killua_
16-02-2010, 21:11
بدون مقدمات كالعادة أحبتي ..
لكم قصتي ~
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1080941&stc=1&d=1266353490
اخذ ينظر إلى انعكاس صورته البائسة في تلك المرآة الممتلئة ببخار الماء الدافئ الذي ملأ الحمام بجزيئاته الرطبة ..
كان يلف جسده بمنشفة بيضاء بينما شعره الأشقر المبتل انساب بحركة جذابة على عينيه الزرقاوات .. لديه بنية معتدلة لشاب في السادسة عشر من عمره .. وملامح حادة تلفت الأنظار بشكل ملحوظ .. فم صغير وذقن مرسوم بطريقة رائعة .. وجنتان ممتلئتان بلون الحمرة الذي يختلط بانسيابية مع لون بشرته البيضاء .. لطالما قيل له انه صورة طبق الأصل من والدته ..
وضع كف يده ببطء على حافة المرآة بينما دقق النظر في عينيه ، كانت حزينة، ذابلة ، وكأن الحياة انتزعت منها بالقوة .. فأضحت ميتة بلا ألوان ولا طعم ونشوة ليوم جديد ..
اقترب من المرآة أكثر ، وأخذ ينظر إلى نفسه مرة أخرى بذات النظرة الحزينة ، اليائسة ..
قال بصوت أجش : لم أعد استطيع أن أرى اللون الأخضر فأسعد لقدومه .. ولا الأحمر لأبكي على رحيله .. ولا الأصفر لأرحب بإطلالته .. كل شيء قد أصبح أسودا .. مظلما .. حزينا ..
صوت أنثوي ناعم انطلق خلف باب الحمام بقلق : ريكي عزيزي هل أنت بخير ..
أخذ شهيقا عميقا تبعه بزفير مثله واصطنع منهج المرح في قوله : نعم ، نعم ، أنا بخير .. سأخرج حالا ..
تنهد بضيق وهو ينظر إلى نفسه للمرة الثالثة قائلا بهمس : يوم جديد ريكي ، حظا موفقا لك .. رغم أن الحظ يمقتك بشدة ..
ارتدى ملابسه بسرعة ، وحرك شعره بشغب فوق رأسه ثم ابتسم ابتسامة باردة صفراء وهو يخرج من الحمام ..
استقبلته في الخارج امرأة تبدو في الأربعين من عمرها ، جميلة وأنيقة في زيها ، وتظهر عليها ملامح الحب والرقة ..
قالت له بعدما وضعت يدها على كتفه : هل أنت بخير عزيزي ؟
ابتسم بطلاقة قائلا : نعم ، لا تقلقي يا خالتي .. أنا بخير ..
حركت يدها بحنان من على كتفه واضعة إياها على خده الأيمن : الحمد لله .. هل تريد أن أخذك إلى المدرسة عزيزي ؟
ابتعد وهو يمسك بحقيبته ويضعها خلف ظهره قائلا بعفوية مع ابتسامة عذبة : لا .. أفضل الذهاب سيرا ، فالجو جميل اليوم ..
ابتسمت بعطف بينما اخفت تلك الدمعة الأسيرة في عينيها قائلة : كما تحب بني .. كن حذرا ..
رد عليها وهو يغلق الباب خلفه : حاضر ..
أخذ ينظر إلى حذائه الرياضي الأبيض بينما يسير في أزقة حيه ذاهبا إلى وجهته المعروفة ..
قال بضيق : اللون الأبيض لم يعد ابيضا بعد اليوم .. فقد اختار ان يذهب الى عالم آخر مع مثله من الألوان .. لم يبقى سوى اللون الأسود .. الأسود فقط .. يا له من لون كئيب ..
رفع رأسه وهو يرجع تلك الخصل المتناثرة على وجهه ، بينما توقفت قدماه دون وعي عند حديقة صغيرة توسطتها أرجوحة ومجموعة ألعاب للأطفال .. أخذ يحدق بأم تضم طفلها الصغير بعدما انزلق في حضنها ، ثم قبلته على وجنته وداعبت شعره بكل رقة ..
اجتاح هذا المشهد خياله وجعله يتساءل بفضول ، هل كانت والدته تفعل ذلك له أيضا .. اراد بشدة أن يسألها لكنه بالتأكيد لن يستطيع ..
ازاح عينيه بقوة نحو جهة اليسار ليزيل تلك الأفكار السوداء من مخيلته .. ليلفت بصره منظر تلك الفتاة الصغيرة التي كانت جالسة لوحدها تلعب في بركة من الطين دون أن يراقبها أحد أو يلعب معها ..
اقترب منها قليلا بدافع الفضول .. فرأى تلك الابتسامة الخلابة التي اعتلت وجهها الطفولي البريء .. كانت ذات بشرة بيضاء توردت بلون الأرجوان بسبب برودة الجو ، ووجه كروي جميل ذات وجنتان ممتلئتان و عينان واسعتان بلون العشب الندي .. وفوق رأسها امتد ذلك الشعر الطويل الفحمي ليظهرها بشكل أميرة رائعة الجمال ..
لم يستطع أن يبعد نظره عنها لسبب ما ، فبدا له رؤيتها وهي تلهو وتلعب ممتعا جدا ، وهذا نادر لشخص مثل رك ..
جلس على الرصيف بالقرب منها وهو يراقبها ، فانتبهت لوجوده ..
اقتربت منه وهي تنظر الى وجهه بتركيز ، بينما هو بادلها بحيرة واستغراب ..
قالت أخيرا : لماذا أنت حزين ؟
رفع حاجبه بتعجب قائلا باستنكار : أنا لست حزين !
قالت محتجة وهي تشير الى رأسها بسبابتها : بلا ، بلا ، أنا يمكنني قراءة أفكارك ..
ابتسم بلطف قائلا : وكيف يمكنك أن تفعلي ذلك ..
وضعت يدها اليمنى حول خاصرتها وقالت بتكبر : بالسحر طبعا ..
ضحك دون أن يشعر قائلا : جميل !
راقبته وهو يضحك بتعجب ثم اقتربت من وجهه مرة اخرى مما جعله يعود الى وضع الحيرة قائلا : ماذا الآن ..
ردت عليه بثقة : لا شيء ، لم أتوقع أن تضحك .. لكن يبدو أن صحبتي جميلة
ابتسم قائلا : لا استطيع أن أنكر ذلك .. لكن لما لا أرى من هو بصحبتك ؟
جلست على الأرض وهي تمسك الطين مرة اخرى وتشكل منه كور وأشكال : لم أفهم ماذا تقصد ..
قال مبتسما وهو يجلس بالقرب منها : أين أمك أو أباك .؟
أجابته بطلاقة: أمي وأبي ماتا في حادث سيارة منذ فترة ..
صمت قليلا لصدمته من ردها التلقائي ، ثم قال : أنا آسف لذلك ..
التفتت له قائلة بتساؤل : لماذا أنت آسف ..
دفع برأسه على التربة ليستلقي بكامل جسده على الأرض قائلا : لأن الأمر صعب .. أعني أن تفقد من تحب .. فأنا أعيشه الآن ، ولا يعجبني أبدا
توقفت عن اللعب بالطين ملتفتة اتجاه : ماذا تقصد أن تفقد من تحب ؟
ابتسم ورفع جسده قائلا : عندما يرحل شخص أو يموت فهو لن يعود للحياة مرة أخرى ..
قالت بغضب وإلحاح طفولي جميل : أعلم ! لكن هذا لا يعني أنك فقدت من تحب .. فأمي وأبي لازالا في قلبي ولن أنساهما ما حييت ، ولن يمر يوم دون أن أتذكرهما وأدعو لهما .. هذا يعني أني لم افقدهما ..
تفاجأ من ردة فعلها وكلماتها العفوية الجميلة " صحيح عندما يموت من تحب ، هذا لا يعني انك ستفقده الى الأبد بل ان صورته ستظل محفورة في قلبك ، صوته سيظل مسموعا في اذنك ، وخياله سيظل مرسوما في عقلك .. ذكراه الطيبة لن تفارغ خيالك .. سيكون موجودا دائما تدعو له وتحبه ولن تكف عن حبه "
ابتسم قائلا : أنتِ ِ ذكية جدا
قالت بتكبر وهي ترفع خصل شعرها عن عينها وتلطخ وجهه بالطين قائلة : وهل قلت شيئا جديدا
لكم قصتي ~
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1080941&stc=1&d=1266353490
اخذ ينظر إلى انعكاس صورته البائسة في تلك المرآة الممتلئة ببخار الماء الدافئ الذي ملأ الحمام بجزيئاته الرطبة ..
كان يلف جسده بمنشفة بيضاء بينما شعره الأشقر المبتل انساب بحركة جذابة على عينيه الزرقاوات .. لديه بنية معتدلة لشاب في السادسة عشر من عمره .. وملامح حادة تلفت الأنظار بشكل ملحوظ .. فم صغير وذقن مرسوم بطريقة رائعة .. وجنتان ممتلئتان بلون الحمرة الذي يختلط بانسيابية مع لون بشرته البيضاء .. لطالما قيل له انه صورة طبق الأصل من والدته ..
وضع كف يده ببطء على حافة المرآة بينما دقق النظر في عينيه ، كانت حزينة، ذابلة ، وكأن الحياة انتزعت منها بالقوة .. فأضحت ميتة بلا ألوان ولا طعم ونشوة ليوم جديد ..
اقترب من المرآة أكثر ، وأخذ ينظر إلى نفسه مرة أخرى بذات النظرة الحزينة ، اليائسة ..
قال بصوت أجش : لم أعد استطيع أن أرى اللون الأخضر فأسعد لقدومه .. ولا الأحمر لأبكي على رحيله .. ولا الأصفر لأرحب بإطلالته .. كل شيء قد أصبح أسودا .. مظلما .. حزينا ..
صوت أنثوي ناعم انطلق خلف باب الحمام بقلق : ريكي عزيزي هل أنت بخير ..
أخذ شهيقا عميقا تبعه بزفير مثله واصطنع منهج المرح في قوله : نعم ، نعم ، أنا بخير .. سأخرج حالا ..
تنهد بضيق وهو ينظر إلى نفسه للمرة الثالثة قائلا بهمس : يوم جديد ريكي ، حظا موفقا لك .. رغم أن الحظ يمقتك بشدة ..
ارتدى ملابسه بسرعة ، وحرك شعره بشغب فوق رأسه ثم ابتسم ابتسامة باردة صفراء وهو يخرج من الحمام ..
استقبلته في الخارج امرأة تبدو في الأربعين من عمرها ، جميلة وأنيقة في زيها ، وتظهر عليها ملامح الحب والرقة ..
قالت له بعدما وضعت يدها على كتفه : هل أنت بخير عزيزي ؟
ابتسم بطلاقة قائلا : نعم ، لا تقلقي يا خالتي .. أنا بخير ..
حركت يدها بحنان من على كتفه واضعة إياها على خده الأيمن : الحمد لله .. هل تريد أن أخذك إلى المدرسة عزيزي ؟
ابتعد وهو يمسك بحقيبته ويضعها خلف ظهره قائلا بعفوية مع ابتسامة عذبة : لا .. أفضل الذهاب سيرا ، فالجو جميل اليوم ..
ابتسمت بعطف بينما اخفت تلك الدمعة الأسيرة في عينيها قائلة : كما تحب بني .. كن حذرا ..
رد عليها وهو يغلق الباب خلفه : حاضر ..
أخذ ينظر إلى حذائه الرياضي الأبيض بينما يسير في أزقة حيه ذاهبا إلى وجهته المعروفة ..
قال بضيق : اللون الأبيض لم يعد ابيضا بعد اليوم .. فقد اختار ان يذهب الى عالم آخر مع مثله من الألوان .. لم يبقى سوى اللون الأسود .. الأسود فقط .. يا له من لون كئيب ..
رفع رأسه وهو يرجع تلك الخصل المتناثرة على وجهه ، بينما توقفت قدماه دون وعي عند حديقة صغيرة توسطتها أرجوحة ومجموعة ألعاب للأطفال .. أخذ يحدق بأم تضم طفلها الصغير بعدما انزلق في حضنها ، ثم قبلته على وجنته وداعبت شعره بكل رقة ..
اجتاح هذا المشهد خياله وجعله يتساءل بفضول ، هل كانت والدته تفعل ذلك له أيضا .. اراد بشدة أن يسألها لكنه بالتأكيد لن يستطيع ..
ازاح عينيه بقوة نحو جهة اليسار ليزيل تلك الأفكار السوداء من مخيلته .. ليلفت بصره منظر تلك الفتاة الصغيرة التي كانت جالسة لوحدها تلعب في بركة من الطين دون أن يراقبها أحد أو يلعب معها ..
اقترب منها قليلا بدافع الفضول .. فرأى تلك الابتسامة الخلابة التي اعتلت وجهها الطفولي البريء .. كانت ذات بشرة بيضاء توردت بلون الأرجوان بسبب برودة الجو ، ووجه كروي جميل ذات وجنتان ممتلئتان و عينان واسعتان بلون العشب الندي .. وفوق رأسها امتد ذلك الشعر الطويل الفحمي ليظهرها بشكل أميرة رائعة الجمال ..
لم يستطع أن يبعد نظره عنها لسبب ما ، فبدا له رؤيتها وهي تلهو وتلعب ممتعا جدا ، وهذا نادر لشخص مثل رك ..
جلس على الرصيف بالقرب منها وهو يراقبها ، فانتبهت لوجوده ..
اقتربت منه وهي تنظر الى وجهه بتركيز ، بينما هو بادلها بحيرة واستغراب ..
قالت أخيرا : لماذا أنت حزين ؟
رفع حاجبه بتعجب قائلا باستنكار : أنا لست حزين !
قالت محتجة وهي تشير الى رأسها بسبابتها : بلا ، بلا ، أنا يمكنني قراءة أفكارك ..
ابتسم بلطف قائلا : وكيف يمكنك أن تفعلي ذلك ..
وضعت يدها اليمنى حول خاصرتها وقالت بتكبر : بالسحر طبعا ..
ضحك دون أن يشعر قائلا : جميل !
راقبته وهو يضحك بتعجب ثم اقتربت من وجهه مرة اخرى مما جعله يعود الى وضع الحيرة قائلا : ماذا الآن ..
ردت عليه بثقة : لا شيء ، لم أتوقع أن تضحك .. لكن يبدو أن صحبتي جميلة
ابتسم قائلا : لا استطيع أن أنكر ذلك .. لكن لما لا أرى من هو بصحبتك ؟
جلست على الأرض وهي تمسك الطين مرة اخرى وتشكل منه كور وأشكال : لم أفهم ماذا تقصد ..
قال مبتسما وهو يجلس بالقرب منها : أين أمك أو أباك .؟
أجابته بطلاقة: أمي وأبي ماتا في حادث سيارة منذ فترة ..
صمت قليلا لصدمته من ردها التلقائي ، ثم قال : أنا آسف لذلك ..
التفتت له قائلة بتساؤل : لماذا أنت آسف ..
دفع برأسه على التربة ليستلقي بكامل جسده على الأرض قائلا : لأن الأمر صعب .. أعني أن تفقد من تحب .. فأنا أعيشه الآن ، ولا يعجبني أبدا
توقفت عن اللعب بالطين ملتفتة اتجاه : ماذا تقصد أن تفقد من تحب ؟
ابتسم ورفع جسده قائلا : عندما يرحل شخص أو يموت فهو لن يعود للحياة مرة أخرى ..
قالت بغضب وإلحاح طفولي جميل : أعلم ! لكن هذا لا يعني أنك فقدت من تحب .. فأمي وأبي لازالا في قلبي ولن أنساهما ما حييت ، ولن يمر يوم دون أن أتذكرهما وأدعو لهما .. هذا يعني أني لم افقدهما ..
تفاجأ من ردة فعلها وكلماتها العفوية الجميلة " صحيح عندما يموت من تحب ، هذا لا يعني انك ستفقده الى الأبد بل ان صورته ستظل محفورة في قلبك ، صوته سيظل مسموعا في اذنك ، وخياله سيظل مرسوما في عقلك .. ذكراه الطيبة لن تفارغ خيالك .. سيكون موجودا دائما تدعو له وتحبه ولن تكف عن حبه "
ابتسم قائلا : أنتِ ِ ذكية جدا
قالت بتكبر وهي ترفع خصل شعرها عن عينها وتلطخ وجهه بالطين قائلة : وهل قلت شيئا جديدا