PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : الأعور الدجال / مواجهة المحرفين الجدد بفصاحة المعصوم وإيمان الصحابة ...(الرد الخامس )



عبد الحكيم1
28-01-2010, 10:52
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ....... وبعد :

فهذا الرد الخامس من هذه السلسلة ... ومن أراد المقدمة والردود الأخرى فهي على هذا الرابط :


http://www.mexat.com/vb/showthread.php?t=674340


وقراءة المقدمة مهمة جداً بالنسبة لي .




أما الآن فمع بداية الرد الجديد :



ظهرت كثير من العلامات الصغرى للساعة ، وأصبح الناس يترقبون ظهور العلامات الكبرى ، بل ظن بعضهم أن إحدى العلامات الكبرى قد ظهرت ! مؤولين معنى هذه العلامة ، ومحرفين لجميع النصوص الواردة في هذه العلامة ، طاعنين في فصاحة المخبر بها - عليه الصلاة والسلام –

وفي هذا الرد سأبين كيفية مواجهة هؤلاء وأمثالهم من المؤولين بذكر بعض القواعد التي يجب علينا أن نرسخها في أذهان أبنائنا وخصوصاً في هذا الزمن المنفتح ، المليء بالشبهات التي تتكاثر مواقعها ، وتنشر أفكارها بين المنتديات ، مع ضعف واضح في تربيتنا لأبنائنا على هذه القواعد .

وقولي بأن تربيتنا ضعيفة لأبنائنا على هذه القواعد ليس إدعاءً أو مبالغة ، بل هذا هو الواقع ، حتى أنني تفاجأت عندما رأيت بعض المعلمين متأثرين بمثل هذه التأويلات !

وهم يعلمون معنى هذه القواعد ، ولكنها غائبة عنهم لضعف التربية عليها ، وعدم ترسيخها في أذهانهم ، فبمجرد عرضها عليهم يتذكروها ويطرحوا هذه التأويلات جانباً .

في شهر الحج الماضي جلستُ في مجلس ، عرض فيه أحد الحاضرين بعض هذه التأويلات من باب صدق النبي عليه الصلاة والسلام وإخباره بما سيكون ، فعارضته بهذه القواعد فتراجع مباشرة ، وكأني ذكرته بأمر هو يعتقده ولكنه غاب عنه !

وهذه القواعد لا تختص بهذه العلامة فقط ، بل هي قواعد عامة في كل أمر أخبر به الله عز وجل أو رسوله عليه الصلاة و السلام .

إذا رسخنا هذه القواعد في أذهان أبنائنا فإننا سنأمن عليهم من أن يفتتنوا بمثل هذه الشبهات ... فكل الشبهات ستصطدم بهذه القواعد وتنهار قواها قبل أن تدخل في عقول أبنائنا .

والحقيقة أن ما يسمونه تأويلاً ليس هو كذلك ، بل هو تحريف وحقيقته استدراك على الله ورسوله ، وأنهما لم يبينا للخلق تمام البيان ... ولكنني استخدمتُ هذا اللفظ لأنه هو الغالب وهو اللفظ الذي يُروِّج به المحرفين شبهاتهم .


ومن القواعد :

1- أن النبي عليه الصلاة والسلام أفصح العرب ، ولا يعجز عن أن يفصح عن مراده بكلام بين واضح للأمة بحيث لا تضل بعده إن تمسكت به ... ومن تأول بالباطل من غير حق وعلم فهذا اتهام للنبي عليه الصلاة والسلام بأنه لم يبين للأمة طريق النجاة .

2- أن النبي عليه الصلاة والسلام إذا أخبر بأمر سيقع ، فإنه يقع كما أخبر عليه الصلاة والسلام ... والخبر يحتمل الصدق و الكذب ، فمن حرف الخبر بالباطل من غير حق وعلم فهذا فيه تكذيب للنبي عليه الصلاة والسلام ، إضافة إلى الطعن في فصاحته عليه الصلاة والسلام .

فمثلاً من قال عن الدبابة أنها الخيل أو قال أن كلام الفخذ المقصود به الجوال أو صحح حديث حمار الدجال ثم قال أن المقصود هو الطائرة .... فكل هذا تكذيب للنبي عليه الصلاة والسلام وطعن في فصاحته عليه السلام ويترتب عليه تضليله للأمة – وحاشاه عليه الصلاة والسلام من كل هذا - .

3- النبي عليه الصلاة بلغ الرسالة على أكمل وجه ، وما من خير إلا دل الأمة عليه ، وما من شر إلا حذر الأمة منه ، فنصح وأرشد وحذر بأوضح عبارة وأبلغ بيان .... فمن تأول الدجال – مثلاً – وقال أنه حضارة أو أمة ، فهذا فيه تكذيب للنبي عليه الصلاة والسلام وخبره ، وطعن في فصاحته عليه السلام ، إضافة إلى أنه لم ينصح لأمته تمام النصح ، بل ضللها في أعظم فتنة ستمر بها .

فيخبرهم أنه سيخرج رجل أعور ... فيتفاجأ الناس بأنه ليس رجل .... إن لم يكن هذا كذباً وتضليلاً فلا ندري ماذا يكون ..... وحاشا النبي عليه الصلاة والسلام من أن يضلل الأمة ، وهو الناصح لها المشفق عليها ... فهو أنصح الخلق للخلق صلوات ربي وسلامه عليه .




لعلكم تلاحظون أن هذه القواعد يرتبط بعضها ببعض .




لنا لقاء بمشيئة الله .




.


http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1089837&stc=1&d=1267306747

إيتاشي ~»
28-01-2010, 12:20
شكراً ع الموضوع

إيتاشي ~»
28-01-2010, 12:23
ويا حظي

اول واحد يرد عليك

عبد الحكيم1
30-01-2010, 14:54
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أهلاً بك ومرحباً أخي الكريم ......... وحضورك تشريف لي .... فجزاك الله خيراً .

وهذا من أهم المواضيع التي كتبتها هنا في هذا المنتدى .... فهو لا يختص بتأويل ( الدجال ) فقط ، وإنما يشمل أمور أخرى في العقيدة .


أسأل الله لي ولك التوفيق و السداد .



ــــــــــــــ



تابع :


في المنتديات نواجه بعض هؤلاء المؤولين ، ومن وجهة نظري أنه من الخطأ مناقشة المؤول في ألفاظه ابتداءً ، بل لا بد من عرض التأويل على هذه القواعد أولاً ، ثم بعد هذا نبين الخطأ الذي وقع فيه ... وهذا لترسيخ هذه القواعد في ذهن القارئ وتذكيره بها ، لأن المؤول لا يتجرأ أن يعلن مخالفته لهذه القواعد ، فتضعف حجته أمامها ... ولو تجرأ وأعلن المخالفة فإنه سيسقط أمام القراء ويُترك تأويله لأن تأويله إنبنى على طعن صريح ومعلن في بلاغ النبي عليه الصلاة و السلام . والمسلمون جميعهم يعظمون النبي عليه الصلاة والسلام ، ويعظمون كلامه فإن رأوا من يطعن فيه فإنهم سيطرحون قوله .


أما إن ابتدأنا نقاشه في ألفاظه أولاً دون التعرض لهذه القواعد فأرى أن هذا خطأ ، وعلينا ملاحظة أن ما يقوم به هؤلاء هو تحريف و ليس تأويل .... وأقول أنه خطأ لما يلي :


- 1أننا نكون قد أقررنا بفكرة التأويل كمبدأ ... وهذا يجر إلى جواز تأويل أمور أخرى من العقيدة ... وهناك أعضاء وزوار نشأوا على التأويل ودرسوه في جامعاتهم .


فلا بد أن نبين أن هذا ليس تأويلاً وإنما هو في الحقيقة تحريف ... فإذا لم نعرض هذه القواعد فإننا سنفوت فرصة تنبيه وهداية أولئك الذين درسوا التأويل .


2- أننا سنتتبع كل لفظ يقوم بتأويله ... وهو سيرد على كل رد .... وسيوقع في قلب بعض القراء شبهات ، وقد حدث هذا ! .


3- أننا سنصقل له أو لغيره تأويله ، فهو وإن رأينا أنه لم يستطع الرد ... إلا أنه سيبحث عن مخرج ربما يظهره في موقع آخر .... فنكون قد أعطيناه احترازات !


4- أننا سنزيد عدد المؤولين لأننا لم نجتث التأويل من أساسه ... بل أعطينا مساحة للعقل أن يفكر ويجتهد فيما لا مجال للعقل فيه .


5- ربما لا يكمل أحد القراء قراءة المناقشة ... فيترك الموضوع وتبقى فكرة التأويل في ذهنه .

لذلك لا بد من ذكر تلك القواعد ومحاصرة المؤول بها في بداية النقاش .


لذا أرى أنه علينا تشييد قاعدة وركيزة هامة يصطدم بها كل مؤول أينما ذهب !


بعد اجتثاث فكرة التأويل ... وترسيخ تعظيم كلام النبي عليه الصلاة والسلام ، وأنه بلغ البلاغ المبين في ذهن القارئ وخصوصاً من نشأ على التأويل ... أو من استمرأ التأويل تتبين الألفاظ على ظاهرها ... ولن يقبل القارئ العاقل أي تأويل .


ولا نستطيع اجتثاث هذه الفكرة ( التأويل ) إلا بعد مناقشة المؤول ومعرفة رأيه في النبي عليه الصلاة والسلام هل بلغ ونصح الأمة ... أم أنه أخفى وألغز بعض الأمور أم جهل حقيقتها ؟!



وفي كل لفظ نعيده للأساس وهو : هل النبي عليه الصلاة والسلام أخفى هذا المعنى أو أنه لم يستطع أن يفصح ؟ ... ونحو هذا من الأسئلة .


فإن أجاب بما فيه طعن في النبي عليه الصلاة و السلام وبلاغه ، فإن المسلمون ينفرون ممن كان هذا حاله .





لنا لقاء بمشيئة الله .


ــــــــــــــــــــ

اللقاء القادم سيكون بمشيئة الله بعد انتهاء الاختبارات .



.

SAJ
30-01-2010, 15:32
مشكور جدا على التوضيح واستمرا وفي انتظار جديدك

بارك الله فيك

عبد الحكيم1
09-02-2010, 23:42
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بارك الله فيك أخي الفاضل وجزاك الله خيراً .



ــــــ

تابع :


أغلب من ينقل مثل هذه التأويلات بل ربما المؤول نفسه ، لا يقصد الطعن في النبي عليه الصلاة والسلام ولا الطعن في الصحابة رضي الله عنهم ولكن لأن عقله لم يتقبل الخبر أو لم يتحمل تصديق وقوع الخبر على حقيقته لجأ إلى التأويل ليقنع نفسه بصحة الخبر ، ولكن علينا نحن أن نبين له أن هذا يؤدي إلى الطعن ، حتى يترك نشر مثل هذه المواضيع .


تحت غطاء إظهار الإعجاز العلمي في الحديث الشريف ، وإظهار صدق النبي عليه الصلاة والسلام ، وأنه أخبر بأمور لم تكن في عصره ، انتشرت مثل هذه التأويلات وتقبلها البعض من باب صدق نبوة النبي عليه الصلاة والسلام وتعظيمه والإيمان به ! .


قبل سنوات قد قرأت تأويلاً لحديث نبوي ، ولم أكن أعلم أن هذا التأويل سينتشر ويتقبله الناس على أنه أمر معقول ! والحديث هو :

عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تكلم السباع الإنس وحتى تكلم الرجل عذبة سوطه وشراك نعله ويخبره فخذه بما أحدث أهله بعده " . رواه الترمذي


يقول المؤول كنت أفكر وأتعجب كيف تخبر فخذ الرجل الرجل بما أحدث أهله بعده !! ، ولكن عندما جاءت تقنية الجوال ورأيت الناس يضعون الجوال في جيوبهم ، قرب أفخاذهم ، ويُخبرون بما يحدث لأهليهم . زال عجبي فقد تحققت هذه العلامة !

سبحان الله ! أنا أتساءل فقط ... الذي أخبر الرجل الآن بما حدث هل هو الفخذ ... أم أنه إنسان آخر ؟ وربما يكون من أهله !

وهل النبي عليه الصلاة والسلام أفصح العرب عيي لهذه الدرجة ، بحيث يعجز أن يصف الجوال ؟! فيقول أن الفخذ تخبر الرجل ، وهو يقصد أن الذي يخبره إنسان آخر ، فهل النبي عليه الصلاة والسلام عجز أن يفصح عن مقصده ، وعجز أن يبين عما في نفسه ؟ !

إن لم يكن هذا طعن في فصاحة النبي عليه الصلاة والسلام ، فلا أدري ماذا أسميه .

طبعاً المؤول لا يقصد الطعن أبداً ، ولكنه عجز أن يتصور حدوث هذا الأمر فأخذ يتعسف لتأويله ، قاصداً بهذا إظهار معجزة للنبي عليه الصلاة والسلام قد تحققت .

والعجب أن من يسير على هذا النهج عندما تسأله لماذا لم يبين النبي عليه الصلاة والسلام الأمر على صورته ، يلجأ إلى أمر خطير جداً وهو الطعن في الصحابة رضي الله عنهم و في قوة إيمانهم !

فيقول مثلاً : أن الصحابة رضي الله عنهم ربما لا تتحمل عقولهم تصديق مثل هذا الأمر ، أن يتكلم رجل في المدينة مع رجل آخر في مكة من دون أن يراه . فربما يؤدي هذا الأمر إلى شكهم في صدق النبي عليه الصلاة والسلام ويتركون الدين .

سبحان الله ! الصحابة رضي الله عنهم آمنوا وصدقوا في أمور أعظم من هذا ... صدقوا بأن القبر الضيق يأتي فيه ملكان يسألان العبد .... وصدقوا بشجرة في الجحيم لا تحترق تكون طعام الكفار . وغير هذا من الأمور العظيمة .

ثم يأتي رجل ويقول : لو أن النبي عليه السلام أخبرهم أنه سيأتي زمن يتكلم فيه الرجل من المدينة مع من في مكة .. فإن إيمانهم ربما يتزعزع !!



لماذا لم ينصرف ذهن هذا المؤول إلى أنه ربما يتطور الطب فيكتشف أن في الفخذ خصيصة تتعلق بالبيت ، أو بالأهل على وجه الخصوص ... تسترجع ما حدث لأهله خلال غيابه .

لماذا لم يقل هذا المؤول أن هذا ربما يكون في زمن عيسى عليه السلام ... وتتحقق على يديه معجزات ، وكرامات للمؤمنين !


لأن عقله لم يتحمل وقوع هذا الخبر على حقيقته أخذ يطعن في عقول الصحابة وإيمانهم !

وهذا يدل على ضعف إيمانه وضعف عقله .... فكيف يأتي لخبر النبي الصادق ، ثم يتوقف في تصديق وقوعه ؟!


أخبرنا النبي عليه الصلاة و السلام بأمر نقول : آمنا وصدقنا ... لانشك و لانتوقف ولانتردد في التصديق .


لنا لقاء بمشيئة الله .



.

~Masked~
11-02-2010, 00:12
مشكور على الموضوع

عبد الحكيم1
11-02-2010, 12:48
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك أخي الفاضل ، وجزاك خيراً على التشريف و التعقيب .


أسأل الله لي ولك ولوالدينا المغفرة و الفوز برضاه .

ــــــــــــــــــ

تابع :

في حديث مصالحة الروم ثم قتالهم قال بعض المحرفين : أن المقصود بالخيل هو الدبابة ! وفي حديث إخبار الفخذ الرجل بما أحدث أهله بعده ، قالوا أن المقصود هو الجوال كما سبق ! وفي الحديث الذي ذكر حمار الدجال ، قال بعض من صحح الحديث أن المقصود هو الطائرة .

ولعلي هنا أخص الأمر الأخير بالذكر ، بقاعدة مهمة مبيناً فيها خطورة مثل هذا التحريف ، وهذه القاعدة يمكن تطبيقها على بقية الأمور الأخرى ، وعلى أي تأويل باطل .

فكلامي هذا وإن كان عن حمار الدجال ( على افتراض صحة الحديث ، وهو لايصح ) ... إلا أنه قاعدة عامة لكل خبر غيبي يحاول البعض تأويله خلاف ظاهره فأقول :

إما أن النبي عليه الصلاة والسلام يعلم حقيقة حمار الدجال ..... وإما لا ؟

فإن كان لا يعلمها .. فهذا قدح في النبوة ... إذ تكلم في أمر غيبي وهو لا يعلم حقيقة الأمر ...... فهذا الاحتمال باطل لقدحه في النبوة ... ويترتب عليه تجهيل النبي عليه الصلاة و السلام .

وإن كان يعلمها فهو : إما أنه يعجز عن وصف دقيق لهذه الحقيقة ..... وإما أنه قادر على الوصف !

فإن كان يعجز عن الوصف ... فهذا قدح في بلاغته وفصاحته عليه الصلاة والسلام ..... فهذا الاحتمال ظاهر البطلان ولا يقول به أحد .

وإن كان قادراً على الوصف ... فهو إما أنه أظهر هذه الحقيقة .... وإما أنه أخفاها !

فإن كان أظهرها فالحمد لله .... فقد بين حمار الدجال وذكر صفته .

أما إن كان أخفاها .... فهذا ضد النصح والتبليغ المأمور هو به ... وخصوصاً أنه كان في مقام التحذير لأمته والنصح لها ، فلماذا لم يصف لهم مركبة الدجال ... ولماذا استعمل لفظ ( حمار ) بدلاً من أن يصف هذه المركبة وصفاً دقيقاً ؟!

إن غاية ما يستند عليه القائلين بمثل هذه التأويلات .... في مثل هذه المسائل هو ما فحواه : أن عقول الناس في ذاك العصر لا تستوعب مثل هذه الآلات العلمية الحديثة ! فيُخشى أنهم إذا سمعوا بوصفها لا يؤمنون ... وربما بعضهم يكفر !!

وهذا في الحقيقة طعن في إيمان الصحابة رضي الله عنهم ... وأن إيمانهم كان هشاً ضعيفاً ... و يتملكني العجب من قول هؤلاء :

فإذا كان الناس في ذاك العصر صدقوا عندما أخبرهم بالمعراج ... وهو في ليلة واحدة ... هل من المعقول أن يتشككوا ويتزعزع إيمانهم إذا أخبرهم بقطعة حديدة تطير بين السماء والأرض ؟!!

إذا كان الناس في ذاك العصر صدقوا عندما أخبرهم بمخلوق له ستمئة جناح سد مابين الخافقين ... فهل من المعقول أن يتزعزع إيمانهم إذا أخبرهم بقطعة حديدة تطير بين السماء والأرض ؟!!

إذا كان الناس في ذاك العصر آمنوا وصدقوا عندما أخبرهم أن هذه الأجساد بعد أن تبلى وتتحلل ، تُعاد كما كانت ... فهل من المعقول أن يتزعزع إيمانهم إذا أخبرهم بقطعة حديدة تطير بين السماء والأرض ؟ !

وغير هذا كثير ! مما يدل على أن الناس في ذاك العصر آمنوا بما هو أعظم من الأمور التي يزعم هؤلاء أن النبي عليه الصلاة والسلام أخفاها عنهم خوفاً عليهم من عدم الإيمان ... أو تشككهم .

ففي ذاك العصر كان إيمانهم يرجع لقوة إيمانهم بقدرة الله على خلق ما يشاء وفعل ما يريد ... فإذا أخبرهم النبي عليه الصلاة والسلام بحمار له هذه الصفات .... فهم يصدقون بهذا ، لعلمهم بقدرة الله عز وجل على خلق مثل هذا المخلوق ... ولا يتشككون ولا يتزعزع إيمانهم .

وكذلك لو أخبرهم بقطعة حديدة تطير بين السماء والأرض ... فإنهم سيصدقون بهذا ، لأن مرجعهم هو الإيمان بقدرة الله على إيجاد مثل هذا الأمر ....... وخصوصاً أنهم متيقنين من صدق المخبر الذي لم يجربوا عليه كذباً .

وفي حقيقة الأمر أن أولئك كان إيمانهم بمثل هذه الأمور أقوى وأصدق من إيمان هؤلاء ، فلو أخبرهم النبي عليه الصلاة والسلام بقطعة حديدة بين السماء والأرض .. لقالوا : آمنا وصدقنا .... أما هؤلاء فأتاهم الخبر الذي صححوه ، عن الصادق المصدوق ، بأن حمار الدجال صفته كذا وكذا ، فأخذوا يتشككون ويتعجبون ويتأولون !



هذه القاعدة وإن كنت أوردتها في هذا الحديث الذي لا يصح ، إلا أنها قاعدة مهمة فهي تشمل باب الأسماء و الصفات ، وأمور مابعد الموت ... وغيرها من الأمور التي استطال عليها المحرفين .




لنا لقاء بمشئية الله .




.

عبد الحكيم1
12-02-2010, 19:35
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


تابع :


نحن نؤمن بأن النبي عليه الصلاة و السلام إذا أخبر بأمر فإنه يقع كما أخبر .... لا نشك و نتردد في تصديق وقوع هذا الخبر على حقيقته .


والحديث الذي ذُكر فيه ( حمار الدجال ) غير صحيح ... ولكن لو صح فعلينا الإيمان بوقوع الخبر على حقيقته ... ولا نحرفه ونقول أن المقصود به ( الطائرة ) إذ يترتب على هذا أمر خطير جداً سأذكره في اللقاء القادم بمشيئة الله .


نحن لا نقول أن ( الدجال ) إذا خرج لن يستعمل الطائرة ... بل نقول : أن ( الدجال ) إذا خرج فإنه سيستعمل الوسائل المتوفرة التي ستكون في العصر الذي سيخرج فيه ... سواءً كانت طائرة أم غيرها ... وقد يعطيه الله وسيلة لا تكون مع غيره .



ولكن نقول : من صحح الحديث الذي فيه ( حمار الدجال ) فعليه أن يؤمن بأن ( الدجال ) سيخرج بمثل هذا الحمار وهذه المواصفات .



أما أن يصحح الحديث وهو يعلم صدق النبي عليه الصلاة و السلام ، ويؤمن بقدرة الله ، ثم يتشكك في الخبر فهذا يدل على ضعف الإيمان والتصديق .


فلو قلنا له : هل تؤمن بقدرة الله على خلق مثل هذا الحمار ؟ .... سيقول : نعم أُومن بهذا .


فنقول له : إذاً ما لذي يمنعك من الإيمان بوقوع هذا الخبر ( الذي صححته ) على حقيقته ؟ ....... ولن نجد منه جواباً .



أما إن قال : لا ، لا أًومن بقدرة الله على خلق مثل هذا ........ فهذا لا كلام لنا معه لجحده وعناده .



يقول ابن كثير رحمه الله عن سليمان عليه السلام : ( وذلك أنه كان له بساط من خشب، يوضع عليه كل ما يحتاج إليه من أمور المملكة، والخيل والجمال والخيام والجند، ثم يأمر الريح أن تحمله فتدخل تحته، ثم تحمله فترفعه وتسير به، وتظله الطير من الحر، إلى حيث يشاء من الأرض، فينزل وتوضع آلاته وخشبه )



وفي قصص الأنبياء يقول : ( كان له بساط مركب من أخشاب بحيث يسع جميع ما يحتاج إليه من الدور المبنية والقصور والخيام والأمتعة ............ إلخ ) وصفاً مطابق للطائرة !



وقد ذكر الطبري رحمه الله نحوه ....... وأورد خبراً عن ابن عباس رضي الله عنهما مقارب له .


فهذا وصف مقارب للطائرة في هذا العصر ، ومع هذا فالعقول استوعبته ... وتخيلته وفكرت فيه ، قبل ظهور الثورة الصناعية هذه . التي يزعم البعض أن عقول الصحابة رضي الله عنهم لا تستوعبها !



لنا لقاء بمشئية الله .







.

عبد الحكيم1
13-02-2010, 14:26
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


تابع :

انتبهوا الآن لنقطة مهمة جداً ، وخطيرة جداً جداً ، يغفل عنها كثير ممن ينقل مثل هذه التأويلات ، أو من يتكلف مثل هذه التأويلات !

وعلى من يدرس التأويل الفاسد في الجامعات ... أن ينتبه لهذه النقطة فهي خطيرة جداً .


النبي عليه الصلاة و السلام يخاطب الصحابة رضي الله عنهم فيقول لهم : الخيل ، وهو لا يقصد الخيل ، ولكن الصحابة يفهمون منه الخيل ، بينما هو يعلم حقيقة الأمر ولكنه يخشى من أن إيمانهم يتزعزع.


ويقول لهم : الفخذ تخبر الرجل .... وهو يقصد أن إنسان آخر يخبر الرجل ... ولكنه خشي على إيمان الصحابة ، فخاطبهم بما هم مؤمنين به من قدرة الله على جعل الفخذ تخبر الرجل .... وإن كان هو عليه السلام يعلم حقيقة الأمر .


ويقول لهم : حمار صفته كذا وكذا .... وهو يقصد طائرة .


فالصحابة رضي الله عنهم الآن فهموا الأمر بما خاطبهم النبي عليه الصلاة و السلام .... ولكننا نحن الآن تبين لنا حقيقة مقصود النبي عليه الصلاة والسلام .

فتبين لنا أنه كان يقصد الدبابة ويقصد الجوال ويقصد الطائرة .


انتبهوا لخطورة الأمر :


الحقيقة أن الذي تبين لنا هو أن النبي عليه الصلاة و السلام كان يكذب على الصحابة رضي الله عنهم ! ( استغفر الله العظيم ) هذه هي الحقيقة وإن غلفوها بدعوى مخاطبة العقول بما تفهم وبما تستوعب .


وبما أنه الآن ثبت لنا أنه كان يكذب على الصحابة رضي الله عنهم ... فما الذي يضمن لنا صدقه في جميع ما أخبر به ؟ .

فربما لا تكون هناك نار حقيقية و لا جنة و لا عرض و لا حساب ، وإنما قالها لتخويف الناس حتى تنتظم حياتهم فيحفظون حقوق بعضهم ، ولا يظلمون بعض .

فليس هناك عذاب و لا نعيم ، ولا بعث ولا نشور ... إنما هي كلمات نطق بها لمصلحة الناس ، ولكن لا حقيقة لها .


أرأيتم إلى أين سيصل بنا مثل هذا التحريف ؟ فا لأمر لن يقتصر على بعض كلمات فقط نريد منها اثبات صدق نبوة النبي فيما أخبر به ، وإنما سيجرنا إلى أمور أخطر وأكبر ، وما استطال الفلاسفة و القرامطة على بعض الفرق الإسلامية ، إلا بعد أن قبلوا بالتأويل الباطل في باب من أبواب العقيدة .


طبعاً هم لا يصرحون بنسبة الكذب للنبي عليه السلام .... ولكن سواءً صرحوا أم أوهموا فالمعنى و الحقيقة والنتيجة واحدة .


لذلك علينا قبل نقاش مثل هؤلاء المحرفين في المنتديات ... أن نبين خطورة الأمر حتى يستفيد القراء ، ولنقطع عليه انجذاب الزوار بما يطرحه .


وربما يكون الكاتب مجرد ناقل ... فنبين له خطورة الأمر فيرجع إلى الصواب ، فكثير ممن ينقل مثل هذه التأويلات تغيب عنه مثل هذه الأمور ... وهذا لا يدل على غباء أو عدم فهم ، وإنما انجذاب بالطرح والشيطان له حظ .... وإنما الغبي الذي يصر على النقل بعد بيان الأمر له ... أما من يرجع عن خطأه فهو دليل على وفور عقله وقوة ذكاءه .


هذا الكلام وإن جاء في هذا الموضوع الذي هو عن الدجال .... إلا أنه يشمل أمور أخرى من العقيدة ، فعلى من يدرس التأويل الفاسد في الجامعات ... أن ينتبه لخطورة الأمر .



لنا لقاء بمشيئة الله .




.

عبد الحكيم1
14-02-2010, 18:24
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لعل قائل يقول : أين ذكر الدجال ، والموضوع مخصص له ؟

فأقول : ما سبق كان بمثابة المقدمة والتمهيد للموضوع ، وذلك لأهمية تلك القواعد ، وبيان خطورة إهمالها والتغافل عنها عند مناقشة هؤلاء المحرفين ... أو الناقلين .

وقد جاء الآن وقت الشروع للرد على من تأول ( الدجال ) فقد قال بعضهم : أن المقصود بالدجال هو الحضارة الغربية ! وقال آخرون : المقصود به أمة من الأمم .

ولعلي أبدأ بهذا الحديث ، تذكروه جيداً ، وتذكروا القواعد السابقة .

قال عليه الصلاة والسلام ( إني قد حدثتكم عن الدجال حتى خشيت أن لا تعقلوا إن مسيح الدجال رجل قصير أفحج جعد أعور مطموس العين ليس بناتئة ولا حجراء فإن ألبس عليكم فاعلموا أن ربكم ليس بأعور ) صححه الألباني .

المؤمنون يؤمنون إيماناً قاطعاً أن الرسول صلى الله عليه وسلم أحرص على الأمة من هؤلاء المحرفين لكلامه ، وهو أقدر على البيان والإيضاح منهم ، وهو أنصح الخلق للخلق صلوات الله وسلامه عليه .

كلنا يؤمن أنه عليه الصلاة والسلام بلغ البلاغ المبين .. بخطاب يفهمه الأمي فضلاً عن المتعلم ... ورجل البادية وإن صعب عليه معرفة اللفظ إلا أنه مع بيان معنى اللفظ فإنه سيعقل المراد .... وهذا مصداقاً لقوله عليه السلام ( تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها ... ) أو كما قال .

ومن يأتي مشككاً في هذا الأمر فإنه يطعن في فصاحة النبي عليه الصلاة والسلام ... وأنه قصر في التبليغ والتحذير .


وأن ما جاء به هؤلاء المحرفين لهو طعن صريح في بلاغ النبي عليه الصلاة والسلام ... بل يصل الأمر إلى اتهام النبي عليه الصلاة والسلام بأنه ضلل الأمة أعظم ضلال ... في أعظم فتنة تمر على البشرية .

وقد تمسك هؤلاء المحرفين بأمور لُيروجوا بها تحريفهم ! فمما تمسك به بعض هؤلاء المحرفين هو أن أحاديث الدجال وردت في معرض الإخبار عن رؤيا ، فأخذ يؤول هذه الرؤيا بلا دليل يثبت صحة تأويله .

ومما تمسك به بعض هؤلاء هو أن الدجال يخفى على جميع الناس ...... ولا أدري من أين أتى بهذا؟ !

وغير ذلك من الأمور التي تمسكوا بها .


لنا لقاء بمشيئة الله .


.

عبد الحكيم1
15-02-2010, 17:02
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مما تمسك به بعض هؤلاء المحرفين هو أن أحاديث الدجال جاءت في معرض إخبار عن رؤيا قصها النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه ، والرؤيا عبارة عن رموز ، فيكون الدجال رمز لأمر ما ، وليس رجلاً على الحقيقة ... ونرد عليهم بما يلي :

النبي عليه الصلاة والسلام إما أنه لم يوؤل الرؤيا . وإما أنه أولها .

فإن كان أولها فلا كلام ... ولم يرد أنه أوَّل الدجال على أن له حقيقة مغايرة عن ما رآه في الرؤيا ... كالحضارة الغربية ... أو أنه أمة .

وإن لم يوؤلها فيكون قد ضلل الأمة ... لأنه في معرض النصح والتحذير، فالمفترض أن يبين لها بأن هذا هو مارآه في المنام ... ولا يلزم أن يكون رجل على الحقيقة ! ولم يقل هذا يوماً لأصحابه رضي الله عنهم .

حتى جاء في العصر الحديث من هو أحرص منه على الأمة وفك رموز الرؤيا وأولها ! وبين لنا أن النبي عليه الصلاة والسلام أخفى علينا حقيقة الدجال .


والحديث الذي وضعته في الرد السابق صريح في الرد على هذا الإدعاء .. فالنبي عليه الصلاة والسلام يقول ( إني حدثتكم عن الدجال حتى خشيت أن لا تعقلوا ...... )

يفيد الحديث أن النبي عليه الصلاة والسلام أكثر من الحديث عن الدجال ... ومن شدة حرصه على الأمة وتحذيرها من هذه الفتنة خشي عليه الصلاة والسلام أن لا يُفهم مراده عن ماهية الدجال فقال : ( إن المسيح الدجال رجل قصير ....إلخ )

وهذا دليل على أن النبي عليه الصلاة والسلام بين حقيقة الرؤيا .

فصاحب الرؤيا يقول : إنه رجل ... وهو المشفق على أمته صلى الله عليه وسلم ...... ثم يأتي من يقول : لا . ليس رجل ... وإنما الرؤيا لها معنى آخر لم يبينه النبي عليه الصلاة والسلام .


فقال بعض هؤلاء المحرفين .. المعنى : الحضارة الغربية ..... وخالفهم بعض المحرفين فقالوا بل المعنى : أن يكون الدجال أمة !


وهذا يدل على أن ما عندهم مبني على التخرص والظنون فلو كان عندهم دليل لما اختلفوا هذا الاختلاف ... إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس .

فمن تصدق أيها المسلم الباحث عن الحق .... هل تصدق من أرسله الله عز وجل مبشراً ونذيراً ... وأطلعه على بعض المغيبات .... أم تصدق من تكهن وهو لا يعلم الغيب ؟! .


ومع شدة تحذير النبي عليه الصلاة والسلام من هذه الفتنة لم يقل يوماً ما لأصحابه : إن ما أخبركم عنه هو مجرد رؤيا ... فلا تظنوا أنه رجل على الحقيقة بل له حقيقة مغايرة عن ظنكم هذا .

ولم يقل لهم : أنا لا أعلم هل هو رجل أم لا .... لم يقل هذا عليه الصلاة والسلام وهو الناصح الصادق في نصحه .


فإذا كان له حقيقة مغايرة كما يقول هؤلاء المحرفين ... فهذا يعني أن النبي عليه الصلاة والسلام لم يحذر ولم ينصح بل ضلل أمته ، لأنه لم يخبرها بأن الدجال ليس رجل على الحقيقة .... وهو يقول حدثتكم إنه رجل .... ويعطي أوصاف لرجل .... وأفعال لرجل .... فيوهمهم أن الدجال رجل ... ثم يقع الأمر على خلاف ما أخبر به !! فإن لم يكن هذا تضليل وعدم نصح فلا ندري ماذا نسميه .

فمن يبحث عن الحق فلينتبه لهذا الأمر جيداً ... وليحذر ففيه طعن صريح في النبي عليه الصلاة والسلام وأنه لم يبلغ البلاغ المبين .


لنا لقاء بمشيئة الله .



.

㋡Adriana㋡
15-02-2010, 22:54
شكرا لك على التوضيح

جعله الله في ميزان حسناتك

عبد الحكيم1
17-02-2010, 11:45
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم وجزاكم خيراً ... أسأل الله لي ولكم و لوالدينا رؤية وجهه الكريم .
ــــــــــــــــــــــ

تابع :

لا زلت في تحرير الرد على إدعاء أن الدجال مجرد رمز في رؤيا قصها النبي عليه الصلاة والسلام على أصحابه رضي الله عنهم .

جاء في بعض الأحاديث :

( ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال الغداة فخفض فيه ورفع حتى ظننا أنه في طائفة النخل ، فلما رحنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عرف ذلك فينا فقال : ما شأنكم؟ فقلنا: يا رسول الله ذكرت الدجال الغداة فخفضت فيه ثم رفعت حتى ظننا أنه في طائفة النخل . قال : غير الدجال أخوفني عليكم ، إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم وأن يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم ، إنه شاب قطط عينه قائمة كأني أشبهه بعبد العزي بن قطن فمن رآه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف إنه يخرج من خلة بين الشام والعراق فعاث يمينا وعاث شمالا يا عباد الله اثبتوا.... الحديث )


يتبين من الحديث أن النبي عليه الصلاة والسلام عندما جاءه الصحابة رضي الله عنهم وأخبروه خبرهم ... لم يقل لهم أن الذي أخبرتكم عنه مجرد رؤيا ... بل قال لهم : إنه شاب قطط عينه قائمة ... وذكر لهم رجل شبيه به .... كل هذا تحذير وبيان ونصح لهم بحيث لو رأوه لعرفوه .

وخطاب النبي عليه الصلاة و السلام لأصحابه هو خطاب للأمة كلها .

فهذا إخبار من النبي عليه الصلاة والسلام عن حقيقة الدجال .... وتنزلاً مع الخصم نقول : أن هذا تأويل للرؤيا على ظاهرها ... فالنبي عليه الصلاة والسلام أول الرؤيا هنا على ظاهرها ... وبين حقيقة الدجال وأنه شاب قطط ... ولم يقل : أن الدجال حضارة ... أو أمة .... ونحن نؤمن بأن النبي عليه الصلاة والسلام : ليس عيياً بحيث يعجز عن بيان مراده .

هذا تنزلاً مع الخصم على فرض أن حديث الرؤيا متقدم على حديث الإخبار هذا .... وإلا فنحن لا نعلم أيهما المتقدم على الآخر على وجه اليقين ... ولكن مع قليل من النظر والتأمل فإننا نقول : أن حديث الإخبار متقدم على حديث الرؤيا .

وعلى العموم لا يهمنا هنا أيهما المتقدم وأيهما المتأخر ... لأنه على كل تقدير يُبطل قولهم .

فإن كان حديث الإخبار متقدم على حديث الرؤيا فقد بطل كلامهم كله .... وإن كان حديث الرؤيا متقدم على حديث الإخبار فهاهو عليه الصلاة والسلام يخبر عن الدجال بما يفيد أخذه للرؤيا على ظاهرها .... فعلى كل تقدير بطل قولهم ... وتبين أن كلامهم يؤدي إلى اتهام النبي عليه الصلاة والسلام بعدم البيان التام .


لنا لقاء بمشيئة الله .




.

عبد الحكيم1
18-02-2010, 16:43
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لازلت في تحرير الرد على إدعاء أن الدجال مجرد رمز في رؤيا قصها النبي عليه الصلاة والسلام على أصحابه .... فأقول :

بعد أن تبين بطلان قول الخصم على كل تقدير من جهة تقدم حديث وتأخر الآخر .... يصر الخصم على أن حديث الرؤيا متقدم على أحاديث الإخبار ... ويجيب عن أحاديث الإخبار : بأن النبي عليه الصلاة والسلام يخبر عن الدجال بحسب ما رآه في الرؤيا !!

فنقول رداً عليهم :

الأمر لا يخلو من إحدى ثلاث حالات :

إما أن يكون النبي عليه الصلاة والسلام أخذ رؤياه للدجال على ظاهرها ... وأنه رجل .

وإما أنه يعلم تأويلها فأخفاه .

وإما أنه لا يعلم تأويلها .

فإن كانت الأولى ... فلا كلام .


وإن كانت الثانية .. يكون النبي عليه الصلاة والسلام ضلل أمته .. إذ يحذرهم من أمر ويقول لهم أحذركم رجل صفاته كذا وكذا ... وهو يعلم أن ما يحذر منه ليس رجل ... ويعلم أنه يوهمهم بأمر خلاف الحقيقة .. وهذا غش وخداع وكذب على الأمة .. وحاشاه عليه الصلاة والسلام من هذا الأمر ... وتعالى الله أن يرسل رسولاً كذاباً .

وهذا يؤدي إلى تعطيل الشريعة ... وإلى إنكار ما بعد الموت ... وغيرها من المغيبات ... فهذا أمر في غاية البطلان ، ولكن قد قال به بعض المحرفين !




وإن كانت الثالثة : فإن كان النبي عليه الصلاة والسلام لا يعلم تأويلها فمن باب أولى أن يكون غيره لا يعلم تأويلها !

كما أن هذا فيه تجهيل للنبي عليه الصلاة والسلام ... إذ كيف يحذر أمته من رؤيا وهو لا يعلم حقيقة ما يحذر منه ؟!

وفيه أيضاً أن النبي عليه الصلاة والسلام ظن أن الدجال رجل ... فأخذ يحذر الأمة بمجرد الظن ... ولم يخبرها أن ما رآه مجرد رؤيا ، و أنه لا يعلم تأويل الرؤيا !

ثم يأتي من هو أعلم من النبي عليه الصلاة والسلام بالتأويل ... ويؤولها على وجه اليقين !!

وهذا يؤدي أيضاً إلى إنكار النبوات ... فهذا في غاية البطلان أيضاً ، وقد قال به بعض المحرفين .


فتبين الآن أن الحالة الثانية و الحالة الثالثة في غاية البطلان ، وأن مؤداهما تعطيل الشريعة ، وإنكار النبوات .

لنا لقاء بمشيئة الله .


.

عبد الحكيم1
19-02-2010, 14:56
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في المشاركة السابقة تبين أن المحرفين على قسمين :

قسم يقول بالحالة الثانية ... وهي أن النبي عليه الصلاة والسلام يعلم التأويل ولكنه أخفاه .


والقسم الآخر يقول : بالحالة الثالثة وهي أن النبي عليه الصلاة والسلام ... لا يعلم بالتأويل لأنه لا يعلم الغيب



ولا يخفى على من تأمل هاتين الحالتين ، خطورتهما ! فلو جاء شخص ما ، وتأول أمر ما في العقيدة ... فليس قبول هؤلاء بأولى من قبول هذا ... إذ أن حجته التي سيقدمها : هي أن النبي عليه الصلاة والسلام أخفى هذا الأمر ... أو أنه عليه الصلاة والسلام يجهل حقيقة هذا الأمر .



كمن يقول : {يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً } المقصود أصحاب العيون الزرق وهم أهل أوربا وأمريكا !

ومن ينكر نزول عيسى عليه السلام ويقول : أن المقصود ظهور شخص من أمة الإسلام له صفات عيسى عليه السلام .

وكمن ينكر المعاد والجنة والنار ... ويقول أن المقصود تخويف الناس حتى تنتظم حياتهم .


وبمثل هذا التأويل الفاسد ، ظهر أصحاب الحلول ، وهو من أقبح المعتقدات على وجه الأرض .


فإذا جوزنا مثل هذه التأويلات فليس طائفة أولى بالقبول من الطائفة الأخرى .


فالأمر خطير ، والمحرف لبعض أشراط الساعة ربما لا يخطر على باله هذه الأمور ، فهو فقط يريد أن ينتصر لرأيه ويبين صحة قوله ، ويظهر صدق نبوة النبي عليه الصلاة و السلام .



وقد شذ أحد الحمقى فقال : أن النبي عليه الصلاة و السلام والصحابة رضي الله عنهم يعلمون تأويل الرؤيا ، ويعلمون أن الدجال ليس رجل وإنما أمة !

فالصحابة رضي الله عنهم يأتون للنبي عليه الصلاة و السلام خائفين ، من رجل ظنوه هو الدجال ... ويذهب معهم النبي عليه الصلاة و السلام ، ويبحثون عن هذا الرجل ، ويختبره النبي عليه الصلاة و السلام ..... كل هذا وهم يعلمون أن هذا ليس هو الدجال المحذر منه !

هل يوجد طعن وسخرية واستهزاء بالنبي عليه الصلاة و السلام وأصحابه رضي الله عنهم مثل هذا ؟ سبحانك هذا بهتان عظيم .


فكل هؤلاء المحرفين يطعنون في النبي عليه الصلاة و السلام ، ويتهمونه بالكذب ، علموا هذا أم جهلوه .

فنحن نعلم أن النبي عليه الصلاة والسلام إذا خاطب أصحابه رضي الله عنهم في أمر عام فإن خطابه يكون لجميع الأمة ... وهو هنا يقول : ( فمن رآه منكم ) فهذا خطاب نصح وتحذير لجميع الأمة مسبوق بوصف لرجل ... فعلى رأي هؤلاء يكون النبي عليه الصلاة السلام قد كذب إما على أصحابه رضي الله عنهم ... وإما على متأخري الأمة وإما على وسطها ... فإن كان أصحابه رضي الله عنهم يعلمون هذا ( كما يقول أحد الحمقى ) فيكون الكذب على وسط الأمة ومتأخريها ... وإن كان المتأخرين علموا بهذا ... فيكون الكذب على وسط الأمة .


فمضمون كلامهم على كل حال هو أن النبي عليه الصلاة والسلام تلبس بالكذب ... ومن كذب في أمر فلا يوثق في صدقه إذا أخبر بغيره .



لنا لقاء بمشيئة الله .


.

عبد الحكيم1
20-02-2010, 20:50
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سأكتب هذه المناظرة الافتراضية بين أصحاب الحالتين ، والتي تبين تضليل كل طائفة لأختها .

أصحاب الحالة الثانية يقولون : أن النبي عليه الصلاة والسلام يعلم حقيقة الدجال ، بحسب ما أطلعه الله عليه من الغيب .

أصحاب الحالة الثالثة يقولون : أن النبي عليه الصلاة والسلام أخبر بحسب ما أوحى الله إليه في الرؤيا .. وهو لا يعلم حقيقة الدجال لأنه لا يعلم الغيب .


وهذه هي المناظرة :


يقول أصحاب الحالة الثالثة : أنتم تقولون أن النبي عليه الصلاة والسلام علم حقيقة الدجال .. فإذا كان علم حقيقة الدجال ... يكون قد كذب على الجيل الذي سيخرج الدجال فيه .... فبما أنه علم الحقيقة كان يُفترض أن يبين الأمر لهم وأنه ليس رجل .


سيقول أصحاب الحالة الثانية : إنما أخبر عليه الصلاة والسلام عن الصفات .. وأعطاهم صفات دقيقة بحيث لو خرج يعرفه عامة الجيل الذي سيخرج فيه .. ولكننا نقول : أنه سيخفى على كثير من الناس لجهلهم بمراد النبي عليه الصلاة و السلام ... وأنتم تتفقون معنا في هذا .


فيرد أصحاب الحالة الثالثة : لسنا نحدثكم عن الصفات ... وإنما نحدثكم عن قوله : إنه رجل ... وهو يعلم أن المقصود ليس رجل وإنما المقصود أمة ( أمة الغرب ) أو ( أمة اليهود ) فيكون قد كذب .. وها نحن نرى الناس يتوقعون خروج رجل أعور ... فلو لم يقل أنه رجل ربما تبين لهم الأمر وتكونون قد أصبتم ... وحاشاه عليه الصلاة والسلام من الكذب .

فيقول أصحاب الحالة الثانية : إنما كان يحدث بحسب الرؤيا .. تاركاً كشف هذا لله سبحانه .

سيقول أصحاب الحالة الثالثة : هذا جيد ، أنتم الآن وافقتمونا في قولنا : أنه لا يعلم التأويل لأنه لا يعلم الغيب وإنما كان يخبر بحسب ما أوحى الله له في الرؤيا ... وإن لم توافقونا سنعود من حيث بدأنا .... ويتبين أنكم تتهمون النبي عليه الصلاة والسلام بالكذب مع الإصرار !


فحاصل قولكم هو أن النبي عليه الصلاة والسلام ساهم في فتنة الأمة مع الدجال ... ونحن ننزه النبي عليه الصلاة و السلام عن هذا .


سيقول أصحاب الحالة الثانية : إن كان هذا حاصل قولنا ... فحاصل قولكم أنتم هو أن الله سبحانه لم يبين حقيقة الدجال لنبيه ... مما جعل النبي عليه الصلاة والسلام عُرضة للكذب أمام الناس فأوحى له بأمر وجعله يحدث به ويحذر منه وهو خلاف الحقيقة .... وها نحن كما قلتم نرى الناس يتوقعون خروج رجل أعور ! ونحن ننزه الله عز وجل عن هذا .



النتيجة : أن كل طائفة تضلل أختها ... وهذا لبعدهم عن الأخذ بمنهج أهل السنة والجماعة وهو تصديق النبي عليه الصلاة والسلام في كل ما أخبر به .

أما أهل الحق فيقولون : آمنا وصدقنا بما أخبر به نبينا عليه الصلاة و السلام .



لنا لقاء بمشيئة الله .



.

عبد الحكيم1
21-02-2010, 16:18
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يتمسك المتأولين ( الجدد ) بأمور تبدو لكل عاقل أنها أمور لا تعين المـتأول ، ولا تثبت صحة تأويله ... ويأخذون في تكرارها وترديدها موهمين أنفسهم ومن يغتر بهم من الجهال أنها حجج قوية دامغة . وقد تقدم كيف كانوا يتمسكون بأن الدجال مجرد ( رمز في رؤيا ) وأخذوا يكررون هذا الأمر ... ويوردون أحاديث الرؤيا متناسين أن هناك أحاديث أخرى بينت أن الدجال ليس مجرد رمز ... وأنه رجل حقيقة .

ومن مثل هذه النوعية من الأمور التي يتمسك بها المتأولين نجد ( أحدهم ) قد أحصى عدد الروايات التي ذُكر فيها الدجال في صحيح البخاري ... وعدد الروايات التي ذُكر فيها في صحيح مسلم وغيرها من الصحاح ! بل أنه أحصى ( 200 ) رواية في مسند أحمد .... وعلى كثرة إطلاعه لهذه الأحاديث إلا أننا نجده يتمسك بأمر ويكرره ويردده في كل حين .. حتى أوهم أتباعه أن هذا حق لا مرية فيه ، فنجد بعض أتباعه يكرر هذا الأمر مستدلاً به .

ألا وهو قولهم ( أن الدجال يخفى على جميع الناس ... ولا يعرفه إلا شخص واحد ) ولم يجد حرجاً صاحب هذا القول أن يدعي أنه هو ذاك الشخص المؤمن الذي يكتشف الدجال ! وأن المقصود بالدجال هو الحضارة الغربية !


إلا أنه على كثرة إطلاعه للأحاديث تجاهل بعض الأحاديث التي تنسف قوله هذا ... وأخذ يردد مقولته تلك مغرراً بالجهال حتى أصبحت بالنسبة لهم حجة قوية يحتجون بها .

يقول النبي عليه الصلاة والسلام : ( مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب )

فهذا صريح أن جميع المؤمنين سيعرفون الدجال إذا خرج ... فكيف يدعي هذا الرجل أنه سيخفى على جميع الناس ؟!


لنا لقاء بمشيئة الله .



.




.

فيــ طلال ــصل
22-02-2010, 11:16
http://img12.imageshack.us/img12/1944/341jzaakac.gif

مهوجـس
22-02-2010, 20:42
بارك الله فيك يا عبد الحكيم و كثر من امثالك ..
حبيت اعلق على امرين الاول هو :
ان ترتيبك للموضوع و تنسيقك له قد اتعب عيناي .. اذا ما كان عليك كلافه .. نسق الموضوع و رتبه الله لا يهينك ..
و انشاءالله الله يعينك ..
الامر الثاني هو استفسار :

ذكر في هذا الحديث ان :

قال عليه الصلاة والسلام ( إني قد حدثتكم عن الدجال حتى خشيت أن لا تعقلوا إن مسيح الدجال رجل قصير أفحج جعد أعور مطموس العين ليس بناتئة ولا حجراء فإن ألبس عليكم فاعلموا أن ربكم ليس بأعور ) صححه الألباني .

رجل قصير .. !!

و ف هذا الحديث :

روي عن فاطمة بنت قيس في :

الدجال (إسلام) أنها قالت : سمعت نداء المنادي (منادي رسول الإسلام) ينادي الصلاة جامعة فخرجت الي المسجد فصليت مع رسول الله وكنت في النساء اللاتي يلين ظهور القوم. فلما قضى رسول الله صلاته جلس على المنبر وهو يضحك فقال : (ليلزم كل إنسان مصلاه). ثم قال : (أتدرون لما جمعتكم ؟) قالوا :الله ورسوله أعلم. قال : (والله إني ماجمعتكم لرغبة ولا لرهبة ولكن جمعتكم لأن تميما الداري كان رجلا نصرانيا فجاء فبايع وأسلم وحدثني حديثا وافق الذي كنت أحدثكم عن المسيح الدجال، حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلا من لخم وجذام. فلعب بهم الموج شهرا في البحر ثم أرفئوا الي جزيرة في البحر حين مغرب الشمس فجلس في اقرُب السفينة فدخلوا الجزيرة فلقيتهم دابة أهلب كثيرة الشعر لايدرون ماقبله من دبره من كثرة الشعر فقالوا : (ويلك ما أنت ؟)

فقالت : (أنا الجساسة) ، قالوا : (وما الجساسة ؟)
قالت: (أيها القوم إنطلقوا الي هذا الرجل في الدير فأنه الي خبركم بالاشواق).
قال : (لما سمّت لنا رجلا فرِقنا منها أن تكون شيطانة).
قال: (فانطلقنا سراعا حتى دخلنا الدير. فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط وأشده وثاقا مجموعة يداه الي عنقه ما بين ركبتيه الي كعبيه بالحديد)
قلنا : (ويلك ما أنت ؟) قال : (قد قدرتم على خبري فأخبروني ما أنتم ؟)
قالوا : (نحن أناس من العرب ركبنا في سفينة بحرية فصادفنا البحر حتى أغتلم فلعب بنا الموج شهرا ثم أرفينا الي جزيرتك هذه فجلسنا في اقرُبها فدخلنا الجزيرة فلقيتنا دابة أهلب كثير الشعر لاندري قلبه من دبره من كثرة الشعر فقلنا ويلك ماانت ؟ فقالت أنا الجساسة قلنا وماالجساسة ؟
قالت اعمدوا الي هذا الرجل بالدير. فإنه الي خبركم بالاشواق. فأقبلنا اليك سراعا وفزعنا منها ولم نأمن أن تكون شيطانة) .. الى اخر الحديث


أعظم رجل .. !!

كيف تفسر لي هذا .. لعلي اشد تفسيراً منك يريحني ..

في أمان الله ~

عبد الحكيم1
22-02-2010, 21:21
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أشكر الادراة الموقرة ، و المشرفين القائمين على المنتدى على تثبيت الموضوع .


فأسأل الله لي ولهم التوفيق و السعادة في الدارين .




الأخوين الفاضلين : فيصل طلال .... و ... Mr. Soul ... شرفني حضوركم وتعقيبكم .


وبالنسبة للسؤال .... فلا يوجد تعارض بين ( رجل قصير ) وبين ( أعظم إنسان رأيناه ) فقد يكون الرجل قصير اً، ولكنه ضخم الجثة عظيم الجسم في نفس الوقت ........ و الله أعلم .



وبالنسبة لتنسيق الموضوع و ترتيبه .... فلا أدري أخي الفاضل ماذا تقصد ؟ إن كان الخط فقد فاتني وقت التحرير ... ولكن بمشيئة الله سيكون القادم أكبر من هذا الخط .



سبحان الله أخي الفاضل : ناسب أنك أتيت في ردك بما يتناسب مع موضوع اليوم !



أسأل الله لي وللجميع و لوالدينا أعظم نعيم أهل الجنة .



.

عبد الحكيم1
22-02-2010, 21:30
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كما مر سابقاً وهو أن المتأولين ( الجدد ) يتمسكون بأمور واهية ... فيكررونها موهمين الجهال بأنها حقائق لا تقبل النقاش ، ومن هذه الأمور تكرار ( بعضهم ) لأمر متبين لكل شخص خطأه وبعده عن الحق ...

والعجيب أنه يتحدى في هذا الأمر ويكرر التحدي ... والأغرب منه أن نجد من يتساءل معه حول هذا الأمر !

وما كان لهذا المتسائل أن يتسائل ، لو لم تنطلي عليه خدعة هؤلاء المحرفين ، فلأنهم أكثروا التكرار وقرنوا التحدي بالتكرار ، صدق المسكين الأمر وظن أن هذا حق لا شك فيه .


فهذه من أساليب أهل الباطل في جميع الأمور وليس في هذا الأمر فقط ، فعلينا الانتباه لها .



والأمر الذي كرروه وصدقه المسكين خاطئ وباطل ، ألا وهو قولهم : أن : حدث ... حديثاً ... حدثتكم ... وافق .... لا تكون إلا في الرؤى ! ويتحدى أن يكون هناك حديث عن النبي عليه الصلاة والسلام استخدم هذه الألفاظ في غير الرؤيا .

وهذه كلها جاءت في الحديث الذي فيه قصة تميم الداري رضي الله عنه .


فأقول :


أولاً : عليه إثبات أن هذه الألفاظ في اللغة العربية خاصة بالرؤى ولا تُستخدم في غيرها .. ونحن نعلم أن النبي عليه الصلاة والسلام يتكلم بلسان قومه .


ثانياً : على فرض أن حديث تميم الداري رضي الله عنه رؤيا .... فعليه أن يثبت أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يعني بالحديث الذي كان يحدثه أصحابه رضي الله عنهم حديث الرؤيا لا غيره .

ثالثاً : نحن نقرأ قول النبي عليه الصلاة والسلام : من وافق تأمينه تأمين الملائكة ... كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه فذاك ... وقوله : من فعل هذا فقد وافق سنتنا ... وقوله : ألا أحدثكم بأشقى الناس ... وقوله عندما جمع قريش : أرأيتم إن حدثتكم .


وغيرها من الأحاديث وكل هذه أحاديث صحيحة ... وهناك من كلام الصحابة رضي الله عنهم مثله .


فهذه الألفاظ : وافق ... حدثتكم ... أحدثكم ... كلها جاءت في غير الرؤيا ! فأين هذا من هذه الأحاديث ؟!



لنا لقاء بمشيئة الله .




.

عبد الحكيم1
23-02-2010, 18:11
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الكلام في المجاز


إن مما يتمسك به أهل الباطل ( المجاز ) فإذا جاءوا إلى نص من القرآن أو السنة ، وأرادوا أن يبطلوه قالوا : هذا مجاز ، وليس حقيقة ، فينفون الحقيقة عن كلام الله ورسوله بهذه الدعوى !


ولكن هل في اللغة العربية مجاز ؟ اختلفوا على ثلاثة أقسام :


فقال قوم : أن اللغة فيها مجاز مطلقاً .... بل شذ بعضهم فقال : اللغة كلها مجاز !


وقال بعض العلماء : اللغة فيها مجاز ، ولكن ليس في القرآن و السنة مجاز ، قالوا : لأن المجاز يصح نفيه ، و لا يوجد في كلام الله و رسوله ما يمكن نفيه ، فليس من المعقول أن يقول الله ورسوله قولاً ، فيأتي من يقول : لا . الأمر ليس كذلك .


وذهب بعض الأئمة المرضيين من العلماء المحققين والذين جعل الله لهم القبول في الأرض ، إلى أنه لا يوجد في اللغة العربية مجاز مطلقاً ... واختاره ونصره شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم والشيخ ابن عثيمين ، ومحدث العصر الشيخ الألباني رحمهم الله .... وغيرهم من العلماء .


واستطاع هؤلاء أن يردوا على أدلة مثبتي المجاز .... بينما عجز المثبتين عن الرد على أدلتهم ! حتى أن أحد البلاغيين المعاصرين وهو من المتعصبين لإثبات المجاز ، وألف فيه كتباً ، عندما أراد أن يرد على كلام ابن تيمية رحمه الله في منعه للمجاز وصف حال من يقرأ كلام ابن تيمية بأنه : ( يجد نفسه أمام صخرة عاتية لا تعمل فيها المعاول إذا أريد النيل منها )



فهذا الكلام فيه اعتراف ضمني بالعجز .... وفيه اعتراف ظاهر بقوة كلام ابن تيمية رحمه الله في المنع ، مع أنه دكتور في البلاغة بل من المتعصبين للمجاز !

فهو يشبه نفسه بمن عزم على النيل من صخرة عاتية أمامه ، وأحضر معاوله ، وأخذ في العمل للنيل منها ، ولكنه لم يفلح .


والحق أنه بسبب ( المجاز ) عُطلت صفات الله سبحانه ، وأُلحد في أسمائه عز وجل ... فالمجاز عامل من عوامل هدم الدين ، حتى أن ابن القيم رحمه الله في ( الصواعق المرسلة ) اعتبره طاغوتاً من طواغيت هدم الدين .




ولعلي أذكر بعض الأمثلة التي يٌقال أنها مجاز ... وهي في الحقيقة ليست كذلك :

إذا قلت ( سال الميزاب ) فلا يمكن أن يوجد عربي يفهم اللغة العربية ، أن ينصرف ذهنه إلى أن ( الميزاب ) انصهر وذاب فسال .... بل كل من يفهم اللغة العربية سيفهم أن مقصودك : سال الماء من الميزاب .

فقولك ( سال الميزاب ) ليس مجازاً بل هو حقيقة في هذا المعنى .


( واسأل القرية التي كُنَّا فِيهَا ) لا يمكن أن يأتي عربي يفهم اللغة العربية جيداً ، و ينصرف ذهنه إلى أن المقصود : أن يسأل جدران القرية ... بل سيفهم مباشرة أن المقصود سؤال أهل القرية .

فـ ( واسأل القرية ) ليس فيه مجاز ، بل هو حقيقة في هذا المعنى .


تقول : رأيتُ أسداً يجندل الأعداء في المعركة ... لا يمكن أن ينصرف الذهن إلا أنك تقصد رجلاً شجاعاً ... فكلمة ( أسد ) وُضعت على الحقيقة هنا .


هذه بعض الأمثلة وهي كثيرة ... وسأذكر أهم المراجع في نهاية هذه المشاركة .




ويمكن تلخيص الأقوال في المجاز كالتالي :

أثبت قوم المجاز في اللغة ... بل قال بعض هؤلاء اللغة كلها مجاز !

ومنع آخرون وجود المجاز مطلقاً في اللغة .. وهو اختيار الأئمة الأعلام .

وتوسط قوم فقالوا : يوجد في اللغة مجاز .... ولكن لا يوجد في القرآن والسنة مجاز .



ومن الأفضل قراءة أهم المراجع في هذا الباب : كتاب الإيمان لشيخ الإسلام ... ورسالة في الرد على الآمدي .... من ضمن المجموع .


أما كتاب ابن القيم فمن الأفضل شراء ه مع المختصر .... فقد طُبع الكتاب على حده وهو غير مكتمل ، وطُبع المختصر على حده .

ولكن جاء من جمعهما في مجلد واحد ... وهو موجود في مكتبة العبيكان بهذا الاسم : الصواعق المرسلة على الجهمية و المعطلة مع تكملته من "مختصر الصواعق المرسلة" ........... ( المكتبة العصرية ).



وقد تكلم الشيخ رحمه الله في هذا الكتاب عن ( المجاز ) في أكثر من مئتي صفحة ! .




لنا لقاء أخير بمشيئة الله ... وهو عبارة عن متفرقات .




.

عبد الحكيم1
24-02-2010, 19:16
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أحببتُ أن أكتب هذه النقاط المتفرقات :


1- { وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بالحق وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً } ... لا يحتج أهل الباطل على باطلهم بدليل من القرآن أو بصحيح من السنة ، إلا كان على نقيض مطلوبهم أدل ، بل حتى لو احتجوا بحجة عقلية فهي تكون ضدهم لا لهم .

وهذا ما أثبته شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في بعض كتبه ، مثل درء التعارض ، وبيان تلبيس الجهمية .




2- النبي عليه الصلاة والسلام بين للأمة آداب النوم ... وآداب الأكل والشرب بل حتى آداب الخلاء ... وغيرها .... فكيف يُظن به أن يتركها في أعظم فتنة دون بيان جلي ؟!





3_ يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ( الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ) وهو من ضمن المجموع في الجزء الحادي عشر ص 309 :

( ولقد أخبر بعض الشيوخ الذين كان قد جرى لهم مثل هذا بصورة مكاشفة ومخاطبة فقال : يريني الجن شيئا براقا مثل الماء والزجاج ، ويمثلون له فيه ما يطلب منه الإخبار به ، قال : فأخبر الناس به ، ويوصلون إلي كلام من استغاث بي من أصحابي فأجيبة فيوصلون جوابي إليه )


كما ترون : هذا شبيه بتقنية البث المرئي في العصر الحاضر ... وبين وفاة شيخ الإسلام وظهور البث التلفزيوني ، أكثر من خمسئمة سنة ، والناس تتداول هذا الكتاب ، ومستوعبة للأمر ، مع أن السائد عند جميع الناس ، أن الجن تعتمد على سرعتها وقدرتها الذاتية ، فلم يظهر من يعترض ويكذب هذا الكلام ، بحجة أن العقل لا يصدق مثل هذا الأمر ، وأن الجن تعتمد على قدرتها الذاتية !


فإذا كان هذا المشعوذ أخبر بمثل هذا الأمر واستوعبته الناس وصدقته ، فهل يُعقل أنه لو أخبر النبي عليه الصلاة و السلام بمثل هذا الأمر أن تضيق به العقول ، ويتزعزع إيمانها ، مع أن عقول الصحابة أصح العقول ، وتصديقهم للنبي عليه الصلاة والسلام أعظم من تصديق الناس لهذا المشعوذ !

وقد ذكرتُ سابقاً كلام ابن كثير رحمه الله عن سليمان عليه السلام ... وكيف أنه أتى بوصف مطابق للطائرة .





4- أنا في موضوعي هذا ، لم أتعرض للرد على تأويلهم للألفاظ ، وإنما فقط أردتُ أن أجتث هذه الفكرة ( التأويل ) من أساسها .




وأخيراً ، أسأل الله أن أكون قد وُفقتُ في هذا الطرح ، وأن يتقبله الله مني ، على تقصيري فيه .

وأسأل الله لي ولجميع المسلمين أن يرحمنا برحمته ، وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها و ما بطن .

والحمد لله رب العالمين .



.