرستني كمية الدماء التي بللت مقدمة قميصه ومازالت تسيل من فمه تمتمت وقد بدا الغثيان ينتابني
- ايها الابله لابد انك اطبقت باسنانك على لسانك..
واسرع من انثى الثعلب ..بل اشبه بانثى الثعلب في لحظات كانت العمه ليبيردا تدخل حجرتي بثوبها الاسود الذي ابرز اللون الجزري لشعرها الذي اورثته لمدللها
فارون..
- حبيبي روني ماهو..أأأأه..الاه السماء.
وانقلب ذاك النهار الذي بدا مشمسا الى صبح غائم بالدموع من روني وعمتي وحتى انا فما تفوهت به العمه كان مؤلما.فقد عادت الي بعد ساعه ما ان تم الاعتناء بحبيبها الصغير روني.
- اقسم باغلظ الايمان بانه لولا والدتي لرميت بك خارج هذا البيت ..لان..البرية انسب مكان لحيوان شرس قذر مثلك.انها مسالة وقت وانت تستعجلين الشر.
- ان البيت سيبقى ملك للذكر من سلالة باراليوني اي اخي بيني.
قبل ان اتم وبذاك انا احق منها في البقاء.رايت احداقها تتسع لاقصاها وقد اكفهرت سحنتها واخذت تتنفس كانها تصارع طلبا للهواء.بندم حاولت اخفائه بادلتها التحديق. رفعت يديها التي كانت ترتعش ولبثت تنظر اليهما لفتره ولم يكن لدي شك بانها تتخيل عنقي بينهما او انها تفكر باستعمالهما فايا ما قلته فانه ضرب وترا لديها نظرت الي مجددا وكالفحيح خرجت الكلمات من بين شفتيها.
- ايتها المسخ..ايتها الشيطان المتخفي.علمت دوما انك مثلها خلف ذاك الوجه الجميل تكمن البشاعه يكمن ذاك الخبث الممتد من اصلها الحقير علمت منذ رايتك طفله بانك ستكبرين لتكوني مثلها ..ويعلم الله باني حاولت ان امنحك الفرص..لكني لطالما ظننتك ستغدين حقيرة مثلها.
لم اشك لحظة لمن كانت تشير بذاك الوصف القاسي.امي التي جاءت ورحلت دون ذرة قبول من عمتي.رغم قسوة ماقيل الا ان المشاعر العميقة التي وقفت خلف تلك الكلمات هي ما اصابني في الصميم.يبدو ان ما ارتسم على وجهي قد شفى غليل عمتي لانها خرجت مغلقتا الباب خلفها بهدوء لاينم عن العاصفه التي ثارت منذ قليل.لم احاول مسح الدموع التي راحت تنساب تباعا على وجنتي.وكعادة استمرت معي بعد رحيل والدي وقفت امام المراه اراقب الدموع وعيني المحتقنتين ثم رحت اسائل صورتي بلماذا وكيف. لا ادري ولكن كان ذاك التصرف الغريب والمملوء بالاشفاق على الذات ياتيني بعده بالراحه.كانما صورتي في المراة شخص سيستمع وسيحكم علي بانصاف.تمعنت لاول مرة لارى حقا الشبه الذي بات واضحا بيني وبين المراة التي تبتسم بجانب ابي في الصورة الموضوعه على الجارور.صحيح لدي تركيبة وجه والدتي ولكني اذكرها شديدة الشقار حتى تكاد تبين حاجبيها بينما شعري اقتم لونا وحاجبي داكنين وكانت عينيها زرقاواتان فيما عيناي تموج بين الزرقة والاخضرار فلا ادري اي لون تكونه. لدي شفتين ممتلاتين بعكس امي ذات الفم الرقيق.وقد تركت والدتي بصمتها غمازة في خدي وخد بيني ايضا الذي عدى ذلك كان نسخة مصغرة عن والدي بلونه الداكن وشعره البني.
قد اكون ميالة للدراما لكن الضجر يجعلني لا استكين لذاك الاحساس طويلا.واليوم اجمل من ان اضيعه في الحزن نزلت لغرفة الجلوس فلم اجد احدا بها وهدتني الاصوات لجدتي وبيا جالستين في الشرفه على مقعدين مصنوعان من اغصان البامبو اقتربت منهما بعد تاكدى من عدم وجود عمتي . كانتا الاثنتان يتفحصان مجموعة من خرق صغيره مصروره .

&الزهراء&
12-08-2010, 00:27
- ماهذه الصرر ياجدتي.
لم تجبني فظننتها لم تسمعني اعدت سوالي لها.
- مالذي ستفعلينه بهذه الصرر ياجدتي..وما الذي تحتويه ؟
وحين لم تجبني وكنت قد رفعت درجة صوتي في حال فاتها سماعي في المرة الاولى. علمت انها اما ماخوذة بتفحص مابيديها او انها غاضبة مني تاملت ملامحها فاذا بها تزم شفتيها كعادتها عندما تكون منزعجة من امرما واذ كان لدي شك باني قد لا اكون سبب غضبها فنظرات بيا العاتبه اكدت مخاوفي.قلت استبق تعنيف جدتي لاجئة لاخفض صوت حزين لدي.
- جدتي لم تكوني موجوده لقد افزعت من نومي ثم وبخت بشدة لا اجد لها سببا.
ودون ان تتوقف عن عملها او تلتفت قالت بهدوء.
- لعل السبب قطعكي لسان ابن عمتك!
- لو اني فعلت لقتلتني عمتي..لم يكن هناك احتمال بان يكون قد قطع.
- كان ممن الممكن ان يحدث..بقي لذكرى ميلادك الحامس عشر ثلاثة اسابيع.
لم ارى رابطا لتغيير الموضوع ولكني لم ارتح للقادم من الكلام فهمست بنعم.وبذات الصوت الهادئ أكملت.
- ستحتفلين بما تملكين مسبقا ولن يدخل البيت اى غرض من المدينه.
ببطء توضح مقصدها لي.. انا ..ادونياتولين التي تتنظر فتيات البلده كل مناسبة احضرها ليستقوا مني احدث ما وصل له عالم الازياء.انا التي زخرت حفلات ميلادها بروائع الاشياء ومن سمي المدعو الي حفلاتها بسعيد الحظ..لن ارتدي شيئا جديدا في اهم يوم في العام كله..تعسا لخزانة ثيابي وما فيها..علمت منذ الصباح بان هذا اليوم يخبى كارثة ما في جعبته.نهضت مقتربة من جدتي وحلقي يضيق بالغصات ومن فوق راس جدتي المنحني لمحت بيا بعينيها المتعاطفتين تهز راسها مومئة لي بان اتوقف عن محاولة ثني جدتي عن قرارها.وبالفعل فجدتي حين تستخدم تلك النبرة تعني بانه الغبي وحده يجرؤ على معارضتها. سمعت صوتا ينبئ بوقوف احدهم خلفي التفت لاجد سابين واقفه خلفي مستندتا على الباب قد لاتكون ادركت ما جرى هنا لكن وجهي المحتقن والدموع المتراقصة في عيني اهدتها سرورا صافيا تبادلت معها نظرات البغض ثم اقتربت منها مغتاظة من جراتها وخلفي بدا حوار جديد بين جدتي وبيا. تعاظم الغضب فيني لانها ستلذذ بالشماته متى علمت بقرار جدتي.كم اكرهها لم استسغها يوما لربما ارمين اختها الكبرى لا تتسم باللطافه ولكن سذاجتها تجعلها مقبوله بطريقة ما.اما هذه وقد بلغت الثالثه عشر اكاد ارى قرني شيطان بازغان من قمة راسها .هي الوحيده التي نجت من قبح اسرتها ولا ادري من اين اتت بتلك البشرة السمراء والعينين الياقوتيتن مبهرة الزرقه حتى شعرها اسود حالك بلون القطران.ولو اني لم اسمع جدتي تشير لسابين بكونها الوحيده التي ورثت لون شعر جدتي قبل ان يذهب لونه العمر لظننتها لقيطه..ومما ارى فتصرفاتها لا ياتي بها سوى اللقطاء.ذاك الخبث ياللسخريه وانا من تصفني عمتي بالخبث.اقتربت منها وجسدي كله وعيد.
- الى ماذا تنظرين ..لما تقفين هنا كخشبة صماء
ابتسمت ابتسامة قطيه ثم اجابت بسهولة غير معتاده.
- انظر لهوانك..امي هذا الصباح ..والان جدتي.
حاولت جاهده ان اسيطر على غضبي الذي كان يصيح بي ان اضربها ولن تكون المرة الاولى ولكن منعني وجود جدتي.وايضا حقيقة ان الواقفه امامي باتت صبيه ولم تعد الطفلة التي صفعتها قبل اكثر من عام.وان لم يمنعني ذلك من ان اجيبها بلؤم:
- اتدرين لما خلقتي (اصدرت ضحكة من يستمتع بسر ما ثم اكملت باقذع نبره)شبه خرساء لتفاهة ما قد يجود به لسانك(ولا ادري من اين اتت جملتي التاليه)حاولت قطع لسان اخيك اليوم لتجدي اخرسا يستطيع التفاهم معك.
اتبعت قولي بضحكة صريحه اختفى خلفها غضبي.واتت النتيجة التي توقعتها اختلت ملامحها الجميله وتكلمت بتاتاتها المعتاده والتي تبدو واضحة عند انفعالها.
- انننتي هي الل اللتتافهه ..س ستندمين على قولك.
كنت اهز راسي مميلة اذني ناحيتها كمن يحاول ان يستوعب قولها وحين ادركت السخرية في فعلي علمت ان استمرارها فالحديث سيضعف موقفها.فانصرفت ثائره بشفتين مرتجفتين تدلان على انها قريبة من البكاء..حسنا يحسب لها انها لم تبكي امامي.ومن خلال الصمت سمعت جدتي تقول.
- خسرتي للتو تورتة حفلك.
لا لم تنتهي مفاجات يومي .


- لا لا اظنك مظلومه ..فاي مظلوم ذاك الذي يستطيع خلال صباح واحد ان يبكي طفلا ويدفع شقيقته للبكاء ويجعل امهم تفقد رباطة جاشها ويثير غضب الجده..نعم اجد من الصعوبة ان اراك مظلومه.
في وقت ما ربما اسمعته رايي في فلسفته ولكن استنزفت طاقتي العواطف والمشاعر السلبيه لذاك النهار فاكتفيت بالصمت ومراقبة الارض حيث اسير.سمعت اركيان يكمل.
- هل تبحثين عن تعاطفي عبرهذا الصمت الحزين..ربحتي.ساذهب على الفور لبيتكم واختطف فارون واترك رسالة تهديد لعمتك..اذا اردتي روية راس الجزر سالما فقبلي يد ادوني بجليل الاعتذار.
جاريته في خياله كعادتنا وبصوت لازالت للكآبة اثرها عليه قلت:
- واين ستخبئ فارون في هذه الاثناء
تلفت حوله كمن يبحث عن المكان المناسب ثم تابع بصوت شرير وهزلي.
- لا يمكن ان يتسعه احد البراميل..ماذا عن مخزن الغلال ذاك..فكره سيئه فلا اظن فارون سيرضى بان يخلى سبيله.. فمخزن الغلال بالنسبة له كالنعيم بعينه.
تشكلت في خيالي صورة حيه للمشهد فتعالت ضحكاتي ..

تنهد كيرو قائلا:
- نعم الان استعاد يومي عافيته.
- وتاكدت ان الشمس اكملت مسيرها ولم يحتجب القمر..كل ذا لان عيني ..تلت..طسا طلاسمها اهكذا تقال..عجبا لعقول الفتيات..كيف يصدقن ترهاتك..بل ..كيف يفهمنها.
- احمد الله لكوني ولدت وسيما فترهاتي كالموسيقى في اذانهم..والحق يقال ليست ترهات بل كتاب شعر لدى والدتي.
- اتقسم بانك مدرك لمعانيه.
- ليس كلها..حسنا جزء يسير منه ولكنه يبدو ناجحا معي حتى الان..لكني اعنيه حين قلت قد استعاد يومي عافيته.
نظرت اليه بزاوية عيني وعجبت لكوني ارى للمرة الاولى السبب الحقيقي لهوس الفتيات به لقد كان حقا وسيم .ليست الوسامة اللينه بل ملامح قويه رققتها البشرة الفتيه والابتسامة الصبيانية التي نادرا ما فارقت شفتيه..تلاعب النسيم بخصلات شعره الداكنه المتموجه ولولا اختلاجات الضوء القمحيه لحسبت شعره اسود .مال بعينيه الواسعتين العميقتي الزرقه قائلا..
- هناك بيت شعر واحد كوني على استعداد للدهشه احببت ذاك المقطع واستطيع ان افهمه..
تتبعت معه انطلاقة نسر بعيد كانما السماء محيطه وقد فرد جناحيه مبحرا عبرها..
- كالربيع تمر بقلبي القديم..فيالف نبضا كان يحييني..
- جميل ..اكان ذاك من كتاب والدتك.
- نعم وقد مزقت تلك الصفحه فلا يرددها مخلوق سواي..لم اسمعها احداهن ابدا.. ويوما ساهمسها لفتاة احلامي..
- يالا خيبتك قلتها امامي ولم تعد سرا وحين تهمس بدايتها لفتاة احلامك ساهمس لها بنهايتها..
- اذا علي الان اما ان اتخلص منك او احبسك مع فارون في مخزن الغلال.
- لااااا الموت خيار رحيم.
ضحكنا ثانية قبل ان يعود ليقول لي:
- الم اقل لك بانك اعدتي ليومي عافيته.
ادركت حين كرر قوله هذا بان هناك ما يزعجه حقا.امسكت بكمه لاوقفه وسالته بصرامه.
- كيرو ما الامر..مالذي يكدر صفوك
- فضولك..
- كيرو
- لقد ترك برينتي العمل..وغادر هو واسرته كوخهم.
- لا اصدق ذلك ..لماذا.
بدا كانه لن يجيب ثم بابتسامة معوجه لم تخفي المرارة في كلماته.قال
- لقد استاذن جيرود في الرحيل متعللا بانه مل المكوث في مكان واحد بعد خمسا وعشرون عاما يقول ذلك..مل من الاقامة والعمل في ارضنا.لقد طلب من جيرود التوقف عن دفع مساعدته المالية لابنه توما..
- ولما كل ذاك
- لم يقتنع جيرود بقوله وبعد ان حصره في الزاويه قال لجيرود بانه يشعر بانه خائن لوطنه في نظره وانظار الاخرين اذا استمر بالعمل لدينا.
هالني ماسمعت برينتي قال ذلك وهو الذي وجد حتى قبل ان يخلق الاخوين وعايش اسرة ديستاليا بكل تقلبات احوالها.بل اكاد اظنه ركن من اركان ذاك البيت او وقطعة من ارضه.
- ما كان رد جيرود
- تعلمين كيف هو جيرود لم يبدي اي تعبير ولكن الغضب كان يتطاير من عينيه لقد اخبر برينتي ببرود قاتل بان لديه ساعة واحده يلم فيها حاجياته قبل ان يشعل النار بالكوخ الذي لم يعد لوجوده جدوى.
- ياالاهي مسكين برينتي..ماذا حدث.
- بالكاد استطعنا ان نخرج حاجياته من الكوخ قبل ان يشعل جيرود بنفسه النار في الكوخ..كان الامر صعبا فالسيده بيكوت لم تكف عن البكاء لقد اخبرتني قبل ان يرحلوا بانها ما كانت لتغادر بارادتها وانما انصياعا فقط لرغبة زوجها..رفضت ان تاخذ النقود التي عرضتها عليها..وقد ادركت بان جيرود طلب مني ان اسلمها اياها.
- لماذا قال ذلك مالذي كان يعنيه برينتي بقوله.
- هل تعنين بانك لم تسمعي مايتردد مؤخرا من مطالبات باقصاء ذوي الاصول الجاستونيه من بافاري.
- وما شانكم بذلك
شد بطريقة فظه الحلق المعلق باذني وتنهد قائلا
- ادوني حلوتي البريئه..قد نشعر انا وجيرود باننا بافاريين لكن الناس لن ينسوا باننا ابناء الزوجين اللذان اتيا لاجئين هنا..لن يتجاهلوا وفود اللاجئين الجاستونيين الذين مروا عبر اراضينا ..لن ينسوا بان والدي كان الرجل الذي التف حوله اولائك اللاجئين لكونه اعلى سلطه تمثلهم في غربتهم.
تذكرت العم دوريان زوج العمه ليبيردا حين بدات المناوشات الحدودية مؤخرا بين جاستونيا وبافاري لقد قال بان اول المتضررين سيكون الاغنياء والنبلاء ذوي الاصول الجاستونيه في حال قرروا البقاء في بافاري والعكس صحيح اذا اختاروا العودة لمسقط راسهم حيث سقطت الجمهورية هناك وعادت الملكية بعد غياب ستة وعشرون عاما.عادت الملكية بحماس واطماع توسعيه ستخلق هدفا يوحد كافة ابناء جاستونيا وذلك بايجاد عدو خارجي مشترك.
- كيرو لديكم دوقية في جاستونيا..اقصد بانكم في حال عدتم لجاستونيا فسيكون جيرود دوقا.
- انها اكبر من دوقيه..لقد اعاد الملك للنبلاء ملكياتهم والقابهم التي سلبتها الجمهورية عبر السنين اتمنى لو ان ابي عاش ليتمتع بحق العوده لديستاليا ...اتحفظين السر.
اووه لايوجد لدي احب من الاسرار.نظرت اليه بوجه يفيض حماسة.قطب حاجبيه مهمهما.
- بعد تفكير اظن من الافضل ان احتفظ به لنفسي.
- كيرو كيرو.اياك ان تفعل ذلك بي لماذا تفعل ذلك تلمح بامور ثم تعكف عن اطلاعي عليها.. تعلم باني لا استطيع ان اركز مادام هناك سرا مخفي عني.
كنا خلالها قد اقتربنا من الاسطبلات الملحقه خلف المنزل.وحيث ربط كيرو جواده الادهم بسور يمتد في الجانب الخارجي للاسطبل.فاجاني بان فك رباط جواده وامتطاه ناظرا لي من الاعلى وقد ارتفعت زاوية شفتيه بابتسامة قصد بها الاغاظه. رفعت حاجبي باستغراب وفتحت فمي لاساله.لكنه تحرك بجواده وقال قبل ان ينطلق.
- ستشغلك محاولة معرفة السر عن بقية الامور المزعجه.
ثم مضى وانا اصيح في اثره.
- ولكن هذا اشد ازعاجا كيرو
- لن يعود لقد هرب منك..امي تقول بانك نبت شيطاني..لقد اخفته.
كان ذاك فارون الذي وقف بجواري يبدو ان حادثة اليوم لم تؤثر في نطقه.عدت بنظري لحيث توجه اركيان.فوجدته قد مال بجواده من على مسافة بعيده ينظر لي ولفارون الواقف بجواري.ثم رفع يده يشير لشي ماء تتبعت يده فاذ بها تشير لمخازن الغلال.انه يذكرني بخطة اختطاف الصبي الاصهب نظرت لفارون ثم استغرقت بالضحك لدرجة جعلت الصبي ينعتني بالجنون قبل ان يولي هاربا.

&الزهراء&
19-08-2010, 22:31
كانت الساعة تقارب الثامنه ولم استطع ان احث نفسي على النزول ومواجهة الاخرين كيف اهبط لهم بمثل هذا الثوب فقد كنت بين خيارين احلاهما مر اما ان ارتدي اخر ثوب اشتريته قبيل شهر وهو جميل ولكنه يبدوا باهتا لمثل هذه المناسبه او ان ارتدي ثوبا يصلح لحفل الليله ولكني كنت قد ارتديته سابقا في عشاء عائلي قبيل شهر ايضا وبما انه كان عشاء عائلي فهناك احتمال كبير بان يراه الاخرون كقطعة جديده.ولكني منذ الان اسمع في خيالي الضيوف وهم يتهامسون حول البساطه الغير متوقعه لحفلي هذا. كدت ابكي احباطا فحتى فارون كان حفل ميلاده افضل بكثير من حفلتي التعيسه ويشهد الله على المحبه التي اكنها لجدتي الا ان فكرة مواجهتي الاخرين بمثل هذه الثقة المفقودة بالنفس تركت في صدري غلا عليها .فهي قد رفضت حتى فكرة ان الغي الحفل بداعي المرض ووضعتني في مثل هذ المازق.تاملت انعكاسي في المراه مرة اخيره .ثوب حريري ضيق بلون البنفسج بذيل متوسط الطول يزداد عرضا في نهايته وما ميز الثوب خيوط كالبرونز جدلت اسفل الصدر وطوقت اعلى الكمين فيما تعاكست على صدري طبقتين من الدانتيلا الفرنسيه بدرجة اشحب من لون الثوب .وقد زينت اذني بحجرين من الكهرمان الداكن.فيما فرقت شعري من منتصفه ورفعته عاليا من الخلف وتركت الخصلات الذهبية الحلزونيه تؤطر عنقي وتكون خلفية لوجهي وهذا هو الشي الوحيد الذي حاز رضاي في هذه الليله والشكر لغوينته التي تعرف حقا كيف تستعمل مكواة الشعر.بوت انضج واكثر حنكه كما هو مفروض لفتاة الخامسه عشرسمعت طرقا خفيفا على الباب قبل ان يدخل اسبيان لقد اهتم بهندامه لدرجة اظهرته بشكل سخيف. ومشط شعره على جانب واحد بطريقة صارمه اما الشريط الساتاني الذي لف به عنقه كان من العرض بحيث كاد يتجاوز ذقنه. لباسه لا يشكو من شي بل يعتبر انيق لولا حجم وعمر الشخص الذي ارتداه.انه يحاول جاهدا ان ينفض عنه اي مظهر طفولي.
- جئت لاكون اول من يقول لك عمرا مديدا.
لامست كلماته قلبي.مؤخرا بتنا كالقط والفار وصار يتهرب من مواجهتي فيما كرهت التمرد الذي يبديه ناحيتي وانا قد اعتدت اعتماده علي في كافة اموره.كان لدي نوعا من السلطه الاموميه بحكم تعلقه بي ولربما سبب التوترات بيننا كونه صار يتحدى الاطار الذي حصرته به.ابتسمت ثم مددت يدي لعنقه لازيل ربطة عنقه البشعة الحجم.ولكنه تراجع بنظرة دفاعيه.
- بيني انها تكاد تخفي ملامحك.
بدلا من ان يجيبني توجه للباب قائلا .
- ارسلتني جدتي لاستعجلك النزول..اغلق الباب وراءه ليعود ليفتحه مبتسما(تبدين جميله بل واجمل من لاسينيا).ثم اغلق الباب من جديد.
ماعلاقة تلك الفتاة العاديه ابنة مدرس البيانو بي.. لما ذكرها بيني وهي في خانة اللامرئيين بالنسبة لي فعدا الطبقة التي تاتي منها فانها.. لن اقول رفيقة سابين بل تابعة مسلوبة اللب لها انها في مثل عمري ولكنها كدمية دون خيوط بين يدي سابين ايكون بيني معجبا بها انها تتجاوزه باربعة اعوام ثم ان وجهها..امم..وما يدريني انا بافكار الصبية اللذين بعمر اسبيان ..بل ما ادراني بغرائب افكار اسبيان.القيت نظره اخيره على المرآه قبل ان اخرج مستعيده في خيالي الطريقة التي ساهبط بها منحنى السلم وقد عكفت طيلة يومين على تجربتها وتغييرها لاجد في النهايه البقعة المناسبة التي ساستعرض بها نظراتي و وقفتي الملكيه.لم اعلم اني وبعد اعوام ساسخر واشتاق للمراهقة السخيفة الساذجه التي كنتها.هبطت الدرجات حتى توقفت في المكان الذي اظهرني كاني اقف على منصه .علمت بتاثير الثريا المضيئة فوق راسي مباشره لابد ان هالة من الضوء تحيط بي.تعالى ضخ الدم في جسدي بحماسه وحاولت ان اذبل عيني لابدوا مرتاحة وواثقه رغم اني لم استطع السيطره بشكل كامل على اللون الذي خضب وجنتي.وكان الصمت الذي خيم على المكان اعظم هدية تلقيتها فقد كنت واثقه من سببه. فالاعين رات ما راق لها.بابتسامة صغيرة هادئه تتبعت بانظاري وجوه الحضور وقد دغدغدت مشاعري تعابيرهم المشدوهه.توقف بصري على وجهين ناقمين ارمين واختها الصغرى سابين كان هناك امرا غير مريح في عيني تلك الاخيره شيئا يحذر الاوعي فيني ..كانت شامته ..حاولت ان ابتعد بعيني لكني لم استطع لقد ابتسمت لي وهذا نذير شؤم ثم التفتت لاختها مومئة باشارة صغيره ابتعدتا عن بعضهما لارى لاسينيا الواقفة خلفهما ادركت بان وجهي فقد لونه حين كسر الصمت بقهقاتهما قبل ان تصيحا مهنأتين بميلاد سعيد.فيما بدت دميتهما البليده كانها فار ابهره نور قوي.كانت التعيسه ترتدي ..الثوب ذاته الذي ارتديه.. هذا ماقصده اسبيان باني ابدو اجمل من لاسينيا..ولم تخالجني لحظة شك واحده بهوية من يقف وراء هذه الفعلة الدنيئه..سابين.اخذت اجول بعيني محاولة التماسك ولم تساعدني رؤية وجه عمتي الهازئ..نعم..من سيتحمل نفقات تلك الخطة غيرها.نظرت لجدتي الواقفة بقربها ورايت ابتسامتها تذبل تحت وقع نظراتي اللائمة الساخطة عليها.ورغم حدة ذهن جدتي الا انها لم تفطن لاحداث للمسرحية البائسه التي تدار فصولها امامها ولكنها كبقية الحضور رات ابنتي عمتي كمخلوقتين لطيفتين سعيدتين بابنة خالهما وقد سابقتا الجميع في تهنئتها.ان كنت قد استفدت من تربيه جدتي بشيء فلابد انه مسك زمام اعصابي في مثل تلك المواقف.ابتسمت واكملت هبوطي راجية ربي بان يستمر تظاهري حاولت ان ارد على المهنئين واتبادل معهم المزاح ولكن عقلي استمر يستعرض لاسينيا بثوبها التوام لثوبي محاولة تخمين اراء الاخرين فيما حدث ثم تتماوج الطرق التي سانتقم بها دون وضوح.كنت اريد لحظة هدوء استوعب بها ما جرى فقد آلمني وجهي لشدة ما تمسكت بابتسامتي الواسعة المتصنعه.لم اصدق حظي حين وصل احد المدعوين متاخرا حاملا معه انباء عن اغتيال قيادي جاستوني كبير مما سيترتب عليه امورا خطيره..لاتهمني قيد انمله بشي..فمصيبة ثوب ميلادي لايعادلها مصيبه.اندفع الحضور في حوار ساخن حول ذاك النبا.تركتهم لاجلس على كرسي تطل نافذته جهة النهر تمنيت لو كنت جالسة بقرب ضفته بعيدا من هنا لقد استطعت من مكاني ان ارى النهر كجدول منساب من الفضه تحت ضوء القمر المكتمل.مددت ذراعي من دون وعي على حجر النافذة البارد ثم اسندت راسي المجهد عليها.تهادى الي صوتا عميق النبرات.
- مقارنة غير جائره ..ان نقارن زهرة الثالوث بعشبة ضاره.
ميلت راسي دون ان ارفعه وقابلت نظراتي الشاب الواقف امامي.لاادري اي قسوة يتحدث عنها الجميع ..كثير ما سمعت عن البرودة في عينيه.وانه ينظر للاخرين كانه يفككهم الى اجزاء ويعيد تركيبهم بنظرة.لا ادري كيف اكتسب تلك السمعه السيئه.انه جيرود..كان النقيض لاخيه اركيان. فبشعر اشقر بلون السنابل التي هذبتها شمس الصيف وبعينيه الرماديتان بالكاد ارى شبها بينه وبين اخيه.فقط بنيتهم الجسديه وجيرود اصلب عودا بحكم كونه الاكبر.ولمن يراه للمرة الاولى يجب ان تكون هناك لحظة استيعاب لتك القوة المكبوحه والوسامه الامباليه.مذ كنت اصغر عمرا ادركت الهالة المحيطة به والتي تترك تاثيرها القوي في الاخرين.

&الزهراء&
19-08-2010, 22:35
لقد استطعت من مكاني ان ارى النهر كجدول منساب من الفضه تحت ضوء القمر المكتمل.مددت ذراعي من دون وعي على حجر النافذة البارد ثم اسندت راسي المجهد عليها.تهادى الي صوتا عميق النبرات.
- مقارنة جائره ..ان نقارن زهرة الثالوث بعشبة ضاره.
ميلت راسي دون ان ارفعه وقابلت نظراتي الشاب الواقف امامي.لاادري اي قسوة يتحدث عنها الجميع ..كثير ما سمعت عن البرودة في عينيه.وانه ينظر للاخرين كانه يفككهم الى اجزاء ويعيد تركيبهم بنظرة.لا ادري كيف اكتسب تلك السمعه السيئه.انه جيرود..كان النقيض لاخيه اركيان. فبشعر اشقر بلون السنابل التي هذبتها شمس الصيف وبعينيه الرماديتان بالكاد ارى شبها بينه وبين اخيه.فقط بنيتهم الجسديه وجيرود اصلب عودا بحكم كونه الاكبر.ولمن يراه للمرة الاولى يجب ان تكون هناك لحظة استيعاب لتك القوة المكبوحه والوسامه الامباليه.مذ كنت اصغر عمرا ادركت الهالة المحيطة به والتي تترك تاثيرها القوي في الاخرين.
- سترى بعينيك كيف ساسحق بقدمي تلك العشبه الحقيره..آه..اتمنى لو اني اغمض عيني وافتحهما لاجد ستون عاما مرت على ليلتي هذه.
- وبذلك ..
- وبذلك اكون اكيده باني تمكنت من نسيان بؤس هذا المساء
- صدقيني بعد ستون عام لن يكون نسيان هذه الليله هو المشكله بل محاولة تذكر لمن يعود الوجه الناقم الذي يقابلك في المراه.
- لا اظنني ساعيش لابلغ الخامسه والسبعين..فقد تمنيت في العام الماضي ان اموت قبل ان ابلغ الخامسه والعشرون..لا اريد ان ابلغ الشيخوخه.
- ومن اين اتيت بتلك النظريه المخيفه..فتبعا لقولك ساكون شيخا خرفا بعد ثلاث اعوام.
- لا لا..ان الامر يحدث للنساء فقط ..نحن النساء نشيخ اسرع منكم.لا تعلم كم هو الحظ حليفك كونك ولدت ذكرا.
- اي حوار غريب هو هذا.
عندها تنبهت للنظرة المتساهلة في عينيه وادركت بانه يساير بلاهتي المتواصله.مما جعلني اقول بفظاظه.
- اياك ان تعاملني بتنازل جيرود..
- والا
- والا امرتك بان تسلمني هديتك على الفور دون ان اعطيك الفرصه لاستعراضها امام الاخرين.
- استعرض هديتي يبدو انك صرت تخلطين بيني وبين اركيان..اقلت عمر شيخوخة النساء خمسا وعشرون ام خمس عشر.
- استميحك العذر دقيقة واحده فقط لاضحك على نكتتك..(وفعلا اطلقت ضحكة قصيره عديمة اللون)والان سلمني هديتك.
لمحت بريقا وجيزا في عينيه كانه وجد شيئا ما ادهشه واسره.
- تعلمين انك بعد ليلتين ستسلميني هديتي بذات الاسلوب وساحرمك استعراض هديتك امام الاخرين.
- لطالما شعرت باني مخدوعه حين اتسلم هداياك ..كون ذكرى ميلادك تحين بعد يومين من ذكرى ميلادي .
شد خصلة من شعري قبل ان يردف .
- اذكر اليوم الذي ولدتي فيه ..كان يوما ربيعيا عاصفا..وقد قالت امي يومها.. لتلك المولوده رئتين سليمتين ..لم افهم قصدها حتى سمح لي بان احملك بين ذراعي بعد اربعة اشهر..لقد القيت نظره واحده الي ثم اطلقت ارعب واقوى صراخ سمعته يخرج من شيء ضئيل بحجمك حتى كدت القي بك..اذكر بان امك قالت لابد ان ذاك الطبع الصاخب استقي من صخب اليوم الذي ولدت فيه.
وبينما كنت اتامل في قوله مد يده لجيبه واخرج علبة صغيره رفعت يدي لالتقطها منه بلهفه ثم بخبث عدت لاسقط يدي ووضعتهما فوق بعض في حضني محنية راسي وناظرة له من تحت رموش ترف مدعية الخجل.
ضحك جيرود بهدوء وقلب كفي ليضع وسطه الصندوق الصغير.قائلا
- اكاد لا اصدق بانك بلغت اليوم الخامسه عشر لاني ارى امام ناظري روح امراة تجهل بان الحياة كانت لعبتها لقرون..(حين راى الحيرة مرتسمة على وجهي شجعني لافتح هديته)هيا اظنني وفقت بتلك الهديه دون شك..خاصة وانا ارى رداءك هذا.
لم استطع ان اكتم شهقة المفاجاه وانا ارى عقدا فضيا ناعم التفاصيل من سلسلته الدقيقه التي تنتهي بشبه اغصان متشابكه تتوسطها زهرة (البانسي) او كما يسميها البعض زهرة الثالوث وكانت بتلات الزهره صنعت من الاحجار الكريمة المتماوجه بين الابيض ذو الظلال الوردية الشاحبه الى البنفسج القوي ثم القلب الاصفر الدافئ.
- عاجزه عن الكلام..يكفيني ذلك فخرا..امامك الان مهمه مستحيله للعثور على هدية تدير راسي.
لم استطع ان اجيبه كانت هديته من الروعه بحيث اغرقت في تاملها صحيح بان القيمة المادية الكبيره لها دورها الا ان اكثر ما اعجبني كونه ربط هديتي بزهرتي الاثيره والتي زرعتها في اقصى الحديقه في زاوية منحتها لي جدتي حين كنت في العاشره وكانت اول بذرة زرعتها هي لزهرة البانسي او الثالوث وكانت البذور ايضا مهداة من جيرود بعد ان استفسر عن النبت الذي ارغبه.فذكرت بدون تردد رغبتي بغرس بذور البانسي .فلطالما اولعت بتلك الزهور الهجينة التي يعود اصلها لنوع من انواع البنفسج.لكن الاهم..انه لاول مره احس بهديته اعتراف شبه صريح باني لم اعد طفلة. حتى الحوار الدائر بيننا لاول مرة اشعر بتلك النديه كاني بت اخترق غموضه واجاريه او لعله سمح لي ..لا ادري.. فكثيرا ما استطاع ان يثير اعصابي بكلمة لتاتي ردة فعلي تصرفات خرقاء يتبعها ندم.كسر سحر تلك اللحظه ارتفاع اصوات ترحيبيه تنبئ بقدوم ضيف متاخر.
شاهدت جدتي والعم دوريان يرحبون بالضيوف سرت همهمه بين الحضور لم اعلم سرها ولكني رايت الحماس يدب في المشعوذات الثلاث(ابنتي عمتي وتابعتهما) بالكاد تمالكت نفسي كي لا اندفع متجاوزه الزاوية التي منعتني من رؤية سبب الصخب الدائر هناك ثم تحركت جدتي يتبعها الضيوف الجدد رايت رجلا وامراة متوسطي العمر وبما اني اعرف الجميع هنا فلابد انهم اسرة( اليتيري) وهم سكان المزرعه المجاوره والذين انتقلوا لها قبيل اسبوع بعد ان اشتروها من احد اقرباء السيد باستوني البعيدين.وكان السيد باستوني الكهل المخيف الذي عاش بوحده قد توفي وحيدا دون قرابة مباشرة يورثها.راقبت تقدم الضيوف وقد اعجبني هندامهم والرقي بهم والذي ارتبط عادة بطبقة النبلاء المقيمين في المدينه وباقترابهم تبدى سبب حماس قريباتي فخلف الزوجين وقف شابة وشابه اكد الشبه بينهما رابطة الاخوه.تعلقت نظراتي في الشاب لا يمكنني ان اقول وسيم بل جميل هي الكلمة الانسب اصابني الحماس ذاته الذي انتاب قريباتي ما اراه يعد شيئا جديدا في محيطنا تلك السفسطائيه والنظرات المنزهه عن صغائر ما حوله والوقفة التي رايتها غالبا في لوحات عظماء المشاهير تساءلت من موقعي عن لون عينيه بشرته لوحتها الشمس بلون جميل وشعره البني قص بطريقة جميله ناسبة وجهه كثيرا ربما لو كنت اكبر عمرا لضايقتني النعومة المصاحبة لحركاته ولكن عيني المحبة للجمال تتبعته ماخوذة بسحره عدت لانظر لاخته الواقفه بجواره فرايت ذات الشي هناك باستثناء كون شعرها بني محمر.بطريقة ما علمت انني اما ساجد فيها رفيقة مثاليه وهذا ما ارجوه لاكثر من سبب او منافسة شرسه .اقتربت لارحب بهم في حفلي دافعة الخجل بعيدا وعيناي تلتقيان لفترة وجيزه بالعينين الخضراء للشاب المدعو سانتون اليتيري وراقني مارايت وبحركة جاءت طبيعيه لكثرة ما حفظتها ملت بشبه زاوية كاشفة العنق الطويل والنعومه الطبيعيه لحركتي متظاهرة بتعديل ذيل فستاني.عدت لارى تاثير حركتي البسيطة في ظاهرها والتي بحكم التعبير المرتسم على وجهه كانت ناجحة في تاثيرها.شي ما دفعني لالقي نظرة على يميني لاجد جيرود ناظرا الي بعينين ملؤها التسليه لا ادري شعرت باني مفضوحة الخطط واضحة بطريقة مثيره للشفقه لم استطع منع الغيظ من ان يسطر ملامحي.دفعه ذلك ليميل بزاوية شفته كمن يكتم ضحكه.(وانا من ظننت باننا وصلنا لنوع من التفاهم الودي بيننا).اشحت بوجهي ملغية شخصه.لاجد متابعا فضوليا تابع تلك اللمحة السريعه انها كورديليا اليتيري التي رفعت حاجبا انيقا قبل ان تقول بصوت غريب في هدوءه.
- آنسه باراليوني..امن الممكن ان تعرفيني بذلك السيد المحترم.
علمت من كانت تقصد ولكني ذهلت لا ادري ماهي اخلاقيات النبلاء في المدينه لكننا في الريف اعتادت الفتاة المحترمه ان تنتظر الفتاة ان يقدم الشاب نفسه اليها وليس العكس.

&الزهراء&
19-08-2010, 22:40
الاحظ زيارات من غير ردود ان لم تعجبكم القصة اخبروني لاتوقف فقط حتى لا يضيع مجهودي و وقتي هباء

&الزهراء&
26-08-2010, 22:32
اجبتها سؤالها بادب وقدمتها لجيرود ومضت بقية الامسيه بين حديث السياسه ولهو الفتيه والفتيات بطريف الاحاديث بالكاد انتبهت لما يدور حولي فقد كنت ماخوذه بالقادم الجديد.سانتون اليتيري..لم استطع الا ان اكرر اسمه الجميل في خيالي وبقلق خشية اعين الاخرين كنت استرق النظرات اليه.عدت اكرر اسمه ثم برهبة لذيذه تخيلت اسمي ..السيده ادونيا تولين اليتيري.اغمضت عيني ابحر بروعة الفكره.انا بالتاكيد مغرمه ولابد ان هذا ما يعنونه بالحب منذ النظرة الاولى.فتحت عيني فكدت اقفز من جلدي كان وجه اركيان يكاد يلتصق بوجهي.
- هل انت ثمله
دفعته غاضبه لكونه فاجاني وانا مستغرقة في حلم يقظتي الخاص.
- بالطبع لا..اانت مجنون
- لا لكن ..
ثم عاد يضع يده على جبيني فدفعتها هي الاخرى وقد بت متضايقة حقا الان.
- لست محمومه اذا لما الاحمرار يلطخ وجنتيك
عاجلته مغيرة الموضوع..
- كيرو لما اتيت متاخرا لحفلي..ظننتك ستكون اول المهنئين.
- ستغفرين لي ما ان تعلمي سبب تاخري..تعالي الان لردهة البيت فهذا اقصى مكان استطعت ان احملها اليه.
سحبني من ذراعي خلفه دون ان يراعي العرقله التي سيسببها لي ثوبي الضيق.حاولت ان اساير سرعته باناقه خاصة خلال مروري بسانتون اليتيري اصطدمت بكتف اركيان حين توقف عند مدخل الردهه امام شيئا مغطى بخامة عريضه وتنهدت بارتياح فمادام ليس مخلوقا يدب على اربع كهدية العام الماضي المتمثلة بجرو منظره اللطيف لاينبئ بتصرفاته الكوارثيه التي دفعت جدتي للتخلص منه بعد اسبوع واحد فقط فقد كانت متعته تمزيق الاثاث والثياب والاحذيه ولابد ان البائع قد خدع اركيان حين قال بانه من سلالة اصيله.
تقدم اركيان يرفع القماش بحذر عن لوحة زيتيه.
- يجب ان تنتبهي عند لمسها رغم اني بدات رسمها قبل شهر الا ان الوقت باغتني وبالكاد انجزتها ..انتهيت منها فقط قبل قليل وهذا ما اخرني..انها ما تزال رطبه.
كنت اعلم ان لدى اركيان موهبة الرسم لكن ما رايته اذهلني لقد رسمني في زاوية حديقتي جالسة تحت سماء صيفيه مرتدية ثوبي المفضل الذي كثيرا ما ارتديته في نزهاتي وكانه علم باني احب لونه الوردي الشاحب والنضارة التي يضفيه على وجهي . رسمني اتوسط زهور البانسي..غريب ..فمحور هدية الاخوين كان زهرة البانسي..لكنه رسم عيني اجمل مما هما في الحقيقه فذاك الالق المتوهج منهما لم اره في الحقيقه في عيني.التفت اليه مبهوره
- اركيان ..انها.. لاادري ماذا اقول انها..لكن تلك العينان لا تعود الي.
ابتسم قائلا.
- قد يكون الخيال خدعني في تفصيل ما لكن العينان هما عيناك..حين بالكاد تخفين سرورك.انهما عيناك حين تكونين سعيده.كما يجب ان يكون يومك هذا وكما يجب ان تكوني طيلة عمرك.
لا اذكر باني بكيت يوما لسماع قولا لم يقصد به ايلامي.ترقرقت عيني بالدموع وانا اهمس .
- اركيان انها رائعه ..شكرا
عاد يضع يده على جبيني ثم يبعدها قائلا مازحا بسخريه.
- لا لست محمومه..لابد انها السبع ساعات المتواصله في مزج الالوان على اللوحه تجعلني اراك متوهجه..والان ما رايك بان تستدعي الاخرين لرؤيتها.
المدعي انه حقا كما قال اخيه يستهويه استعراض هداياه امام الاخرين.فقلت استفزه.
- ولما لا تستدعيهم انت بنفسك ..
- انا ..حقا لا استطيع ذلك .. سيظهرني ذلك ..امممم ..سطحي وميال للمباهاه..
- ومعاذ الله ان تكون كذلك.
ضحكنا بتسليه قبل ان اتوجه للقاعه واستدعي احد الخدم ليعرضها هناك.ومن بعدها مضت الامسيه بروعه لم يكدرها سوى تتبع البائسه لاسينيا لخطواتي كانما احدهم اوصاها بملازمتي وبصبر احمد عليه منعت نفسي من الصراخ فيها بان الكل بات يعلم باننا كلانا نرتدي ذات اللباس ولتغرب الان عن وجهي وكدت افعل وانا ارى عيني كورديليا اليتيري تتسع بتعجب اتبعته بابتسامة لامعنى واضح لها وهي تستوعب تشابه الردائين.اقسمت اغلظ الايمان بان اجعل لاسينيا تدفع الثمن هي والاخريتين.ختمت نهاية الحفل باصرار جدتي على تعليق لوحة اركيان على جدار القاعه بين النافذتين المطلة على النهر ولم اكن لاختار مكان انسب منه .وزادني بهجه الاستياء الملجوم من قبل عمتي وابنتيها.همس اركيان المملوء فخرا والذي لم يفته اكفهرار ملامح النساء الثلاثه.
- استطيع ان اقرا افكارهن..(ثم بصوت مخنوق يجاري به نبرة عمتي اكمل قائلا) اووه امي ..غاليتي..اما كان من الافضل تعليق راس جاموس اووه سيكون اظرف واجمل.
اضحكني قوله .نظرت لعينيه المشعتين بالخبث والمرح وقد ادركت بانه اضاف على يومي دفئا لن ينسى وان كانت هناك لحظات تمنيت لو انه ينشغل بامر ما عدا اسئلته المتواصله عن ضيفتنا الجديده الحسناء ذات الشعر الاحمر.وقد لازمني بحيث لم يترك لي مجالا لاركز انتباهي على محور اعجابي سانتون اليتيري.
عندما توجهت لاخلد للنوم وخلال مروري بباب حجرة ارمين سمعت همهمة اوقفتني فاصخت السمع .انها ارمين كانت تبكي وتبث شكواها لاختها كانت كلماتها غير واضحه ولكني فهمت منها بانها تتحدث عن المها وهي ترى شخصا ما مسحورا باخر وانها شعرت بالياس وهي تتابع ما يجري ثم سمعت اختها تواسيها قبل ان اتعجب لسماع صوت عمتي هي الاخرى تواسيها قائلة.
- حبيبتي..كفاك بكاء انظري كيف تورمت عيناك لن تكوني باحسن حالاتك وقد ياتينا احدهم غدا بزياره..
لم ينفع قولها الا بزيادة نشيج ابنتها فعادت تقول.
- انه يسايرها فقط فهي شيء جديد والرجال دوما تلفت انتباههم الاشياء الجديده..ولكنها بارده وهذا البرود سيجعله ينفض يديه منها سريعا..هذا اذا كان مهتما بها منذ الاساس..فرغم غرورها وتكبرها الا اني لمحتها تسترق له نظرات حائرة وغير واثقه..لا ادري من سيكون بثقته الكامله امام ذاك الشاب الغريب الطباع.
- ولكني اريده..لطالما كان اعز اماني.
عادت تنوح كمن انفطر قلبه بطريقة ربما لو لم ترعبني لكانت اشفت غليلي.عادت امها تقول بصوت مشفق.
- حبيبتي..ااه ياطفلتي..هناك الكثير غيره كذاك الفتى الوسيم ابن اليتيري..والكثير حولنا..ثم ثم انني ارى به قسوة متجذره لن تتحملها رقة قلبك..ارأيته يعامل احدهم بطريقة لطيفه او تجاوب انساني من قبل انه مخيف..اتمنى لو حاولتي نسيانه.
صاحت بوحشيه ذات القلب الرقيق على حد زعم امها .
- توقفي..لا لا تصفيه بذاك القول ولن انساه..ليس قاسيا ولكنه يجد صعوبه بان يبدي حقيقته امام الاخرين..ان به لطفا مخفي.
- لطفا مخفي ..متى رايت ذاك منه.
كان السؤال موجها من سابين لاختها.
- نعم هو لطيف رايته عدت مرات حين لاينتبه اليه الاخرون..تجاه..تجاه..تلك الحقيره لاادري لما يتصرف معها بتلك الطريقه ولكنه ..هناك ..شيئا ما ..لايمكنني ادراكه..يجعله يعاملها باسلوب يميزها عن الاخرين.
- انها الشفقه ..لا اظنك تريدين الرابطه الوحيده بينك وبينه مجرد شفقه..لقد تعود ان ينظر اليها كالطفلة اليتيمة التي التجأة الى كنف اسرته بعد وفاة والديها..لقد كانت تقضي غالبية ايامها لدى اسرة دي استاليا حتى تدخلت لدى امي لتمنعها فلم تعد طفلة صغيره.
- لتكن الشفقة لتكن ما تكن اريده فقط ان يراني..لا..لن يراني فمن سينظر لوجه بشع ببشرة وشعر بغيض.
على نواحها .كنت اشد على فكي لشدة غيظي اهكذا ينظر الاخرون لعلاقتي باسرة دي استاليا ..الشفقه..لا افهم الم يروا كيف هي السيده دي استاليا متعلقة بي وكثيرا ما سمعتها تردد بانني الطفلة التي طالما تمنت لو انها انجبتها.لمحت على الحائط انعكاس ظل احدهم يصعد السلالم فلذت لغرفتي قبل ان يلمحني .كنت اتسائل كيف سانام براس ملئ باحداث وافكار كثيره ولكني ما ان وضعت راسي على الوساده حتى اطبق النوم باستاره على جفوني وحملني الحلم لحيث تسود امنياتي وكل ما اعلمه ان سانتون اليتيري كان له نصيب الاسد من ذلك الحلم.

&الزهراء&
26-08-2010, 22:35
مضى شهر تقريبا قبل ان نتلقى دعوة من اسرة اليتيري واتفق هنا مع عمتي انه من الفظاظه الانتظار كل هذه المده لدعوتنا خاصة ونحن الجيران الاقرب اليهم وكثيرا ما التقينا بهم هنا وهناك وفي البلد وخلال السهرات التي اقامها الجيران ولكني وبعد ان رايت التغييرات المذهله التي تمت في منزلهم الجديد ادركت سبب تاخير الدعوه لقد تخلصوا من الستائر والاثاث الضخم الكئيب و كذلك الالوان الداكنه التي وافقت مزاج الراحل السيد باستوني واستبدل كل ذلك بالوان البيج والذهبي والاحمر لاضفاء اجواء من الفخامة المعتدله اوضحتها ستائر خفيفه تتيح للنور بان يضيء البيت بطريقة مريحة للنظر. واظنهم اصابوا بجعل دعوتهم للغداء فبذلك يمكن للمرء ان يمتع ناظريه بروعة المكان وروعة حدائقه والتي نظمت بحيث اظهرت الاسلوب الحديث الذي يتبعه القادمون من المدينه.لقد تم دعوة عدة اسر من بينهم اسرة ماكيافين التي لديها من الابناء اربعة فتيان وثلاث فتيات ويتحركون دائما كعصبة واحده ولطالما استمتعت بصحبتهم وغبطتهم لكثرتهم التي تعني بان الوحده لن تجد طريقها اليك حين تكون بينهم بل حتى انك لن تتمكن من سماع افكارك لشدة صخبهم ولكني حرصت على ان ابتعد عنهم كلما توافق وقوفي قرب سانتون اليتيري فقد لمحت النظرات المتبادله بينه وبين اخته والتي تشير لكونهم يرون في الاخوه ماكيافين ازعاجا خالصا ولذلك لم ارد ان ترتبط صورتي بهم .على طاولة الغداء الضخمه التي جلس عليها ما يقارب الخمسون مدعوا جلست بين ارمين واحد توأمي ال ماكيافين ولسوء الحظ كان الهادئ منهم فالاخر ولد ليتحدث نيابة عن الاثنين وتلك هي الطريقة الوحيده للتمييز بينهم فيما جلست في مقابلي مباشره اماليا راغاتو جميلة ووحيدة اهلها .لطالما اعجبتني رغم تحفظها الشديد انها تكبرني باربعة اعوام تقارب ارمين عمرا ولكن لم يكن هناك قبول بين الاثنتين وبعد الحديث الباكي الذي استمعت له ليلة حفل ميلادي بت ارى اسبابا لذاك الجفاء فلطالما ربط الاخرون بين اماليا وجيرود وكثرت التكهنات حولهم واحتمالية وجود خطبة سريه فوريثة راغاتو تبدو متعلقة بجيرود الذي..حقا لا اعلم ما شعور جيرود ناحيتها لكني ارى فرص ارمين معدومه اخذت اتنقل ببصري سريعا بينهم كمن يحسب امكانيات الفتاتين ثم توجهت بانظاري للجهة البعيده التي يجلس فيها جيرود تفاجاة به ينظر الي مقطبا حاجبيه بتفكير ثم رفع احدهم كمن يسال ما الامر بسرعة قلبت الامر بان التفت الى يميني حيث يجلس توام ال ماكيافين الصامت ثم الى جهة ارمين الاشد صمتا كونها تجلس امام غريمتها لاعود مسندة وجهي على قبضتي يدي وابتسم لجيرود بتعابير ابالغ فيها باظهار سعادتي لكوني اتوسط الشخصين الاكثر مللا والذي صادف حظي التعس ان اجلس بينهما.لم اتمكن من كبت ابتسامتي وانا ارى ابتسامة جيرود النادره مرتسمة على شفتيه . عدت بظهري لاسمح للخادم بان يضع الطبق امامي ولم يقل لذة عن الطبق الذي سبقه .حين اصبح السيده اليتيري ساحرص على بقاء ذاك الطاهي الممتاز.
بعد انتهاء الغداء اخذنا بجولة في ارجاء الحدائق المحيطه بمنزلهم الشاسع ثم امتدت الجوله لتشمل اطراف الريف لتنتهي بنا بمحاذاة النهر ثم قام الخدم بتزويدنا بسلال تحتوي الكعك والبسكويت وكذلك المشروبات الساخنه كان يوما جميلا ورائعا بكل تفاصيله انشغلت الفتيات حولي اما بالحديث او بعقد تيجان الزهور التي اراها حرفة سخيفه و معقده اعجز عن ادائها فتركت الجميع مقتربة من النهر اراقب صغار السمك يتنافس على فتات الكعك الذي ارميه اليه سمعت وقع خطى تقترب التفت فاذ به اصغر ابناء ال ماكيافين وهويصغرني باكثر من سنه عدت ارمي الفتات متوقعة ان يبدا الحديث معي او ان يقف بجواري وعوضا عن ذلك احسست بحركة على كتفي اقشعر بدني لملمس شي بارد رطب رقبتي اتبعه صوت نقيق ضفدع قفزت انفضه عني فاذ بها ذراع كامله .
- تبا لك سافيير ..ماكان ذاك الشي.
كان الفتى يهتز بالضحك وهو يجيبني.
- يالا جبنك وانا من ظننتك من اشجع الفتيات الاتي اعرفهن هنا..لم يكن ضفدعا انها اصابعي مبللة بهلام ثمرة تلك الشجره.
- مقرررف..اعطني منديلك.
اخذت منديله وبللته في النهر لامسح اللزوجة عن رقبتي.مذ كان طفلا كان علي دائما ان احرص على ابقاء عين عليه متى كان بقربي فمتعته عمل المقالب في الاخرين خاصة معي لانه يعلم باني في النهاية ساجد الامر طريفا او ممتعا.نظرت اليه من حيث جلست وقلت بنبرة تآمريه :
- اتعلم من ستكون ردة فعله جنونية ومضحكه..ارمين.
التفت يبحث عن ارمين بعينيه حتى لمحها.
- حقا..قد تستاء كثيرا..وكاني ساهتم بذلك.
- لا اظني رايت احدا تفزعه الزواحف والضفادع كارمين.
وكانت جملتي تلك هي التصريح الذي ينتظره سافيير.انطلق بعدها بمحاذاة النهر واختفى بين اجمة كثيفه ربما ليجلب الهلام من احد تلك الاشجار. اقتربت من ارمين الجالسه على مقربة من حيث تجمع بقية النساء والرجال يحتسون الشاي.واخذت موقعا مناسبا للمشهد المرتقب.وانتظرت لمدة طويله دون اثر لسافيير وفي كل مره رفعت ارمين عينيها ابعدت نظري عنها متظاهرة بالنظر لشيء اخر وحين بدات تقطب بجبينها ادركت بانها بدات تشتبه بان هناك خطب ما كدت اترك الامر حين لمحت سافيير يقترب من خلفها بهدوء وامام دهشتي وضع ضفدعا صغيرا على كتفها وابتعد .اذا فهذا ما اخره كان يصطاد ضفدعا حقيقيا برهبة اخذت الضحكات تهدد بالانفلات من بين شفتي هنا رفعت ارمين نظرها الي لترى وجهي المتقلص لشدة ما كنت اكبت ضحكي وفي ذات الوقت قفز الضفدع ليستكين بين صدرها وطيت الثوب المحيط بصدرها ويبدو بانها غريزيا امسكت بالشي الذي حشر هناك وحين وجدت ان مابين يديها هو ضفدع بشع ولزج القت به وهي تصرخ دون توقف كانها مصابة بمس وكما لو ان الضفدع المسكين قد افقدته صرخاتها حس الاتجاه عاد من جديد ليقفز مستقرا في حضنها فتعالت الصرخات الهستيريه لا اذكر اخر مره ضحكت فيها بتلك الطريقه كنت بالكاد استطيع التقاط انفاسي تهافت الجميع اليها يتقصون السبب وبعد معرفته منهم من ذهب لمواساتها ومنهم من اخفى ابتسامته واخرون وجدوها سخافة انثويه.ولكني لم استطع ان اتوقف عن الضحك وانا اسمعها بين شهقاتها الهستيريه توضح ما اصابها.التفت الى حيث يقف سافيير فوجدته يضحك ويهز راسه ثم يشير الي بما معناه بانه قد وفق في هذا المقلب فبادلته الابتسامه ولكن تعابيره تغيرت بسرعه لتكتسب طابع الحذر وبصره يتجاوزني وما ان ادرت وجهي حتى فاجاتني الصفعة الشديده على خدى. رايت مصدومة يدها ترتفع مرة اخرى استعدادا لتوجيه صفعة اخرى لكننا كلتينا اجفلتنا صيحة جيرود القويه:
- ارمين ..
لم يحتج ليوضح مقصده او يكرره.اجهشت ارمين بالبكاء مرتمية على صدر امها الواقفه بقربه وهي توضح سبب الصفعه متهمة اياي بوضع الضفدع لعلمي بخوفها الشديد من ذلك المخلوق.لو لم تصب ارمين بالهستيريا لما تجراة على صفعي كان عامل المفاجاة في البداية ثم الحرج القاتل لتعرضي لمثل ذاك الموقف امام انظار الجميع وخصوصا..امام..زوج المستقبل..الذي وقف ينظر بدهشة خالطها الاشمئزاز من ذاك الاستعراض العامي.كاد ذاك يدفعني للبكاء وليس الالم الذي اخذ ينبض بزاوية فمي .المعتوهه فرغم نحافتها الا انها تملك عرض ومتانة عظام الحمار فقد شعرت بالطعم الحديدي للدم في فمي.جذبني جيرود اليه ليبتعد بي عن ارمين والاخرون ولكني اسرعت مبتعدة عنه وكلى رغبة بالاختباء عن الانظار وعن التوبيخ الذي سيسمعني اياه جيرود.ماهي الا خطوتين حتى اطبقت قبضة جيرود على رسغي مجبرة اياي على مسايرة خطواته الواسعه الى ان اخفانا دغل صغير عن الاخرين وبمجرد ان شعرت بتراخي قبضته حتى سحبت يدي وواجهته مكتفة ذراعي لم يتكلم وبقي ينظر لي متحديا كانه ينتظر مني ان اخفض بصري وبدلا من ذلك امتلات عيناي بالدموع الغبيه.وهمست.
- لما على ان ابكي كلما اردت ان اضحك.

&الزهراء&
26-08-2010, 22:39
تنهد قبل ان يقول:
- ادوني ..لكي يكون مزاحك مقبولا عليك التاكد من كون الطرف الاخر سيضحك معك.
- لم اكن انا من وضعت الضفدع على كتفها.
- احقا علي ان اناقش من كان المحرض لسافيير
لم اجبه وقد صعب علي الاقرار بخطأي وبدلا من ذلك طفقت افرك بتلات زهرة اقتطفتها في طريقي وكانت هذه عادة لي غالبا ما تتوافق مع مزاجي حين يضطرب.
- جيرود ..هل من الممكن ان تعيدني للمنزل دون ان اضطر للمرور بالاخرين..ويمكنك العوده بعدها لاكمال نزهتك.
- يمكنني ولكني لن افعل..بل ساعيدك لتشكري اسرة اليتيري على هذ اليوم اللطيف وتعتذري عن عدم قدرتك على البقاء.
- لا..لا جيرود لا استطيع ان اواجههم.
وكنت خلال ذلك قد امسكت بذراعه ووجهي كله توسل ورجاء.
رفع يدي من ذراعه ليقربها من وجهه حتى ظننته سيقبلها ولكنه اخذ عدة انفاس قبل ان يقول بنبرة من يتحدث لنفسه.
- يجب ان تكفي عن عادة سحق الزهر باناملك..بت اربط رائحة الزهور بطفلة متوتره..
انزل يدي قبل ان يتابع قائلا.
- ستعلم جدتك بما جرى اليوم الا تظنينها ستغفر لك متى علمت بحسن تصرفك حين استاذنت مضيفينك قبل انصرافك.
- لن تغفر لي ولكن قد يلطف ذلك من غضبها.
شجعني ذلك نوعا ما على العودة للجمع الذي عاد للاستمتاع بنزهته.وما ان اقتربنا حتى اصابني التردد وظهر ذلك في خطواتي المتعثره همس جيرود باذني قائلا
- يمكنك ذلك .. انظري منذ الان هاهو سانتون يبتسم لك.
رحت بعين ملهوفه ابحث عن سانتون وهل حقا تجاوز ذاك المشهد السخيف.كان جالسا وظهره لنا منهمك في تبادل الحديث مع اماليا.عدت انظر للكاذب الذي يسير بجانبي لاجد ابتسامة مرحه تعلو وجهه.اشحت بوجهي بعيدا كي لا يرى تدفق اللون فيه لابد بانه يعلم باني احمل شيئا في نفسي لسانتون اليتيري والا ماكان قال جملته الاخيره بتلك الابتسامة البغيضة على وجهه.قمت بما نصحني به جيرود وغادرنا ونظرات سافيير الحزينه المعتذره تشيعنا.تركني جيرود مستغرقة بافكاري حتى تجاوزنا بوابة مزرعتنا اضطربت لرؤية جدتي قد استفاقت من قيلولتها وقد جلست كعادتها مع بيا في الشرفه يحتسون الشاي وهو ليس بالغريب فرغم كون بيا خادمة جدتي مذ كان ابي طفلا الا ان علاقتهم تتجاوز تلك الصفه فهي وصيفتها وكاتمة اسرارها ونوعا من الصداقه المجدولة برباط السنين الطويله يجمع بينهما.لم تذهب جدتي للغداء بسبب داء الشقيقه الذي الزمتها احدى نوباته الفراش هذا الصباح .تنهدت والضيق يطبق على صدري وانا اراها تضيق بعينيها وهي تراني اعود دون بقية الاسره.تناهى لي صوت جيرود الذي نزل معي ليلقي التحية على جدتي.
- الاسوأ وقد مضى ..لديك الان امتياز ان تكوني الاولى بنقل الخبر وبامكانك تهوين وقعه.
لم اجبه فانا على يقين بان جدتي ستستاء كثيرا مما ساقول.استقبلته جدتي بلياقة دون ان تتطرق عن اسباب عودتنا المبكره وبعد ان احتسى جيرود قهوته التي اعدت خصيصا له فهو ليس من المولعين بشرب الشاي نهض معتذرا لكونه مضطر للعودة لبعض شؤونه الملحه.راقبته وهو يهم بالانصراف وانا اتمنى لو اطال مدة جلوسه كي أوأخر التفسير المنتظر لجدتي.ويبدو ان عيني المتعلقتين بياس في جيرود قد لفتت انتباهه فبينما كان يستدير ليذهب التقت عيناه بي ولا ادري ما راى ولكنه تردد لبرهه قبل ان ينزل راسه ويستدير منصرفا.ما ان ابتعدت العربه بجيرود حتى قالت جدتي بصوت بارد.
- ادونيا تولين..الديك ما تقولينه.

ياه كاني عشت الاسبوعين الماضيين اتنفس عبر رئة واحده فقد سادت المنزل الاجواء العدائيه التي لم يمكنني الهرب منها الا لغرفتي فجدتي التي غضبت من كلتا حفيدتيها التين احرجتاها بسوء تصرفهم امام الاخرين قد اصدرت عقوباتها علينا وان كانت الاوامر الصادرة بحقي اشد صرامة واجحافا مما تلقته ارمين لكونها الشخص المتضرر وان لم يعذرها التصرف الذي قامت به.كنت طيلة ذينك الاسبوعين حبيسة المنزل بل انه حرم علي حتى التجول في حديقة المنزل وفي حالة وصول زوار يتم الاعتذار عن عدم تواجدي بداعي المرض.شعرت انني اتلقى العقاب كطفلة تافهه وليس شابة تجاوزت الخامسه عشر منذ مده.احمد الله لوجود بيني فهو الذي كان يخبرني بمستجدات الامور وطرائف الاحداث ومن توالت زياراتهم علمت بان اركيان قد جاء لزيارتنا مرتين يالله كم اشتقت لاحاديثه وفي اخر مرة قدم فيها اخبرني بيني بقدومه فترقبت انصرافه من نافذة فالردهة التي في الطابق العلوي كنت قد بدات اتعب من الانتظار حين لمحت عامل الاسطبل يسلم اركيان جواده امتطاه الاخير دون ان يراني وانا الوح له .
- اوه روبونزيل لما لا ترخين بجديلة شعرك كي يتسلقها فارسك.
تعالت قهقهات الاختين لنكتتهما الخاصه.تجاوزتهما كاتمة غيظي وقبل ان اغلق بابي.قلت باستفزاز
- طالما ظننت باني ساندريلا ..ويمكنكما تخيل من انتما في قصتي.
ارتسمت ابتسامه بلهاء على وجه ارمين فيما الصغرى رفعت حاجبيها باستهجان.طردتهما من فكري وانا انطلق بفرسي الحمراء عبر السهول كنت كاني اطير على اجنحة الحرية الخفيه.ولم اتوقف حتى شاهدت معالم مزرعة دي استاليا من بعيد ففكرت بالتوجه لزيارتهم وقبل ان احث فرسي على الانطلاق رايت بزاوية عيني فارس يقترب بجواد رمادي جميل ..كان سانتون اليتيري .. يالجمال المشهد الذي امتد من الفارس المتانق برداء ازرق داكن وقميص ابيض برباط داكن الحمره علق ببنطال باهت الزرقه وحذاء عالي الساق عكس جلده الامع اشعة الشمس الى الجواد العربي الاصيل.جلت بيدي على شعري وهندامي مغتاظة من حظي السيء الذي طالما عاكسني كلما التقينا.لما كان علي ان انطلق بفرسي كالمجنونه في الانحاء لابد ان شعري في حالة يرثى لها.حاولت ان ابتسم بثقة حين اقترب مني.حياني بعينين ناعستين لاتفوتها التفاصيل.