PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : معاناة عالم الأزهر ((محمد الأودن))الجزء الاول



ناروتو وبس&
29-03-2010, 15:27
هذه قصة العالم الازهري الجليل الذي لم تعطى سيرته حقها لا في القنوات الفضائية ولا


المواقع العربية فأبيت إلى ان اذكر لكم أعضاء مكسات سيرة هذا الشيخ الجليل وهذه قصته




كتب محمد عطية خميس((محمد الأودن)): العالم الأزهري الذي عاش طول حياته مرفوع الرأس فما استماله

وعد ولا أرهبه وعيد,ورفض مشيخة الأزهر حتى لا يدفع ثمنها من دينه ومن كرامته.

كان من أسرة كريمة ميسورة الحال في الدقهلية , دفعه والده إلى الأزهر الشريف ليتلقى علوم الدين وليؤدي رسالة

العالم الصادق, وكان الذي ينظر إلى هذا الشاب الأزهري يرى عليه دلائل البيوت الكريمة الأصل الواسعة

الرزق والحال, وكانت تبدو عليه آثار النعمة والرخاء في ملبسه وفي

مظهره, وأقبل على العلم بشغف فأثمر العلم في فلبه إيماناً وصدقاً

وتخرج من الأزهر عالماً مرموقاً في علمه ومرموقاً في صدقه مع ربه

آماله كلها ان يرى كتاب الله مطبقاً والأخلاق الكريمة سائدة والمجتمع

الإسلامي مؤمناً طاهراً.

تخرج وقد برز نجم سعد زغلول زعيماً للحركة الوطنية بمصر, ألقيت

في يده مقاليد الوزارة والزعامة, كان السلطان والصولجان في يده,

سلطان الحكم, وصولجان الزعامة الوطنية والشعبية, فتوجه إليه

العالم الشاب محمد الأودن في بيت الأمة يطلي مقابلته, وتمت

المقابلة وقال الاودن له: يا باشا أ تحب أن تكون كعمر بن الخطاب

في هذا لازمان؟ قال سعد: وكيف يكون هذا فقال الأودن
ترد إلى الأزهر أوقافه التي اغتصبها الإستعمار والحكام المستبدون

بالمكر والخديعة, وتحمل الأمة على الأخلاق الكريمة, وتطبق الشريعة

الله كاملة... وستدار سعد بكرسيه وأعطى الاودن ظهره قائلاًك

لأريد أن أكون كعمر!!!.

هكذا أخبرني- رحمه الله – بما كان بينه وبين سعد, لقد صدم

في هذا الزعيم الذي كان يحسن الظن فيه, وكنه لم ييأس, لقد

راح يشتغل في قلوب العلماء جذوة العمل الصادق, وعقد معهم

الاجتماعات تلو الاجتماعات في يبت الشيخ الدجوي حيناً, وفي بيته

حيناً آخر, وفي بيوت علماء آخرين أحياناً كثيرة والبوليس السياسي

يرقبهم ويطاردهم, حتى استطاع أن يحمل الأزهر على التظاهر من

أجل تحقيق رسالة العلماء, ولكن القصر والاستعمار والبوليس السياسي

استطاعوا أن يقضوا على هذه الحركات, فاشتروا منهم من استطاعوا

شراءه, وارهبوا منهم من خاف على منصبه, إلا الشيخ الاودن.

ولم ييأس الرجل لكنه اختط خطة أخرى, احتضن بعض تلاميذه, كان

يعلمهم ويؤوهم وينفق عليهم ويشحذ همهم ويأخذ عليهم العهود

والمواثيق أن يؤازروه في سبيل إعزاز الإسلام وإقامته, كان يظن أنه قد

يستعيد الإحسان والإنسان, ولكنه للأسف كان يصاب بخيبة الأمل فيهم,

كان إذا تخرج تلميذه ومريد وصنيعته, ويصبح عالماً له مكانته, ينسى

المواثيق والعهود, ويثب إلى الدنيا ويجعلها أكبر همه وشغله الشاغل.

كان مقبلاً على ربه منشغلاً بالعلم ودراسته, مهموماً برسالة العالم الذي

يحمل ميراث النبوة, فزهد في الدنيا, وإذا بالشاب الذي كان يلبس

أفخر الثياب لا يلبس وهو عالم وأستاذ إلا الملابس العادية المتوسطة

الثمن, إن لم تكن الرخيصة , فما كان يهتم بأبهة المظهر, وأنما همه

كله صفاء وقاء المخبر, فكان العالم الزاهد في وقن ندر فيه العلماء
والزاهدون.

كان عالماً عظيماً, يقول فيه الداعية الإسلامي الكبير الشيخ محمد

الغزالي السقا وهو ينعاه)) الذين تتلمذوا على الشيخ الأودن-

وما أكثرهم- يعرفون أن لدى الرجل العظيم ثروة علمية طائلة,

ولكن هذه الثروة لم تكن الشيء البارز في حياته, بل كان السر

وراء توقيره والالتفاف حوله شيئاً آخر, إنه يمزج العلم بالتقوى

والإرشاد.


~الجزء الأول من قصة شيخنا الفاضل نلتقي في الجزء الثاني الاثنين القادم بإذن الله~