عَابِرَة -(❣),
12-07-2010, 23:56
*
**
***
*****
********
http://www.m0dy.net/vb/uploaded/137853/m0dy.net-11213879848.jpg
~...وعد القمر...~
********
*****
***
**
*
تتململ الشمس في الأفق مؤذنةً باقتراب الرحيل ...
تحزم ما تبقى من أشعة تناضل السماء بيأس لتبقيها في طياتها ...
********
*****
***
**
*
هاهي ترحل مرتدية معطفها الأحمر ...
تحمل في يمينها حقيبة مهترئه تتسلل من بين ثقوبها خيوط متوهجه لا تلبث أن تعود إلى مكانها في سكون ... مخلفةً ورائها سماء تتشح السواد ... على صفحتها المعكرة تناثرت حبات لؤلؤ تومضٍ هنا وهناك ...
ومن بعيد ... خلف الأفق ... هاهو ضيف يقترب مسبلاً عليه رداءه الأبيض ... تتصاعد أناشيد زفراته لتصدر لحنا خافتا بالكاد يُسْمَع ...
********
*****
***
**
*
من مكان ما ...
.....
ظلت تبسط كفيها تارةً ... وتارةً تضمهما في ارتباك ...
عيناها لا تفارقان نافذتها خشية أن يأتي ولا تراه ...من وجهها المدجج بالألم والملل صدرت تعابير غريبه ... كطفل لم يحصل على هدية بعد طول انتظار ...
ومن بين شفتيها الملتويتين أطلقت زفرة حارة حمَّلتها كل ما تشعر به من سأم ... ليس من عادته أن يتأخر ... هكذا حدثت نفسها وهي ترتمي في أحضان فراشها تنظر إلى سقف حجرتها الذي حفظت تضاريس وجهه كما تحفظ أسمها ...
وكعادتها كلما نظرت إليه بدأت تمارس معه لعبتها المحببه ...
********
*****
***
**
*
حملقت فيه بإمعان وجالت بنظرها على كل أرجاءه تستشف منه أشكالا يرسمها خيالها ...
هناك ... تلك الخطوط تبدو كوجه دمية دبٍ حزينه ... زمت شفتيها بحنق وقالت تحدثه :... أنت مثلي ... ولكن مالَّذي يحزنك ؟؟ ... أمللت البقاء وحيدا ؟؟ ...
حينما لم تجد جوابا تنهدت في ضيق وحوَّلت نظرها لجهة أخرى ... عقدت حاجبيها مفكره ...
ذلك الشكل الهندسي الذي يشبه المستطيل ... خياراته متعدده ... قد يكون باباً ... كبابي هذا الذي ينزوي في خجل ... أو ... أو قد يكون ورقة كراسٍ أعدها فنان ليبعثر عليها ما يختلج في عقله من فكر ... أو... يا إلهي ... ذلك الشكل في الجانب الآخر ...
قهقهت في سخريه ... هو يبدو كوجه أستاذتها ... بنظارتها الكبيرة التي تخفي نصف معالم وجهها ... تكاد تسمع صوت صراخها يتردد صداه في آذانها .. همست بغيض ...
فلتذهبي إلى الجحيم ... أعادت النظر في توتر لذلك الوجه الكريه ...
لوهلة تخيلت انه سيخرج لها من العدم ليشنف آذانها بسيل من النقد والتوبيخ ...
ولكن ذلك لم يحدث ... ولن يحدث ...
********
*****
***
**
*
توقفت فجأة ... للحظات عم المكان السكون ...
فلم تعد تسمع إلَّا صوت قلبها بكل تلك الأمواج المتلاطمة في داخله ...
أغمضت عينيها وأصغت السمع جيدا ...
ذلك الصوت ... لا يصدر من قلبها ... ولا من حجرتها ... بل من هناك من الخارج ...
من بعيد ...خلف الأفق هاهو ضيف يقترب مسبلاً عليه رداءه الأبيض تتصاعد أناشيد زفراته لتصدر لحناً خافتاً بالكاد يُسْمَع ...
صرخت من السعادة ... قفزت مسرعه ومن لهفتها قطعت المسافة إلى النافذة في خطوتين ... قاومت مزلاجها الذي علاه الصدأ ... فَفُتِحَ مُصدِراً صوتا
وكأنه يئِن من خشونتها ... لم تعبأ بأنَّاته ... أخرجت رأسها الصغير للفضاء الخارجي ... هب نسيم بارد داعب وجهها ... اختلج قلبها في رجاء
ومن عينيها تساقطت الدموع ...
همست في سعادةٍ خالطها الحزن: ...أهلاً ... كلمة بالكاد تخطت حلقها ... تجمدت في الهواء .. حتى قبل أن تصل ...
نظرت إليه ...
تأملت تلك الهالة البيضاء التي تحيط به لتزيده ضياء على ضياء ...
ها قد أتى ملك الليل ... أتى لينسج الأمان بخيوطه المشعة التي ينثرها هنا وهناك ... علَّها بوهجها تخفف من وطأة الظلام الكئيب الذي يجثم على القلوب ...
تلك الخيوط المحمَّلة بالأحلام والآمال ... المحمَّلة برسائل الحب والشوق ... بعثتها أجساد في أعماقها نصف روح ... بعثتها لتحيي بها
... نصفها الآخر...
********
*****
***
**
*
أشرق وجهها في سعادة وهي تملأ عينيها من بهاءه و حسنه ...
انتظرت ذلك الخيط كي يأتي ... على أكتافه يحمل رسالة لطالما انتظرتها والأمل يكسو قلبها ... ولكن ... لايبدو أن هناك أي خيط يرغب في المجيء ... هل هذه الليلة أيضا ستمضي كسابقاتها؟؟ ... يرتع في جنباتها اليأس والحزن ...
من بين دموعها تساءلت والألم يمزق فؤادها: ... أيها القمر ... أنَّى لك أن تأتي ... من دون أن تحمل لي في طياتك أي أمل؟؟ ... هل أصبحت ملزمة بتوديعك كل يوم دون أن تهبني أي رسالة منه ؟؟.. أي كلمه ؟؟.. أي حرفٍ يتحدث وينبئني .. أهو شقي أم سعيد .. أينام قرير العين ... أم يجافي النعاس عيناه ...
أيها القمر... أخبرني ...ألم تلتقيه أثناء رحلتك الطويله؟؟ ... ألم يناجيك كما أناجيك أنا الآن ليخبرك أنه يشتاق لي ... كما أشتاق أنا له؟؟... ألم يحمِّلك تحياته وسلامه ... كما أحمِّلك أنا كل ليله؟؟...
خنقتني العبرات ... جريت وقلبي المسكين ينزف من جرح يستعصى على الشفاء ... عدت إلى أحضان سريري أبثه ما أعانيه من ألم ؟؟..
من خلفي ترددت صدى كلمات هامسة تقول :... آسف ... آسف لأنني خيبت رجاءك وأملك ... آسف لأنني آلمتك وجرحت قلبك الصغير... أرجوك فلتقبلي اعتذاري فليس باستطاعتي مساعدتك ... إزداد نحيبي وبقيت أرتجف على سريري وغصة في حلقي تمنعني من الحديث ... قال القمر وهو يرفع سيفه ليقطع به أملي الأخير :.. أنا لم ألتقيه في أي من محطات سفري ... هو
... ليس في هذا العالم ...
********
*****
***
**
*
تردد صدى كلماته الأخيرة في رأسي ... ارتجفت شفتاي من شعور بائس ألمَّ بي ... هاهو قد وضعني أمام واقع لطالما تجاهلته ...
بكيت من غير دموع ... صرخت من غير صوت ... فلم أعد أقوى على البكاء أو الصراخ ..
نظر إلي القمر نظرات عنوانها الشفقه ... أعاد سيفه إلى غمده وأطلق سراح أملي ... أعطاني ظهره وقال وهو يستعد للرحيل ...
:.. أعدكِ ... أعدكِ بأنني سأبحث عنه من أجلك ... وإن وجدته ... سأنقل إليه كل ذرة شوق ودمعة ألم وبسمة حب حمِّلتني أياها .. أعدكِ ..
ألتفتُّ إليه ... راقبته بصمت وهو يجرُّ خلفه ذيوله البيضاء المثقلة بالهموم والأوجاع ...
أخذ يبتعد بهدوء ومن خلفه ...
تردد صدى أناشيد زفراته وهو يصدر لحناً ... خافتاً ...
بالكاد يُسْمَع ...
********
*****
***
**
*
نظرت إلى سقف حجرتها ...
وجه الدميه لا يزال يعبس في حزن ... ابْتَسَمَت في وجهه ... و ابتسمت أيضاً في وجه أستاذتها الغضوب ...
وضعت رأسها على وسادتها التي لطالما شاركتها أحلامها ...
ومن شدة تعبها استغرقت في نوم عميق ...
من يدري .. قد تقابل من تحب في أحلامها ... فيخبرها ...
... أن القمر ... قد أوفى بوعده ..
********
*****
***
**
*
~ صخـ أنثى ـب ~
**
***
*****
********
http://www.m0dy.net/vb/uploaded/137853/m0dy.net-11213879848.jpg
~...وعد القمر...~
********
*****
***
**
*
تتململ الشمس في الأفق مؤذنةً باقتراب الرحيل ...
تحزم ما تبقى من أشعة تناضل السماء بيأس لتبقيها في طياتها ...
********
*****
***
**
*
هاهي ترحل مرتدية معطفها الأحمر ...
تحمل في يمينها حقيبة مهترئه تتسلل من بين ثقوبها خيوط متوهجه لا تلبث أن تعود إلى مكانها في سكون ... مخلفةً ورائها سماء تتشح السواد ... على صفحتها المعكرة تناثرت حبات لؤلؤ تومضٍ هنا وهناك ...
ومن بعيد ... خلف الأفق ... هاهو ضيف يقترب مسبلاً عليه رداءه الأبيض ... تتصاعد أناشيد زفراته لتصدر لحنا خافتا بالكاد يُسْمَع ...
********
*****
***
**
*
من مكان ما ...
.....
ظلت تبسط كفيها تارةً ... وتارةً تضمهما في ارتباك ...
عيناها لا تفارقان نافذتها خشية أن يأتي ولا تراه ...من وجهها المدجج بالألم والملل صدرت تعابير غريبه ... كطفل لم يحصل على هدية بعد طول انتظار ...
ومن بين شفتيها الملتويتين أطلقت زفرة حارة حمَّلتها كل ما تشعر به من سأم ... ليس من عادته أن يتأخر ... هكذا حدثت نفسها وهي ترتمي في أحضان فراشها تنظر إلى سقف حجرتها الذي حفظت تضاريس وجهه كما تحفظ أسمها ...
وكعادتها كلما نظرت إليه بدأت تمارس معه لعبتها المحببه ...
********
*****
***
**
*
حملقت فيه بإمعان وجالت بنظرها على كل أرجاءه تستشف منه أشكالا يرسمها خيالها ...
هناك ... تلك الخطوط تبدو كوجه دمية دبٍ حزينه ... زمت شفتيها بحنق وقالت تحدثه :... أنت مثلي ... ولكن مالَّذي يحزنك ؟؟ ... أمللت البقاء وحيدا ؟؟ ...
حينما لم تجد جوابا تنهدت في ضيق وحوَّلت نظرها لجهة أخرى ... عقدت حاجبيها مفكره ...
ذلك الشكل الهندسي الذي يشبه المستطيل ... خياراته متعدده ... قد يكون باباً ... كبابي هذا الذي ينزوي في خجل ... أو ... أو قد يكون ورقة كراسٍ أعدها فنان ليبعثر عليها ما يختلج في عقله من فكر ... أو... يا إلهي ... ذلك الشكل في الجانب الآخر ...
قهقهت في سخريه ... هو يبدو كوجه أستاذتها ... بنظارتها الكبيرة التي تخفي نصف معالم وجهها ... تكاد تسمع صوت صراخها يتردد صداه في آذانها .. همست بغيض ...
فلتذهبي إلى الجحيم ... أعادت النظر في توتر لذلك الوجه الكريه ...
لوهلة تخيلت انه سيخرج لها من العدم ليشنف آذانها بسيل من النقد والتوبيخ ...
ولكن ذلك لم يحدث ... ولن يحدث ...
********
*****
***
**
*
توقفت فجأة ... للحظات عم المكان السكون ...
فلم تعد تسمع إلَّا صوت قلبها بكل تلك الأمواج المتلاطمة في داخله ...
أغمضت عينيها وأصغت السمع جيدا ...
ذلك الصوت ... لا يصدر من قلبها ... ولا من حجرتها ... بل من هناك من الخارج ...
من بعيد ...خلف الأفق هاهو ضيف يقترب مسبلاً عليه رداءه الأبيض تتصاعد أناشيد زفراته لتصدر لحناً خافتاً بالكاد يُسْمَع ...
صرخت من السعادة ... قفزت مسرعه ومن لهفتها قطعت المسافة إلى النافذة في خطوتين ... قاومت مزلاجها الذي علاه الصدأ ... فَفُتِحَ مُصدِراً صوتا
وكأنه يئِن من خشونتها ... لم تعبأ بأنَّاته ... أخرجت رأسها الصغير للفضاء الخارجي ... هب نسيم بارد داعب وجهها ... اختلج قلبها في رجاء
ومن عينيها تساقطت الدموع ...
همست في سعادةٍ خالطها الحزن: ...أهلاً ... كلمة بالكاد تخطت حلقها ... تجمدت في الهواء .. حتى قبل أن تصل ...
نظرت إليه ...
تأملت تلك الهالة البيضاء التي تحيط به لتزيده ضياء على ضياء ...
ها قد أتى ملك الليل ... أتى لينسج الأمان بخيوطه المشعة التي ينثرها هنا وهناك ... علَّها بوهجها تخفف من وطأة الظلام الكئيب الذي يجثم على القلوب ...
تلك الخيوط المحمَّلة بالأحلام والآمال ... المحمَّلة برسائل الحب والشوق ... بعثتها أجساد في أعماقها نصف روح ... بعثتها لتحيي بها
... نصفها الآخر...
********
*****
***
**
*
أشرق وجهها في سعادة وهي تملأ عينيها من بهاءه و حسنه ...
انتظرت ذلك الخيط كي يأتي ... على أكتافه يحمل رسالة لطالما انتظرتها والأمل يكسو قلبها ... ولكن ... لايبدو أن هناك أي خيط يرغب في المجيء ... هل هذه الليلة أيضا ستمضي كسابقاتها؟؟ ... يرتع في جنباتها اليأس والحزن ...
من بين دموعها تساءلت والألم يمزق فؤادها: ... أيها القمر ... أنَّى لك أن تأتي ... من دون أن تحمل لي في طياتك أي أمل؟؟ ... هل أصبحت ملزمة بتوديعك كل يوم دون أن تهبني أي رسالة منه ؟؟.. أي كلمه ؟؟.. أي حرفٍ يتحدث وينبئني .. أهو شقي أم سعيد .. أينام قرير العين ... أم يجافي النعاس عيناه ...
أيها القمر... أخبرني ...ألم تلتقيه أثناء رحلتك الطويله؟؟ ... ألم يناجيك كما أناجيك أنا الآن ليخبرك أنه يشتاق لي ... كما أشتاق أنا له؟؟... ألم يحمِّلك تحياته وسلامه ... كما أحمِّلك أنا كل ليله؟؟...
خنقتني العبرات ... جريت وقلبي المسكين ينزف من جرح يستعصى على الشفاء ... عدت إلى أحضان سريري أبثه ما أعانيه من ألم ؟؟..
من خلفي ترددت صدى كلمات هامسة تقول :... آسف ... آسف لأنني خيبت رجاءك وأملك ... آسف لأنني آلمتك وجرحت قلبك الصغير... أرجوك فلتقبلي اعتذاري فليس باستطاعتي مساعدتك ... إزداد نحيبي وبقيت أرتجف على سريري وغصة في حلقي تمنعني من الحديث ... قال القمر وهو يرفع سيفه ليقطع به أملي الأخير :.. أنا لم ألتقيه في أي من محطات سفري ... هو
... ليس في هذا العالم ...
********
*****
***
**
*
تردد صدى كلماته الأخيرة في رأسي ... ارتجفت شفتاي من شعور بائس ألمَّ بي ... هاهو قد وضعني أمام واقع لطالما تجاهلته ...
بكيت من غير دموع ... صرخت من غير صوت ... فلم أعد أقوى على البكاء أو الصراخ ..
نظر إلي القمر نظرات عنوانها الشفقه ... أعاد سيفه إلى غمده وأطلق سراح أملي ... أعطاني ظهره وقال وهو يستعد للرحيل ...
:.. أعدكِ ... أعدكِ بأنني سأبحث عنه من أجلك ... وإن وجدته ... سأنقل إليه كل ذرة شوق ودمعة ألم وبسمة حب حمِّلتني أياها .. أعدكِ ..
ألتفتُّ إليه ... راقبته بصمت وهو يجرُّ خلفه ذيوله البيضاء المثقلة بالهموم والأوجاع ...
أخذ يبتعد بهدوء ومن خلفه ...
تردد صدى أناشيد زفراته وهو يصدر لحناً ... خافتاً ...
بالكاد يُسْمَع ...
********
*****
***
**
*
نظرت إلى سقف حجرتها ...
وجه الدميه لا يزال يعبس في حزن ... ابْتَسَمَت في وجهه ... و ابتسمت أيضاً في وجه أستاذتها الغضوب ...
وضعت رأسها على وسادتها التي لطالما شاركتها أحلامها ...
ومن شدة تعبها استغرقت في نوم عميق ...
من يدري .. قد تقابل من تحب في أحلامها ... فيخبرها ...
... أن القمر ... قد أوفى بوعده ..
********
*****
***
**
*
~ صخـ أنثى ـب ~