PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : ~ لقااء على خير موعد ~ (الحبيب)



iℓ Grande
20-07-2010, 05:37
http://www.arabsys.net/pic/bsm/10.gif

أجمل وأرق سلااام للكتااب الكراام هذا أول موضوع لي في القسم كنت أود مشااركتم
منذ مدة لكن ماتيسر الحال

عموما بدون مقدماات القصة بين يديكم ...

~~~~~~~~~~~

لقاء على خير موعد "الجزء الأول"
ظلمة ووحشة وسكون ..ليس كسكون المقابر لأنه هو نفسه سكون المقابر .. ذلك

السكون الرهيب الذي ينبئ الانساان أن مصيره الى رفات بالية ... وعظام نخرة خاوية ... وأنه مهما بلغ في

حياته الضئيلة التافهة ... فسينتهي الى لا شيئ ... ويصبح كأن لم يكن ..

ذلك السكون الذي يرتجف منه الانسان ويهلع ... فهو يريه الأشياء دون زيف أو تمويه ؛ وليس هناك أبغض

للانسان من رؤية الحقيقة ... وليس أحب اليه من التعلل بالباطل ... والتعلق بالترهات .. لأنه هو نفسه خدعة

باطلة لايكشفها الا الموت .

ذلك السكون الذي لا يسمع فيه نفس يتردد ؛ أوصوت يهمس .. اللهم الا همسات ريح تكاد تقول : "خفف الوط ء
ما أظن أديم الأرض الا من هذه الأجساد" ..

في تلك الظلمة والوحشة .. ووسط ذلك السكون المخيف .. بدأ الفتى يستنشق أول نسمات الحب , وبدأ

يمس بشفتيه أول قطرات الهوى ...

فاءذا بالمقابر قد أضحت رياضا فيحاء , واذا بالوحشة انس , والظلمة ضياء ..

لقد تبدل كل شئ وتغير .. لقد سرى الحب من نفس الفتى فمس الأرض سحره .. وكسا كل ماعليها خضرة

ونظرة .. واذا بالسكون المخيف قد أضحى سكونا جميلا (محببا) ..

كان الفتى في غمرة من الهوى , فقد أحب لأول مرة , واذا به يبصر الحياة بمنظار الحب الساحر الملون , فبدا

بكل شيء أمامه جميلا , فالقبور قد أضحت قصورا , والرفات قد جاشت فيها الحياة .

رآها الفتى أول مرة على شاطئ البحر .. وكان ذلك في ليلة من ليالي الصيف , وقد اتكأ بذراعه على

"الكورنيش" ووقف يرقب تلك الجموع الرائحة القادية .

ولم يكن هنالك أحب الى الفتى من "الفرجة "على الناس .. فقد كانو في نظره من أمتع وسائل التسلية ..

وكان يشعر في مشاهدتهم شعور الواقف خارج أحد أقفاص القرود في حديقة الحيوان .

وأبصر الفتى في وقفته أول مجموعة من القرود في هيئة قلة من الطلبة وقد ملأوا الدنيا ضجيجا , وعلت

ضحكاتهم بسبب وبلا سبب , وأبصر بأحدهم وقد فك أزرار قميصه حتى تضهر منه بضعة شعيرات نبتت في

صدره وأبصر الآخر وقد وضع السيجارة في طرف فمه , وبثالث قد أخذ يتحسس عضلاته بين لحظة وأخرى ,

ورابع قد برم شعيرات شاربه وكأنما خشى أن يطير الشارب فأمسكه بأصابعه :p..

والجميع قد أخذو يسترقون النظر الى الناس حتى يبصر كل منهم مدى اعجاب الناس به , وتأثرهم بمنظره ,

بقوته أو بخفة دمه .

ثم أبصر الفتى بعد ذلك قردة أخرى .. قد صنع (الأكسجين) بشعرها ماصنع .. فبدا في

صفرة مصطنعة ممقوتة .. وامتلأ وجهها بالأصباغ والألوان كأنها مهرج على خشبة المسرح .. وارتدت (بيجامة)

ولم يثر عجب الفتى من كل هذا قدر ماأثار عجبه تلك الطريقة التي تسير بها فقد كانت تكاد تصيح : "ياأرض انهدي ماعليكي قدي" .

وهذا قرد ثالث بدا عليه شروع في مغازلة , فقد أخذ يتحسس شعره ويصلح (الكرافتة) ثم يضع يده اليسر في

جيب (البنطلون) , ويقترب من صاحبتنا ويميل عليها هامسا في صوت كأنه الرعد : "وحشتنا ياسي محمد" .

وهذه أسرة عبارة عن مجموعة (قبح) متحرك :p تتكون من ثلاثة ذكور وثلاث اناث , ولايكاد المرء يميز الاناث من

الذكور الا بالفساتين والأحذية .

وألقى الفتى نظرة الى الساعة في يده ثم قفز من مكانه مرتاعا ... واندفع بين صفوف الناس يعدو كأن به (مساً) .

ياله من أحمق لقد سرقه الوقت وهو في وقفته مستغرق في مشاهدة الناس .. لعنة الله عليه .. كأنه مارأى أناسا في حياته من قبل ..

لابد وأن تكون الفتاة قد انصرفت قد انصرفت مغيضة حانقة .. فلقد مضى على الموعد مايقارب من عشر دقائق .


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

سأضع الجزء الثاني فيما بعد يبدو أن النعاس قد أخذني بعيدا ::سعادة::...

أترقب ردودكم :)..

لغة التفكير
20-07-2010, 12:09
لنا عودة بإذن الله
واهلا بك واهلا بأول مشاركة لك هنا ^^

عدنا والعود أحمد

ماشاء الله اخي سمايل ..
اسلوب سلس وسطور خفيفة ارتشفتها كما ارتشف كوباً من الماء ..
طريقتك بالكتابه اسرتني بحق ..
القليل من العبارات والجمل .. احسست بأن وجودها قد افسد من جودة القصه ..


ورابع قد برم شعيرات شاربه وكأنما خشى أن يطير الشارب فأمسكه بأصابعه:p ..

اضحكتني :D
اعتقد محتاجه للتنقيح من وجهة نظري قليلا ^^"

حرف الألف جاء بكثرة .. مما جعلها جملة صعبة النطق ..
فلو قلنا :
برم شعيرات شاربه بأصابعه .. وكأنما خشي طيرانها عنه :p
ربما باتت مسترسلة مع بقية السطور ..

وهنا مجرد رأي :

ياله من أحمق لقد سرقه الوقت وهو في وقفته مستغرق في مشاهدة الناس
لو حاولنا من تجربة تحوير السطور ومراجعتها لربما ابتكرنا مصطلحات جديده
" ياله من أحمق ..لقد سرقه الوقت وهو في غمرة وقفته غارقاً بتأمل العامة من الناس "

وكما تعلم ولتبقى متأكداً .. نحن بإنتظار القادم ..:غياب:
متمنين لك بدوام التوفيق

iℓ Grande
21-07-2010, 03:08
لغة التفكير

يامرحبا بك زدت موضوعي نورا وسرورا وزهرا منثورا ..

أخجلتي توااضعي بكلماتك العطرة وفقك الله وأحسن اليك

وملاحظاتك جميلة ::جيد::..

أتمنى أن لانفقد طلتك علينا

دمتي في حفظ المولى ...

Prince H
22-07-2010, 00:33
حجز يا مبدع :بكاء:

M U L A N
22-07-2010, 02:38
أهــــلاً ::سعادة::

كيف حالك أخي أرجو أن تكون بصحة وعافية ..~

لا أعلم إن كانت هذه هي المرة الأولى لك في الكتابة أم لا
لكن ما أعلمه أن لديك قلماً رائعاً في الكتابة ::سعادة::
حقاً آثار أسلوبك إعجابي لاسيما في المقدمة أبدعت بشدة^^
مسترسل وسهل وكلماتك منسابة ومتجانسة مع بعضها
كما أن محصولك من الكلمات الفصيحة رائع جداً
ثابر على ذلك:d
أتوق للفصل الثاني :لقافة:

بالتوفيق لك آخي::جيد::

iℓ Grande
22-07-2010, 03:51
حجز يا مبدع :بكاء:

بانتظارك ياقميل ::سعادة:: ..


أهــــلاً ::سعادة::

كيف حالك أخي أرجو أن تكون بصحة وعافية ..~

لا أعلم إن كانت هذه هي المرة الأولى لك في الكتابة أم لا
لكن ما أعلمه أن لديك قلماً رائعاً في الكتابة ::سعادة::
حقاً آثار أسلوبك إعجابي لاسيما في المقدمة أبدعت بشدة^^
مسترسل وسهل وكلماتك منسابة ومتجانسة مع بعضها
كما أن محصولك من الكلمات الفصيحة رائع جداً
ثابر على ذلك:d
أتوق للفصل الثاني :لقافة:

بالتوفيق لك آخي::جيد::

"ماذا عسايا أن أقول عندما تتساقط قطرات من الندى على موضوعي فتجعله بأبهى وأجمل حلة

حقا لست أدري فقلمي جف وتعدلت جلستي مع كل كلمة قلتيها "...

أشكرك جزيل الشكر

ولله الحمد بأفضل حاااال ::جيد::

لا ليست المرة الأولى فهوس كتااابة القصص يراودني منذ الصغر ::سعادة::

أشكرك ياأختاه على مديحك الذي لاأستحق منه شيئا

باذن الله والفصل القادم بانتظارك ::سعادة::

دمت في حفظ المولى ...

iℓ Grande
22-07-2010, 05:32
لقاء على خير موعد " الجزء الثاني "

واستمر الفتى يعدو بين الشاطئ الى المحطة فوصل اليها وقد تلاحقت أنفااسه ،وتساقطة من وجهه قطرات من العرق ...
ودار حول المظلة الخشبية ، وتلفت هنا وهناك ، ولكنه وجد المكان خاليا الا من متسول كفيف ، وقطة تتثائب .
وحاول أن يعلل نفسه بأن الفتاة لم تأت بعد ، فقد يكون ثمة عائق أخرها عن الموعد وقد تأتي بين آونة وأخرى ...
فوقف ينظر ، وتتابعت العربات الواحدة بعد الأخرى ،
وهو في كل مرة يأخذ في فحص النازلين منها علَّ الفتاة تكون بينهم .. ولكن دون جدوى .
وأخيرا أصابه اليأس فعاد أدراجه الى موقفه من الشاطئ وهو يحس بالندم و "الخجل" ، والضيق و"الحزن" .
لم يكن الفتى قد أبصر الفتاة قط ..
فقد كانت احدى صاحبات أخيه وكانا قد تواعدا على اللقاء في ذلك اليوم ، ولكن أخاه طرأ عليه ماعطله عن الذهاب ،
فسأله الذهاب بدله ، والاعتذار اليها ،
وعلى ذلك فقد كان دوره معها لايزيد على مقابلتها لبضع دقائق يعتذر لها فيها عن عدم حضور أخيه الذي شغلته أعمال طارئة ،
ثم يودعها وينصرف . هذا هو كل ماطلب منه .. ومع ذلك فلم يستطع أن يؤديه .
لعنة الله عليه ... ترى ماذا يقول لأخيه الذي اعتمد عليه في الاعتذار للفتاة !!
أيقول له انه كان مشغولا بمشاهدة العامة من الناس وأنه ذهب بعد الموعد فلم يجد الفتاة ؟

تُرى ماذا قالت الفتاة عن أخيه .. أغلب الظن أنها انصرفت حانقة .. بعد أن قررت ألا تقابله بعد ذلك .
واتكأ الفتى على "الكورنيش" ، وعاد مرة أخرى يستعرض موجات الأجساد المتلاطمة على الرصيف ..
وقد أخذ يفكر في عذر يسوقه الى أخيه كي يبرر تقصيره "المشين".
وبدأ الفتى يشعر بالملل .. فقد خلا الشاطئ من "الجمال" ، واقفَرَّ الاَّ من وجوه خشنة أو شبيهة بالخشنة ،
وشعر بضيق من الناس ، ورغبة في أن يخلو الى نفسه .. فهمَّ بالعودة الى الدار ، ولكنه لمح وجهاً قد أقبل بين الوجوه الخشنة جعله يتسمًّرُ في مكانه ..
فقد كان الوجه "نسيجاً وحده" .
واقتربت صاحبة الوجه .. وبدت أمامه بجسدها العجييب كأنها نموذج للجمال والفتنة .
وأحس الفتى بعينيه حائرتين بين ساقيها وعينيها ..
وتمنى لو تمهلت قليلا أو وقفت مكانها حتى يستطيع أن يروي من عينيها ظمأ عينيه ، وبطعم من جسدها جوع جسده .

ولأول مرة في حياته شعر الفتى أن الله قد استجاب أمنية من أمانيه . فقد تأنت الفتاة في مشيتها .. ثم توقفت ..
واستدارت ببطء ، واتجهت الى السور الحديدي ، واتكأت عليه مولية وجهها شطر البحر ، ووقف الفتى على قيد خطوات منها .. وكأنه على "أبواب الجنة" .
ثم دار على عقبيه ، وملأ صدره بنسيم البحر كأنه يستعين ببرودته . على اطفاء ذلك اللهب الذي بعثته الفتاة ليستعر في صدره .. ويتأهب لخوض المعركة .

وأخذ الفتى ينساب بخطوات جانبية نحو الفتاة .. فلم تمضي فترة وجيزة الا وكأن كتفه على وشك أن يمس كتفها ..
وفي خلال ذلك الانسياب الذي بدا منه أنه غير مقصود .. كان ذهنه قد أخذ يبحث بسرعة عن أنسب الكلمات التي يبدأ بها حديثه معها ..
وأخذ يستعيد لنفسه جميع وسائل المغازلة .. المألوف منها وغير المألوف .
تُرى أيبدأ بصب كلمات الاعجاب بين أذنيها .. والغواني كما يقولون "يغرهن الثناء" .. ولكن هذه طريقة "عتيقة" بالية ..
وقد يكون نصيبه من الفتاة لايزيد عن : "ياسم" أو "ياذم" .. أو قد تكون الفتاة أكثر كرما ، فتجيبه "بصفعة" ترن وسط الجماهير ..
اذاً فليبدأ حديثه عن الجو ، ولكن الحديث سيكون باردا وتافها .. وأخيرا بدأ يتخيل أن الفتاة قد اختل توازنها فهوَتْ الى الماء .. وأنه ألقى بنفسه خلفها فأنقذها من بين الأمواج ..
وخرج من الماء يحملها بين اعجاب الجماهير المحتشدة .. وتخيَّلَ الفتاة بعد أن تفيق وقد نظرت اليه نظرات ساحرة مليئة بالحمد والشكر ..
ولكنه تذكر فجأة أنه لايجيد "العوم" وأنه قد يغرق مع الفتاة ..
فاستبعد من ذهنه هذه الوسيلة الخطرة .
ومضت فترة والفتى يحملق في الماء دون أن يهتدي الى الكلمات التي يستطيع أن يستدرج الفتاة بها الى الحديث .
وشعر الفتى بمدى خيبته في ميادين "الغرام" .. وجبنه في معارك "الهوى" ، وأنه لايملك الا النظر من بعد ، والاعجاب فيما بينه وبين نفسه .
وأنه لايزيد عن كونه " أسد عليَّ وفي الحروب نعامةٌ" .


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

سأعود مع الجزء الثالث "قريبا".. (باذن الله) :)..


أترقب ردودكم ::سعادة:: ...

لغة التفكير
22-07-2010, 19:14
واخيرا عاد البارت الثاني

ماشاء الله تبارك الله .. بالكاد اجد كلمات الإعجاب على ماخطته اناملك اخي
فعلا فقد تفوق هذا الجزء على سابقه وكأنما بقيت فترة بينهما في التزود ...:p


مما لفت نظري :

وملأ صدره بنسيم البحر كأنه يستعين ببرودته . على اطفاء ذلك اللهب الذي بعثته الفتاة ليستعر في صدره
وصف خيالي ,واكثر من رائع :سعادة2:


وأخيرا بدأ يتخيل أن الفتاة قد اختل توازنها فهوَتْ الى الماء .. وأنه ألقى بنفسه خلفها فأنقذها من بين الأمواج ..
مشهد بطولي جميل لكنه اضحكني :غياب:


وأخذ الفتى ينساب بخطوات جانبية نحو الفتاة .. فلم تمضي فترة وجيزة الا وكأن كتفه على وشك أن يمس كتفها ..
آآوتــش :D


سؤال عابر :

فوقف ينظر ، وتتابعت العربات الواحدة بعد الأخرى
في اي زمن هذه الأحداث ^^"؟؟

لا مُلاحظات لدي
فالروعة هنا تخطت كل حواجز الإنتقاد التي لدي ::سعادة::

دمت مبدعاً

بإنتظار القادم

iℓ Grande
23-07-2010, 20:01
لغة التفكير

هاأنتي تعودين الينا بأرق الردود وأجملها سائلين المولى عز وجل أن تدوم ...

فترة من التزود أظنها كذلك :p

أشكرك جزيل الشكر على تعليقاتك الجميلة

وبالنسبة لزمن القصة (في التسعيناات) حديثة العهد..

أتمنى من الله عز وجل أن لانفقد طلتك علينا في هذه المواضيع فردودك تزيده جماالا ..

الجزء الثالث بانتظاااارك ::سعادة::

دمت في حفظ الله ورعايته :)...

Mood Matter
25-07-2010, 01:50
مبدع

تفسيخ الرد بعد يوم ^^"

iℓ Grande
26-07-2010, 11:30
^

ياهلا والله حموووود مرة وحدة ::سعادة::

حياااك حبيبي وبانتظارك ..

Minorii
26-07-2010, 11:42
حجـــــــــــــــــــــــــــز

iℓ Grande
27-07-2010, 12:52
لقاء على خير موعد (الجزء الثالث)

~~~~~~~~~~ْْْْْْْ

وخشى الفتى أن يضيع الفرصة السانحة بذلك التردد والاحجام ،

وعزم أن يقول للفتاة أي شئ ، وليحدث بعد ذلك مايحدث ...

وفجأة أدار لها وجهه ، ثم سألها .

- كم الساعة من فضلك ؟
ونظرت اليه الفتاة برهة قبل أن تجيب ، ثم قالت في تهكم وسخرية :

- خير لك أن تسأل نفسك !!
وأشارت بأصبعها الى الساعة التي كانت واضحة في معصمه .
وبدا على الفتى الارتباك وأجاب متلعثما :
- ان بها خلل من أثر الرطوبة .

فأجابت :
- لا أظن أنها (هي) التي بها خلل ، فاني أراها الثامنة والنصف ونحن فعلا في الثامنة والنصف .

وازداد ارتباك الفتى ، فضحكت الفتاة وأردفت :
- هذه طريقة (عتيقة) في (جر الشكل) ، وكان من الواجب عليك مادمت قررت

استخدامها أن تنتبه ,,

الى اخفاء الساعة ، وعلى أية حاال لم يكن هنالك داع لهذا التمهيد ، فلتتحدث كما تشااء ،

لأنني لا أرى ضررا من الحديث ، مادام لن يكون أكثر من حديث نفترق بعده الى غير لقاء .

ولم يسع الفتى الا أن يستغرق في الضحك ، وأحس أن الفتاة تتسل الى قلبه بسرعة البرق ،

فقد استطاعت أن تبدد ما عراه من مضاهر التكلف ، ووجد نفسه قد أخذ يتحدث اليها

كأن بينهما قديم الصحبة ، وأحس الاثنان بكثيير من التآلف والانسجاام فلم يشعرا بذلك الوقت

الذي مر كالبرق حتى سألته الفتاة عن الساعة ، ونظر الفتى الى الساعة في يده

فاذا بها (التاسعة والنصف) ، فبدت الدهشة على وجه الفتاة وهتفت :

- هكذا سريعا !! يالك من لص ماهر !! لقد سرقت مني حديث ساعة دون أن أحس ، لقد آن لي أن أنصرف .

فأجاب :

- على أن نتلقي مرة أخرى ؟

فقالت :

- لاتكن طماعا ، لقد وعدتك بحديث لا لقاء بعده ، انها ساعة قضيناها في أحاديث روحت عن نفسينا ،
بدل الحملقة في أمواج البحر ، أو أمواج البشر ، فلا تحاول أن تجعل من المسألة قصة غرام .

وافترق الاثنان الى غير لقاء ، ولم يستطع حزن الفتى على فشله في الظفر بلقاء آخر أن يمحو تلك

النشوة التي تركتها الفتاة في نفسه خلال هذه الساعة ، فسار في طريقه وقد بدت الحياة لذيذة ممتعة ،

وشعر أنه يحب كل ماعليها ، حتى هؤلاء السخفاء الأغبياء الذين كان يزدريهم قبل أن يلتقي الفتاة ،

وتمنى لو استطيع أن يقص على كل مخلوق ماحدث بينه وبينها .

وأخيرا وصل الى البيت ، فعاد الى ذاكرته ذلك الموعد الذي أخلفه مع صاحبة أخيه ، وتركه اياها تنتظر

في المحطة وهو مشغوول بمشاهدة العامة من الناس ، وبدأ يلفق في رأسه قصة يعتذر بها له .

ودخل على أخيه فاذا به قد استلقى يقرأ في احدى المجلات ، فكسا وجهه سيماء التجهم والضيق .

وخلع حذاءه فقذف به في نهاية الحجرة حتى يلفت نظر أخيه الذي رفع اليه بصره في دهشة قائلا :

- مابالك ؟ !

فأجاب :

- كان يجب عليك قبل أن ترسلني لأعتذر عنك أن تعلم صاحباتك أولا أن يحترمن المواعيد .

فقال :

- أتأخرت عن الموعد ؟

فأجاب :

- تأخرت ؟! انها لم تأت بالمره ، وتركتني (ملطوعا) في المحطة لمدة ساعة دون أن تأتي .

ولم يسع أخاه الا أن يبدي دهشته من تخلف الفتاة ، فما تخلفت قط عن ميعاد لها قبل الآن ،
وأعتذر له وأخبره أنه سيعرف كيف يؤدبها .

~~~~~~~~~~~~
سأعود مع الجزء الرابع قريبا جدا باذن الله ,,

أترقب ردودكم :)

دمتم سالمين ...

لغة التفكير
27-07-2010, 13:09
برب ~
لنا عودة بإذن الله

iℓ Grande
04-08-2010, 23:08
لقاء على خير موعد (الجزء الرابع )

وسر الفتى أن المسألة قد انتهت -ولو مؤقتا - الى هذا الحد ، وانبسطت أسارير وجهه

وبدأ يحس باللهفة الى أن يقص على أخيه مغامرته مع (فتاة الكورنيش) .

فلم تمضي بضع دقائق حتى كان منهمكا في سرد تفاصيل القصة .

ولم يكد ينتهي منها حتى كان أخوه يحدجه بنظرة اتهام سائلا اياه :

- قل الحق ، لقد أنستك الفتاة أن تذهب الى الموعد !

فأجاب :

- الحق أني لم أذهب فعلا ، ولكنها ليست هي التي أنستني اياه ، لأنني لم ألقها الا بعد فواته ،

وكل ماحدث هو أنني وقفت أرقب الناس فأصابني سهو ونسيان ، ولم أذهب الا بعد الموعد بعشر دقائق .


تلفت أخيه قائلا : - هذا والله ألعن وأضل سبيلا .. على أية حال لاتحمل لها هما فاني أعرف كيف أستعيد

رضاها .. عد بنا الى صاحبتك متى ستلقاها مرة أخرى ؟

فأجاب بكل حزن وضيق نفس :

- لقد أخبرتني أنه لا لقاء بعد ذلك .

تلفت اليه أخاااااه بكل غضب :

- ياللخيبة ! تتحدث معها ساعة ثم تتركك الى غير لقاء ! وماذا أفدت من حديتها ؟

كأني بك قد تحدثت الى "برناردشو ".

- خبرني اذا ! لم كل هذه النشوة والفرحة ! لاتكن أبله اذهب في الغد الى مكان الليلة ،

فلا بد أنك ستجدها تنتظر ، ولايغرنك منها صد ولامنع ، وكن أكثر جرأة تجدها قد لانت .


وبدأ الفتى يأخذ من أخيه درسا في "الغزل" ، ولم يكن أخوه يكبره الا "بعام واحد" ،

ولكنه كان يكبره في أمور الحب و شؤون النساء بمائة عام ، فبقدر ماكانت خيبة الفتى وتهيبه

كانت جرأة أخيه ومهارته ،

ولم يكن الفتى وأخوه مجرد "أخوين" ، بل كان بينهما تآلف شديد نتج عن تقاربهما في السن واشتركهما

معا في جميع مراحل حياتهما ، فقد كانا شريكين في البيت والمدرسة واللهو واللعب ..

كانا شريكين في الأفراح والأحزان ، وما سقطا في الامتحان أو نجحا الا سويا ،

وما هربا من المدرسة وسارا في المظاهرات الا سويا ، وما تأخرا عن المنزل ولقيا جزاءهما من الضرب

من أمهما التي ضنتهما ماتا "دهسا ".. أو "غرقا" الا سويا .

وكان الأخوان سعيدين في كل شيئ بلقائهما .. وشبابهما ، وحريتهما ، وخلوهما من أعباء الحياة ،

فكانا يحسان كأنهما فراشتان طليقتان ، لايريان في الحياة الا ضحكة "طروبا" ، ومزحة "ماجنة ".

وذهب كلاهما الى النوم في هذه الليلة بعد أن اقتنع أخيرا بأن يذهب للقاء "الفتاة "..

فلم تكد الشمس تميل الى الغروب في اليوم التالي حتى كان واقفا في نفس المكان ، وسقط الظلام

فأخذ يتمشى جيئة وذهابا عله يعثر عليها وسط الجموع المحتشدة ولكنه لم يجد لها أثرا ،

فأحس بالضيق ، وندم على سماعه كلام أخيه ، فقد كان خيرا له ألا يأمل في لقاء الفتاة حتى لايشعر

بمثل هذه "الخيبة" .


~~~~~~~~~~~~~

سأعود مع الجزء الأخير بعد لحظات مراعاة لحاجز الألف حرف ::سعادة::

وفقكم الله ..

iℓ Grande
04-08-2010, 23:40
لقاء على خير موعد (الجزء الخامس و الأخير)


وعاد الفتى فاتكأ على السور الحديدي وسبح ببصره ظلمة البحر "الصاخبة" ، وأحس بحنين الى الفتاة

وود لو يهب نصف عمره ويتحدث اليها ساعة أخرى .

وأضناه الشوق فملأ بالهواء صدره ثم أخرجه في زفرة حارة ، فاذا به يسمع رنة "صوت" ناعم ساحر ساخر

يهتف به هامسا :

- كفى الله الشر لعلها لاتكون زفرة حب ؟

من ؟؟؟ انها هي بعينها ، وقد اتكأت بجواره تماما كما كانت بالأمس وضحك الفتى وأسرع باجابتها :

- بل انها لكذلك ، أتجدين فيها خطورة ؟

- لاأظن ، فلم يعد الحب الآن بالداء المستعصي .

- أغلب ضني أنكي لم تصابي به بعد ، والا لما قلت عنه انه ليس بالداء المستعصي ..
ألا تدرين أن الانسان يستطيع أن يضمن سعادته مدى الحياة اذا استطاع أن يخترع "بنسلين" لداء الحب .

وأخذ الفتى يتحدث عن الحب ، وفجأة بدأ الفتى يرفع ياقة "الجاكتة " ويضهر علامات التأفف من البرد ،

كأنما الجو قد حدث به انقلاب خطير ، ثم سألها في تردد :

- يخيل لي أن البرد قد اشتد ، أهناك مايمنع من أن نترك الكورنيش ونتمشى قليلا في الشوارع الداخلة ؟

- أبدا كما تشاء ، ولو أني لا أحس بذلك البرد الذي تدعيه !

وتركا الكورنيش ، وسارا جنبا الى جنب في تلك الشوارع الهادئة الساكنة ، حتى وصلا الى المقابر ،

ولم يشعر الفتى قط بوحشة من القابر ، بل تمنى لو كانت الدنيا كلها مقابر حتى يستطيع أن ينعم

بفتاته دون أن يضايقه انسان .

"ولم يخشى المقابر وهي لاتزيد عن مضاجع يرقد فيها انسان في أحسن حالاته ..

انسان قد خلا من النفاق والرياء واللؤم والخسة ..

انسان قد سكنت يداه عن ارتكاب الشرور والآثام ، وصمت لسانه عن فحش القول وسقط الكلام ..

انسان لاهو بلمزة ولاهمزة .. انسان ترك ماله الذي جمعه وعدده وحسب أنه مخلده ، فلا أبقاه ولا أخلده

انسان ليس بشيطان رجيم ولامناع للخير معتد أثيم ، أفهناك خير منه ؟

أو ليس الانسان الميت خير من الحي ؟"

لقد سار الفتى بين المقابر فلم يتغامز عليه الموتى ولم يتشاوروا ، ولم " يتحنحنوا" ولم يتصايحوا ..

ولم يقم بينهم واحد يدعي "الشرف" فيصيح بالفتى أن يترك الفتاة ،

ولم يجر ورائه الأطفال صائحين "مهللين" .. لم يفعل الموتى شيئا من هذا ،

بل استمرو في رقادهم هانئين ، وتركو "العاشقين" يسيران في هدوء واطمئنان ..

وأخيرا اقترب الفتى من شجرة ضخمة عتيقة فجلس مع فتاته على حجر في أسفلها ،

وتحدثا وارتفعت ضحكاتهم بالسرور ، فاذا بالفتى يمسك "بيدها" بين كفيه ،

ما ألطف يدها وما أرقها عجييب هذا الشيئ الذي يسمونه "الحب" ..

ان المرأ ليضل يصافح آلافا من الأيدي دون أن تتحرك في جسده شعرة واحدة ،

ثم تراه يلمس ذات مرة يدا خاصة فاذا بتيار قد سرى منها الى جسده
فجعله ينتفض من أخمصه الى قمة رأسه ,

وافترق الاثنان بعد حديث ذي "شجون" ، ولكن الفرقة هذه المرة كانت الى "لقاء" .

~~~~~~~~~~~~~~

هنا وقفنا وهنا انتهينا

حقا ما أجمل الحب يجعلنا نرى الأشياء بعين ملأها الوقار ..

يدخل للقلوب الحزينة فيزيدها بهجة وسرور .

إنه النعيم الذي يرجوه كل إنسان ، والسعادة التي ينشدها كل مخلوق ,,

وأخيرا انتهت قصتنا آملين من المولى أن تحوز على رضاكم واعجابكم

وفقكم الله وأحسن اليكم ..


أخوكم| علووش ..