PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : رِفّقاً بـ احلـامي [ خليجيه ~



Fervency
30-07-2010, 11:46
تطلعت نحو الشرفة وهي تتنهد بعمق , تحاول أن تبعد الضيق عنها ولتنتعش من جديد فقط من أجل ان لا تفسد الرحلة على نفسها
كما انها تحاول ان تسعد شقيقتها الصغرى , التي فقدت حب حياتها كما فقدت والدتها مثلهم .
نظرت نحو الشوارع الخالية , كان الهدوء يخيم عليه ولكنها عندما دلفت لتدخل إلى الداخل نظرت يمينها فـ وجدت شاب في بداية العشرينات , جميل الوجه , أخضر العينين يمسك بيديه كراسة وقلما وهو عاقد حاجبيه ويرسم بعمق شديد ومن ثم يعود ليتطلع إلى السماء


هاجر [ وهي تتكأ على يديها ] : ما شاء الله مملوح ورسام , خل بروح اخبر اهداء وزهراء يجون يتفرجون معي خخخ


انطلقت كعادتها لتخبر اخواتها بـ شأن هذا الشاب الذي يقطن في نفس فندقهم , في أحد بقاع اميركا .




أخذت تهز اهداء من كتفها بقوة حتى استيقظت وهي تتذمر بعنف وترغب في ضرب هاجر
هاجر : قومي يا بنت , لبسي وقايتك وعبايتك وتعالي تفرجي على جارنا الجديد
اهداء [ وهي تتثاءَب ] : وش جارنا ؟ ترانا بفندق مب بحارتنا التعبانه , خليني اكمل نومي
هاجر : حراام وربي ازعل بس تعالي تفرجي
اهداء [ وهي تسحب بطانيتها وتتدثر بها ] : جيجو الحين ساعه وحده خلي الواحد ينام , ورانا طلعه وربشه خلي الواحد يستمتع بـ اجازته
هاجر [ وهي تتصنع الزعل ] : اللي يقول انك ما تسهرين لين الفجر , خلاص زعلت , لا تكلميني
وتوجهت نحو فراشها وهي تخلع وقايتها وتسحب دبدوب قطني وتتصنع الزعل بـ اتقان , حتى انفطر قلب اختها التي وافقت رغما عن انفها


اهداء : انزيييين , خلنا نشوف جارنا , وربي بعطيكِ بكس لو طلع مقلب من مقالبك او شي ماله ام الداعي
هاجر : والله ما بتندمين بس بروح اخبر زهراء اول شي


تدخلت زهراء وهي تخرج من دوره المياه وتبتسم بشر وتتصنع الضحكه الشريره


زهراء : وش على بالكم يعني ما اسمعكم خخخ , انتظروني بلبس وقايتي وارقد فيصل ونطلع كلنا مره وحده
اهداء : اتخيلي يشوفنا كلنا مره وحده , احسه بيشك فينا .. نحترم نفسنا ونقعد داخل
زهراء [ وهي تفكر بعمق ] : اي والله , توقعي يشوفنا وبعدين يكلم الوالد يقول هذول بناتك فيهم مرض نفسي , يتفرجون على الناس
اهداء : اللوم وقتها يطيح على جيجو
هاجر : والله ما تسوى علينا الشوفه , خليني انا بعد انشب بسريري ودبدوبي وارقد
زهراء [ وهي تسحب الدبدوب من يد هاجر ] : احيده دبدوبي مب دبدوبك , وانا اقول ما لقيته بالشطنه لمن فرغت اغراضي
هاجر : والله حرااام بالبلاد ما تخليني احضنه ولا اهني , تظلمييين اختك اهئ اهئ
زهراء : ايييه تحسبيني الاخت الطيبه , شفتينا بـ افلام ديزني
اهداء : خلاص يكفي ترا صدعتوا لنا راسنا , صوتكم واصل لين اخر طابق
هاجر : وانتي وش دخلك , رقدي وبس


وتوجهت كلا منهم الى سريرها , فـ غداً سيكون يوماً حافلاً لـ يتطلعوا الى اميركا , وينطلقوا نحو اسواقها وحدائقها .



http://www.yesmeenah.com/smiles/smiles/53/icon1%20%28105%29.gif



ومن جانب آخر كان هو يستمع الى صراخهم وازعاجهم الصادر من غرفتهم , ابتسم بـ حنان شديد
لربما كانت تظن بـ انه لم يلمح براءتها وهي تتطلع اليه بـ ذهول , والخجل يتدفق من وجنتيها
حمل كراسته والوانه وعاد إلى الداخل , فـ هو هنا على موعد ما مع شخص يجده مميز جداً .


http://www.yesmeenah.com/smiles/smiles/53/icon1%20%28105%29.gif



عائله ابو اهداء بسيطه جداً , ربح علاوة كبيرة بغرض أنه موظف مميز لذا قرر أن يرفه عن نفسه وبناته الثلاث بزيارة اميركا . هذه العائلة تفتقد إلى ام ولهذا يحاول والدهم أن يكسياهم بالحنان الذي فقدوه
هاجر : الفتاة البكر , في عشرين من عمرها , تتصرف كـ الاطفال بحكم براءتها , تحب صنع المقالب .. وهي مسؤوله عن اخواتها بعد وفاة والدتها منذ أن كانت اهداء في الخامسة , تدرس الطب , تكره التصنع وتفضل طبيعتها البسيطه دائماً تهوى المطالعه


زهراء : في التاسعة عشر من عمرها , انتهت للتو من السنة الاولى في الجامعه في تخصص الطب , وهي الفتاة المشاغبة , تشبه هاجر قليلاً ولكنها تتميز بالجديه اكثر وتعشق العزف على آله الكمان , تكون هادئه بطبيعتها ولكنها تصبح اكثر جنونا عندما تكون مع اخواتها .


اهداء : اخر العنقود في الثامنة عشر من عمرها , تخرجت للتو من ثالث ثانوي بنسبة ممتازة , هادئه الطباع وواقعيه جداً , ولكنها تصاب بحاله من الجنون فـ تفقد السيطره على نفسها , وحنونه جداً .


وجمعيهن عاديات الملامح , ذوي البشره الحنطيه . وملامح طفولية


وان كنتم فضوليون بشان الشاب الذي يقطن بجانب شقتهما فـ هو [ الوليد ]
الوليد : شاب في الثالثة والعشرون من عمره , يدرس الهندسة , قادم إلى الولايات المتحدة من أجل البحث عنها , يجيد الرسم وبـ إتقان , يحب المطالعه , والسفر .

Fervency
30-07-2010, 12:02
في صباح اليوم التالي
قامت بكسل وهي تنظر نحو الساعة التي كانت تشير إلى الحاديه عشر . فـ قفزت سريعاً لتأخذ منشفتها وثيابها
واذا بها تحاول الدخول إلى دوره المياه فتجد أن احد اخواتها بالداخل .

هاجر : منننننننن ؟
اهداء : انااا
هاجر : يا انااا طلعي بسرعه انزين , بنتأخر على الفطور تراه ببلاش لا يطوفنا البوفيه
اهداء : انزين يا بلديه مسقط هذاني طالعه بَس نطري علي
هاجر : اوك

جلست على سريرها , وأخذت قصتها وبدأت بالقراءة , فـ لم تجد اي شيئا آخر لتفعله , فـ اهداء كثيراً ما تتأخر في دوره المياه صباحاً
جاءت زهراء وهي ترتب شعرها على عجل وتذهب هنا وهناك لـ ترتدي عباءتها ووقايتها
ذهلت عندما رأت اختها ما زالت تقرأ والوقت بات يتأخر

زهراء : جيجو يا خبله قومي ترا بنتأخر ع البوفييه
هاجر [ وهي تتجه نحو بوابه دوره المياه ] : طلللللللللللللعيييييييييييييييي
اهداء [ وبخوف ] : طيب طيب
خرجت اهداء وهي مذعوره , و أخذت ترتب نفسها للخروج .
اما هاجر فـ اسرعت بتجهيز نفسها وخرجت مسرعة , وانتهت من كل شيء في ربع ساعة !!!
توجهوا الى الاسفل بعد أن قراوا ملاحظة والدهم بـ انه ذهب لانجاز عمل ما .
أخذت كلا منهم طبقاً كبيرا وملؤها بما الذ وطاب . كانت الفتيات يحبون اكلات الغرب البسيطه .

زهراء : بالله جيبي لي مربى الفراوله اللي جنبك
هاجر : بتصيرين دوبا , حشى مب بطن الا زباله
زهراء [ وهي تلكم هاجر على كتفها ] : قولي ما شاء الله , بعديني مب دوباآ

ضحكت هاجر وتوجهت نحو الطاوله حيث كانت تجلس اهداء وتتناول الطعام بهدوء واذا بها تجده يجلس على طاوله خلف اهداء مباشره , اي امامها !!
اخذت تشغل نفسها في الطعام والتحدث .
ثم لمحت شاب آخر عربي الملامح لم ينقصه من الجمال شيء يجلس على نفس طاوله جارهم .
ثم حاولت ان تبدأ الحديث مع شقيقتها لتمضي الوقت بـ اشغال نفسها .

هاجر : الحمدلله شكلها زهراء تحسنت كثير صح ؟
اهداء : اي بس للحين اشوفها تبكي احياناً اذا قعدت لحالها , او تشوف صورته
هاجر : الله يعوضها
اهداء : تدرين لو سمعتك تقولين كذا بتعصب , اهي دايم تهاوشني لو اقول لها كذا تقول ماتبي غيره
هاجر : يعني وش بتقعد طول عمرها ع هالحال لا زواج ولا شي وبس تكون وتربي ولده ؟
اهداء : وين المشكله طيب ؟
هاجر : ابد مب مشكله بس كذا بتسوء حالتها اكثر , احس ابوي ما جابنا الا عشانها تغير جو اهني
اهداء : انتي شفتي كيف حالتها قبل السفر , الحين الحمدلله لو انه شكلها تعبان للحين
هاجر : والله يكتب اللي فيها خير

قاطعتهم زهراء وهي تبتسم بـ اشراقة , كانوا اخواتها يشتاقن الى تلك الابتسامة التي فقدتها .
قبل اسبوع توفي ابن جارتهم [ سراج ] اثر مرض القلب , كان قد تزوج قبلاً ولديه طفل صغير يبلغ سنة .
توفيت زوجته ايضاً بعد ان انجبت [ فيصل ] , فـ طلبت والدته ان يتزوج زهراء رغم صغر سنها لـان ابنه الصغير يحبها كثيراً , فـ وافق على ذلك
رغم انهم لم يكن يهتم بها , ولم يتزوجها الا لتربي فيصل .
اما زهراء فكانت تحبه , ولكنها كانت تخفي ذلك عنه وعن عائلته , لم يكن يعلم احد بذلك سوى والدها واخوتها .
اصيبت زهراء بـ انهيار بعد وفاته ادت الى دخولها للمشفى وفقدان للوعي , واصرت بعدها ان تبقى هكذا
تعيش وحيده وسط المجهول فقط , وترفض ان تحب شخصاً آخره , خوفاً من ان تفقده .

اهداء : يلا خلينا نرد لفوق بكمل رقادي تراني مب قايمه الا عشان هالبوفيه
هاجر : اونه ؟ اقول سيري مناك الحين بتصل على بابا عشان نطلع نتسوق وكذا
زهراء : شرايكم نروح للحديقه ؟ عشان بالمره نلعب فيصل اهناك ؟
اهداء : فيني نوم , وش تبيني انام ع العشب اهناك ؟
هاجر : خلاص نسوي قرعه ونتفق على شي واحد .
قامت هاجر بـ اخراج ورقه وقلم ومن ثم بدأت بكتابه اسم حديقه و سوق و فندق
ومن ثم اخذت بـ اختيار ورقه واحده وكانت ورقه الحديقه .
هاجر : وتفووز زهراء بـ الف ريااال
اهداء [ وهي تتثاءب ] : كيفكم بنام ع العشب ومحد يقول لي عيييييب
زهراء [ بنظره تحدي ] : نامي
هاجر : يلا قوموا بتصل على بابا , واجيب الكاميرا من فوق
زهراء : وانا بروح اتصل على خالتي , تبي تطمن على فيصل
اهداء : وتخلوني لحالي ؟
زهراء : تعالي معاي
اهداء : عجزانه اقوم , برقد ع الطاوله واللي توصل الاول تصحيني

توجهت كلا منهما الى مكان , اما اهداء فـ وضعت رأسها على الطاوله لتغفو قليلاً
ولكنها شعرت بـ ان شخص ما ينظر نحوها , فـ رفعت عينيها لـ ترى واذا به صديق جارهم في الفندق ينظر اليها ويبتسم .
شعرت بالضيق فـ توجهت نحو غرفه الاتصال عند زهراء , التي كانت قد انشغلت بالتحدث مع جدة فيصل


http://www.yesmeenah.com/smiles/smiles/53/icon1%20%28105%29.gif


جمال : وش فيها زعلت لما ابتسمت ؟
الوليد : من ؟
جمال : المملوحه اللي كانت نايمه ع الطاوله
الوليد : انت استحي على نفسك تغازل بنات الناس , ما يكفي الشقر
جمال : وانت وش عليك مني , خلني استانس توني بعز شبابي
الوليد : والكلام معاك كالعاده , ضايع ضايع , بروح عند فهد , عن اذنك

توجه الى طابق رقم ثلاثة حيث شقته ليلتقي بـ ابن خالته فهد , واذا به يراها في اصعب حالاتها تتشاجر مع بوابة شقتهم الذي رفض ان يقفل .
ابتسم وهو يمشي نحوها ومن ثم عرض عليها المساعده .

Fervency
30-07-2010, 12:06
الوليد : لو سمحتِ خيتو تبيني اساعدك ؟
هاجر [ وهي في صدمه ] : ايه
قام بـ اقفال الباب , ومن ثم سلم لها البطاقة
هاجر : مشكور خيو ما تقصر
الوليد : العفو ما نقوم الا بالواجب

ابتسمت نحوه بـ لطف ومن ثم دلفت الى المصعد ودخل هو الى شقته لـ ييقظ ابن خالته فهد .

الوليد : قوم يا فهد قربت على الوحده
فهد [ وهو يتحدث بكسل ] : يالله خليني شوي انام , سهران من امس بسبب جماآلووه مخرعني
الوليد : هههههههه , كان سويت مثلي حبست عمري بالبلكونه , وما طلعت الا لمن نام
فهد : ياخي من بيمسكه عقب , يقعد يستفرغ ع الفرشان , يحسب قاعد ببيتهم
الوليد : استحمله , صديقك وصديقي
فهد : عيل صديقي هاااا ؟ وربي لو انه مب مسيكين وماله اهل ما اخليه يوم واحد عندنا , اخاف انا لمن يجينا تالي الليل سكران
الوليد : الله يستر , قم الحين افطر , انا بروح للمستشفى شكلهم فتحوا وقت الزيارات
فهد : طيب هذاني قايم .

http://www.yesmeenah.com/smiles/smiles/53/icon1%20%28105%29.gif

جمال : شاب في الثالثة والعشرون من عمره , يدرس مع الوليد في نفس التخصص , يعيش حياة الرفاهيه رغم يتمه , فـ والده متوفي منذ ان كان صغيراً اما والدته فـ توفيت بعد والده بـ ثلاث سنوات فـ ربته جدته وهي بمثابة عائلته كلها , رغم جماله الا انه يتميز بـ اخلاق سيئة وهذا يفسر حوار الوليد وفهد .
فهد : شاب في التاسعة عشر من عمره , يتميز بالطيبة الشديدة وروحه المرحة , يتميز بـ اخلاق حسنة بسيط الملامح عسلي العينين , انتهى للتو من السنة الأولى في الجامعة بتخصص هندسة النفط . ,
توجه فهد إلى دوره المياه , اما الوليد فـ أخذ يعبث بـ اغراضه بحثا عن كراسته ومن ثم تناول الاقلام والالوان ورتبها في حقيبته
وخرج قاصدا المشفى لزيارتها .
ذهب الى مكان الاستقبال وتحدث باللغه الانجليزيه بطلاقة .
ومن ثم توجه إلى غرفتها .
كانت نائمة والاجهزة مرتبطة بها في كلتا يديها , وتنفسها بطيء
أخذ ينظر اليها وقد ادمعت عيناه .
دخل الطبيب إلى الغرفة فـ سلم عليه وسأله عن حالها
الوليد : شحالها الحين ؟
الطبيب : اممم , والله مادري وش اقول يا اخ الوليد , اهي يعني المرض بدأ يسيطر على جسمها , التعب واضح عليها ما اعتقد انها بتنجو .
استسلم الوليد للالم واخفض رأسه وهو يفكر حابساً دموعه , فـ وضع الطبيب يديه على كتف الوليد ليشجعه .
الطبيب : عليك بالدعا يا الوليد , والله يفرج عليها
الوليد : مشكور يالدكتور ما تقصر
الطبيب : العفو ولو .

http://www.yesmeenah.com/smiles/smiles/53/icon1%20%28105%29.gif

هاجر : روحي جيبي لي دونااات من البقالة الصغنونه اهناك
اهداء [ وهي تتكتف ] : شفتيني خدامه عندك ؟ عاد ما صدقتوا اني اصغر وحده قمتوا تخلوني اجي مني ومناك ما يكفي اني ماسكه فيصلووه لمن تجي زهراء
هاجر : الله يخليكِ يا اختي العزيزة , انني احوبكي كثيراً , ابعطيكِ تلبسين سواري اللي يعجبك
اهداء : شوفوا الاستغلال عيني عينك , توك فاطره بالبوفيه وش تبين بعد
هاجر : ياخي واحد يبغى يجرب كل شي عندهم حتى لو ما يمده ياكل , لا نطوف علينا شي بعدين ما نحصله بعُمان
اهداء : يا عيني ع التفكير , هاتي الفلوس وانتي ساكته

كانت تنتظر شقيقتها كي تسلمها النقود لتشتري الدونات , فـ لمحت ذلك الشاب الذي ابتسم نحوها في الفندق , فـ غيرت اتجاه عينيها موحية بـ انزعاجها .
شعرت هاجر بذلك ولكنها ظنت بـ ان الامر لا يستحق العناء فـ هنالك اشخاص كثيرون يزعجون العالم بالنظر اليهم .
اخذت اهداء الاموال وتوجهت نحو كشك الدونات . فـ عادت زهراء وهي آتية اليها فـ أخذت الفيصل وبدأت تلاعبه
وأخذتا تتحدثان الى ان جاء فهد و جمال لـ يقفا بجانبهما لطلب القهوه .
اهداء [ وهي تهمس في اذن اختها ] : يعني ما لقو الا جنبنا
زهراء : طيب عادي ما صار شي , ولا اهو لاصق فيكِ بينكم في مسافه كبيره
اهداء [ بـ انزعاج ] : انا بروح وانتي اخذي الطلبيه
زهراء : كيف تبيني امسك الطلبيه وفيصل بنفس الوقت , اخذيه وروحي وانا بجيب الطلبيه
اهداء : والله ما اقدر اخذه , من ساعه حاطتنه عندي يقعد يضربني بعد
زهراء : خلاص طيب روحي بسرعه جيبي العربة حقته .
.
عادت اهداء الى هاجر لجلب العربة , ووقفت زهراء تنتظر الطلبية وهي تلعب مع فيصل الذي اسقطت لعبته
فـ انحنى فهد لـ التقاطها وسلمها اياه , فـ شكرته ومن ثم بدأ يلاعب فيصل , الذي كان سعيداً باللعب معه
وحين جهزت الطلبية اخذتها بسرعة من فرط الخجل وعادت الى اختيها .

http://www.yesmeenah.com/smiles/smiles/53/icon1%20%28105%29.gif

جمال : الحين انت يحبونك الأطفال
فهد : قول ما شاء الله , حبوب هالطفل وربي بس ما يشبه لها
جمال : يمكن طالع على ابوه انت شدراك ؟
فهد : وشش ابووه ؟ هالبنت شكلها ام 16 سنة , هاي يمكن اخوها
جمال [ بعدم الاهتمام ] : الله اعلم
ثم عاد ليتحدث بـ نبرة لعوبه : بس المملوحه اللي كانت معاها وربي تحفه
فهد [ بنبرة الغضب ] : خلي بنات الناس في حالهم ما بقت وحده ما سلمت منك, ياخي احشم نفسك واحشمنا انا والوليد وتأدب
ضحك جمال بـ الا مبالاه وكـ انه لم يهتم لكلام فهد , ومن ثم خرجاً لـ يتنزها في الحديقة .

http://www.yesmeenah.com/smiles/smiles/53/icon1%20%28105%29.gif

اهداء [ بضيق ] : خلينا نرجع للفندق احسن , مب مرتاحة وبابا مب معانا بدولة غربة ندور لحالنا
هاجر : ترانا بس قاعدين اهني ما بنتحرك لمكان لمن يجي بابا وياخذنا
زهراء : اي صح , صراحه اخاف نرجع لحالنا للفندق وناخذ تاكسي هاي اميركا مب دولة عربية
اهداء : طيب خلونا نلعب اسم حيوان نبات .. الخ , ونخب بالانجليزي بعد يمكن نفلح خخخخ
زهراء [ وهي تخرج اوراقاً واقلاما من حقيبتها ] : اي والله حلوة الفكرة .
اخذوا يلعبون ببراءة , تاركين مخاوفهم جانباً لعلهم يستمتعون بهذه اللحظات , دون ان يكترثوا بشغب العالم وخطورته .

Fervency
17-11-2010, 19:32
: الفصل الثاني
 

كان يمشي في ممرات المستشفى وهو يدندن بنغمات عربية , قاصداً بوابة الخروج لـ يعود إلى
الفندق ويأخذ قسطاً من الراحة كما خطط لذلك

ولكن كانت السماء تمطر فـ استقل حافلة حتى لـا يتبلل , وأخذ حينها يسترجع ما قاله ابن خالته فهد

 
---


قبل عدة سنوات , عندما كان في التاسعة عشر

وهم في أحد المطاعم .


فهد : لـا قدر الله لو ربنا اخذ روحها , بتحتاج احد يساندك , اهي كانت دايماً تساندك

الوليد [ بهدوء ] : انا كبير كفايه وبعتني بنفسي لحالي , والله لـا يقول جعل يومي قبل يومها
فهد : ما بتفكر تدور على الوالد
الوليد : تبيني ادور على شخص ما اعرف اسمه ؟
فهد [ وقد بدت نبراته متوترة وهو يتلاعب بطعامه ] : طيب اسأل عنه

الوليد [ وهو ينهض من على الطاولة ] : لـا ما ودي
فهد : يعني تتوقع انها ما بتقول لك شي عنه ؟
الوليد [ بـ الا مبالاة ] : واذا قالت ؟




انصرف الوليد وهو تارك فهد في حيرة.

 
---



وها هو يعاني الآن من صراعات الألم التي تعانيه والدته في المشفى , وهي تعيش آخر لحظاتها بين الأجهزة والاطبة

وقد طلبت منه أن يبحث عن والده , وهو يحاول ان يتجنب ما قالته , رافضاً هذه الفكره .


لما قد يبحث عن شخصٍ ربما لن يتعرف عليه ؟
وسؤال آخر يجول في عقله , لم ترى اخفت والدته عن ابيه ؟ ورفضت كل تلك السنين أن تتحدث عنه ؟


 
 
***

 

زهراء : هدوووي

اهداء [ بملل ] : نعمممممممم ؟؟؟
زهراء : قومي نتصل على الرسبشن يجيبون لنا حليب

اهداء : هاآي فيصل يشرب حليب ولـا يبلعه ؟ مسرع خلص
زهراء : اقول بس مالت عليكِ , اتصلي عليهم انا استحي
اهداء [ وهي تتأفف بضجر ] : طيب طيب


اتصلت اهداء بـ الـإستقبال لتطلب الحليب .

 
***


جمال : ياخي رد , وربي حاله اول شي يخلون الواحد ينتظر وبعد ما يردون على اتصالات
فهد : اذا تبي رد لحالك , مب فاضي اتورط واسوي نفسي امرؤ قيس


وقام جمال بالرد على الهاتف


جمال : ونعممم ؟
اهداء : الرسبشن ؟
جمال [ ينتهز الفرصة ] : اي نعم
اهداء : وتتكلمون عربي , وناااسه ... اخوي لو سمحت نبي اكواب حليب

زهراء [ وهي تتساسر من جانب اخر] : وش اكواب حليب انتي بعد ؟
اهداء : اي نعم السموحه نبي كوب واحِد

جمال : كوب واحد وش
اهداء : حليب

جمال [ بـ سخف ] : ليش تربون قطوو عندكم ؟
اهداء [ بعباطة ] : اي يا اخوي نربي عشر قطاوة وفيل و كناري و كلبين , وش تبي بعد ؟

جمال : احم حاضر يا حديقة الحيوانات .

اهداء : اقول مانبي الحليب مشكور


واقفلت الخط بوجهه

Fervency
17-11-2010, 19:34
جمال : في احد من المقيمين يبي حليب

فهد : من وين نجيب لهم حليب ؟ ووش يبون فيه
جمال : مدري عنها تقول تربي قطاوه وفيل ومدري وش

فهد : هههههههههههه قصت عليك وصدقتها , تلقى تبي تشربه او عندهم طفل
جمال [ بملل ] : المهم ما علي منها ولا من غيرها , خلينا نروح لمطعم اللي جنب الفندق حدي جوعاآن
فهد [ بقلق ] : وانا بعد بَس للحين الوليد ما وصل , واعتقد انها تمطر برا

جمال : ترا عمره 23 مب سنتين , قم قم قبل لا اموت عليكم جوع .

 

وتوجهوا إلى المطعم الإيطالي المجاور لـ الفندق , وحجزا طاولة لـ ثلاث أشخاص
وأخذ كلاً منهما يجفف ملابسه وشعره من آثر المطر .

ثُم انشغل فهد بـ إتصال الوليد , اما جمال فـ أخذ يتغزل بـ شقراوات اللتان كانتا بجانب طاولتهما .


فهد [ وهو ينتظر الوليد لـ يرفع الخط ] : استح على نفسك دامني معاك
جمال [ بضجر ] : طيب طيب .


طلبا الطعام ومن ثم انشغل كلاً واحِد منهما بـ ما يود أن يفعله , دون ان يكترثا بـ امر التحدث الى بعضهما البعض

رغم ان صداقة قوية ترتبطهما ولكنهما لا يتحدثان كثيراً بسبب اختلاف نظرياتهما بـ امر الادب وقلة الادب .


التقط فهد الشوكة وهو يود ان يبدأ بتناول طعامه , ولكن شد انتباهه صوت طفولي يتشاجر مع صوت انثوي آخر

مجادلات طفولية لم تخلو منهما البتة ... !!

نظر خلفه بقصد أن يبحث في جيب سترته المعلقة على الكرسي , فـ لمحها تمسك به وهي تتحدث مع النادل

ومن ثم التفتت نحو فتاة أخرى لـ يتهامسان ويضحكان معاً .


ابتسم بعفوية , ومن ثم ادار بـ رأسه وأخذ يكمل طعامه في صمت


جمال [ وهو يرفع حاجبيه ] : شوف شوف , المملوحه

فهد [ وهو لم يتحرك البتة ] : احسها بتنزعج منك كثر ما تشوفك كل مره .


أخذ يستمع فهد إلى همساتهما , كانتا تتحدثان عن الفندق ومن ثم الإستقبال ومن ثم الحليب ...!!!

اذا احداهما هي التي اتصلت قبل قليل , فـ أخذ يضحك

وقد اسقط الشوكة وغطى فمه بيديه يحاول كتم ضحكه .

عقد جمال حاجبيه وهو ينظر اليه , ومن ثم اخذ يهزه


فهد : هههههههه اللي اتصلت قبل شوي وانت رديت عليها , كانت اهي
جمال : اهي من ؟

فهد : المملوحه على قولتك هههههههههه تستاهل انت وربي لمن تطنزت عليك
انصدم جمال بدوره , ومن ثم تصنع اللا مُبالاة .

وأخذ يكمل طعامه في صمت .

ابتسم فهد واكمل تناول طعامه أيضاً

Fervency
17-11-2010, 19:36
***


اهداء : يعني داخلين مطعم ايطالي بَس عشان نشتري حليييب ؟ اخر الزمن والله

زهراء : يعني شسوي اخلي الولد يموت جوع ؟ ولـا تبيني اتسلف حليب من جيراننا اللي بالفندق ؟
اهداء [ وبمزح ] : الخيار الثاني افضل من اللي قاعدين نسويه الحين .

زهراء [ وهي تستغل الموقف ] : والله ما عندي مشكله , لكن انتي اللي بتروحين تدقين باب شقتهم وتطلبين حليب كـ انك شحاااااااته

اهداء [ وهي تتكتف وتتصنع الوجه العابس ] : هووونت يا امي خلااص . وخلينا نتعشى اهني بالمرة عشان ما نتفشل .
زهراء [ وهي تبتسم ] : حلوة الفكرة .


لمحت اهداء وجود جمال , فـ انتابها الانزعاج ولكنها لم توضح ذلك حتى لا تشك زهراء بـ امرها .

وبعد دقائق جاء النادل ومعه الحليب , فـ جلستا على الطاوله المجاوره لهم .

واخذت زهراء تحاول ان تطعم فيصل الذي ابى ذلك , واخذ يبكي بشدة .

حاولت زهراء - بمساعدة اهداء - ان يسكتانه ولكن لا فائدة ..


زهراء [ بخوف ] : ياربيه وش فيه ؟؟؟ عسى مُب مريض او شي ؟
اهداء : مادري والله عاد , هاتيه بحاول فيه

حاولت اهداء اطعامه ولكنه أخذ يضربها رافضاً ذلك , فـ انزعجت اهداء وسلمته لـ زهراء .

فهد [ وهو يبتسم بحنان ] : يُمكن ما وده يشرب
زهراء [ بتوتر ] : لكنه جوعان يا اخوي
فهد : تقدرين تعطيني اياه احاول فيه ؟
زهراء : ايه .

دقائق معدودة واذا به بدأ بشرب الحليب فـ ضحك جمال وابتسمت اهداء بـ انزعاج واما زهراء فـ تذكرت [ سراج ] فـ اخذت تلعب بخاتم زواجها بقلق ومن ثم سارعت إلى دورة المياه تاركةً الجميع في صدمة !

اهداء [ وهي تتنهد ] : لا حول ولا قوة الا بالله .
فهد : وش فيها ؟
اهداء : ها ؟ لا ولا شي
فهد [ بخوف ] : اكيد ؟
اهداء : اي والسموحة ازعجناكم .
فهد [ وهو يبتسم ] : افا عليكِ , نحنا خليج ومسلمين واخوان وما بيننا رسميات .
اهداء : ما عليك زود يا اخوي .

أخذت تنتظر اهداء بترقب وارسلت رسالة نصية لـ هاجر حتى تأتي لتناول العشاء معهم في المطعم .
وبعدها خرجت زهراء من دورة المياه وقد أصبحت هادئة جداً واختفت ابتسامتها .

Fervency
17-11-2010, 19:39
***

احس فهد بـ انزعاج وكان على يقين من ان هُنالك خطب ما في زهراء , فما هو الشيء الذي جعلها تبكي ؟
ولماذا ترتدي دبلة ؟

قطع صوتها أفكاره وهي تحاول ان تبتسم وتحدثه بهدوء طالبة منهم ان يسلمها [ الفيصل ] لـ تعود به إلى الفندق بعد أن غيرت رأيها بشأن تناول الطعام رغم اصرار اهداء الشديد لها ولكنها رفضت بحجة انها ليست جائعة وتشعر ببعض من التعب .

فهد [ بحزن ] : طيب تقدرين تخلينه معاي شوي , ترا ما بصرقه
اهداء : اصلاً ما تقدر تصرقه دامنا موجودين خخخ .

كان يحاول أن يجعلها تضحك ولكن محاولته باءت بالفشل ولكن وافقت زهراء على بقاء فيصل لديه وعادت إلى الفندق وفي آن واحد كانت هاجر قد وصلت وكذلك الوليد الذي كان قد نزل للتو من الحافلة ولمحها و دخلا إلى المطعم نفسه .

***

هاجر [ وهي تساسر في اذن اهداء ] : وش فيها زهراء ؟
اهداء [ بحزن ] : اخبرك لمن نرد للفندق
هاجر [ وهي تعود للمساسرة ] : وليش الفيصل مع الشاب اللي قاعد صوبنا ؟
اهداء : اخبرك لمن نرد للفندق
هاجر : الحمدلله والشكر بس تقولين كـ انك روبوت كله تعيدين نفس الجُملة .
اهداء [ بضيق ] : والله ضايق خلقي وودي ارد الفندق بـ اسرع وقت , شرايك نطلب تيك اواآي وناكل بالشقة ونطلب لـ ابوي بعد ؟
هاجر [ بـ استغراب ] : علامكم انتي وزهراء قلبتوا فجأة اليوم ؟
اهداء : معليش يا هاجر خربنا عليكِ السفرة
هاجر : لا لا عادي , يلا قومي نطلب .



***
شعر فهد بالإستياء حيال ذهابهم لانهم سوف يأخذون الفيصل منه . كان قد شَعر بالإرتياح لوجود هذا الطفل معه .

فهد : ياليت تسمحون لي اخذه معي للحديقة بُكرة , ابقعد العبه وكذا
هاجر [ وهي تضحك ] : لازم نستأذن من زهراء قبل .
فهد : انتوا اسألوها واذا وافقت خبروني
هاجر : اي ان شاء الله , يلا عن اذنك يا اخوي ومشكور.
فهد : العفو ولو .

خرج الجميع وتوجه إلى الفندق ومن ثم إلى شقته .
جلس فهد وهو سارح في أفكاره وخياله , اما الوليد فكان يجهز أغراضه ليمضي مساءه في الشرفة مع قلمه ومذكرته واما جمال فـ فتح التلفاز وأخذ يقلب القنوات .

وعندما انتبه الوليد بـ ان فهد سارح الفكر , اخذ وسادة صغيرة وضرب بها رأسه ولكنه كان بارداً جداً ولم يجب واستمر يفكر , فـ توجه الوليد نحو وأخذ يضربه حتى افاق من سرحانه وهو ينظر نحو الوليد ببرود وشرود الذهن .

الوليد : وشش فيك ؟
فهد : ولا شي
الوليد : اكيد ؟
فهد [ وهو غير مقتنع ] : ايه
الوليد : قم قم تعال معاي للبلكونة .

خرج الإثنان وجلساً , فـ وضع فهد رأسه وراء رأسه واستند بظهر الكٌرسي واما الوليد أخذ يرتب الالوان على الطاولة .

الوليد [ بـ ابتسامة ] : يلا خبرني ... ولا اقول خبرني بالاول من الطفل اللي كان معاك ؟
فهد : هاي البنتين اللي اخذوا الطفل يصير شي لاختهم .
الوليد : وتعرفهم ؟
فهد : لا , لكن امر البنت عجيب
الوليد [ وهو يرفع حاجبيه ] : اي بنت ؟
فهد : البنت اللي الطفل دايم يكون معاها
الوليد : وش فيها ؟
فهد : مادري
الوليد [ بتعجب ] : انت اللي امرك عجيب , يعني تقول انه امرها عجيب ولمن اسألك ليش تقول مادري !!!
فهد : احسني مُصدع وبروح انام .
الوليد : طيب , تصبح على خير
فهد : وانت من هله .


***

هاجر : هوني على نفسك يا زهراء مُب زين تسوين كِذا بحالك
زهراء : وانا وش سويت ؟
هاجر : ليش بكيتي اليوم ؟
زهراء : يرحم والديكِ يا هاجر انا بروح انام .
هاجر : ايييه تذكرت , اللي اسمه فهد طلب انه بُكرة ياخذ الفيصل للحديقة ويلعب معه .
زهراء : طيب .

ذهبت زهراء للنوم اما هاجر فـ خرجت إلى الشرفة كما تفعل منذ وصولهم إلى هُنا , فـ لمحت الوليد ولكن هذه المرة كان يكتب .
اخذت تبتسم لكونها علمت بـ ان هُنالك أشخاص كثيرون يتسامرون
مع القمر ليلاً وهي ليست الوحيدة .

Fervency
03-12-2010, 11:39
الفصل الثالث



صباح مُشرق ويوم جَديد .
نهضت زهراء باكراً على صوت الفيصل وهو يلعب في الصالة مع والدها فـ ابتسمت ومن ثم ذهبت للاستحمام وقبل أن توقظ البقية فكرت بـ أن تذهب للجلوس مع والدها قليلاً الذي أصبح مشغولاً بـ عمله ولم يعودوا لـ رؤيته كثيراً في هذه الأيام .

زهراء [ وهي تبتسم ] : صباح الخير
ابو هاجر : صباح النور
زهراء : فطرت يا ابوي ؟ ولا اسوي لك الفطور ؟
ابو هاجر [ وهو يربت على رأسها ] : لا يمه أنا صاحي من زمان والحمدلله فطرت والحين رديت , انتي سيري قومي خواتك وفطري قبل لا تتأخرون عشان يُمكن اطلعكم برا اليوم تغيرون جو .
زهراء : ان شاء الله . الا بابا في شاب عرفناآه امس بالمطعم والفيصل تعلق فيه وقعد يلعب معه وكِذا والشاب طلب منا انه اليوم نخليه يلعب مع الفيصل , مُمكن ؟
ابو هاجر [ بـ استغراب ] : جد ؟ طيب نعرفه ؟
زهراء : مادري والله
ابو هاجر : اممممم اذا شفتوه خبروه اني عازمه على الغدا وعقب يصير خير ما ينفع نِئتمن على اي شَخص
زهراء : طيب
ابو هاجر [ وهي يبتسم بـ الم ] : شحالك الحين ؟ ان شاء الله احسن ؟
زهراء [ وهي تخفي المها ] : الحمدلله على كل حال

***

الوليد الذي وصله خبر وفاة والدته فـ هرول سريعاً إلى المُستشفى ورافقه فهد
ولحظات من الالم والضياع .
كانت هي الوحيدة التي علمته معنى البَقاء
لم يبكي وليد ولم يحَزن بل كاآن قد اشتد غضباً وأخذ يلعن والده الذي تركه وترك والدته وحيدين منذ أن كان صغيراً ولم يهتم بهما ابداً , حتى انه لا يعلم من هو والده !!!!! كل ما يعرف عنه هو اسمه فقط
ذلك الإسم الأجنبي !!!

فهد [ وهو يحاول تهدئة أعصاب الوليد ] : خلاص يا الوليد اذكر الله , بعدين ما ينفع تلوم الوالد وأنت ما تدري عن ظروفه
الوليد : أنا حتى مادري اذا كان هالإنسان ميت ولا حي وان كان ميت فـ احسن لاني لو لقيته راح اذبحه

أخذ يتوعد بقتله وما إلى ذلك , وما كان من فهد الا أن يحاول أن يهدِئه ويطلب منه أن يستغفر الله ويكمل اجراءات الدفِن .


***

جلست تتحدث معه باللغة الانجليزية وهو يستمع اليها تارة وتارة أخرى يكمل عزفه على الغيتار .
كانت تلك هاجر وصديقها العجوز الفاقد للذاكرة الذي يلقبونه بـ عازف الخُردة .

هذا الرجل قد فقد ذاكرته في حادث مروري ولم يعد يتذكر اي شيء ومن يومها أخذ يتسول في الطرقات والشوارع وهو يعزف على آلة غيتار بالية . واستقر قرب هذا الفندق الذي يمكث فيه الفتيات .

تعرفت هاجر على هذا العجوز عندما قدموا إلى هنا . كان حينها يعزف والجميع يمر ولا يبالون به ولان هاجر فتاة متفائلة جداً أخذت تحدثه وهكذا أصبحوا أصدقاء واطلقت عليه هاجر اسم [ خرابيط ] .

خرابيط : تتكلمين معاه ؟
هاجر [ وهي تضحك ] : لا والله ما اكلمه , القمر مرررررررة بعيد
خرابيط : اقدر اشوفه ؟
هاجر : نحنا دايماً نشوفه لمن يظهر في الليل
خرابيط : قصدك الكرة اللي تلمع في السماء ؟
هاجر : ههههههههههههههه اي اي اهو
خرابيط : نفسي اشوتها هالكرة خخخخ

وهكذا كانت أحاديثهم طفولية فـ هو لا يتذكر أي شيء , وهاجر المتفائلة تساير حديثه !!!

Fervency
03-12-2010, 11:41
***

انطلقت وهي تجري بسرعة قبل أن يقفل المصعد واستطاعت أن تصل في الوقت المُناسب . وأخذت تتنفس بصعوبة بالغة من آثر الجري ولم تنتبه لمن يقف بجانبها الا بعد أن رأته يضحك

جمال [ وهو يضحك ] : في احد يركض وراكِ ؟ ترا اللفت ما بيروح مرده يرجع

شعرت اهداء بالخوف ولكنها لم تبين ذلك ورفضت الإجابة عليه . وظلت صامتة لحين وصولها إلى طابق الشقة
وهي تحاول الخروج أمسك جمال بيدها فـ لم يكن ليتوقع واذا بصفعة قوية تجعله يقف مصدوماً وهو ينظر بذهول إلى اهداء التي اخذت تبتعد شيئاً فـ شيئاً حتى لم يبقى الا سرابها !!!

جمال [ وهو يحدث نفسه ] : راح اخليها تندم ولا ما اكون انا جمال .


***


جلس على الكنب وأخفض رأسه بين ركبتيه ونزلت دمعة يتيمة على خده .
لم تكن بيديه حيلة ولم يكن ليعلم ما الذي يفعله هل يتحرك ؟ ام يبقى ساكناً حتى تمر رياآح عاتية فـ تجره بعيداً عن الدنيا ولا يبقى منه شيئاً !!!

الرباط الذي كان يلف يديه المجروحتين من آثر تكسيره لمزهرية من شدة اعصابه و ملامحمه المُتعبة التي جعلت [ فهد ] يطلب منه العودة إلى الفندق وهو سيكمل الاجراءات بدلاً عنه .
ولكن اومأ بالرفض ولم ينطق بـ اي حرف وكان كمن شخص اصاب بالصدمة .

فهد : حالتك ما تسر لا الصديق ولا العدو , هون على نفسك وربي يفرج وانا مستعد اساعدك
وليد [ بتعب ] : لا تتعب نفسك يا فهد
فهد : مُب زين اللي تسويه في نفسك
وليد [ وقد بدأ بالغضب ] : انا مالي غييرها يا فهد , صح عندي عايلة كبيييرة لكن محد يهتم فيني !! عشاني ولد واحد اجنبي !! عشاني ولد امي اللي تزوجت شخص تحبه وما سمعت كلام ابوها .
فهد [ وهو يضحك وقلبه يتقطع من شدة الألم ] : وش تقول عني هههههههههههههه . اهلي ما صدقوا اني انولدت وعلى طول رموني بقشي جنب الزبالة وجووا ناس خذوني للميتم وعقبها رحت في ستين داهية لمن اكتشفوا انه عندي عم ابوي ورحت اعيش عنده و حاول يذبحني اكثر من مرة بعد ما نجح وذبح ابوي و ..........
لم يستطع إكمال ذلك فـ الدموع بدأت تتجمع في عينيه فـ حاول أن يمسحها بكم قميصه وابتسم ومن ثم أعطى لـ وليد ظهره ومشى بعيداً وهو يحاول أن يخفي عبراته

فهد : أرجع للفندق وأنا بكمل الباقي .

رفع وليد رأسه واشاح ببصره نحو فهد الذي كان يتوجه بعيداً
ومن ثُم أخفض رأسه مجدداً .