king word
10-02-2010, 06:48
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
لكل انسان طموح يسعى إليه و حلم يريد تحقيقه , يفعل المستحيل لمواصلة المسير و يجتاز الصعاب للوصول له
لكن ماذا بعد ذلك ؟؟
بعد تحقيق مرادك , ماذا ستفعل في متسع عمرك المتبقي ؟؟
سألت نفسي هذا السؤال و لم أعرف الاجابة
لن أطيل عليكم بل سأترككم مع قصتي القصيرة
(( لسعة فراشة ))
التقنية , الأرقام , الأعمال التجارية , الاستثمار , و تطوير العقار
كلماتٌ طغت على تلك المدينة المتطورة , اختفت كل اللغات و سادت لغة الآلة , كان ذلك الرجل البالغ من العمر الخامسة و الثلاثين من عمره جالساً خلف مكتبه الكبير يقلّب أوراق شركته و يحصد الأرباح الطائلة التي جناها طيلة حياته , شعر بالإرهاق فأمسك بجبهته و أرجع كرسيه المتحرك للوراء قليلاً و أدراه إلى الخلف ليقبل على ذلك الجدار الزجاجي المطل على أغلب أرجاء تلك المدينة الرقمية , وقف ثم سار حتى اقترب من الزجاج و انعكست صورته عليه , قال بكبرياء و غطرسة : ثلاثون ساعة و تكون المدينة و أهلها لي بالكامل , سأشتريها بأموالي التي استغرقت عمري في استثمارها , صدق من قال (( من يملك المال , يملك العالم )) .
ثم عاد ليرتب تلك الأوراق المبعثرة حتى فرغ منها , بعد ذلك استعد للخروج من مكتبه , فُتح ذلك الباب الآلي و سار بضع خطوات ليسير بجانبه أربعة رجال ضخام الجثث عراض المناكب لحمايته و إظهار هيبته أمام الناظرين .
ظل يسير و من حوله رجاله إلى أن وصل لباب شركته و نزل من على درجاته الرخامية البيضاء التي كانت كالألواح العريضة , استوقفه جلوس طفلة في وسط الدرج ترسم رسوماً طفولية بسيطة لأزهار و فراشات تطير حول بحيرة صغيرة , لم يحرك ساكناً بل وقف ينظر إليها بغرابة , أمسك أحد رجاله بمعصم الفتاة و رفعها منه في الهواء , كانت تصرخ بألم : يدي ستكسر , دعني أرجوك .
أفلتها بشكل جعلها تسقط , ثم صرخ بغضب عليها : انصرفي من هنا , درج هذه الشركة ليس للعب .
حاولت الفتاة الوقوف و هي تبكي بصمت ثم نظرت حولها لتجد أقلام رسمها قد كُسرت بعنف و دون شفقة مرمية أمامها , صرخ الرجل الثاني : هيا ! انقلعي ! ماذا تنتظرين .
جعل ذلك من بكاءها مسموع من الجميع , كلما حاول أحدهم الحديث معها زاد من بكاءها و صراخها إلى أن رفع أحدهم يده ليضربها لكن رئيسه رفع كفه آمراً إياه بالتوقف , قال للطفلة باستعلاء : كم ثمن أقلامك ؟
ردت عليه بصوتها الغاضب الباكي : لن تستطيع دفع ثمنها الباهظ .
أُصيب بصدمة , (( ما الذي لا أقدر على دفع ثمنه ؟ ألا تعرفني هذه الصغيرة ؟ أنا من سيملك محل الأقلام و صاحبه )) ترددت تلك الجملة في عقله , لكنه في نفس الوقت شعر بالفضول اتجاهها , قال لحراسه : انصرفوا , هناك ما سأقوم به وحدي .
لم يناقشه أحدهم بل إنهم تراجعوا ثم استداروا ليدخلوا إلى شركته , رمق الطفلة بنظرة تدعو إلى الحيرة , دنى لمستواها ثم قال : أين بيتك ؟ سآخذك إليه .
مسحت دموعها و أوقفت بكاءها ثم مد يده ليمسك بيدها و يسير بها إلى منزلها , سارا قرابة الخمسين متر ثم توقفت الصغيرة فجأة , استغرب فسألها : هل ظللت الطريق ؟ هيا لنكمل ! .
أجابته : قال لي والدي بألا أسير مع الغرباء .
ماذا أيضاً ؟ , هل أنا غريب , أين هذه الصغيرة من العالم الذي يكاد يعرفني بأسره و هي تجهل بشخصيتي المشهورة , نظر حوله فوجد كرسي لجلوس المارة , كان طويلاً قليلاً عليها فقام بحملها و إجلاسها عليه ثم جلس هو الآخر بجانبها ليريح نفسه بينما كانت تحرك ساقيها المتدلية , قام بسؤالها : كل ذلك بسبب تكسير أقلامك ؟ هل هي من ماركة عالمية أم ماذا ؟ على كل حال سأشتري لك .....
قاطعته صارخة : قلت لن تستطيع , لن تفهم أبداً قيمتها لدي , لا تحاول إرجاعها لي , شكرا لك .
قال بفضول : لماذا ؟ فقط انطقي بعدد الأصفار و سيكون ثمنها في يدك .
سكتت لدقيقة ثم قالت بصوت يحمل فحواه معاني الهم و الحزن : أنا في الصف الأول و هذه الأقلام هدية من أول صديقة لي , تستطيع شراء مئات الأقلام , و قد تستطيع إرغام صديقتي على إهدائي مرات عدة , لكنك لن تقدر على شراء تلك اللحظة التي شعرت فيها بالسعادة عندما قبلت هديتها .
شعر بشيء في صدره , لم يكن يعاني من مرض أو ما شابه لكن هذا الشعور لم يسبق له الإحساس به , زاد من اتساع ربطة عنقه , لكن الشعور ملازم له , طلب منها الانتظار دقيقة ريثما يعود , ذهب و عاد و في يده كيس من الحلوى و بعض المثلجات , فرحت عندما رأته و بحركة عفوية أخذت المثلجات و الكيس و بدأت الأكل , أنهت المثلجات و شرعت بفك أكياس الحلوى و الأكل منها ملطخة فمها و أغلب وجهها , ظل ينظر إليها ببسمة ارتسمت على شفتيه يقول لنفسه : لا أعرف لمَ أبتسم ؟ ليست ابنتي و لماذا أنا معها حتى الآن ؟ أتمنى أن تصفح عني لأني أكره أن يحقد علي أحدهم مهما كانت الأسباب , إنها تأكل بينما أنا ........
قاطع أفكاره كونها مدت يدها ببعض الحلوى له , نظر إليها باستغراب لكنها أجابت على نظراته : طعم الحلوى يزداد حلاوة و لذة عندما يتمتع بها شخص آخر معك ( مدت يدها أكثر ) : تفضل , خذ .
لم يخيب ظنها به , أخذ الحلوى و أكل منها و لازالت الأسئلة في رأسه تكثر حول هذه الفتاة , ماذا تعني من كل هذا ؟ , و بعد الانتهاء قالت بحماس و سعادة : شكراً أيها السيد الغريب , بإمكاني الذهاب بمفردي .
رفض بقوله : بل سأرافقك .
أمسك بيدها و مشي حتى وصل معها إلى بيت صغير مكوّن من طابقين , ترك يدها دلالة على انتهاء الغاية من الإمساك بها , سألته : ما اسمك ؟ سأحكي لوالديّ عنك على العشاء .
رد بجفاف : لا حاجة لذلك , سوف تنسينني مع الأيام .
قالت بحماس : لا بأس سأزورك في شركتك إلم تمانع .
رد بنفس النبرة : أنا كثير السفر , لن أتواجد كثيراً هنا .
سألته بشغف : لماذا كل هذا التشاؤم ؟؟
أجابها : هذه طبيعة البشر , لن تفهمي لصغر سنك .
قالت له بثقة وثبات عاليين : انتظر لحظة .
دخلت إلى بيتها و خرجت منه و في يدها أصيص صغير به زهرة , أعطته إياه و ابتسمت له قائلة : هذا تعبير عن شكري لك اليوم , فقدت شيءً مهماً لكني كسبت إنساناً رائعاً , لقد اهتممت بهذه الزهرة قرابة الشهر ابتغاء إعطائها لشخص يستحقها و لقد وجدته أمامي الآن , ضعها في مكان تنظر إليه دائماً و سوف تتذكر هذا اليوم و لن تنساه طيلة حياتك .
ابتسم و قال بسخرية : و كيف ستتذكرين هذا اليوم ؟
ضحكت بمرح و قالت : صدقني , طعم الحلوى و المثلجات لن يُنسيا , ألذ حلوى أكلتها كانت معك ( و بحزن ) : و الآن , وداعاً .
ثم سارت إلى منزلها و دخلته بصمت , أمسك بالأصيص و عاد إلى شركته ليضعه شخصياً على مكتبه و حذّر من المساس به , و في اليوم التالي رن هاتف مكتبه ثم رد ليقول الطرف الآخر : الموعد بعد يومين في الصباح , هل أنت جاهر ؟
رد عليه : آسف , لقد عدلت عن فكرة شراء المدينة و العالم , هناك الأهم , شكرا لك . ( و أقفل الخط )
رفع نظره إلى الزهرة التي أخذها منها بالأمس , ظل يحدث نفسه قائلاً : قد تستطيع شراء العالم , لكن لن تقدر على شراء شعور أي شخصٍ فيه , المال ليس كل شيء بل هناك ما يجب القيام به دون الاستعانة به , لقد تعلمت منها الكثير , طفلة في السابعة فسّرت لي سر فساد العالم , العالم الملوث الذي كنت سأقع ضحية شرائه , هذه الزهرة ستذبل لكني أشعر بأن شعوري اتجاهها لن ينسى .
ابتسم بعد أن رأى فراشة تحط على الزهرة فأكمل حديثه : لا أعرف حقيقة ما شعرت به في صدري لحظة قولها لي بأني لن أقدر على شراء مشاعرها , أنه أشبه بوخز مئة إبرة , لا بل لدغ عشرات الأفاعي , لأكون صادقاً , أشد من ذلك , انه اللسع , و ماذا يمكن أن يكون أقوى من ............... (( لسعة فراشة ))
أتمنى أن تكون قد حازت على اعجابكم
كتبتها لإيصال مجموعة من الافكار , لا أود ذكرها لأني أتمنى أن تكون قد رسخت في أذهانكم
في ردك القادم لك حرية إبداء رأيك سواء كان نقداً أو تعليق أو ما شابه
لكن ما أريده أن يكون صادقاً لا أكثر , و لك الخيار النهاية
تحياتي الغالية لكم أحبتي و أعزائي
الكاتب
king word
بسم الله الرحمن الرحيم
لكل انسان طموح يسعى إليه و حلم يريد تحقيقه , يفعل المستحيل لمواصلة المسير و يجتاز الصعاب للوصول له
لكن ماذا بعد ذلك ؟؟
بعد تحقيق مرادك , ماذا ستفعل في متسع عمرك المتبقي ؟؟
سألت نفسي هذا السؤال و لم أعرف الاجابة
لن أطيل عليكم بل سأترككم مع قصتي القصيرة
(( لسعة فراشة ))
التقنية , الأرقام , الأعمال التجارية , الاستثمار , و تطوير العقار
كلماتٌ طغت على تلك المدينة المتطورة , اختفت كل اللغات و سادت لغة الآلة , كان ذلك الرجل البالغ من العمر الخامسة و الثلاثين من عمره جالساً خلف مكتبه الكبير يقلّب أوراق شركته و يحصد الأرباح الطائلة التي جناها طيلة حياته , شعر بالإرهاق فأمسك بجبهته و أرجع كرسيه المتحرك للوراء قليلاً و أدراه إلى الخلف ليقبل على ذلك الجدار الزجاجي المطل على أغلب أرجاء تلك المدينة الرقمية , وقف ثم سار حتى اقترب من الزجاج و انعكست صورته عليه , قال بكبرياء و غطرسة : ثلاثون ساعة و تكون المدينة و أهلها لي بالكامل , سأشتريها بأموالي التي استغرقت عمري في استثمارها , صدق من قال (( من يملك المال , يملك العالم )) .
ثم عاد ليرتب تلك الأوراق المبعثرة حتى فرغ منها , بعد ذلك استعد للخروج من مكتبه , فُتح ذلك الباب الآلي و سار بضع خطوات ليسير بجانبه أربعة رجال ضخام الجثث عراض المناكب لحمايته و إظهار هيبته أمام الناظرين .
ظل يسير و من حوله رجاله إلى أن وصل لباب شركته و نزل من على درجاته الرخامية البيضاء التي كانت كالألواح العريضة , استوقفه جلوس طفلة في وسط الدرج ترسم رسوماً طفولية بسيطة لأزهار و فراشات تطير حول بحيرة صغيرة , لم يحرك ساكناً بل وقف ينظر إليها بغرابة , أمسك أحد رجاله بمعصم الفتاة و رفعها منه في الهواء , كانت تصرخ بألم : يدي ستكسر , دعني أرجوك .
أفلتها بشكل جعلها تسقط , ثم صرخ بغضب عليها : انصرفي من هنا , درج هذه الشركة ليس للعب .
حاولت الفتاة الوقوف و هي تبكي بصمت ثم نظرت حولها لتجد أقلام رسمها قد كُسرت بعنف و دون شفقة مرمية أمامها , صرخ الرجل الثاني : هيا ! انقلعي ! ماذا تنتظرين .
جعل ذلك من بكاءها مسموع من الجميع , كلما حاول أحدهم الحديث معها زاد من بكاءها و صراخها إلى أن رفع أحدهم يده ليضربها لكن رئيسه رفع كفه آمراً إياه بالتوقف , قال للطفلة باستعلاء : كم ثمن أقلامك ؟
ردت عليه بصوتها الغاضب الباكي : لن تستطيع دفع ثمنها الباهظ .
أُصيب بصدمة , (( ما الذي لا أقدر على دفع ثمنه ؟ ألا تعرفني هذه الصغيرة ؟ أنا من سيملك محل الأقلام و صاحبه )) ترددت تلك الجملة في عقله , لكنه في نفس الوقت شعر بالفضول اتجاهها , قال لحراسه : انصرفوا , هناك ما سأقوم به وحدي .
لم يناقشه أحدهم بل إنهم تراجعوا ثم استداروا ليدخلوا إلى شركته , رمق الطفلة بنظرة تدعو إلى الحيرة , دنى لمستواها ثم قال : أين بيتك ؟ سآخذك إليه .
مسحت دموعها و أوقفت بكاءها ثم مد يده ليمسك بيدها و يسير بها إلى منزلها , سارا قرابة الخمسين متر ثم توقفت الصغيرة فجأة , استغرب فسألها : هل ظللت الطريق ؟ هيا لنكمل ! .
أجابته : قال لي والدي بألا أسير مع الغرباء .
ماذا أيضاً ؟ , هل أنا غريب , أين هذه الصغيرة من العالم الذي يكاد يعرفني بأسره و هي تجهل بشخصيتي المشهورة , نظر حوله فوجد كرسي لجلوس المارة , كان طويلاً قليلاً عليها فقام بحملها و إجلاسها عليه ثم جلس هو الآخر بجانبها ليريح نفسه بينما كانت تحرك ساقيها المتدلية , قام بسؤالها : كل ذلك بسبب تكسير أقلامك ؟ هل هي من ماركة عالمية أم ماذا ؟ على كل حال سأشتري لك .....
قاطعته صارخة : قلت لن تستطيع , لن تفهم أبداً قيمتها لدي , لا تحاول إرجاعها لي , شكرا لك .
قال بفضول : لماذا ؟ فقط انطقي بعدد الأصفار و سيكون ثمنها في يدك .
سكتت لدقيقة ثم قالت بصوت يحمل فحواه معاني الهم و الحزن : أنا في الصف الأول و هذه الأقلام هدية من أول صديقة لي , تستطيع شراء مئات الأقلام , و قد تستطيع إرغام صديقتي على إهدائي مرات عدة , لكنك لن تقدر على شراء تلك اللحظة التي شعرت فيها بالسعادة عندما قبلت هديتها .
شعر بشيء في صدره , لم يكن يعاني من مرض أو ما شابه لكن هذا الشعور لم يسبق له الإحساس به , زاد من اتساع ربطة عنقه , لكن الشعور ملازم له , طلب منها الانتظار دقيقة ريثما يعود , ذهب و عاد و في يده كيس من الحلوى و بعض المثلجات , فرحت عندما رأته و بحركة عفوية أخذت المثلجات و الكيس و بدأت الأكل , أنهت المثلجات و شرعت بفك أكياس الحلوى و الأكل منها ملطخة فمها و أغلب وجهها , ظل ينظر إليها ببسمة ارتسمت على شفتيه يقول لنفسه : لا أعرف لمَ أبتسم ؟ ليست ابنتي و لماذا أنا معها حتى الآن ؟ أتمنى أن تصفح عني لأني أكره أن يحقد علي أحدهم مهما كانت الأسباب , إنها تأكل بينما أنا ........
قاطع أفكاره كونها مدت يدها ببعض الحلوى له , نظر إليها باستغراب لكنها أجابت على نظراته : طعم الحلوى يزداد حلاوة و لذة عندما يتمتع بها شخص آخر معك ( مدت يدها أكثر ) : تفضل , خذ .
لم يخيب ظنها به , أخذ الحلوى و أكل منها و لازالت الأسئلة في رأسه تكثر حول هذه الفتاة , ماذا تعني من كل هذا ؟ , و بعد الانتهاء قالت بحماس و سعادة : شكراً أيها السيد الغريب , بإمكاني الذهاب بمفردي .
رفض بقوله : بل سأرافقك .
أمسك بيدها و مشي حتى وصل معها إلى بيت صغير مكوّن من طابقين , ترك يدها دلالة على انتهاء الغاية من الإمساك بها , سألته : ما اسمك ؟ سأحكي لوالديّ عنك على العشاء .
رد بجفاف : لا حاجة لذلك , سوف تنسينني مع الأيام .
قالت بحماس : لا بأس سأزورك في شركتك إلم تمانع .
رد بنفس النبرة : أنا كثير السفر , لن أتواجد كثيراً هنا .
سألته بشغف : لماذا كل هذا التشاؤم ؟؟
أجابها : هذه طبيعة البشر , لن تفهمي لصغر سنك .
قالت له بثقة وثبات عاليين : انتظر لحظة .
دخلت إلى بيتها و خرجت منه و في يدها أصيص صغير به زهرة , أعطته إياه و ابتسمت له قائلة : هذا تعبير عن شكري لك اليوم , فقدت شيءً مهماً لكني كسبت إنساناً رائعاً , لقد اهتممت بهذه الزهرة قرابة الشهر ابتغاء إعطائها لشخص يستحقها و لقد وجدته أمامي الآن , ضعها في مكان تنظر إليه دائماً و سوف تتذكر هذا اليوم و لن تنساه طيلة حياتك .
ابتسم و قال بسخرية : و كيف ستتذكرين هذا اليوم ؟
ضحكت بمرح و قالت : صدقني , طعم الحلوى و المثلجات لن يُنسيا , ألذ حلوى أكلتها كانت معك ( و بحزن ) : و الآن , وداعاً .
ثم سارت إلى منزلها و دخلته بصمت , أمسك بالأصيص و عاد إلى شركته ليضعه شخصياً على مكتبه و حذّر من المساس به , و في اليوم التالي رن هاتف مكتبه ثم رد ليقول الطرف الآخر : الموعد بعد يومين في الصباح , هل أنت جاهر ؟
رد عليه : آسف , لقد عدلت عن فكرة شراء المدينة و العالم , هناك الأهم , شكرا لك . ( و أقفل الخط )
رفع نظره إلى الزهرة التي أخذها منها بالأمس , ظل يحدث نفسه قائلاً : قد تستطيع شراء العالم , لكن لن تقدر على شراء شعور أي شخصٍ فيه , المال ليس كل شيء بل هناك ما يجب القيام به دون الاستعانة به , لقد تعلمت منها الكثير , طفلة في السابعة فسّرت لي سر فساد العالم , العالم الملوث الذي كنت سأقع ضحية شرائه , هذه الزهرة ستذبل لكني أشعر بأن شعوري اتجاهها لن ينسى .
ابتسم بعد أن رأى فراشة تحط على الزهرة فأكمل حديثه : لا أعرف حقيقة ما شعرت به في صدري لحظة قولها لي بأني لن أقدر على شراء مشاعرها , أنه أشبه بوخز مئة إبرة , لا بل لدغ عشرات الأفاعي , لأكون صادقاً , أشد من ذلك , انه اللسع , و ماذا يمكن أن يكون أقوى من ............... (( لسعة فراشة ))
أتمنى أن تكون قد حازت على اعجابكم
كتبتها لإيصال مجموعة من الافكار , لا أود ذكرها لأني أتمنى أن تكون قد رسخت في أذهانكم
في ردك القادم لك حرية إبداء رأيك سواء كان نقداً أو تعليق أو ما شابه
لكن ما أريده أن يكون صادقاً لا أكثر , و لك الخيار النهاية
تحياتي الغالية لكم أحبتي و أعزائي
الكاتب
king word