PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : || بين الأمواج والرمال || ,, قصة مشتركة ~!!



C.F SWAT
05-03-2010, 16:55
http://zoom.maktoob.com/showImage.php?setID=&groupID=&showPrivate=&ImageID=7623&size=500

مدخل ~!!

نسيم عليل أعطى البحارة شعور بالراحة والطمأنينة ,,
بعض الغيوم المتفرقة أعطت السماء طابعا فنيا ,,
سرعة الرياح معتدلة نسبيا ,,
اصطدمت الأمواج بجسد السفينة لتتطاير ذرات الماء في الهواء ,,

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
كيف حالكم أعزائي رواد منتدى القصص والروايات ؟ ,,
أتمنى أن تكونوا بخير وأفضل حال ,,

ها قد خيم شبح الملل علينا مرة أخرى ,,
ليفرض جوا من الكآبة القهرية ,, لكن ,, هل نستسلم له ؟ ,,
بالطبع لا ! ,,

من هنا إنطلقت هذه الفكرة ,,
قررت أنا وإثنين من أبرز كتاب هذا القسم بطرح قصة مشتركة بيننا ,,
ويجب التنويه بأنه قد تم اختيار الكتاب مسبقا ,,

سيقوم الكتاب بعرض شخصياتهم الآن ,,
رحبوا بهم ,, ^_^


مخرج ~!!

أخذت السفينة مكانها بين شقيقاتها السفن ,,
أنزلت أشرعتها ومرساتها ,,
معلنة استقبالها للركاب ,,

killua_
05-03-2010, 16:56
http://img186.imageshack.us/img186/4040/lavicushion.jpg

[
"] الأسم : دانيل سورمونو ( اللقب ) : داني
العمر : 20 عاما
الحالة النفسية : ذا شخصية تتسم بالنشاط والحيوية ، محب للتحدي والأمور الجنونية ، رغم شغبه و دمه الحركي الا انه انسان ذا بصيرة حادة وذكاء لا يتسهان به ، لا يغضب بسهولة بل نادرا ما تجده يغضب ، وصاحب الابتسامة الدائمة على شفتاه ..
نبذة : تعرضت مركببتهم الى قطاع طرق في طريق ذهابهم الى أحد المدن في لندن وقتل على أثرها والداه ، بينما هو تعرض الى اصابة دائمة في أحد عينيه ، ولم يتبقى له سوى اخاه الأصغر الذي يعتني به ..
الوظيفة : يعمل طباخا على السفينة ، يحب وظيفته كثيرا فهي الأقرب الى قلبه ،


http://img299.imageshack.us/img299/69/70257363.png


الأسم : كايل سورمونو
العمر : 15عاما
الحالة النفسية : هادئ جدا بل أقرب الى البرود ، يحب أن يستمع أكثر من ما يتكلم ، غالبا لا يشعر برغبة في ابداء رأيه ، حاد البصيرة وذكي بطريقة مزعجة ، دائم الاعتماد على أخيه الأكبر دانيل فهو عائلته الوحيدة التي بقت له بعد وفاة والديه
الوظيفة : يعمل على السفينة كبحار صغير يساعد في الأمور البسيطة ..

لغة التفكير
05-03-2010, 16:57
الشخصية 1 /

الإسم : باولا جولدوني

العمر :18 سنة

النبذة : قررت الإنتقال الى برشلونه لفترة مؤقتة وكطلب من والدها الذي خيرها بين العيش مع زوجته الجديده او الذهاب لإكمال دراستها في مجال ادارة الأعمال

الوصف : تشعر أن الجميع كـ كتل وحوش تتربص بها لذلك تبدو انفعالية في أغلب اللحظات , لديها استنتاجات صحيحه الا ان خوفها يجعلها تشك في ماتراه من استنتاجات .
تميل أن تكون شخصية ثانوية من أن تكون في الواجهه
http://www.gulfup.com/lives/12678094951.jpg



الشخصية 2 /

الإسم : لويجي بيرانديلو

العمر : 20 سنة

نبذة : مقارنة بعمره وبلامبالاته لن يصدق احد انه يسافر من أجل التحضير لكتابة رواية جديده , يقوم برحلات وبرشلونه هي آخر محطة سيذهب لها من اجل اتمام عملة .. حيث انه يقوم بالبحث والإكتشاف لتساعده في الكتابه

الوصف : كل من يراه يتوقع غروره وجديته وبعده التام عن المزاح ,,الا ان مزاجه متقلب من عصبية الى هدوء الى لطافة احيانا , يتصف بالنباهه الكافيه والعمل المتقن ,

http://www.gulfup.com/lives/12678094952.jpg

C.F SWAT
05-03-2010, 16:59
~ الشخصية الآولى ~

الإسم ::
إستيبان مارتينيز Esteban Martinez

العمر ::
26 عاما

نبذة ::
عمل دييغو في مهنة الحدادة مع عمه منذ صغرة في لندن ,, إلا أن أصله يعود إلى إسبانيا وبالتحديد برشلونه ,,
وبعد وفاة عمه قرر دييغو العودة إلى إسبانيا بلده الأم للبحث عن أقاربه المتبقيين ,,
دييغو ,, من أكثر الشبان الذين قد تلتقيهم مرحا وعفوية ,, لكنه جاد جدا في عمله ,,
نشيط جدا في عمله وسريع التوتر ,,

الوصف ::
شعر أسود ,, بشرة سمراء نسبيا ,, عينان بنيتان, جسد رياضي ,, طوله 179 سم ,,
ملامحه تميل إلى الحدة ,,
يجيد استخدام السيف بمهارة ,,



~ الشخصية الثانية ~

الإسم ::
إدوارد لانكاستر Edward Lancaster

العمر ::
ثمان سنوات

نبذة ::
عاش إدوارد مع أمه منذ صغره ,, ورغم أنه فرد من أغنى العوائل في لندن إلا أنه لم يلتقي والده قط ,, إذ أن والده يعمل في برشلونه منذ أن كان إدوارد يبلغ الثالثة فقط ,,
قررت والدته أن ترسله إلى أبيه ليمضي معه بعض الوقت ,,
يميل إدوارد إلى الوحدة في أغلب الأحيان ,, قليل الكلام ,, يعشق العبث بالأشياء ,,
خجول ,, وسريع الغضب أيضا ,,

الوصف ::
شعره اشقر طويل قليلا ,, بشرته بيضاء ,, عيناه زرقاوتان ,,
ملامحه تميل إلى البراءة ,,,
يجيد التسلق ,,

~

لاڤينيا . .
05-03-2010, 17:03
الاسم :-
ايفان لانكستار.

العمر:-
25

نبذهـ:-
شابٌ إيطالي شغوفٌ بعزف الكمآن عاش مع والديه فترة زيارته في باريس ثم انتقل إلى لندن ليعيش وحده هنآك ، وغايته الحصول على عمل مفيد غير بيع الجرائد الذي يقضي نهاره فيهـ،،تأتيه بعض الحالات النفسية بسبب غدر صديقه العزيز له دون سبب ، حيث تركه بلا رجعة متهمهُ بأنه شخصٌ حقير أناني لا يرى غير نفسه.

الوصف:-
جميلٌ الطلعة ذا شعرٍ أشقر لا يتعدى رقبته،وله عينين فضيتان،،طوله 178،،تحمل ملامحه بعض البرود القاتل،وعلى عينيه تطفو لمحة حزن عميق قديم.

Kikumaru Eiji
05-03-2010, 17:33
يبدو أن لا مكان لنا بما أنه تم إختيار الكتاب.. متابعة بإذن الله :نوم:

!Edward
05-03-2010, 19:06
السلآم عليكم ورحمة الله وبركاتة

جميل تعآون بينكم في توقيت الرد ::سعادة::
متآبع يرفع :rolleyes:

✿ Lσѕн
05-03-2010, 21:35
~.:{..

حلو حلو ، [ Mr. Swat ] ، بآلآنتظآر :مكر: ~

C.F SWAT
06-03-2010, 10:26
الأسم : دانيل سورمونو ( اللقب ) : داني
العمر : 20 عاما
الحالة النفسية : ذا شخصية تتسم بالنشاط والحيوية ، محب للتحدي والأمور الجنونية ، رغم شغبه و دمه الحركي الا انه انسان ذا بصيرة حادة وذكاء لا يتسهان به ، لا يغضب بسهولة بل نادرا ما تجده يغضب ، وصاحب الابتسامة الدائمة على شفتاه ..
نبذة : تعرضت مركببتهم الى قطاع طرق في طريق ذهابهم الى أحد المدن في لندن وقتل على أثرها والداه ، بينما هو تعرض الى اصابة دائمة في أحد عينيه ، ولم يتبقى له سوى اخاه الأصغر الذي يعتني به ..
الوظيفة : يعمل طباخا على السفينة ، يحب وظيفته كثيرا فهي الأقرب الى قلبه ،


الأسم : كايل سورمونو
العمر : 15عاما
الحالة النفسية : هادئ جدا بل أقرب الى البرود ، يحب أن يستمع أكثر من ما يتكلم ، غالبا لا يشعر برغبة في ابداء رأيه ، حاد البصيرة وذكي بطريقة مزعجة ، دائم الاعتماد على أخيه الأكبر دانيل فهو عائلته الوحيدة التي بقت له بعد وفاة والديه
الوظيفة : يعمل على السفينة كبحار صغير يساعد في الأمور البسيطة ..

أهلا بالإخوة سورمونو ,,
أحسنت الإختيار أخي ,, ^_^
يذكروني بأحد لا أدري من ,, :rolleyes:




الشخصية 1 /

الإسم : باولا جولدوني

العمر :18 سنة

النبذة : قررت الإنتقال الى برشلونه لفترة مؤقتة وكطلب من والدها الذي خيرها بين العيش مع زوجته الجديده او الذهاب لإكمال دراستها في مجال ادارة الأعمال

الوصف : تشعر أن الجميع كـ كتل وحوش تتربص بها لذلك تبدو انفعالية في أغلب اللحظات , لديها استنتاجات صحيحه الا ان خوفها يجعلها تشك في ماتراه من استنتاجات .
تميل أن تكون شخصية ثانوية من أن تكون في الواجهه


الشخصية 2 /

الإسم : لويجي بيرانديلو

العمر : 20 سنة

نبذة : مقارنة بعمره وبلامبالاته لن يصدق احد انه يسافر من أجل التحضير لكتابة رواية جديده , يقوم برحلات وبرشلونه هي آخر محطة سيذهب لها من اجل اتمام عملة .. حيث انه يقوم بالبحث والإكتشاف لتساعده في الكتابه

الوصف : كل من يراه يتوقع غروره وجديته وبعده التام عن المزاح ,,الا ان مزاجه متقلب من عصبية الى هدوء الى لطافة احيانا , يتصف بالنباهه الكافيه والعمل المتقن ,

أهلا بالآنسة جولدوني والسيد بيرانديلو ,,
أحسنت الإختيار كالعادة ,, ^_^




الاسم :-
ايفان لانكستار.

العمر:-
25

نبذهـ:-
شابٌ إيطالي شغوفٌ بعزف الكمآن عاش مع والديه فترة زيارته في باريس ثم انتقل إلى لندن ليعيش وحده هنآك ، وغايته الحصول على عمل مفيد غير بيع الجرائد الذي يقضي نهاره فيهـ،،تأتيه بعض الحالات النفسية بسبب غدر صديقه العزيز له دون سبب ، حيث تركه بلا رجعة متهمهُ بأنه شخصٌ حقير أناني لا يرى غير نفسه.

الوصف:-
جميلٌ الطلعة ذا شعرٍ أشقر لا يتعدى رقبته،وله عينين فضيتان،،طوله 178،،تحمل ملامحه بعض البرود القاتل،وعلى عينيه تطفو لمحة حزن عميق قديم.

أعتذر أختي هنوو ,,
فكما ذكرت أول الموضوع ,, تم اختيار الكتاب مسبقا ,,
في المرات القادمة بإذن الله ^_^

C.F SWAT
06-03-2010, 11:51
جثت على ركبتيها ووضعت يديها على كتفيه, حاولت أن تخفي حزنها بابتسامة لكن دموعها خانتها إذ انسالت على خديها بحرقة, نظرت في عينيه الكبيرتين اللتان حدقتا بها ببراءة, أخذت نفسا عميقا وقالت محاولة إخفاء حزنها:
- أكتب لي عندما تصل يا عزيزي.
كيف لها أن لا تحزن, كيف لا وهي تفارق ابنها الوحيد ذو الثمان سنوات لأول مرة في حياتها؟
حدق بها الصغير لفترة دون أن ينطق بكلمة, ثم ابتسم ببراءة وقال بمرح:
- حسنا ماما أعدك.
لم تستطع التعليق على كلمات الصغير, أحست وكأن أحدا يقوم باستئصال جزء منها دون تخديرها, ومن دون أن تنطق بكلمة احتضنت صغيرها بقوة وكأنها تحميه من هذا العالم الموحش, قال إدوارد الصغير بصوت مخنوق:
- أمي .. أنت .. تخنقيني ..
أحدهم وضع يده على كتف تيريزا لانكاستر برقة, قال بصوت حنون:
- لا تقلقي يا خالتي سأعتني به جيدا .. علينا أن نذهب الآن.
ابتعدت تيريزا عن صغيرها ببطء, نظرت في عيني صغيرها بألم, ثم نظرت إلى إبنت أختها بقلق:
- باولا .. اعتني به جيدا .. تذكري .. لا يستطيع أن يخلد إلى النوم من دون كوب من الشوكولا الساخنة وقصة ..
قاطعها إدوارد بانزعاج, بدا محرجا:
- أمي !!
ضحكت باولا على ردة فعل الصغير, حضنت خالتها لثوان ثن امسكت يد الصغير وتحركت متجهة إلى السفينة, قالت وهي تصعد على ظهر السفينة:
- سنستمتع حقا.
ابتسم إدوارد ابتسامة كشفت عن أسنانه, بدا عليه الحماس, كيف لا وهو يسافر لأول مرة في حياته على ظهر سفينة؟

أخذ يتجول في السفينة, الفضول باد على محياه, يفتح كل الأبواب بهدوء, يلقي نظرة سريعة, وإن لم يجد ما يشد انتباهه أغلق الباب متوجها إلى باب آخر.
استند على أحد الجدران الخشبية ونظر إلى الأعلى, بدا عليه الإنزعاج من شيء غامض, وسرعان ما كشف الستار عن هذا الغموض صوت معدته التي أعطته تنبيها بأنه لم يذق شيئها منذ البارحة.
رائحة زكية شلت عقله وتفكيره, تبع الرائحة وكأنه طفل صغير يتبع أمه, إلى أن وصل إلى مصدر الرائحة, باب خشبي استنتج أن المطبخ يقبع خلفه.
فتح الباب ببطء شديد.
قدور تغلي محتوياتها تحت اللهب, سلة كبيرة وضع بها تفاح لونه يأخذ الأبصار, خضروات غسلت ووضعت على الطاولة استعدادا لتقطيعها.
ومن دون سابق إنذار أخذ إستيبان تفاحة بيده وأمسك بملعقة كبيرة ليضع له بعض من الحساء في طبق وجده قد جهز خصيصا لهذا الغرض.
- ماذا تفعل يا هذا ؟!
علم إستيبان بأنه قد أوقع نفسه بمشكلة, وأنه إذا قبض عليه سيلقى في البحر, ومن دون أن ينطق بكلمة أمسك بالمقلاة والتفت بسرعة ليضرب بها وجه المتحدث.
تفادى المتحدث ضربة إستيبان وأسرع ليمسك بالمكنسة ليضربة بها, هوى عليه بها, ولكن استيبان تفاداها ليرمي بكيس الدقيق على وجه الرجل, وما إن غطى الرجل عينيه حتى ركل إستيبان قدمي الشاب ليسقط أرضا, وما أن هم بالهرب حتى ضربه أحد على وجهه بالمكنسة ليسقط أرضا بجانب الشاب.
التفت الشاب ناحية إستبان ليصرخ باستغراب:
- إستبان ؟!!
إلتفت إستبان ببطء ناحية الشاب ليصرخ بحماس مقارب لحماسه:
- داني ؟!!
أنزل كايل مكنستة وقال باستغراب:
- تعرفان بعضكما ؟
رد داني بابتسامة حقيقية:
- بالطبع .. هذا الرجل أنقذ حياتي ..
ضحك إستيبان وقال بمرح:
- وهل يحظى من أنقذ حياتك ببعض الطعام يا داني الصغير؟

حدق بالبحر الواسع من على ظهر السفينة, لطالما أعطاه البحر ذلك الإلهام ليكتب رواياته.
حدق لويجي بالأفق بعمق وقال بصوت خافت:
- ستكون هذه رواية عظيمة..

CℓΌσя
06-03-2010, 13:37
~.. [ السسلآم عليكم والرحمهـ
كيف الحآل ..؟!
إن ششآء الله بخير ] ..~
اممم ..~
لم تتركوآ لنآ مجآلآ للإششترآك إذآ .. :نوم: ..~
لكن تركتم لنآ مجآلآ لنقول أنهآ ..:
[ فكرهـ رآئعهـ بحق .. ^^ .. ]
إلىآ الأمآم ..~
متآبعهـ مجدهـ بإذن الله ..~
إلىآ اللقآء ..~

ღ♥ღ klara ღ♥ღ
06-03-2010, 17:15
السلام عليكم
ياللأسف لا يوجد مجال للأشتراك :محبط::بكاء:
لكن صراحة القصة رائعة و الأروع هو السرد و الوصف واقتناء الكلمات المناسبة ..
أبدعتم من جديد ...
بانتظاركم
تحياتي

لغة التفكير
07-03-2010, 06:26
حدق لويجي بالأفق بعمق وقال بصوت خافت:
- ستكون هذه رواية عظيمة..

ومع بدأ انطلاقة المركب , حيث تعلو اصوات النوارس معلنة عن بدأ صباح جديد مُحلقة تُسابق اشرعة السفينة التي انطلقت في رحلتها نحو ذلك الساحل البعيد ,

توقفت باولا ثم صرخت وهي تضع كفيها على خاصرتها بعصبية شبه حادة وبنفس متقطع نتيجة الركض تخاطب ادوارد الذي لم يمل أو يكل من استكشاف ملاحق السفينة -:
- ايها الولد كف عن العَبث هنا وهناك ولنعد .
لم يبالي بها بل بدت ملامحه الهادئة طاغية على محياه الطفولي مستمرا بخطواته نحو سلم متجه للأسفل تاركا باولا تنتفخ غيضا من هذه المسؤولية الثقيلة ,
حدقت به بغباء لتستوعب أين اتجه , حتى قالت وهي تتبعه بخطوات سريعه متفاجئة -:
- انتظر ياصغير , لايجب أن تنزل الى هناك فهو خاص بعمال السفينة .
لم يأبه , بل ضل يتابع سيره وكلتا يديه في جيب بنطاله الواسع بعد أن همس بالنفي وكأنما الجدران تريد ان تُقسم انه رجل بجسد طفل .
تبعته حتى أصبحت خلفه تماما تمشي خطوات قصيرة لكن سريعة بنفس الوقت تنقل نظرها هنا وهناك وكانما القلق بدأ يتسرب داخلها .

رمى استيبان بثقله على الكرسي الخشبي في وسط المطبخ وهو يمسح بظهر كفه على شفتيه المبللتين بالعصير الذي ختم به طعماً قدمه له داني الجالس بجانبه وابتسامته المشرقة لم تفارق محياه
فقال -:
-طعام لذيذ شكرا لك ياصديقي .
ظهرت اسنان داني العلوية نتيجة اتساع ابتسامته ليقول -:
- بصحة وهناء يارجل , منذ مدة لم أرك بها , اخبرني عنك ؟
التفت استيبان برأسه دون اجابه تُذكر ناحية ذلك الشاب الواقف بجانب الباب مستندا على كتفه متكتف الذراعين وكأنه ينتظر احداً
ثم قال مخاطبا داني دون النظر اليه -:
- الن تعرفني على هذا الشاب ! يشبهك بعض الشيء .
رد عليه بظرافة :
- آه إنه أخي الأصغر , كايل .
وما إن التفتا على ذلك القابع عند الباب اشاح كايل بدوره وجهه بهدوء بملامحه الغامضه ثم هم بالخروج بعد ان قال -: لا تتأخر داني , سيحين موعد طعام الفطور قريبا والجميع جوعا . سأكمل عملي.
اومأ برأسه ايجابا حتى اختفى كايل من أمام ناظريهما ثم اردف استيبان قائلاً بأستغراب تخلله بعض المرح -:
- مابه لايبدو لطيفاً البته .
ضحك داني بصوت مسموع ثم قال وهو يقلب الطعام على النار -:
- ستعتاد عليه قريبا . أظمن لك ذلك .
اجابه وهو يرتشف ماتبقى من العصير في الكأس :
- اخشى ان يكون عكس ذلك .
هم بالوقوف بعد أن مدد ساعديه بالهواء ليستعيد نشاطه ثم أردف -:
- علي أن آخذ غفوة قصيرة بعد هذا الطعام اللذيذ .. سنتحدث فيما بعد علي أن ارتاح لأستعد لتلك الأيام وسط البحر .
انشقت ابتسامة داني مرة أخرى ثم حرك رأسه بالإيجاب حتى غادر استيبان المطبخ بخطوات ثقيلة .

وفي الجزء الأخير من السفينة حيث تكثر النوارس هنا وهناك , يستند جسد صلب بأكمام مرفوعة عمدا وخصل شعره تتطاير بسرعة مع نسمات الهواء التي بدت في غاية النشاط .
ظل لويجي يحدق في الأفق فترة طويلة مستمتعا بكل ماحولة وكأنه بعالم آخر .
حتى قطع عليه صوت نقاش حاد في مكان ليس بالبعيد بين اثنين ممن يعملون في السفينة حتى علا صوت أحدهم بحدة وثيابه الرثة نتيجة العمل وهو يهم بالمغادرة -:
- للبحارة وحدهم خلقة بطولة شق البحار , فالتدعها لأصحابها ياهذا .
لم يتمالك الرجل الآخر نفسه , ومن دون سابق إنذار أخرج خنجرا كان مثبتا تحت قميصه الطويل متهجما على الرجل أمامه قائلا بحدة وعصبية -:
- طفح الكيل منك , لن اسامحك هذه المره ايها الغبي .
ارتفع احد حاجبي لويجي استياءا من هذا الإزعاج المقيت بين هذين الرجلين ,
لكنه عزم على أن لايتدخل ففي كل الاحوال سيكون موقفاً جيدا يعطر بها مواقف كتابته.
في الجهة الأخرى من هذه المشاجرة يقف الشاب كايل بملامحه البارده يلعب بسلسلة صغيره استعدادا لربطها على احد الصناديق
لولا توقفه لمشاهدة مصدر تلك الأصوات الفوضويه

ـــــ

فيّ
07-03-2010, 11:22
http://dl10.glitter-graphics.net/pub/719/719260kus4xidqf8.gif




السَلَاَمَ عَلَيِكُمُ..

كَيِفكَ حَاَلَكَمَ؟؟إنَ شَاَء الله تَماَمَ

بَصَرَاَحَهَ آلَطرَحَ..

اَبَدَاَاِاَاَِعَxاَبَدَاَاِاَاَِعَ

أسَمَحَوُلِيِ أكَوُنَ مََتآبعهَ لَلقَصَهَ

دَمَتَمَ...


http://dl10.glitter-graphics.net/pub/719/719260kus4xidqf8.gif

killua_
07-03-2010, 15:45
في الجهة الأخرى من هذه المشاجرة يقف الشاب كايل بملامحه البارده يلعب بسلسلة صغيره استعدادا لربطها على احد الصناديق
لولا توقفه لمشاهدة مصدر تلك الأصوات الفوضويه

تمايلت تلك السلسلة بين أصابعه النحيلة ببطء بينما باله مشغول مع تلك المشاداة التي تحدث أمامه ..

كان ينظر لهم يتدافعان ويتلاسنان دون أن يبدي أي لمحة من الاعتراض أو الانزعاج في وجهه ، رغم أنهم زملاؤه في العمل .. لكنه بقي هادئا بصورة تدعو للانزعاج ..

أشاح بوجهه عنهم ببرود وهو في محاولة لعقد تلك السلسلة الملساء على الصندوق المعدني أمامه .. لكن قدوم رجل ينوي فض نزاع الرجلين حال دون ذلك ، فقد صدم كتف كايل لتنزلق السلسلة على الأرضية الخشبية و تتوقف في ساحة القتال المزعومة ..

نظر لها كايل بهدوء ، كمن يحاول ربط أفكاره واستنتاجاته ، فهو بكل تأكيد سيدهس بين أقدامهم لو ذهب والتقطها .. و هو بحاجة لها الآن..

وبين حبور كايل و فوضى الشجار أمامه ، تقدم استيبان بكل برود والتقط السلسلة بين أقدام المتخاصمين ليقفون للحظات ينظرون له بفضول ، ثم قدمها لكايل بابتسامة مرحة قمة في العفوية : تفضل ..

أخذ كايل ينظر إليه للحظات بذات النظرة الباردة كصعيق ثلج لعين .. ثم بسط كفه ومد يده ليلتقط السلسلة منه دون أن يبدي أي بوادر للشكر والامتنان مزيحا ظهره للخلف عائدا إلى مهمته التي لم يتمها بعد ..

كان استيبان ينظر اليه باستغراب ، قال بعدها مخاطبا نفسه بابتسامة : أخشى أن يكون عكس ذلك .. وها هو ذا ..

من جهة أخرى هنالك ذا لويجي ، يراقب المشهد أمامه بعين ثاقبة ، فمهما كان الشيء بسيطا لروائي يبحث عن كتابة رواية أحلامه بكل ما تكتنزه الأقلام من روائع .. فعليه إذن أن ينتبه لكل صغيرة وكبيرة تحدث في هذا المكان أو في غيره ..

لاعبت صغيرات الغازات المختلطة التي تسمى علميا بالهواء شعره بكل انسيابية لتقطع عليه مراقبته المستتبة ، نظر ببرود إلى ساعة يده التي أشارت عقاربها إلى العاشرة صباحا ، تنهد بضجر فهو جائع ولا يعرف أين يقبع مطعم السفينة ، لا بد إذن انه بحاجة لرحلة استكشافية ليعرف مكانه ..

بين هذا كله .. توسط السفينة الشراعية ذات طراز أسباني فريد من نوعه ، يقع ذلك المطعم البسيط ، تتخلله طاولات خشبية محكمة الصنع والتي يغطيها أغطية بيضاء فاخرة وصحون اعتلت تلك الأغطية بذات اللون ، بينما عليها زخارف جميلة ، رغم حجمه الصغير نسبيا إلى انه ذا شكل أخاذ جميل ..

جلست في أحد الطاولات ، بينما هو جلس أمامها ، يتفحص الملعقة وكأنه يتفحص كنز ثمين يحتاج لمعاينة ، كانت تضع يدها على خدها بشيء من الملل ، بعد قضاء يوم كامل في التجوال هنا وهناك تلحق به دون توقف ، لا بد أن الجلوس الآن سيكون مملا ،

داعبت خصلات شعرها بشرود ، فالوضع كئيب جدا ، المكان شبه فارغ إلا من اثنين أو ثلاثة يجلسان متفرقين حول المكان .. والسبب أن الرحلة ستكون طويلة بلا شك وهذا ما يقلل عدد المسافرين هنا ..

تنهدت بضيق وهي تلتفت حولها ، لتجد ذلك الباب الخشبي الشبه المفتوح بعيدا نسبيا عنها .. كانت تخاطب نفسها بشرود " انه المطبخ بلا شك "

يبدو أن عين ادوارد اقتنصت ذلك الباب الشبه مفتوح أيضا ، فانطلق بشرود نحو وجهته متجاهلا كلمات باولا التي تهدده بالوعد والوعيد ..

دخل إلى العالم وراء الباب المعني بكل حماسة وهو يستكشف ما فيه من مواد وألوان وأشكال ، رغم أن ملامح وجهه لم تظهر سعادته لانه وجد شيئا جديدا يستكشفه الا انه كان بلا شك سعيدا ..

تقدم الى أحد الطاولات التي وضع فوقها قطع من الطماطم والفلفل بأشكاله وأنواعه ولاح ينظر لها بشرود ، حتى وصل إلى آخر الطاولة ليجد أشكال من الكرز و الفاكهة التي تمتع النظر ..

" ماذا تفعل في مطبخي أيها القط الصغير "

التفت خلفه بشيء من ذرات المفاجأة ، لينظر إلى الرجل الذي وراءه ينفخ صدره بطريقة مضحكة ويبتسم رغم انه يتصنع الغضب ..

شرد قليلا في شكله ولم يبدي أي ملامح أخرى ، فابتسم داني بعفوية : حسنا بما أنك زائر صغير في منزلي المبجل سوف أعطيك هدية ..

التقط قطعة من الفراولة على الطاولة وأعطاها ادوارد بابتسامة عذبة ..

تردد ادوارد في أخذها منه لكنه أخيرا فعل ، فمن يمكنه مقامة شكل الفراولة اللذيذة تلك ..

دخلت بعدها بلحظات باولا وقد وصل الغضب به إلى درجات التبخر العليا ، صرخت دون أن تنتبه لداني : تعال يا مشاكس .. كفاك عبثا ..

نظرت إلى داني بصدمة لأنها لم تكن أن تتوقع وجود شخص ، رغم انه من البديهي أن يكون هناك شخصا يعمل بالمطبخ .. لكن الغضب أنساها ذلك ..

أما الآخر فقط التقط قطعة أخرى من الفراولة قائلا بعفوية : وهذه هدية المرافق ..

مد يده لها لتلقط الفراولة .. لكنها نظرت له بشك مقطبة جبينها ، ثم قالت فورا : لا شكرا .. – التفت الى ادوارد – هيا ادوارد ..

دخل كايل من الباب الآخر فورا بعد خروج باولا واد ، جلس بهدوء على طاولة المغسلة وهو ينظر الى حذائه الذي اتسخ من كثرة الاعمال ..

ابتسم داني له وهو يتجه الى الثلاجة قائلا : هل أنت جائع ..

هز كايل رأسه بهدوء دون أن يلتفت له معبرا عن الرفض لتتحرك خصلاته الشقراء بفعل ذلك

لغة التفكير
23-03-2010, 14:44
:غياب:

ابتسم داني له وهو يتجه الى الثلاجة قائلا : هل أنت جائع ..
هز كايل رأسه بهدوء دون أن يلتفت له معبرا عن الرفض لتتحرك خصلاته الشقراء بفعل ذلك
بعد برهة من دقائق صمت , انفرجت عن شفتي كايل ابتسامة ساخرة تعبيراً عن مدى السأم وهو يُقلب منديله المليء بحبات الغبار , مما جعل من داني يتوقف عن التقطيع و يلتفت تلقائيا باحثاً عن سبب تلك الإبتسامة المتشبعة بألغاز عدة .

لم تطل مدة إنتظار إجابة اللغز سوا بضع ثواني ليقول كايل وهو يقفز من على الطاولة ليغسل منديله :
- لقد صدق المُدرب عندما قال "لايجب ان ندع كل البيض في سلة واحده "

داني , أعتاد على تلك الأحاجي من أخيه وأعتاد على طريقته في الكلام الا أنه هذه المره يجهل سبب قوله لهذه الجملة , تابع بنفس النبرة بعد أن اعاد ابتسامته الساخره :
-كالعادة توم و ستيف .. بيضتان ستتحطمان قريباً إذا وقعتا على بعضيهما .

ضحك داني بهدوء على تلك التشبيهات وكأنه ارتاح قليلا بعد أن توقع إجابة اسوأ
قال بعد أن عاد الى التقطيع :
- اهاا توم وستيف ستحصل معجزة إن مر يوم دون تلك المداعبات اللطيفه بينهما .

سحب كايل طرف شفته للأعى بإستياء مع زفرة حفيفه ثم قال وهو يجفف المنديل بعصره :
- ليسا الا كومة قش تتحرك مع الريح .. وستُقتَلعُ قريباً .

في بقعة أخرى من السفينة , وتحت سقف المطعم الخشبي بالذات يجلس ادوارد بهدوء بجانب باولا التي بدت غارقة بتناول طبقها محاولة تناسي يومها السيء كمرافقة هذا الكائن بجانبها ,

بضع بحارة يتناولون طعام الفطور ومنهم من يلعب لعبة بالأوراق اعتاد عليها البحارة محدثين جواً لابأس به بدل من الهدوء القاتل .

وفور قضائها على آخر لقمة التفتت الى ادوارد وقبل التفوه بكلمة ما اعلن جرس معلق فوق الباب بدخول شخص ما بملامح لم تتغير منذ الصعود على هذه السفينه مارا بمتابعته لتلك المناوشه بين توم وستيف منتهية بجلوسه على الكرسي , عينين قاسيتين كعيني صقر وثب على فريسته , جلس بمكان ليس بالبعيد ليخرج دفترا صغيراُ وقلماً بعد أن طلب كوب قهوة مره .

تسائلت باولا عن طبيعة العمل الذي يقوم به هذا الرجل , فجديته وغموضه يوهم بانه يعمل لصالح شركة ما ويدرس بعض الحسابات , لكن مظهره الخارجي يوحي عكس ذلك تماماً .

قطع صوت ادوارد حبل التساؤل قائلاً بنفس تلك النبرة التي اعتادت عليها والملعقه بين اصابعه الصغيره :
- متى سنصل الى برشلونه ؟ المكان ممل هنـا .

تلعثمت قليلاً قبل أن تقول بلطف عفوي :
-امم ادوارد يبدو أن الرحلة ستطول .. لندعو الله ان نصل فقط على خير .

لم تلقى ردا ً ولا حتى حركة رقبة تنبئ عن استجابته لما قالته ,,

سلطت عينيها للأعلى محاولة اقتناص دعابة ما , لكن دون جدوى فدوار البحر قد أخذ مأخذه منها محدثاً اصفراراً قد تسلل الى جلدتها , الا أن شعورها بالمسؤوليه تجاه طفل أو لنقل شبيه الأطفال يشعر بأستياء أمامها فقالت دون تفكير :
-هاه صحيح عزيزي إد هل سمعت عن قصر ايلدفونوسو !

"الصحيح , مدينة سان ايلديفونسو , يوجد به قصر بناه شارل الثالث "

التفت الإثنان عفوياً الى المتحدث
فلم يكن غير صاحب الفراولات الذيذه , ختم كلمته الأخيرة بإبتسامته العذبه وهو متجه لـ يضع كوب القهوة أمام صاحب عيني الصقر ,

وما إن عاد الى نفس الطاولة التي يجلس عليها الأثنان احدهما بدا مشدوها من تلك الرصاصه التي عدلت من معلومتها ثم تابع مخاطباً ادوارد :
- هل أعجبك الطعام ياكابتن !

رفع عينيه الناعستين ناحية داني ثم قال ببرود أو لنقل محاولاً أن يكون بارداً أمام عينيه الثاقبتين :
- أجل طعمه لذيذ . شكراً

ازاح رقبته للجهة الثانيه وكأنه يطرح السؤال نفسه لباولا لكن دون كلمات , والتي بدت متخوفة من لاشيء كالعادة
قالت وكأنها لم تفهم معنى رسالته تلك :- هيا يا إد فقد حان موعد القيلولة .

غادر الإثنان ومضى الوقت لحين فترة قبل الغروب بعدة ساعات ,,

" آآه اين ذلك الصبي الأحمق "

نطقتها باولا وهي تتجه الى سطح السفينه بعد ان فتحت عينيها من قيلولتها التي بدت طويلة بعض الشيء .

وما إن خرجت الى السطح حتى رأت إد برفقة رجل عرفت بعد ذلك انه يدعى استيبان بالإضافة الى داني وقد كانوا يتحدثون عن احوال الطقس المريبه ,
وبمجرد النظر الى عيني داني القلقه بادرت تسئله مباشرة قائلة :
- مالذي يحصل !

قاطعها استيبان بجديه :
- البحر هادئ جدا جدا , وهذا ينبيء بالخطر في الغالب ..

دون ان تنطق بكلمة اخرى فملامحها المصدومه كفيلة بمعرفة ردة فعلها حتى قالت -: وما الحل ؟

تقدم استيبان وهو يرفع كتفيه بحركة هزلية ناحية الحاجز لينظر لتلك الموجات الهادئة عن قرب
بينما داني اكتفى بقوله -: اعتقد ان هذا مايسمونه مأزقاً .

النظرة الثاقبة
24-03-2010, 16:45
قصة تبدو ممتعة
والأجمل أن شارك بها كتاب مبدعون أمثالكم
سنتابعها إلى النهاية بإذن الله
أتمنى أن تكملوها
لكل منكم روعة إحساس وتميز فريد بشخصيته انسابت مع كلمات البارتات التي كتبتموها
فأتمنى أن تكملوها للنهاية
دمتم بود

killua_
26-03-2010, 01:28
تقدم استيبان وهو يرفع كتفيه بحركة هزلية ناحية الحاجز لينظر لتلك الموجات الهادئة عن قرب
بينما داني اكتفى بقوله -: اعتقد ان هذا مايسمونه مأزقاً

أكمل استيبان عبارة صديقه بابتسامة ساخرة امتدت على شفتيه قائلا : هدوء ما قبل العاصفة !
اهتز جسدها الضئيل بانفعال ودبت تلك القشعريرة بأركانه الفارغة إلا من الخوف الذي تأصل كل جزء فيه ، أرادت أن تقول شيئا لكن الكلام ضاع منها واختفى في فراغ مبهم ..
لحظات مرت وهي في محاولة يائسة لتخطي الصدمة بحلق جاف وعينين جاحظتين مرعوبتين ، صاحت أخيرا بحدة وبصوت مرتعش : ماذا !! ماذا تقصد ،هل مصيرنا الغرق في أسِرة هذا البحر الهائل ؟
التفت داني لها وهو يسند ذراعيه خلفه إلى السور المنخفض للسفينة ، بدا لبرهة انه يحاول تركيب الكلمات ليخفض من جرعة الخوف التي خاطت مشاعرها وأوصلتها إلى نتيجة الغرق ، فتح فاه شروعا في الكلام إلا أن استيبان سبقه قائلا : هذا جائز .. علينا الحذر ، قد يتغير الجو في أي لحظة .
أكمل داني بصوته الحماسي الحيوي رغم خطورة الموضوع : لكن حسب تيار الهواء الهادئ فانه يصب شرقا بزاوية مائلة ، سيحتاج إلى ساعة أو لأكثر ليصل لنا ، ولن يكون هذا مسليا لو حصل مساءً .. يجدر بنا العمل على تخطي هذه المسألة
حدقت به باولا كما لو انه كائن فضائي يتحدث بلغة غريبة لا تفهم منها شيئا ، أخافها أن تكون بمأزق ، هي تخشى من لا شيء والآن ظهر لها ما يجدر عليها الخوف منه .. كيف سيكون تصرفها بهذا الموقف الحرج الكريه ..
اكتفت بالصمت المطبق مع اهتزازة جسدها البسيطة التي إن دلت على شيء دلت على تشنج أطرافها وخوفها الذي لا يكاد جسدها على تحمله ..
اقترب منها اد بخطواته الخفيفة كما لو أن خف قدمه لا يصل إلى الأرض ، قال لها بهدوئه المعتاد كأنه لم يسمع شيء من ما حدث : ماذا سنفعل باولا ؟
تداركت باولا نفسها ونزلت لتصل إلى مستوى اد المنخفض لقصر قامته وقد طوقت ذراعيها حوله قائلة بارتباك : كل شيء على ما يرام عزيزي لا تقلق ..
رغم أن هذا الكلام كان موجه له إلا أنها أرادت أن تلتمس منه بعض الأمان ، لكن هذا لن يحصل طبعا ..

..

من جهة أخرى وفي مكان آخر في أروجه السفينة ..
كان لويجي يجلس على كرسي مسجج بالقرب من مطعم السفينة ، يمسك كتابه الصغير بينما يلاعب ذقنه بقلم الرصاص وكأنه يفكر في حل مسألة رياضية معقدة ، تابع وهو يكتب بعض الجمل والكلمات لكنه سرعان ما مسحها وشطب عليها متذمرا ، هز كتفيه بانزعاج ، لاح ينظر حوله لعله يلتقط شيئا يلفته ويجبر قلمه على الكتابة بشكل أو بآخر ..
لاحظ ذلك الفتى الصغير ذا الشعر الأشقر والعينين الناعستين يمسك بقطعه خشبية قد لف على آخرها قماش وظل يمسحها بالأرض مرة بعد مرة بعد مرة ، ثم يتوقف لحظات يمسح العرق من جبينه بباطن كفه ليعيد الكرة مرة أخرى ، لم يكن ذاك إلا كايل ، دقائق مرت ولم تتوقف يديه الصغيرة عن المسح لكنه توقف رغما عنه فجأة متألما عندما خدشته تلك الأنسجة الخشبية الغير متداخلة في عصاه لتدمي كفه ، صر على أسنانه بألم تجاهله وهو يكمل عمله ..
لكن صوت لويجي أثرى مسمعه وجعله يتوقف عن العمل لحظات وهو يقول : ستسبب لنفسك بالتسمم - مرر منديل ورقي له - خذ امسحه بهذا ..
كان لويجي مهتما بصغيرات الأشياء وفضوله لكشف جانب شخصية كايل جعله يتحرك من مكانه دون أن يشعر ،
نظر له كايل ببرود وبجفنين سارحين ، عاد إلى عمله دون أن ينبت بشفة لكنه قال بعد برهة : لا أحتاج إلى هذا ..
أنزل لويجي يديه مستغربا من ردة فعل كايل فهو لم يعطه شيء سوى منديل ، جعله هذا الأمر أشد فضولا لمعرفة هذا الصبي وكل شيء عنه .. يبدو أن صفة الفضول طغت على شخصيته المزاجية هذه المرة ..
قال بهدوء وابتسامة نصر على شفتيه لسبب مجهول : لا عليك !
دخل في إطار الصورة داني الذي بدا محبطا بعض الشيء على الرغم من ابتسامته التي جعلت لنفسها بصمة غير زائلة على وجهه ..
صاح قائلا : كايل يبدو أن عاصفة في الطريق هلا أخبرت الكابتن وباقي البحارة للاستعداد ثم تعال بسرعة فور انتهائك ، لا أريد من أخي الصغير أن لا يكون أمام عيني في وضع كهذا ..
التفت لويجي له باستغراب ظهر في قلب عينه وكأنه يسأله عما يتحدث عنه ، كان داني على مبعدة منهما ، لكنه بالتأكيد التقط ملامح الاستغراب في عين لويجي فقال محادثا إياه : وأنت يا سيد يفضل أن تدخل إلى المقصورات أظن ستكون أكثر أمانا هناك ..
ترك كايل عصاه لتقع على الأرضية الخشبية وتصدر بارتطامها صوتا بسيطا بعض الشيء ، ليذهب لينشر الخبر وقد اختفى داني أيضا تاركا لويجي مذهولا مما سمع .

***
مر الوقت ، وقد أسدل الليل سواده ضاحكا وكأنه يسخر من أصدقائنا ، بينما اختفى القمر بين كثافة الغيوم المشبعة بالمطر الغزير منبئة بعاصفة رعدية ساخنة ، كان كل البحارة في واجهة السفينة ، الكابتن وهو السيد مارتن رجل في العقد الرابع من عمره و 6 بحارة من بينهم توم وستيف ، استيبان الذي وقف متأهبا وقد ضاقت عيناه بجدية ، بينما يقف كايل خلف داني الذي بدا قلقا بعض الشيء ، أما بقية الركاب فقد جلسوا في المقصورات التي أعدت للنوم ، وقد كان عددهم قليل لم يزد عن اد ، باولا و لويجي وراكبان آخران ..
مرت الدقائق واللحظات والكل في حالة تأهب ، حتى أدمعت السماء بمطرها الرذاذ الخفيف ، فقال استيبان : لقد بدأ الأمر !
لم تمر لحظات حتى دخلت العاصفة الرعدية تلك إلى مرحلتها الثانية ، أمطار غزيرة ورياح قوية شديدة جعلت السفينة ترتطم بمياه البحر كما لو انه جسد عالي الصلابة ، فتشتتوا في كل مكان محاولين على الأقل أن يحافظوا على توازنهم وتحريك الأشرعة عكس التيار في كل لحظة وأخرى حتى لا تغرق السفينة بين شباك المحيط شديد العمق ذاك ، غزارة الأمطار وحركة السفينة الغير ثابتة جعل كل من كان في المقصورة يخرج رعبا وخوفا من دخول الماء بشكل هائل إليهم ، صرخت باولا وقد تلاعب الهواء بشعرها فيجففه فور أن يبلله المطر : يا الاهي ..
أمسكت بالباب الخشبي خلفها وقد ضمت اد إليها بقدر استطاعتها ، بينما وقف لويجي مشدوها بالمشهد الدرامي أمامه ، لم يفكر حتى بكتابة شيء خيالي كهذا في روايته ، لكن الآن هو يراه أمامه ..
صرخ كايل وهو يحاول أن يشد أحد الحبال بكل قوته : الشراع الجانبي لم ينزل !!! داني !
التفت له داني باضطراب ، وقبل أن يذهب له وجد أن استيبان طوق ذراعيه خلف كايل وأخذ يشد الحبل بقوة ..
صرخ الكابتن وهو يقول : العاصفة سوف تدوم حاولوا بقدر استطاعتكم أن تحافظوا على هدوئكم ..!

ارتطمت السفينة بموجة بحرية هائلة جعلتها تهتز احتراما لها ، تبعثر الكل في كل مكان ، بينما وقع بعضهم من على السفينة وصرخاته تتالت ليحتفي مع الارتطام الثاني الذي بدوره جعل اد يتسلل من ذراع باولا وينزلق إلى الناحية الأخرى من السفينة ، وقف على قدميه عندما سمع صرخات باولا له ، لكنه فقد توازنه وقد أوشك أن يقع لولا أن استيبان هب له مسرعا وأمسكه بين ذراعيه حتى لا يضيع مع هذه الفوضى ..
صاح كايل : الذراع الخلفي للشراع علق بالحبل !!
كرر ذلك عدة مرات لكن لا احد قد سمعه فالكل له ما يشغله في هذه الوقت ، قرر أن يصعد ويقطعه بنفسه ، وقد فعل.
صعد حتى وصل إلى الحبل ليقطعه وقد وضع السكين في فمه بحذر ..
في هذه اللحظة ساعد استيبان اد للوصول إلى باولا ، بينما انشغل داني بسحب الحبل للشراع الجانبي ، حتى أنتبه أن كايل ليس موجودا ، فصرخ بفزع : كـــــــــــايل !!!
التفت في كل مكان لكنه لم يجده ، لسبب ما جعله يلتفت إلى أعلى ، فوجد أن كايل على وشك قطع الحبل ، لكنه فقد توازنه ووقع في البحر مع اصطدامه أخرى مع الموجات العنيفة ، وفور سقوطه هب داني خلفه راكضا ليقفز إلى عمق البحر و ينتشل أخاه من مخالبه المخيفة
صرخ استيبان : داني !!!! داني !!
ركض بسرعة ليطل برأسه للبحر ، ليجد داني يصارع الموج وهو يمسك بكايل الذي أخذ يسعل بين يديه .
انزلقت باولا على الأرضية وهي تحتضن اد وتصرخ بانفعال ، لكن لويجي أمسك بذراعها بقوة وسحبها إلى حيث أحد العواميد لتستند إليه ..

صراع عنيف مفترس مع البحر والعاصفة الرعدية المدمرة ، دام هذا الصراع طوال الليل والكل يحاول أن يخرج من هذا الأمر حيا يرتزق وليس جثة هامدة يبكى عليها وتنسى مع الدهر ..

هل نجوا ؟ ، هل ماتوا ؟ ، أم ماذا حدث بالضبط ؟!
***

أشرقت الصباح بهدير أشعتها الساحر لتداعب مياه البحر الباردة كما لو أنها تحاول أن تعطيها شيئا من حرارتها لتشعر ببعض الدفء وتنعم بالراحة ، حركته الهادئة وميضه المتلألئ يدل على هدوء الرياح وانتهاء عاصفة الأمس ، وتلك التربة الذهبية التي تلاعب أطرافه انسجمت معه ليكونا مفهوم الروعة والجمال .
أفاق استيبان بفزع وهو ينظر حوله الى ذلك الشكل الفني الرائع ، وقد شهق برهبة كادت رئته أن تخرج وهو يتذكر ما حصل بالأمس ، فالتفت حوله بسرعة لسببان الأول ليعرف أن هو ، والآخر حتى يبحث عن البقية ، فوجد أن كل من لويجي ،كايل ،داني ، باولا ، اد ، الكابتن ، توم ، ستيف وفتاة كانت من أحد الركاب المسافرين .. والكل كان ممد على الأرض مغمض الجفنين بانهيار تام ..
هز رأسه بعدم تصديق وهو يلتفت حوله ليرى أنه في مكان مجهول لا يعرف عنه شيء سوى جمال منظره الأخاذ ، حك رأسه قائلا بتعب : أين بحق الله نحن !

لغة التفكير
27-03-2010, 21:41
هز رأسه بعدم تصديق وهو يلتفت حوله ليرى أنه في مكان مجهول لا يعرف عنه شيء سوى جمال منظره الأخاذ ، حك رأسه قائلا بتعب : أين بحق الله نحن !

بعد بضع دقائق اهتزت إحدى كفيْ الكابتن مارتن يتجاعيدها الخشنه تلتها تحرك ركبتي داني لتعاونه على الوقوف بمساعدة من ذراعيه التي سحب إحداها من تحت كايل في محاولة سابقة منه لإنقاذة
مما جعل من كايل بدوره يفتح عينيه ببطئ من خلف خصلات شعره والتي باتت خفيفة من أن تحمي عينيه من اهداب الشمس الذهبيه ,
أصوات النوارس ساعدت البقيه على إظهار ماتحت الجفون المرهقه بعد ان فتحها اصحابها واحداً تلو الآخر ليطالع بذلك كل فرد منهم الآخر وكانما يريد التأكد من نجاته ,, مما برهن على أن الحياة عادت تدب من جديد .
همس مارتن بصعوبة بكلام متمتم مخاطباً استيبان : أين.. نحن ... و هل الجميع بخير !
رد عليه وهو يخلع معطفه في محاولة منه لطرد حرارة الجو المشمئزة ليحاول تحريك توم وستيف الغارقان في النوم بعد المجهود الذي بذلاه فوق طاقتيهما -: لست على علم فالسفينة تخبطت من كل الإتجاهات ,,و أظن أن الجميع بخير حتى الآن .
انطلق داني من فوره بعد ان ساعد اخيه على الوقوف وكأنما شعر بقرصة بعد أن لاحظ باولا التي اتجهت لإد فور فتح عينيها , بدأت تهز كتفيه بإنفعال وخوف و الذي لم يحرك ساكناً من جسده . اقترب استيبان بدوره نحوهما , وكجسد صغير لإدوارد , فإحتمالية مقاومته ستكون اقل با انه يملك رئتين هشتين كأجنحة الفراشات .
قام الإثنان بعمل جيد من قياس نبضات القلب وعمل تنفس صناعي سريع اثبتا انه بخير , فقط يغط بنوم عميق لفقدانه قدرا كبيرا من الطاقه .
تقدم الكابتن بالإضافة الى توم و ستيف الذان بدا ثقيلين للجهة الأخرى ناحية الفتاة الشقراء والتي بدت بأنها لاقت عدة كوابيس و مواقف جعلتها تمسك بكفها تارة ورأسها تارة أخرى تأن ألما وخوفاً مما صابها ,,
محاولين مساعدتها ليتسنى لهم الوقت و القوة لإستكشاف هذا المكان الغريب .

ومع خطوات الثواني التي بدت بطيئة جداً بالنسبة لهم فتح إد عينيه مستعيدا نشاطه وعادت باولا لطبيعتها بعد لحظات من الإرتجاف والخوف , وتم لف كف الفتاة بسبب انزلاقها وسقوطها عليها ..

أما لويجي , كان الشخص الوحيد الذي يحمل حقيبته على ظهره واستطاع انقاذها وإنقاذ مافيها وكأنها أغلى مايملك وهي كذلك فعلاً يجلس على صخرة قريبة وكانما يحاول استعادة ترتيب افكاره واستيعاب ماحصل لهم.

بعد أن تطمن الجميع على سلامة بعضهم علا صوت الكابتن مارتن وهو ينظر الى حد البحر من بعيد :
- ها نحن الآن نجونا من بين انياب البحر لنستقر بين مخالب مكان مجهول .. هل لدى احدكم فكرة عن هذا المكان !
تحدث استيبان بهدوء لم يعتد عليه بعد أن كان غارقاً بالتفكير -:
- حقيقة لست على علم به , فقد دارت السفينة عدة دورات وتخبطت في كل الأتجاهات .. كل ما أعرفه انها جزيرة قد تحدها المياه من جميع الأتجاهات ..
اردف داني قوله بعد أن جلس على الأرض بيده عودا صغيرا محاولا رسم الدرب الذي سلكوه على صفحة من التراب -:
- لنرى , جأنا من الشمال , ثم أنحنينا ناحية الجنوب الشرقي , لم يمض على انطلاقنا الا 20 ساعة تقريباً مقارنة بكوننا احياءا لهذه المده .
رفع رأسه من جديد وتلاها ارتفاع جسده , لاحظ مدى ميلان الجميع للأستماع اليه ولنتائجه حتى قطعهم سؤال الفتاة... :
-ماهي الجزر التي تبعد عن نقطة انطلاقنا من 17 الى 20 ساعة .
صمت الجميع غير متأكدين , ففي كل الاأحوال نادرا مايسمعون عن جزر لا تمثل محطة وقوف او جزيرة بها حدث يستحق الذكر ..أو لنقل ليسو متأكدين عن فترة مكثوهم في البحر بعد ان سقطو من السفينة , ربما وصلو الى الجزيرة أول منتصف الليل أو ربما آخره ..

قطع عليهم حبل تلك الإستنتاجات صوت ستيف الذي قال بشكل يائس مستبعدا ام خروجه من هذه الجزيرة :
- لست على علم عما تتحدثون , لكن الا تتذكرون ان طفلاً كان معنا ؟
صعقت باولا من كلمته لتلف برأسها من جميع الإتجاهات ,
فقد علمت ان إد بدأ جولته الإستكشافيه دون علمها كالعاده وأختفى من بين تلك الأشجار .
ظهر صوت لويجي سريعاً وقد بدت بنبرة الواثق المستعجل وكانما الواجب يحتم عليه ذلك وهو يشير بإصبعه ناحية الحشائش:
- من هناك , ذهب الى تلك الناحية .
رمى توم بثقله على الأرض بيأس هو الآخر لكنه بدا اكثر تشاؤما -:
- هذا ماكان ينقصنا .

عاشقة تن تن
31-03-2010, 12:01
القصة حلوه مره
والاساوب اروع مشكوريييييييييييييييين
على هذا الابداع
بنتظار التكمله

C.F SWAT
09-04-2010, 23:27
رمى توم بثقله على الأرض بيأس هو الآخر لكنه بدا اكثر تشاؤما -:
- هذا ماكان ينقصنا .

شقت باولا طريقها عبر الشجيرات مسرعة, تجمت الدموع في عينيها شيئا فشيئا, لقد أضعت الصغير, هذا فقط ما دار في تفكيرها, تبعها استيبان وخلفه داني بسرعة مدركان بأنه لو ابتعد الصغير فليس هنالك أمل في إيجاده, تبعهما كايل, فضل القبطان وتوم وستيف البقاء على الشاطيء مع الشابة لورا تحسبا لعودة الصغير بعد انتهاءه من مهمته الإستكشافية, أما لويجي فقد سلك طريقا مختلفا عن البقية وبهدوء تام شق طريقه خلال الحشائش الطويلة التي تصل إلى منتصف صدره تقريبا.
تلمس لويجي طريقه عبر تلك الحشائش رغم إدراكه خطورة الحيوانات التي تستخدم تلك الحشائش كتمويه لها للإنقضاض على فريستها, تقدم رغم ذلك وكأن في الأمر مصلحة شخصية له, كلما تقدم لويجي للأمام كلما قصرت الحشائش شيئا فشيئا حتى انتها منها, بدأ بالسير بين أشجار القيقب والبلوط الضخمة, بدا معجبا بتلك الطبيعة الساحرة, هل يعقل وجود مكان بهذا الجمال لم تطأه قدم بشر قط؟ لربما كان مخطأ؟ لربما وجدوا بعض بني البشر هنا ليساعدوهم.
توالت الأفكار في عقله إلى أن استوقفه منظر أثار دهشته, قرية بنيت بيوتها من الحجر وبدا جليا بأنها من صنع بشر, أخذ بالتجوال في ممرات هذه القرية المهجورة وسط الغابة الموحشة, عدد قليل من المنازل, خمسة أو ستة تقريبا, بئر في وسط القرية, بعض أواني الطهي تركت مهملة على الأرض لربما تركها أصحابها وغادروا مستعجلين لسبب ما, أمسك أحد القدور وتفحصه بتمعن, ثمة أمر خاطئ, لو كانت تلك القرية مهجورة منذ مدة لكان الغبار غطى جميع الأواني الملقاة, ولكن جميع الأواني اتسمت ببريقها الغير اعتيادي, وكأنه قد تم تلميعها قبل سويعات.
قطع حبل أفكاره منظر صعقه تماما, سقط القدر من يده من دون أن يشعر وشهق كمن وقعت عيناه في عيني الشيطان, لقد رآى إدوارد, ملقى على الأرض مضرجا بدماءه.

لا تزال باولا تشق طريقها عبر الشجيرات, لم تستطع السيطرة على مشاعرها, دموعها تنهمر رغما عنها, ماذا ستقول لخالتها التي إئتمنتها على ابنها؟ كيف ستبرر ضياع الصغير من بين يديها؟ كيف ستدافع عن نفسها ضد تلك الإتهامات التي ستوجه إليها؟ وهل يحق لها الدفاع عن نفسها حقا؟ كل ما تعرفه أنها أضاعت الصغير, الصغير الذي على الرغم من الإزعاج الذي يسببه لها إلا أنها أحبته.
أوقف سيل الأسئلة الذي تدفق في عقلها خيال شخص لاح لها من بين الشجيرات, زاد سرعتها ليزيد كل من استيبان وداني وكايل من سرعتهم حتى وصلوا إلى ذاك الشخص.
توقفت باولا عن الحركة اتسعت حدقتا عينيها, بينما فتح كل من استيبان وداني فميهما لا شعوريا مما رأوه, لقد كان ما رأوه هو إدوارد الصغير, واقفا ومحدقا في السماء بطريقة غريبة, شهقت باولا بقوة أثناء تقدمها ناحيته لإحتضانه قائلتا:
- إدوارد أيها المغفل الصغير لقد أخفتني !!
حضنت باولا الصغير بين ذراعيها, وكأنها تحاول حمايته من العالم الخارجي, ابتسم لهذا المنظر كل استيبان وداني, لقد بدأت كأم وجدت ابنها بعد فراق طويل.
قطع هذا المنظر الجميل صوت إدوارد قائلا بهدوء:
- عليكم الرحيل, أنتم تطأون أرضا مقدسة, إرحلوا قبل فوات الأوان, إرحلوا قبل إراقة الدماء.
أفلتت باولا الصغير من بين يديها قائلتا بدهشة:
- عن ماذا تتحدث اد؟
وقبل أن ينطق إدوارد, إنطلق راكضا مبتعدا عنهم متجها إلى حيث الشاطيء, وانطلق كل من باولا واستيبان وداني وكايل خلفه ثانية.

فتح الصغير عينيه بين محدقا في وجه لويجي الذي لعب الخوف في ملامح وجهه الألاعيب, استقام قاعدا مبتعدا بعض الشيء عن لويجي, قال له لويجي بقلق:
- حذار يا صغير, جروحك لم تلتئم بعد.
حدق الصغير في عيني لويجي وارتسمت على وجهه ابتسامة غريبة, قال بصوت فيه بعض الإستهزاء والسخرية:
- هذا هو حالكم, دائما تحبون التدخل فيما لا يعنيكم, تحبون الدخول في مناطق غيركم بحجة الإستكشاف, ولكن ليس هذا المكان, هذا المكان مختلف عن غيره, هنا تنتهي رحلتكم.
اتسعت عينا لويجي مما سمع, ارتفع حاجباه بصورة توحي بالاستغراب, فمه فتح قليلا, فكر قليلا فيما يجب عليه قوله فاكتفى بقول:
- ماذا؟
تلك الإبتسامة الساخرة لم تفارق وجه الصغير, لم يجب على سؤال لويجي بل اكتفى بالجري ناحية الحشائش الطويلة, لحق به لويجي بسرعة قائلا بتذمر :
- طفل مزعج.

بدأت لورا بتجفيف خصلات شعرها الأسود بتملل مقابلة أمواج البحر, لطالما أخبرت صديقها ريتشارد بأنها لا تريد السفر إلى برشلونه للعيش معه ولكنه دائما مصر, وبسببه فهي الآن في جزيرة مهجورة مع قبطان عجوز وستة شبان وفتاة وطفل ضائع.
قاطعها صوت أحدهم قائلا لها ببراءة:
- آنستي هل تعرفين ما هو نوع هذه السحلية؟
وما إن التفتت حتى دوت صرختها في أنحاء الشاطيء, تقدم كل من القبطان وتوم وستيف ناحيتها مسرعين ليجداها ملقاة على الأرض ويداها وضعت على وجهها في وضعية دفاعية, وأمامها الصغير إدوارد ممسكا سحلية بكلتا يديه وعلامات الإستغراب بدت جلية في وجهه.
ابتسم القبطان بعد أن فهم ما جرى, فمن الطبيعي أن تصرخ فتاة بعد أن يضع أحدهم سحلية بالقرب من وجهها, تقدم ناحية الصغير إدوارد واستقر على إحدى ركبتيه ليجعل نفسه في مستوى طول الصغير ووضع إحدى يديه على رأس إد, قال بصوت غلب عليه الحنان الأبوي:
- أين ذهبت يا صغير؟ فقد قلق الجميع عليك كثيرا, وذهبوا للبحث عنك.
قرب إدوارد السحلية من وجه القبطان في محاولة لإفهامه ما جرى, وقال ببراءة:
- لقد استغربت من شكل هذه السحلية فلحقت بها لأمسك بها.
لم تفارق تلك الإبتسامة وجه القبطان العجوز, هم بالحديث ولكن قاطعه صوت كل من باولا واستيبان وداني وهم يصرخون باسم إدوارد, وفي جهة أخرى صوت لويجي يصرخ باسم الصغير إدوارد أيضا, حتى وصل الجميع إلى الشاطيء, لاحظوا إدوارد الذي نظر إليهم باستغراب, تقدموا ناحيته بسرعة, وهمت باولا أن تصرخ به بغضب لولا سؤال لويجي الذي امتزج بنبرته المندهشة:
- ماذا حدث لجراحك يا صغير؟
شهقت باولا وهي تتفقد جسد الصغير بكلتا يديها باحثة عن جراح قائلتا بصوت مخنوق:
- أي .. أي جراح؟!
أجاب لويجي بدهشة:
- ألم أجدك أيها الصغير قبل قليل ملطخا بالدماء, وقلت لي شيئا عن الإستكشاف أو شيء من هذا القبيل؟
بدا الإستغراب في وجه الصغير, وكأن لويجي يتحدث بلغة لم يفهمها.
قاطعت باولا لويجي قائلتا:
- لا يعقل هذا, فنحن من وجده قبل قليل في الغابة وأمرنا بالرحيل إن لم يخب ظني.
قاطعم صوت إدوارد ببراءة:
- لكني لم أكن في الغابة, بل كنت أحاول الإمساك بتلك السحلية خلف هذه الصخرة الضخمة, لم أفارق الشاطيء قط.
جاءت اجابت الصغير كالصفعة للجميع, لم يستطع أي منهم النطق بحرف, إلى أن قال القبطان بقلق واضح:
- ما الذي يجري هنا بحق الله؟




~!!.. يتبع عند أحد المبدعين ..!!~

النظرة الثاقبة
10-04-2010, 10:44
الوصف مبهر هنا خصوصا وصفك لتحركاتهم في الشاطئ كان ممتعا وشيق

حقا مخيف من هو الملطخ بالدماء
أكثر مايعجبني بأسلوبك امتزاجه بين الجدية والفكاهة
::جيد::

لغة التفكير
10-04-2010, 18:25
- لكني لم أكن في الغابة, بل كنت أحاول الإمساك بتلك السحلية خلف هذه الصخرة الضخمة, لم أفارق الشاطيء قط.
جاءت اجابت الصغير كالصفعة للجميع, لم يستطع أي منهم النطق بحرف, إلى أن قال القبطان بقلق واضح:
- ما الذي يجري هنا بحق الله؟
غطت لورا وجهها لتغط في نشيج عميق بعد سقطت على ركبتيها عمداً متمتة بكلمات خائفة لم تتضح منها غير -:
- تباً أين نحن الآن !! أريد العودة الى منزلي .
تقدمت باولا ناحيتها مطبطبة على كتفها مستشعرة أنها تتحمل مسؤلية فتاة قد تكون إحداهما وحيده في حال فقدان الأخرى ..
وبشكل تلقائي التفت الجميع , وكأنهم لُسعوا بماء بارد , ناحية ستيف الذي قذف بعصا خشبيه ناحية صخرة لا رغبة في تحطيمها بل في فش غله الذي كبته طوال تلك الدقائق التي خاضها مع رفاقه على سطح الجزيرة المجهولة صارخا -:
- اللعنة على سفينة غبية جاءت بنا الى هنا .
ظهر صوت توم بنبرته الإستفزازية المعتاد عليها وهو يقذف بحجر صغير لعرض البحر -:
- هل تشتم وسيلة رزقك , لم يحصل هذا لنا الا بسببك .
التفت عليه ستيف بعصبيه كذلك فعل الجميع متمنين ان لايضطرو لفك هذا النزاع قائلا بحدة -:
-إخرس فلست بمزاج جيد لك .
لكن توم رد عليه بنفس الطريقه لكن بأكثر استفزازا -:
- لاتنكر , فلو انك انزلت الأشرعه لما اضطررنا للبقاء خارجاً محاولين فكها , حتى أنك تسببت بسقوط كايل للبحر .
رد عليه الطرف الآخ ولكن هذه المره يحمل عصا التقطها من الأرض قائلا بوجه مكفهر -:
- يبدو انك لم تتعلم الأدب بعد .
ضحك توم بسخريته المعتاده وهو يتراجع ليتم حديثه ومحاولا تضليله من اجل أن يصل للعصا التي خلفه :
- لا للأسف فقد تعلمت الفن وليس الادب .
ومن دون سابق إنذار انقض ستيف وبيده تلك العصا المعوجه والتي مالبثت الا ان اختفت من بين يديه بخفه وكانما الريح اختطفتها .
ومن القفزة على توم ثبت قدميه على الأرض ملتفتاً بإندفاعيه الى جهة الخلف ليرى تلك العصا بيد استيبان الذي بدت علامات الغضب واضحة على محياه الأشبه بماء راكد في عمق ادغال موحشة قائلاً محاولا إمساك اعصابه -:
- عناد الاطفال لن ينفع ,كفا عن هذا وفكرا بحل يخرجنا من هذه المصيبه .

رمى بالعصا جانبا وجلس مستندا على الصخره بجانب داني الذي ظل محدقا في السماء محاولا اكتساب راحة بال قبل التفكير بحل , لكن يبدو ذلك انه لن ينفع

رغم ان استيبان وداني وباولا وكايل لازالا تحت وقع الصدمه من هذا الموقف , كل منهم لايريد التصديق ان ذلك الطفل ليس اداورد نفسه الذي يعرفانه ..
مسحت باولا على شعر اداورد واشارت له بهدوء وبشيء من القلق المميت بأن يجلس بجانبها :
- اجلس إد ولا تحاول التفكير فقط بالإبتعاد عني شبراً واحدا , هل فهمت ؟

أومأ برأسها ايجابا وكأنه احس ان في الامر شيئا غير طبيعي مطوقا ذراعيه حول ركبتيه ببراءة يتخلله خوف .

لكن هذا لا يعتبر شيء أمام الذي رآه لويجي في تلك المنطقه والتي بدا وكانه يسكنها احد ما حتى هذه اللحظة . فكيف لطفل كان ملطخاً بالدماء ويعلو جسده جروحا وكدمات , ويعدها بدقائق يراه على اتم الصحه خصوصا انه تفوه بكلام لا يمكن فهمه ,,

قطع عليهم صوت كايل بنبرته الصبيانيه وهو يرفع اكمام قميصه مستعدا للقيام بشيء ما :
- اليس من المستحسن التحرك من هذا المكان ! لعلنا نجد قرية أو مأوى قبل ان يحل الظلام ..

تحدث القبطان وكان أول المتقدمين قائلا بصرامه ونبرة القائد -:
- نعم معك حق , فلو بقينا هكذا فلن نجد ماسنأكله حتى ..

سار الجميع على درب ضيق داخل الغابة يقطعون به الحشاش الصغيرة والكبيره ,, ذات الأغصان الخشنة والناعمه .
يتقدمهم القبطان فأستيبان ثم كايل وتوم ثم ستيف وبعدهما باولا بجانبها ادوارد و لارا التي بدت وكانها تعاني من ارتجاف لا ينقطع ومن ثم داني ولويجي ..

الجميع في لحظات هلع يشوبه لسعات الخوف ,, المكان مظلم رطب بارد رغم أنه منتصف الظهر ,,
كان الدرب يتلوى ماضياً نحو الغابة أعمق فأعمق ,,

ظهر صوت داني يتسائل وقد عرف إجابت السؤال مسبقا , محاولا قطع خيط الصمت الذي قد يجلب الوسوسة القهرية قائلا -:
- هل لدى أحدكم علما أين تستقر الشمس الآن ؟

وبشكل تلقائي أشار إيد ورولا بذراعيهما ناحية ذلك اللمعان من خلف الأوراق التي اضفت بضوئها رونقا جميلا بأهداب رقيقه مما جعل الجميع يتأملها لحظات وثواني معدودة دون توقف عن السير وقد ترك اثرا طيبا خصوصا بعد ان استطاعو التقاط بعض من زقزقة العصافير المنتشرة على الأغصان .
تابع قائلا بنفس النبرة -: إذن اتجاهنا العام نحو الشرق صحيح ؟.
نظر اليه الجميع مستغربين لكن سرعان ماعرف اصحابه الذين كانو معه اثناء رحلاته بطريقته في تلطيف الجو وأنها ليست الا محض دعابة,
وقالت باولا بعفويتها تصحح له خطأه الذي تعمده , و حتى يضفي امل النجاة وأنهم أهلا بأن يفكرو بطريقة للخلاص من هذه المحنة قائلة -:
- الم تتعلم الإتجاهات رغم رحلاتك المتعدده ؟
تظاهر بعدم الإنتباه قائلا :
- اوه صحيح , يبدو انه التمس الأمر علي قليلا ..
اما من ناحية استيبان الذي رمى عليه ابتسامة مشاكسه مع غمزة لعلمه أنها ليست سوى تمثيليلة لتغيير تلك الأرواح الخائفه .

سار كايل بمحاذاة القبطان حتى تخطاه ببضع خطوات بغية الإستعجال لمعرفة ماوراء تلك الكتلة المتجمعة من الحشائش حتى ظهر على مساحة ترابية تتوسط لعدة شجيرات متفاوتة الطول أمام غرفة مبنية بإتقان وصغيره قد لعب عليها الزمان حتى اختبأ نصفه بين الاشجار المتوسطة الطول ..

ومن دون انذار شق استيبان طريقة مثبتا يده على مقبض الباب ليفتحه بقوة غير آبها بأية احتمالات قد تكون خطرا عليه او على غيره ,,
غرفة فوفضوية لكن تدل على ان استعمالها كان حديثا ,, حاجيات مبعثرة و ديكورات غير متناسقه
حتى صرخ احدهم بهلع من الخارج وقد كان ستيف -: لويجي , اختفى لويجي ..


http://www.gulfup.com/lives/12709237471.jpg (http://www.gulfup.com/inf.htm)

النظرة الثاقبة
10-04-2010, 20:59
جمييييييييييييييييييييييييييييييييييل لوووولي لاأستطيع التعليق

رااائعة أنت 0000000000

ننتظر التكملة بلهف

لغة التفكير
11-04-2010, 11:34
ثاانكس نظوور ^^
ويعطيك العافيه ع المتابعه المستمره

killua_
15-04-2010, 20:44
ومن دون انذار شق استيبان طريقة مثبتا يده على مقبض الباب ليفتحه بقوة غير آبها بأية احتمالات قد تكون خطرا عليه او على غيره ,,
غرفة فوفضوية لكن تدل على ان استعمالها كان حديثا ,, حاجيات مبعثرة و ديكورات غير متناسقه
حتى صرخ احدهم بهلع من الخارج وقد كان ستيف -: لويجي , اختفى لويجي ..

كان الجميع مشدوهٌ ، لحظات لم يصل كلام ستيف إليهم بل غرق خيالهم مع أتربة تلك الغرفة فشكلها كان غريبا إلى حدٍ جعل الرعب يتقمص شيئا منها .
بعد برهبة التفت توم باستنكار وكأنه عاد إلى الواقع متسائلا : ماذا قلت ؟
أعاد ستيف جملته بحده هذه المرة : ذلك الشاب لويجي اختفى.
رد الآخر : ألم يكن معنا قبل لحظات ..
صاح ستيف بانفعال : نعم !! لكنه اختفى الآن ، هل أنت مختل أو أنك غبي لدرجة انك لا تفهم الحروف !
صر توم على أسنانه واندفع بجسده ناحية ستيف ، لكن الكابتن أمسك بكتفه وأرجعه إلى الوراء بقوة متوسطة بعض الشيء قائلا : كفى شجارا !
كان الكل ينظر إلى المشادات الكلامية الاعتيادية بين توم وستيف والتي بالتأكيد اعتدوا عليها ، لكن ربما الانشغال بهما أفضل من الانشغال بشيء آخر .
مسح داني على شعره بشيء من الملل وهو يتمتم قائلا : لا بأس ، سأذهب للبحث عنه بنفسي ! لن يبتعد كثيرا فقد اختفى منذ وقت قصير !
رمش كايل بعينيه وهو ينظر إلى داني باستنكار ، رغم أن ملامحه كانت عادية وهو لم ينبر ينت بشفة إلا أن رفضه لذهاب داني وحيدا كان ظاهرا جدا على محياه .
لوح داني بيديه وهو يبتعد : لن أتأخر ، استيبان عليك بأخي !
صاح استيبان وهو يبتسم ليبث الراحة بقلب داني : لا تقلق هو بأيد آمنة !
وفور إنهاءه لتلك الجملة ، دخل كايل إلى الغرفة وأخذ يترقبها بعينيه ، فتبعه استيبان ثم الكابتن ، بينما بقي كل من ستيف توم ، باولا ،لورا واد الصغير خارجا ، فكما يبدو أن شكل الغرفة لم يعجبهم بتاتا ..
قال الكابتن وهو يتفحص غطاء السرير : رث جدا ، يبدو أن سنوات عديدة أحاطته !
صحح كايل وهو يقلب كتابا صغيرا أسودا ذا غطاء جلدي وقد اصفرت اوراقه ويبدو أنه بلغة نقش غريبة قائلا : ربما أكثر بكثير !
كان استيبان يفتح الأدرج الصغيرة بحذر قائلا : نعم !
من جهة أخرى ، أخذ لويجي يسير بخطوات سريعة وهو يلتفت يمنة ويسرة بانفعال ..
الحشائش تحيط به من كل جانب ، وبدا أن الأشجار وخضرتها قد شوشت عليه مجال رؤيته .
صاح قائلا : اظهر نفسك فورا ، شاهدتك قبل لحظات !!
أخذ يلتفت متوجسا أي ردة فعل من ذلك المجهول الذي ينادي به لويجي ، سمع أخيرا صوت الحشائش تتصادم ببعضها لتصدر خرخشة غريبة من أمامه ثم تنطلق بعيدا إلى الشرق .
فصاح بانفعال : إلى أين ؟
" ما الذي تفعله " قالها داني الذي ظهر من خلف لويجي وينظر له بحيرة ، وكيف لا ولتو كان يصرخ كالمجنون
أشار لويجي إلى الشرق قائلا : هناك طفل صغير ذهب من هذا الاتجاه أنا متأكد !
قوس داني حاجبه الأيمن وردد : طفل صغير !
هب لويجي شرقا بخطوات سريعة وهو يعدل من وضعية حقيبته على ظهره قائلا : ربما يأخذنا إلى حيث المدينة أو القرية أي شيء يكون مأوى لنا !
لحق به داني وهو يقول : لكن هذا سيكون شبه مستحيل !
التفت عليه لويجي رادا : لماذا يكون هذا بحق الله مستحيلا !
تنهد داني وقد وضع كلتا يداه حول خاصرته قائلا : حسنا ! تكثر بيوت العناكب هنا بصورة جنونية حتى انك يمكنك أن تراها بأم عينك من مسافة ليست بقريبة أبدا ، وهذا إن دل يدل أن المكان لم تطأه قدم إنسان ، ولنقل أيضا حيوان منذ سنوات ! .
تقرفص داني بالأرض وهو يتلمس التربة بأنامله قائلا : وتلك التربة ! لا أعلم لا تبدو طبيعية !
لوى لويجي ذقنه متابعا سيره : سأثبت لك بأن هذا المكان ليس مهجورا !!!
لحق به داني وهو يقول : حسنا حسنا ، يبدو أن لا خيار لدي ..
في تلك الأثناء كانت باولا تجلس على الأرض وقد جلس أمامها أد الذي بدا مرهقا بعض الشيء وهو يتابع حركة البقية عند تلك الغرفة الغربية ، كانت تنظر له بخوف وبعض القلق ، تنهدت بضجر ثم رفعت نفسها من على الأرض وهي تقول لاد : هل أنت بخير عزيزي ؟
أومأ اد ايجابا وأخذ يتلفت حوله بشرود وكأنه يبحث عن شيء يمتع ملله ، فلاحظ دلوا أحمر الشكل وضع عند أحد تلك الأشجار على مقربة منهم ، وعندما حلل الأمر بعقله بدا انه ليس بالأمر السيء أن يذهب ويستكشفه قليلا ، وقد استغل انشغال باولا بتهدئة لورا فيبدو أنها فقدت آخر ذرة من الشجاعة وانهارت تماما ، وقف بقدميه الصغيرة وخطا خطوات بسيطة نحو الشجرة راسما ابتسامة بسيطة على طرف فمه ، ولكنه عندما وصل تحركت تلك الأتربة والحشائش الصفراء الميتة وقد علت صرخته وهو يقع في تلك الفوهة التي لم يعلم بوجدها إلا بعد وقوعه ، صرخت باولا بانفعال وهي تلتفت إلى مكان صوته الذي اختفى تدريجيا الى أن انعدم وتهب بجسدها ناحيته ، أطلت من الحفرة التي بدت تجويف ما وبدأت تصرخ وقد كادت حبالها الصوتية أن تنقطع : أد !!!!!!!!!!!!!!!!!!!
أحاطها الكل وهم ينظرون إلى ذلك التجويف الغريب بجدية ، صاح استيبان : اد !!! هل أنت بخير !! هل تسمعني !!!
باولا بدت انها فقدت السيطرة على نفسها : أجبني أرجوك يا أد !!! يا الاهي ، ماذا علينا أن نفعل !! يا الاهي أد !!
قال الكابتن وقد تعرق جبينه بشيء من التوتر : يبدو أنه بني لغرض ما ، فهذا التجويف لم يصنع بنفسه !
أجاب استيبان : يبدو كذلك ، كما انه عميق بعض الشيء !!
صرخت باولا وقد تناثرت دموعها لتضيع في تلك الحفرة : يا الاهي اد !
قال استيبان : حسنا سأنزل له ! لا حل غير ذلك !
صاحت باولا : سأذهب معك !!
رد استيبان بهدوء : عذرا يا آنسة ، لكن الذهاب وحدي سيكون أسهل والوصول الى أد سيكون أسرع !
التفت عليه كايل ببرود ، فقال الكابتن : حسنا سآتي معك !!
ثواني معدودة حتى استعد كل من استيبان والكابتن لنزول هذا التجويف ونزلا فورا وسط أنظار باولا التي بدت تترجاهم بأن يأتوا بأد بأي طريقة !!
راقبهم كايل وهو يطل برأسه إلى الأسفل وهو يختفون في ظلمة ذلك النفق ، لم تمض لحظات حتى انطلق ناحية الغرفة مرة أخرى .!
فصاح به ستيف : إلى أين تذهب يا طفل ! اجلس مكانك فنحن لا حاجة لنا باختفائك أنت أيضا !
قاطعه كايل بجدية : هنالك مدخل آخر لهذا النفق !
التفتت عليه باولا قائلة : مدخل آخر .. !! أين خذني إليه !!!
تبعته باولا وهو يزيح الصندوق الخشبي من الجدار لتظهر فتحة صغيرة فيه ، فأشار لها قائلا : لم تصنع تلك الفتحة عبثا ! ويبدو أنهم متصلين معا ! ذلك المدخل وهذا ! كنت متأكد فأحسست بهواء ساخن يخرج من هنا ، سأعبر منه فجسدي يسمح لي بذلك
مسحت باولا دموعها قائلة بحدة : حسنا ! أستطيع الدخول من هنا أنا أيضا ! سأذهب لأجد أد !!
صاح ستيف معترضا : لا !! ابقيا هنا !! سيعود البقية مع أد وينتهي الأمر !
قاطعه كايل وهو يدس بجسده بالفتحة بحذر قائلا : ابقوا أنتم هنا لحين عودة داني !
دخل بجسده كاملا فتبعته باولا .
المكان ضيق جدا ، رطب ، وكريه الرائحة ، يخيل لك للوهلة الأولى أنها رائحة حديد صدئ ، حركتهم كانت بطيئة لضيق المكان ، حذرة لخوفهم من المجهول ، صوت أقدامهم وهي تزحف وأنفاسهم التي تتعالى وتتنازل كان يخرج كالصدى المكتوم !
وصل كايل أخيرا إلى آخر الفتحة ، فدفع بنفسه خارجها بينما فعلت باولا ذلك أيضا ! ، ثم قام بإشعال النار من الولاعة التي أخرجها من جيبه .بدت الشعلة بسيطة بعض الشيء لكنها أوفت بالغرض .
ثم وقفا مشدوهين لكبر حجم المكان ، فكان يبدو كعالم آخر ، لكن تحت الأرض !
وضعت باولا يدها على فمها وقد ارتجفت أناملها : لا يعقل ! ما هذا المكان !
رفع كايل الشعلة حوله بهدوء قائلا : الأمر ليس واضحا ! لكن أليست تلك زنزانة هناك ! ، وهذه أخرى هنا !
قاطعته باولا : ماذا تقصد !
قال بهدوء : يبدو سجن ما ! لكن تجويفه تحت الأرض !
وقبل أن يكمل كلامه شعروا بنفسٍ حار ينطلق من أمامهم ليطفئ الشعلة ويعم السكون المكان !
فهمست باولا وهي تمسك بكتف كايل : ماذا كان ذلك !
رد عليها كايل بنفس الهمس : لا أعلم !
سمعا معا صوت الزنزانة يفتح ويغلق بقوة ليسقطا معا على الأرض من هول الصدمة !

من جهة أخرى وصل استيبان إلى آخر ذلك النفق وقد كانا ينزلانه بحذر دون استخدام أي حبال أو أي شيء آخر ، فلاحظ استيبان أن نهاية هذا النفق العمودي هنالك نفق أفقي ، فصاح بالكابتن الذي ما زال في عملية النزول قائلا : يبدو أن الأمر معقد بعض الشيء !
وقبل أن يكمل كلامه سمع صوت ضحكات طفل تنطلق من النفق وتختفي فيه ، فصاح : أد ، هل هذا أنت ؟!!!


" يا الاهي " : صاح بها لويجي وهو يضع يداه على رأسه .
توسعت حدقة عين داني وقد بدا انه يحاول الحفاظ على رابطة جأشه قائلا : حسنا ! هذا يفسر الكثير !
ردد لويجي قائلا : يا الاهي ! ما هذا بحق الله !!!
تنهد داني وعض على شفتيه محاولا إبعاد عيناه عن ما يراه الآن ، وهي كومة كبيرة من العظام والجماجم وبعض قطع القماش الرثة تعد بالمئات توسطت في مكان يبدو وكأنه كان قرية ما !
ردد لويجي : ما الذي حدث هنا !
همس داني : يبدو أنه عمل قطاع طرق ، قراصنة أين كان أسمهم ، وقد استمتعوا بما لذ وطاب لهم من مال وكما أرى دم !
أجاب لويجي : وهل قتلوا كل من في هذه الجزيرة !
أشار داني إلى ما تبقى من رماد لخشب مات منذ سنوات قائلا : لا أظن أنهم قتلوهم فقط ! بل ربما أكثر من ذلك .. بكثير !

humen_unity
18-04-2010, 20:51
هايوووو تبدوا الروايه مشوووقه حقا ^^
بس قرأت الجزء الاول وهوكووول ^^
على كلا سأكمل لاحقا
لانو البعوض اكلني ومومخليني اركز بالروايه الله لايوفقه يديني تنفخت بتنفجر من كثر القرصات ><

سلااامو سوات ..لغة التفكير ..كيلوا ...


تمت قراءة الروايه كامله ..خطيره جدا ::جيد::
ملاحظات ...(سوات)
كلما تقدم لويجي للأمام كلما قصرت الحشائش شيئا فشيئا حتى انتها منها >> انتهى
اه اكيد الخطأ على معلمة العربي :نوم::d
(كيلوا)
همس داني : يبدو أنه عمل قطاع طرق ، قراصنة أين كان أسمهم >> اياً

وشي اخر بس مو متأكده ..الاهي ...لطالما رايتها تكتب الهي
ثنكيووووو على الابداع ::جيد::

لغة التفكير
23-04-2010, 15:13
همس داني : يبدو أنه عمل قطاع طرق ، قراصنة أين كان أسمهم ، وقد استمتعوا بما لذ وطاب لهم من مال وكما أرى دم !
أجاب لويجي : وهل قتلوا كل من في هذه الجزيرة !
أشار داني إلى ما تبقى من رماد لخشب مات منذ سنوات قائلا : لا أظن أنهم قتلوهم فقط ! بل ربما أكثر من ذلك .. بكثير !

مال لويجي برقبته سريعاً وعينيه تعكس الف سؤال وسؤال ,,
لكن داني استطرد قائلاً وهو يفرك جبينه بباطن اصابعه مشمئزا يشوبه شيء من الإستنفار من هذا المنظر -:
- أجل ,, فهذه الجزيرة , وهذه الأرض التي تمشي عليها ,
توقف ليأخذ نفساً قبل أن يقول :
- قد تكون مقبرة لاناس شهدوا مالم يشاهده غيرهم .

اتسعت عيني لويجي حتى اتضحت مابها من عروق غير قادرا على التصديق ,,
فهل يعقل أن ماكان يشاهده على شاشة التلفاز , ولطالما سخر من فلمٍ تحت مسمى الرعب , و أنه الآن يعيش الدور فعلاً ,
لكن هذه المره يعلم ان مامن كاميرا تصور ومامن اوراق لحوارات يحفظها ..
حتى ينطلق بعدها لحفلات "كان" مستلماً درعه كأفضل ممثل في الفلم ,,
تراجع للوراء قائلاً بتأتأة :
-هل تعني بأن هذا المكان قـ ..
استدار داني بظهره للخلف منطلقاً وهو يضرب بخفة على كتف لويجي مقاطعاً له -:
- بالضبط .. يجب أن لانفترق وعلينا أن نعود حالا .

وقبل أن يستدير لويجي انحنى برأسه للأرض مذعوراً غير مصدقاً بحكم مايحمله من خيالات واسعة ككاتب روائي طالع المشاهد وعاش الأدوار بأنواعها ,,
ومن قريب لاحظ ورقة صغيرة قد غطتها التربة قليلاً ,
فانحنى ليلتقطها بدوره , نفخ عنها الغبار ليشعر بعدها أن الأرض تدور به مما رآه , ..

تصلب مكانه , دار رأسه , تقلبت عينيه , همس ببحة في صوته محاولا كبح صدمته -:
- الكـ ابـ الكابتن ..
بتلقائيه استدار داني مقطباً الجبين ..
ومما زاد من قلقه الذي هب مسرعاً نحوه بعد أن التقط الصورة من بين يديه ليفحصها من كلا الجانبين ,,
قال بإستغراب :
- مابك !! هل أنت بخير لويجي !! إنها صورة لشجرةِ عاديه .
أعاد لويجي عينيه للصورة كما فعل داني بعده ,,
خطفها من بين يديه مرة أخرى قائلاً بإستياء مصدوماً:
- تباً , مالذي يحصل !!,, للتو رأيته ,, رأيت الكابتن مشنوقاً ! بجسد ممزق .!!!

ازدادت حدقة داني اتساعاً مما سمعه ,,
ليقول بعدها بعد أن سيطر على نفسه مطبطياً على كتف لويجي :
- لاتقلق ,, ربما تتوهم ذلك فحسب .
ازدادت حدة لويجي :
- غير ممكن أن أتوهم مرتين بهذا الشكل , أولاً الصغير إد وثانياً هذه الصورة ..
قطعهم صوت غريب وبدا واضحاً جدا وكأنها صوت لمنشار كهربائي تم تشغيله وإيقافة بسرعة ,,
من دون سابق انذار اتجه الأثنين من خلف تلك الركام الصخرية بسرعة ليتفاجئا بخلو المكان تماماً وكانما لم يكن موجوداً ..


في حين طرنا مع الريح الخفيفة المحملة بأوراق متيبسه كنحور أصدقائنا المنكوبين ,, مارة بأشعة الشمس التي شارفت على الغروب ,, والتي داعبت خصلات لورا المتقوقعة بجانب جدار تلك الغرفة المهجورة من الخارج منهارة القوى تماماً متحملة جدالات ستيف وتوم التي لاتنتهي .
تنحى ستيف عن مكانه بإستياء منطلقاً نحو تلك الحشائش المظلمة قائلا -:
- سأنجو بنفسي ولن أنتظر أحداً ,, سنموت من الجوع والعطش ونحن ننتظر ..
وقف توم بدوره بسرعه مخاطبا ستيف بحدة :-إنتظر , لا يجب أن نفترق ,, سيعودون قريباً .
رد عليه بخشونة بعد ان استادر ناحيته :- أحمق , هل تتوقع انهم ينوون العودة ,, هذا إن كانو أحياءاً يرزقون , و ثمـ .. .
رد عليه بنبرة أشد خشونه مقاطعا اياه :- ايها الجبان , كف عن عبارات الشؤوم تلك والا لقنتك درساً في العمل الجماعي ..
تقدم ستيف بغضب أعمى ناحيته ليتناول دلواً في طريقة ينوي قتال توم به قائلا يغضب :- سنرى من سيلقن الآخر درساً على جرأته .
للتو وقف توم بوضعية القتال متهيئا للدفاع ,, حتى صرخت لورا بإستياء وخوف -:
- كفا عن هذا , توقفا , نحن لسنا بوضع يسمح بتلك الجدالات العقيمة ,,, لنبحث عن حل ارجوكما .
استدار توم كما فعل ستيف الذي كاد أن يتفوه بكلمات لكن لمعان البرق وصوت الرعد جعل من عضلة لسانه تبقى بداخل فمه مكتفين برأوسهم العاليه ناحية السحب المتراكمه وعلامات وجوههم كفيلة بأن تقول :- هذا ماكان ينقصنا ,,
وبحركة تلقائيه استدار كل من توم وستيف ناحية الشمال بوضعية الدفاع ,, بعد ظهور صوت لكائن ما بدا وانه يركض بسرعة هائلة ناحيتهما بأنفاسه المتتاليه ,,
ليتفاجئا بإختفاء لورا وسط الحشائش بذارع كانت تطوقها وتجرها جراً خانقة انفاسها , محدثة طريقاً على الأرض بسبب سحب ارجلها في محاولة للمقاومه حتى اختفت صرختها التي دوت أرجاء الغابه ,, وسط تصلب وذهول ستيف وتوم اللذان بدا انهما عاجزان حتى عن تحريك عضلة من جسديهما قبل ان يهما بالركض ناحية نفس المكان الذي اختفت فيه , في محاولة لتتبع اثارها ع الأرض , ليكتشفا ان الاثر ينتهي بمجرد تعدي ذلك المكان وكأنما الأرض انشقت وابتلعتها ..



سمعا معا صوت الزنزانة يفتح ويغلق بقوة ليسقطا معا على الأرض من هول الصدمة !
همست باولا بحلق يكاد يختنق من الخوف , تتكئ على كفيها من الخلف :
- كايل !! ماهذا الصوت بحق الله !!
استجمع قواه ليقف محاولا إشعال الشعلة مرة أخرى قبل أن يقول بحدة اشبه بالهمس وهو يمد يده ناحيتها :
- لست متأكداً , ناوليني يدك .
ثم استطرد قائلاً في محاولة بأن يوهم نفسه قبل أن يوهمها حتى يتمكن من مزاولة التفكير في ماتوصلا اليه :
- ربما صوت رياح من الخارج مارة بأحد الفتحات في الاعلى ..
اومأت برأسها محاولة التصديق من أجل إد الذي تتمنى حقاً أن يكون بخير ..
تقدم الإثنان بخطوات تكاد لا تلامس الأرض لخفتها وهدوئها ناحية سرداب مظلم ذو رائحة كريهه وجدار مشوه بخطوط غير مفهومه .. تزداد اضاءته مع تقدمهما ..
همست باولا بقلق : هل سنجد إد !!
ظهر صوته بعد أن أخذ تنهيدة طويلة : أتمنى ذلك حقاً ... لاتنسي ان اصدقائنا يبذلون جهدهم هناك ..

ضربات قلبيهما تزداد مع تكتكات ساعةٍ مثبته على معصم كف كايل التي امسكت بالشعلة متمسكين بضوءها
واصوات خطواتهما التي إن تم التدقيق في عددها ,,,, لأتضحت انها أكثر من اربعة اقدام ,,
برهبة توقف كايل بعد ان اوقف باولا معه ,,
كاد قلبيهما يسقط بعد ان سمعا تلك الخطوات التي لم تتوقف الا بعد مرور بضع ثواني من توقفهما عن المشي ,,
اصفر وجه باولا الذي لم يتضح من الظلمة بعد ان خارت قواها لتسقط على ركبتيها ترغب بإستهلاك صوتها بالهمس الذي بدا انه هرب منها ايضاً..
واتسعت حدقة عيني كايل الذي تصلبت ساقاه ,, ليس مما سمعوه فحسب !! بل مما يرونه الآن امامهم ..



تحت النفق,, وفي جو رطب ,, بين جدران صخرية ,,
وقبل أن يكمل كلامه سمع صوت ضحكات طفل تنطلق من النفق وتختفي فيه ، فصاح : أد ، هل هذا أنت ؟!!!
همس الكابتن قائلاً : أعتقد أن الصوت قادم من هذا الإتجاه ,,
رد عليه استيبان مستغرباً : أمر غريب , يخيل إلي انه قادم من هنا ,,!!
انقطعت اصواتهما فجاة بعد أن ظهر صوت ضحكات الطفل مرة اخرى ,, لكن هذه المره تأكدا من الإتجاه الذي انطقا ناحيته حتى قال االكابتن صائحاً : إد !!!!!! هل تسمعني !!
صاح استيبان بدوره ,, : انتظر !! لا أعتقد أنه إد ..
توقف الإثنان حتى قال الكابتن مستغرباً : ماذا تقول !! لا يوجد اطفال غيره هنا ..
قطب جبينه قبل أن يرد ,, -: هل تتوقع أن إد سيلعب لعبة في هذا المكان ,, اليس من المفترض ان نسع صراخاً بدل تلك الضحكات ,!!
اتسعت حدقة عينيه وقبل أن يقول سمعا صوت أنفاس لتوها توقفت عن الركض ن خلف منعطف امامها ..
اتجه اسنيبان بخطوات حذره ليريا مالم يكن بالحسبان ,,
بدل أن يجدا إد ,,
كانت لورا ,, ممزقة الثياب متقوقعة على نفسها ,, انطلق استيبان ناحيتها ليرفع راسها بقلق بعد ان صاح:
لورا !!! كيف جأتي الى هنا !!.. واين كايل والبقية !!!؟
رفعت رأسها بهدوء وتعب ,, بشفاه بيضاء جافة , مشعثة الشعر , بعينين حمراوتين نصف مغلقتين ..

humen_unity
23-04-2010, 17:35
:cool:
بس كل مره توصلي للشيء ..تحمسينا ..!! وبعدين تنتقلي للمشهد الثاني -_-" ههههههههههههه
اربع المواقف كلهم تحمست وبعدين ...ننتقل للمشهد الاخر ...هههههههههه متل رسوم الانمي دايم يعملوا هالحركه ..بس انها كووله تشد الانتباه ::جيد::

ثنكيوووووووووو
بارت روووعه

killua_
31-07-2010, 18:26
اصفر وجه باولا الذي لم يتضح من الظلمة بعد ان خارت قواها لتسقط على ركبتيها ترغب بإستهلاك صوتها بالهمس الذي بدا انه هرب منها ايضاً..
واتسعت حدقة عيني كايل الذي تصلبت ساقاه ,, ليس مما سمعوه فحسب !! بل مما يرونه الآن امامهم ..
تحرك فك كايل بارتعاشه ، بينما عيناه لازالت متصلبة في مكانها ترمق ما أمامه بصدمة أردت بعقله الصغير لثقل حجمها ، أنفاسه توقفت لحظات ، وركبتاه تصارع ثقل جسده ، فبدأت تهتز بطريقة غريبة ، بينما أخذت أنفاس باولا بالتصاعد مع كل ثانية تمر وهي ترى ذلك الجسد أمامها ، وكايل يقف حاجزاً بينها وبينه ، إنها امرأة كما ظنت ، فهيئتها الخارجية دلت على ذلك ، شعرها منكوش بطريقة مرعبة مما أخاف ملامحها كاملة ، ترتدي فستاناً أبيضا يمتد بطولها ، وقد كان ذلك الفستان يومض مع ظلمة المكان وذلك الضوء البسيط ..
تحركت أمام كايل بطريقة غريبة ، بينما تشنج كايل بمكانه ينظر اليها ، تمايلت لتقترب منه أكثر ، لكنه تراجع قليلاً بتوتر ليقع بالقرب من باولا ، التي بدورها صرخت بفزع بالغ ، أخذ الاثنين يتراجعان بدفع جسدهما عن طريق كفيها حتى وقف كايل ورمى أقرب شيء شاهده على ذلك الوحش المجهول كما خيل له ولباولا بكل تأكيد فهذا المعنى الوحيد لهذا الكائن ..
اقتنص الفرصة بتراجع تلك المرأة للخلف قليلاً ، فسحب يد باولا التي كانت شبه مسيرة مع تلك الأحداث إلى عمق السرداب ..


في انحاء أخرى خلف الظلمة وتجاويف السرداب ..قطعهم صوت غريب وبدا واضحاً جدا وكأنها صوت لمنشار كهربائي تم تشغيله وإيقافة بسرعة ,,
من دون سابق انذار اتجه الأثنين من خلف تلك الركام الصخرية بسرعة ليتفاجئا بخلو المكان تماماً وكانما لم يكن موجوداً ..
وضع لويجي يده على رأسه : ما بال هذا المكان ، لا تقل لي أنني تخيلت هذا أيضا ..
أخذ داني يحوم بعينه حول المكان وهو يجيب بتردد : لا أظن .. لقد كان مسموعاً بشكل واضح ..
ردد لويجي بقلق : المكان لا يعجبني أبداً ، علينا أن نرحل من هنا فوراً ..
لا زال داني يحرك عينيه حول المكان مترقباً أي حركة ثم قال متصنعاً ابتسامة : أنا معك ، لكن علينا أن نعود الى حيث البقية ، أظن وجودنا معاً كمجموعة أفضل تحسباً لوقوع شيء ..
وقبل أن يعطي لويجي موافقة أو رفض سمع صوت ذلك المنشار الكهربائي مرة أخرى ، لكن هذه المرة الصوت أقرب بكثير ، التفتا معاً خلفهما ، فتوسعت حدقة عينهم بصدمة بالغة وكأن الخيال أصبح أمراً مادياً يدرك ..

من جهة أخرى كانت لورا ,, ممزقة الثياب متقوقعة على نفسها ,, انطلق استيبان ناحيتها ليرفع راسها بقلق بعد ان صاح:
لورا !!! كيف جأتي الى هنا !!.. واين كايل والبقية !!!؟
رفعت رأسها بهدوء وتعب ,, بشفاه بيضاء جافة , مشعثة الشعر , بعينين حمراوتين نصف مغلقتين ..
قالت بصوت أشبه بالهمس : يجب أن نخرج من هذا المكان ...
صاح استيبان مخففاً عنها : اهدئي وأخبرينا ماذا حدث..
أجابت بنفس الجملة لكنها لم تكد تكملها ، حتى سحبت بالطريقة نفسها الى داخل تجويف النفق المجهول ، وتردد صدى صرخاتها داخله أمام أنظار كل من استيبان والكابتن ، الذين كانت الصدمة أشبه برصاصة قاتلة أودت بصحوة عقلهم ..

humen_unity
31-07-2010, 18:40
ووووو..
مخيف ...ههه حسيت بقشعريره هع هع

يسلمووو على البارت ^_^