PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : حب تحت فوهة المدافع



الجارحه
09-05-2005, 16:31
كيف الحال ؟؟ إن شاء الله بألف صحة و عافية

اليوم جايب لكم موضوع خطير و متعوب عليه

و بعد كاتبه باللغة القصمنجية

الله يعينكم عالترجمة بس ..

يلا نبدا القصة ..

كل شئ في صباح هذا اليوم أتى فجأة وبدون سابق إنذار ..يوم سوف لن ينساه سكان مدينتنا ماحيوا .. الكل مرعووب للآخر.. الوجوه يغطيها السواد قبل أن يكنفها الوجوم والرعب ..ما اصعب ان تنام قرير العين ومدينتك في هدوء تام وتصحو مفجوعا على أطلال ركام وحطام .. فهاهم جنود العدو يعيثون فسادا في أراضينا ويزرعون الهلع والخوف في نفوسنا ..ودباباتهم تجوب شوارعنا وتسقي الأرض بدمائنا .. واما طائراتهم النفاثة فهي تحصد ارواحنا وتلقح نفسياتنا بالجزع على اثر دوي قصفها <<" كاتبن هالحتسي وانا في الساقي ..والله ياوصف حرفي من جد "

وضع المدينة مريب للغاية.. النيران تتصاعد من كل حدب وجانب.. والدخان الكثيف يكاد يخفي شعاع الشمس ..شكل المنازل المتساقطة يثير الرهبة ..مناظر الدماء الملطخة على الجدران تقشعر لها الأبدان وتتقزز منها الأنفس .. المدينة كلها تعيش حالة هرج ومرج ..الأصوات تتعالى والنحيب يزداد .. والكل في وضع يرثى له .. نساء ثكلى يلطمون ويبكون حرقة لموت عائلهم .. أطفال يتم يندبون حظهم لتشردهم .. رجال يلملمون شمل عائلتهم ويبحثون عن ملجأ .. فأما الشباب تجدهم منهمكين في مايفعلون .. مالهم شغله إلا يا يصورون يا يتميلحون يرقمون


وفي غرفتي اللي تسنّها محكر .. أفقت من سباتي على دوي إنفجار قوي لا أعلم من أين مصدره .. جائتني والدتي مسرررعة وصدى زعاقها يسبق قرع شباشبها .. وبصوت المفجوع كانت تصايح ملء فمها: محاااايد .. محااااااااايد ولعنتن تشيلك قمممم الله يلعنك ان تسانك صخلة ..قمممم تحرك خل نمشي والا نشوف وش انحن عليه؟؟
أزحت الرداء من علي بتثاقل.. فبرطمت وانا ادعك أعيني : أححححووووول .. إنننننننا لله وإنا إليه راجعون .. وانتم ماتخلون الواحد ينام ولا يرتاح ابد ؟؟افففففففف .. طيب البسوا عبيكم وخذوا وصف اللي بتروحون له زين وإذا جهزتوا نادوني
تمتمت أمي بحنق بالغ قائلة : ياربيييييييه وش هالولد اللي بيهبل بي ..انحن وين وهو وين ؟؟ .. مسكت رأسها كناية عن إني حسرت بها ثم أردفت وهي تولول : عاد وتوه قايم بعد مكينة الديزل ذا .. يبي له يالله ساعة عشان يجمع وينهو فيه ؟

-----
دلقت أمشي الهوينى مثقلا بالهموم والتعب نازلا من سلم المنزل ..<< "ترى سلم بالفصحى يعني درج لاتحسبونا ساكنين في عشة" .. رفعت يدا حذو حلقي لأتثائب والأخرى شددتها ..فتمتمت وانا اتمغمغط <<"يعني اتمغط بالفصحى" : آآآآآآآآآيييييه ياالله صباح خير .. وش هالصجه والحوسه يعنـ....؟ !!!!! هالني ما رأيت وتشنجت في مكاني مشدوها غير قادر على الحركة و تسمرت في مكاني ..
البيت معفوس فوق تحت غادين تسأنهو بيت واحدن توه مطلقن زوجته ولاتعود على التنظيف أبد .. الأثاث مسوي دبل كيك الثريا والتماثيل والأسقف الجبسيه متناثره على الأرض << يعني ترى بيتنا كشخه ..اما الأنوار الجانبيه ومنظرها وهي متساقطه وتطلق شرارا كهربائيا دعاني إلى الحيرة و التساؤل : هل عيلان أخوي جايننا اليوم ولاعبين كورة في الصاله؟!! ..والله لو أدري اني لالـ... انقطع حبل أفكاري على صوت أنين مصاب والصوت لم يكن غريبا علي .. اشحت بصري صوب جهة الصوت لافاجأ بأختي متوسدة ركبة أمي وهي مضرجة بالدماء ..لاتقوى على الحراك.. عندها غشتني ضحكه وحسبت أن واحدن من عيلان أخوي دابجها بالكورة ولحقته يعني اني قويه ورشيقة وتكرفست على خشتها ..
غير أن الدم كان كثيفا وجرحها غائر وينزف بغزارة .. مما دعاني اتفكر مرة أخرى بأن شكلها حارقتن المكرونة ولختها امي بالملاس << وش هاللي مايعرف يستنتج زي الناس

تداخل صوت أمي مع أفكاري .. كانت تخاطبني: إلا يالشيخ ماودك نشلخ لنا جراوة جمب اختك ونقعد ؟؟وش هالبرود والتناحه فيك انت ؟
اجبتها بلكنة تهزئ فقلت وانا اربت على ركبتها وأهم بالجلوس بجانبها : خخخخخ ..والله ان تسان الغدا ريض فمايخالف خل نطقطق عليه شوي نرطب حلودزنا
"درودوووووووووووب طعععععع " <<== تراه انفجار لاتحسبون امي طاقتني ..بعد بعد مابقى الا هي .

كان وقع الإنفجار قويا وقريبا جدا من مكان سكنانا .. ارتجت الأرض وتهمش الزجاج وتساقطت بقايا الأسقف الجبسية ..

يووووووووووووه ..يؤ يؤ يؤ.. الله يدفع عنا البلا ..وشذا؟؟؟ ....... عم الهدوء قليلا أرجاء المكان فأخرجت رأسي من تحت الأريكة وانا اهتف قائلا: وش السااالفه بس ؟ وش هالتفجير ؟؟ وش اللي صاير بالدنيا ياناس؟؟

نظرت إلي أمي ودموع الحسره على التسعة اشهر اللي حملتني فيها بادية على محياها <<"لاحد يسألني وشلون عرفت" فقالت وهي تغص بالكلمات "ضاربتا كفا بكف": يالله ان الشكوى لك يارب .. ياوليدي انت من جدك ماتدري عن شي ؟؟القاها منك والا من هاللي غاطستن بالدم !! .. الحرب قامت وانت ماتدري ؟؟ من الصبح وهالتفجيرات مذيتنا وكل شوي طايحن شنق من البيت ..قم رح شف الدبابات ماليتن الشوارع.. رح السطح شف الطيارات من الصبح تحووم فوقنا مـااا.. فقاطعتها مستمصلا "وانا أرسم في البلاط قلوب من دمامين اختي" : زاد ورى ماحطيتوا علم والا دحيتوهن سكر عشان يوقعن عندنا !!
"طراااااااااااااااااااااااطاااااخ .. دششششششششششششششششش"

كان الأنفجار الثاني أقوى أثرا وأقرب مكانا من الأنفجار الأول ..حتى انه من قربه خيّل لي أن عيلان جيراننا ذابين شرخ ابوديك في حوشنا

طفقت اناشد صاخبا بصوتي وانا اختبئ تحت الزولية: لا لا لا ..الوضع ماينسكت عليه ابدننن .. ذولي يبي لهم من يأدبهم يبي لهم من يوقفهم عند حدهم .. اشوووه بجيبي النبل يا أميمتي خل اوريتس في هالورعان ..


بعد ربط وحل .. أخذت معي ماخف وزنه وهم امره و تشاقلت اختي المصابه مع أمي واستقلينا السيارة .. قررت ان اسلك طريق الشرق "الدمام" قاصدا الهرب من لوعة هذه الحرب الضروس.. لا اعلم لم اخترت بالتحديد الجهة الشرقية للهرب .. ولكن ربما لأن الطريق المؤدي إليها لاتوجد عليه اشارات فنحن نهرب من عدو فتاك وجنود همجيين .. ولاحناب فاضين لإشارات تعطلنا ..<< ماودك يفكر ابد
كانت الشوارع كئيبه وموحشة .. لم أعهد رؤية شوارعنا بهذا الشكل الفضيع من ذي قبل .. فآثار التفجيرات والخسوف غطت حتى على المطبات .. والسيارات المتحطمة التي تقاذفتها القنابل اعطت الشارع منظرا مهولا وهي متقلبه ذات اليمين وذات الشمال .. هذا غير روائح ومنظر جثث القتلى المتفحمه والمترامية إزاء الشارع .

بتلنا نمشي من بين هذه الطرق الموحشة .. تتزايد سرعتنا مع أنّات أختي المصابة .. وتقل فرص نجاتنا من الهلاك مع كل طلقة نارية تخترق سيارتنا .. عتقنا من صخب المدينة ودوي التفجيرات ومحارش الدبابات وبدينا نبعد عن نطاق المدينة

طفقنا طوال الطريق نرفع أكف التضرع و نحمد الله على فضيل إحسانه بأن نجانا من هذه الحرب الضروس واعتق رقابنا من الموت المحقق .. إلى ان خففت من سرعة السيارة والتفت مخاطبا اهلي .. تغطوا تغطوا زين واربطوا الحزام .. وصلنا التفتيش ترى

فقط عندما اقتربت بمسافة يسيرة عند هذا التجمع والحشد الكبير .. عرفت ان ماهو إلا نقطة تجمع لجيوش العدو .. هممت بأن اكع فرامل واعكس الخط وانحاش .. إلا اني فكرت وقلت وشوله التهور!! يبي يلحقني بالهمر وبيجبني عاد شف المخالفات اللي بيلخني بها "هروب وعكس سير وفوق ذا كله مامعي رخصة" <<== غدت عندنا فوبيا مخالفات الله لايوفقهم .. فآثرت الرضوخ للأمر الواقع والاستسلام لما يمليه علي هذا الجندي الديوث << "ادري مالها دخل بس مالقيت مكان انسب من هنا عشان اقولها "

اقبل علي أثنين من جنودهم وبلكنة عربية مكسرة قال لي وانا افتح النافذة لمحادثته :كيف قدرت ان تصل هنا ؟ .. رديت وانا مبلم : قققأأأأ << ابلع ريقي .. هاه !! وشو؟؟ ياخي وش هالسؤال الوهقة ؟؟ ماتعودنا في التفاتيش الا على "ابك هات الرخصه والاستمارة" والا "افتح امشنطت" .. وش هالسؤال الجديد ياخي؟

غير أن هؤلاء القتله لم يتركوا لي فرصة بأن اتميصل ولو قليلا .. فتلوني مع علباي واقتادوني غير آبهين بتوسلاتي وجرجروني مع أهلي كأسرى حرب إلا حيث معتقلهم .. ووضعونا في سجن بدائي عبارة عن خيمة صغيرة في احد معسكراتهم المقامه في بطن الصحاري ..وفي احد اعمدة الخيمة كبلوا يدي بالحديد.. وفي الحقيقة أنني كُبلت بالبؤس والإنكسار.. وأغشوا أعيني برداء الذل قبل أن يعصبوها بخرقة سوداء خشية ان أعرف تحركاتهم ورؤسائهم همين انحاش واعلم عليهم ..يحسبون وراي علم ...ما دروا اني آخر مرة نحشت من المدرسة انفقع علي كفر ومن الدلاخة دقيت على اخوي الكبير يجي يساعدني<< مالها دخل ؟ ...
أخذت على هذا الوضع عدة أيام وأمي مقابلتني ودندرتها تزداد يوما بعد يوم .. واختي مضطجعة بجانبي معصوبة الرأس ولو كان الأمر بيدي لأزحت الخرقة السوداء عن أعيني كي أرى ان تسانها متغطيه زين والا هاوشتها << والله الفاضي بعد ..


" احس اني طولت عليكم و لا لأ ؟؟؟ << هذا ان تسان احد كمل قراية الين وصل فيذا ..

تدرون ؟؟ خل بأخلي الباقي بعدين .. اقروا هذا هالحين ولخصوه فيما اجيب لكم الجزو الثاني ..
________________

محايد
11-05-2005, 07:40
أختي ..
هذا الموضوع منقول من منتدى البراعم

و أنا اللي كاتبه بنفسي

فللأمانة اكتبي منقوول عالأقل يعني

و هذا اللينك حقه http://www.bara3m.com/forums/viewtopic.php?t=130476

تحيتي