.: SaM :.
30-04-2010, 01:12
..
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1138545&stc=1&d=1272588223
في حديقتنا العتيقة ,
التي لا تزال تهجر , إلا في ذلك الفصل من السنة
لا أزال مستيقضة حتى هذا الوقت الذي لا أظن أن أحداً لا يزال مستيقظاً
بيد أن عقلي استثنى الـ ..
لا يهم ,
جلست باسترخاء على ذاك الكرسي الخشبي , بالرغم من قدمه , إلا أنه مريح حقاً
الجو جميل جداً والسماء ملبدة بالغيوم ..
أغمضت عيناي وأنا استنشق الهواء العليل , فيه رائحة المطر , استبشرت خيراً
وقبل أن أفتح جفناي .. إذا بزخات المطر تهطل بخفة على وجنتاي ..
وتداعب أطوال الثيـل القصيرة , التي تملأ أرض الحديقة ..
جلست مبتسمة , في لحظات هدوء .. لا أفكر في شيء ولا أنا أدري ما أفعل ,
وما هي إلا تلك اللحظات فقط .. وهاهو المطر الغزير يهطل قاطعـاً لحظاتي الهادئة وابتسامتي ..
لا أعلم لِمَ لم أذهب للبيت حينها ؟!
بل أخذتني قدماي نحو بيت أجدادي العتيق ..
جلست بعتبته , فشممت رآئحة الماضي , تفكرت ملياً وأنا أنظر في سقفه وجدرانه
والبيت يكاد يسيطر على خطواتي المتأرجحة
ثم تسائلت : يا ترى كم يدٌ ساهمت في بنائه ؟ هل كانوا يضحكون حينها ؟
أم الحزن يخيم عليهم ؟ هل كل الجيران - كعادتهم - ساهموا في بناء هذا البيت ؟
أم أن جدي وأباه كانوا وحيدين ؟
وهل يا ترى جدتي تعبت كثيراً عندما زخرفته من الداخل ؟!
جلست على عتبت الباب
أغمضت عيناي قليلاً , وأنا أسمع إيقاع المطر صاخباً ...
تدافعت أفكار شتى لمخيلتي .. ولكن كانت جدتي السباقة ~
جدتي .. تلك الإنسانة التي لا تزال الأفواه تردد كم من الحكمة كانت لديها , وكم من الصبر تحملت
وكم كان قلبها يحمل من ألوان الحنان والعطف , رغم قوة شخصيتها التي يهابها حتى الرجال ,.
هي في الحقيقة جدة أمي , وليست جدتي .. ولكنها كانت لأمي أمـاً حنون
بعدما افترقت أمي ووالدتهـا ..
آه يا جدتـي .. كم تمنيت أن أراكِ ..
جدتـي .. أتعلمين .. أحمل بين جنبات قلبي أمنية لطالمـا كانت أمي تحلم بها !
أمي اعتبرتك أمها ,
وكانت تتمنى أن لا تفقدك أبداً حتى بعد اشتداد عودها , ويالسعادة أمي فلم تموتي إلا بعد أن أنجبت أمي
آخر أبنائها وبناتها ,
لقد عشتِ كثيراً من السنون , 115 سنة !
بالرغم من ذلك فلم أركِ .. فقد توفيتِ عندما ولدت ,
كم أتمنى أن أطبع قبلة على جبينك , جزيت الجنان ..
جدتـي .. منذ صغري وهناك نور أمل في قلبي .. آمل من الله أن لا ينطفئ
أتمنى أن لا أتجرع مذاق فراق أمي المر ,
الخطر محذق .. ولا تدري نفسٌ بأي أرضٍ تموت !
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1138546&stc=1&d=1272588231
اشتدت البرد , والجو ازاد كئآبة ..
يسيطر البرد على خطواتي المتعرجة , وأنا أنظر بصمت داخل البيت
ولكن عقلي في مهامه جرداء .. واسعة المدى
أتذكر أمي .. ما ألم بها
نظراتها
همساتها
ضحكاتها
لا أستطيع أن أتخيل أني قد أفقدها يومـاً , كم أتمنى أن تتحق أمنيتي كما تحققت أمنيتها قبلي
ألتقطت فحمةً ملقاة , لأكتب شيئاً على جدار البيت العتيق
وإذ بي لا أستطيع , فانعدمت رؤيتي للجدار عندما اغرورقت عيناي بالدموع وأنا وسط ذاك المشهد
الذي لا أتمنى أن يكون الليلة
ولا غداً
ولا بعد سنوات ..
ألقيت الفحمة , والحزن يقطع أشلاء روحي
آه يا أمــآه , كم أتمنى أن يقف المطر , لأسعى ركـضاً حتى أرتمي في حضنك الذي لا أزال أرتمي عليه
وكأني طفلٌ رضيع
يـا أمـآه .. لا تذهبي بعيداً وتتركيني وسط هذا العالم الغريب ..
صوت المطر يخف , تذكرت ربٌ رحيــم , لا يزال عند ظن عبده به , ربي الذي أنعم علي باستجاب دعواتٍ كثيرة
فما حدث ذات يوم وكان الأشد علي , يمكن أن يحدث في يومٍ كهذا وتفرج على خير ,
استجمعت قواي وتذكرت ما نسيت إنها مقولة أمي : " لا تشتكي لغير الله يا ابنتي , فهو من خلقك وهو الذي
يسمعك , وبابه لا يزال مفتوحاً , وإن أغلقت جميع الأبواب .. فما خبتِ إن رفعتِ يداك إليه , فلا تشكي
لأحدٍ غيره "
فطرقت باب الرب وما غير بابه مفتوح , وإن فتحت أبوابهم فليس عندهم سبيل غاية
وبعد أن غرقت في بحر الخوف , رأيتُ حبل التوكل بك ممدود , فاشدد يا رب بيدي عليه
ولا تمتحن صبري يا رحيم بوالدتي
http://www.m0dy.com/up/2009/m0dy.net-507853_1252988047.jpg
أمـآه , يا قرة العين أنتِ
...... ونظرة الشوق أنتِ
...... وبسمة الحب أنتِ
....... والكل أنتِ , أنتِ
أمــآه .. جعلتُ فداكِ
......... فدى روحكِ
........... وبسمتكِ
.... وعينـاكِ ويمـناكِ
أماه ها أنا جسداً خاوياً من غير سناكِ
أماه في جوفي الصغير قلباً ما يحب بعد الإله سواكِ
أماه في عيني بحر ألم مالحٌ فمدي يداكِ
امسحي دمع الحزين فما لدمعي ماحياً - بعد خالقي - إلاكِ
أماه شربت حبكِ وارتوى زهري بعطر شفاكِ
أماه ما أنا إلا ربابة عازفٍ عزفتُ عليها نَغًم الحياة معاكِ
أماه حبك عشعش داخلي يسمو حذاكِ
وأني في الحياة أسير كما تسير خطاكِ
وإني لعاشقة لألثم ثرى داسته قدماكِ
وماحبي ليدي إلى لأنهـا عانقتها يداكِ
أمـاه بالروح أفديك , أيا أمـاه جعلتُ فداكِ
جعلتُ يا أماه فدى عيناكِ
ها هو المطر توقف , وعاد للضحى إشراقته الجملية , فاسرعي يا خطواتي للبيت
فكلي شوق لرؤية أمي , وبيتنا ينعم بنور ابتسامتها التي لا أستطيع أن أعيش يومٌ بدونه
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفركَ وأتوب إليك
..
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1138545&stc=1&d=1272588223
في حديقتنا العتيقة ,
التي لا تزال تهجر , إلا في ذلك الفصل من السنة
لا أزال مستيقضة حتى هذا الوقت الذي لا أظن أن أحداً لا يزال مستيقظاً
بيد أن عقلي استثنى الـ ..
لا يهم ,
جلست باسترخاء على ذاك الكرسي الخشبي , بالرغم من قدمه , إلا أنه مريح حقاً
الجو جميل جداً والسماء ملبدة بالغيوم ..
أغمضت عيناي وأنا استنشق الهواء العليل , فيه رائحة المطر , استبشرت خيراً
وقبل أن أفتح جفناي .. إذا بزخات المطر تهطل بخفة على وجنتاي ..
وتداعب أطوال الثيـل القصيرة , التي تملأ أرض الحديقة ..
جلست مبتسمة , في لحظات هدوء .. لا أفكر في شيء ولا أنا أدري ما أفعل ,
وما هي إلا تلك اللحظات فقط .. وهاهو المطر الغزير يهطل قاطعـاً لحظاتي الهادئة وابتسامتي ..
لا أعلم لِمَ لم أذهب للبيت حينها ؟!
بل أخذتني قدماي نحو بيت أجدادي العتيق ..
جلست بعتبته , فشممت رآئحة الماضي , تفكرت ملياً وأنا أنظر في سقفه وجدرانه
والبيت يكاد يسيطر على خطواتي المتأرجحة
ثم تسائلت : يا ترى كم يدٌ ساهمت في بنائه ؟ هل كانوا يضحكون حينها ؟
أم الحزن يخيم عليهم ؟ هل كل الجيران - كعادتهم - ساهموا في بناء هذا البيت ؟
أم أن جدي وأباه كانوا وحيدين ؟
وهل يا ترى جدتي تعبت كثيراً عندما زخرفته من الداخل ؟!
جلست على عتبت الباب
أغمضت عيناي قليلاً , وأنا أسمع إيقاع المطر صاخباً ...
تدافعت أفكار شتى لمخيلتي .. ولكن كانت جدتي السباقة ~
جدتي .. تلك الإنسانة التي لا تزال الأفواه تردد كم من الحكمة كانت لديها , وكم من الصبر تحملت
وكم كان قلبها يحمل من ألوان الحنان والعطف , رغم قوة شخصيتها التي يهابها حتى الرجال ,.
هي في الحقيقة جدة أمي , وليست جدتي .. ولكنها كانت لأمي أمـاً حنون
بعدما افترقت أمي ووالدتهـا ..
آه يا جدتـي .. كم تمنيت أن أراكِ ..
جدتـي .. أتعلمين .. أحمل بين جنبات قلبي أمنية لطالمـا كانت أمي تحلم بها !
أمي اعتبرتك أمها ,
وكانت تتمنى أن لا تفقدك أبداً حتى بعد اشتداد عودها , ويالسعادة أمي فلم تموتي إلا بعد أن أنجبت أمي
آخر أبنائها وبناتها ,
لقد عشتِ كثيراً من السنون , 115 سنة !
بالرغم من ذلك فلم أركِ .. فقد توفيتِ عندما ولدت ,
كم أتمنى أن أطبع قبلة على جبينك , جزيت الجنان ..
جدتـي .. منذ صغري وهناك نور أمل في قلبي .. آمل من الله أن لا ينطفئ
أتمنى أن لا أتجرع مذاق فراق أمي المر ,
الخطر محذق .. ولا تدري نفسٌ بأي أرضٍ تموت !
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1138546&stc=1&d=1272588231
اشتدت البرد , والجو ازاد كئآبة ..
يسيطر البرد على خطواتي المتعرجة , وأنا أنظر بصمت داخل البيت
ولكن عقلي في مهامه جرداء .. واسعة المدى
أتذكر أمي .. ما ألم بها
نظراتها
همساتها
ضحكاتها
لا أستطيع أن أتخيل أني قد أفقدها يومـاً , كم أتمنى أن تتحق أمنيتي كما تحققت أمنيتها قبلي
ألتقطت فحمةً ملقاة , لأكتب شيئاً على جدار البيت العتيق
وإذ بي لا أستطيع , فانعدمت رؤيتي للجدار عندما اغرورقت عيناي بالدموع وأنا وسط ذاك المشهد
الذي لا أتمنى أن يكون الليلة
ولا غداً
ولا بعد سنوات ..
ألقيت الفحمة , والحزن يقطع أشلاء روحي
آه يا أمــآه , كم أتمنى أن يقف المطر , لأسعى ركـضاً حتى أرتمي في حضنك الذي لا أزال أرتمي عليه
وكأني طفلٌ رضيع
يـا أمـآه .. لا تذهبي بعيداً وتتركيني وسط هذا العالم الغريب ..
صوت المطر يخف , تذكرت ربٌ رحيــم , لا يزال عند ظن عبده به , ربي الذي أنعم علي باستجاب دعواتٍ كثيرة
فما حدث ذات يوم وكان الأشد علي , يمكن أن يحدث في يومٍ كهذا وتفرج على خير ,
استجمعت قواي وتذكرت ما نسيت إنها مقولة أمي : " لا تشتكي لغير الله يا ابنتي , فهو من خلقك وهو الذي
يسمعك , وبابه لا يزال مفتوحاً , وإن أغلقت جميع الأبواب .. فما خبتِ إن رفعتِ يداك إليه , فلا تشكي
لأحدٍ غيره "
فطرقت باب الرب وما غير بابه مفتوح , وإن فتحت أبوابهم فليس عندهم سبيل غاية
وبعد أن غرقت في بحر الخوف , رأيتُ حبل التوكل بك ممدود , فاشدد يا رب بيدي عليه
ولا تمتحن صبري يا رحيم بوالدتي
http://www.m0dy.com/up/2009/m0dy.net-507853_1252988047.jpg
أمـآه , يا قرة العين أنتِ
...... ونظرة الشوق أنتِ
...... وبسمة الحب أنتِ
....... والكل أنتِ , أنتِ
أمــآه .. جعلتُ فداكِ
......... فدى روحكِ
........... وبسمتكِ
.... وعينـاكِ ويمـناكِ
أماه ها أنا جسداً خاوياً من غير سناكِ
أماه في جوفي الصغير قلباً ما يحب بعد الإله سواكِ
أماه في عيني بحر ألم مالحٌ فمدي يداكِ
امسحي دمع الحزين فما لدمعي ماحياً - بعد خالقي - إلاكِ
أماه شربت حبكِ وارتوى زهري بعطر شفاكِ
أماه ما أنا إلا ربابة عازفٍ عزفتُ عليها نَغًم الحياة معاكِ
أماه حبك عشعش داخلي يسمو حذاكِ
وأني في الحياة أسير كما تسير خطاكِ
وإني لعاشقة لألثم ثرى داسته قدماكِ
وماحبي ليدي إلى لأنهـا عانقتها يداكِ
أمـاه بالروح أفديك , أيا أمـاه جعلتُ فداكِ
جعلتُ يا أماه فدى عيناكِ
ها هو المطر توقف , وعاد للضحى إشراقته الجملية , فاسرعي يا خطواتي للبيت
فكلي شوق لرؤية أمي , وبيتنا ينعم بنور ابتسامتها التي لا أستطيع أن أعيش يومٌ بدونه
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفركَ وأتوب إليك
..