PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : هل العيش بشخصية شاب امر صعب؟ادخلوا لتعرفوا الجواب مزيج الرومنسية والقتال والمؤامرات 2



القائدة ياندي
19-01-2010, 17:01
هاااااااااااااي
كيفكم
شو الأخبار
بعد هالغيبة الطويلة والي فعلا اشتقت فيها للمنتدى حبيت أنزل قصتي الجديدة
الي ان شاء الله الجميع يحبها

القصة في الأصل الجزء التاني من قصة الانتقام المغلف
http://vb.mexat.com/vb/showthread.php?t=549025


القصة باختصار شديد تدور حول أميرة هاربة " أنيا "تتنكر في زي شاب" رينيه " من أجل استعادة حقها
والدفاع عن سمعتها ضد كل من شوهه
وتخوض عدة مغامرات في المملكة الجديدة حتى تتمكن من استعادة عرشها



أما الجزء الثاني
فراح يدور حول أحداث ستواجه " أنيا " بعد عودتها لحكم مملكتها
والتي سيكون فيها " لرينيه " دور كبير حين تعود من جديد لمسرح الاحداث

القائدة ياندي
19-01-2010, 17:03
الشخصيات الرئيسية


مملكة جيونساي
الملكة أنيا
الملك ساندر
المستشار لورانز
رئيس الجند باتريك





مملكة بيكانتلاي
الملك ديان
قائد الفرقة الذهبية وفرسان الحرس الملكي سونيا
نائباه تيان وسوير
طبيبة القصر ديا

القائدة ياندي
19-01-2010, 17:09
الانتقام المغلف " 2 "




سارت بهدوء وهي ترتدي ذلك الثوب الأحمر الطويل عاري الذراعين والذي زين أعلاه بكشكش
ذهبي اللون فيما تدلت على صدرها تلك القلادة الثمينة من الألماس البراق والذي شكلت على صورة قلب صغير فيما كان شعرها الذهبي منسدلا على كتفيها وظهرها بينما زين ذلك التاج الذهبي رأسها توقفت في نهاية الممر الذي فرش بالسجاد الأحمر فيما زينت جدرانه بالصور واللوحات لأجدادها الذين تتابعوا على حكم هذه المملكة عدا عن عمدان الرخام التر رفعت عليها الأزهار الملونة والتماثيل الرائعة، وقفت أمام الباب وفتحته لتدخل إلى ذلك المكتب الملكي الذي أخذ شكلا دائريا توسطه مكتب من شجر الزان وجلسة لأرائك بنية اللون عدا عن تلك الشرفة التي كانت تطل على الحديقة ولكن نظرها استقر على ذلك الشاب الجالس على المكتب فيما خصل شعره السوداء تتدلى بعفوية على جبينه ،تقدمت لتقف أمامه وقالت بابتسامة مرحة:
-ما أخبارك سيدي الملك؟
رفع ساندر عينيه نحو زوجته الواقفة أمامه وقال بهدوء:
-بخير طالما أن سيدة هذا القصر بهذا المزاج الرائع
ارتسم السرور على وجه أنيا التي تقدمت لتقف بجانبه خلف المكتب وقالت:
-ماذا تفعل؟
فقال بلوم وهو يراقبها:
-أنجز الأعمال التي من المفترض أن تقوم بها الملكة
ولكن آنيا تجاهلت تأنيبه هذا وقالت
-أنت زوجي لذا أنت الملك ومن المفترض أن تقوم أنت بهذه الأعمال لا أنا
حدق ساندر بها ببلاهة وقال
-ماذا؟
-كما سمعت
وابتسمت بعذوبة فتنهد ساندر بتعب وقال
-لا فائدة منك أبدا لا تزالين كما عهدتك دائما
-وهذا هو المطلوب المهم الآن
فقال وهو مشغول بالأوراق أمامه
-ماذا؟
فقالت بحماس وهي تعد على أصابعها
-لدي لك مشروع رائع ما رأيك بأن نذهب غدا في نزهة هناك أماكن عديدة رائعة في المملكة وحول القصر وسيكون من الرائع زيارتها معا أليس كذلك؟
ونظرت إليه بحماس منتظرة إجابته ولكنه لم يسمع حرفا مما قالته وهو يقلب تلك الأوراق بين يديه فاعتلى الغضب وجهها وقالت بحدة
-ساندر
فقال وهو مشغول بعمله
-ما الأمر يا آنيا؟ هل هناك شيء ما ؟
وهنا فقدت أعصابها وقبضت بيدها على تلك الأوراق أمامه فقال بدهشة
-أنيا ماذا فعلتي ؟
ولكنها تفضت يديها وقالت بلا اهتمام
-لا شيء رمقها بلوم حاد وقال
-أتعرفين على ماذا كانت تلك الأوراق تحتوي؟
هزت كتفيها تجاهلا وقالت
-على بعض الكلام الفارغ
-لا يا ذكية بل على صفقة كانت ستدر على المملكة ربحا وفيرا وفوائد جمة
ولكنها استمرت ببرودها ذلك وقال
-اكتب غيرها
-آه أنيا
وانحنى ليجمع تلك الأوراق عن الأرض ولكن الفتاة أمسكته من يده لتسحبه خلفها نحو الشرفة فقال باعتراض
-أنيا ما الذي تفعلينه ؟
فتوقفت على الشرفة وقالت
-أنظر لكل هذا؟
وأشارت بيديها نحو السماء الزرقاء الصافية والحدائق التي لونت بالورد والشجر فقال
-وما به ؟
فبدا الحزن على وجهها وقالت بصوت خافت
-نحن لم نخرج مع بعضنا منذ شهر كامل لقد اشتقت للحياة العادية أشعر بأنك لم تعد كما كنت
نظر ساندر إليها بصمت وتقدم منها ليمسك يديها بيديه وقال بصون حنون
-أعرف هذا فعلا ولكنني مشغول كثيرا وتعرفين أن كل هذا هو من أجلك
أشاحت بعينيها عنه وقالت
-ولكنك تهملني كثيرا
راقبها ساندر لبرهة وما لبث أن تنهد بتعب وقال
-حسنا حسنا كما تريدين ما رأيك أن نذهب غدا في جولة لوحدنا طوال النهار
وهنا تهللت أساريرها فرحا وقالت
-أجل موافقة
-هذا ممتاز والآن ما رأيك بأن تحضري لنزهتك هذه ؟
فابتسمت بسرور وطبعت قبلة خفيفة على شفتيه وقالت
-في الحال
وغادرت مسرعة فيما راقبها ساندر بابتسامة خفيفة وقال
-يا لك من فتاة
أما أنيا فخرجت من المكتب بمرح وقالت بسرور
-رائع إن هذا الخدعة تنطلي عليه في كل مرة
وتابعت سيرها بسرور وحماس .

داخل إحدى الغرف الملكية والتي توسطها سرير ثنائي فرش عليه غطاء من الحرير الأبيض فيما كانت خزانة الثياب البنية تحتل القسم الأكبر من الحائط الجنوبي لها وفي المنتصف مقعدان هزازان من الخيزران حول مائدة صغيرة في حين استقرت عدة أرائك حول منضدة زجاجية في الناحية الثانية وفي الناحية اليسرى منها باب يطل على الحمام أما الشرفة فكانت تطل على الحدائق الخلابة فيما يستقر على أرضها مقعدان طوليان مبطنان بالريش وعليهما جلست شابتين بدا المرح عليهما وهما تضحكان بمرح حيث قالت الأولى
-بلا هذا ما حدث حقا يا روزا
ولكن الأخرى قالت وهي تضحك
-لا أستطيع تصديق هذا إنه أمر مستحيل نوار
-وما علاقتي أنا؟ هذا ما حدث
وعادتا لضحكهما ووسط هذا فتح باب الغرفة لتدخل أنيا بمرح وهي تدندن أحد الألحان فنهضت الشابتين لتراقبها وهي ترقص في الغرفة بمرح وقالت روزا
-أتراهنين على أنها أقنعت الملك ساندر بالخروج مرة أخرى؟
فقالت رفيقتها
-لا ، لأنني أعرف أنها فعلت
واتجهتا نحوها لتقول روزا
-إذن سيدتي هل نحضر حاجيات نزهتك ؟
التفتت أنيا إليهما وقالت بمرح
-بالطبع وهل يحتاج هذا إلى سؤال ؟
فقالت نوار
-بالطبع لا
وأضافت بمكر
-هل استعملت خطتك تلك ككل مرة؟
فابتسمت أنيا بمرح وقالت
-ألم أخبركما أنه كان يجب أن أكون ممثلة ؟
ضحكت روزا بمرح وقالت
-مسكين سيدي ساندر إنه يقع ضحية هذه الخدعة في كل مرة
وهنا فقالت أنيا بنصر
-إنه لا يستطيع المقاومة
وانشغلت الفتيات الثلاثة بالضحك والكلام عن تجهيزات نزهة الغد .
وقف ذلك الرجل ذو الخمسين عاما أمام باب المكتب الملكي ليطرقه بهدوء وسرعان ما تهادى لسمعه صوت ساندر يقول
-تفضل
فتح الباب ودخل ليجد الشاب مستلق على الأريكة وأمامه تلك الأوراق الممزقة ، تقدم الرجل منه بخطوات هادئة عكست تلك الهيبة والحكمة اللتان تجلتا في وجهه حتى وقف أمامه وقال
-سيدي
رفع الشاب نظره نحوه وقال
-أتيت في وقتك يا لورانز
-ما الأمر أيها الملك؟ إنك تبدو متعبا
فتنهد الشاب وقال
-شيء من هذا القبيل
جلس الرجل على الأريكة المقابلة له وقال
-ماذا هناك؟
-مهلك علي أيها المستشار سأخبرك مع باتريك مرة واحدة
ومع ذكر اسم قائد الجيش بدا القلق على وجه المستشار الذي قال
-ما الذي حدث يا سيدي ؟
ابتسم ساندر بهدوء مطمئنا الرجل وقال
-لا تقلق هكذا الأمر ليس خطرا أبدا
وما أن أنهى جملته حتى فتح باب المكتب ليدخل ذلك الرجل الذي ارتدى بزته العسكرية فيما كانت القوة مرسومة في ملامح وجهه، تقدم القائد باتريك منهما ليجلس على الأريكة الأخرى وقال
-ما الأمر أيها الملك؟
فاعتدل ساندر في جلسته وقال
-حسنا سأبدأ معكما بلا لف أو دوران
راقبه الرجلان بترقب فيما تنده هو وقال كمن ارتكب ذنبا
-أنيا
وهنا بدا الفهم على وجهيهما وقال باتريك بقوة
-سيدي
ولكن الشاب قاطعه مدافعا عن نفسه
-أعرف ما ستقوله ستعطيني محاضرة عن ضرورة الالتزام بالعمل وأن أنيا تخدعني بسهولة في كل مرة بتلك التمثيلية الغبية ولكن
وأضاف بعجز
-ما باليد حيلة
راقبه قائد الجند بلوم فيما بدت ابتسامة خفيفة على وجه المستشار الذي قال
-إنها فعلا تلعب بك كالدمية
-إذا كان لديكما حل ما فأنا أستمع
فنظر باتريك إليه وقال
-أخبرتك مئة مرة أن على الملكة أن تبدأ في تحمل مسؤولياتها ولكنك تنصاع دائما وبسهولة لرغباتها يا سيدي
-أعرف هذا يا باتريك ولكنك لا تعرف ماذا تفعل بي
فنظر الرجلان إليه بفضول وقال لورانز
-وما الذي تفعله ؟
رمقه ساندر بلوم وسرعان ما استعاد الرجل هدوئه وقال
-حسنا أنا سأجد طريقة من اجل تحميل الملكة للمسؤولية ويمكنك أنت أن تستمتع معها غدا في نزهتها لأنها ستكون آخر نزهة تقوم بها حتى السنة القادمة
نظر ساندر إليه بدهشة وقال
-وما الذي تنوي فعله معها ؟
فابتسم الرجل بهدوء وقال
-هذه مهمتي لا تقلق بشأنها
فنظر الشاب لباتريك وقال
-باتريك لست مرتاحا لهذه اللهجة أبدا راقبه جيدا حسنا
فقال الرجل باستمتاع
-بكل تأكيد
-هذا جيد المهم الآن
وأمسك قصاصات الورق عن المنضدة وقال ببراءة
-هل أعدنا كتابة هذه ؟
وهنا رمقه الرجلان بنظرات حادة ولكنه ابتسم بارتباك فهو يعلم أن سيطرة أنيا بدلالها ذاك عليه سيؤدي بهذين الرجلين للجنون التام،ولكن ما باليد حيلة هذا ما ظل يفكر به طوال الوقت وهو ما كان يعشقه بكل تأكيد

مع تسلل أشعة شمس الصباح على جيونساي وبالتحديد أمام القصر حيث كان ساندر واقفا بجانب بايلا الذي كان يأكل قطعة من السكر التي قدمها له ساندر فيما كان باتريك واقفا بجانبه وهو يقول
-وكما قلت يجب أن تكون هنا قبل المساء فوفد جمهورية إسيارا سينتظر مقابلتك ولا بد أن يكون هذا اللقاء من أفضل اللقاءات التي عقدتها المملكة حسنا ؟ سيدي سيدي
وهنا انتبه ساندر إليه ورفع بصره نحوه ليقول
-ما الأمر باتريك ؟
راقبه قائد الجند بخيبة وقال
-يا إلهي
فابتسم ساندر بخفة وقال
-لا تقلق يا باتريك سأكون هنا في الموعد المحدد
ولكن الشك ارتسم على وجه الرجل الذي قال
-هذا واضح
فهم ساندر بأن يعترض ولكن أنيا قطعت حديثهما قائلة
-آسفة لتأخري
فالتفت الاثنان إليها حيث شاهداها تتجه نحوهما مرتدية ثوبا خفيفا بلون زهري وصل لركبتيها مع قبعة من القش المزينة بشريطة زهرية فيما ابتسامة مرحة مرسومة على وجهها تقدمت لتقف أمامهما وقالت مخاطبة باتريك
-ما أخبارك يا بات ؟
فانحنى الرجل أمامها باحترام وقال
-بخير سيدتي
-هذا ممتاز
والتفتت لزوجها وقالت بحماس
-هل ننطلق ؟
-بكل تأكيد
وصعد على ظهر بايلا لتصعد هي وتركب أمامه وقالت
-هيا بنا
فنظر ساندر نحو باتريكو قال
-باتريك اهتم بالقصر جيدا
-حاضر سيدي
-جيد هيا
وانطلق بايلا بهما بقوة وسرعة مبتعدين عن القصر فيما راقبهما باتريك بحسرة وقال
-علي أن ألغي اجتماع اليوم فهما لن يعودا قبل منتصف الليل على الأقل
وسار عائدا نحو الداخل

ركض بايلا بأقصى سرعته مخترقا تلك الطريق المؤدية للغابة ليقول ساندر
-إذن نذهب لمكاننا المعتاد ؟
فقالت أنيا بابتسامة مرحة
-بالتأكيد
وتابع بايلا ركضه لفترة تبادل فيها الشابان الكلام والضحك حتى توقف بهما الخيل أمام تلك البحيرة الصغيرة التي أحيطت بسياج من الأشجار الكثيفة فيما انتشر الورد على كل متر من ضفتها بألوان زاهية عدا عن انتشار غناء العصافير في المكان وذلك الزورق الصغير الذي استقر على الضفة
يعتبر هذا المكان مجمع استجمام كامل وخاص بالزوجين فأنيا أحبته منذ كانت صغيرة ولم تكن تفوت يوما واحدا دون القدوم إليه ومنذ عودتهما لجيونساي واستقرارهما فيها بدأت تتردد على هذا المكان مع ساندر من فترة لأخرى ،طوال الساعات التالية قاما بالعديد من الأمور لعبا وضحكا وتبادلا الكلام الغرامي وأحاديث العشاق، زفت أنيا أنغام ساحرة على كمانها الذي لا تزال تحتفظ به حتى اليوم ،ولم ينسيا التجول في البحيرة على القارب أو اللعب مع تلك الحيوانات الظريفة التي تسكن المكان والتي اعتادت عليهما ،هكذا أمضيا باقي اليوم ولم ينهيا كل هذا المرح إلا في قرابة منتصف الليل تماما كما توقع رئيس الجيش

القائدة ياندي
19-01-2010, 17:11
وقف ديان على شرفة غرفته يحدق بأشعة الشمس الأولى التي ملأت المكان لفترة قبل أن يطرق باب الغرفة فقال
-ادخل
فتح الباب ليدخل ذلك الشاب الذي قال
-سيدي
التفت ديان غليه وقال
-ما الأمر بيتر؟
-سيدي لقد أنهينا تجهيز المكتب الرئيسي وأحببت أن أخبرك إن كنت ترغب بتفقده بنفسك من أجل إصلاح أي خطأ
-حسنا أنا قادم
وتوجه ليخرج من الغرفة برفقته
هذا في الداخل أما في خارج القصر وبالتحديد في ساحة التدريب كان سونيا مستلق أسفل الشجرة وهو شبه نائم فيما يستمتع بأشعة الشمس ولكن تلك الظلال التي وقفت أمامه رسمت الإزعاج على وجهه وأكملها صوت تيان قائلا
-فعلا إنك قائد فاشل لو أن تايلند شاهد وريثه في قيادة الفرقة الذهبية يتصرف هكذا لقتل نفسه بدل انتظار القائد روماريو للقضاء عليه
فتح سونيا عينيه لينظر لتيان وسوير الذين وقفا أمامه وقال بتذمر
-أنتما أكثر الناس إزعاجا في العالم كله هل أخبركما أحد بهذا من قبل ؟
فهز سوير رأسه إيجابا وقال
-ديان يقول هذا عنا دائما
وضحك باستمتاع مع رفيقه فيما راقبهما سونيا بملل وقال
-يا إلهي لا أصدق أنني رشحتكما لتكونا مساعداي
ولكن سوير قال بلا اهتمام
-حتى نصلح قليلا من أخطائك
-ماذا؟
صرخ بغضب ونهض بقوة ليقول
-ما الذي قلته؟
ولكن سوير اختبأ خلف تيا نقوال
-لم اقل شيئا
-هذا أفضل
أما تيان فقال
-أتعرفان ماذا ينقص هذا الجو ؟
فنظر الاثنان إليه وقال سونيا
-ماذا؟
-أنيا وساندر
فقال سوير
-معك حق لم أزرهما منذ فترة طويلة ترى ما أخبار أنيا في الملك ؟
ابتسم سونيا بسخرية وقال
-إليك توقعاتي بعد زواجهما ساندر هو من يحمل المسؤولية كاملة
رمقه تيان باستفهام وقال
-لماذا؟
-لأن أنيا قالت لي في حفل الزفاف أنها لن تتحمل أي مسؤولية طالما أن هناك من يحملها عنها
فأضاف سوير بسخرية
-والمقصود هنا هو ساندر ؟
-بالضبط
وهنا قال تيان بشفقة
-يا لك من مسكين يا ساندر
فعاد سونيا ليستلقي أسفل الشجرة وقال
-إنه يحتاج لهذه الأدعية يا صديقي

وفي الداخل وقف ديان ينظر لذلك المكتب الملكي الفخم الذي طليت جدرانه بالبني المحروق فيما كانت نوافذه مغطاة بستائر بيضاء مزركشة بالبني عدا عن ذلك المكتب الفخم الذي استقر في منتصف القاعة مع جلسة من الأرائك البنية حلوه وانتشرت التماثيل في كل مكان منه مع لوحات جذابة تتقدمها صورة ضخمة لسان وأخرى ليامن بجانب بعضهما،راقب ديان المكتب لبرهة وعادت عينيه لتستقرا على صورة يامن ومن ثم سان وابتسم ليلتفت نحو بيتر الذي وقف خلفه وقال
-أحسنت يا بيتر إنه عمل رائع
بدا الرضى على وجه الشاب من هذا الإطراء وقال
-يسرني أنه أعجبك سيدي
-إنه ممتاز

أما في عيادة القصر والتي انتشر فيها المواد الطبية والأعشاب والأدوية في كل مكان وقفت ديا وسط كل هذا وهي تطحن بعض الحبوب في دورق صغير باستمتاع حتى قطع صوت سوير عملها قائلا
-ماذا تفعلين يا دكتورة ؟
التفتت الشابة إليه متابعة عملها وقالت
-أحضر خلطة جديدة
-حقا؟
واقترب منها لينظر لما بيدها وقال باستفهام
-ما هذا بالضبط؟
-إنه عشبة طبية حصلت عليها البارحة من الغابة وهي من النوع النادر وتستعمل في عدد من الأدوية لعلاج بعض الأمراض وسأقوم بخلطها مع بعض المواد لدي لتكوين الدواء المرجو
ولكن عدم الفهم كان باد على وجه الشاب الذي قال
-في كل حال مع من ذهبت للغابة البارحة ؟
تركت المطحنة من يدها وأمسكت الدورق لتكسب ما فيه في كأس زجاجية أخرى وقالت
-ذهبت مع ديان
-ديان؟
-أجل لم يكن أحد منكم في القصر وأنا كنت مستعجلة لذا عرض ديان أن يوصلني وقد استمتعت فعلا برفقته
وأمسكت سائلا أخضر اللون لتسكبه على العشبة وأكملت
-لقد أمضينا وقتا ممتعا فقد كان في أفضل أحواله البارحة عدا عن أنه ساعدني كثيرا
وتابعت خلط العشبة بالسائل فيما كان سوير يراقبها وقال
-هكذا إذن
-أجل
ثم أمسكت السائل لتشمه وقالت
-أصبح جاهزا
والتفتت لسوير وقالت
-ما رأيك أن تجربه؟
ولكن الذعر اعتلى وجه الشاب الذي قال بلهفة
-وهل أنا مجنون لأفعل ذلك آخر مرة نفذت فيها ما تريدين لزمت السرير لشهر كامل ؟
فضحكت الفتاة بخفة وقالت
-لن يصيبك شيء هذه المرة أعدك
ولكنه قال بنفي
-مستحيل
وخرج من المكان مسرعا فابتسمت ديا برضى وقالت
-هذا هو العمل
والتفتت لأعشابها وقالت
-والآن لنكمل عملنا
وتابعت دمج الأعشاب معا في محاولة لصنع دوائها النهائي



في النهاية
بتمنى تكون المقدمة عجبتكم
وان شاء الله اشوف ردود مشجعة
وكالعادة

1-ما الذي يخطط المستشار لورانز لفعله؟
2-هل ستنجح خططه في إرضاخ أنيا لقيادة مملكتها ؟ أم أن للملكة رأي آخر ؟؟

وبشوفكم ان شاء الله مع الردود
سلاااااااااااااااااااااااااااااااام

مع تحياتي

مجرمة العصر

į η $
19-01-2010, 17:32
حجــز الرد الاو ل

و لي عودة

مجوكـهـ
20-01-2010, 02:17
الجزء ال2 ^.^
حجزززززززززززززز .. من زمان ما قريت قصة لج ^^"

β7Я
20-01-2010, 08:40
بصراحة شي جميل

شكرا لك والى الامام

القائدة ياندي
21-01-2010, 18:57
حجــز الرد الاو ل

و لي عودة

ناطرة رجوعك




الجزء ال2 ^.^
حجزززززززززززززز .. من زمان ما قريت قصة لج ^^"
هلا مجوك
كيفك
والله زمان عنك
ان شاء الله تحبي يا قمر



بصراحة شي جميل

شكرا لك والى الامام

مرسي على المرور

القائدة ياندي
21-01-2010, 18:59
هاي
كيفكم
بتمنى البارت الجديد يعجبكم
وأشوف تفاعلكم
اوك


جلست أنيا في مكتب ساندر على الأريكة فيما كان لورانز يقف أمامها وقال
-حسنا أيتها الملكة لا بد انك استمتعت كثيرا البارحة
فابتسمت الفتاة براحة وقالت
-أكيد لقد كان يوما رائعا
-يسرني هذا ولكن من اليوم
وهنا نظرت إليه أنيا بحذر فيما تابع هو بلهجته الهادئة تلك والتي أنذرت بالخطر قائلا
-أنت من سيتولى شؤون القصر
ولكنها قالت بلا اهتمام
-لا أريد فساندر يتدبر كل شيء
-الملك لديه كثير من الأعمال التي يجب إنهائها ولا يمكنه تدبر كل شيء أن هذا يسبب له تعبا كبيرا جدا
مع كلماته تلك اعتلت الدهشة وجه أنيا التي قالت بقلق
-ماذا
-كما سمعتي يا سيدتي ولا احد غيرك هنا يمكنه تولي هذه المسؤوليات
فنهضت بغضب وقالت
-لا أريد
وهنا نظر إليها لورانز بحدة وقال بقوة
-أترغبين إذن بضياع مملكتك من بين يديك فقط لأنك لا تحبين الأعمال المكتبية والرسمية عليك الاستيقاظ من غفوتك هذه سيدتي فأنت الملكة وعليك مسؤوليات كبيرة تتعلق بشؤون الحكم ولا يمكن ترك كل شيء على زوجك فهو ليس من هذه المملكة حتى ولا يعرف ما يناسبها وما لا يناسبها يجب أن تدركي هذا كله فأنت لست صغيرة لقد بلغت الثالثة والعشرين من عمرك
وأمام هذا الهجوم صمتت أنيا دون أن تدري ما تقول فيما عينيها مثبتتان على الأرض راقبها لورانز لبرهة فيما قالت هي بتردد
-ولكنني لا أتقن شيئا من هذا
-وما الذي افعله أنا هنا إذن
نظرت أنيا إليه وقالت
-ستساعدني
فابتسم الرجل بهدوء وقال
-بكل تأكيد سيدتي وأنا واثق إن حتى السيد ساندر سيكون فخورا بك عندما تتقنين مهامك ما قولك
صمتت أنيا لبرهة وما لبثت أن تنهدت وقالت باستسلام
-حسنا حسنا أنا استسلم
-هذا ممتاز والىن هيا بنا
-هيا
وخرجت من المكتب تتبعه أنيا

أن أهم المسؤوليات التي تعق على عاتق الملكة بشكل رئيسي هو الاهتمام بشؤون الخدم والقصر والاحتفالات والدعوات عدا عن الاهتمام بمجالس الفن والموسيقى والأدب وصولا لتتبعها أخبار عامة الشعب ومشاكلهم وتقديم اقتراحات مناسبة من اجل العمل على راحتهم وإنشاء كل المستلزمات التي تضمن تحقيق هذا الغرض
واهم ما عليها الالتزام به هو الحفاظ على المواعيد والوصول على كل مكان في الوقت المحدد تماما مع الحفاظ على تلك الابتسامة الهادئة والطلة الممتازة الأنيقة وهو ما كانت أنيا تكرهه أكثر من لورانز نفسه
في البداية وجب عليها تعلم طرق الحديث والتعامل مع نساء الطبقة الراقية وبالرجوع لتاريخ انيا في التعامل مع النساء عرف لورانز أن هذه المهمة لن تكون بالسهولة التي يرجوها
جلست السيدة كيارا إحدى أشهر مدربات السلوك في المملكة أمام أنيا ولورانز في قاعة الجلوس الفخمة تلك وهي تتأمل أنيا التي رمقتها بنظرات كره وهمست للروانز قائلة
-لورانز هذه المرأة لا تعجبني
فأجابها الرجل بهمس هادئ
-من الأفضل لها أن تعجبك لأنها من أفضل المدربات في المملكة بأكملها ولا بد أنها ستساعدك بشكل كبير جدا
-ولكن انظر إليها
وأكملت بقرف
-كيف يمكن أن تكون بهذه البارعة إن ثوبها على وشك أن يتمزق عنها
رمقها لورانز بلوم وقال
-لا يهمني منظرها بقدر عملها
فهمت الشابة بان تعترض ولكن السيدة قاطعت كلامهما قائلة
-سيدتي الملكة هل يمكننا أن نبدأ
التفتت أنيا إليها وقالت بتردد واضح
-اجل على ما اعتقد
-هذا ممتاز
وتركت مروحيتها من يدها ونهضت لتقول
-هلا نهضت لتقفي بجانبي من فضلك
نظرت أنيا للورانز باستفهام فقال
-هيا
-يا الهي
ونهضت لتقف بجانب السيدة كيارا التي دارت حولها تتأملها فيما كانت أنيا تراقبها بحذر حتى توقفت المدربة أمامها وقالت
-إذن سيدتي هلا تناولت مروحتك وفتحتها من فضلك
-آه اجل
وأمسكت مروحة ورديه اللون بفرو ابيض وفتحتها لتمسكها بشكل فوضوي من الأسفل رمقتها كيارا بنظرات قاتلة مما جعل الشابة ترتجف وأمسكت المروحة لتحركها بقوة محاولة التهرب من هذه النظرات فقالت المدربة بقوة
-توقفي
مع هذه الكلمة تجمدت أنيا مكانها دون حركة واحدة فيما تابعت كايرا حديثها بقوة قائلة
-ما هذا التصرف سيدتي إن هذا لا يجوز يجب عليك تحريكها برقة ونعومة تناسب مركزك
حدقت بها أنيا بخوف لتقول في نفسها
-يا الهي ما هذه الورطة

لا داعي للقول انه بعد جلسة تدريب استمرت لخمس ساعات متتالية تمكنت أنيا أخيرا من استعمال المروحة بالطريقة التي أرادتها كايرا وسارت في القاعة برشاقة وخفة وهي تمسك المروحة بيدها اليمنى فيما كانت يدها اليسرى تتحرك معها بميل متناسق راقبتها كايرا براحة وقالت
-هذا ممتاز أحسنت يا سيدتي
وقفت أنيا أمامها وللروانز لتقول برجاء
-قولا أننا انتهينا اليوم
وهنا نهضت كايرا وهي تمسك مروحتها لتقول
-بكل تأكيد سيدتي وسأعود غدا لأكمل معك التمارين أرجو أن تكوني جاهزة
ومع سماعها لهذه الكلمات شحب وجه أنيا بشدة وقالت بصوت متقطع
-ماذا غدا
فهزت كايرا رأسها إيجابا وقالت
-اجل سأراك غدا إلى اللقاء
وانحنت أمامها باحترام وغادرت القاعة فيما وقف لورانز لينظر لانيا وقال
-أليست مدربة ماهرة
ونظر لانيا التي اشتعلت غضبا وقال برعب
-ما الأمر
ولكنها رمقته بغضب وتقدمت منه وقالت ضاغطة على كل حرف بشدة
-سأجعلك تندم على الساعة التي قررت فيها الانضمام للبلاط الملكي يا لورانز
حاول الرجل أن يحافظ على هدوء أعصابه ولكنه لم يتمكن إزاء تلك النظرات الحاقدة التي رمقته بها فقال محاولا تخفيف حدة الموقف
-صدقيني هذا لمصلحتك يا سيدتي
ولكنها استمرت بالتقدم منه والشياطين تلهو أمام عينيها وقالت بحدة
-ساقتلك لورانز
ووسط حالتها هذه أدرك لورانز أن لا شيء سيهدئها سوى زوجها لذا اتخذ احكم قرار في حياته كلها وقال
-أرجو أن أراك بخير صباحا على اللقاء
وأسرع مغادرا القاعة تاركا أنيا تشتعل نارا لوحدها وما لبثت أن صرخت بغضب
-ستندم على هذا لورانز أعدك بذلك

اتجه ديان برفقة ديا نحو بوابة القصر حيث كان عدد من الجنود يجهزون خيله فيما كان سونيا واقفا يراقبهم وعندما شاهدهما قال
-حسنا ألن تخبراني على أين ستذهبان
نظر ديان إليه ليقول بلوم
-سونيا تعرف أن هذه أسرار عليا للدولة ولا يجوز أن اطلع احد عليها
فرمقه الشاب ببرود وقال
-الرحمة ديان في نهاية المطاف أنا قائد الفرقة الذهبية
فابتسم الملك بمرح فيما قالت ديا
-تعال سأخبرك
واقتربت منه لتهمس في أذنه قائلة
-نحن نخطط للهرب خارج المملكة
وابتسمت بمرح لتضيف
-هل تريد القدوم معنا
فأحاط سونيا برقبتها وقال
-انك فعلا مزعجة وبحاجة لدرس لا ينسى
فضحكت الفتاة بمرح وانسلت من بين يديه لتقف بجانب ديان الذي قال
-لن نتأخر في كل الحال لذا اهتم بالقصر جيدا يا سونيا
-حاضر سافعل
-جيد هيا بنا
وصعد على خيله فيما ساعد سونيا على الصعود لتجلس أمامه وقالت
-على اللقاء
وانطلق ديان بخيله فيما راقبهما سونيا وقال
-دائما ما كنت أثق بأنهما سينتهيان لبعضهما البعض وتيان يكذبني ولكن الآن ها هو الأمر بدا يظهر للجميع

القائدة ياندي
21-01-2010, 19:02
انطلق الخيل بسرعة في الطريق المردية للغابة وقالت ديا
-سيكون علينا اليوم أن نبحث بجهد اكبر من قبل
-ولم تعتقدين هذا
قال ديان باستغراب فأجابت
-لأننا خلال الفترة الماضية لم نعثر له على أي اثر وقد بدأت افقد الأمل فعلا في العثور عليه
وأضافت بغيظ
-وبالنصر على ذلك المزعج سوير
وهنا ضحك ديان بمرح وقال
-إن فكرة المراهنة على العثور على ذلك الطائر أمر غريب فعلا
فقالت معللة الوضع
-سأشرح لك الأمر سوير هو الوحيد بيننا الذي تمكن من الحصول على الطائر الذهبي عندما كان صغيرا كيف لا اعرف ولم يقبل أن يخبر احد بل ظل يقول انه سره الخاص رغم انه كان دائما ما يتركه في الغابة ولكن الغريب في الأمر أن الطائر كان يعود إليه دائما
ونظرت لديان لتقول مستفسرة
-الديك فكرة لماذا
فقال بتفكير
-ربما لأنه أحبه
لم يقنعها هذا الجواب حقيقة ولكنها أكملت
-ومنذ شهر عاد الطائر من جديد إليه بعد رحلته السنوية المعتادة وعاد ليغيظني مرة أخرى بسره المزعج ذاك لذا أننا مصممة على العثور على واحد لأنني في حال عثرت عليه سيطر ذلك الوغد لإخبارنا بسره الخاص ذاك
ابتسم ديان باستمتاع وقال
-تريدين الحق لقد بدت أيضا مهتما بكشف هذا النقاب الغامض
-لذا علينا البحث بجهد اكبر
-حسنا أيتها الرئيسة أين سنبحث اليوم
فكرت الفتاة قليلا في كل الأماكن المحتملة وقالت
-ما رأيك بان نبحث في شرقي الغابة فنحن لم نبحث هناك قبلا
-ليست فكرة سيئة هيا بنا
وزاد الخيل من سرعته متجاوزا الغابة نحو القسم الشرقي

وقف ساندر يختلس النظر باستمتاع على أنيا التي كانت في عذابها المستمر لليوم الثاني على التوالي مع السيدة كايرا فيما كان لورانز داخل القاعة وهو يراقب التمارين راقب ساندر حركات أنيا المتأففة والمتذمرة فيما كانت مدربتها تصدها في كل مرة بقوة باستمتاع وقال
-يا لك من مسكينة يا عزيزتي
ولكنه سمع صوت قائد جيشه يقول
-سيدي
التفت ساندر إليه بلهفة وقال
-اخفض صوتك
راقبه باتريك باستغراب وقال
-ما الأمر
فقال ساندر بابتسامة مرحة
-تعال وانظر
فاقترب باتريك منه ليلقي نظرة للداخل وقال
-يبدو أن طرد لورانز سيكون على يد الملكة
فضحك ساندر وقال
-وأنا اعتقد هذا أيضا
-هل تعتقد أنها ستنجح
فراقبها ساندر لدقيقة وقال
-إذا لم تحرج جنازة هذه المدربة بعد يومين فتعال قابلني
نظر إليه باتريك باستفهام وقال
-أتعني أنها ستفشل
فهز رأسه إيجابا وقال
-بكل تأكيد هذه الفتاة ليست من يحتمل هذا النوع من الحياة
فبدت الخيبة على وجه باتريك وقال
-با فرحتي
فيما تابع ساندر المراقبة باستمتاع شديد

أوقف ديان خيله وسط الاشجار في القسم الشرقي من الغابة وقال
-ها نحن هنا
ونزل عن خيله ليساعد ديا على النزول وقال
-والىن سيدتي
فنظرت الشابة حولها وقالت
-تمنى لنا الحظ السعيد
-حقا
قال ذلك وهو يجيل النظر حوله لتقول ديا
-اجل هذا ما نحتاجه حاليا من اجل الفوز على سوير
-حسنا هيا بنا لنبدأ إذن
ولكنها التفتت إليه لتقول
-من الأفضل أن نفترق حتى نغطي مساحة واسعة
ولكن هذه الفكرة لم ترق له فقال باعتراض
-أفضل أن نبقى معا فلا احد يعرف ما ينتظرنا في هذه المنطقة المعزولة
-معك حق في هذا
-جيد هيا
وسارا بهدوء بين الأشجار دون اهتمام بتلك العيون التي راقبتهما من خلف الأوراق

خرجت انيا من قاعة التعذيب تلك وهي على وشك الجنون لتسير في الممر بحقد ونار الغضب منتشرة حولها مما جعل كل الخدم يبتعدون عن طريقها
وداخل غرفتها الخاصة كانت روزا ونوار ترتبان خزانة الثياب بمرح ولكن الباب الذي فتح بقوة أثار رعبهما ونظرا لانيا التي دخلت بقوة واتجهت لتلقي بنفسها على سريرها والحقن باد على وجهها، راقبتها الفتاتين لبرهة بتردد وما لبثت روزا أن تجرأت لتقول
-ما الأمر؟
فالتفتت الشابة إليهما لتقول بغضب
-إنها تلك المتعجرفة كايرا إنها تريد صنع نسخة ملكية من نفسها لا يمكنني احتمال هذا أكثر
وتابعت بغضب وهي تضغط على الغطاء بين يديها
-إن ساندر وراء هذا كله
فقالت نوار باستغراب
-السيد ساندر
-أجل هو لقد شاهدته اليوم يراقبني خلسة أثناء جلسة العذاب تلك وهو مستمتع كمن يشاهد عرضا للسيرك
بدا الشك على وجه روزا التي قالت
-في الواقع لا أعتقد أن السيد ساندر هو المسؤول
نظرت أنيا إليها باستفهام وقالت
-لماذا؟
-أعتقد أن المستشار لورانز والقائد باتريك هما المسؤولان
-ماذا؟ لورانز وباتريك
فأكملت نوار
-أجل فلورانز يرافقك يوميا فيما يلازم باتريك سيدي ساندر من أجل إبقائه بعيدا عنك هذا هو التفسير الوحيد
قلبت أنيا الفكرة في رأسها وقالت
-معكما حق
وأردفت بحزم
-ومع هذا سينال ياندر العقاب
فنظرت الشابتين إليها بحماس لتقول نوار
-ماذا ستفعلين؟
-سيكون عليه النوم بمفرده طوال الأسبوع القادم
نظرت نوار إليها بشك وقالت باستفهام
-لن تستسلمي وتعودي غليه بظرف يومين بحجة أنك اشتقت له ؟
فقالت بعناد
-طبعا لا
وأمسكت الغطاء لتضعه على رأسها فنظرت الشابتين لبعضهما وقالت روزا بثقة
-ستستسلم
فأكملت نوار بثقة
-بعد يوم واحد فقط
وضحكتا بمرح فنظرت أنيا إليهما بغضب وقال
-سمعتكما
ولكنهما تظاهرتا بالعمل على ترتيب الثياب

توقفت ديا بجانب إحدى الأشجار لتستند إليها بتعب وقالت
-دعنا نأخذ استراحة يا ديان إنني مرهقة
-كما تريدين
-وأخيرا
وجلست بجانب الشجرة مسندا ظهرها لها فيما وقف ديان يجول بنظره في المكان حوله فيما الحذر باد على وجهه، حيث تناهى لسمعه عدة أصوات تتناقل خلفه مما دفعه لإخراج سيفه من غمده الأمر الذي شد انتباه ديا التي قالت
-ما الأمر ديان؟
فقال الشب بحذر
-هناك من يراقبنا
وهنا بدا الخوف على وجه ديا التي نهضت لتقف بجانبه وقالت
-ماذا؟
-أجل أحس بأصواتهم تحوم حولنا من فترة إنهم يراقبوننا منذ أن دخلنا لهذه الغابة
-يا إلهي
وارتسم الخوف على وجها أكثر حين شاهدت عدد من المقاتلين وصل عددهم لعشرة خرجوا من بين الأشجار ليحيطوا بهم يتقدمهم ذلك الشاب الذي انسدل شعره الأسود الناعم على كتفه فيما شعن عينيه بلون بني براق وبدت قسمات المكر والقوة على وجهه مما زاد من جاذبيته راقبه ديان بحذر فيما كانت ديا خلفه تراقب ما يجري بخوف وقال
-هل أنت من أفراد العصابات ؟
-في الواقع لا إنا من تنظيم مختلف
رمقه ديان باستفهام وقال
-تنظيم مختلف ؟
فابتسم الشاب بغموض وقال
-قبل هذا كله لي أن أختبرك
-ما الذي تعنيه بهذا؟ هل تعرف مع من تتحدث أيها الغبي ؟
فقال بسخرية
-ومع من سأتحدث ؟ مع الملك ؟
فقال ديان بحدة
-لسوء حظك أجل
ولكن الشاب قال بشك
-لا يبدو لي هذا المنظر كمنظر ملك حقيقة
فقالت ديا بلوم من الخلف
-ألم أخبرك مئة مرة أن عليك الاحتفاظ بتاجك على رأسك
ولكنه قال بجدية
-وكأن هذا سيمنعهم
فقال الشاب بمكر
-صحيح والآن هجوم
ومع كلمته هذه انقض الرجال على ديان بقوة فيما صرخت ديا بقوة وابتعدت عنه أما ديان فقال
-تعالوا لأريكم
وصد ضربة من سيف احد الرجال بقوة وقال
-للأسف هذا لا يكفيك
وعاجله بضربة أقوى أرجعته للوراء وعاجله ديان بركلة على معدته وضربة من سيفه شقت صدره بقوة وأسقطته دون حراك، التفتت للوراء بقوة صادا ضربة من أح دالرجال بقوة كبيرة ، ثبت قدميه بالأرض بقوة محاولا الثبات أمام ضخامة هذا الجسد الذي أرخى بكل ثقله على هذه الضربة ، ولكنها سرعان ما شعر بأنه على وشك أن يسحق أمامها فاتخذ قرار سريعا ، أخفض جسده بسرعة وخفه مما أفقد الرجل توازنه وغرس السيف بقوة في الأرض اما ديان فانسل من بين قدميه ليوجه له من الخلف ركلة قوية على ظهره وضربة من مقبض سيفه أسقطه على عدد من الرجال أمامه
راقبت ديا المعركة المشتعل بقلق وقالت
-يا إلهي ديان
ولكن ذلك الصوت بجانبها قال
-ليس سيئا صحيح ؟
التفتت ديا بجمود نحو مصدر الصوت حيث شاهدت الشاب يقف بجانبها يراقب المعرة بعين خبيرة وحنكة وقال
-أعترف أنه سيفيدنا كثيرا لديه مهارة ممتازة سيكون ثروة لنا
راقبته ديا بغباء وقالت
-ماذا؟
فالتفت الشاب إليها بابتسامة مرحة وقال
-لم أعرفك على اسمي
ومد يده مصافحا ليقول
-أنا داني وأنتي؟
حدقت به ديا لدقيقة بغباء وما لبثت أن صرخت بغضب
-تبا لك
أغلق الفتى أذنيه بقوة وقال
-آه تبا كم أكره صراخ الفتيات
والتفت للمعركة المشتعلة حيث شاهد ديان يصد سلسلة من الضربات المنهالة عليه من اثنين من المقاتلين وقال
-رائع
والتفت لأحد الشبان الذي كان واقفا يراقب ما يجري بصمت فيما الهدوء متجلٍ في عينيه الخضراوين فيما تناسلت خصل شعره الرمادية على ظهره بهدوء وقال
-آرون
فالتفت الشاب إليه ليقول
-هل اتخذت قرارك؟
-أجل إنه يناسبنا هيا قم بعملك
-كما تريد
وأمسك قوسه وسهم من جعبة سهامه وقال
-ها هو أول صيد
ووجه السهم نحو ديان الذي كان مشغولا بتفادي سلسلة من اللكمات، راقب حركاته بدقة لفترة ، تراجع ديان للوراء متفاديا تلك الضربة وأمسك سيفه هاما بالانقضاض مرة ثانية وهنا ركز آرون على كتقه وأطلق السهم فما أن هم ديان بالتحرك حتى أصابه السهم في كتفه مباشرة فشهقت ديا برعب وقالت
-من الأفضل أن تبقي مكانك
وهمت بالتحرك ولكن داني وقف أمامها وقال
-ديان لا
وهمت بالتحرك ولكن داني وقف أمامها وقال
-من الأفضل أن تبقي مكانك
نظرت ديا إليه بخوف ثم وجهت نظرها نحو ديان الذي ازال السهم من كتفه بألم فيما شعر بالدوار يهاجم رأسه وقال
-يا إلهي ما الذي يحدث؟
تقدم للأمام بخطوات متثاقلة ولكن الصورة سرعان ما بدت مشوشة أمامه، أحس بجسده يثقل على قدميه فسقط السيف من يده أرضا وسرعان ما سقط هو فاقدا للوعي فقال داني
-ممتاز
والتفت لرجاله وقال
-هيا أحضروه
ولكن ديا صرخت بغضب
-توقفوا
وهمت بالتحرك لولا أن داني أمسك يدها بقوة وقال
-ألم أقل لك ألا تتحركي ؟
فنظرت إليه بحقد وقالت
-تبا لك أتركوه وشأنه ما الذي تريدونه منه ؟
تقدم آرون نحوهما ليقول
-داني هيا بنا علينا المغادرة
-حسنا أنا قادم
والتفتت لديا وقال
-قولي وداعا يا صغيرتي فأنت لن تري صديقك مرة ثانية
نظرت إليه برعب فيما رماها هو أرضا ونظر لأحد رجاله وقال
-قيدها
وابتعد مع رفيقه نحو الرجال فيما أمسك احدهم بديا التي صرخت بغضب
-دعني ، أتركني أيها الوغد دعني ديان لا
تقدم الرجلين من ديان الذي كان ملقا أرضا ليرفعاه فيما قال آرون
-علينا أن نسرع لا يزال أمامنا الذهاب إلى جيونساي
فهز ديان رأسه وقال
-صحيح
والتفت نحو ديا التي كانت مقيدة للشجرة ورفع يده محييا وقال
-إلى اللقاء يا آنستي أرجو ألا أراك بعد اليوم
فنظرت ديا إليه بحدة وقالت
-ستندم على هذا أعدك أيها الوغد
فابتسم بمرح والتفت ليقول
-هيا بنا يا رجال
وغادروا المكان مع ديان فيما بقيت ديا تحاول الخلاص من قيودها لبرهة حتى نجحت بقطعها وقالت
-ديان
وبدأت تركض في الغابة بغير هدى وهي تصرخ باسمه ولكن بلا فائدة، توقفت بجانب إحدى الأشجار وهي تلتقط أنفاسها فيما بدت دمعتين في عينيها وقالت
-يا إلهي ديان لاااااااااااااااااااااا

القائدة ياندي
21-01-2010, 19:05
فتح سوير باب قاعة الفرقة الذهبية حيث كان سونيا جالسا وهو يتفحص احد الملفات أمامه وقال
-سونيا
التفت الشاب إليه ليقول
-ما الأمر ؟
-لم يعد ديان وديا حتى الآن
-وما المشكلة؟
حدق سوير به باستغراب وقال
-ماذا؟
فيما تقدم سوينا ليجلس على المكتب وقال
-أعتقد بأنهما يلهوان معا
رمقه سوير بلوم وقال
-أنت مجنون ألم تقل ديا مئة مرة أنها ستبقى وفية لذكرى يامن للأبد؟
وتقدم نحوه فقال سونيا
-قالت هذا ولكن خروجها المستمر هذا مع ديان يعني أنها في طريقها للوقوع في الحب من جديد إن هذا واضح للجميع لا ادري لم لا تريدون الاقتناع به ؟
فقال سوير ببرود
-لأنها فكرة غبية
فنظر سونيا إليه بلوم وقال
-هل تراهن؟
-بكل تأكيد وماذا سأخسر؟
وجلس على المقعد أمام المكتب وقال
-على ماذا؟
-في حال لم ينتهي الأمر بهما للزواج قريبا أنا مستعد لأن اكون خادمك لشهر كامل والعكس صحيح ما قولك؟
ففكر الشاب لبرهة في الموضوع وقال
-موافق
-حسنا اتفقنا
وتصافحا فيما فت الباب بقوة كبيرة أرعبتهما ما دفعهما للنهوض بلهفة وعينيهما مثبتتين على الباب وبالتحديد على ديا التي كانت تلهث بقوة فيما تاني بجانبها وقال سونيا
-ما الأمر؟
نظرت ديا إليهما بإرهاق وقالت
-إنها مصيبة
نظر الاثنان لبعضهما باستغراب ثم إليها .
تبادل سونيا وتيان وسوير النظرات القلقة فيما كانت ديا جالسة بجانب سوير على الأرائك وقال تيان
-هذه مصيبة حقيقة
نظر سوير نحو سونيا وقال
-سونيا ما العمل الآن؟
فصمت الشاب لبرهة وهو غارق في أفكاره ثم نظر نحو ديا وقال
-هل أنت واثقة بأنهم ذكروا اسم جيونساي؟
-أجل لقد قال ذلك الشاب بأنهم متأخرون ولا يزال أمامهم زيارة جيونساي ولكنني لا اعرف لماذا؟ وقد كانوا يبدون على عجلة من أمرهم أيضا
فقال تيان
-هذا يعني أنهم من المرجح أن يكونوا في طريقهم لجيونساي الآن؟
-أجل هذا ما أعتقده ؟
فقال سوير
-والآن ؟
نظر سونيا إليهم وقال
-ما سنفعله هو التالي بداية سوير وتيان خذا مجموعة من الجنود وفتشوا الغابة الشرقية بشكل كامل ودقيق علينا أن نثق بأنهم ليسوا في المملكة أولا ومن ثم سنتصرف على أساسها أما أنا سـهتم بأن أخفي تبعات هذا الخبر كاملا واضح؟
فقالا
-أجل
ونهضا ليغادرا القاعة فيما نظرت ديا لسونيا بقلق وقالت
-هل سنجده؟
فنظر إليها وقال
-أتمنى هذا .

سار ساندر في الممر وهو يجيل نظره في حوله محاولا العثور على زوجته الهاربة وتوقف حين شاهد روزا ونوار تمسكان بعض الثياب وهما تسيران بينما تتحدثان معا فقال
-روزا نوار
توقفت الفتاتين عندما سمعتاه يناديهما ونظرتا للممر المقابل حيث تقدم ساندر نحوهما ،انحنت الفتاتين أمامه فقال ساندر
-أخبراني هل تعرفان أين أنيا ؟
تبادلت الفتاتين النظرات وهما تحاولان كتم ضحكهما فراقبهما ساندر بخيبة وقال
-هل هي في غرفتها الخاصة ؟
فقالت روزا
-أجل سيدي
تنهد الشاب بتعب وقال
-يا إلهي كنت أدرك أن هذا ما سيحصل في النهاية
فقالت روزا
-هل ترغب بالتحدث معها الآن سيدي ؟
-لا ليس الآن لأنها سترميني بأقرب شيء تصل له يدها من الأفضل أن أكلمها غدا بعد أن تهدأ
وغادر المكان فيما ضحكت الشابتين باستمتاع لتقول روزا
-مع انني أحب شجاراتهما ولكنني أشعر بالحزن عليه
-معك حق فهو يكون الضحية دائما
وتابعتا طريقهما وسط ذلك الحديث الشيق





من هم هؤلاء الرجال ؟ وما الذي يريدونه من ديان؟
وما الذي سيحدث للملكة في حال غياب قائدها؟
هل ستلتزم أنيا بعقاب ساندر؟ أم أنها ستحن إليه بسرعة؟
وما هي نهاية هذه التدريبات معها؟

هذه الإجابات كلها ستكون في الجزء القادم
انتظرونا

مع تحيات
مجرمة العصر

لاڤينيا . .
21-01-2010, 20:49
لا أكاد أصدق أنكِ وضعتِ الجزر الثاني,تلك مفاجأة كبيرة حقاً..حجز,سترين ردي هنا غداً بإذن الله..~

Japanese cool
22-01-2010, 07:33
يانديييييييييييييييييييي يا دلخة شنو أعمل فيك





تدري إن هذي الرواية المفضلة عندي بين رواياتك بش كل عاااااااااااااام


حجزززززززززززززز<<<<إنشاء الله أرجع

мiss ranŋσвн
23-01-2010, 19:51
كـونبتشيوـآآآ

نــزل جــزء ثـآآآني من الإبدـآآآع ..

ثـآآنكــس عـالدعــوهـ ..~

وـآآآآآآوو

بـآرتيــن جوونـآآآآآن

بـآنتظآآآر القـآآدم

بـآلمنـآسبـة .. آنـآ بنت ..

تحيـآآآتي ~

Japanese cool
27-01-2010, 11:53
بااااااااااااك مع أجمل وايات مجرمة العصر واو واو


شنو اخلي وشنو أقول


أحس إن الرجال راح يسرقوا ساندر وراح يجن جنون الأمير أأ أقصد الملكة أنــــيــــــــــا


وتقلب لرينيه ما أدري أحس رينيه البطل أكثر من ساندر و أينا <<< ما أتذكر سمها أنيا أينا وحده من الأثنين



على فكره حجز خااااااااااااااااص لرينيه هو حبيبي لهذي القصة<<<بدينا هع هع هع هع

ما لي شغل من أينا و ساندر يصطفلوا <<<مثل الشوام جمع شام

لأن رينيه حبيبي بيطلع هاهاها

أتقع إنهم يخطفوا ساندر و روز تحل مكان إينا والخادم ذاك والله ما أتذكر إسموا راح يحل محل ساندر وبيظهر
روحي رينيه <<<إسم خدامتنا رينيه ههههههههههههههه والله من جد

وبالنسبة للأسئلة


من هم هؤلاء الرجال ؟
ناس شريرة بعدين يصيروا أصحابهم لما يكتشفوا إن سيدهم خدعهم
وما الذي يريدونه من ديان؟
يكون تابع لهم
وما الذي سيحدث للملكة في حال غياب قائدها؟
تصير أحسن من أول
هل ستلتزم أنيا بعقاب ساندر؟
ولا واحد لأن ساندر راح يصرقو <<<يسرقوه
أم أنها ستحن إليه بسرعة؟
لما تروح تعتذر له راح تشوف الرجال وتسمك السيف وتحاول و تقاتلهم لكن فستانها يوقف بطريقه<<ولا كونان
وما هي نهاية هذه التدريبات معها؟
الــــــــــــفــــــــــــــشـــــــــــــــــــل

CℓΌσя
27-01-2010, 21:57
هلآع ..~

كيفك يانوو ..؟

أخبارك ..؟

وشششحتينا ياختي ..~

من زمان ما شششفناك ..~

المهم ..~

الجزء الثاني قمهـ في الروعهـ ما شششا ءالله ..~

صراحتن أحسسس هذي الروايهـ لها طعم خاص ~> ذقتها ..~

غير الروايات الباقيهـ <~ هو انتي كملتي رواياتها الباقيهـ ..؟

يلا جينا للفصل الأخير والدسسسم ..~

الأسسئلهـ ~> هو شششوفي إحنا نبدأ اختباراتنا بعد يومين يعني انتي تسسسوين لنا اختبار مقدم هههع ..~

المهم ..~

هاك أجوبتي ويا أسسسئلتك ..~

من هم هؤلاء الرجال ؟ وما الذي يريدونه من ديان؟

والله هذول الرجال باينين خطيرين وصراحتن تحمسسست أشششوف داني خخخـ ..~

وششش يبون من ديان أعتقد إنهم ما يدرون إنهـ الأمير ومحتاجين مقاتل قوي ما لقوا غيرهـ هههع ..~

وما الذي سيحدث للملكة في حال غياب قائدها؟

ما تخافي المملكهـ بأمان إن شششاء الله أعتقد سسسونيا بيحميها ..~

هل ستلتزم أنيا بعقاب ساندر؟ أم أنها ستحن إليه بسرعة؟

والله أكثر صفهـ أحبها أعتقد العناد ..~

واللي يعجبني بآنيا عنادها ..~

وأعتقد بتحن لسسساندر أو ..~

أعتقد إنها ما بترجع لسسساندر لأنهـ بينخطف <~ تفاءلوا بالخير تجدوهـ ..~

وما هي نهاية هذه التدريبات معها؟

نهاية التدريبات النجاح ..~

يلا يانوو ما أطول عليكي ..~

سسسلامات وتسسسليمات ..~

طفولة الحب
28-01-2010, 04:44
مرحبا
يسلمو اديك

Śummєя
28-01-2010, 11:56
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيفك يانو ؟؟ إن شاء الله تمام
باركي لي عطلت اخيرا ^.^

من زمان ما قرأنا قصصك :rolleyes: ، رائع انك فتحت جزء جديد ، لإن تدرين الجزء الاول انا ما كنت موجودة :مذنب:
بس الحمد لله قرأت الجزء الاول من من زمن واعرف احداثه ^_^

على اي حال نرجع للجزء الجديد ، ما شاء الله روووعة ::سعادة::
حبيت شجارات ساندر وانيا المتواصلة :لقافة:
الله يساعد ساندر على هذه الزوجة :D


الملك ديان
لقب امير كان احلى عليه كثير :أوو:

وصحيح ، الاحداث مرررة مثيرة وخطيرة كمان ، داني حبيته :أوو: مع انه شرير بس دمه حلو
تصدقي محتارة اختار ديان او داني ، انت شو رأيك ؟؟ :p

اوك خلاص نرجع على الاسئلة
من هم هؤلاء الرجال ؟ وما الذي يريدونه من ديان؟
رجال اشرار :D

وما الذي سيحدث للملكة في حال غياب قائدها؟
ما بيصير شئ ، سونيا موجود

هل ستلتزم أنيا بعقاب ساندر؟ أم أنها ستحن إليه بسرعة؟
:نوم:

وما هي نهاية هذه التدريبات معها؟
راح تنتهي بالفشل


انتظر التكملة يانو ، لا تتأخري

Izumo
28-01-2010, 12:20
مشكوووووووووور تقبل مروري والى الامام بإمتياز

القائدة ياندي
29-01-2010, 10:58
لا أكاد أصدق أنكِ وضعتِ الجزر الثاني,تلك مفاجأة كبيرة حقاً..حجز,سترين ردي هنا غداً بإذن الله..~

أكيد ناطراك
سلااااااااااااااااااام

القائدة ياندي
29-01-2010, 11:05
لا أكاد أصدق أنكِ وضعتِ الجزر الثاني,تلك مفاجأة كبيرة حقاً..حجز,سترين ردي هنا غداً بإذن الله..~

أكيد ناطراك :)
سلااااااااااااااااااام

القائدة ياندي
29-01-2010, 11:09
كـونبتشيوـآآآ

هاي

نــزل جــزء ثـآآآني من الإبدـآآآع ..

مرسي كتير

ثـآآنكــس عـالدعــوهـ ..~

وـآآآآآآوو

بـآرتيــن جوونـآآآآآن

ولو هادا واجبي
ومبسوطة لانهم عجبوك


بـآنتظآآآر القـآآدم

بـآلمنـآسبـة .. آنـآ بنت ..

تحيـآآآتي ~

ان شاء الله الباقي يعجبك
وأهلا فيك بكل الأحوال
سلاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام

القائدة ياندي
29-01-2010, 11:18
بااااااااااااك مع أجمل وايات مجرمة العصر واو واو

هلا ميما

شنو اخلي وشنو أقول

فيك تحكي مرحبا يا هبلة :d:d


أحس إن الرجال راح يسرقوا ساندر وراح يجن جنون الأمير أأ أقصد الملكة أنــــيــــــــــا

:rolleyes::rolleyes:أوك هادي مش متأكدة كتير منها
بدك تشوفي البارت الجاي لتعرفي الجواب

وتقلب لرينيه ما أدري أحس رينيه البطل أكثر من ساندر و أينا <<< ما أتذكر سمها أنيا أينا وحده من الأثنين

معك حق
في الواقع رينيه هو البطل ::جيد::


على فكره حجز خااااااااااااااااص لرينيه هو حبيبي لهذي القصة<<<بدينا هع هع هع هع

عادي
متعودة على هادي الحكاية:p

ما لي شغل من أينا و ساندر يصطفلوا <<<مثل الشوام جمع شام

لأن رينيه حبيبي بيطلع هاهاها

:eek::eek::confused:

أتقع إنهم يخطفوا ساندر و روز تحل مكان إينا والخادم ذاك والله ما أتذكر إسموا راح يحل محل ساندر وبيظهر
روحي رينيه <<<إسم خدامتنا رينيه ههههههههههههههه والله من جد

حرام عليك:محبط:
اسم خادمة

وبالنسبة للأسئلة


من هم هؤلاء الرجال ؟
ناس شريرة بعدين يصيروا أصحابهم لما يكتشفوا إن سيدهم خدعهم
وما الذي يريدونه من ديان؟
يكون تابع لهم

:لقافة: ما راح أحكي
وما الذي سيحدث للملكة في حال غياب قائدها؟
تصير أحسن من أول

:eek:

هل ستلتزم أنيا بعقاب ساندر؟
ولا واحد لأن ساندر راح يصرقو <<<يسرقوه
أم أنها ستحن إليه بسرعة؟
لما تروح تعتذر له راح تشوف الرجال وتسمك السيف وتحاول و تقاتلهم لكن فستانها يوقف بطريقه<<ولا كونان

::مغتاظ::::مغتاظ:: كونان؟؟؟

وما هي نهاية هذه التدريبات معها؟
الــــــــــــفــــــــــــــشـــــــــــــــــــل

والفشل الذريع كمان::جيد::

مرسي للمرور يا قمر
سلااااااااااااااااااااااااااااااااااااام

القائدة ياندي
29-01-2010, 11:29
هلآع ..~

هاي لولو

كيفك يانوو ..؟

أخبارك ..؟

كويسة
وانت شو أخبارك
وشششحتينا ياختي ..~

وانتو كمان
اشتقتلكم كتييير

من زمان ما شششفناك ..~

شو أعمل مشاغل الحياة
والدراسة
دوامية كبيرة :نوم:





الجزء الثاني قمهـ في الروعهـ ما شششا ءالله ..~

تسلمي يا قمر
ان شاء الله يعجبك كمان وكمان

صراحتن أحسسس هذي الروايهـ لها طعم خاص ~> ذقتها ..~

:d:d:d
كل اشي انتي فيه بكون روعة

غير الروايات الباقيهـ <~ هو انتي كملتي رواياتها الباقيهـ ..؟
:مرتبك::مرتبك::مرتبك:
شو أعمل؟
بتيجيني أوقات مجنونة مرات





يلا جينا للفصل الأخير والدسسسم ..~

ان شاء الله يكون نال الرضى بس

الأسسئلهـ ~> هو شششوفي إحنا نبدأ اختباراتنا بعد يومين يعني انتي تسسسوين لنا اختبار مقدم هههع ..~

لازم أتأكد من استعداداتك ::سعادة::




هاك أجوبتي ويا أسسسئلتك ..~

انا عم بسمع

من هم هؤلاء الرجال ؟ وما الذي يريدونه من ديان؟

والله هذول الرجال باينين خطيرين وصراحتن تحمسسست أشششوف داني خخخـ ..~

وششش يبون من ديان أعتقد إنهم ما يدرون إنهـ الأمير ومحتاجين مقاتل قوي ما لقوا غيرهـ هههع ..~

::جيد:: تخمين منطقي

وما الذي سيحدث للملكة في حال غياب قائدها؟

ما تخافي المملكهـ بأمان إن شششاء الله أعتقد سسسونيا بيحميها ..~

هون أكيد

هل ستلتزم أنيا بعقاب ساندر؟ أم أنها ستحن إليه بسرعة؟

والله أكثر صفهـ أحبها أعتقد العناد ..~

واللي يعجبني بآنيا عنادها ..~

وأعتقد بتحن لسسساندر أو ..~

أعتقد إنها ما بترجع لسسساندر لأنهـ بينخطف <~ تفاءلوا بالخير تجدوهـ ..~

:rolleyes::rolleyes:
راح تعرفي شو راح تعمل في القريب العاجل:d

وما هي نهاية هذه التدريبات معها؟

نهاية التدريبات النجاح ..~

:مكر: ما تكوني متأكدة كتيير




يانوو ما أطول عليكي ..~

سسسلامات وتسسسليمات ..~



مرسي يا قمر
بشوفك عن قريب
سلاااااااااااااااااااااااااااااااااااام

القائدة ياندي
29-01-2010, 11:40
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وعليكم السلام ورحمته وبركاته

كيفك يانو ؟؟ إن شاء الله تمام

هلا سمور
انا كويسة
وانت شو أخبارك

باركي لي عطلت اخيرا ^.^

ألف مبروك
ان شاء الله تتهني





من زمان ما قرأنا قصصك ،

بعرف
مريت بفترة ركود فكري زي ما بقولوا:d

رائع انك فتحت جزء جديد ، لإن تدرين الجزء الاول انا ما كنت موجودة

هادا الأهم
ان شاء الله يعجبكم
بس الحمد لله قرأت الجزء الاول من من زمن واعرف احداثه ^_^

هادا راح يساعد أكيد




على اي حال نرجع للجزء الجديد ، ما شاء الله روووعة

مرسي يا قمر

حبيت شجارات ساندر وانيا المتواصلة
الله يساعد ساندر على هذه الزوجة

أكيد بيحتاج لهذه الأدعية
:p




لقب امير كان احلى عليه كثير

:rolleyes::rolleyes:
بيني وبينك آه
بس هلأ خلص وقت اللعب

وصحيح ، الاحداث مرررة مثيرة وخطيرة كمان ، داني حبيته مع انه شرير بس دمه حلو

وراح تحبيه أكتر لقدام
هادا وعد

تصدقي محتارة اختار ديان او داني ، انت شو رأيك ؟؟

:rolleyes::rolleyes:
بنصحك بداني
لأنه مخبية كتير أشياء لديان :مكر::مكر:
وانا متأكدة إنك ما راح تحبيها :rolleyes:




اوك خلاص نرجع على الاسئلة
من هم هؤلاء الرجال ؟ وما الذي يريدونه من ديان؟
رجال اشرار

:confused:
جواب كامل وشامل :d

وما الذي سيحدث للملكة في حال غياب قائدها؟
ما بيصير شئ ، سونيا موجود

هل ستلتزم أنيا بعقاب ساندر؟ أم أنها ستحن إليه بسرعة؟

:d

وما هي نهاية هذه التدريبات معها؟
راح تنتهي بالفشل

::جيد::::جيد::




انتظر التكملة يانو ، لا تتأخري

أكيد يا قمر
سلاااااااااااااااااااااااااااااااااااااام

القائدة ياندي
29-01-2010, 11:42
مرحبا
يسلمو اديك

تسلمي كتير
مرسي على المرور


مشكوووووووووور تقبل مروري والى الامام بإمتياز

أكيد أهلا وسهلا
سلاااااااااااااااااااااااااام

القائدة ياندي
29-01-2010, 11:45
هااااااااااااااااااااااي
كيفكم
مرسي للجميع على الردود
وان شاء الله القصة تستحوذ على اهتمام عدد اكبر من القراء
أما هلأ فراح أترككم مع البارت الجديد
::جيد::

سار ساندر في الممر وهو يجيل نظره في حوله محاولا العثور على زوجته الهاربة وتوقف حين شاهد روزا ونوار تمسكان بعض الثياب وهما تسيران بينما تتحدثان معا فقال
-روزا نوار
توقفت الفتاتين عندما سمعتاه يناديهما ونظرتا للممر المقابل حيث تقدم ساندر نحوهما ،انحنت الفتاتين أمامه فقال ساندر
-أخبراني هل تعرفان أين أنيا ؟
تبادلت الفتاتين النظرات وهما تحاولان كتم ضحكهما فراقبهما ساندر بخيبة وقال
-هل هي في غرفتها الخاصة ؟
فقالت روزا
-أجل سيدي
تنهد الشاب بتعب وقال
-يا إلهي كنت أدرك أن هذا ما سيحصل في النهاية
فقالت روزا
-هل ترغب بالتحدث معها الآن سيدي ؟
-لا ليس الآن لأنها سترميني بأقرب شيء تصل له يدها من الأفضل أن أكلمها غدا بعد أن تهدأ
وغادر المكان فيما ضحكت الشابتين باستمتاع لتقول روزا
-مع انني أحب شجاراتهما ولكنني أشعر بالحزن عليه
-معك حق فهو يكون الضحية دائما
وتابعتا طريقهما وسط ذلك الحديث الشيق

تراقصت ألسنة اللهب بخفة لتضيء ظلام الليل وتنشر الدفء وسط ذلك الجو البار وحولها كان داني جالسا يسند ظهره للحائط خلفه فيما يحدق بألسنة النار بشرود، أما آرون فكان جالسا يرتب سهامه ورجالها يتبادلون الحديث فيما كان ديان مقيدا بقيود حديدية من قدميه وساقيه لإحدى الأشجار والتعب باد عليه ، ولكم يقطع ذلك الصمت سوى توقف اثنين من الرجال أمامهم وقال أحدهما
-سيدي
نظر داني إليه وقال
-ما الأمر؟
-سيدي لقد رصدنا تحركات لجنود الجيش الملكي لبيكانتلاي في القسم الشرقي من الغابة
-القسم الشرقي؟
-أجل يا سيدي إنهم يفتشون كل جزء منه
فالتفت داني لديان وقال
-يبدو أنك لم تكن تكذب بشأن شخصيتك
فنظر ديان إليه بهدوء وقال بسخرية
-ولم سأكذب بشأن شخصيتي الحقيقية ؟
-كان هذا مجرد فضول وحسب
تنهد ديان بتعب وقال
-من أنتم؟ ومن الذي أرسلكم لاختطافي؟
فقال آرون بلا اهتمام
-ولم قد نفكر في اختطافك ؟
رمقه ديان ببرود وقال
-لا اعتقد أنكم تريدون أخذي في جولة سياحية
فابتسم الشاب بسخرية وقال
-بالطبع لا
-إذن من الذي أرسلكم ؟
وضع داني يديه خلف رأسه ليقول
-لا أحد
فبدت السخرية في ملامح ديان ليقول
-تريد أن تقنعني أن اختطافكم للملك جاء مصادفة
فقال داني بثقة
-صدق أو لا أجل
رمقه ديان باستغراب وقال
-لماذا؟ ما الذي تريدونه؟
تنهد آرون بتعب وقال
-لم أنت كثير الأسئلة هكذا؟
رمقه ديان بحدة وقال بقوة
-أعتقد أن علي أن أكون كذلك عندما أكون مختطفا أيها الذكي
فقال داني بتفكير مصطنع
-معه حق في هذا
راقبها ديان بيأس وتنهد بتعب ليقول
-يا إلهي مع أي مجموعة من المغفلين أوقعت نفسي هذه المرة ؟
وهنا اعتدل داني في جلسته ليقول
-حسنا حسنا سأخبرك نحن مجموعة من مملكة ليس من الضروري أن تعرف اسمها في الوقت الراهن على الأقل تحسبا لأي خطأ قد يحدث ، مهمتنا كانت العثور على مجموعة من أفضل المقاتلين في البلاد
-ماذا؟
-أجل بدأنا هذه المهمة من شهرين تقريبا وجلنا عدد من الممالك المجاورة لمملكتك الصغيرة هذه ، المطلوب منا كان العثور على عشرة مقاتلين لا يهم من هم أو لأي طبقة ينتمون المهم مهارتهم في القتال باستعمال أي سلاح لا فرق لدينا ، وقد عثرنا على ثمانية وبقي أمامنا اثنين ونحن نجول في بيكانتلاي منذ أسبوع تقريبا ولم نعثر على شيء وكنا قد قررنا اليوم المغادرة إلى جيونساي علنا نجد هدفنا هناك حتى شاهدناك هنا ، بدوت قويا وماهرا وكان من الواجب اختبارك وقد نجحت بتفوق للحقيقة لذا قررنا أن تكون المقاتل التاسع أما العاشر فسنجده غدا في جيونساي ومن ثم نعود للملكة بعد يومين على الأكثر
ونظر لديان ليقول بسخرية
-لذا عليك أن تودعك مملكتك أيها الزعيم فأنت لن تراها بعد اليوم أبدا أبدا
حدق به ديان بدهشة وقال
-ماذا؟
-كما سمعت
وعاد ليسند ظهره للشجرة وقال
-وما أدراك قد تكون نهايتك في حلبة القتال ؟
حدق ديان به بذهول إنه يعرف تماما في يد من وقع

دخل تيان وسوير إلى قاعة الفرقة الذهبية حيث كان سونيا يذرع الغرفة بقلق فيما كانت ديا جالسة بصمت ،التفت الاثنان إليهما لتقول ديا بلهفة
-ما الأخبار؟
جلس الشابان على الأرائك بتعب وقال تيان
-لا فائدة لقد فتشنا كل مكان لم نتمكن من العثور على أحد في القسم الشرقي
رسم هذا الكلام الدهشة على وجه ديا التي قالت
-ما المفترض بهذا أن يعني؟
نظر سوير نحو سونيا الذي كان غارقا في أفكاره وقال
-سونيا ماذا سنفعل الآن ؟
صمت الشاب لبرهة والباقين يراقبونه وما لبث ان رفع وجهه نحوهم وقال
-إذا كان ما سمعته ديا صحيحا عن نيتهم المغادرة إلى جيونساي فمن المفترض أن يكونوا قد اجتازوا الحدود الآن لذا سيكون علينا الذهاب إلى جيونساي لطلب المساعدة
فقالت ديا
-وما الذي سيذهب؟
-أنا
ولكن تيان قال
-لا
نظر سونيا إليه باستغراب وقال
-ماذا؟
-من الأفضل لك أن تبقى هنا وأنا سأذهب مع سوير
-ولكن
فقاطعه سوير قائلا
-أجل يا سونيا على أحدهم تغطية غياب الملك وقائد الفرقة الذهبية هو الوحيد القادر على هذا
نظر الشاب إليهما لبرهة ثم قال
-معكما حق ولكن عليكما إخباري بكل جديد
وهنا ابتسم سوير وقال بمرح
-لا تقلق سيتولى لايو هذه المهمة
نظر الثلاثة إليه باستفهام وقالت ديا
-من ؟
فجاءت الإجابة بصافرة قوية دخل على إثرها ذلك الطائر الذي وصل حجمه لحجم نسر ناضج اكتسى بريش بني انعكست عليه أشعة الشمس لتظهره بلون ذهبي براق فيما كان ذيله مغطى بذلك الريش المذهل ، اتجه الطائر ليحط على كتف سوير الذي داعب رأسه وقال
-ما قولكم؟
ونظر إليهم ليجد الخيبة على وجه سونيا وتيان فيما قالت ديا بحقن
-كم أكرهك سوير

القائدة ياندي
29-01-2010, 11:49
سارت تلك العربة الملكية الفخمة وحولها عدد من الخيول ركبهم رجال داني وداخل العربة كان داني جالسا على أحد المقاعد فيما آرون جالس على المقعد المقابل بصمت وما لبثت العربة أن توقفت فقال داني
-ها قد وصلنا
وتقدم ليزيح الستار عن نافذة العربة حيث شاهد الموكب متوقف أمام مجموعة من جنود جيونساي الذين كانوا يتبادلون الكلام مع الرجال ،تقدم أحدهم نحو العربة ليقول وهو ينظر لداني
-طاب صباحك سيدي
فقال الشاب بابتسامة هادئة
-شكرا لك
-هل لي أن أعرف إلي أين وجهتكم ؟
-نحن متجهون إلى العاصمة لدينا بعض الأعمال
-والاسم من فضلك ؟
فقال الشاب بكل ثقة
-داني لوراينز
-أهلا بك في المملكة سيدي
والتفت لجنوده وقال
-دعوهم يمرون
وبناء على هذا فتح الجنود الحاجز الخشبي الذي تم وضعه ليسمحوا للعربة بالمرور ،وفي الداخل ابتسم داني براحة وقال
-ها قد اجتزنا أكبر عقبة وانحنى للأسفل ليزيل تلك السجادة الثمينة حيث شاهد باب صغيرا ففتحه ليحدق بديان الذي كان داخل صندوق صغير مثبت بالعربة وهو مقيد ومكمم الفم

فتحت أنيا ذلك الصندوق الخشبي المزخرف والمرصع بالأحجار الكريمة لتنظر لثوب الفرسان الأبيض ذاك والذي اتشح بخطوط وزخارف ذهبية مع سيف وغمد ذهبي ،حدقت به لبرهة ثم قالت
-لا يزال بحال جيدة
تأملته قليلا وهي تتحسس قماشه ولكن صوت روزا أرعبها قائلة
-ماذا تفعلين ؟
نهضت الفتاة برعب لتغلق الصندوق بقوة والتفتت لروزا التي كانت خلفها وقالت بقوة
-ماذا؟
نظرت روزا إليها بدهشة وقالت
-ما بك؟ لم ارتعبت هكذا ؟
رمقتها أنيا بلوم وقالت
-إياك أن تفعلي هذا مرة ثانية
-أنا آسفة ولكن إلامَ كنت تنظرين ؟
فبدا الارتباك على أنيا التي بحثت في دماغها عن كذبة ما لتقول أخيرا
-إنه أحد أثواب ساندر
-ماذا؟
-أجل ،لقد—أقصد كنت أتأمله قليلا –أنت تعرفين
وابتسمت بارتباك فقالت روزا بلوم
-اشتقت له بهذه السرعة
وهنا وجدت المخرج فقالت بلهفة
-أجل أجل لقد اشتقت إليه فعلا
ونهضت لتتجه إلى مرآتها وقالت مكملة الكذبة
-وقد كنت أتفقده كي أطفئ هذا الشوق لكي لا أذهب لمصالحته فورا
وجلست أمام المرآة وأمسكت المشط تسرح شعرها بتوتر فقالت روزا باقتناع
-كان عليك أن تجربي هذه الطريقة من زمن طويل
-أجل معك حق
-حسنا يا سيدتي
واتجهت نحو الباب تقول
-السيد ساندر في طريقه لهنا كوني قوية حسنا ؟
فقالت الشابة بقوة
-أكيد
-هذا ما أرغب بسماعه
وخرجت من الغرفة لتصدر أنيا تنهيدة راحة كبيرة وهي تضع يدها على صدرها وقالت
-يا إلهي لقد كان هذا وشيكا
ولكن صوت طرق الباب تناهى لسمعها فأخذت نفسا عميقا وقالت
-تفضل
وعادت لتكمل تسريح شعرها فيما دخل ساندر ليقول
-صباح الخير يا حلوة
ولكنها تجاهلته وتابعت عملها فاتجه الشاب نحوها وقال
-ألا تزالين غاضبة؟
فقالت بصوت بارد
-من ماذا؟
وقف ساندر خلفها ليقول
-أنيا صدقيني هذه كانت فكرة لورانز قال أنك بحاجة لهذه التدريبات
-وأنت طبعا وافقه فورا
-كلا
وأضاف بتفكير
-بعد ساعة من الإقناع
ثم نظر إليها حيث كانت ترمقه بلوم ،تنهد بتعب وقال
-أرجوك أنيا تعرفين أنني لا أحب رؤيتك هكذا
-إذن أنهي هذا الغباء فورا
-لا أستطيع
فقالت بمكر
-إذن استمتع بالسرير لوحدك
وعادت لتنظر للمرآة فراقبها ساندر لدقيقة وما لبث أن قال باستسلام
-حسنا حسنا حسنا
نظرت أنيا إليه بلهفة وقالت
-حقا؟
-أجل
-رائع سان
ونهضت لتعانقه بسعادة وطبعت قبلة عميقة على شفتيه لتقول
-إنني أعشقك
فرمقها بلوم وقال
-فقط عندما أنفذ ما تريدينه
فقالت ببراءة
-ولم الكذب؟ أجل
رمقها الشاب بلوم فتأبطت ذراعه وقالت بمرح
-ماذا ننتظر هيا لنتناول الفطور فأنا جائعة
وخرجت معه وهي تتكلم بحماس وسرور

انطلقت الخيول تجري بأسرع ما لديها وعلى متنها كان تيان وسوير الذي قال
-متى سنصل للمملكة يا تيان؟
-على الأغلب قبل المساء إذا بقينا على هذه السرعة
-هل تعتقد أننا سنلحق بهم
-هذا ما أرجوه يا صديقي

توقفت تلك العربة مع الرجال في الغابة ونزل منها آرون وداني الذي قال
-سأذهب الآن للعاصمة كي أرى على ماذا يمكننا أن نحصل وأنت ابق هنا للحراسة
-حسنا ولكن لا تتأخر لا نملك سوى هذا اليوم من المفترض أن نبدأ برحلة العودة مع الغد
-لا عليك أعرف هذا
وسار للأمام مع رجاله وقال
-أرجو أن نجد هدفنا بأسرع وقت ممكن

دخلت أنيا إلى غرفتها الخاصة وأغلقت الباب خلفها بالمفتاح وقالت بمرح فيما كانت ترقص
-لا يوجد أجمل من قضاء صباح كامل لوحدي مع ساندر
وتوقفت أمام صندوقها لتفتحه وتخرج منه ذلك الثوب، وقفت أنيا أمام المرآة مرتدية ثوب الفرسان فيما شعرها مربوط على شكل ذيل حصان بشريطة ذهبية فيما عدة خصل منه منسدلة على كتفيها وجبينها، حدقت بنفسها لبرهة وقالت
-ممتاز
ووضعت السيف في غمدها واتجهت نحو شرفة الغرفة ونظرت حولها متفقدة المكان حيث كان فارغا فقالت بمكر
-والآن حان الوقت لاستنشاق هواء الحرية
وقفزت من الشرفة على أرض الحديقة بخفة وسارت بحذر وترقب حتى وصلت لمجموعة من الشجيرات تقدمت لداخلها حتى توقفت أمام باب خشبي صغير مخفي عن الأنظار فدفعته بيدها وخرجت منه ليعاد إغلاقه وكأن شيئا لم يكن

سارت أنيا في ساحة العاصمة الرئيسية حيث كان الناس يملأون المكان من باعة وأطفال يلهون معا ،نساء يشترون ورجال يتحدثون ووسط هذا كله توقف بصرها على تلك المجموعة من الشبان الذين التموا مشكلين دائرة حول شابين يتبارزان فقالت
-هذا رائع
واتجهت لتحشر نفسها بينهم وراقبت المعركة لبرهة حتى انتهت بفوز أحدهما وسط هتاف رفاقه بقوة وقال
-من يجرأ أيضا على تحدي سوان العظيم
وعندما لم يتقدم أحد استلت انيا سيفها وقالت
-أنا
نظر الشاب إليها وقال
-ومن حضرتك ؟
فوقفت أمامه متخذة وضعية الهجوم وقالت
-لا داعي للتعارف هل أنت مستعد؟ أم ماذا؟
فقال الشاب بثقة
-ستكون نهايتك الآن
-سنرى
وقبل أن يأخذ وضعية الاستعداد انقضت أنيا عليه بأسلوبها المعتاد والذي يعتمد على أخذ مبدأ الهجوم

القائدة ياندي
29-01-2010, 11:53
سار داني في ساحة العاصمة وهو ينظر حوله حتى توقف أمام تلك المبارزة المشتعلة بين أنيا وخصمها، راقبها لبرهة وهي تهيل له الضربات بقوة وخفة فيما كانت تتفادى ضرباته بكل رشاقة وسهولة حتى أنهت أمره بضربة قاضية فقال
-إنه الشاب المطلوب
أما أنيا فأعادت سيفها لغمدها وقالت
-ها قد انتهى
وغادرت المكان باستمتاع وقبل أن تبتعد كثيرا أوقفها صوته قائلا
-المعذرة
التفتت أنيا إليه حيث تقدم داني نحوها وقال
-كانت مبارزة جيدة إنك بارع
-شكرا لك
-كنت أرغب بأن اطلب منك طلبا إذا سمحت
-بكل سرور وما هو ؟
-في الحقيقة أحتاج للمساعدة أنا جديد في هذه المدينة ولقد أضعت الطريق في الواقع فقد كان من المفترض لي أن أكون في غابة تايسن
-غابة تايسن إنني اعرفها سيكون من دواعي سروري أخذك إلى هناك
فابتسم الشاب بمكر وقال
-وأنا كذلك

نهض ساندر عن مكتبه ليتجه نحو تيان وسوير الذان وقفا أمام مكتبه وقال
-يا لهذه المفاجأة
ليعانقهما بحرارة وقال
-لقد اشتقت لكم فعلا
فقال تيان ممازحا
-لو كنت كذلك لسألت علينا
فابتسم ساندر وقال
-ماذا أفعل مشاغل العمل ؟
فقال سوير
-آه طبعا فأنت الملك
-كما ترى تفضلا
جلس الثلاثة على الأرائك ليقول تيان
-وأين زوجتك المهملة تلك ؟
-لا اعرف في الحقيقة ولكن انتظرا، بيتر
فتح بيتر الباب ليدخل بانحنائة احترام وقال
-أمرك سيدي
هلا استدعي لي أنيا
-في الحال سيدي
وما أن هم بالخروج حتى دخلت روزا لتقول
-سيدي
نظر ساندر إليها وقال
-ما الأمر؟
تقدمت لتقف أمامه وقالت بارتباك
-السيدة أنيا ليست هنا
بدا الاستفهام على وجهه وقال
-ماذا تقصدين؟
-لا أعرف لقد بحثن عنها في كل أنحاء القصر مع نوار بلا جدوى
-هذا غريب
-آه هناك شيء آخر
-ما هو؟
-ثوبك اختفى
-أي ثوب؟
-إنه ثوب فارس ابيض مذهب كانت تحتفظ به السيدة في صندوقها في الغرفة الخاصة وقد قالت أنه لي
فقال سوير بشك
-ثوب أبيض مذهب
نظر الثلاثة لبعضهم ليقول تيان بشك
-ألا يذكركم هذا بشخص ما ؟
فقال ساندر بخيبة
-أجل
وأعطى إشارة من يده ليخرج بيتر وروزا وقال
-رينيه
فقال تيان باستغراب
-ولكن ألم تقل أنها تخلصت من كل شيء يتعلق برينيه ؟
فتنهد ساندر بتعب وقال
-لا يبدو أنها فعلت
وتابع باستيعاب
-هذا هو سبب اختفائها المتكرر فجأة
نظر سوير إليه ليقول
-هل هذا يعني أنها ليست أول مرة ؟
فهز الشاب رأسه نفيا ليقول تيان بسخرية
-يا لك من مسكين
-أجل أجل أعرف هذا المهم الآن دعانا من أنيا ستعود قريبا أخبراني ما أخبار سونيا وديان وديا ؟
فقال سوير
-ديا وسونيا بخير أما ديان
وبدا التردد عليه فقال ساندر بقلق
-ماذا حدث؟
فقال تيان
-في الحقيقة .
نظر ساندر إليهما لبرهة وقال
-هكذا إذن
هز تيان رأسه إيجابا وقال
-نعتقد أنهم داخل المملكة الآن وعلى الأغلب في مدينة توياس فهي على الحدود مع الغابة الشرقية لبيكانتلاي ونريد منك المساعدة في العثور عليهم
-بكل تأكيد سنفعل هذا
فقال سوير
-إذن من الأفضل لنا أن نسرع فلا نملك الكثير من الوقت

أغلق داني باب العربة خلفه وقال
-هيا انطلقوا وحول نظره لداخل العربة حيث كانت أنيا فاقدة للوعي على أحد المقعدين وقال
-وأخيرا أنهينا هذه المهمة
ونظر لآرون الذي قال
-والآن وقت العودة للمنزل

وقف ساندر مع تيان وسوير أمام حرس الحدود الذي قال قائدهم
-أجل لقد مرت عربة من هنا صباحا وكان داخلها فارس قال أن اسمه هو داني لوراينز وقد كان شابا بشعر أسود وعينين سوداوين أما العربة فكانت بنية ستائر نوافذها من اللون الأحمر ورسمت عدة زخارف
فقال ساندر
-حسنا شكرا لك
وغادر مع تيان وسوير المكان على ظهر خيولهم ليقول تيان
-لا بد أنهم هم شاب بشعر أسود وعينين سوداوين واسمه داني إنه وصف ديا نفسه
فقال ساندر
إذا كانوا قد دخلوا المدينة في الصباح فأراهن أنهم قد غادروها أيضا
-إذن ما العمل الآن كيف سنعثر عليهم ؟
فقال سوير
-انا لدي فكرة
نظر الشابين إليه باستفهام ولكنه أطلق صافرة طائره فقال تيان بخيبة
-سوير أهذا وقت اللعب
أما ساندر فقال باستفهام
-ماذا؟
اتجه لايو نحوهم ليحط على يد سوير الذي تمتم بأصوات أشبه بأصوات الطيور لبرهة وما لبث ان هز الطائر جناحيه بقوة دلالة على فهمه طلب صاحبه وانطلق يحلق في الفضاء فيما قال سوير
-سيدساعدنا لايو على البحث أن بصره ممتاز
فقال تيان بخيبة
-سوير غنه مجرد طائر
فقال سوير بلا اهتمام
-لا أنكر ولكنه ذكي جدا
وتابع بجدية
-إنه أذكى من سونيا حتى
وهنا ضحك ساندر بخفة فيما هز تيان رأسه بيأس وقال
-لا فائدة منك أبدا
ثم نظر نحو ساندر وقال
-هل تعتقد انهم قد يغادرون المملكة ؟
-في حال قرروا هذا هناك ثلاث ممالك تحدنا جمهوية رياند ومملكة سوكا والجمهورية التريالية وفي كل حال سآمر بنشر الحراس على كل الحدود لمنع احد من الدخول أو الخروج مهما حدث
فقال تيان
-أرجو أن يكون هذا كافيا
وتابع الثلاثة طريقهم وداخلهم أمنية بالعثور عليه قبل فوات الأوان
نزل داني مع آرون من العربة ليأخذ الأول نفسا عميقا وقال
-والآن وقت المغادرة
وألقى بنظره على تلك السفينة الضخمة التي استقرت في الميناء



أوك
ان شاء الله لهون البارت يعجبكم
وينول رضاكم
وكما عودتكم جميعا
1-من هؤلاء حسبما فهم ديان ؟
2-إلى أين وجهتهم ؟
3-ما توقعاتكم للأحداث القادمة؟
4-ما رأيكم بالبارت الجديد؟
ناطرة ردودكم
اوك
سلااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااك

مجوكـهـ
29-01-2010, 12:22
حجز الأولى .. وسأعود اليوم بإذن الله ^^"

Śummєя
29-01-2010, 13:25
حجز الثانية ^_^

لي عودة إن شاء الله

Japanese cool
29-01-2010, 19:11
الحين ما فيني أتكلم<<<مع إني كثيرة كلام

المهم بنروح للأسئلة مباشرة

1-من هؤلاء حسبما فهم ديان ؟
أبو يامن و ومساعدو ما أتذكر إسمو
2-إلى أين وجهتهم ؟
روما
3-ما توقعاتكم للأحداث القادمة؟
ساندر يجن جنونوا وهو يدور على حبيبي و و وأينا تفق مع ديان إنهم يهربون بس ما يقدرو<<<مخي مقفل مع الدراسة
4-ما رأيكم بالبارت الجديد؟
مثل كاتبته

CℓΌσя
29-01-2010, 19:39
حجز الثالثهـ ..~

Śummєя
30-01-2010, 13:08
هلا سمور
انا كويسة
وانت شو أخبارك
هلا ^_^
دوم يا رب
انا الحمد لله تمام


بعرف
مريت بفترة ركود فكري زي ما بقولوا:d
:ضحكة: ، اول مرة اسمع بالركود الفكري



وراح تحبيه أكتر لقدام
هادا وعد
[ :أوو: ، :أوو: ، :أوو: ] >> ما بقول غير شئ



بنصحك بداني
لأنه مخبية كتير أشياء لديان
وانا متأكدة إنك ما راح تحبيها

لا يزال الاثنان تحت الاختبار :نوم:
ديان ، لا بليز يانو .. لا تعمليله اي شئ
تدرين ليش ؟؟ انا اقول لك
لانه يذكرني بحبيبي >> تذكريه :أوو: ؟؟


المهم نرجع الان إلا البارت ..
وربي ياندي شو هذا ؟؟ ما شاء الله الاحداث كلها اكشن ::سعادة::
يسلمووو على التكملة الروووعة يا عسل


-يا إلهي مع أي مجموعة من المغفلين أوقعت نفسي هذه المرة ؟
:ضحكة: بقيت اضحك على هذه الجملة لساعات :ضحكة:



أغلق داني باب العربة خلفه وقال
-هيا انطلقوا وحول نظره لداخل العربة حيث كانت أنيا فاقدة للوعي على أحد المقعدين
:مندهش: ، مسكينة انيا ، كل هذا لانها ما تسمع كلام زوجها ><


1-من هؤلاء حسبما فهم ديان ؟
اعتقد اشخاص بيبحثوا عن مقاتلين لتسلية الجماهير في حلبات القتال :موسوس:

2-إلى أين وجهتهم ؟
انا مع ميما ، وجهتهم روما

3-ما توقعاتكم للأحداث القادمة؟
ما اعرف ، الله اعلم شو اكو براسك !! :مرتبك:

4-ما رأيكم بالبارت الجديد؟
وهل يحتاج هذا إلا سؤال ؟؟ كل شئ من يداك روووعة ::سعادة::


إذا تتأخري بالبارت الجاي بذبحك :غول: متحمــــــــــسة لاخر درجة ^.^

khouloud
30-01-2010, 16:08
القصة في قمة الروعة أتمنى أن تتقبليني قارئة لقصتك الرائعة
وان تتقبلي مروري
شكرا تحياتي لك

العميلة الأولى
02-02-2010, 08:15
هلا ياني
كيفك
البارت روعة
بس مسكين ساندر راح تكون صدمة قوية
وناطرة التكملة

تحياتي

kurapika girl
04-02-2010, 06:19
صبـــاآإحـــووو ,, || ::سعادة:: ||

سلااآإمـ,,

ياآإنديـ باآإنديـ,,

صراآإحهـ أحلى مفاآإجأـهـ,,

رووووووووووووووووعهـ,,

أنـــا لما شفتـ العنواآإنـ وجهيـ ساآإر كذا ~> || :eek: ||

عجبتنيـ كثيييييييييييييييير ,,

قرأتـ القصصهـ,,

بسـ ليـ عودـهـ,,

و ,,

ماآإهيـ قريبهـ للأسفـ,, || :mad: ||

علشاآإنـ الإمتحاآإناآإتـ,,

سلااآإمووووووووووووووو ,,

Śummєя
06-02-2010, 08:52
يانو ؟؟ :موسوس:

القائدة ياندي
06-02-2010, 17:23
الحين ما فيني أتكلم<<<مع إني كثيرة كلام

أوك
ما يهمك

المهم بنروح للأسئلة مباشرة

1-من هؤلاء حسبما فهم ديان ؟
أبو يامن و ومساعدو ما أتذكر إسمو

:rolleyes::rolleyes:

2-إلى أين وجهتهم ؟
روما
3-ما توقعاتكم للأحداث القادمة؟
ساندر يجن جنونوا وهو يدور على حبيبي و و وأينا تفق مع ديان إنهم يهربون بس ما يقدرو<<<مخي مقفل مع الدراسة
4-ما رأيكم بالبارت الجديد؟
مثل كاتبته

مرسي للمرور ميما

القائدة ياندي
06-02-2010, 17:31
هلا ^_^
دوم يا رب
انا الحمد لله تمام

ان شاء الله على طول
:ضحكة: ، اول مرة اسمع بالركود الفكري

:d هادا خاص فيي


لا يزال الاثنان تحت الاختبار :نوم:
ديان ، لا بليز يانو .. لا تعمليله اي شئ
تدرين ليش ؟؟ انا اقول لك
لانه يذكرني بحبيبي >> تذكريه :أوو: ؟؟

ولو
أكيد بتذكره ::جيد::

المهم نرجع الان إلا البارت ..
وربي ياندي شو هذا ؟؟ ما شاء الله الاحداث كلها اكشن ::سعادة::
يسلمووو على التكملة الروووعة يا عسل

مرسي يا قمر


:مندهش: ، مسكينة انيا ، كل هذا لانها ما تسمع كلام زوجها ><

والقادم اعظم

1-من هؤلاء حسبما فهم ديان ؟
اعتقد اشخاص بيبحثوا عن مقاتلين لتسلية الجماهير في حلبات القتال :موسوس:

::جيد::::جيد::::جيد::

2-إلى أين وجهتهم ؟
انا مع ميما ، وجهتهم روما

:d:d:d

3-ما توقعاتكم للأحداث القادمة؟
ما اعرف ، الله اعلم شو اكو براسك !! :مرتبك:

:مكر:

4-ما رأيكم بالبارت الجديد؟
وهل يحتاج هذا إلا سؤال ؟؟ كل شئ من يداك روووعة ::سعادة::


إذا تتأخري بالبارت الجاي بذبحك :غول: متحمــــــــــسة لاخر درجة ^.^

اوك يا قمر
سلااااااااااااااااااااااااااااااااام

القائدة ياندي
06-02-2010, 17:33
القصة في قمة الروعة أتمنى أن تتقبليني قارئة لقصتك الرائعة
وان تتقبلي مروري
شكرا تحياتي لك

هاي
أهلا وسهلا فيك أكيد

القائدة ياندي
06-02-2010, 18:06
صبـــاآإحـــووو ,, || ::سعادة:: ||

سلااآإمـ,,

ياآإنديـ باآإنديـ,,

هلا كورا
كيفك يا بنت

صراآإحهـ أحلى مفاآإجأـهـ,,

رووووووووووووووووعهـ,,


تسلمي يا قمر

أنـــا لما شفتـ العنواآإنـ وجهيـ ساآإر كذا ~> || :eek: ||

عجبتنيـ كثيييييييييييييييير ,,

هادا المطلوب

قرأتـ القصصهـ,,

بسـ ليـ عودـهـ,,

و ,,

ماآإهيـ قريبهـ للأسفـ,, || :mad: ||

علشاآإنـ الإمتحاآإناآإتـ,,

ما يهمك

سلااآإمووووووووووووووو ,,

سلااااااااااااااااااااااااااااااااااااام

H I N A T A
06-02-2010, 21:00
ماشاء الله
القصه رائعه

القائدة ياندي
07-02-2010, 17:57
هاي
كيفكم جميعا
مرسي على الردود
وان شاء الله البارت الجاي يعجبكم كمان



وقف ساندر مع تيان وسوير أمام حرس الحدود الذي قال قائدهم
-أجل لقد مرت عربة من هنا صباحا وكان داخلها فارس قال أن اسمه هو داني لوراينز وقد كان شابا بشعر أسود وعينين سوداوين أما العربة فكانت بنية ستائر نوافذها من اللون الأحمر ورسمت عدة زخارف
فقال ساندر
-حسنا شكرا لك
وغادر مع تيان وسوير المكان على ظهر خيولهم ليقول تيان
-لا بد أنهم هم شاب بشعر أسود وعينين سوداوين واسمه داني إنه وصف ديا نفسه
فقال ساندر
إذا كانوا قد دخلوا المدينة في الصباح فأراهن أنهم قد غادروها أيضا
-إذن ما العمل الآن كيف سنعثر عليهم ؟
فقال سوير
-انا لدي فكرة
نظر الشابين إليه باستفهام ولكنه أطلق صافرة طائره فقال تيان بخيبة
-سوير أهذا وقت اللعب
أما ساندر فقال باستفهام
-ماذا؟
اتجه لايو نحوهم ليحط على يد سوير الذي تمتم بأصوات أشبه بأصوات الطيور لبرهة وما لبث ان هز الطائر جناحيه بقوة دلالة على فهمه طلب صاحبه وانطلق يحلق في الفضاء فيما قال سوير
-سيدساعدنا لايو على البحث أن بصره ممتاز
فقال تيان بخيبة
-سوير إنه مجرد طائر
فقال سوير بلا اهتمام
-لا أنكر ولكنه ذكي جدا
وتابع بجدية
-إنه أذكى من سونيا حتى
وهنا ضحك ساندر بخفة فيما هز تيان رأسه بيأس وقال
-لا فائدة منك أبدا
ثم نظر نحو ساندر وقال
-هل تعتقد انهم قد يغادرون المملكة ؟
-في حال قرروا هذا هناك ثلاث ممالك تحدنا جمهوية رياند ومملكة سوكا والجمهورية التريالية وفي كل حال سآمر بنشر الحراس على كل الحدود لمنع احد من الدخول أو الخروج مهما حدث
فقال تيان
-أرجو أن يكون هذا كافيا
وتابع الثلاثة طريقهم وداخلهم أمنية بالعثور عليه قبل فوات الأوان

نزل داني مع آرون من العربة ليأخذ الأول نفسا عميقا وقال
-والآن وقت المغادرة
وألقى بنظره على تلك السفينة الضخمة التي استقرت في الميناء

جلست ديا أمام مكتب سونيا حيث كان الأخير جالسا يمسك ورقة يقرأها فيما كان لايو جالسا على المكتب يحدق به أنهى سونيا قراءة الرسالة وقال بسخط
-تبا
هذه الكلمة رسمت القلق في نفس ديا التي قالت
-ماذا؟ هل حدث مكروه ما ؟
-كلا ولكنهم لم يعثروا على ديان بعد
-آه
أمسك سوني قلما وورقة ليخط عليها بعض الكلمات وما لبث أن ربطها بساق لايو وقال
-أوصلها لسوير هيا
ففرد الطائر جناحيه وحلق مغادرا المكان من النافذة فيما قال سونيا
-علينا أن نجد حلا لتفسير غياب ديان طوال الفترة القادمة
-أتفكر في شيء ما ؟
فصمت الشاب لبرهة وما لبثت أن خطرت تلك الفكرة بباله فقال
-لقد وجدتها
-ماذا؟
نظر سونيا إليها وأردف
-سنثير إشاعة صغيرة ديان يخطط للزواج ويريد واحدة من فتيات المملكة لذا يقوم كل يوم بزيارة سرية للمدن متنكرا في هيئة شاب عادي من أجل البحث عن الفتاة المطلوبة وأثناء ذلك أوكل مهام إدارة القصر لي أنا
رمقته ديا ببرود وقال
-أتعرف ماذا سيفعل ديان بك عندما يعلم بهذا
فقال سونيا برجاء
-ليعد أولا وأنا مستعد لتلقي العقاب لنهاية حياتي
فتنهدت ديا بتعب وقالت
-معك حق

دخل لورانز إلى مكتب ساندر حيث كان جالسا مع صديقيه يتحدثون باهتمام وقال
-سيدي
نظر الثلاثة إليه وقال ساندر
-ما الأمر لورانز؟
-سيدي هل تعرف أين الملكة ؟
راقبه ساندر بدهشة وقال
-ماذا؟ ألم تعد بعد ؟
-كلا هل تعرف إلى أين ذهبت ؟
-لا لا أعلم كل ما أعرفه هو أنها خرجت بعد أن تناولنا الإفطار معا
-هذا غريب ليس من عادتها البقاء خارجا حتى هذا الوقت المتأخر من الليل أيها الملك علينا أن نتصرف
كلامه هذا زاد من القلق الذي داخل ساندر فقال
-استدع لي باتريك حالا
-حاضر
وخرج من المكتب فقال تيان
-هل تعتقد أن شيء ما قد حدث معها ؟
-أظن هذا ليس من عادتها التأخر خارج القصر حتى هذه الساعة
فقال سوير
-وماذا ستفعل ؟
-يجب ان أجدها مهما كلف الأمر
وهنا دخل باتريك للمكتب وقال
-ما الذي يحدث أيها الملك ؟
نظر ساندر إليه وقال
-باتريك أنيا لم تعد للقصر حتى الآن
وهنا اعتلت الدهشة وجه الرجل الذي قال
-ماذا؟
-أجل لذا جهز فرسان الحماية حالا يجب أن نعثر عليها
-حاضر
وخرج من المكتب فيما نهض ساندر وقال
-أرجو أن تعذراني يا رفاق أنا مطر للمغادرة
فنهض الشابين ليقول تيان
-سنرافقك
-حسنا هيا بنا
وخرج ثلاثتهم من المكتب مسرعين

استمرت عمليات البحث عن أنيا طوال الليل وأكمل بنهار اليوم التالي شارك فيه الجيش الملكي وفرقة الحماية الخاصة بالملك والملكة ولكن كل هذا لم يؤدي لنتيجة إيجابية بل على العكس تماما لم يتم العثور على أي اثر للملكة المفقودة

القائدة ياندي
07-02-2010, 18:06
جلس ساندر على مكتبه بتعب فيما كان باتريك ولورانز يقفا أمامه أما سوير وتيان فكانا جالسن على المقاعد أمام المكتب وقال الشاب بتعب
-يا إلهي لست أفهم أين يمكن أن تكون قد اختفت
فقال بارتريك
-لا تقلق يا سيدي لا يزال جنودنا يبحثون وبكل تأكيد سيعثرون عليها
-أرجو هذا
ورفع نظره نحوهما وقال
-يمكنكما الذهاب للراحة لقد نلتما كفايتكما من التعب اليوم
فانحنى الرجلان أمامه وغادرا المكان دون كلمة أخرى فيما نظر سوير إليهما وقال
-ما العمل الآن؟
هز ساندر رأسه بحيرة وقال
-لا أعرف
ولكن تيان نظر إليه وقال
-أعتقد أن لدي طريقة ما ؟
وهنا التفت الشابان له بلهفة وقال ساندر
-ما هي ؟
-طوال الفترة الماضية كنا نبحث عن أنيا بصفتها الملكة ولكن ألم نقل أنها ربما تكون قد خرجت بصفتها رينيه
فقال سوير
-أجل على ما أذكر
-ولهذا أعتقد أن علينا البحث عنها مرة ثانية بصفتها رينيه وليس أنيا
فقال ساندر
-معك حق سننشر لرينيه صورا في كل أنحاء المملكة مع مكافأة مجزلة لمن يدلي بمعلومات عنه
فقال سوير
-ولكن أتملك أي صور لرينيه؟
-أجل هناك لوحة رسمت لأنيا بلباس رينيه قبل زواجنا وهي في غرفتها الخاصة
وهنا قال تيان
-وما الذي ننتظره إذن؟


انتشرت تلك الملصقات الإعلانية التي تحمل صورة رينيه في كل أنحاء المملكة مع الصباح وخصوصا في الساحة الرئيسية في العاصمة وأمام إحداها وقف سوان مع رفيقه ينظران لها وقال الثاني
-سوان أليس هذه هو الشاب الذي هزمك في آخر مبارزة ؟
فنظر الشاب للصورة بحقد وقال
-أجل إنه هو
-انظر لهذه المكافأة
وهنا حدق سوان بذلك الرقم وتجلى السرور في وجهه وقال
-ألف قطعة لمن يدلي بأي معلومات عنه
ونظر لرفيقه الذي قال
-لا بد أن هذا سيكون يوم حظنا ما قولك
-ولم لا هيا بنا
وأسرعا بالركض مسرعين نحو القصر

وأمام مكتب ساندر الذي جلس عليه وأمام سوير وتيان وقف سوان ورفيقه وقال
-اجل يا سيدي لقد بارزني هذا الشاب قبل يومين وخسرت أمامه
فقال ساندر
-وماذا حدث بعدها؟
فقال الشاب الآخر
-لقد رأيته يبتعد بعدها مع شاب غريب
رسمت هذه الكلمات الانتباه على وجوه الشبان الثلاثة وقال تيان
-هل لك أن تصفه
-حسنا أذكر انه كان يمتلك شعر أسود وكانت عينيه سوداوين على ما أعتقد وقد كان يرتدي ثوب للمقاتلين أكثر من كونه ثوبا للفرسان
تبادل الشبان الثلاثة نظرات الدهشة وقال سوير
-هل يعقل
ولكن دخول لايو للمكتب من النافذة لفت انتباههم تقدم الطائر ليجلس على يد صاحبه وبدأ يصدر عدة أصوات استمع لها سوير باهتمام مما رسم الدهشة على وجهه ونظر لرفيقيه وقال
-لقد عثر لايو على العربة

وأمام العربة التي استقرت على الميناء وقف الشبان الثلاثة ينظرون إليها بخيبة فيما ضغط ساندر على يده بغضب وقال
-أنيا

أغلق سونيا تلك الرسالة بين يديه وصمت لبرهة قبل أن يقول
-يا إلهي هذه مصيبة
فيما حافظت ديا التي جلست أمامه على الصمت دون كلمة أخرى

تقدمت السفينة من تلك الموانئ وعلى سطحها وقف داني وهو يراقب البحر بهدوء فيما بعثر النسيم خصل شعره حول وجهه تقدم آرون ليقف بجانبه وقال
-إنني أحتاج لجلسة تدليك طويلة بعد هذه المهمة
نظر داني إليه ليقول بمرح
-معك حق لقد كانت عملية طويلة جدا وصعبة
وتابعا النظر للميناء حتى استقرت السفينة فيه فوقف الشابان ينظران لمجموعة الاستقبال تلك والتي تكونت من ثلاث أشه\خاص شابتين ارتديتا ثياب الفرسان فيما انسدل شعرهما الطويل المصبوغ بالبني على ظهرهما الأولى بدت القوة في ملامحها والثانية كان المرح باد عليها فيما كان الثالث شابا وقف يراقب السفينة بهدوء وهي تستقر في الميناء فيما شعره البني الغامق منسدل على كتفيه راقبهم ديان بسرور وصاح بقوة
-مرحبا يا رفاق
نظرت الشابة إليه وقالت بمرح
-مرحبا داني
ولوحت له بحماس فيما نزل الشابين من الباخرة نحوهم وقال آرون
-ما أخباركم ؟
ونظر لرفيقه الذي قال
-كيف كانت باقي الرحلة؟
-يمكنك القول أنها ممتازة كوني
-هذا يبعث على الراحة
فيما قالت الشابة الثانية
-هل المقاتلين جيدين ؟
فقال داني بمكر
-سيكونان مفاجأة هذه السنة ريما
-ولم أنت واثق هكذا ؟
فقال بغرور
-لأنني أثق باختياراتي جيدا
رمقته ريما بلوم بينما ضحكت لانا وقالت
-وأين هما الآن ؟
فقال آرون وهو يمط يديه
-إنهما في غرف الاحتجاز الخاصة لقد فضلنا عزلهما عن بعضهما
رفع كوني نظره نحو السفينة حيث شاهد عدد من الجنود يقودون ديان الذي كان مقيدا بينهما وقال
-أهذا أولهما ؟
فقال داني مع ابتسامة ماكرة
-وأهمهما
نزل ديان مع سجانيه حتى وصلوا لأرض الميناء بجانب داني ورفاقه بالتحديد فرمقته ريما بتمعن وقالت
-لا يبدو لي بكل تلك البراعة داني
رفع ديان بصره نحوهم لينظر إليهم باشمئزاز وبدت ابتسامة ساخرة على وجهه ولم يعلق مما رسم الغضب على وجه ريما التي قالت بحدة
-ما الذي يضحكك هكذا أيها الغبي ؟
ولكن ديان لم يجب بل تنهد ببرود وقال
-لا علاقة لك
-ماذا؟
وهمت بالتقدم منه ولكن لانا وكوني أمسكاها لتقول الأولى
-اهدئي يا ريما اهدئي
ولكنها قالت بغضب
-دعيني أعلم هذا المغفل درسا
فقال كوني مهدئا إياها
-لا تكوني غبية تمالك أعصابك
ولكن الغضب اشتعل في جسدها بشدة حين شاهدت نظرات ديان الساخرة والمستفزة التي وجهها نحوها وأدار وجهه عنها ليقول
-تعلمي مع من تعبثين أولا
وسار مع الجنود مغادرا المكان فصرخت ريما بغضب
-ستندم على هذا أيها الوغد ستندم
وما أن ابتعد عن نظرها حتى تركها كوني ولانا لتقول الأولى
-ريما
ولكن الشابة التفتت لدانر وآرون بغضب وقالت بحدة
-من أين أحضرتما سليط اللسان ذاك ؟
فابتسم داني بمرح وقال
-من بيكانتلاي
-سحقا لكما وله ستندمان على هذا
ولكن آرون قال بسخرية
-وما ذنبنا غن كنت قلقلة الحيلة يا ريما ؟
ولكن نظرتها الحادة تلك أصمتته فهمس كوني في أذنه قائلا
-لا تضع نفسك في هذا الموقف خذها نصيحة
-صدقني أدرك هذا
فيما نظرت لانا إلى أنيا التي قادها عدد من الجنود نحوهم وقالت بإعجاب
-هذا الشاب وسيم جدا
فنظر الباقون إليها فيما كانت تحاول أن تفلت من قبضة حراسها الذين واجهوا بعض الصعوبات في السيطرة عليها وما لبثوا أن توقفوا أمامهم ليقول داني
-ألم تهدأ حتى الآن
لم تكن أنيا بمزاج يسمح لها بالمزاح فقالت بحدة
-ما رأيك أن تغلق فمك الكبير هذا ؟ فلا رغبة لي حقيقة بسماع ثرثرتك الخرقاء أيها المعتوه
راقبها الباقين بدهشة من عدا لانا التي قالت بإعجاب
-يعجبني كلامه
فيما قال كوني
-يبدو لي أنك من هواة المشاكل
نظرت أنيا إليه بحقد وقالت بينما تحاول التخلص من سجانيها
-تعال إلى هنا وسأريك ما معنى المشاكل أيها المتبجح
رمقها كوني بدهشة فيما قالت ريما برضى
-ليس شابا سيئا
تقدمت لانا نحوها لتقف أمامها وقالت مبتسمة
-مرحبا بك هنا
ولكن أنيا رمقتها ببرود وقالت
-ابتعدي من أمامي أيتها الحمقاء
مع هذه الكلمات تجمدت لانا مكانها فيما ضحكت ريما برضى كما فعل كوني وأرون أما داني فأخفى ضحكته بصعوبة وقال
-هذا ليس من نوعك المفضل لانا صدقيني
ضغطت الشابة على يديها بغضب فيما احمر وجهها بإحراج ونظرت لأنا لتقول
-ستندم على هذا
وانقضت عليها بقوة ولكن أنيا أخفضت جسدها لتصيب اللكمة الحراس خلفها وسرعان ما وجهت ركلة للانا في معدتها لتسقطها أرضا فيما الباقين يراقبون بدهشة، نظرت أنيا لغريمتها الملقاة أرضا وقالت بحدة
-لا فرق عندي في ضرب شاب أو فتى هل هذا واضح ؟
نهضت لانا عن الأرض وهي ترمقها بغضب وقالت
-ستدفع الثمن غاليا
فهزت الشابة كتفها بلا اهتمام وقالت
-حاولي
وهنا تقدم داني ليمسك بها وقال
-إنك تحتاج لمعاملة خاصة أيها المتعجرف
وما أن أمسك بها حتى ثارت بغضب وصرخت بقوة
-ابتعد عني أيها النجس
ولكن داني ضغط على يدها بقوة كبيرة كان على وشك دفعها للصراخ ولكن أنيا تمالكت نفسها وكتمت ألمها فقال داني
-هذا أفضل لا أريد أن أسمع صوتك بعد الآن
ودفعها أمامها وقال
-تحرك
وهنا قال آرون
-انتظرني يا دان
وتبعه ليغادرا المكان فيما نظر كوني للسفينة وقال
-يبدو أن هذه المرة ستكون مختلفة تماما

kurapika girl
11-02-2010, 17:37
مســـاآإؤوو ,, || ::سعادة:: ||

سلااآإمـ,,

ياآإنديـ باآإنديـ,,

كيفكـ؟!

أخباآإركـ؟!

كيفـ المدرسهـ؟!

الباآإرتـ,,

حماآإسـ حماآإسـ,,

و ,,

أنيا عن ألفـ رجاآإلـ,,

ماشاآإللـــهـ عليها ,,

ماينخاإفـ عليها ,,

و ,,

ماآإفـيـ واآإجبـ؟!!! ,,

و ,,

ننتظر الجاآإيـ بفاآإرغـ الصبر ,,

سلااآإمووووووووووووو ,,

sho0osho0o cute
15-02-2010, 09:32
القصة روووعة بانتظار التكملة

CℓΌσя
25-02-2010, 13:18
غريبهـ يآنو مآ عآد حطيتي أسسئلهـ ..~

النآسس تقول سسلآم ..~

المهم كيفك ..؟

إن ششآ ءالله كويسسهـ ..~

البآرت مرآ حلو مآ ششآء الله ..~

تسسلم ايديك ..~

سسلآم ..~

وأنتظر البآرت بفآرغ الصبر ..~

سسلآمو ..~

khouloud
27-02-2010, 15:43
البارت كان في قمة الروعة
لاتتأخري في وضع البارت الجاي
شكراااااا

القائدة ياندي
11-04-2010, 16:27
مســـاآإؤوو ,, || ::سعادة:: ||

سلااآإمـ,,

ياآإنديـ باآإنديـ,,

كيفكـ؟!

أخباآإركـ؟!

كيفـ المدرسهـ؟!

الباآإرتـ,,

حماآإسـ حماآإسـ,,

و ,,

أنيا عن ألفـ رجاآإلـ,,

ماشاآإللـــهـ عليها ,,

ماينخاإفـ عليها ,,

و ,,

ماآإفـيـ واآإجبـ؟!!! ,,

و ,,

ننتظر الجاآإيـ بفاآإرغـ الصبر ,,

سلااآإمووووووووووووو ,,

هلا كورا
كيفك يا قمر
شو أخبارك
زمان عنك
مبسطوة لانك حبيتيه
تسكلي يا قمر


القصة روووعة بانتظار التكملة

مرسي



غريبهـ يآنو مآ عآد حطيتي أسسئلهـ ..~

النآسس تقول سسلآم ..~

المهم كيفك ..؟

إن ششآ ءالله كويسسهـ ..~

البآرت مرآ حلو مآ ششآء الله ..~

تسسلم ايديك ..~

سسلآم ..~

وأنتظر البآرت بفآرغ الصبر ..~

سسلآمو ..~

هلا لولو
كيفك
شو أخبارك
بعرف يا بنت
بس شو أسوي يمكن ما في أسئل كتيرة أولها
مرسي للمرور يا قمر



البارت كان في قمة الروعة
لاتتأخري في وضع البارت الجاي
شكراااااا

مرسي كتير

القائدة ياندي
11-04-2010, 16:30
هاي
كيفكم
شو الاخبار
سوري على الغيبة الطويلة
بس ا شاء الله التكملة تعجبكم

وأمام العربة التي استقرت على الميناء وقف الشبان الثلاثة ينظرون إليها بخيبة فيما ضغط ساندر على يده بغضب وقال
-أنيا

أغلق سونيا تلك الرسالة بين يديه وصمت لبرهة قبل أن يقول
-يا إلهي هذه مصيبة
فيما حافظت ديا التي جلست أمامه على الصمت دون كلمة أخرى

تقدمت السفينة من تلك الموانئ وعلى سطحها وقف داني وهو يراقب البحر بهدوء فيما بعثر النسيم خصل شعره حول وجهه تقدم آرون ليقف بجانبه وقال
-إنني أحتاج لجلسة تدليك طويلة بعد هذه المهمة
نظر داني إليه ليقول بمرح
-معك حق لقد كانت عملية طويلة جدا وصعبة
وتابعا النظر للميناء حتى استقرت السفينة فيه فوقف الشابان ينظران لمجموعة الاستقبال تلك والتي تكونت من ثلاث أشخاص شابتين ارتديتا ثياب الفرسان فيما انسدل شعرهما الطويل المصبوغ بالبني على ظهرهما الأولى بدت القوة في ملامحها والثانية كان المرح باد عليها فيما كان الثالث شابا وقف يراقب السفينة بهدوء وهي تستقر في الميناء فيما شعره البني الغامق منسدل على كتفيه راقبهم ديان بسرور وصاح بقوة
-مرحبا يا رفاق
نظرت الشابة إليه وقالت بمرح
-مرحبا داني
ولوحت له بحماس فيما نزل الشابين من الباخرة نحوهم وقال آرون
-ما أخباركم ؟
ونظر لرفيقه الذي قال
-كيف كانت باقي الرحلة؟
-يمكنك القول أنها ممتازة كوني
-هذا يبعث على الراحة
فيما قالت الشابة الثانية
-هل المقاتلين جيدين ؟
فقال داني بمكر
-سيكونان مفاجأة هذه السنة ريما
-ولم أنت واثق هكذا ؟
فقال بغرور
-لأنني أثق باختياراتي جيدا
رمقته ريما بلوم بينما ضحكت لانا وقالت
-وأين هما الآن ؟
فقال آرون وهو يمط يديه
-إنهما في غرف الاحتجاز الخاصة لقد فضلنا عزلهما عن بعضهما
رفع كوني نظره نحو السفينة حيث شاهد عدد من الجنود يقودون ديان الذي كان مقيدا بينهما وقال
-أهذا أولهما ؟
فقال داني مع ابتسامة ماكرة
-وأهمهما
نزل ديان مع سجانيه حتى وصلوا لأرض الميناء بجانب داني ورفاقه بالتحديد فرمقته ريما بتمعن وقالت
-لا يبدو لي بكل تلك البراعة داني
رفع ديان بصره نحوهم لينظر إليهم باشمئزاز وبدت ابتسامة ساخرة على وجهه ولم يعلق مما رسم الغضب على وجه ريما التي قالت بحدة
-ما الذي يضحكك هكذا أيها الغبي ؟
ولكن ديان لم يجب بل تنهد ببرود وقال
-لا علاقة لك
-ماذا؟
وهمت بالتقدم منه ولكن لانا وكوني أمسكاها لتقول الأولى
-اهدئي يا ريما اهدئي
ولكنها قالت بغضب
-دعيني أعلم هذا المغفل درسا
فقال كوني مهدئا إياها
-لا تكوني غبية تمالك أعصابك
ولكن الغضب اشتعل في جسدها بشدة حين شاهدت نظرات ديان الساخرة والمستفزة التي وجهها نحوها وأدار وجهه عنها ليقول
-تعلمي مع من تعبثين أولا
وسار مع الجنود مغادرا المكان فصرخت ريما بغضب
-ستندم على هذا أيها الوغد ستندم
وما أن ابتعد عن نظرها حتى تركها كوني ولانا لتقول الأولى
-ريما
ولكن الشابة التفتت لدانر وآرون بغضب وقالت بحدة
-من أين أحضرتما سليط اللسان ذاك ؟
فابتسم داني بمرح وقال
-من بيكانتلاي
-سحقا لكما وله ستندمان على هذا
ولكن آرون قال بسخرية
-وما ذنبنا غن كنت قلقلة الحيلة يا ريما ؟
ولكن نظرتها الحادة تلك أصمتته فهمس كوني في أذنه قائلا
-لا تضع نفسك في هذا الموقف خذها نصيحة
-صدقني أدرك هذا
فيما نظرت لانا إلى أنيا التي قادها عدد من الجنود نحوهم وقالت بإعجاب
-هذا الشاب وسيم جدا
فنظر الباقون إليها فيما كانت تحاول أن تفلت من قبضة حراسها الذين واجهوا بعض الصعوبات في السيطرة عليها وما لبثوا أن توقفوا أمامهم ليقول داني
-ألم تهدأ حتى الآن ؟
لم تكن أنيا بمزاج يسمح لها بالمزاح فقالت بحدة
-ما رأيك أن تغلق فمك الكبير هذا ؟ فلا رغبة لي حقيقة بسماع ثرثرتك الخرقاء أيها المعتوه
راقبها الباقين بدهشة من عدا لانا التي قالت بإعجاب
-يعجبني كلامه
فيما قال كوني
-يبدو لي أنك من هواة المشاكل
نظرت أنيا إليه بحقد وقالت بينما تحاول التخلص من سجانيها
-تعال إلى هنا وسأريك ما معنى المشاكل أيها المتبجح
رمقها كوني بدهشة فيما قالت ريما برضى
-ليس شابا سيئا
تقدمت لانا نحوها لتقف أمامها وقالت مبتسمة
-مرحبا بك هنا
ولكن أنيا رمقتها ببرود وقالت
-ابتعدي من أمامي أيتها الحمقاء
مع هذه الكلمات تجمدت لانا مكانها فيما ضحكت ريما برضى كما فعل كوني وأرون أما داني فأخفى ضحكته بصعوبة وقال
-هذا ليس من نوعك المفضل لانا صدقيني
ضغطت الشابة على يديها بغضب فيما احمر وجهها بإحراج ونظرت لأنا لتقول
-ستندم على هذا
وانقضت عليها بقوة ولكن أنيا أخفضت جسدها لتصيب اللكمة الحراس خلفها وسرعان ما وجهت ركلة للانا في معدتها لتسقطها أرضا فيما الباقين يراقبون بدهشة، نظرت أنيا لغريمتها الملقاة أرضا وقالت بحدة
-لا فرق عندي في ضرب شاب أو فتى هل هذا واضح ؟
نهضت لانا عن الأرض وهي ترمقها بغضب وقالت
-ستدفع الثمن غاليا
فهزت الشابة كتفها بلا اهتمام وقالت
-حاولي
وهنا تقدم داني ليمسك بها وقال
-إنك تحتاج لمعاملة خاصة أيها المتعجرف
وما أن أمسك بها حتى ثارت بغضب وصرخت بقوة
-ابتعد عني أيها النجس
ولكن داني ضغط على يدها بقوة كبيرة كان على وشك دفعها للصراخ ولكن أنيا تمالكت نفسها وكتمت ألمها فقال داني
-هذا أفضل لا أريد أن أسمع صوتك بعد الآن
ودفعها أمامها وقال
-تحرك
وهنا قال آرون
-انتظرني يا دان
وتبعه ليغادرا المكان فيما نظر كوني للسفينة وقال
-يبدو أن هذه المرة ستكون مختلفة تماما



وفي تلك العربة حيث جلس داني بجانب آرون فيما كانت أنيا على المقعد المقابل لهما وهي تحدق بوجه داني لبرهة قبل أن يلتفت الأخير لها ويقول
-هل أعجبك لدرجة أنك لا تستطيع إزالة نظرك عني ؟
فابتسم أرون بسخرية فيما رمقته أنيا ببرود وقالت
-لمعلوماتك أنت أقبح من أن يعجبك بك أحد
-إذن لم تحدق بي هكذا ؟
وهنا نظرت إليه باستفهام وقالت
-ألم نلتقي من قبل؟
بدا الاستغراب على وجه الشابين وقال داني
-لا أعتقد هذا ؟
-هذا غريب أكاد أقسم إنني رأيتك قبلا
فقال آرون بسخرية
-قبل أم بعد اختطافك ؟
ولكن أنيا رمقته ببرود وقال
-دمك ليس بتلك الخفة
-يبدو أنك من عشاق إلقاء الشتائم
فكتفت يديها بغضب وقالت
-على الحمقى امثالكم أجل
وعادت لتنظر نحو داني وقالت
-هل زرت جيونساي من قبل ؟
-لا
-هذا غريب
وشردت في أفكارها لبرهة فيما عاد داني للنظر إلى خارج العربة أما آرون فقلب ذلك الخنجر الذهبي بين يديه بصمت حتى توقفت العربة وقال داني
-ها قد وصلنا
نزل الثلاثة من العربة ليستقروا أمام تلك القلعة الضخمة التي أحيطت بسور من الحجارة الكبيرة مع قرابة العشرين برجا تحيط بها أما بوابتها الخشبية فكانت مغلقة، حدقت أنيا بها لبرهة لتقول محدثة نفسها
-إنها تذكرني بقلعة القائد روماريو
ولكنها لم تستمر كثيرا في تأملها فقد دفعها داني للأمام وقال
-تقدم
رمقته أنيا بسخط وقالت
-تبا لك
ولكن داني قادها للداخل دون أن يعير كلامها أي اهتمام

سارت الفتاة أمام حارسيها في ذلك الممر الفخم الذي زين بالسجاد الأحمر والذي احتوى على خمس غرف توقفوا أمام الغرفة الخامسة وقال داني
-هنا ستبقى لباقي حياتك
فقالت الفتاة بسخرية
-لا تكن واثقا من هذا كثيرا
وهنا قال آرون بسخرية
-أعتقد أنك رأيت وجهه في واحد من الذين لقنوك درسا قاسيا على كلامك المعسول هذا
فنظرت أنيا إليه وقالت بملل
-لم يطلب أحد رأيك أيها الصامت
وهنا اكتفى داني منها ليفتح الباب ويدفعها للداخل بقوة وقال
-ستبقى هنا حتى أتخلص منك بنفسي
ولكنها نظرت إليه باستخفاف وقالت
-أنت ؟
كلمتها هذه أشعلت النار فيه وصفق الباب بقوة كبيرة وقال
-تبا لك
فيما ضحك آرون بخفة وقال
-إنه مجنون تماما
فقال داني بتفكير
-ومسل أيضا
سار الشابان معا ليقول داني
-سيطفي جوا مختلفا على العملية هذه السنة
-معك حق
أما في الغرفة فأدارت أنيا نظرها ليستقر على ديان الذي كان واقفا على الشرفة يراقب ساحة القلعة وقالت باستغراب
-ديان
تقدمت منه لتقف خلفه وقالت
-ديان أهذا أنت؟
التفت ديان إليها باستغراب ودهشة كبيرة ليقول
-أنيا
فابتسمت بسعادة وقالت
-كم أنا سعيدة برؤيتك
-ولكن ما الذي تفعلينه هنا؟
تنهدت الفتاة بتعب وقالت
-إنها قصة طويلة ماذا عنك؟
-قصتك نفسها يا عزيزتي
فابتسمت وقالت
-يا إلهي
ونظرت للأمام لتقول
-ولكن من هؤلاء ؟
فاستند الشاب على سور الشرفة ليقول
-نحن في مملكة رايسال
نظرت أنيا إليه مستفهمة فتابع قائلا
-تقيم مملكة رايسال في كل سنة بطولة بين عشرة من أفضل المقاتلين في العالم من أجل التسلية وجني الأموال في العادة هؤلاء المقاتلين يحضرون من أماكن عديدة من خلال مجموعة من الصيادين والمقاتلين المهرة التابعين للمملكة ونحن وقعنا في شركهم
-أعتني أن ذلك المغفل ذو الشعر الأسود وصديقه الصامت هما رئيسي هذه الفرقة
-أجل داني لايران وآرون التان
ولكنها قالت باعتراض
-هذا سخف إنها أغبى من سونيا حتى
وهنا بدت ابتسامة باهتة على وجه ديان الذي قال
-على ذكر هذا ما الذي تفعلينه في زي رينيه أيتها الحمقاء؟
تنهدت أنيا بتعب وقالت
-صدقني إنها قصة معقدة ولكنني أردت استنشاق الحرية وظننت أن عودة رينيه للواقع ليوم واحد لن يؤذيني كثيرا فقد كنت أفكر في جولة قصيرة ومن ثم العودة للقصر ولكن ذلك لم يتم على خير
-قابلت داني الذي قبض عليك
-أجل
-هذا سيء هل يعرف أحد بأنك خرجت بزي رينيه ؟
-لا لم يعرف أحد
رمقها ديان بلوم وقال
-أتعرفين أنت أكثر الفتيات اللواتي رأيتهن تهورا في حياتي كلها
فابتسمت الشابة وقالت
-هذه معلومة قديمة

دخل داني مع آرون إلى تلك القاعة حيث كانت لانا وريما جالستين على الأرائك تتحدثان معا فيما كان كوني واقفا أمام المكتبة ينظر لذلك الكتاب بيده تقدم داني ليلقي بجسده على الأريكة وقال بتأوه
-كم أنا متعب
فنظرت لنا إليه وقالت
-ألم تقل أنك ستأخذ حماما وترتاح
-بلى
وصمت دون أن يكمل كلامه فقالت لانا
-إذن ؟
ولكنه لم يجب بل أغمض عينيه فنظرت ريما لآرون وقالت
-ما الذي أصابك رفيقك ؟
فأجاب الآخر وهو يدلك جبينه بتعب
-لقد أرسل لياندر يطلب منا القدوم إلى هنا
-آه هذا جيد
فالتفت كوني إليهما وهم بأن يفتح فمه ولكن باب القاعة فتح ليدخل ذلك الرجل بثياب المقاتلين التي أضافت هيبة وقوة على محياه فيما كانت عينه اليمنى مصابة بجرح عميق شوه وجهه وقال
-جميعكم هنا
فنظر الخمسة إليه وقالت ريما
-أجل يا لياندر
تقدم الرجل ليجلس على المكتب في القاعة وقال
-حسنا ما هي أخبار جولتكم الأخيرة ؟
فقال كوني وهو يقلب صفحات الكتاب بين يديه
-لقد تمكنا من إحضار المقاتلين العشرة لبطولة هذه السنة ويمكنك القول بأنها ستكون إحدى أكثر البطولات إثارة وقوة
-ممتاز ومن هم ؟
فقالت لانا وهي تعبث بخصل شعرها
-لنرى ليدنا لوان وباكي من مملكة سيانتس ثم هناك سايل ورياد من الجمهورية الكبرى وليدنا كينار وفادي من إمبراطورية كونسون وأخيرا ديان من مملكة بيكانتلاي وهناك ذلك المعتوه من جيونساي
رمقها لياندر باستغراب ليقول
-المعتوه ؟
فقالت ريما بسخرية
-لقد صدها عندما حاولت أن تتقرب منه ولا أذكر بم نعتها أيضا؟
وهنا بدا الفهم على وجه القائد وقال
-هكذا إذن
ولكن لانا رمقته بحدة وقالت
-ماذا تقصد بلهجتك هذه؟
ولكن الرجل تجاهلها لينظر نحو كوني وقال
-ما مقدار ثقتكم ببراعتهم ؟
فكر الشاب لدقيقة قبل أن يجيب قائلا
-أعتقد أن مهارتهم عالية ولكنني لا أعرف ما مدى مهارة ديان ورينيه
ونظر نحو آرون الذي كان مشغولا بتدليك رأسه فيما كان داني يغط في النوم وقال
-هما من جلباهما
حول لياندر نظره نحو الشابين وقال
-آرون
فقال الشاب دون أن يغير وضعه
-إنهما جيدان فبغض النظر عن طول لسان رينيه فهو مقاتل بارع ومبارز ممتاز أما ديان فلمعلوماتكم إنه ملك

القائدة ياندي
11-04-2010, 16:32
ساد صمت على الغرفة لدقيقة والجميع ينظر إليه باستفهام قبل أن يقطعه لياندر قائلا
-ماذا؟
-كما سمعت يا لياندر لقد أعجبنا فور رأيناه وبعد أن قبضنا عليه تبين لنا أنه ملك بيكانتلاي ووقتها لم يكن باستطاعتنا أن نتركه لذا تابعنا عملية إحضاره
وهنا قالت ريما بعصبية
-كيف تفعل شيئا كهذا يا أحمق ؟
نظر آرون إليها وقال باعتراض
-وما الذي كان بوسعنا أن نفعله ؟ نتركه بكل سهولة ليحضر جيشا ويقضي علينا؟ كوني عاقلة يا ريما
ولكن الفتاة استمرت بنوبة غضبها قائلة
-أتعرف إلى سيقودنا هذا أيها الغبي ؟
ولكنه قال بتحذير
-ريما
وقبل أن يهما بإكمال هذا الشجار قاطعهما لياندر قائلا
-يكفي
فنظر الباقين إليه وقالت لانا
-ما العمل الآن؟
فأجاب بهدوء وهو يطرق بأصابعه على المكتب أمامه
-لا شيء ولكن كل ما في الأمر أن بيكانتلاي ستستبعد من الدعوة للبطولة هذه السنة
فقال كوني مستفهما
-فقط؟
-أجل يا كوني
ونهض ليقول موجها نظره نحوهم
-لا أريد أي حديث بهذا الموضوع بعد الآن سيبقى هذا الموضوع محصورا فقط داخل جدران هذه القاعة هل هذا واضح ؟
فأجاب الجميع بالإيجاب فيما صمتت ريما بمضض وهنا توجه لياندر نحو باب القاعة وقال
-ابدأوا بالتجهيز للامتحانات الأولى من اليوم
وخرج من القاعة فيما تبادل الشبان النظرات وقال كوني
-هل نبدأ؟
وهنا وقف آرون ليقول
-افعلوا ما تريدون من يسأل عني أنا في غرفتي ؟
وخرج من القاعة فيما نظرت لانا لداني الذي كان نائما وقالت
-هل نوقظه؟
فقال كوني
-دعيه نائما
وأغلق كتابه ليعيده للمكتبة وقال
-لنباشر نحن بالتخطيط وسنعلمهما بكل شيء ما أن ننتهي

وفي الغرفة جلس ديان على سريره فيما جلست أنيا على السرير المقابل له وقالت
-هذا يعني أنه سيكون علينا أن نقاتل بعضنا البعض حتى الموت ؟
فهز رأسه إيجابا وقال
-أجل تعتبر هذه البطولة من أشهر البطولات على مستوى العالم ويحضرها عدد كبير من الملوك والرؤساء وتجني ممالك رايسال من ورائها مبالغ طائلة
-يا إلهي هذا فظيع
-أعرف هذا والمشكلة الكبرى أن لا أحد من المقاتلين العشرة سينجو عدا واحد
فضغطت الشابة على يدها بغضب وقالت
-تبا لهم
فيما نظر ديان إليها وقال
-أنيا سيكون هذا شاقا جدا عليك فمعركة تعني الحياة أو الموت مختلفة تماما عن معركة يعني أن تفوز أو تخسر
ولكنها تنهدت وقالت
-ولكن لا حل آخر أمامنا ؟ هل رأيت هذه القلعة؟ إنها تذكرني بقلعة القائد روماريو بكل تحصيناتها هذه
-صحيح إنها كبيرة وقوية
-ولكن
نظر ديان إليها باستفهام فقالت
-ألم تلاحظ شيئا ما في داني ؟
-عدا عن أنه سيقودنا للموت
-أجل ألم تلاحظ أنه يشبه شخصا ما ؟
رمقها ديان باستغراب فتابعت قائلة
-لا أعرف لم أشعر هكذا؟ ولكنه يشبه شخصا أعرفه وهو شخص قريب جدا وأعتقد أنك تعرفه أنت أيضا ؟
قلب ديان هذه الكلمات في رأسه قليلا ثم قال
-لا أعرف لم أدقق النظر فيه جيدا
ولكن أنيا تابعت بإصرار
-أنا واثقة من هذا إنه يشبه أحدهم ولكنني لا أستطيع أن أتذكره
استلقى ديان على سريره وقال فيما عينيه مثبتتين على السقف
-أمامك الكثير من الوقت للتفكير في هذا يا عزيزتي
هذه الكلمات دفعتها للنظر إليه وقالت
-لا بد أن ساندر قلق جدا الآن
وأكملت بنبرة طغى عليها الذنب
-أنا لم أخبره بخروجي من القصر أو حتى انتحالي لشخصية رينيه من جديد
فقال ديان بهدوء
-ربما ما كنت لتكوني هنا لو أنك انتحلت شخصية خادمة مثلا
فتنهدت الفتاة بتعب وقالت
-معك حق ولكن ماذا ستفعل؟
وطرقت رأسها بيدها لتقول
-هذا الدماغ متحجر
فابتسم ديان بخفة وقال
-هذا سبب كاف لكي أحجم عن الزواج لبقية حياتي
دفعت هذه الكلمات أنيا للضحك وقالت
-قابلني إن بقيت على رأيك هذا؟
فنظر ديان إليها وقال
-ماذا تقصدين؟
فقال الفتاة بمكر
-لا تخفي هذا عني لقد وصلتني رسائل من سونيا يشرح لي فيها حبك الجديد
رسمت هذه الكلمات الدهشة على وجه ديان الذي نهض بلهفة عن السرير وقال بقوة
-ماذا؟
-أجل
ورمقته بمكر لتقول
-ألست مغرما بديا ؟
راقبها ديان لدقيقة بغباء وهو يحاول استيعاب ما تقوله وما لبث أن قال
-بمن؟
-ديا هيا يا ديان صدقني لن أخبر أحدا
ولكن الشاب قبض بيده على الوسادة ورماها بقوة لتصيبها في وجهها وقال بغيظ
-هذا كي تعيدي فتح هذه السيرة الغبية مرة ثانية
وعاد ليستلقي على سريره فنظرت إليه أنيا وهي تدلك وجهها وقالت بحقن
-ديان أنت مزعج
-تستحقين هذا
ووضع يديه أسفل رأسه ليقول
-ديا لا تزال مخلصة ليامن هذا ما على الجميع أن يعرفه وأنا لن أفكر بالزواج
ورمقها بطرف عينيه وأكمل
-خصوصا بعد أن رأيتك
وهنا اشتعلت أنيا بغضب وصرخت بقوة
-ماذا؟
فأغمض عينيه بهدوء وقال
-أتعتقدين أنني لا أعرف ما تفعلينه بساندر يا فتاة ؟
ولم يشعر بعد أن أكمل جملته إلا بأنيا فوقه ففتح عينيه ليراها مباشرة أمام وجهه وصرخت بغضب
-ما الذي تعنيه بالضبط ؟
ولكنه دفعها عنه لتسقط على السرير وقال
-ساندر يرسل لنا برسائل توضيحية عن العذاب الذي يلقاه على يديك
واعتدل في جلسته فيما اعتلت الحمرة وجه أنيا التي قالت بذهول
-يرسل لكم كل شيء
فنظر ديان إليها بمكر وقال
-أجل خصوصا عن
وقبل أن يكمل قفزت فوقه مرة ثانية وقالت بغضب
-ستندم يا ديان
وسقطا على الأرض وهما يتصارعان ولكن الغلبة كانت لأنا حيث ثبتها ديان أرض بقوة من يديها وقال
-يبدو أنك أهملت التدريب كثيرا في الآونة الأخيرة
فقالت بتفكير مصطنع
-يمكنك قول هذا
وأكملت بمكر
-ولكن مع هذا
وعاجلته بركلة من يدمها على معدته أبعدته عنها وقالت
-لا تعبث معي مرة ثانية
فنظر ديان إليها برضى وقال
-لا أعتقد أن نهايتك ستكون سريعة في هذه البطولة
فقالت الشابة بغرور
-سيكون عليك ملاقاتي في النهائي يا صديقي

وداخل أحد المكاتب جلس كوني مع رفيقتيه حول إحدى الطاولات وهم ينظرون لعدد من الأوراق أمامهم فيما لانا تتحدث قائلة
-المشكلة أن هناك عددا كبيرا من المتقدمين للبطولة هذه السنة من مختلف الدول ، لذا سيكون علينا البحث عن اختبارات عصيبة من أجل التخلص منهم
فأكملت ريما وهي تنظر للخارطة أمامها
-سيكون علينا وضع اختبارات عصيبة ومعقدة لن يتمكنوا من النجاح فيها أبدا
قلب كوني عددا من الأوراق بين يديه وقال
-ألا تزال أمكنة اختبارات السنوات الماضية موجودة ؟
فنظرت لانا إليه وقال
-أجل ؟
-حسنا إذن سنستعملها مع ثلاث مواقع جديدة للتخلص منهم وإعلان فشلهم جميعا من عدا مقاتلينا
وهنا قالت لانا بجدية
-ألا يمكننا أن نرسل ذلك المعتوه معهم ؟
رمقها كوني وريما بعتاب فقالت
-ماذا؟ إنه يستحق
فقالت ريما بتفكير مصطنع
-إذا أردنا أن نرسل كل شخص يستحق لتلك الأماكن فستكونين أنت الأولى يا عزيزتي ؟
وأضاف كوني
-موافق على هذا
ولكن لانا قالت بغيظ
-يا لكما من مزعجين
فضحك كوني بخفة وقال
-حسنا الآن علينا أن ننتهي من موضوع المتسابقين خلال الأسبوعين القادمين حتى نبدأ العمل مع المقاتلين الحقيقيين للبطولة لذا كفاكما ثرثرة واعملا بجهد أكبر

فتح داني عينيه بهدوء ليجد نفسه على سريره في غرفة متوسطة الحجم طغى عليها اللون الرمادي الهادئ الذي زين جدران الغرفة وهو مخلوط بالأزرق الفاتح، على الجهة اليمنى من الغرفة استقرت خزانة خشبية وأمامها فرشت الأرضية بسجادة زرقاء استقر عليها بيانو بني أما ستائر الشرفة فكانت تتماوج برقة بلونها الأبيض ذاك من نسيم الليل الذي انبعث من الشرفة، حرك داني جسده ببطء ليعتدل في جلسته بتعب وهو يفرك شعره بخفة بينما استقرت عينيه على تلك القلادة الذهبية التي استقرت على المنضدة بجانبه، حدق الشاب بها لبرهة وما لبث أن مد جسده ليمسك بها ويفتحها حيث ظهرت له صورة لطفلين صغيرين لم يتجاوزا السابعة شعرها الأسود كان منسدلا على كتفيهما بخفة فيما ابتسامة عذبة مرسومة على محياهما وزاد بريق عينيهما البنيتين من وسامتهما، حدق داني بالصورة لبرهة وهو ممدد على سريره وما لبث أن أغمض عينيه وقال
-لقد مر وقت طويل
ونهض عن السرير ليضع القلادة حول رقبته واتجه نحو الحمام

فتحت أنيا باب غرفتها لتلقي نظرة للخارج حيث كان الممر ممتلئ بالحرس بكثافة وهم يقومون بنوبات متتالية فتنهدت بيأس وأعادت إغلاق الباب لتقول
-لا فائدة
وحولت نظرها نحو ديان الذي كان واقفا على الشرفة يراقب النجوم، تقدمت منه لتقف بجانبه وقالت
-إنهم يملأون المكان في الخارج
فقال الشاب بهدوء
-هذا أكيد لا أعتقد أنهم سيتركوننا هكذا بدون حراسة يا أنيا
وضعت الفتاة يدها على خدها لتستند على حافة الشرفة وقالت بملل
-وماذا بعد؟ لا يمكننا البقاء هنا للأبد
ونظرت لديان من طرف عينها وقالت
-صحيح ؟
صمت الشاب لبرهة قبل أن يجيب
-أعرف يا أنيا ولكننا في الوقت الراهن علينا أن نجد طريقة مناسبة لكي نغادر هذا المكان بنجاح فنحن في سجن حقيقي
-إذن لديك خطة ما؟
-لدي واحدة ولكنها ليست جاهزة بعد
-وما هي أهم بنودها ؟
-الخروج من هذا المكان
رمقته أنيا بلوم وقالت بغيظ
-ديان
فنظر الشاب إليها وقال مدافعا عن نفسه
-أنت من سألني عن أهم الأهداف وليس الخطوات
رمقته أنيا بتعب وتنهدت بيأس لتقول
-يا إلهي لقد اشتقت فعلا لساندر
-جيد حتى تعرفي قيمته جيدا
فتظاهرت بالبكاء لتقول
-أقسم أنني لن أزعجه مرة ثانية إذا نجوت من هذه الورطة
فابتسم ديان برضى وقال
-علي أن أحرص على تعلمك لهذا الدرس خلال هذه الفترة

القائدة ياندي
11-04-2010, 16:36
وقف ساندر على شرفة غرفه بصمت وهو يحدق بالنجوم التي تلألأت مضيئة السماء، طوال الأيام الماضية لم يرف له جفن واحد كل تفكيره كان محصورا في شيء واحد فقط ألا وهو أنيا، تنهد بتعب وأخفض رأسه للأسفل وقال بتعب
-أين أنت يا أنيا ؟
فتح باب الغرفة ليدخل تيان وسوير، نظر الشابان إليه بشفقة لدقيقة وما لبثا أن تقدما منه ليقفا بجانبه، وضع تيان يده على كتف صديقه وقال مشجعا
-تحلى بالقليل من الصبر يا فتى
ولكنه قال بصوت تعب ملأه الذنب
-لا أستطيع يا تيان ماذا لو أصابها مكروه ما؟ ماذا لو تعرضت لحادث مميت؟ لن أستطيع مسامحة نفسي في حال أصابها أي شيء
نظر سوير إليه ليقول محاولا التخفيف من وطأة كل هذا
-لا تقل هذا لا بد أنها على ما يرام
وأضاف بلهجة جادة طغت عليها السخرية
-ثم بالله عليك يا سان أنيا هي آخر فتاة قد يحق لأي شخص على وجه الكرة الأرضية القلق عليها
وهنا قال تيان بتفكير مصطنع
-لا أتفق مع أفكار سوير عادة ولكن كلامه هذه المرة صحيح مئة بالمئة
ومع هذه الكلمات تسللت ابتسامة مرغمة على وجه الشاب الذي قال
-تعتقدان هذا ؟
فتابع سوير بلهجته تلك
-على الأقل هذا ما رحل تيماي وهو واثق منه
فنظر ساندر إليه بلوم ليقول
-كان عليهم أخذك بدلا منهما في الواقع
ولكن تيان قال بسخرية
-لا بد أنك فقدت عقلك يا ساندر
رمقه سوير بغضب وقال
-ماذا؟
ابتسم ساندر بهدوء وهو يشعر بالقلق الذي بداخله ينزال رويدا عن قلبه وسرعان ما عاود النظر للسماء وقال
-أرجو أن تكوني بخير يا عزيزتي

في ساحة القلعة وقف لياندر مع شبانه أمام عدد كبير من المقاتلين من مختلف الأعمار والأشكال الذين ملأوا الساحة، انحن آرون نحو داني ليقول بهمس
-هل تعتقد أن أحدهم سيتمكن من النجاة ؟
فقال الشاب بسخرية
-لا أعتقد هذا لقد اطلعت على خطة كوني أراهن أن هذه هي آخر مرة يرون فيها النور
-سيكون هذا من سوء حظكم
-معك حق
وعاودا النظر نحو كوني الذي وقف مع ريما وهو يشرح للمقاتلين التعليمات، ومن شرفة غرفة أنيا وديان وقفت الأخيرة تراقب كل تلك الجموع بتعجب وقالت
-ما سبب كل هذا ؟ ديان
ونظرت لرفيقها الذي خرج من الحمام وهو يجفف شعره وقالت
-تعال وانظر لهذا
فتقدم الشاب نحوها لينظر نحو المقاتلين فيما قالت أنيا
-من هؤلاء في رأيك؟
-إنهم الضحية العلنية لهذه البطولة
رمقته أنيا باستفهام فتابع قائلا
-صحيح أن المقاتلين الرئيسيين للبطولة هم نحن والذين طبعا تم اختطافهم ولكنهم لا يستطيعون أن يظهرونا هكذا بكل سهولة لأن أسئلة عديدة ستواجههم لذا قرروا أن يعلونا رسميا عن حاجتهم لمقاتلين من أجل البطولة وهؤلاء هم المتقدمون الرسميون والذين أراهن أن لا أحد منهم سيظل على قيد الحياة حتى موعد بدء البطولة
-هكذا إذن
-ماذا تعتقدين ؟
وعاد ليدخل للداخل فيما بقيت أنيا واقفة وهي تراقب المقاتلين بينما كان نظرها في الواقع مثبت على شخص واحد

وقف آرون أمام داني الذي كان يمسك سيفه في ساحة التدريب خلف القلعة وقال بملل
-الرحمة داني تعرف أنني أكره كل ما يمد لمبارزة بصلة
ولكن الشاب قلا بلا اهتمام
-لا يهمني هذا كثيرا كل ما يعنيني أنك ستواجهني الآن
واتخذ وضعية الهجوم وقال بمكر
-أعرف أنك ماهر في المبارزة وسأجبرك على إظهار مهارتك الآن
-هذا غير صحيح إن اختصاصي هو الرماية لا هذا
ورفع السيف بغيظ فقال داني
-لا تحاول تصديع رأسي بهذا الكلام
وانقض نحوه بقوة موجها له ضربة قوية صدها آرون بسيفه بصعوبة وقال بحقد
-تبا لك كم أكرهك داني
فابتسم الشاب بنصر وقال
-هذه معلومة قديمة
وتابع هجومه عليه بقوة فيما كان آرون يكتفي بالدفاع لفترة قبل أن يتوقف الأخير بتعب وهو يحاول التقاط أنفاسه فيما كان داني يراقبه بسخرية وقال
-أهذا هو المقاتل الصلب الذي كان على وشك ترأس فرقتنا؟
رفع آرون نظره بحقد نحوه وقال
-ستدفع ثمن هذا غاليا يا داني أعدك
ولكن الشاب تقدم منه ليربت على كتفه ويقول باستفزاز
-من الأفضل لك أن تفكر بشيء آخر
وهنا طفح بآرون الكيل ليقبض على سيفه ويوجه ضربة غاضبة نحو داني الذي أمسك سيفه بخفة وصد الضربة بكل ثقة وقال
-أنت تبارز المقاتل رقم واحد
فقال الشاب بغضب
-سأجعلك المقاتل رقم واحد في الآخرة
وهم بتوجيه ضربة له ولكن داني تراجع للوراء وقال
-حاول إمساكي إذن
وهرب مسرعا فصرخ آرون بغضب
-عد إلى هنا يا جبان
ورمى السيف من يده ليلحق به بأقصى سرعة مغادرا ساحة التدريب نحو الساحة الرئيسية والتي كانت خالية تماما وقف الشاب يدير نظره في المكان حوله وقال بحقد
-تبا لقد أضعته
-ماذا هل أثار داني غضبك من جديد ؟
التفت آرون للقائلة حيث استقر نظرن على لانا التي تقدمت لتقف أمامه فقال بحقد
-أجل لقد فعلها
وغادر المكان مسرعا نحو الداخل فيما راقبته لانا باستمتاع وقالت
-لا ادري كيف يمكن لآرون أن يحتمله حتى اليوم لو كنت مكانه لتخلصت من داني من أول دقيقة رأيته فيها

لم تكن الاختبارات التي جهزها كوني وفرقته للمتقدمين للبطولة بتلك السهولة التي اعتقدتها أنيا فخلال الأسبوعين التاليين لمشاهدتها جموع المقاتلين تلك عرفت أن الشيء الوحيد المتبقي منهم هو أسلحة صدئة ومحطمة

جلس داني ورفاقه في تلك القاعة وهم يتبادلون الحديث بحماس حيث قالت لانا
-عرفت أنهم مجموعة من الحمقى الذين يسعون للشهرة إنهم ليسوا من ذلك النوع الذي يصمد في المعارك
فقالت ريما موافقة
-أتفق معك في هذا يا صديقتي إنهم مجموعة من الأطفال لا أكثر
فقال آرون ساخرا
-كان يجب أن أرسلكما معهم لأرى ماذا ستفعلان أيتها القويتين ؟
وهنا قال داني موافقا
-معك حق
وأكمل بتفكير مصطنع
-أعتقد أنهما كانتا ستعودان وهما تبكيان
وضحك مع آرون باستمتاع فيما بدت ابتسامة خفيفة على وجه كوني أما الفتاتين فكانتا على وشك الهجوم عليهما لولا أن دخول لياندر للقاعة قطع ذلك قائلا
-ما الذي تفعلونه بالضبط ؟
نظر الشبان إليه ليقول داني بسخرية
-نناقش موضوع إرسال ريما ولانا إلى اختبارات السنة القادمة
جلس الرجل على مكتبه وقال
-إذن قوموا بفعل شيء مفيد في حياتكم واذهبوا لتحضروا أولئك الشبان إلى هنا أريد رؤيتهم
حدق الشبان به لدقيقة وقالت لانا
-الآن
فنظر الرجل إليها بلوم وقال
-لا غدا
وأضاف بحدة
- تحركوا
فنهض الخمسة بلهفة وقالوا
-حاضر
وخرجوا من القاعة فراقبهم الرجل وقال
-لنرى على ماذا سنحصل الآن



على ماذا سيحصلون الآن؟
كيف سيتم تنفيذ كل تلك المهام؟
وماذا ستفعل أنيا وديان؟
ومن هم الضحايا الآخرين؟
كل هذا ستكون إجابته بانتظاركم وانتظار تعليقاتكم في الحلقات القادمة
تحياتي

مجوكـهـ
11-04-2010, 16:41
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شلونج ؟؟

شخبارج ؟؟

ان شاء الله تمام

أعتذر ع التأخير ^^"

البارتات روعة ما شاء الله ^.^

آنيا : لا تزال متمسكة بشخصية الشاب التي انتحلتها في السابق ^^

ساندر : " الله يعينه " ^^ هههههههههه مسكين .. كل الأشغال عليه ^^

ديان + ( تيا << ع ما أظن اسمها هشكل ^^" ) : يبدو أنهما قد بدأ يحبان بعضهما

ما الذي يدبر له أولئك الأشخاص الذين اختطفوا ديان وأنيا ؟؟

لا أملك ما أعلق به الآن

أعتذر

وأنتظر البارت بفارغ الصبر ^^

في أمان الله ورعايته وحفظه


<< رد البارتات السابقة ^^"
وضعته لكنني وجدت أنكي قد وضعتِ أول
رد من هذا البارت الجديد ففضلت وضعه بعد إنتهائك .. ^^"


حجز 111 ^.^

مجوكـهـ
11-04-2010, 17:09
يتبع الرد السابق ^^"

اممم .. لياندر ما أدري ليش حسيته أن هو روماريو نفسه ^^"

وداني أخو يامن ^^"

على ماذا سيحصلون الآن؟

لا أعلم

كيف سيتم تنفيذ كل تلك المهام؟

لا اعلم

وماذا ستفعل أنيا وديان؟

سيحاولان الهرب بواسطة الخطة التي سيضعانها ^^

ومن هم الضحايا الآخرين؟

أشعر بأنهم شخصيات نعرفها تمام المعرفة ^^"

كل هذا ستكون إجابته بانتظاركم وانتظار تعليقاتكم في الحلقات القادمة

همس الشمال
12-04-2010, 10:43
شكرا على القصه الرووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو ووووووووووووووووووووووعه

Japanese cool
12-04-2010, 10:56
حجز

اسيرة الحياة
12-04-2010, 22:07
لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااا ليس ثانياً كم اكره هذا :بكاء::بكاء:



ياااااااااااااااندي:ميت::ميت: لماذا ينتهي البارت في مثل هذا الجزء الشيق لقد كنت متحمسة جدا جدا جدا :محبط: :بكاء:


صدقيني ما اكذب من الحماس ضربت يدي في الكيبورد وانا ما ادري والنتيجة الم شديد :مرتبك:


انتظر مفاجأة البارت الثاني اريد ان ارى الذهول في وجه تلك الفرقة عندما يعلمون بأمر أنيا وربما لا


داني لديه ماضٍ غامض اتوق لمعرفته


ساندر المسكين كم اشفق عليه



يبدو ان ديان نجا من هذه الورطة باستثناء مملكته عن البطولة اتشوق لمعرفة ما سيحدث لرينيه





آرون المسكين اتسائل حقا كيف يحتمل داني


بالمناسبة تصرفات انيا الشقية والمتهورة تعجبني كثيرا لولا انها توقعها في المصائب دائما




ارجو المعذرة ان اطلت عليك




تحياتي :


اسيرة الحياة

zaray
13-04-2010, 07:30
القصه مره رووووووووووووووووووووووعه
عجبني داني احسه راح يكون له اثر كبير في احداث القصه
وكمان انيا لمن تتنكر في هيئه رينيه مره كيوت ::سعادة::
اكيد راح اكون من متابعي القصه
سلام ......zaray

khouloud
13-04-2010, 18:21
هــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاي
مرحبا بعودتك إشتقنا لك وللقصة أيضا
وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااو
عاجزة عن التعبير
البارت كان في قمة الروعة
شكرا لك
تحياتي لك

kora girl
14-04-2010, 17:35
تسلمي على القصة الروعة
والبارت كتيييير حلو
مستنية التكملة

القائدة ياندي
15-04-2010, 07:16
شكرا على القصه الرووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو ووووووووووووووووووووووعه

تسلمي كتير
مرسي للمرور


حجز

ناطرة رجوعك ميما

القائدة ياندي
15-04-2010, 07:16
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وعليكم السلام

شلونج ؟؟

شخبارج ؟؟

ان شاء الله تمام

أنا كويسة
وانت يا قمر
شو أخبارك

أعتذر ع التأخير ^^"

البارتات روعة ما شاء الله ^.^

تسلمي حبيبتي
مبسوطة لانها عجبتك

آنيا : لا تزال متمسكة بشخصية الشاب التي انتحلتها في السابق ^^

وما راح تتركها بتاتا

ساندر : " الله يعينه " ^^ هههههههههه مسكين .. كل الأشغال عليه ^^

والقادم أعظم :d

ديان + ( تيا << ع ما أظن اسمها هشكل ^^" ) : يبدو أنهما قد بدأ يحبان بعضهما

:لقافة::rolleyes:

ما الذي يدبر له أولئك الأشخاص الذين اختطفوا ديان وأنيا ؟؟

لا أملك ما أعلق به الآن

أعتذر

وأنتظر البارت بفارغ الصبر ^^

في أمان الله ورعايته وحفظه


<< رد البارتات السابقة ^^"
وضعته لكنني وجدت أنكي قد وضعتِ أول
رد من هذا البارت الجديد ففضلت وضعه بعد إنتهائك .. ^^"

مرسي كتير


حجز 111 ^.^



يتبع الرد السابق ^^"


:) أهلا وسهلا

اممم .. لياندر ما أدري ليش حسيته أن هو روماريو نفسه ^^"

وداني أخو يامن ^^"

:eek: هو مش بالضبط
بس قربتي كتير على الجواب الصح ::جيد::

على ماذا سيحصلون الآن؟

لا أعلم

كيف سيتم تنفيذ كل تلك المهام؟

لا اعلم

وماذا ستفعل أنيا وديان؟

سيحاولان الهرب بواسطة الخطة التي سيضعانها ^^

:مرتبك: ما تتفائلي كتير بهادا الموضوع

ومن هم الضحايا الآخرين؟

أشعر بأنهم شخصيات نعرفها تمام المعرفة ^^"

مش بالضبط

كل هذا ستكون إجابته بانتظاركم وانتظار تعليقاتكم في الحلقات القادمة

مرسي للمرور مجوك
سلااااااااااااااااااااااااااااااام

القائدة ياندي
15-04-2010, 07:19
لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااا ليس ثانياً كم اكره هذا :بكاء::بكاء:

:p:ميت::مكر:
شو بدك تعملي
انت واقعة في ايدين مجرمة :d

ياااااااااااااااندي:ميت::ميت: لماذا ينتهي البارت في مثل هذا الجزء الشيق لقد كنت متحمسة جدا جدا جدا :محبط: :بكاء:

عشان تكوني متشوقة للجزء القادم ::جيد::

صدقيني ما اكذب من الحماس ضربت يدي في الكيبورد وانا ما ادري والنتيجة الم شديد :مرتبك:

هادا المطلوب بالضبط

انتظر مفاجأة البارت الثاني اريد ان ارى الذهول في وجه تلك الفرقة عندما يعلمون بأمر أنيا وربما لا

راح تشوفي العجايب

داني لديه ماضٍ غامض اتوق لمعرفته

أكتر ما بتتخيلي
ووعد راح يكون مفاجئ للجميع

ساندر المسكين كم اشفق عليه

:d

يبدو ان ديان نجا من هذه الورطة باستثناء مملكته عن البطولة اتشوق لمعرفة ما سيحدث لرينيه


:لقافة:
ما تكوني واثقة

آرون المسكين اتسائل حقا كيف يحتمل داني

:rolleyes: ما بعرف

بالمناسبة تصرفات انيا الشقية والمتهورة تعجبني كثيرا لولا انها توقعها في المصائب دائما

هادي أنيا


ارجو المعذرة ان اطلت عليك

بالطبع لا
مبسوطة لوجودك


تحياتي :


اسيرة الحياة

مرسي للمرور أسيرة
سلااااااااااااااااااااااااااااااااام

القائدة ياندي
15-04-2010, 07:23
القصه مره رووووووووووووووووووووووعه

تسلمي كتير
مبسوطة لانها عجبتك

عجبني داني احسه راح يكون له اثر كبير في احداث القصه

توقع صحيح ::جيد::

وكمان انيا لمن تتنكر في هيئه رينيه مره كيوت ::سعادة::
اكيد راح اكون من متابعي القصه

أهلا وسهلا فيك

سلام ......zaray

تحياتي




هــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاي
مرحبا بعودتك إشتقنا لك وللقصة أيضا

مرسي كتير خلود
أهلا فيك يا قمر

وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااو
عاجزة عن التعبير
البارت كان في قمة الروعة

مرسي كتير

شكرا لك
تحياتي لك

سلااااااااااااااااااااااااااام

القائدة ياندي
15-04-2010, 07:26
هاي
كيفكم
شو الاخبار
مرسي كتييييييييييييييييييير على الردود الحلوة من الجميع دون استثناي
::جيد::::جيد::::سعادة::::سعادة::
ان شاء الله البارت الجديد ينول إعجابكم
ما راح أطول عليكم
تفضلوا

جلس داني ورفاقه في تلك القاعة وهم يتبادلون الحديث بحماس حيث قالت لانا
-عرفت أنهم مجموعة من الحمقى الذين يسعون للشهرة إنهم ليسوا من ذلك النوع الذي يصمد في المعارك
فقالت ريما موافقة
-أتفق معك في هذا يا صديقتي إنهم مجموعة من الأطفال لا أكثر
فقال آرون ساخرا
-كان يجب أن أرسلكما معهم لأرى ماذا ستفعلان أيتها القويتين ؟
وهنا قال داني موافقا
-معك حق
وأكمل بتفكير مصطنع
-أعتقد أنهما كانتا ستعودان وهما تبكيان
وضحك مع آرون باستمتاع فيما بدت ابتسامة خفيفة على وجه كوني أما الفتاتين فكانتا على وشك الهجوم عليهما لولا أن دخول لياندر للقاعة قطع ذلك قائلا
-ما الذي تفعلونه بالضبط ؟
نظر الشبان إليه ليقول داني بسخرية
-نناقش موضوع إرسال ريما ولانا إلى اختبارات السنة القادمة
جلس الرجل على مكتبه وقال
-إذن قوموا بفعل شيء مفيد في حياتكم واذهبوا لتحضروا أولئك الشبان إلى هنا أريد رؤيتهم
حدق الشبان به لدقيقة وقالت لانا
-الآن
فنظر الرجل إليها بلوم وقال
-لا غدا
وأضاف بحدة
- تحركوا
فنهض الخمسة بلهفة وقالوا
-حاضر
وخرجوا من القاعة فراقبهم الرجل وقال
-لنرى على ماذا سنحصل الآن




وداخل الغرفة وقفت أنيا أمام المرآة وهي تسرح شعرها فيما كان ديان على الشرفة يتدرب على المبارزة ولكن هذا توقف حينما فتح الباب ليدخل داني، نظرت أنيا إليه من خلال المرآة وقالت بسخرية
-انظروا من لدينا هنا إنه المعتوه بشخصه
نظر داني إليها بغضب محاولا السيطرة على أعصابه وقال بحدة
-تحركا أمامي إنه وقت لقاء القائد
تقدم ديان ليقف أمامه وقال
-لماذا؟
-ستعرف ما أن تحضر هيا
وخرج من القاعة يتبعه ديان فيما ربطت أنيا شعرها وقالت
-ليكن الله في عوني
وخرجت من الغرفة مغلقة الباب خلفها دخل ديان وأنيا للقاعة حيث كان المقاتلين الثمانية على الأرائك فيما كان كوني ورفاقه يقفون أمام المكتبة، نظرت أنيا إليهم وقالت
-أهؤلاء هم المقاتلين؟
وهنا اكتفى داني منها ليدفعها بقوة وقال بحدة
-تقدم بلا ثرثرة
ولكن الغضب اعتلا وجهها وقالت بغضب
-أيها الوغد
والتفتت إليه بقوة موجهة له لكمة قوية على معدته رسمت الألم على وجهه والدهشة على الباقين فيما كان لياندر يراقب بذهول أما آنيا فقالت بحدة
-إياك أن تفكر في لمسي هكذا مرة ثانية حتى أتفهم ؟
نظر داني إليها بغضب وقال
-ستندم على هذا
وهم الاثنان بالانقضاض على بعضهما البعض لولا أن آرون وقف أمام داني وقال
-داني اهدأ
أما ديان فحاول بجهده إيقاف آنيا التي قالت بغضب
-تقدم أيها الجبان وسأريك حجمك
فقال داني بغضب وهو يحاول أن يتخلص من يدي آرون
-ماذا؟ ماذا؟ تقدم لأريك ما هو القتال الحقيقي أيها المدعي
-إنني أعلم أكثر من مئة من أمثالك
-هذا واضح من شكلك أيها المعتوه
-ما الذي قلته ؟
وكان مقدرا لهذه المعركة أن تستمر لباقي الليلة لولا أن صوت لياندر أوقفها قائلا بحزم
-يكفي
التفت الاثنان إليه فيما قال هو بحزم
-إن لم تصمتا حالا سأجعلها نهايتكما معا واضح ؟
فصمت داني مجبرا فيما قالت أنيا ببساطة
-لست أنا من بدأ هذا بغبائي
وجه داني نظرات قاتلة لها ولكنها تجاهلتها لتتجه نحو الأرائك فيما تنهد ديان بتعب وقال
-يا إلهي
واتجه هو الآخر ليجلس بجانبها فيما سار داني بسخط مع آرون ليقف بجانب الباقين، انحنى ديان نحو أنيا ليقول بهمس
-لم يكن هناك داعٍ لما فعلته يا آنيا ؟
فأجابته بهمس جاد
-كان يستحق هذا هو من بدأ
فهز الشاب رأسه بنفي وقال
-لا فائدة منك
أما لانا فهمست في أذن ريما قائلة
-أعترف أن تصرفه معي لم يعجبني ولكن علي أن أعترف إنه شاب جذاب
رمقتها صديقتها بلوم وقالت
-لانا لن يعجب بك مهما فعلت
ولكنها ابتسمت بمكر وقالت
-تابعي وتعلمي إذن
نظرت ريما إليه باستغراب أما داني فكان يحاول السيطرة على غضبه فنظر آرون إليه ليقول مهدئا إياه
-ما حدث لا يستحق إنس الموضوع
ولكنه ضغط على أسنانه بغضب وقال بحقد
-سيدفع ثمن هذا أقسم
ولم يضف حرفا واحدا فيما كتم آرون ضحكته بصعوبة وحول نظره نحو لياندر الذي قال محدثا المقاتلين
-حسنا في البداية أريد أن أرحب بكم هنا، طبعا أنتم تعرفون سبب وجودكم في ها المكان وهو متعلق بالبطولة التي ستقام بعد عدة اشهر من هذا اليوم، صحيح أنكم اخترتم كونكم نخبة من المقاتلين من مختلف الممالك بحسب آراء فرقتي الخاصة ولكن هذا لا يمنع أنكم بحاجة لمزيد من التدريبات، هذه التدريبات ستم بدءً من الغد في قلعة خاصة في الجبال الشرقية تحت قيادة ثلاثة من أفضل مدربي المقاتلين في العالم، سيرافقكم كل من آرون وداني وكوني للإشراف على هذه التدريبات، عليكم أن تعرفوا شيئا مهما ستحصلون من خلال مشاركتكم في هذه البطولة على الكثير من المزايا وطبعا العديد من الجوائز النقدية التي ستكفيكم لباقي حياتكم في حال أديتم جيدا في هذه المسابقة وطبعا لا تعرفون على ماذا يمكن أن تحصوا في النهائيات
فقال ديان بسخرية
-على ماذا سنحصل غير المتاعب ؟
نظر لياندر إليه ليقول بهدوء
-على الكثير أيها الشاب وستتذكر أنني قلت هذا
تنهد ديان دون حرف واحد فيما قالت أنيا بملل
-أعرف أنني سأكون مجبرا على القتال والتدريب ولكن على الأقل الرحمة
وأشارت نحو داني لتكمل بملل
-هل يجب أن يزداد عذابي بوجوده معي ؟
وهنا اعتلى الحقن وجه داني الذي بدا وجهه كالدماء القانية فيما كتم رفاقه ضحكات مكبوتة كحال باقي المقاتلين فيما بدا الاستمتاع على وجه لياندر الذي قال
-للأسف ستكون مطرا للتعامل معه
فتنهدت بتعب وقالت بآسى
-يا إلهي
نهض لياندر عن مكتبه وقال
-في كل حال سأترككم الآن لتتعارفوا لبعضكم ريثما تحضر لكم مائدة عشاء تليق بكم تجهزا للغد، استمتعوا بوقتكم
وخرج من القاعة مع مساعديه وقبل أن يخرج آرون وداني قالت أنيا بسخرية
-لو سمحت
وتابعت مخاطبة داني الذي نظر إليها
-هلا أحضرت لي كاس من العصير
وضحكت باستهزاء فقال داني بحقن
-أيها ال
وهم بالهجوم عليها ولكن آرون أمسكه وقال
-لا تدعه يستفزك يا داني هيا بنا
وخرجا من القاعة فيما ضحكت أنيا بنصر وقالت
-تستحق هذا
وجلست براحة وقالت
-لم أشعر بهذه الراحة منذ وصلت إلى هنا
فرمقها ديان بلوم وقال
-أنت مجنون للمعلومات
فقالت بلا اهتمام
-ليس جديدا
التفت أحد الشبان نحوها وقال
-صحيح أنني أرغب بالتخلص منهم ولكن ما فعلته كان حقا غريبا
فقالت برضى
-إنه يستحق هذا
وأضافت بمكر
-والقادم أعظم يا صديقي
فقال آخر مشجعا
-أنا معك يا صديقي
-هذا هو المطلوب
والتفتت لديان لتقول
-رأيت ؟
ولكنه رمقها بلوم وقال
-لن أشترك في أعمالك الغبية هذه أبدا
فتنهدت بيأس ونظرت للباقين وقالت
-وما المهم في ذلك لدي فريق كامل هنا ؟
فقال أحدهم
-بالتأكيد أنا لوان بالمناسبة
وتابع الباقين تعريف أنفسهم
-أنا باكي
-وأنا سايل
-اسمي رياد
-أنا أدعى كينار
-وأنا فادي
-أما أنا فأدعى جون
- وأنا فاسمي رامي
فقالت أنيا بابتسامة
-أنا رينيه هذا صديقي ديان
فقال الشاب بهدوء
-سعيد بالتعرف إليكم
بعد هذا التعرف أمضى الشبان سهرة جميلة ومشوقة في تناول الطعام الفاخر والاحتفال مع الفتيات على أنغام الموسيقى فيما اكتفت أنيا بالعزف باستمتاع

القائدة ياندي
15-04-2010, 07:28
سارت تلك الخيول الثلاثة التي استقر على متنها كوني وداني وآرون فيما كان الحراس يحيطون بكثافة بتلك العربات الثلاث التي حملت الشبان، داخل الأولى جلست أنيا مع ديان وفادي وجون وهم يتحدثون معا وما لبثت الفتاة أن نظرت لتلك الأشجار الكثيفة التي ملأت الجبل وقالت
-متى سنصل في رأيكم؟ لقد انطلقنا من فترة طويلة
فقال جون بملل
-وما أدراني إذا كنت تريد رأيي لا رغبة لي بالوصول أصلا
فقال ديان موافقة
-أتفق معك في هذا
أما فادي فنظر للخارج وقال
-هل تعتقدون أننا سنجد شيئا مثيرا في القلعة ؟
فقالت أنيا بتفكير
-أتمنى هذا فما دمنا سنبقى هنا في كل الأحوال فمن المفيد أن نجد شيئا مثيرا نتسلى فيه
-معك حق في هذا
نظر ديان إليهما ليقول
-إن أفكاركما متوافقة في كل شيء منذ البارحة
نظر الشابان إليه فيما قال جون
-صدقني هذا ليس جيدا
-أعرف هذا
أما أنيا فقالت بتفكير
-هذا أفضل من البقاء جالسة دون أي شريك في خططي
وأضاف فادي بثقة
-هذا صحيح لدينا الكثير مما سنفعله
راقبهما ديان بحذر وقال
-هذا لا يبدو مبشرا بالخير
فنظر الاثنان لبعضهما وابتسما بمكر

في ساحة تلك القلعة الضخمة التي استقرت على قمة الجبل الذي طل على البحر من الخلف توقفت العربات وأغلق الباب خلفهم، نزل داني والشابان عن خيلهما ونظرا للساحة التي ملئت بالحراس الضخام فيما كانت الناحية اليسرى منها مليئة بأحجار البناء الضخمة جدا، خرج باقي الشبان من العربات وهم ينظرون حولهم أما داني فقال
-لم آتي إلى هذا المكان من قبل إنه يبدو غريبا فعلا
فقال كوني
-هذا صحيح صدقني لا ترغب بأن تعرف ماذا يحصل هنا
أدارت أنيا النظر حولها لتقول باشمئزاز
-هذا المكان لا يروقني مطلقا
فقال رياد موافقا وهو ينظر حوله
-أتفق معك في هذا
ولكن جون
-وهذا لن يعجبكم مطلقا
ووجه نظره نحو الأمام مع الباقين حيث شاهدوا ثلاث رجال بدت القوة في عضلاتهم البارزة ووجوههم التي بدت القوة في كل جزء منها وعلتها القسوة والحزم فقال رامي
-أهؤلاء هم مدربينا ؟
فقالت أنيا بذهول
-يبدو لي هذا
وقف الرجال الثلاثة أمام كوني ورفيقيه الذين كانا يراقبانهما بدهشة وقال آرون
-ما كل هذا ؟
فقال داني بذهول
-لا أعرف
وقف الرجال الثلاثة أمام كوني الذي قال
-لم أركم منذ فترة طويلة يا رجال
ونظر للأول وأضاف
-ما أخبارك رويد ؟
فقال الرجل بصوت غليظ بدت القوة فيه
-بأفضل أحوالي
فيما نظر الثاني نحو الشبان وقال بسخرية
-أهؤلاء هم المقاتلين الجدد ؟
-أجل يا باد
فأضاف الثالث باستهزاء
-لا يبدو لي هذا إنهم مجموعة من الأطفال
-مهمتكم هي جعلهم رجالا يا سيام
-لا يبدو لي أنهم سيصبحون هكذا أبدا
وهنا قال داني بتفكير مصطنع
-هذا ينطبق على ذلك الأحمق فقط
نظر سيام إليه بقوة أرعبته وقال
-ومن هذا أيضا ؟
فقال كوني
-هذان داني وآرون عضوي الفرقة الخاصة
تمعن باد ورويل فيهما لبرهة أرعبتهما وقال آرون بهمس
-داني هذا لا يروقني
فقال الآخر
-وأنا كذلك
رمقهما باد باستهزاء وقال
-هل أنت واثق من هذا يا كوني ؟ لا يبدو هذا عليهما
فابتسم الشاب وقال
-أعتقد هذا
ولكن نظرة حادة من داني وآرون جعلته يصمت فيما نظر الرجال الثلاثة نحو الشبان الذين كانوا يتحدثون مع بعضهم البعض باستمتاع وقال باد بقرف
-يا للسخرية أهؤلاء هم المقاتلين الذين سيكونون في البطولة ؟
فقال باد بمكر وهو يراقبهم
-لنرى الآن كيف سنتصرف معهم
وتقدم ثلاثتهم نحوهم فيما راقبهم داني ورفيقيه وقال
-أتوق لرؤية ماذا سيفعل ذلك المتعجرف الآن؟
فقال آرون بلهفة
-لننتظر ونرى
وقف باد ورفيقيه أمام الشبان الذين كان الحذر يعتلي وجوههم فقال رويل
-بما أنكم المقاتلين العشرة الذين سيكونون محط أنظار العالم كله خلال البطولة سيكون عليكم التدرب بجهد مضاعف عشرات المرات
نظرت أنيا إليهم بشك وقالت
-وما هو هذا التدريب الذي سيحتاج منا كل هذا الجهد ؟

وقف الشبان أمام تلك الحجارة الضخمة في الساحة وعلى يمينهم وقف باد وسيام فيما وقف رويل أمامهم وقال
-عليكم دفع هذه الصخور للناحية الثانية من القلعة إلى موقع بناء البرج في الخلف
نظرت أنيا لكل تلك الأكوام الصخرية أمامها وقالت بحسرة
-هل كان يجب أن أفتح فمي ؟
ولكن رويل تابع الشرح قائلا
-على هذه الحجارة أن تكون قرب البرج قبل حلول المساء هل فهمتم هذا ؟
التفتت أنيا لديان الذي وقف بجانبها وقالت
-إذن
فتقدم الشاب للأمام وقال
-لا حل آخر أمامنا
-لا
وضع فادي يده على كتفها وقال
-هيا يا صديقي لا مفر
فرمقته أنيا بلوم وقالت
-من المفترض أن تشجعني
فضحك بخفة وقال وهو يدفعها أمامه
-سأفعل هذا بعد أن ننتهي هيا
ومن منتصف الساحة حيث وقف كوني مع زميليه يراقبان ما يحدث قال داني
-علي أن أقر هذا العمل معقد فعلا
فقال آرون
-معك حق في هذا
أما كوني فقال بهدوء
-ثق بأنه سيكون من أفضل التمارين التي يمكن للشخص أن يخضع لها
ولكن داني وضع يديه خلف رأسه وقال بملل
-لا تهمني هذه حقيقة
ونظر لرفيقه ليقول
-ما رأيك بجولة لاكتشاف المكان؟
-لا مشكلة هيا
وغادرا الساحة للداخل فيكما بقي كوني واقفا يراقب تلك المحاولات الأولية من الشبان لدفع الحجارة

القائدة ياندي
15-04-2010, 07:31
التقطت أنيا أنفاسها بصعوبة وهي تقف أمام الحجر، لا يزال امامها طريق طويل فهي في منتصف المسافة، رفعت نظرها نحو الباقين الذين لم تكن حالتهم أحسن بكثير منها، أسندت جسدها للحجر خلفها وقالت بتعب
-يا إلهي لا أستطيع أن أخطو خطوة إضافية
وجلست على الأرض مسندة ظهرها للحجر خلفها وهي تلتقط أنفاسها ولكن صوت باد قطع راحتها قائلا
-ما الذي تفعله ؟
رفعت نظرها حيث شاهدته يقف أمامها وقالت بتذمر
-ماذا ترى؟ إنني أرتاح
-لا يوجد مكان للراحة هنا يا فتى هيا انهض وتابع عملك
وهنا بدا السخط على وجه الفتاة فنهضت عن الأرض بغضب وقالت بحدة
-وإذا لم أفعل هذا ؟
-هذا
سمعت سيام يقول بقوة فالتفتت للوراء إلى حيث صدر الصوت ولكنها فوجئت بذلك السوط ينهال عليها بقوة أسقطتها أرضا وتابع عمله بجلدها بقوة كبيرة رسمت الألم على وجهها ولكنها كتمت صراخها بصعوبة فيما تابع سيام عمله ولكن صوت ديان أوقفه بقوة قائلا
-أنت
التفت سيام وباد إليه حيث تقدم الشاب نحوهم وقال
-دعه وشأنه
ولكن باد قال بسخرية
-من الأفضل لك أن تهتم بشؤونك الخاصة يا فتى أتفهم ؟
ولكنه وقف أمامهما وقال بحدة
-لن أهتم بشؤوني الخاصة ولن أسمح لكم بالتمادي في هذا الأمر لذا من الأفضل لك أن تتركه وشأنه إن لم ترد مواجهتي أنا هل تفهم ؟
تقدم سيام منه بسخرية وقال باستهزاء
-وما الذي تستطيع فعله أيها الطفل ؟
رمقه ديان بحدة وقال
-سترى ما يستطيع طفل أن يفعله
وانقض نحوه بقوة فقال سيام
-تعال لأريك
واتخذ وضعية الدفاع ولكن ديان اختفى من أمامه فجأة فبدت الدهشة على وجهه ومن الخلف عاجله ديان بركلة قوية على ظهره أفقدته توازنه وعاجله بركلة أخرى على قدميه أسقطته وأكمل هجومه بلكمة قوية على معدته رمته أرضا بقوة وقال
-هذا ما تستحقه
ولكن سمع فادي يقول بقوة
-ديان خلفك
التفت الشاب مسرعا للوراء ولكن تحرك باد كان أسرع من تحذير فادي لتصطدم لكمة قوية من قبضته بمعدة الشاب رسمت الذهول والألم على وجهه وأسقطته أرضا بقوة كبيرة يتألم بشدة فيما وقف باد فوقه وقال بسخرية
-لم نبدأ بعد أيها البطل
وهم بأن يركله بقوة ولكن أحد الأحجار ارتطم برأسه من الخلف فالتفت للوراء حيث شاهد أنيا واقفة وهي تنظر إليه بغضب فقال
-ألا تزال قادرا على السير ؟
رمقته الفتاة بغضب وقالت بحدة
-إياك وأن تلمسه
تقدم باد نحوها وقال
-يا لك من أحمق
ولكن فادي وقف بجانبها وقال بتحذير
-لا تتقدم
نظرت أنيا إليه وقالت
-فادي
فابتسم الشاب وقال
-لن تحصل على كل المجد لك وحدك
ابتسمت بتعب وقالت
-لك هذا
والتفتا نحو باد الذي تقدم نحوهما أما ديان فكان يحاول النهوض وهو ينظر إليهما وقال
-أنيا
هم أن ينهض ولكن سيام وضع قدمه على ظهره بقوة أعاده أرضا وقال بحدة
-من الأفضل لك ألا تتحرك من مكانه
اعتلى الألم وجه الشاب ولكن سيام سمع صوت جون يقول
-أنت الذي يجب ألا يتحرك من مكانه
التفت سيام للصوت حيث وجد جون مع رامي وكينار وباكي يحيطون به وقال الثاني
-دعه وشأنه حالا
نظر سيام إليهم بحدة وقال
-سوف تدفعون ثمن هذا
أما رياد وسايل ولوان فكانا يقفان مع فادي وأنيا أمام باد الذي قال بغضب
-سوف تندمون على هذا
فقال فادي بسخرية
-أرنا ما لديك أيها البطل
وقبل أن يأتي أحد بحركة إضافية سمعوا صوت كوني يقول
-ما الذي يجري هنا ؟
التفت الجميع نحو كوني الذي تقدم مع رويل الذي قال
-ما هذا ؟
وقفا الاثنان بينهم وقال كوني
-ما الذي يجري هنا يا باد ؟
فقالت أنيا بحدة
-اسمعني جيدا يا كوني وأنت أيضا يا رويل لسنا هنا من أجل أن نهان وأن نعامل كالعبيد هل تفهمان هذا ؟
وأضاف ديان الذي وقف مستندا لجون
-لذا ضعوا في اعتباركم أن أي اعتداء على أحدنا هو اعتداء على الجميع هنا ولن نصمت عن هذا أبدا واضح ؟
فيما أكمل فادي بقوله
-في المرة القادمة سيكون ردنا أكبر هذا آخر تحذير لكم
نظر كوني نحو باد وقال
-ما الذي حدث يا باد ؟
فقال الرجل بسخرية
-فتيانك هؤلاء يحتاجون للتهذيب يا كوني
ولكن جون قال بحدة
-أنت من يحتاج لدرس في المعاملة يا هذا
رمقه باد بحدة وقال بغضب
-ماذا؟
ولكن رويل قال بحزم
-يكفي هذا الآن
ساد الصمت على المكان فيما وجه الجميع نظرهم نحو رويل الذي قال
-سيام باد إلى قاعة الاجتماعات
وأردف فيما كان يوجه نظره نحو الشبان
-تابعوا عملكم الآن
ولكن أنيا قالت بحدة
-لن أتابع أي شيء هنا قبل أن يعرف كل واحد منكم حدوده
فقال باد بغضب
-ماذا قلت ؟
نظرت أنيا إليه بغضب وقالت بانفعال
-وهذا الكلام يشملك أتفهم هذا ؟
هم باد بالتحرك نحوها ولكن رويل أوقفه قائلا
-توقف يا باد
نظر الرجل إليه بغضب وقال
-دعيني أعلمه مع من يعبث يا رويل
-يكفي هذا
ونظر لأنيا وقال
-كما تريد يمكنك التوقف حتى نسوي هذا الأمر
ونظر لزميليه وقال
-اتبعاني
والتفت مغادرا المكان مع كوني فيما وجه باد نظرات قاتلة نحو أنيا التي بادلته إياها بعناد وغادر المكان مع سيام نحو القلعة التقطت أنيا نفسها بصعوبة وقالت
-يا إلهي
واتجهت مع الباقين نحو ديان الذي جلس على الأرض مستندا لذلك الحجر خلفه وجلست بجانبه قائلة بقلق
-ديان هل أنت بخير ؟
-أجل لا عليك إنني على ما يرام
جلست أنيا بجانبه بتعب وقالت
-يا إلهي
أما فادي فقال
-ماذا سنفعل الآن؟
فنظر ديان إليه وقال
-علينا أن نقف في وجههم لن نسمح لهم باستعمالنا كفئران للتجارب مهما كلفنا هذا الأمر من ثمن
ولكن جون قال
-لا أعتقد أنهم سيقومون بفعل أي شيء قد يضر بنا بشكل كبير من أجل البطولة
وهنا قالت أنيا موافقة
-أعتقد هذا أيضا كل ما علينا فعله أن نبقى على موقف واحد من أجل الضغط عليهم
فقال فادي باستمتاع
-هذا يعني أننا سنخوض تمردا هنا
رمقه رامي بلوم وقال
-أهذا كل ما يهمك
فقال الشاب بكل بساطة
-أجل
هز رياد رأسه بحسرة وقال
-يا لك من مجنون
أما أنيا فقالت موافقة
-أعتقد أنني سأقف في صفهم هذه المرة
نظر فادي إليها بشك وقال
-أيها الخائن
فضحكت بخفة وقالت
-أنا مع الجماعة
وحانت منها التفافة للوراء وقالت
-ما هذا ؟



ان شاء الله البارت يعجبكم
وأشوف تعليقات حلوة كتير
بس المهم

هل ستتم الأمور على خير وسلام ؟
ما الذي سيفعله باد ورويل وسيام؟
وما هو موقف كوني وداني وآرون من هذا الموضوع؟ مع من سيقفون؟
وما هي المصيبة التالية التي سيشهدها الشبان ؟

كل هذا في الحلقة القادمة
سلااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام

مجوكـهـ
15-04-2010, 12:38
حجز 11

مجوكـهـ
15-04-2010, 12:41
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شلونج ؟؟
شخبارج ؟؟
ان شاء الله تمام
البارت روعة ^.^
المرة الثانية .. أنا الأولى ^.^
اممم .. أتوقع أنه يكون عم يامن ^.^
صح ؟؟ ^^"
اممم ..
آنيا لقد من مثلها عنيد ^.^
الله يعين رويل وباد وسيام ^^
هل ستتم الأمور على خير وسلام ؟
لا أظن ذلك أبداً
ما الذي سيفعله باد ورويل وسيام؟
سيتفقون أن لا يعرضوهم للإصابات لأنهم يجب أن يخوضوا البطولة ^^"
وما هو موقف كوني وداني وآرون من هذا الموضوع؟ مع من سيقفون؟
ربما يقف أحدهم مع آنيا وديان والباقي ^^
وما هي المصيبة التالية التي سيشهدها الشبان ؟
اممم .. لا أعلم ^^"
أنتظر البارت بفارغ الصبر ^^"
في أمان الله ورعايته وحفظه

khouloud
15-04-2010, 17:12
حجز ولي عودة بأقرب وقت
سلام

kora girl
18-04-2010, 14:34
تسلمي على البارت الروعة
باااااااي

العميلة الأولى
20-04-2010, 16:24
هلا ينود
كيفك
شو أخبارك
تسلمي كتير على البارت
فعلا أنيا ما تتخلى عن المشاكل
ناطرة البارت الجاي
وان شاء الله يكون خير
تحياتي

Japanese cool
21-04-2010, 06:13
باااااااك بعد غياب طويللللللللللللللل


ماراح أعلق لأن شوي وراح بجيب على الأسئلة



على ماذا سيحصلون الآن؟
متاعب +مشاكل

سيتم تنفيذ كل تلك المهام؟كيف

ما يميز القصة مشاكل+سخرية=ضحك

وماذا ستفعل أنيا وديان؟
ولا شي

ومن هم الضحايا الآخرين؟
شبان من كل البلدان


هل ستتم الأمور على خير وسلام ؟
ضحكيني زيادة

ما الذي سيفعله باد ورويل وسيام؟
يروحوا مع جون ويعملو حزب ضد رينية

وما هو موقف كوني وداني وآرون من هذا الموضوع؟ مع من سيقفون؟
مع الحق

وما هي المصيبة التالية التي سيشهدها الشبان ؟
لا تعليق


وأنا علانه لأنك ما لقيتي ما ذكرتي رينية وياندر كثير >>>>مع نفسك

yaya chan
02-09-2010, 11:55
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل عام ونت بخير
القصة حلوة كتير انا قرات الجزئ الاول منها وحبيتها كتير
خصوصا شخصية انيا /رينيه
بس اعزريني في شي ما فهمتو. . . .
وهو انو اخر بارت حطيتيه كان في تاريخ 15-04-2010
طيب انتي يعني ما بدك تكملي القصة؟؟
واسفة لو دايقتك
في امان الله

القائدة ياندي
30-08-2012, 09:16
التقطت أنيا أنفاسها بصعوبة وهي تقف أمام الحجر، لا يزال الطرق طويل أمامها فهي لا تزال لم تنهي نصف الطرق ، رفعت نظرها نحو الباقين الذين لم تكن حالتهم أحسن بكثير منها، أسندت جسدها للحجر خلفها وقالت بتعب
-يا إلهي لا أستطيع أن أخطو خطوة إضافية

وجلست على الأرض مسندة ظهرها للحجر خلفها وهي تلتقط أنفاسها ولكن صوت باد قطع راحتها قائلا
-ما الذي تفعله ؟
رفعت نظرها حيث شاهدته يقف أمامها وقالت بتذمر
-ماذا ترى؟ إنني أرتاح
-لا يوجد مكان للراحة هنا يا فتى هيا انهض وتابع عملك
وهنا بدا السخط على وجه الفتاة فنهضت عن الأرض بغضب وقالت بحدة
-وإذا لم أفعل هذا ؟
-هذا
سمعت سيام يقول تلك الكلمة بقوة فالتفتت للوراء لتبدو الدهشة عليها جراء ذلك السوط الذي انهمر عليها مما أسقطها أرضا وهي تتأوه بألم كاتمة صراخها فيما تابع سيام جلدها حين أوقفه ديان بقوة
-أنت
التفت سيام وباد إليه حيث تقدم الشاب نحوهم وقال
دعه وشأنه -
ولكن باد قال بسخرية
-من الأفضل لك أن تهتم بشؤونك الخاصة يا فتى أتفهم ؟
ولكنه وقف أمامهما وقال بحدة
-لن أهتم بشؤوني الخاصة ولن أسمح لكم بالتمادي في هذا الأمر لذا من الأفضل لك أن تتركه وشأنه إن لم ترد مواجهتي أنا هل تفهم ؟
تقدم سيام منه بسخرية وقال باستهزاء
-وما الذي تستطيع فعله أيها الطفل ؟
رمقه ديان بحدة وقال
-سترى ما يستطيع طفل أن يفعله
وانقض نحوه بقوة فقال سيام
-تعال لأريك
واتخذ وضعية الدفاع ولكن ديان اختفى من أمامه فجأة فبدت الدهشة على وجهه ومن الخلف عاجله ديان بركلة قوية على ظهره أفقدته توازنه وعاجله بركلة أخرى على قدميه أسقطته وأكمل هجومه بلكمة قوية على معدته رمته أرضا بقوة وقال
-هذا ما تستحقه
ولكن سمع فادي يقول بقوة
-ديان خلفك
التفت الشاب مسرعا للوراء ولكن تحرك باد كان أسرع من تحذير فادي لتصطدم لكمة قوية من قبضته بمعدة الشاب رسمت الذهول والألم على وجهه وأسقطته أرضا بقوة كبيرة يتألم بشدة فيما وقف باد فوقه وقال بسخرية
-لم نبدأ بعد أيها البطل
وهم أن يركله ولكن أحد الأحجار اصطدم برأسه فالتفت للرواء حيث شاهد أنيا واقفة وهي تلهث ممسكة بذلك الحجر فقال بحدة
-ألا تزال قادرا على السير ؟
رمقته الفتاة بغضب وقالت بحدة
-إياك وأن تلمسه
تقدم باد نحوها وقال
-يا لك من أحمق
ولكن فادي وقف بجانبها وقال بتحذير
-لا تتقدم
نظرت أنيا إليه وقالت
-فادي
فابتسم الشاب وقال
-لن تحصل على كل المجد لك وحدك
ابتسمت بتعب وقالت
-لك هذا
والتفتا نحو باد الذي تقدم نحوهما أما ديان فكان يحاول النهوض وهو ينظر إليهما وقال
-أنيا
هم أن ينهض ولكن سيام وضع قدمه على ظهره بقوة أعاده أرضا وقال بحدة
-من الأفضل لك ألا تتحرك من مكانه
اعتلى الألم وجه الشاب ولكن سيام سمع صوت جون يقول
-أنت الذي يجب ألا يتحرك من مكانه
التفت سيام للصوت حيث وجد جون مع رامي وباكي وكينار يحيطون به ليقول الأول
-دعه وشأنه حالا
نظر سيام إليهم بحدة وقال
-سوف تدفعون ثمن هذا
أما أنيا فكانت تقف مع لوان وفادي وسايل ورياد فقال باد بغضب
-سوف تندمون على هذا
فقال فادي بسخرية
-أرنا ما لديك أيها البطل
وقبل أن يأتي أحد بحركة إضافية سمعوا صوت كوني يقول
-ما الذي يجري هنا ؟
التفت الجميع نحو كوني الذي تقدم مع رويل الذي قال
-ما هذا ؟
وقفا الاثنان بينهم وقال كوني
-ما الذي يجري هنا يا باد ؟
فقالت أنيا بحدة
-اسمعني جيدا يا كوني وأنت أيضا يا رويل لسنا هنا لنهان ولا لنعامل كالعبيد هل تفهمان هذا؟
وأضاف ديان الذي وقف مستندا لجون
-لذا ضعوا في اعتباركم أن أي اعتداء على أحدنا هو اعتداء على الجميع هنا ولن نصمت عن هذا أبدا واضح ؟
فيما أكمل فادي بقوله
-في المرة القادمة سيكون ردنا أكبر هذا آخر تحذير لكم
نظر كوني نحو باد وقال
-ما الذي حدث يا باد ؟
فقال الرجل بسخرية
-فتيانك هؤلاء يحتاجون للتهذيب يا كوني
ولكن جون قال بحدة
-أنت من يحتاج لدرس في المعاملة يا هذا
رمقه باد بحدة ليقول بغضب
-ماذا؟
ولكن كوني قال بنبرة حازمة
-يكفي هذا الآن
ساد الصمت على المكان فيما وجه الجميع نظرهم نحو كوني الذي قال
-سيام باد إلى قاعة الاجتماعات حالا
وأردف فيما كان يوجه نظره نحو الشبان
-تابعوا عملكم الآن
ولكن أنيا قالت بحدة
-لن أتابع أي شيء هنا قبل أن يعرف كل واحد منكم حدوده
فقال باد بغضب
-ماذا قلت ؟
نظرت أنيا إليه بغضب وقالت بانفعال
-وهذا الكلام يشملك أتفهم هذا ؟
هم باد بالتحرك نحوها ولكن رويل أوقفه قائلا
-توقف يا باد
نظر الرجل إليه بغضب وقال
-دعني أعلمه مع من يعبث يا رويل
وهنا قال كوني قوة
-يكفي هذا
وأردف وهو ينظر لآنيا
-كما تريد يمكنك التوقف حتى نسوي هذا الأمر
ونظر للرجال الثلاثة وقال
-وأنتم اتبعوني حالا
والتفت مغادرا المكان مع كوني فيما وجه باد نظرات قاتلة نحو أنيا التي بادلته إياها بعناد وغادر المكان مع سيام نحو القلعة التقطت أنيا نفسها بصعوبة وقالت
-يا إلهي
واتجهت مع الباقين نحو ديان الذي جلس على الأرض مستندا لذلك الحجر خلفه وجلست بجانبه قائلة بقلق
-ديان هل أنت بخير ؟
-أجل لا عليك إنني على ما يرام
جلست أنيا بجانبه بتعب وقالت
-يا إلهي
أما فادي فقال
-ماذا سنفعل الآن؟
فنظر ديان إليه وقال
-علينا أن نقف في وجههم لن نسمح لهم باستعمالنا كفئران للتجارب مهما كلفنا هذا الأمر من ثمن
ولكن جون قال
-لا أعتقد أنهم سيقومون بفعل أي شيء قد يضر بنا بشكل كبير من أجل البطولة
وهنا قالت أنيا موافقة
-أعتقد هذا أيضا كل ما علينا فعله أن نبقى على موقف واحد من أجل الضغط عليهم
فقال فادي باستمتاع
-هذا يعني أننا سنخوض تمردا هنا
رمقه رامي بلوم وقال
-أهذا كل ما يهمك؟
فقال الشاب بكل بساطة
-أجل
هز رياد رأسه بأسى وقال
-يا لك من مجنون
أما أنيا فقالت موافقة
-أعتقد أنني سأقف في صفهم هذه المرة
نظر فادي إليها بحدة وقال
-أيها الخائن
فضحكت بخفة وقالت
-أنا مع الجماعة
وحانت منها التفافة للوراء حيث قالت باستغراب
-ما هذا ؟
التفت الشبان للمكان الذي كانت تنظر إليه حيث شاهدوا داني يركض نحوهم بسرعة فيما كان آرون خلفه والغضب يملأ تفاصيل وجهه، التفت داني إليه ليقول بسخرية
-لن تتمكن من اللحاق بي يا آرون
فصرخ الشاب بغضب
-أقسم أنني سأقتلك
ولكن الشاب ابتسم باستمتاع وعاد لينظر للأمام حيث كان في طرمقه لتجاوز الشبان ولكن آنيا أمسكت تلك العصا بمكر لتمدها أمامه حيث تعثر بها وسقط على وجهه مباشرة أمام الشبان، راقبته الفتاة برضى لتقول
-ممتاز
نهض داني عن الأرض بألم لينظر إلى أنيا بغضب قائلا
-أيها الـ
ولكن صوت آرون أوقفه قائلا
-لقد وقعت
نظر داني للشاب الذي تقدم منه والنار تغلي حوله فابتسم بارتباك ليقول
-أهلا آرون
ولكن الشاب قال بحقد
-سأقتلك سأدفنك مكانك سأجعل لياندر يندم على اليوم الذي قرر فيه ضمك للفرقة
وهم بالهجوم عليه لولا أن الشاب اختبأ خلف ديان وقال
-أنا في حماية ديان
فيما أمسكت أنيا وفادي بالشاب الذي كان يحاول الإفلات منهما وهو يصرخ
-دعاني أريد أن أخلص العالم منه
فقالت آنيا
-أعرف شعورك تماما ولكن لا داعي لأن تلوث يديك بأمثاله
وهنا التفت جون نحو داني ليقول
-ما الذي فعلته له؟
فجلس الشاب بجوار ديان وقال ببساطة
-لقد دفعته داخل أكوام روث الخيول
هذه الكلمات رسمت الذهول على وجوههم جميعا ليقول باكي
-ماذا؟
-هل الأمر غريب؟
وهنا تركت آنيا وفادي آرون لتنظر الفتاة إليه قائلا
-بعد التفكير
فنظر الشاب إليها باستفهام لتردف هي بمكر
-أنا معك يا صديقي
ابتسم آرون بنصر لينظرا إلى داني الذي بدا الرعب عليه ليقول
-يا أمي.

وفي المكتب الرئيسي بالداخل طرق كوني المكتب بقبضتيه بغضب وهو ينظر لباد وسيام قائلا
-لا أريد أن أعيد كلامي مئة مرة، إن أصاب هؤلاء الشبان شيء ما فهذا لن يعود بالأذى إلا على المملكة، لذا إن عاودتم التحرش بهم كما حدث اليوم فستكون هذه هي آخر سنة لكم هنا وأنا جاد في كل كلمة قلتها هل هذا واضح لكم أنتم الثلاثة؟
فنظر رويل إليه ليقول
-سأحرص على فعل هذا يا كوني
-سيكون هذا أفضل لك
واتجه ليخرج من المكتب فنظر سيام لرويل بحدة وقال
-لقد تجاوز هذا الشاب حدوده يا رويل
-أعرف هذا
وجلس على الأريكة ليردف
-المشكلة أن القائد لياندر يعتبره ذراعه اليمنى وأنتم تعرفون المكانة التي يمتلكها عند الملك أيضا لذا علينا التروي والحذر قبل أن نقوم بخطوتنا التالية، حاليا سنتركه يعتقد أنه المسيطر هنا حتى نجهز قبره جيدا
ورفع نظره نحوهما ليردف
-ولكن في حال تصاعدت الشكوك في رأسه فإن هذا لن يكون لصالحنا لذا التزما بتعليماته حاليا واضح؟
فأجاب الإثنان إيجابا على الرغم منهما فالشيء الوحيد الذي يريدون فعله هو رؤية ذلك الشاب جثة هامدة أمامهم وما يصبرهم على احتماله هو أن هذه الزيارة هي آخر زيارة له إلى القلعة.

خرج كوني من القلعة ليتجه إلى حيث جلس الشبان جميعا في الساحة، تقدم نحوهم ليقف أمامهم لينظر إلى آرون الذي كان جالسا بجانبهم وقال
-تبدون منسجمين معا؟
-هذا أكيد
وأردفت أنيا
-إن كان سيقف في صفي ضد ذلك المهرج فأهلا وسهلا
-ماذا؟
فأشار فادي بيده نحو داني الذي كان ملقى خلفهم وهو محطم فقال بشفقة
-ما الذي فعلتماه به؟
فهزت أتيا كتفيها بلا اكتراث وقالت
-ما يستحقه
-المهم الآن، اسمعوني جيدا أعرف أن البداية هنا لم تكن موفقة ولكن لقد وضحت الأمور جيدا هناك وما أريد قوله هنا أن عليكم الالتزام بتعليمات باد وسيام ففي النهاية أولئك الرجال من أفضل المدربين في العالم حسنا؟
فنهض ديان ليقف أمامه قائلا
-طالما أنهم يحترمون حدودهم سنفعل نحن ولكن إن تجاوزوها فسنعاملهم بالمثل واضح؟
فراقبه كوني بصمت لدقيقة بل أن يقول
-أجل
ومد يده نحوه فصافحه ديان وسط مراقبة الباقين.

ألقى ديان بجسده على سريره بتعب فيما خرجت أنيا من الحمام مرتدية ثياب نوم ذكورية لتقول بضيق
-لم علي أن أرتدي هذه الثياب المقيتة؟
نظر ديان إليها فيما تقدمت هي لتجلس على حافة سريرها وهي تنظر إليه فقال بسخرية
-يمكنك طلب بعض الملابس النسائية من كوني سيكون مسرورا بإحضارها لك
رمقته أنيا بملل لتقول
-أتريد أن نتقاتل أيها الملك؟
فابتسم بخفة وقال
-لا شكرا يكفيني ما فعلته اليوم
-أتعرف رغم أننا أنهينا نقل تلك الأحجار إلى مكان البرج إلا أنني حتى الآن لم أتمكن من فهم السبب الذي دفع بهم لمطالبتنا بهذا العمل ما قولك؟
-لا أعرف في الواقع ولكن ما أعرف هو أننا لن ننتظر طويلا كي نعرف السبب
-حقا؟
-أجل فلا بد أنهم سيخبروننا به غدا
-يا إلهي
واستلقت على سريرها لتقول
-هذا متعب فعلا
فأغمض الشاب عينيه بتعب ليقول
-من الأفضل أن نحظى بقسط من الراحة فأمامنا الكثير غدا.

وصباحا في موقع البرج حيث كان الشبان العشرة يتحدثون معا باستمتاع تقدم رويل نحوهم ليقف أمامهم قائلا
-تبدون بأفضل أحوالكم
فنظروا إليه لتقول أنيا براحة
-ما دام رفيقيك ليسا هنا هذا أكيد
-يسرني هذا والآن المرحلة الثانية من العمل
هذه الكلمات شدت انتباه الشبان فقال رويل
-الأمر بسيط جدا جدا وستمنحون لتنفيذه أسبوعين فقط
فقال كينار
-لا تبدو لهجتك مريحة
فابتسم برضى ليقول
-أريد أن ترفعوا هذه الحجارة لأعلى البرج
حدق العشرة به برعب ليقول باكي
-ماذا؟
-كما سمعت
فنظر لوان للبرج الذي ارتفع للأعلى بخمسة طوابق وقال
-لا بد أنك تمزح يا رويل
-لا لا أفعل على هذا العمل أن ينتهي خلال أسبوعين بدءً من اليوم واضح؟
فقال رياد بحقد
-لا يمكن أن ننتهي فقط خلال أسبوعين هذا مستحيل
-هذا ليس شأني إنه ما عليكم فعله، جميع الأدوات التي ستحتاجون إليها موجودة في الخلف حظا موفقا
واتجه ليغادر نحو القلعة فتبادل الشبان النظرات لتقول أنيا باستفهام وهي تنظر إليهم
-أهذا يعني أن علينا أن نتحول لعمال بناء؟
فقال ديان
-يبدو أن هذا ما سيحدث في النهاية
أما رامي فقال
-ماذا سنفعل الآن؟
ونظر للبرج الذي استقر بجوارهم ليقول
-كيف سنرفع هذه الكتل الضخمة للأعلى؟
فقال سايل
-من الأفضل أن نفكر جيدا قبل أن نبدأ العمل
فجلس فادي على الأرض وقال بتعب
-يا إلهي ألم يكن من الأفضل لي لو استمعت لأبي وعملت في المزرعة بدل احتراف الفروسية والمبارزة
فجلست آنيا بجانبه وقالت بيأس
-وأنا كان علي الاستماع للورانز والبقاء في المنزل
راقبهما ديان باستمتاع ليقول
-لم أكن أتوقع أنهما سيهدءان هكذا
فقال جون وهو يقف بجواره
-هذا منظر مثير فعلا
رمقتهما آنيا بملل فيما قال رياد
-المهم الآن ما الذي سنفعله بالضبط؟.

القائدة ياندي
30-08-2012, 09:17
تقلب داني في سريره لدقيقة قبل أن يفتح عينيه بتكاسل وهو يحاول استعادة نفسه من عالم أحلامه، استغرق دقيقة قبل أن ينهض متجها نحو الحمام.

وفي الساحة سار كوني برفقة آرون الذي قال
-إذن أنت على وفاق مع رينيه بشأن التخلص من داني
-أجل فهذا الشاب سيصيبني بالجنون
-حقا؟
-أكيد، وإن حدث يوما وعثرت علي مصاب بسكتة قلبية فاعلم أن داني هو وراء ذلك
-على كل أين هو؟
-لا يزال نائما
-جيد
-ولكن أين؟ الشبان لا أرى أحدا منهم
-إنهم يحاولون إيجاد طريقة لتنفيذ ما يريده رويل منهم
-وما الذي يريده منهم؟.

وفي قاعة الاجتماعات تلك وقف ديان وجون ورامي وكينار حول تلك الطاولة ينظرون لمجموعة من الورق وهم يتبادلون وجهات النظر فيما كان لوان وباكي يلعبان الشطرنج أما سايل ورياد فكانا يلعبان بالأوراق، في حين كانت آنيا جالسة تتحدث مع فادي الذي قال
-إن صيت فرسان الحرس الملكي لبيكانتلاي واسع جدا إنني أستغرب من قرارك تركها
-وماذا أفعل كان لا بد لي من ذلك فقد طرأت لدي مشاغل عائلية مهمة؟
-ألا تفكر بالعودة إليهم؟
-هذا ليس خيارا مطروحا أمامي
-هذا سيء جدا
فقالت بأسى
-رأيت
أما رامي فقال بلا اقتناع
-لا هذا لا يبدو لي صائبا
فقال ديان موافقا
-أتفق مع رامي في هذا علينا أن نغير خطة عملنا، فعلى هذه الحال سنحتاج إلى أكثر من أسبوعين لإنجاز المهمة
عندا هذا قال كينار بحيرة
-هذا أمر معقد فعلا
وقبل أن يهم أحد بالرد فتح باب القاعة بقوة مما شد انتباههم جميعا لينظروا إلى داني الذي دخل إلى القاعة بلهفة وخلفه آرون الذي قال
-داني
تجاهل الشاب كلامه واتجه إلى المكتبة ليبحث في كل درج منها بانهماك وقلق ملأ كل تفاصيل وجهه فيما تنهد كوني بتعب لتقول أنيا باستغراب
-ما الذي تفعله أيها المهرج؟
ولكن داني تجاهل كلامها وهو يفتح أبواب الخزانات وأدراجها واحدة تلو الأخرى أما آرون فقال
-داني هذا لا ينفع
فالتفت الشاب إليه ليقول بغضب
-علي أن أعثر عليها هل فهمت؟ مهما كلفني الثمن
وأسرع يغادر القاعة فقال الشاب
-انتظرني
وتبعه فيما تبادل الشبان النظر ليقول سايل
-ما الذي يحدث؟
فقال باكي بدهشة
-لست أدري.

وأمام البرج وقف ديان ينظر للأوراق في يده بجانب رامي فيما تقدمت آنيا وفادي نحوه يجران تلك الحبال أما سايل ورياد ولوان وبايكي فكانا يدفعان تلك الرافعة الخشبية، نظر رامي إليهم وقال
-علينا أن نبدأ بعملية رفع الرافعة للأعلى
فاستند سايل إليها ليقول بتعب
-ذكروني أن أقتل رويل قبل أن نغادر هذا المكان
فقال كينار وهو جالس على الأرض
-ضعني في صفك
أما ديان فابتسم باستمتاع وقال
-لنفكر في طريقة لقتله لاحقا علينا الآن أن نهي رفع هذه الآلة قبل المساء؟.

طرق داني مكتبه بقبضتيه بغضب اعتلا وجهه وسيطر على ملامحه ليقول
-عليّ اللعنة كيف أضعتها؟ كيف؟
فقال آرون الذي كان يقف بجانبه
-لا بد أن نجدها يا داني لا داعي لكل هذا الغضب
فنظر الشاب إليه مردفا بتلك اللهجة
-لقد كانت تلك القلادة هي الشيء الوحيد المتبقي من ماضيّ وأنا أضعتها الآن بكل بساطة وسهولة لا أستطيع أن أصدق أنني بكل هذه الحماقة والغباء
-اهدأ يا داني
ولكنه صرخ بغضب
-لا أستطيع لقد بحثت في كل ناحية من القلعة ولا أثر لها، هل لك أن تخبرني أين ستكون؟
-ربما سقطت منك في مكان ما
-يا إلهي
وجلس على المكتب ليضع رأسه بين يديه قائلا
-إنني مغل كبير، كيف تمكنت من فقدانها بكل تلك البساطة؟ كيف؟
وقف آرون بجانبه ليضع يده على كتفه قائلا
-سنعثر عليها أنا واثق من هذا
ولكن الشاب لم يجب بل حافظ على صمته وهو يحدق بالأرض وهو يحس بأن نهاية هذا الأمر لن تكون جيدة.

وقف كوني يراقب الشبان وهم يعملون، فديان وجون ورامي وكينار ولوان كانوا يسحبون ذلك الحبل الذي ربطت به الرافعة من الأسفل أما في أعلى البرج فكان بايكي وسايل ورياد وفادي يلفون حبلا آخر مربوط حول حول بكرة عملاقة خشبية رافعين إياها للأعلى، أما آنيا فكانت واقفة تراقب الرافعة التي اقتربت من حافة البرج وقالت
-قليلا بعد نحن على وشك النجاح
سحب ديان ورفاقه الحبل بأقصى قوتهم ليقول رامي
-هيا يا رفاق لم يبقى الكثير
تابع الجميع السحب فيما قالت آنيا
-فادي رياد هيا
ترك الشابان البكرة للوان وسايل الذين ثبتاها مكانها فيما تعاون الشبان الثلاثة على إدخال الرافعة إلى البرج لعدة دقائق حتى استقرت مكانها فالتقط فادي أنفاسه ليقول
-وأخيرا
أما آنيا فأطلت على الباقين وصرخت
-لقد تم الأمر
أفلت خمستهم الحبال ليسقطوا على الأرض بتعب يلتقطون أنفاسهم فيما تقدم كوني منهم ليقول
-عمل جيد
نظر ديان إليه ليقول
-حقا؟
-مقارنة بمن سبقكم أجل؟
فقال جون
-وكيف هذا؟
-إن المعدل العادي لعملية رفعها كان يصل لثلاثة أيام تقريبا
فقلب رامي الكلام في ذهنه ليقول
-هذه نسبة جيدة
واستلقى على الأرض فيما ابتسم ديان ونظر للأعلى ليقول
-لا يزال لدينا الكثير من العمل قبل أن نقول ذلك .

طرق آرون باب غرفة داني قائلا
-داني
ولكنه لم يتلقى أي إجابة فدخل إليها ليشاهدها فارغة فقال
-يا إلهي
وأسرع بالخروج منها.

وفي الخارج جلس داني على بعض الصخور الموضوعة في ساحة القلعة وهو يحدق بالنجوم بصمت، لقد حرص على المحافظة على تلك القلادة بكل جهده طوال سنوات ولكنه الآن أضاعها بكل بساطة وسهولة، تنهد بتعب ليقول
-يا إلهي ما الذي فعلته؟
ومن شرفة آنيا وديان كانت الفتاة واقفة تراقبه بشك لتقول
-ما به؟
تقدم ديان نحوهما ليقف بجانبها قائلا
-ما الأمر؟
-انظر إلى ذلك
وأشارت نحو داني فقال
-لم أره طوال اليوم؟
-هذا صحيح، المرة الوحيدة التي رأيته فيما عندما اقتحم القاعة
-لقد كان يبدو غاضبا وقتها
-ترى ما الأمر؟
-ألا تلاحظين أنك تهتمين به كثيرا؟
-صحيح
-لماذا؟
-أخبرتك، إنني أشعر بأنني أعرفه جيدا، ولكنني لست واثقة كيف وأين، كل ما أعرف هو أن هذا الشاب يذكرني بشخص أعرفه والآن بدت جاهزة لأدفع حياتي ثمنا لأعرف هوية ذلك الشخص
-إنك تهولين الموضوع يا آنيا
-أعرف ولكن الأمر ليس بيدي
-حسنا يا عزيزتي من الأفضل لك أن تخلدي للنوم فلدينا يوم طويل غدا
واتجه لسريره فيما بقيت هي واقفة مكانها تراقبه لدقيقة قبل أن تتنهد بتعب قائلة
-ترى ما الذي يفعله ساندر الآن؟
ورفعت رأسها نحو السماء لتقول
-أرجو أن يكون بخير.

وفي غرفة كوني جلس آرون على ذلك المقعد أمام مكتب الشاب الذي كان يكتب بعض الكلمات على ملف أمامه ليقول
-إذن فقد أضاع قلادته
-أجل وهو مشغول بالبحث عنها طوال اليوم، لقد فتش القلعة شبرا شبرا ولكنه لم يعثر عليها وهو في حال سيئة، لم يكلم أحدا ولا حتى أنا، حاولت كثيرا أن أخفف عنه ولكن كل محاولاتي ذهبت أدراج الرياح
-هذا طبيعي
ورفع نظره إليه ليضيف
-إنه متعلق بتلك القلادة كثيرا فهي الشيء الوحيد الذي كان يذكره بماضيه وحياته والآن بعد أن أضاعها سيشعر بأنه أضاع حياته معها
-وما المفترض بي أن أفعله؟
-علينا أن نخرج هذه الأفكار من رأسه
-ولكنني أحتاج لمساعدتك في هذا يا كوني
فابتسم الشاب بخفة وقال
-لا تقلق أنا في الخدمة دوما، فللحق المكان من دون مقالب داني ليس مسليا
وهنا تنهد آرون بتعب ليقول
-أكره الاعتراف ولكن معك حق في هذا .

ربطت آنيا الحبل بالتعاون مع فادي حول أحد الأحجار ثم نهضت لتنظر للأعلى حيث كان لوان وبايكي ورياد فقالت
-يا شباب نحن مستعدان
فأطل بايكي عليها وقال
-حسنا
والتفت لرفيقيه ليقول
-هيا بنا
وتقدم ثلاثتهم نحو الرافعة ليبدآ بإدارة بكرتها بأقصى جهدهما، فيما راقبت آنيا ارتفاع الصخرة لتقول
-يا لهذا الأمر
أما فادي فكان يلتقط أنفاسه وهو يمسح العرق الذي ملأ وجهه لدقيقة حين تقدم باقي الشبان ليقول ديان
-رينيه
التفت الاثنان نحوهما فقال رامي
-سنستلم العمل
فبدت الراحة على فادي وقال
-يسرني هذا
أما آنيا فتقدمت لتقف على حافة الجرف الذي أطل على البحر وملأت رئتيها بنسيمه العذب لتقول
-كم هذا منعش
وهمت أن تغادر لولا أن ذلك البريق شد انتباهها فبدا الاستغراب على وجهها وانحنت لتلتقط تلك القلادة الذهبية، قلبتها بين يديها باستغراب وقالت
-ترى لمن هذه؟
فتحت باب القلادة ليستقر نظرها على صورة الطفلين مما رسم الذهول على وجهها، إنها تعرف هذه القلادة جيدا تعرفها حق المعرفة، ولكن ما الذي تفعله هنا بحق الجحيم؟.

وعلى الصخور كان داني جالسا وهو يسند جسده إليها فيما كان آرون جالسا بجانبه وهو يقول
-هيا يا داني
ولكن الشاب حافظ على صمته والمرارة لا تزال تملأ روحه فعاد آرون ليقول بعناد
-داني لا يمكنك البقاء على هذه الحال يا صديقي، إن المكان هادئ أكثر من اللازم وهذا يخيفني فعلا وهو يحتاج إليك حتى يعود ليغرق في الجنون
رفع الشاب نظره للأعلى وقال
-ولكنها كانت الذكرى الوحيدة منهم
-أعرف هذا ولكن ضياعها لا يعني ضياع كل شيء آخر يا داني
-ولكن ضياعها يعني أني غير جدير بحملها
-لا تقل ها ، إن الموضوع لا يستحق كل هذا الاكتئاب منك، صحيح أنها تحمل الكثير من الذكريات في طياتها ولكنها مع هذا تظل قلادة وضياعها لا يعني أي شيء مما تفكر فيه ي
صمت الشاب دون أن يجيبه فجلس آرون أمامه ليقول
-دان أرجوك توقف عن فعل هذا، إنك تعذبني معك هكذا دون أي فائدة أرجوك
أسند داني رأسه لكتف الشاب أمامه ليقول
-لا أستطيع هذا لا أستطيع
وصمت دون أن يضيف حرفا واحدا فتنهد آرون بتعب وأحاط ظهره بيديه ليقول
-أعرف أنك قادر على تجاوز الأمر يا دان أعرف ذلك
وأمام باب القلعة وقف كوني يراقب ما يحدث بصمت ليقول
-هذا سيء جدا لم يسبق لي أن رأيته على هذه الحال من قبل.

وبالعودة لمكان العمل أنهى الشبان رفع خامس قطعة مما يعني انتهاء العمل لليوم، على الأرض بجانب الصخور استلقى الشبان وهم يلتقطون أنفاسهم ليقول رامي
-أدفع حياتي ثمنا لأعرف ما هي فائدة هذا العمل
فقال جون
-لا تتعب نفسك يا صديقي لا فائدة لها
فقال سايل وهو مغمض عينيه
-أنا أوافق على هذا
أما ديان فنظر لآنيا التي كانت واقفة على الجرف وهي تحدق بالبحر بشرود فقال
-ما الأمر؟
ونهض ليتقدم نحوها وقال
-رينيه
التفتت الفتاة إليه لتقول
-ديان
-ما بك؟ تبدين شاردة الذهن؟
فتنهدت بتعب لتقول
-إنها مصيبة
راقبها الشاب بقلق ليقول
-ما الأمر؟
-لن ينفع الحديث هنا تعال
وسحبته من يده ليتجها للداخل حيث وقفا في الساحة الفارغة فقال داني بقلق
-آنيا ما الذي حدث؟
فمدت له القلادة وقالت
-انظر لهذه
أمسك الشاب القلادة ليقلبها بين يديه وما لبث أن فتحها لينظر للصورة ثم رفع عينيه نحو رفيقته طالبا تفسيرا فقالت
-خمن من أضاع هذه القلادة؟
-من؟
-داني
-وما أدراك؟
-لقد تكلمت مع آرون صباحا وسألته عن حالة داني فأجابني أنه أضاع قلادة غالية عليه
-إذن لِم لا تعيدينها إليه؟
ولكنها تابعت بارتباك
-وخمن من يمتلك نسخة مطابقة من هذه القلادة؟
-من؟
-إنه ساندر
حدق الشاب بها بحذر ليقول
-ما الذي ترمين إليه يا آنيا؟
فأخذت نفسا عميقا لتقول
-حسنا القلادة التي يمتلكها ساندر هي الشيء الوحيد الذي لا يسمح لي بالاقتراب منه، فقد قال لي أنها ذكرى قديمة من عائلته
-و؟
فقالت بنبرة متوترة
-لقد قال لي أنه يحتفظ بصورته وصورة شقيقه الأصغر داخل هذه القلادة
رسمت هذه الكلمات الدهشة على وجه ديان فيما راقبته آنيا بترقب لدقيقة قبل أن تقول
-إضافة لهذا فقد قال أن اسمه واسم شقيقه قد حفرا خلف الصورة
وتناولت القلادة منه لتزيل الصورة من مكانها وأدارتها نحو الشاب الذي نظر لاسم ساندر وسام الذين نقشا على خلفية القلادة وقال
-ماذا يعني هذا؟
فقالت بارتباك
-إنني أخشى مما أفكر فيه يا ديان
-أتريدين القول أن داني هو شقيق ساندر؟
-هذا يفسر الشبه الكبير بينه وبين ساندر، لقد قلت أنه يشبه شخصا أعرفه وذلك الشخص هو ساندر يا ديان
هز الشاب رأسه بلا استيعاب لدقيقة قبل أن يقول
-ولكن ألم يقل أن شقيقه قد قتل خلال هجوم للوميار ؟
-أجل وقال أنه السبب الرئيسي الذي دفعه للانضمام إلى فرسان الحرس الملكي
-إذن ماذا يعني هذا؟ ولم أخبرنا أنه ميت في حال أنه حي
-لست أدري إنني مشوشة منذ عثرت على هذه القلادة
ونظرت إليه بحيرة لتقول
-ماذا يجب أن أفعل يا ديان؟ إنني حائرة ولست أدري ما العمل
-في الوقت الحالي عليك الحفاظ على الأمر بشكل سري
-وبعد؟ لا يمكنني أن أتظاهر بأن الأمر لم يحدث علي أن أعرف الحقيقة
فأخذ الشاب نفسا عميقا ليقول
-حسنا اسمعيني، للوقت الحاضر ستبقين القلادة معك ولن تخبري أحدا بأمرها وخلاله علينا أن نكتشف حقيقة داني منه نفسه
-منه؟
-أجل وأنتِ من سيفعل هذا
رمقته الفتاة باستنكار لتقول
-لِم علي فعل هذا؟ إنني لا أطيقه
-لأنه سيكون شقيق زوجك في حال كان هذا الأمر صحيحا
فهزت رأسها إيجابا وقالت
-صحيح
-جيد ولكن أثناء قيامك بهذا أريدك أن تحافظي على السرية الكاملة ولا توجهي الشكوك نحوك
-ولكن ماذا لو رفض إخباري بشيء؟
-وقتها سنفكر في حل ما
فتنهدت بتعب وقالت
-حسنا، سأذهب للبحث عنه
واتجهت نحو القلعة فيما راقبها ديان بحيرة ليقول
-هل هذا ممكن؟.

القائدة ياندي
30-08-2012, 09:18
سارت آنيا في ممرات القلعة وهي تحدث قائلة
-لا أعتقد أنه سيخبرني بشيء من الأفضل لي أن أجد طريقة أخرى لفعل ذلك، طريقة اضمن من خلالها أن أحصل على ما أريد ولكن كيف؟
وهنا سمعت صوت كوني يقول
-رينيه
التفتت الفتاة للشاب الذي وقف أمامها وقال
-هل تتحدث إلى نفسك؟
فنظرت آنيا إليه لتقول بنصر
-أنت من أريد
راقبها الشاب باستغراب فقالت
-كوني أحتاجك في خدمة مهمة
-وما هي؟
-أريد أن أتحدث معك حول داني
-وما الأمر؟
-لن ينفع الحديث هنا
-حسنا تعال لمكتبي.

وفي المكتب وضع الشاب الملفات من يده على الطاولة والتفت إلى الفتاة التي وقفت خلفه ليقول
-إذن ما الأمر؟
-أريد أن أعرف عن ماضيه
رمقها الشاب باستفهام فيما قالت هي
-من متى وهو يعمل معكم؟
-تقريبا منذ عشر سنوات
-كم كان عمره وقتها؟
-عشر سنوات
-وهل هو من رايسال أساسا؟
وهنا قال الشاب بشك
-ما سبب كل هذه الأسئلة؟
فحافظت على هدوئها وقالت
-إنه أمر خاص
رمقها الشاب باستفهام وشك فعادت لتقول
-هيا إنها مجرد أسئلة عادية ولا تحتاج لنظراتك هذه
-حقا؟
وجلس على الأريكة فجلست أمامه وقالت
-أجل والآن أجبني هل هو من رايسال؟
-كلا
-إذن من أين هو؟
-لا أعرف فكل ما أعرفه أن لياندر قد أحضره عندما كان عمره عشر سنوات للقلعة وضمه لي ولآرون ومن وقتها ونحن نعمل معه
-ألا تعرف أي شيء عن حياته قبل ذلك؟
-لا لا أعرف
-يا إلهي
واستندت للأريكة فقال كوني بشك
-ما الذي تهدف إليه من وراء كل هذه الأسئلة يا رينيه؟
فوقفت لتقول ببساطة
-لا علاقة لك
وخرجت من المكتب وسط مراقبة الشاب المستغربة ليقول
-إنه شاب غريب فعلا.

أغلق آرون باب غرفته ليتنهد بتعب قائلا
-يا إلهي
وهم بالتوجه نحو الحمام ولكن الباب فتح لتدخل آنيا قائلة
-آرون
التفت الشاب إليها باستنكار ليقول
-ألا تعرف معنى طرق الباب؟
-لا
وتقدمت لتقف أمامه قائلة
-أحتاجك في موضوع مهم
-وما هو هذا الموضوع المهم؟
-داني
رمقها الشاب بقلق
-ما به؟ هل أصابه شيء؟
-كلا لم يصبه شيء ولكنني أريد أن أسألك بعض الأسئلة
فقالت باستفهام
-وما هي ؟
-هل تعرف أين كان يسكن قبل قدومه إلى رايسال؟
رمقها آرون بحذر ليقول
-وما علاقتك أنت؟
-إنه أمر مهم يجب أن أعرف الجواب
-آسف فعلا لا يمكنني أن أخبرك بشيء
-لماذا؟
-لأن هذا لا يخصني، إنها أمور خاصة بداني وحده
فقالت بنفاذ صبر
-علي أن أتأكد من أمر ما يا آرون لذا يجب أن تجيبني عن هذا السؤال أين كان يسكن قبل قدومه إلى هنا؟
ولكن الشاب عاد ليقول بحزم
-لن أخبرك فأنا لست مخولا لإخراج هذه المعلومات لأي شخص مهما كان
رمقته الفتاة بحدة لتقول
-إما أن تجيبني على السؤال بالطريقة السهلة أو بالطريقة العصبة ماذا تريد؟
ابتلع الشاب رمقه برعب ليقول
-ولا بأي واحدة
فقالت بمكر
-لقد جنيت على نفسك
وقبل أن تهم بالهجوم عليه سمعت صوت داني يقول
-إن كنت تريد معرفة شيء ما لِم لا تسأل الشخص المطلوب؟
التفتت آنيا إلى الشاب الذي وقف أمام الباب وقالت
-وهل كنت ستخبرني إن فعلت هذا؟
فأجابها ببساطة
-لا
وهنا قالت بملل
-هل عرفت لِم لَم أسألك؟
-إذن هلا توقفت عن البحث فيما لا يخصك فأنت لا علاقة لك بأي شيء يخصني هل هذا واضح لك؟
قال كلمته الأخيرة بنبرة حادة فراقبته آنيا بصمت قبل أن تغادر المكان فأخذ داني نفسا عميقا فيما تقدم آرون ليقف بجانبه وقال
-هل أنت بخير؟
فنظر داني إليه ليقول بتعب
-لا لست كذلك يا آرون لست كذلك
فعانقه آرون ليقول
-لا عليك سيكون كل شيء على ما يرام
فأغمض عينيه بين يدي صديقه وقال
-أرجو هذا.

دخلت آنيا إلى غرفتها حيث شاهدت ديان جالسا على السرير يمسح سيفه، تقدمت لتجلس أمامه فيما نظر هو إليها وقال
-إذن ما الأخبار؟
فتنهدت بتعب وقالت
-سيئة؟ كوني لا يعرف أي شيء عن ماضيه وآرون رفض إخباري وكذلك فعل هو، لا أدري كيف سأتمكن من اكتشاف الحقيقة يا ديان هذا سيصيبني بالجنون
ساد الصمت على المكان لدقيقة قبل أن يقول ديان
-أعتقد أنني قد وجدت الحل
نظرت الشابة إليه بلهفة وقال
-ماذا؟.

مع شروق صباح اليوم التالي وقفت آنيا على حافة الجرف وهي تحدق بالشمس التي ارتفعت نحو الأفق لدقيقة حين وقف ديان برفقة داني وآرون خلفها ليقول الثاني بحدة
-من الأفضل لك أن يكون السبب الذي دفعك لإيقاظي في هذه الساعة المبكرة مقنعا فوق العادة
التفتت آنيا إليه لتقول
-ثق بي أنه يستحق
فتقدم ليقف أمامها فيما بقي آرون واقفا بجانب ديان على بعد متر منهما، وقف الشاب أمامها ليقول
-ماذا تريد؟
فمدت القلادة له لتقول
-أهذه لك؟
نظر الشاب لقلادته بلهفة ليمسكها قائلا
-إنها قلادتي
ورفع نظره نحوها ليقول بحدة
-كيف وصلت إليك؟
-لقد وجدتها ملقاة هنا
-ماذا؟
-أجل يبدو أنك نسيها هنا يا سام
رفع الشاب نظره نحوها بدهشة لم يتمكن من إخفائها كحال آرون فيما راقب ديان ما يحدث بترقب، ساد الصمت على المكان لدقيقة والشاب ينظر إليها بذهول قبل أن تقول
-يبدو أن أحدا لم يناديك باسمك الحقيقي منذ فترة طويلة
أعاد الشاب نفسه من الصدمة التي أصابته لينظر إليها قائلا بإنكار
-ما الذي تتحدث عنه؟
ولكنها قالت بهدوء
-لا داعي لأن تنكر هذا يا سام فأنا أعرف أنك لا تدعى داني وأن أصلك من بيكانتلاي أليس كذلك؟
صمت الشاب وهو يراقبها بحدة فيما تابعت هي
-الصورة التي في القلادة هي لك ولشقيقك الأكبر ساندر أليس كذلك؟
ضغط الشاب على القلادة بين يديه بغضب فيما تابعت هي قائلة
-هل هذا صحيح؟
رفع داني نظره إليها ليقول بغضب
-من أنت؟
-لا ضرورة لأن تعرف من أنا ما أريد أن أعرفه هو هل أنت سام أم لا؟
فصرخ بحدة
-لا علاقة لك
راقبته بدهشة فيما تابع هو انفعاله ذلك
-لا تحشر أنفك فيما لا يخصك لقد قلتها لك من قبل وسأقولها مرة ثانية هذا لا علاقة لك به واضح؟
فقالت بنبرة حازمة
-كلا
نظر إليها بدهشة فيما قالت هي
-إن لي علاقة كبيرة بك يا سام وأكثر مما تتخيل أيضا
وهنا فقد الشاب أعصابه لينقض نحوها موجها لها لكمة من يده ولكنها أوقفتها لتقول
-توقف عن هذا
ولكنه تابع هجومه بركلة على قدميها فقفزت للأعلى متفادية إياها وقفزت لتقف خلفه وقبل أن يهم أي منهما بالإتيان بحركة أخرى ودون سابق إنذار انهارت الحافة الجرفية التي وقفا عليها ليهويا للأسفل فاعتلت الدهشة وجه ديان وآرون الذي قال
-داني
اتجه الاثنان بلهفة لينظرا إلى الأسفل بدهشة ليقول آرون
-يا إلهي
والتفت لديان قائلا
-ماذا سنفعل؟
-تعال لأخبرك
واتجها نحو الداخل بسرعة .

وقف الشبان برفقة آرون وكوني والقادة الثلاث بجانب خيولهم في ساحة القلعة وهم يستمعون لكوني الذي قال
-المنطقة المرشحة للبحث عنهما هي الشاطئ لا أظن أنهما قد يبتعدان كثيرا، وتوخوا الحذر فالحيوانات المنتشرة في المكان فد تكون خطرة
فقال ديان
-سنكون كذلك
وصعد على خيله لينطلق مغادرا المكان مع الباقين فيما بقي كوني ورويل واقفين يراقبانهم بصمت.

فتحت آنيا عينيها ببطء وهي تشعر بالدوار يعصف برأسها لدقيقة حين بدا لون السماء واضحا أمامها فاستغرقت دقيقة حتى استعادت رشدها لتجد نفسها ملقاة على الشاطئ، اعتدلت في جلستها لتدير نظرها نحوها حيث شاهدت داني ملقى بجانبها فقالت
-داني
ونهضت لتجلس بجانبه، مدت يدها لتهزه من كتفه قائلا
-داني داني هيا انهض داني
فتح الشاب عينيه ببطء والصورة مشوشة أمامه فعادت لتقول
-داني
استغرق دقيقة قبل أن تتضح صورتها أمامه فقال
-رينيه
واعتدل في جلسته لينظر حوله قائلا
-ما الذي حدث؟
-لقد سقطنا من الأعلى
-ماذا؟
وعادت لذاكرته المحادثة القصيرة التي أجرياها في الأعلى فيما عادت آنيا للاستلقاء على الرمال بصمت سيطر على المكان من عدا صوت النسيم والمياه، استمر الوضع لدقيقة حين كسره داني قائلا
-كيف عرفت كل ذلك؟
-أنك سام؟
-أجل والقلادة وشقيقي كيف عرفت كل هذا هل لي أن أعرف؟
فضحكت بخفة مما دفعه للنظر إليها باستنكار لدقيقة حتى التقطت أنفاسها لتقول
-أنا فتاة
حدق الشاب بها باستفهام فيما تابعت هي
-أنا فتاة وأدعى آنيا
-فتاة؟
-أجل
واعتدلت في جلستها لتفك شعرها تاركة إياه ينسدل على ظهرها وهو يلهو مع نسيم البحر ونظرت للشاب الذي قال بذهول
-مستحيل
-لسوء حظك هو صحيح
-ولكن كيف؟
-إنها قصة طويلة جدا جدا
وهنا استيقظ من ذهوله ليقول
-ومع هذا فكونك فتاة لا يفسر كيف تعرفين كل هذه الأمور عني
فابتسمت بخفة لتقول
-إضافة لكوني فتاة فأنا زوجة شقيقك ساندر
هذه الكلمة كانت القاضية بالنسبة لداني الذي حدق بها بذهول دون أن يفتح فمه بحرف واحد لدقيقة، نهضت آنيا لتنظر للبحر تاركة إياه يحاول استيعاب الصدمة الثانية حتى نظرت إليه قائلة
-هل يفاجئك هذا؟
فنظر إليها ليقول باستنكار وسخرية
-كونك فتاة أم كونك زوجة شقيقي أم كونك تعرفين كل شيء عني؟
فاصطنعت التفكير لتقول
-كلها مرة واحدة
تنهد الشاب بتعب ليدلك جبينه فيما تقدمت هي لتقف أمامه قائلة
-هل عرفت الآن لِم كنت مصرة على معرفة حقيقتك ولِم قلت أن لي علاقة كبيرة بك ؟
فرفع نظره إليها لتردف هي
-إن أردت الصدق عيد ميلاد ساندر الشهر القادم وقد كنت مشغولة بالبحث عن هدية مناسبة له ولكنني لم أتمكن حتى اليوم من العثور على واحدة
-والمفترض بهذا أن يعني؟
فابتسمت بخفة لتقول
-سيكون عثوره على شقيقه أفضل هدية تلقاها في حياته
وهنا نهض الشاب ليقف أمامها قائلا
-إنني حتى الآن لست مقتنعا بكلامك هذا فشقيقي مات عندما بلغت العاشرة بهجوم لجماعة لوميار على القريبة
-وللصدفة فشقيقك يظن الأمر نفسه
-ماذا؟
-كما سمعت إن ساندر يظنك ميتا وقد كان هدفه الوحيد في الحياة هو القضاء على لوميار للانتقام لك وهو ما فعلناه بالمناسبة
-أعرف أن لوميار انتهت لقد سمع الجميع بما حدث في بياكنتلاي
-جيد إذن واعرف أيضا أن شقيقك لعب دورا بارزا في ذلك من أجلك أنت
راقبها الشاب بريبة وعلامات الشك لا تزال تحوم في رأسه فقالت هي
-اسمعني جيدا، أنا أكثر الأشخاص الذين يعرفون كيف يشعر ساندر تجاهك، لقد عرض نفسه مئة مرة للموت تحت قبضة لوميار من أجل الانتقام لموتك، والقلادة التي تحملها يملك هو أيضا واحدة مثلها وهي الشيء الوحيد الذي يمنعني ساندر من لمسه
-لماذا؟
فقالت ببساطة
-لأنني سأحطمها بمجرد إمساكها
رمقها الشاب باستفهام فأردفت تشرح الوضع
-في الواقع تلك القلادة تنافسني على حبه في بعض الأحيان
هز داني رأسه بخيبة ليقول
-يا إلهي
فابتسمت بخفة لتقول
-والآن علينا أن نجد طريقة للمغادرة والعودة للقلعة
فنظر الشاب حوله وقال
-ولكنني لم آتي إلى هنا من قبل ولا أعرف الطريق
-سنتدبر أمرنا هيا
وسارت نحو الغابة فتنهد داني باستسلام وقال
-هذا لا يمكن أن يكون حقيقيا
واتجه ليتبعها نحو الداخل.

وفي الغابة كان الشبان منتشرون في كل ناحية وصوب يبحثون هنا وهناك عن المفقودين علهم يجدون أي أثر لهما ولكن بلا جدوى.

سارت آنيا برفقة داني بين الأشجار والصمت يخيم عليهما، ففي الوقت الذي كانت فيه الفتاة مشغولة بمعرفة الطريق الذي عليهما أن يسلكاه كان عقل داني في مكان آخر تماما، لقد كان حتى صباح اليوم يعرف أن شقيقه ميت وأن عائلته انتهت منذ عشر سنوات ولكن الآن يظهر كل هذا فجأة، تنهد بصمت ثم رفع نظره نحو آنيا التي كانت تسير خلفه بتردد قبل أن يحسم رأيه وقال
-رينيه
فقالت الفتاة وهي تنظر حولها
-عندما نكون بمفردنا نادني بآنيا
-حسنا هل لك أن تخبريني عن شقيقي؟
نظرت آنيا إليه حيث كان يبدو التوتر والارتباك جليين عليه فابتسمت بخفة وأعادت نظرها للأمام لتقول
-وما الذي تريد أن تعرف؟
فسار بجانبها ليقول بلهفة
-كل شيء
-هذه إجابة ماكرة
-إذن
-حسنا في الواقع إنه يشبهك كثيرا جدا فأنت تمتلك ملامح وجهه نفسها وقامته وجسده لولا أن ملامحه تظهر لك بوضوح شخصية قوية وحازمة بعكسك أنت
-وما بي أنا؟
-من ينظر إليك يرى شخصية متقلبة المزاج وهزلية
رمقها الشاب بملل فيما تجاهلت هي هذه النظرات وتابعت
-رغم أن الفرق بينكما لا يعدو ثلاث سنوات إلا أن ساندر يبدو أكبر بكثير من عمره
وأردفت بتعب
-وهذا ما على وشك أن يصيبني بالجنون
فقال باستغراب
-لماذا؟
-صدقني إن ذلك الشاب أكثر اتباعا للقواعد والقوانين من كوني نفسه
-أهذا معقول؟
-أجل وهذا يفقدني صوابي أحيانا
وهنا قال بنبرة مترددة
-هل كان يذكرني؟
فابتسمت وقالت
-كثيرا
هذه الكلمة دفعت به للنظر إليها بحماس فتابعت هي
-لقد كان يذكرك كثيرا وقلادته لا تفارق صدره حتى إنني حاولت مرة سرقتها ولكنه كشفني وخاصمني لأسبوع كامل على ذلك ومن يومها أيقنت أن وجود ذكراك إلى جانبه هو ما يمده بالقوة لإكمال مشواره وعمله، لا أدري ولكن يبدو كأنه يؤمن بأنك لا تزال حيا في مكان ما رغم أنه لم يقل ذلك أمامي صراحة
-وهل تعتقدين أنه سيرحب بي يا آنيا؟
-أتمزح أراهن أنه سينسى أن له زوجة إن شاهدك
فقال باستمتاع
-هذا سيكون لحظه
رمقته الفتاة بحدة جعلته يرتجف قائلا
-سيكون أحمق إن فكر بهذا
-جيد والآن
وتوقفت لتنظر إليه قائلة
-سنتفق على ما يلي لا أحد عليه أن يعرف أنني ملكة أو أنني فتاة أو حقيقتك أنت هل هذا واضح؟
-وإن لم افعل ذلك؟
قال بسخرية فأجابته بنبرة ماكرة
-سأتأكد هذه المرة فعلا من أن ساندر سيظنك ميتا واضح؟
رمقها الشاب بارتباك وخوف ليقول
-أجل واضح.

مضى اليوم سريعا والشبان يحاولون العثور على آنيا وداني حتى حل الظلام وهم يقفون في الساحة وأمامهم كوني الذي قال بقلق
-ماذا يعني هذا؟
فصرخ آرون بحدة ومرارة
-لا أدري يا كوني لا أدري
وجلس على الأرض بحقن فيما ضغط ديان على يده بغضب وهو يلعن نفسه على ما فعله ولكن فادي قطع هذا الجو الكئيب قائلا
-يا رفاق ها هما
التفت الجميع نحو البوابة الرئيسية إلى حيث دخلت آنيا برفقة داني.

استلقت آنيا على سريرها فيما كان ديان جالسا على سريره ليقول
-هذا ما حدث إذن؟
-أجل لقد وضحت له كل شيء لن تصدق كم كان سعيدا وأنا أخبره عن ساندر
-أراهن على هذا
التفتت الفتاة لتنظر إليه قائلة
-إنني فعلا متشوقة لرؤية وجه ساندر عندما يعلم بهذا يا ديان
فابتسم ليقول
-سيكون فرحا جدا ثقي بي.

وفي غرفة داني كان آرون جالسا بجانبه على الشرفة وهو يحدق به بدهشة ليقول
-ماذا؟
-أجل هذا كل ما حدث
-يا إلهي لا أصدق هذا
-ولا أنا أيضا ولكنها الحقيقة
-وهل أنت سعيد بهذا أم لا؟
فاستلقى على مقعده ليقول
-لن أنكر ذلك إنه أمر مثير فعلا لقد تمنيت دائما رؤية شقيقي ولو لمرة واحدة بعد ذلك الحادث والآن يبدو أن حلمي هذا على وشك أن يتحقق
ونظر إلى رفيقه ليقول
-لذا أجل إنني سعيد فعلا
فبدت علامات الراحة على وجه آرون وهو يراقبه ليقول
-هذا هو كل ما يهم أساسا.

يمكننا القول أن الأسبوع الذي تلا ذلك التصريح كان العمل فيه كثيفا فقد قرر الشبان أن ينهوا مهمة رفع الأحجار خلاله وهو ما حدث بالفعل، فلم يتوقفوا عن العمل ولو لدقيقة واحدة وسرعان ما انضم آرون وداني إليهم في عملية رفع الأحجار التي استغرقت كل دقيقة من وقتهم.

وقف الشبان ينظرون لعملهم المنتهي بإعجاب حيث قال سايل
-وأخيرا لا أصدق هذا
فقال رامي
-بل صدق يا صديقي لقد انتهينا
تقدم رويل نحوهم ليقول
-ها قد انتهيتم إذن
فنظروا إليه لتقول آنيا بتهديد
-إن قلت أن علينا أن نبني هذا البرج اللعين فأقسم إنني سأرميك من أعلاه
-لا ليس عليكم ذلك فأنتم لن تتمكنوا من ذلك في كل الأحوال
مع هذه الجملة قال فادي براحة
-يسرني هذا
-حسنا يمكنكم أخذ بقية اليوم إجازة فغدا سنبدأ التدريبات التقليدية
وغادر نحو القلعة فقال جون بتعب
-أنا مستعد لأن أنام شهر كامل
فيما قالت آنيا
-أما أنا فمستعد لأن آكل خروفا محشيا
فوافقها فادي قائلا
-وأنا أيضا جائع هيا بنا
وسلكا طرمقهما للداخل فيما لحقهما الآخرين وهم يتحدثون معا .

جلس كوني في مكتبه يرتب تلك الأوراق أمامه حين طرق الباب وفتح ليدخل رويل وسيام فنظر الشاب إليهما وقال
-أهلا أيها المدربين
تقدم الاثنان ليجلسا أمامه فقال الشاب
-ما الأخبار في الخارج؟
فتولى سيام الرد
-إنها جيدة لقد أنهوا رفع الأحجار وسنبدأ بالتدريبات العادية غدا
-هذا ممتاز وما رأيكما بهم؟
فقال رويل
-ليسوا سيئين لقد أنهوا مهمتين في ثمانية أيام وهي نصف المدة التي استغرقها الجيل السابق لهم
-هذا يعني أننا سنشهد بطولة حامية هذه السنة
-أضمن لك هذا
-يسرني هذا فعلي أن أرسل هذه المعلومات للياندر إنه ينتظرها على أحر من الجمر
فقال سيام
-حسنا إذن أرنا تقريرك الصغير هذا.

وفي قاعة الطعام كان الشبان جالسين حول المائدة يتناولون طعامهم وهم يضحكون ويتحدثون فيما كان فادي يراقب آنيا التي كانت تأكل بشراهة ليقول بتعجب
-من يراك بجسدك المنحوت هذا لن يعتقد أبدا أنك نهم إلى هذه الدرجة
فنظرت إليه لتقول بفم ممتلئ
-إنني أكاد أموت جوعا
-على رسلك يا رجل ستختنق هكذا
-لا عليك
وقبل أن تهم بإكمال كلمتها أحست بالطعام يسد مجرى تنفسها فسعلت بقوة مما دفع فادي لضربها على ظهرها قائلا
-رينيه
أما جون فمد لها كوب الماء وقال
-كل على مهلك فالطعام لن يطير
أمسكت الفتاة الكوب لتبتلعه مرة واحدة وتنهدت براحة قائلة
-هذا أفضل بكثير شكرا يا رفاق
فقال ديان
-حاذر كي لا تختنق بالطعام
ولكنها تجاهلت كلامه قائلة
-ليس ذنبي أنني جائع
وعادت لتأكل فيما راقبها الباقين بدهشة واستغراب.

.

القائدة ياندي
30-08-2012, 09:18
دخل كل من داني وآرون إلى القلعة مساءا على خيليهما وهما يمسكان بعض الأرانب والطيور، ترجلا عن الخيول ليقف كوني أمامها قائلا
-أين كنتما طوال اليوم؟
فنظر داني إليه ليقول
-في رحلة صيد سنحولها لحفلة شواء ما رأيك أتشاركنا؟
-ولم لا؟
فسار ثلاثتهم نحو الحديقة الخلفية فيما قال آرون
-كيف كان اليوم هنا؟
-ليس سيئا أنهى الشبان رفع الأحجار وسيبدأ غدا التدريب العادي
أنهى كلامه هذا مع وقوفهم أمام ديان وجون ورامي وفادي وآنيا وكينار فقال داني
-يبدو أنكم تحظون بقسط من الراحة
فنظروا إليه ليقول كينار
-نستحق هذا بعدل كل ما عانيناه هذا الأسبوع
فقال آرون
-أنا أضم صوتي لصوتك
فيما قال داني
-حسنا إذن من يرغب بتناول الشواء؟
فقالت آنيا بحماس
-أنا أريد
هذه الكلمة جعلت رفاقها ينظرون إليها برعب حيث قال فادي
-أنت تمزح؟
-بالطبع لا
فقال رامي
-رينيه لقد أكلت نصف المائدة على الغداء لا يمكن أن تكون جائعا
فوقفت لتقول باعتراض
-ولكنني كذلك ثم ما المشكلة في هذا
فقال ديان بحدة
-أنك ستموت من التخمة
فهزت كتفيها بلا اكتراث وقالت
-هذا لن يحدث
ثم نظرت للشبان وقالت
-هيا بنا
فقال آرون
-حسنا
وسار معها وداني مبتعدين فيما قال كوني باستغراب وهو ينظر لديان والباقين
-ما الذي حدث بالضبط؟.

في ساحة القلعة الأمامية وقف الشبان العشرة أمام رويل ورفيقيه حيث كان سيام يمسك سيفه قائلا
-والآن هل أنتم جاهزون؟
فأمسكت آنيا سيفها وقالت بمكر
-ولو
وتقدمت لتقف أمامه فقال
-حسنا إذن أرني ما لديك
-لك هذا
وانقضت نحوه موجهة له ضربة من سيفها ولكن سيام صدها بسيفه قائلا
-لست سيئا
فابتسمت بمكر لتقول
-دعني أريك ما هو السيء
واختفت من أمامه لتبدو الدهشة على ملامحه ولكن صوت حركة تناهى لسمعه من الوراء فالتفت إليه لتعاجله الفتاة بضربة من سيفها فحاول صدها ولكن آنيا استجمعت كل ذرة من قوتها لتضعها في مقبض سيفها مما دفع سيام للتراجع عدة خطوات للخلف فقالت بنصر
-إذن يا سيد؟
أما فادي فقال بإعجاب
-ليس مقاتلا سيئا
فابتسم ديان وقال
-اسألني أنا عن هذا
قفزت آنيا للوراء متفادية ضربة من سيام وهمت أن تهجم عليه مرة ثانية ولكن الرجل عاجلها بلكمة على معدتها فبدا الجمود على وجهها فيما اعتلى الحذر ملامح الباقين، سقط السيف من يد آنيا فيما وضعت هي يديها على معدتها لتجثو أرضا بألم شديد فقال سيام باستغراب
-ما بك يا رينيه؟
ولكن الفتاة لم تنطق سوى بتأوهات مكتومة فاتجه الباقين نحوها ليجثو ديان بجانبها قائلا بقلق
-رينيه رينيه أجب
ولكن الفتاة لم تغير حالتها فقال رويل
-خذه إلى الداخل
-حسنا
ونهض مسندا إياها من خصرها وكتفها ليتجها نحو القلعة وسط مراقبة الباقين لدقيقة قبل أن يقول باد
-والآن من التالي؟.

مدد ديان الفتاة على سريرها وجلس بجانبها ليمسد شعرها قائلا
-آنيا ما الذي حدث ؟
فنظرت إليه لتقول
-لا أعرف لقد شعرت بألم شديد في معدتي
فقال بنبرة لوم
-لا بد أن هذا بسب كمية الطعام الهائلة التي التهمتها البارحة
فهزت رأسها نفيا وقالت
-كلا
- نامي قليلا الآن ربما ستشعرين بتحسن عندما تستيقظين حسنا؟
فهزت رأسها إيجابا دون حرف واحد فيما وضع ديان الغطاء عليها واتجه ليخرج من الغرفة فيما أغمضت هي عينيها بتعب.

صد ديان ضربات رويل المتتالية عليه بخفة وبراعة واحدة تلو الأخرى وما أن صد الأخيرة حتى استجمع قوته الدافعة وانقض نحوه موجها إليه ضربة قوية تمكن الرجل من صدها بصعوبة قائلا
-أحسنت
فابتعد ديان عنه ليقول
-لا أحتاج لشهادتك
ابتسم رويل بهدوء والتفت للباقين الذين كانوا يراقبون المبارزة وقال
-ستكون لدينا جولة مسائية ثانية قبل أن ننتقل للتدريب الثاني لذا استعدوا جيدا
ونظر لرفيقيه ليقول
-هيا بنا
اتجه ثلاثتهم نحو القلعة فيما وقف ديان بجانب رفاقه وقال
-علي أن أعترف هذه أول مرة أهاجم بهذه القوة والسرعة
فقال كينار
-معك حق حتى أنا أحسست بأن قوة ذراعي قد زادت كثيرا
وهنا قال سايل
-على هذه الحال هناك من عليه أن يدفع حياته ثمنا
ونظر لرامي الذي رمقه باستنكار فأحاط ديان رقبته بيده وقال
-أنت من عرض هذا الثمن يا صديقي
-ديان
ضحك الجميع بمتعة لدقيقة حين قال فادي
-بالمناسبة كيف أصبح رينيه الآن ؟
فنظر ديان إليه وقال
-سنعرف هذا الآن.

وفي الغرفة دارت أنيا حول نفسها لدقيقة حين فتح الباب ليدخل رامي وفادي وديان الذي قال
-رينيه
وقفت الفتاة تنظر إليهم فتقدم ثلاثتهم منها ليقول فادي
-كيف أصبحت الآن يا فتى؟
-أنا بخير لا عليك
فقال رامي
-هل أنت متأكد؟ لقد كنت تبدو متعبا جدا
-أجل إنه مجرد ألم خفيف وقد زال، ما الذي حدث في الخارج؟
فقال فادي
-لا شيء مهم لقد تابعنا قتال أولئك الثلاثة إنهم فعلا ماهرون
-حقا؟
-أجل عليك أن تستجمع قوتك حتى المساء فلدينا جولة إضافية
-سنرى هذا على فكرة
نظر ثلاثتهم إليها فقالت هي باستفهام
-أيوجد تفاح في هذا المكان؟ ارغب كثيرا بتناول واحدة
رمقها الشبان بلوم فقالت هي مدافعة عن نفسها
-هذا ليس بيدي.

وجه آرون سهمه نحو تلك الراية الصغيرة التي كانت مثبتة في أعلى برج القلعة والهواء يمايلها يمينا ويسارا فيما وقف داني بجانبه وهو يراقب الراية قائلا
-هل أنت واثق أنك ستتمكن من إصابتها؟
-ألديك شك في هذا؟
فقال الشاب بسخرية
-ألديك أصلا شك في ذلك؟
تجاهل آرون هذه الكلمات وعاد ليركز انتباهه نحو الراية لدقيقة حتى أطلق السهم الذي اتجه مباشرة ليستقر في منتصف الراية فبدت الدهشة على داني فيما قال آرون بنصر
-أخبرتك بهذا؟
رمقه داني بملل فيما تقدمت أنيا نحوهما لتقول
-لست رامٍ سيء
التفت الشابان نحوها حيث كانت واقفة تراقب السهم الذي استقر في الراية فقال داني
-سمعت أنك كنت متعبة هذا اليوم
فنظرت إليه بملل وقالت
-لن تتخلص مني لمجرد تعب بسيط أتفهم؟
رمقها الشاب بحدة فيما تجالهت هي هذه النظرات وقالت
-جيد اسمعاني هل توجد أشجار تفاح قريبة من هذا المكان؟
فقال آرون
-أجل أشجار التفاح تكثر في المناطق الجنوبية من هنا
فتهلل وجهها بالسرور لتقول
-ممتاز أريدكما أن تحضرا لي بعض التفاح
رمقها الاثنان بدهشة لتقول بدفاع
-ماذا؟ هل طلبي غريب لهذه الدرجة؟
فقال داني بشك
-وما الذي تريدينه من التفاح؟
فقالت بسخرية
-سأرقص بجانبه
رمقها الشاب بحدة فيما قالت هي
-هيا تحركا
فقال آرون بتذمر
-ولم علينا فعل هذا؟
فقالت بنبرة حادة
-لأنني سأحيل حياتكما لجحيم إن لم تفعلا هذا
رمقها الشابان بارتباك فعادت هي لتقول بتهديد
-ما بكما هيا تحركا
فتنهد داني بتعب وقال
-يا إلهي كيف أمكن لأخي أن يتزوج فتاة مثلك
رمقته آنيا بغضب لتقول
-ماذا؟
ولكن آرون سحبه من ذراعه ليقول
-سنحضره لك بأسرع وقت
واتجها بسرعة نحو البوابة فيما بدا الرضى على وجهها وهي تراقبهما لتقول
-لقد بدأ هذا الأمر يعجبني.

دخلت ريما إلى مكتب لياندر حيث كان الرجل جالسا على مكتبه يقرأ ذلك الكتاب وقالت
-لياندر
فرفع الرجل نظره نحوها وقال
-ما الأمر؟
توقفت أمامه لتمد له تلك الرسالة وقالت
-لقد وصلت هذه من كوني
-أرني
وأمسكها ليفتحها وبدأ بقراءة ما جاء فيها لدقيقة مما رسم الرضى على ملامحه فقالت الفتاة
-هل الأخبار جيدة؟
-أكثر مما تتصورين
-وماذا ستفعل الآن؟
-علي الذهاب لرؤية الملك وإطلاعه النتائج لا بد أنه سيسر بها كثيرا
ونهض عن المكتب فقالت ريما
-هل يمكنني القدوم معك لقد مللت من البقاء جالسة هنا دون أي شيء لأفعله
-حسنا هيا .

وبالعودة للقلعة فقد كانت آنيا في مبارزة حامية مع ديان وسط مراقبة الشبان وتشجيعهم، اصطدم السيفان ببعضهما البعض وكل من صاحبيهما يحاول أن يفرض سيطرته على الآخر ليقول ديان
-لن تتمكن من تجاوزي
فابتسمت بمكر وقالت
-دعني أراك تحاول
وابتعدت عنه لتنقض نحوه مرة ثانية فأخذ الشاب وضعية الدفاع ولكنها اختفت من أمامها وقبل أن يتمالك نفسه انقضت الفتاة عليه من الجهة اليمنى لتوجه له ضربة من سيفها ولكن ديان أخفض جسده للأسفل متفاديا ووجه ركلة لها على قدميها ولكنها تنبهت لها وقفزت للأعلى لتستقر على الأرض بخفة والتفتت نحوه بسرعة لتصد ضربة من سيفه قائلا
-أنا لست سونيا كي تهزمني بغمضة عين
-علي أن أعترف لقد ازداد ذلك الشاب مهارة عن آخر مرة بارزته فيها يا صديقي
وابتعد عنها ليلتقطا أنفاسهما فقال رياد
-ليست معركة سيئة
فنظرت آنيا إليه وقالت
-أنت لم تراني بأفضل أحوالي
عند هذا سمعت كوني يقول
-وهل أنت بكل هذه المهارة؟
التفت الشبان إليه حيث تقدم ليقف أمامها فقالت هي بغرور
-أنت لا تعرف من هو رينيه بعد يا صديقي
وهنا تقدم الشاب نحوها لينظر لديان قائلا
-هلا أعرتني سيفك
فمد ديان السيف له وهو يراقب باستمتاع فيما أخذ كوني وضعية الاستعداد أمام آنيا قائلا
-أرني مهارتك الأسطورية هذه
-كما تريد
وأمسكت سيفها لتنقض عليه بقوة موجهة له ضربة ولكن كوني ثبت قدميه مكانه ليصد ضربتها بكل بساطة فاعتلت الدهشة ملامحها كحال الباقين ليقول رياد
-ما هذا؟
ضغطت آنيا على مقبض السيف بيديها لتنقض نحوه مرة ثانية موجهة له ضربة أخرى بقوة أكبر ولكن الشاب صدها بتلك البساطة وهو يبتسم بنصر ليقول
-أهذا كل ما لديك؟
رمقته الفتاة بحقد فيما قال هو
-إذن دعني أريك ما لدي
وانقض نحوه بقوة موجها لها ضربة حاولت الفتاة صدها ولكن الشاب استجمع كل قوته ليزيد من ضغطه عليها فتراجعت الفتاة للوراء فيما عاد الشاب ليوجه ضربة أخرى أطاحت بسيفها من يدها لتعتلي الدهشة ملامحها فيما قال ديان بإعجاب
-ليس سيئا
نظرت آنيا لسيفها الملقى خلفها وعادت لتنظر لكوني الذي وقف أمامها بذهول فقال هو بهدوء
-تحتاج للمزيد من التدريب
كزت الشابة على أسنانها بحدة فيما تقدم ديان ليمسك السيف الملقى أرضا وقال
-حسنا إذن
فنظرت آنيا إليه فيما تقدم هو ليقف أمام كوني وقال
-أرني ما لديك
-على الرحب
وأخذ كل منها وضعية الاستعداد للهجوم فيما تراجعت آنيا لتقف بجانب الباقين وهي تراقبها، انقض الشابان نحو بعضهما البعض موجهين ضربة مزودجة فاصطدم السيفان ببعضهما بقوة كبيرة وكل منهما يحاول فرض السيطرة على الآخر، ابتعد الاثنان عن بعضهما ليعاود ديان الهجوم بسرعة موجها سلسلة من الضربات السريعة المتتالية فصدها كوني ببراعة مستعملا قوته وخبرته كلها، فيما توقف ديان وهو ينظم أنفاسه كما كان حال كوني الذي قال
-حسنا إذن
واستلم زمام المبادرة لينقض نحو ديان موجها له ضربة قوية ولكن الشاب صدها بسيفه، أحس بقوة كوني تدفعه للوراء ولكنه استجمع كل ذرة من قوته ليحاول الثبوت مكانه، إن خصمه يعتمد على الضربات القاضية لتحقيق النصر وهذا ما عليه أن يوقفه، أخذ ديان نفسا عميقا ليرد ضربة كوني الذي تراجع للوراء وما أن هم ديان بأخذ نفسه حتى فوجئ بكوني ينقض مرة ثانية نحوه فقال
-تعال لأريك
واستجمع هو الآخر قوته لينقض باتجاهه موجهين ضربتين قويتين لبعضهما مما أطاح بالسيفين من يدهما ليرتفعا للأعلى وسط المراقبة من الباقين، سقط السيفين أرضا فيما كان الشابين يلهثان بتعب خصوصا كوني الذي بدا وجهه شاحبا فنظر ديان إليه وقال
-هل أنت بخير
فابتسم الشاب بخفة مرهقة وقال
-أجل لا عليك لقد كنت خصما قويا جدا
-وأنت كذلك
اعتدل كوني في وقفته ليأخذ نفسا عميقا منظما أنفاسه لدقيقة حين سمع صوت داني الغاضب يقول
-كوني
التفت الشاب نحو رفيقه الذي تقدم برفقة آرون الذي أمسك سلة من التفاح فيما تقدم داني نحو رفيقه بغضب شديد اعتلى ملامح وجهه ليقول
-أيها الوغد المتداعي الحقير سأقتلك وأدفنك مكانك
راقبه كوني بارتباك ليقول
-أهلا داني
ولكن الشاب تابع بغضب
-إنني أترجاك منذ سنوات كي تبارزني وأنت تبتكر الحجج في كل مرة والآن تبارز هؤلاء بكل بساطة وسهولة أقسم أنني سأقتلك أيها الخائن
أما آنيا فقالت باستغراب
-ما الأمر؟
فقال آرون وهو يقف بجانبها شارحا الوضع
-يعتبر كوني من أفضل المبارزين في المملكة إن لم يكن أفضلهم وقد تغلب على كل شخص واجهه وداني يهدف لهزيمته منذ أن احترف المبارزة ولكن كوني كان يتهرب من مبارزته دائما لسبب لا نعرفه وبما أنه الآن يبارزكم فداني سيدخل في نوبة جنون
-آه
ثم نظرت للتفاح الذي كان في السلة وقالت بحماس
-لقد أحضرتماه
فمد الشاب السلة لها وقال
-إنها لك بالكامل
أمسكت الفتاة السلة لتأخذ حبة وتتناولها بلهفة قائلة
-إنها شهية
أما جون فقال بخيبة
-إنك فعلا مجنون يا رينيه
هزت الفتاة كتفيها بلا اكتراث ومدت السلة نحوهم لتقول ببراءة
-من يريد تناول التفاح
رمقها الشبان بلوم بينما تابعت هي تناول تفاحتها فيما قال كوني منهيا ثورة غضب داني بحزم
-يكفي
نظر الشاب إليه بحدة ليقول
-لن تخيفني كلمتك هذه لمعلوماتك
ابتسم الشاب مرغما ونظر لديان الذي كان يقف بجانبه ليقول
-ألديك أي حل لهذا؟
فقال ببساطة
-تجاهله وسيتوقف عن الصراخ بمفرده
رمقه داني بغضب وقال
-أبقي نصائحك لنفسك
أما كوني فقال وهو لا يزال يلهث
-حسنا أنا سأراكم لاحقا
واتجه نحو القلعة فيما صرخ داني بغضب
-كوني عد إلى هنا
أما ديان فكان يراقبه بشك وهو يتساءل عن سبب هذا التعب كله فعلى الرغم مما حدث إلا إن المبارزة لم تستغرق وقتا طويلا حتى تتسبب له كل هذا التعب .

استلقى كوني على سريره بتعب وهو يشعر بجسده يتنفس بصعوبة شديدة، لم يبارز منذ فترة طويلة ولكن هذا كان مسليا، ابتسم بهدوء قبل أن يغمض عينيه مريحا جسده .

القائدة ياندي
30-08-2012, 09:19
وبالعودة لجولة التدريب المسائية فقد كان الشبان يراقبون مبارزة آنيا وسيام لا سيما آنيا فبعد خسارتها هذا اليوم أدركت أن عليها التوقف عن اللعب والتسلية والبدء بالعمل الجدي لاستعادة موقعها الذي تستحقه
صد سيام ضربات الفتاة المتتالية نحوه واحدة تلو الأخرى ليقول
-هل أنت واثق أنك كنت مريضا هذا الصباح؟
فوجهت له ضربة أخرى وقالت
-لا تعتمد على هذا كثيرا
وابتعدت عنه لتعاود الانقضاض نحوه موجه له ضربة أخرى فصدها الرجل بقوة واستعمل جسده كمسند لضربته التي أبعدت الفتاة عنه ولكنها تراجعت للخلف بشكل متوازن دون أن تغير وقفتها، راقبها سيام بإعجاب ليقول
-علي أن أقر لك لست سيئا
فقالت بحدة
-ولكن هذا للأسف ليس كافيا للتغلب على كوني
وهنا قال باد بسخرية
-ومن قال لك أنك تستطيع التغلب عليه يا فتى؟
فنظرت آنيا إليه ببرود لتقول
-ومن طلب رأسك أساسا؟
وهنا قال رويل قاطعا هذه المجادلة
-ليجتمع الجميع
فقالت آنيا باعتراض
-أنا لم أنتهي بعد
تجاهل رويل تعليقها هذا فيما وقف الشبان بجانبها مستمعين لرويل الذي قال
-من الغد سنبدأ بالتدريب الثاني
فقال لوان
-وما هو؟
-إنها مجموعة من الآلات الخاصة الموجودة في قسم التدريب داخل القلعة وستبقون هناك لعدة أيام من أجل صقل لياقتكم البدينة وتقوية عضلاتكم وسيشرف سيام وباد على هذا الأمر
فقال فادي
-وما طبيعة تلك الآلات ؟
-سترونها غدا لا داعي للاستعجال كونوا على استعداد
تبادل الشبان النظر فيما غادر الثلاثة للداخل أما كينار فقال
-ما قولكم بهذا؟
فقال ديان
-ما أعرفه هو أن علينا التجهز جيدا للغد
وهنا مطت آنيا يديها للأعلى قائلة
-إنني جائعة جدا هل بقي لدينا بعض التفاح؟
فقال فادي بسخرية
-لا للأسف فأحدهم قد أكل سلة كاملة
رمقته الفتاة بلوم لتقول
-لم أفعل هذا بمفردي
فقال بجدية
-صحيح لقد فعلته برفقة عددا من الوحوش غير المرئية
ضحك الشبان باستمتاع فيما كتفت هي يديها بغيظ وهي تراقبهم، إنهم فعلا مزعجون .

أما آرون وداني فكانا جالسين في قاعة الجلوس والأول يقول بيأس
-كم مرة قلت لك أنه لا فائدة من محاولة إقناع كوني
فقال الشاب بعناد
-ولكن علي أن أجد طريقة لذلك يا آرون، أنت تعرف أنه قد هزمني في آخر مبارزة لنا
فقال الشاب بنفاذ صبر
-تلك المبارزة كانت قبل خمس سنوات
-وأنا علي أن أرد اعتباري
تنهد آرون بيأس ليستلقي على الأريكة قائلا
-يا إلهي أنقذني
رمقه داني بلوم ليقول
-أهذا ما ستفعله بدل أن تشجعني
فنظر إليه ليقول ببساطة
-أجل
وهنا قفز داني فوقه ليقول بحقد
-سألقنك درسا لن تنساه في حياتك كلها .

خرج ديان من الحمام وهو يجفف شعره فاليوم كان هو أكثر الأيام تعبا منذ قدموا إلى هذا المكان، تقدم نحو سريره ولكنه وقف ينظر بدهشة لآنيا الذي كانت نائمة وهي تتعرق بشدة، تقدم الشاب منها ليضع يده على جبينها مما رسم الدهشة على وجهه ليقول
-إن حراراتها مرتفعة جد يا إلهي
وهزها من كتفها ليقول
-آنيا آنيا أتسمعينني آنيا
فتحت الفتاة عينيها بتعب بتنظر نحوه قائلة بهمس
-سان
-لا يا عزيزتي
ولكنها تابعت بإرهاق
-ساندر
راقبها الشاب بمرارة قبل أن يقول
-إنها بحاجة لطبيب كيف سأتصرف
وأدار نظره حوله لدقيقة قبل أن يحسم أمره ونهض ليتردي قميصه وخرج من الغرفة.

وقف آرون وداني أمام ديان الذي أنهى إلباس آنيا لثيابها ثم التفت إليهما ليقول
-هل ما قلته واضح لكما؟
فقال آرون بتذمر
-لم علي البقاء هنا لأغطي على غيابكم ؟
فقال ديان ببساطة
-لأنني قلت هذا
رمقه الشاب بلوم فيما حمل هو آنيا بين يديه ونظر لداني وقال
-هيا بنا
خرج الاثنان من الغرفة بهدوء فيما بقي آرون يراقبهما قائلا
-أرجو أن تكون بخير.

انطلق الخيلان بسرعة تحت جنح الليل وعلى أحدها داني فيما جلس ديان وآنيا أمامه على الآخر ليقول
-هل أنت متأكد أن تلك الطبيبة ستساعدنا؟
-أجل إنني أعرفها وهي تسكن في القرية المجاورة، إنها سيدة طيبة وماهرة, ستكون مسرورة بمساعدتنا
-أرجو هذا
ونظر للفتاة بين يديه ليقول بقلق
-اصمدي قيلا.

دخل الخيلان على القرية التي غط سكانها بالنوم ليتجاوزا شارعها الرئيسي حتى وقفا أمام أحد المنازل، ترجل داني عن خيله ليقف أمام الباب وطرقه بلهفة قائلا
-سيدة شياند سيدة شياند
انتظر لدقيقة فيما ترجل ديان عن خيله وهو يحمل الفتاة بين يديه، أضيئت الأنوار في المنزل فيما فتح الباب لتظهر خلفه تلك السيدة ذات الخمسين ربيعا بجسدها الممتلئ وملامحها الهادئة، نظرت السيدة لضيوفها قائلة
-داني
فابتسم وقال
-هذا أنا
-ما الأمر؟ لم تأتي في هذا الوقت؟
-إنه أمر طارئ
وأشار نحو آنيا فقالت السيدة بلهفة
-هيا ادخلوا هيا
دخل الاثنان للمنزل فيما أغلقت السيدة الباب خلفها.

في غرفة الجلوس دار ديان حول نفسه بتوتر فيما كان داني جالسا على إحدى الأرائك وهو يأكل من قطع البسكويت الموضوعة على المائدة أمامه ونظر للشاب قائلا
-اهدأ ستكون بخير
-لا يمكنني ينتابني شعور سيء فعلا
-لا داعي للقلق فالسيدة شياند طبيبة ماهرة
-أرجو هذا
وما هي سوى دقيقة حتى دخلت السيدة وعلامات السرور على ملامحها فوقف الشابان أمامها ليقول ديان بلهفة
-ما الأخبار؟
فقالت بسرور
-مبارك
نظرا إليها باستفهام فتابعت هي الكلام
-إنها حامل
حدق الاثنان بها بذهول دون أن ينطقا بحرف واحدا فيما تابعت هي
-إنها حامل في شهرها الثالث
وهنا استيقظ ديان من الصدمة ليقول
-حامل؟
-أجل
تبادل الاثنان النظر ليقول داني
-إنها مصيبة
رمقتهما السيدة باستفهام لتقول
-ماذا؟ لم تقول هذا يا فتى؟
فنظر إليها ليقول
-لأن.

استمعت السيدة شياند لحقيقة الوضع الذي تمر به آنيا من الشابان لتقول بحيرة
-هذا سيء فعلا
فقال ديان بتعب
-يا إلهي ما الذي سنفعله الآن؟
فنظرت السيدة إليهما وقالت
-عليكما أن تهتما بها جيدا فهي تحتاج للعناية الشديدة والتغذية الجيدة حاليا
فقال داني بفهم
-لهذا كانت تأكل كالوحش في الفترة الأخيرة
فنظر ديان إليها وقالت
-هل يمكنني رؤيتها ؟
-أجل .

وفي غرفة العلاج كانت آنيا جالسة على السرير بصمت وهي تحدق بالأرض بشرود لدقيقة حين فتح الباب ليدخل ديان فقال
-آنيا
نظرت الشابة إليه لتقول بتعب
-هل علمت؟
فتقدم ليجلس بجانبها قائلا
-أجل
-ماذا سأفعل الآن يا ديان؟
-سنفكر في حل ما لا داعي للهلع
فوضعت رأسها على صدره لتقول بتعب
-هذا لم يكن ضمن حساباتي
ربت الشاب على رأسها ليقول
-لا بد أن نجد حلا ما أعدك بهذا
فأغمضت عينيها بتعب فيما بقي الشاب ينظر للسماء المظلمة وهو يحاول أن يهدئ رفيقته.

وقف آرون بجانب داني ينظر لآنيا التي كانت جالسة على سريرها فيما كان ديان واقفا أمام الشرفة ليقول
-إذن أنت حامل؟
فهزت رأسها إيجابا فيما قال الشاب بسرور
-أليس هذا رائعا؟
فنظرت إليه بألم لتقول
-لا ليس كذلك يا آرون
-لماذا؟ إنني أعرف ان أجمل خبر تلقاه المرأة هو كونها حامل أليس كذلك؟
فتنهدت بتعب فيما لكزه داني بيده ليقول
-هلا احتفظت بأفكارك هذه لنفسك
فرمقه الشاب بلوم وقال
-عليك أن تعرف أنه حتى لو بقيت على هذه الحال فإن هذا لن يغير شيئا من الواقع فهي حامل وعليها أن تتقبل هذا الأمر وتتعايش معه
نظرت آنيا إليه فتابع هو قائلا
-إنني أتذكر عندما أخبرتني أمي أنها حامل لقد كان هذا خبرا رائعا على الرغم من أننا كنا نمر في ظروف صعبة يومها، لذا ثقي بي هذا أمر رائع وعليك التصرف على هذا الأساس
-ولكن
فتقدم ديان نحوها ليجلس بجانبها قائلا
-إنني أتفق مع آرون في هذا فعلى الخبر أن يجعلك سعيدة فأنتِ على وشك أن تصبحي أماً يا آنيا وعليك الحفاظ على نفسك وعلى طفلك جيدا فأنا واثق أن ساندر سيكون مسرورا جدا عندما يسمع هذا الأمر
-ولكن كيف لي أن أكمل التدريبات هنا وأنا حامل
فقال داني
-ما المشكلة لن يكون هذا صعبا
-كلا
ونهضت عن سريرها لتقول
-لا يمكن هذا لا يمكن
فقال ديان
-آنيا
فالتفتت إليهم لتقول بحدة
-لا يمكنني أن أستمر وأنا حامل لا يكمن
فقال آرون
-وماذا تريدين أن تفعلي؟
-لا أعرف لا أعرف
ومسحت وجهها بيديها بحيرة لتقول
-لا يمكنني أن أفعل هذا لا أستطيع
فتقدم ديان ليقف أمامها وقال
-ولكننا سنكون معك
-ولكن يا ديان
ونظر لرفيقيه متابعا
-أليس كذلك؟
فهز آرون رأسه إيجابا فيما قال داني
-على الرغم من أنني لا أطيقك أحيانا ولكنني سأكون موجودا لأحرص على راحة ابن شقيقي
وهنا صمتت دون أن تجيب فقال ديان
-بماذا تفكرين؟
فنظرت إليه لتقول بحيرة
-ربما علي أن أتخلص من الطفل
هذه الكلمة رسمت الذهول على وجوه ثلاثتهم ليقول آرون
-ماذا؟
-أجل لا يمكنني أن أتابع العمل وأنا خائفة من أن أي حركة خاطئة مني قد تؤثر عليه أو قد تتسبب في مشاكل أنا في غنى عنها
فقال داني بذهول
-أنت تمزحين؟
فقالت بحزم
-لا لا أمزح بل أتكلم بشكل جدي، من الأفضل لي أن أتخلص من الطفل
فقال ديان بعد أن استعاد هدوءه
-هل سبق لك أن تساءلت لم أنا وحيد والدي يا آنيا؟
فنظرت إليه لتقول
-لا
-لأن أمي لم تعد تستطيع الإنجاب
-لماذا؟
-لأنها أثناء حملها الثاني قرت التخلص من الطفل وأجهضته
نظرت الفتاة إليه بدهشة فيما تابع هو
-علي أن أكون صريحا معك، لقد شاهدت الحالة التي كانت أمي تمر بها عندما أخبرها الطبيب أنها لن تكون قادرة على الحمل مرة ثانية وهو وضع لم أتمنى أن أرى أي فتاة تمر به ولا أرغب فعلا برؤيتك تخوضينه يا آنيا فأنت صديقتي
-أتعني أنه من الممكن ألا أحمل مرة ثانية في حال تخلصت من الطفل؟
-أجل
صمتت الفتاة لدقيقة قبل أن تقول
-ولكن هذا ليس دقيقا مئة بالمئة
وهنا تقدم داني نحوها ليقول بحدة
-وماذا عن ساندر؟
نظرت الشابة إليه فتابع هو
-إنه زوجك في النهاية وليس من المنطقي أن تتخلصي من الطفل دون استشارته
فقالت بنبرة حادة
-وأين هو لأفعل هذا؟
-إذن عليك ألا تفعلي
-وما علاقتك أنت بهذا؟
فقال بسخرية
-الطفل الذي تخططين لقتله آنستي هو ابن شقيقي حسب كلامك أليس كذلك؟
كزت على أسنانها بحدة ملتفتة نحو الشرفة فنظر داني وآرون نحو ديان طالبين منه التصرف فتقدم هو منها وقال
-آنيا
التفتت الفتاة إليه فيما وقف هو خلفها وقال
-أنت لا تريدين فعل ذلك صحيح؟
-ولكنني مضطرة
-وماذا ستقولين لساندر بعد أن نغادر هذا المكان؟
عند هذا قالت بمرارة
-وهل تعتقد أننا سنغادره؟
فقال بثقة
-بالطبع سنفعل، هل نسيت أن لدى كل منا مسؤوليات ومهام عليه أن يقوم بها
نظرت إليه بصمت فيما وضع هو يديه على كتفيها ليول
-أعدك بأننا سنغادر هذا المكان ولكن أنتِ عليك التحمل حتى يحدث هذا
-ديان
-ألا تثقين بي؟
عند هذا ارتمت الفتاة على صدره وهي تبكي بحرارة فأحاطها الشاب بيديه ليربت على ظهرها بصمت فيما تبادل داني وآرون النظرات الصامتة.

وقف كوني في ساحة القلعة صباحا وهو يملأ صدره بنسيم الصباح المنعش، لا يزال الوقت المبكر على استيقاظ أحد فالشبان لا يزالون نيام وكذلك حال القادة الثلاثة إضافة لآرون وداني، تقدم نحو الشجرة التي استقرت في منتصف الساحة لينظر إلى السيف الملقى أسفلها فأمسكه ليقلبه بين يديه قليلا قبل أن يتخذ وضعية الاستعداد ورفع سيفه أمامه ، وجه عدة ضربات للأمام وهو يتحرك بخفة وسرعة فيما كان ديان واقفا على شرفة غرفته وهو يراقب حركاته، إنها حركات متناسقة مع بعضها وهي خطرة جدا إذ يمكنها توجيه ضربة قاضية للخصم بكل سهولة، ولكن الشيء الوحيد الذي لا يمكنه أن يفهمه هو ما حدث البارحة، سدد كوني عدة ضربات متتالية وقبل أن يوجه الضربة الأخيرة أحس بتلك اللسعة القوية تضرب صدره فسقط السيف من يده فيما اعتلى الألم وجهه ليتهاوى على الأرض وهو يضع يديه على صدره محاولا كتم صرخاته، راقبه ديان بدهشة ليقول
-ما به؟
أما كوني فتحامل على نفسه لينهض مستندا للشجرة بجانبه وهو يلهث بتعب شديد فيما اعتلى الشحوب وجهه، رفع عينيه نحو السماء ليحدق بها بتعب قائلا
-يا إلهي
جلس على الأرض وهو يسند ظهره للشجرة خلفه مغمضا عينيه فيما لازمت علامات الشحوب وجهه أما ديان فكان يراقبه بشك ليقول
-هناك أمر يحدث وعلي أن أعرفه.

وفي الطابق الأرضي من القلعة والذي كان عبارة عن قاعة واسعة تحتوي على عدد كبير من الآلات الخشبية التي دعمت بالحديد ومنها ما هو لرفع الأثقال ومنها ما هو لتدريب العضلات، وقف الشبان من عدا آنيا مع سيام وباد الذي قال
-ولكن أين رينيه؟
فقال ديان
-إنه متعب ولم يتمكن من القدوم
فقال سيام
-وما به؟
-إن حرارته مرتفعة وهو بحاجة للراحة طوال اليوم
-حسنا المهم الآن، سيكون عليكم استعمال هذه الآلات لثماني ساعات يوميا طوال الأيام الثلاث القادمة
حدق الشبان به بدهشة ليقول رامي
-ثماني ساعات يوميا؟
وأضاف سايل
-لا بد أنك تمزح يا سيام
فقال الرجل ببرود
-لا لا أمزح لا بد لكم من تقوية بنيتكم الجسدية من أجل البطولة لذا هيا تحركوا
راقب الشبان الآلات المنتشرة حولهم ليتنهد لوان بتعب قائلا
-هذا لا يمكن أن يحدث.

فتحت آنيا عينيها ببطء وهي في سريرها، بقيت على حالتها وهي تنظر لأشعة الشمس التي تسللت إلى الشرفة وهي لا تزال تفكير فيما حدث البارحة، حامل؟؟ هذا آخر ما كانت تتوقع حدوثه خصوصا في مكان كهذا، عليها أن تجد حلا فإما أن تكمل العمل وهي على هذه الحال أو أن تتخلص من الطفل، مدت يديها لتلامس بطنها بابتسامة متألمة، لقد حلمت دائما بأن تكون أما ولكن ليس بمثل هذه الظروف المعقدة، لا بد أن ساندر سيفرح كثيرا عندما يسمع الخبر، هذا أكيد فقد تحدثا كثيرا عن إنجاب الأطفال وقد كانا متفقين على رغبتهما بإنجاب فتاة صغيرة حتى أنهما قد اختارا اسما لها "جولييت"، نهضت عن سريرها لتتجه وتقف على الشرفة، إن ديان على حق عليها ألا تفكر في موضوع التخلص من الطفل فهو طفلها وطفل ساندر ولا يجب أن تتخذ قرارا كهذا من تلقاء نفسها دون أن تتشاور ساندر، وهي تعرف أن زوجها لن يرضى بإسقاط الطفل ولا بأي حال من الأحوال، ابتسمت بخفة وهي تنظر للسماء بهدوء لتقول
-سأعود يا ساندر وستحمل جولييت بين يديك أعدك بهذا أعدك.

وفي قاعة التدريبات استلقى ديان على الأرض وهو يلهث بتعب بجانب آلة رفع الأثقال فيما كان سيام يراقبهم ليقول
-توقف عن اللعب يا ديان وعد للتدريب
فقال الشاب بإرهاق
-أقسم أنني سأقتلك يوما ما سيام
-وحتى يحين ذلك الوقت هيا انهض وتابع العمل
تنهد الشاب بتعب فيما كان رامي مشغولا بتقوية عضلات يديه على إحدى الآلات بجانب ديان ليقول
-هيا يا صديقي
نظر ديان إليه ليتنهد بتعب ليقول
-يا إلهي
ونهض ليجلس على آلته مرة أخرى.

سار آرون وديان في ساحة القلعة وهما يتحدثان حيث قال الأول
-حقا
- هذا ما يجول ببالي ما رأيك؟
-لا أدري فلا أعتقد أن كوني سيوافق على ذهابنا للتخييم في الغابة
-وما علاقة كوني؟
فقال الشاب بسخرية
-إنه المسؤول هنا
تنهد داني بتعب ليقول
-هل نذهب لنكلمه؟
فقال بتفكير مصطنع
-حتى يرفض لا شكرا
-هيا يا آرون لا شيء مفيد لنفعله هنا سيكون التخييم أكثر متعة
-ولكن أنت من سيتولى إقناع ذلك الشاب
-بالطبع سأفعل
فتوقفا أمام باب القلعة ليقول آرون
-ولكن أتعرف أين هو أساسا؟
فنظر داني نحو الشاب الذي كان نائما وهو يستند للشجرة وقال
-ها هو
تقدم الاثنان نحوه ليقول آرون باستغراب
-لم ينام هنا؟
-لا أدري
وجثا بجانبه ليهزه من كتفه قائلا
-كوني كوني هيا انهض كوني
فتح الشاب عينيه ببطء ليبدو الضوء قويا في عينيه فاستغرق دقيقة ليعتاد على الضوء أمامه ليقول
-ما الأمر؟
فقال داني
-لم تنام هنا يا فتى؟
فنظر إليهما ليقول
-داني آرون
ومط يديه للأعلى فيما قال آرون
-ما الذي تفعله هنا؟
-لقد كنت جالسا هنا ويبدو أنني غفوت
فقال داني
-هذا جيد اسمعنا نريدك في موضوع مهم جدا
-وما هو؟
-سأذهب مع آرون للتخييم في الغابة
رمقه الشاب بلوم ليقول
-أين؟
-للتخييم لقد مللنا من البقاء هنا دون فعل أشي شيء مفيد ونريد تغيير هذا الجو
فقال الشاب بحزم
-لا
ولكنه قال بتذمر
-لا تكن عنيدا لا يوجد لدينا شيء لنفعله
-لا يا داني إن هذا الوقت ليس هو الملائم للتخييم
-هلا أعطيتني سببا واحدا مقنعا يدفعني للاستماع لك
رمقه كوني ببرود صامت مما رسم الارتباك على ملامحه ليقول
-ماذا؟ لم تنظر إلي بهذه الطريقة ؟
فنهض ليقول بجدية وهو ينظر إليهما
-لن تخطيا خطوة للخارج من أجل التخييم أهذا واضح لكليكما؟
واتجه نحو القلعة فيما التفت آرون نحو داني ليقول
-إذن ؟
فكتف الشاب يديه بغضب وقال
-سأذهب ولو كان هذا آخر ما سأفعله في حياتي.

القائدة ياندي
30-08-2012, 09:20
دخل الشبان الذين اعتلى التعب وجوههم إلى قاعة الطعام حيث كانت آنيا جالسا تقشر بعض التفاح في طبق أمامها فقال فادي
-ما الذي تفعله يا رينيه؟
فنظرت إليهم وقالت
-لا شيء مهم
ألقى كل واحد بجسده على أريكة والتعب يسيطر عليهم فقالت باستغراب
-ما بكم؟
قال جون بتعب
-إنني مرهق ولا أستطيع الحركة
فيما أضاف رياد بإرهاق
-إلى متى سيستمر هذا العذاب؟
رمقتهم آنيا باستفهام ونظرت لديان الذي كان يغمض عينيه غاطا بالنوم قبل أن تقول
-يبدو أن تلك التدريبات أصعب بكثير مما توقعت
وهنا دخل داني وآرون للقاعة ليقول الأول
-يا شباب هل شاهد أحدكم كوني؟
ولكنهما وقفا ينظران إليهم بدهشة ليقول داني
-ما الذي حدث هنا؟
ونظرا لآنيا التي هزت كتفيها جهلا قائلة
-لا أعرف شيئا.

جلس سيام وباد أمام رويل في مكتبه والأول يتحدث قائلا
-إنني أتفق مع باد جيدا هذه هي فرصتنا الوحيدة يا رويل
-حسنا حسنا ألدى أي منكما إذن طريقة يمكننا من خلالها التخلص من كوني نهائيا؟
فقال باد
-أجل لدينا واحدة
فنظر إليهما برضى ليقول
-أنا أستمع.

دخلت آنيا برفقة ديان إلى قاعة التدريب حيث كان الشبان فيها بمفردهم فقال ديان
-أين سيام وباد؟
فنظروا إليهما وقال بايكي
-لا نعرف لم نرهما منذ الصباح
فبدت الراحة على وجه الشابين جراء هذه الكلمة لتقول آنيا
-كم تطربي هذه النغمة
ولكن باد أفسد عليها لحظتها قائلا
-يبدو أن مرضك لم يؤثر على سلاطة لسانك يا رينيه
ضربت الفتاة جبينها بخيبة لتقول
-أكان يجب أن أفتح فمي؟.

وفي مكتب كوني جلس رويل برفقة الشاب قائلا
-ما قولك بهذا؟
فنظر الشاب إليه ليقول
-ليس من السيء إقامة بطولة تجريبية للشبان على العكس إنه أمر مفيد
-هذا ممتاز لأنك أنت ستكون الجائزة
رمقه الشاب باستفهام فتابع هو
-هيا يا كوني الجميع هنا متشوق لمبارزتك لا سيما بعد هزيمة رينيه وتفوقك على ديان لذا ستكون جائزة الفائز خوض مباراة ضدك
-لا لا أستطيع هذا يا رويل
-اسمعني جيدا إن عرف أولئك الشبان أن الجائزة هي مبارزتك فسيبذلون أفضل ما لديهم وهذا هو ما نحتاجه بالضبط أم أنك لا تريد ذلك؟
-بلا أريد
-حسنا إذن اتفقنا
فتنهد بتعب وقال
-حسنا كما تريد
-ممتاز سأبدأ التجهيز للأمر
ونهض ليغادر المكتب وابتسامة نصر على وجهه فهو يعرف أن تلك المبارزة ستكون وبلا ريب الأخيرة له.

وفي القاعة كانت آنيا مشغولة باستعمال إحدى الآلات باهتمام فيما راقبها باد قائلا
-إنك أفضل من باقي رفاقك بكثير
فنظرت الفتاة إليه وقالت
-ثق بي هذه التمارين تفيديني أنا بالذات كثيرا
دخل رويل إلى القاعة ليقف بجانب رفيقيه قائلا
-اجتمعوا هنا
توقف الشبان عن التدريب ليوجهوا نظرهم نحوه فيما قال هو
-غدا سنقيم بطولة للمبارزة هنا
فقال رامي
-بطولة مبارزة؟
-أجل والفائز فيها سيحظى بمبارزة خاصة مع كوني
هذه الكلمة رسمت الاهتمام على ملامح الجميع لتقول آنيا بحماس
-أتقصد أن الفائز سيبارز كوني
-أجل
-رائع
وانهمك الجميع بالحديث بحماسة فيما نظر سيام لرفيقيه وقال
-هذا يبدو مشجعا صحيح؟
فقال باد بمكر
-أكيد.

صرخ داني بقوة وغضب وهو جالس في الساحة الخلفية مع آنيا وآرون
-ماذا؟
فرمقته الشابة بحدة لتقول
-لقد ثقبت طبلة أذني
-لم لم يخبرني أحد بشأن هذه البطولة؟
فقالت بملل
-وماذا ستفعل لو أخبرتك؟
-طبعا سأشارك
نظر آرون إليه بدهشة ليقول
-هل تمزح؟
فأجاب بحماس
-كلا، إنني أنتظر فرصة لمبارزة كوني منذ خمس سنوات وها قد أتت على طبق من ذهب ولن أسمح لها بأن تضيع من بين يدي
وهم بأن يغادرهما ولكن آنيا أوقفته قائلة
-لأين؟
-سأذهب لأخبر رويل أنني مشارك في البطولة
وأردف مخاطبا آرون بواقعية
- آه آرون أنت ستشارك أيضا
وغادر بسرعة فصرخ آرون بغضب
-توقف أيها الوغد
فنظرت آنيا إليه وقالت
-ألا تريد المشاركة أنت أيضا؟
فقال بتجهم
-اختصاصي هو الرماية آنستي أنا لا أهتم بالمبارزة
-أتعرف إن هذه النظرية تعاكس نظرية ساندر تماما
-حقا؟
-أجل فبالنسبة له لا يوجد عاقل يفصل بين الرماية والمبارزة
فقال الشاب باستغراب
-أنا أفعل
فضحكت بمرح لتقول
-هذا لأنك لست عاقلا.

استلقى كوني على سريره في غرفته وهو يحدق بالسقف بشرود، ماذا عليه أن يفعل لقد وافق على ذلك الطلب من رويل من أجل مصلحة البطولة ولكن هذا لن يكون لصالحه هو أبدا، لقد خاض خلال اليومين الماضيين أحداث أكثر مما يمكنه الاحتمال ومبارزة أخرى حقيقية قد تودي به للهاوية، تنهد بتعب وأدار نظره نحو السماء من شرفة غرفته ليقول
-متى سينتهي هذا العذاب كله ؟متى؟.

سار داني في أحد ممرات القاعة حين سمع صوت ديان قائلا
-داني
توقف الشاب والتفت للوراء حيث تقدم ديان منه فقال
-ما الأمر؟
فسار ديان بجانبه وقال
-أريد أن أسألك شيئا
-وما هو؟
-لقد قلت لي سابقا أن كوني لم يبارزك منذ خمس سنوات صحيح؟
فأجاب بتجهم
-أجل بعد أن هزمني هزيمة نكراء
-ولم فعل ذلك؟
-لا أعرف، المشكلة أنه لم يمتنع عن مبارزتي أنا فقط بل امتنع عن المبارزة بشكل نهائي منذ خمس سنوات
-ماذا؟
-أجل لا أحد يعرف لماذا أو ما السبب في ذلك، كل ما أعرفه أنه توقف عن المبارزة وهو يعتلي القمة، فقد كان المبارز الأول في المملكة وفي سجله ما يقارب الخمسين بطولة وعدد لا يحصى من الجوائز والألقاب، الكثيرون حاولوا معرفة السبب الذي دفعه لترك عالم المبارزة بذلك الشكل ولكن ما من أحد تمكن من معرفة الجواب سواه هو ولياندر
-فقط؟
-أجل، حاولت كثيرا أن أعرف السبب ولكنني لم أتمكن من النجاح في ذلك فقد أبقاه سرا ولم يخبر به أحدا رغم كل التوسلات
-هذا غريب فعلا
-هذا صحيح
-إذن لم يبارز الآن فجأة؟
فهز داني كتفيه جهلا وقال
-لا فكرة لدي
وتابع سيره فيما توقف ديان وهو يقلب الموضوع في رأسه، إن هذا الأمر لا يريحه، لا يعرف لماذا ولكن شيئا سيئا على وشك الحصول في هذا المكان.

استلقت آنيا أسفل الشجرة في الساحة الأمامية وهي تحدق بالأغصان المتدلية فوقها بهدوء لدقيقة حين تقدم نحو ديان ليجلس بجانبها دون أي كلمة فنظرت الفتاة إليه لتقول
-ما الأمر؟
-لا أعرف
تنهد بتعب واستند لجذع الشجرة خلفه ليردف
-لست أدري لم ينتابني شعور غريب بأن ما سيحدث غدا سيترك أثرا سيئا علينا جميعا
-من تقصد بنحن؟
-الجميع يا آنيا أحس بأن شيئا سيئا جدا سيحدث
-إنك متشائم جدا
فقال بتجهم
-أخبريني بشيء لا أعرفه
رمقته الفتاة باستغراب فيما حافظ هو على وضعيته وهو مكتف يديه .

فتح سيام باب مكتب رويل ليدخل حيث وجد الرجل جالسا مع باد وتقدم نحوهما فقال باد
-ما الأخبار؟
-جيدة
وجلس أمامها ليردف
-سيصل الفرسان إلى هنا مع المساء بقيادة آندريا
-فقال باد براحة
-هذا جيد
فيما قال رويل
-أرجو أن يتم الأمر كما هو مخطط له
- لا تقلق كل شيء جاهز للعمل مع صباح الغد
-ممتاز
وأدار نظره بينهما ليقول
-على هذا الأمر أن ينتهي غدا بنجاح، فلا أريد أن يغادر كوني هذه القلعة إلا وهو جثة هامدة
فقال سيام بثقة
-هذا ما سيحدث.

وقف داني وآرون ينظران باستغراب لأولئك الفرسان الذين اتشحوا بالأسود والذين وصل عددهم لمئة فارس على الأقل وهم ينتشرون في كل ناحية من الساحة الأمامية، راقبهم آرون بحذر ليقول
-هذا لا يريحني يا داني
-وأنا معك من هم هؤلاء يا ترى ؟
وهنا سمعا آنيا تقول
-ماذا يحدث هنا؟
التفت الاثنان إليها فيما تقدمت هي برفقة ديان ليقفا بجانبهما وقالت
-من هؤلاء؟
فهز الشابان كتفهما جهلا ليقول داني
-لا نملك أي فكرة عن ذلك؟
فيما قال ديان بحذر
-إن منظرهم لا يبدو مطمئنا
فقال آرون
-هذا ما كنت أقوله
فيما قالت آنيا
-ولم نقف هنا؟ هيا لنذهب ونرى حقيقة ما يحدث
ولكن نظرهم استقر على كوني الذي خرج من القلعة وهو ينظر أمامه بدهشة فقال داني
-أعتقد أننا سنعرف ما يحدث هنا حالا
حدق الشاب بما يحدث أمامه ليقول بذهول
-ما الذي تفعله الفرقة الأولى هنا بحق السماء؟
وتقدم هو نحو الفرسان ليقول بحدة
-آندريا
التفتت السيدة نحو الشاب بملابسها لعسكرية السوداء وشعرها البني القصير فيما شعت عينيها بقوة وحزم، تقدم الشاب ليقف أمامها قائلا بحدة
-ما الذي تفعلينه هنا؟
فأجابت بهدوء
-لقد طلب مني رويل القدوم إلى هنا
-ماذا؟
-لقد أرسل إلي رسالة هذا الصباح يطلب فيها مني القدوم إلى هنا
-وأنت استجبت لندائه بكل بساطة
فقالت باعتراض
-هذا ليس خطأي يا كوني
ولكنه قال بحدة
-بل هو خطأك، أوامرك تأخذينها مني أنا مباشرة وليس من أي شخص آخر وأنتِ تعرفين هذا جيدا أم أنك بدأت تفقدين ذاكرتك أيتها القائدة؟
هذه المحادثة شدت انتباه كل الفرسان إضافة للشبان الأربع حيث وقفوا يراقبون ما يحدث باهتمام فيما حافظت آندريا على هدوئها محاولة أن تضبط نفسها وتمنعها من فصل رأسه عن جسده فيما التقط كوني أنفاسه بتعب وهو يراقبها أما ديان فكان ينظر إليه بشك، أخذ الشاب نفسا عميقا لينظر إلى الشابة أمامه وقال بحدة
-حسابك معي لاحقا آندريا أما الآن فسأرى الوغد الآخر، لا أريد أحدا أن يغادر هذا المكان أو أن يأتي بحركة ما إلا بأمري واضح ؟
والتفت ليتجه إلى الداخل وسط مراقبة داني ورفاقه فيما كان ديان يراقبه تنفسه المتلاحق وغير المنتظم، دخل الشاب إلى القلعة فيما التفتت آنيا لرفيقيها وقالت
-ألمكانة كوني كل هذه الأهمية؟
فأجابها داني
-أجل، كوني هو الذراع اليمنى للياندر الذي يعتبر قائد الجيش من جهة ومن جهة أخر هو المسؤول المباشر عن المجلس العسكري المصغر الذي يضم أقوى أربع مؤسسات عسكرية في المملكة ومن جهة أخيرة فهو المرسال الخاص للملك
ارتسم الإعجاب على الشابين ليقول ديان
-هذا رائع فعلا
-أعرف هذا
ولكن آنيا قالت
-ولكن ألا يبدو أن لديه أعداء أكثر بكثير مما لديه من أصدقاء؟
قالت كلمتها هذه وهي تنظر نحو آندريا فقال آرون
-للأسف هذا صحيح، عدد كبير من الأشخاص هنا وفي المملكة يرغبون بالتخلص من كوني وقد حاول كثيرون منهم فعل ذلك ولكنه كان ينجو في كل مرة
فقال ديان بحذر
-وهل رويل ورفيقيه من مضن هؤلاء؟
نظر الشابان إليه بارتباك فيما قالت آنيا ببطء
-أجل إنهم منهم
فقال آرون
-في الواقع لقد قال كوني أنه لا يتفق كثيرا معهم ولكن هؤلاء الثلاثة مضطرين للتعامل معه فهو المسؤول عن عميلة تدريب المقاتلين العشرة قبل البطولة، ولأنها مسؤوليته فهو يرغب دائما بأن تكون النتائج مرضية حتى لو كان ذلك يعني اتباع طرق تلبي رغبات المقاتلين وتضع أولوياتهم أولا وهو ما لا يرضي أيا من المدربين، وقد رأيتهم هذا هنا بأم أعينكم
فنظرت آنيا لديان الذي كان يراقب الفرسان أمامه بشك وحذر.


وفي مكتب كوني صرخ الشاب بغضب وهو ينظر لرويل أمامه
-هذا ليس عذرا لإحضار الفرقة الأولى إلى هنا، إن مهمة هذه الفرقة تنحصر في حماية القلعة من بعيد دون تدخل واضح ومباشر في القلعة وشؤون المقاتلين العشرة، لقد وضعت هذه الإستراتيجية واتبعتها طوال السنوات الماضية ولن آتي الآن لأتلف كل شيء بسبب شكوك بسيطة يا رويل
فقال الرجل محافظا على هدوئه
-الأمر ليس مجرد شكوك فقد وصلتنا معلومات مؤكدة تفيد بأن هناك بعض التحركات المريبة في المكان لذلك طلبت إلى آندريا أن تأتي مع الفرقة
-حتى لو، كان يجب عليك القدوم إلي فأنا المسؤول هنا ولا يحق لك التصرف من تلقاء نفسك في أمر يجب أن أحرص تماما على التأكد من صحته
-إنه ليس بالأمر المهم جدا يا كوني
رمقه الشاب بتعب وهو يحس بجسده على وشك الانهيار فيما بدا نفسه متقطعا ومرهقا ليقول
-أريد أن تغادر الفرقة هذا المكان مع الغد أهذا واضح؟
-سأحاول ذلك
ونهض ليخرج وابتسامة نصر على وجهه وما أن أغلق الرجل الباب خلفه حتى تهاوى كوني على الأرض وهو يضغط بيديه على صدره بشدة والألم يعتلي ملامح وجهه الذي ملأه العرق لدقيقة قبل أن تبدو الدنيا سوداء أمامه وسقط على الأرض فاقدا للوعي.

فتح رويل باب مكتبه ودخل حيث وجد سيام وباد فيه مع آندريا فقال
-ها أنت يا آندريا
نظرت السيدة للرجل الذي تقدم ليجلس بجانبها قائلا
-لقد كانت زيارتك رائعة
فابتسمت بنصر وقالت
-أقامت بما كان منوطا بها؟
-بكل سرور
فقال باد برضى
-هذا يعني أن مبارزة الغد ستتكفل بالقضاء عليه
فقال بثقة ونصر
-أكيد فتحمل كل هذه الضغوط المتتالية دفعة واحدة هو أمر مستحيل على شخص مريض بالقلب.

جلست آنيا على سريرها وهي تخط تلك الرسالة على ورقة في يدها حين دخل ديان إلى الغرفة فنظرت إليه وقالت
-أين كنت للآن؟
-لقد كنت أراقب زوارنا الجدد
-والأخبار؟
فجلس أمامها وقال
-لا أدري، إنهم يدبون فعلا مثيرين للريبة والشك وأنا لست مرتاحا لوجودهم هنا مطلقا
-على كل سنرى ما سيحدث غدا
-صحيح، ولكن ما الذي تفعلينه؟
-لا شيء مهم
-حقا؟
فتنهدت وقالت
-كلا، إنني أشعر بحنين كبير لساندر لذا رأيت أن أفرغ عن مشاعري بالكتابة على الورق
-هذه طريقة جيد
ارتسمت ابتسامة خفيفة على ملامحها وقال
-لقد تعلمت هذه الطريقة منه عندما كنا في بيكانتلاي
وهنا نهض الشاب ليستلقي على سريره فيما تابعت آنيا الكتابة قائلة
-من تعتقد أنه سيفوز غدا يا ديان؟
-للصدق لا أدري، فالجميع هنا ماهرون علي أن اقر بهذا، والتغلب عليهم من أجل الوصول للنهاية لن يكون سهلا وسيكون علينا أن نبذل كل جهدنا
-أنا سأفعل ذلك دون شك
فنظر الشاب إليها ليقول
-ألا تعتقدين أن عليك الانسحاب من البداية؟
رمقته الفتاة باستنكار حاد لتقول
-أنسحب؟
-أجل، آنيا أنت حامل وقد يكون هذا خطرا على الطفل
-لا لن يكون خطرا، سأشارك غدا وسأفوز وسيكون هذا أول درس لجولييت
رمقها الشاب باستفهام فتابعت
-وهو ألا تستسلم أبدا؟
ولكنه قال باستغراب
-في الواقع كنت سأسأل من هي جولييت هذه؟
-آه ألم أخبرك ؟
-كلا
فشرحت الوضع بابتسامة مرحة
-أنا واثقة بأن الطفل سيكون فتاة وقد اتفقت مع ساندر على أن طفلتنا الأولى سيكون اسمها جولييت
-هكذا إذن
-أجل وإن انسحبت الآن سأعطي مثالا سيئا لصغيرتي
وتحسست بطنها فابتسم ديان وعاد لينظر لسقف الغرفة فكل ما يمكنه فعله الآن هو الانتظار للغد لرؤية ما سيحدث.

وقف كوني على شرفة غرفته وهو يستند لسورها وهو يحس بنسيم الليل البارد ينعشه، فجسده لا يزال مرهقا وحرارته لم تنخفض بعد منذ النوبة التي عصفت به بعد محادثته لرويل، لقد بقي فاقدا للوعي عدة دقائق قبل أن يحاول استجماع نفسه مرة ثانية، ولكنه لم يتمكن من العودة لحالته الطبيعية حتى الآن، لا يزال يشعر بقلبه ينبض بضعف وتثاقل شديدين غير قادر على القيام بعمله كما يجب عليه، أغمض عينيه بتعب وترك جسده فريسة لنسيم الليل عله يطفئ النار التي تغمره، إن ما عليه أن يفكر به حقا الآن هو كيف سيتصرف في الغد بشأن تلك المبارزة، إن لم يعد للسيطرة على جسده فقد تكون تلك هي آخر مرة يمسك السيف فيها وهذه المرة قد تكون فعلا للأبد.

وقف الشبان العشرة برفقة داني وآرون في الساحة الأمامية وهم يستمعون لآرون الذي كان يتحدث بتذمر
-لم علي فعل هذا؟ إنني أكره المبارزة وأكره كل ما يتعلق بها
وأردف وهو ينظر لداني بحقد
-وأكرهك أكثر مما تتخيل
فرمقه داني بملل وقال
-ستشارك لأنني قلت هذا
وهنا نال الغضب منه تماما ليقول
-عليك اللعنة
وانقض عليه بغضب ليسقطا أرضا وهو يصرخ
-سأقتلك سأقتلك
راقبهم الباقين بمتعة ليقول لوان
-علي أن أعترف لقد كرهتهما كثيرا في أول مرة شاهدتهما فيها ولكن مع الوقت علي أن أقر إنهما مهرجان ممتازان
سادت الضحكات المستمتعة في المكان ليقول فادي
-لا شك في هذا
وتابعوا ضحكهم فيما كان ديان يراقب فرسان الفرقة الأولى الذين كانوا يحيطون بالمكان من كل ناحية وصوب بشك، خرج كوني برفقة القادة الثلاثة وآندريا التي كانت تتحدث قائلة
-أجل سنغادر بعد انتهاء البطولة
فنظر كوني إليها بهدوء ليقول
-ولا تعتقدي أن مخالفتك للتعليمات ستمر هكذا يا آندريا بل ستحصلين على عقابك كاملا
ورفع نظره للأمام فيما ابتسمت هي بمر لتقول محدثة نفسها" سنرى بالنسبة لهذا "
توقفوا أمام الشبان لا سيما آرون الذي كان يحاول خنق داني وهما على الأرض فقال بحدة
-توقفا عن هذا
نظر الشابين إليهما وهما على حالتهما تلك حيث أمسك كل منهما برقبة الآخر فقال داني بغباء
-تبدو بأفضل أحوالك كوني
فرمقه الشاب بملل وقال
-أترغب بتلقي العقاب منذ الصباح
وهنا نهضا ليقفا بانتظام بجانب الباقين فقالت آنيا بإعجاب
-هذا يروقني
اتجه كوني ليجلس على المقعد الذي وضع له على بعد أمتار منه فيما وقف رويل وآندريا وباد بجانبه، وقف سيام أمام الشبان ليقول
-اسمعوني جيدا تقسيمكم سيكون كالتالي ديان سيواجه رياد، رامي سيواجه سايل، آنيا ستواجه باكي، فادي سيواجه لوان، جون سيواجه آرون، داني سيواجه كينار لذا هيا استعدوا
وقف كل واحد أمام خصمه ليمسك سيفه حيث قال آنيا
-إذن يا صديقي مستعد للهزيمة
فنظر باكي إليها بثقة ليقول
-لا تحلم بهذا كثيرا
وقف سيام أمامهم ليقول
-ابدأوا

القائدة ياندي
30-08-2012, 09:21
ومع كلمته هذه انطلقت المبارزات الست وسط مراقبة كوني والباقين، مستوى المبارزات كان متقاربا بشكل كبير فلم تكن هناك أي سيطرة مطلقة لأي من المقاتلين على الآخر حتى بالنسبة لآرون، صد جون ضربة من آرون ليقول
-قلت لي أنك تكره المبارزة ها
ووجه له ضربة فصدها الشاب ليقول
-قلت أنني أكرهها ولكن لم أقل أنني لا أجيدها
ابتعدت آنيا عن باكي لتلتقط أنفاسها كما كانت حال خصمها الذي قال
-يبدو أنك بدأت تفقد قوتك يا صديقي
فنظرت إليه لتقول بابتسامة مكر
-أنا لا أزال في فترة التحمية
وانقضت تحوه لتوجه له سلسة من الضربات المتتالية فصدها الشاب ببعض الجهد فيما أنهتها آنيا بضربة قوية أسقطت باكي أرضا واتجهت نحوه بلهفة لتوجه له ضربة أخرى ولكنه تدحرج ليبتعد عن ضربة سيفها الذي غرس في الأرض، نهض الشاب ليتجه نحوها بسرعة مستغلا انشغالها وجه ضربة لها ولكنها تركت السيف وقفزت للأعلى متفادية ضربته لتستقر خلفه فالتفت باكي إليها ولكنها عاجلته بلكمة على وجهه وأمسكت مقبض سيفها لتستله من جديد قائلة
-والآن ما قولك؟
فنظر إليها ونهض وهو يمسح الدماء عن شفتيه قائلا
-تذكر أنني حذرتك حسنا؟
فابتسمت بمكر وقالت
-أرني ما لديك
في الوقت الذي كان فيه رفاق كوني يراقبون الشبان جميعا وهم يعلقون على مستواهم ويقيمون أداءهم كان نظر كوني مثبت على ديان الذي صد ضربة رياد بكل ثقة قائلا
-يبدو أنك لست في أفضل أيامك يا صديقي
-لا تحلم بهذا كثيرا يا ديان
وعاد لينقض عليه بضربة أخرى ولكن الشاب صدها وأعادها نحوه بقوة أكبر فتراجع رياد للوراء فيما انقض ديان نحوه ليوجه ضربة قوية فصدها الشاب بصعوبة فيما ابتعد ديان عنه فهم رياد أن يلتقط أنفاسه ولكن ديان لم يمهله فعاود الانقضاض نحوه بقوة أكبر فرفع رياد سيفه ليصد الضربة ولكنها كانت أكقوى بكثير مما أعتقد فشعر بالضعف يتسلل ليديه فيما زاد ديان من قوة ضغطه عليه لدقيقة إضافية حين وجه ديان له الضربة القاضية مما أسقطه وسيفه أرضا فنظر سيام إليهما ليقول
-ها هو أول المتأهلين
تقدم ديان ليمد يده نحو رياد قائلا
-كان أداؤك جيدا
-شكرا لك
وبعد زهاء خمسة عشرة دقيقة وقف المتأهلون الستة ديان ورامي وآنيا وفادي وداني وجون، وقف سيام ينظر إليهم قائلا
-ترتيبكم سيكون كالتالي ديان سيواجه رامي، آنيا ستواجه فادي، داني سيواجه جون
أخذ كل واحد مكانه أمام خصمه ليقول جون
-إذن هل ستكون أفضل من صديقك
فرفع داني سيفه وقال
-تقدم لترى
أما ديان فاشتبك مع رامي في ضربة قوية ليقول الأول
-لم أبارزك من قبل صحيح؟
فقال رامي بثقة
-لن تنسى هذه المبارزة أعدك
وابتعد عنه ليعاود الانقضاض عليه مرة ثانية موجها له عدة ضربات متتالية
أما آنيا فتراجعت للوراء بخفة وهي تصد ضربات فادي المنهمرة نحوها لتقول
-إنك تبدو متحمسا جدا يا صديقي
-أنت لم ترى شيئا بعد
ووجه لها ضربة قوية ولكن الفتاة أخفضت جسدها للأسفل متفادية الضربة وانسلت بخفة للوراء وهمت بتوجيه ضربة له ولكنه التفت إليها بسرعة ليصد الضربة المنهمرة علية بكل قوته
راقب كوني المبارزات الثلاث أمامه وهو يقيم كل واحد منهم، إنهم فعلا ممتازون كل واحد منهم لديه أسلوب مميز عن الآخر وقوة ممتازة تهيئه لتوجيه ضربات قوية جدا لخصمه وتساعده للفوز إن تمكن من استغلال الفجوات في هجوم ودفاع الطرف الآخر، في الواقع إنه متلهف لمبارزة ديان مرة ثانية فقد أبهره كثيرا في المنازلة الأخيرة فهو الوحيد الذي تمكن من الصمود أمامه وخرج بتعادل بدل الخسارة، ابتسم بخفة لنفسه لقد كانت تلك أيام رائعة بحق إنه يتمنى فعلا لو أنها تعود لكان مستعدا لقضاء كل دقيقة من وقته في المبارزة وتحقيق فوز تلو الآخر، رفع رأسه لينظر لإعلان سيام عن نهاية المباريات بفوز داني على رامي فيما تغلبت آنيا على فادي ونجح داني في مرافقتهم
راقب داني الذي كان يلهث بتعب ليقول
-يبدو أنه فعلا يرغب بالثأر لهزيمته الأخيرة
وقف سيام أمام الباقين ليقول
-لقد قدمتم أداءً جيدا
فقال آنيا وهي تلهث
-هل لي بكوب ماء كمكافأة عليه؟
-لا سأعطيك مكافأة أخرى
وأسمك سيفه ليتقدم ويقف أمامها فرمقته بشك فيما تقدم باد ليقول
-في هذه الجولة سيواجه ديان داني وسيواجه رينيه سيام
نظرت الفتاة إلى خصمها بتعب لتقول
-لا ليس أنت
فقال بنبرة ساخرة
-هل أنت خائف يا صغيري؟
رمقته الفتاة بحدة لتمسك سيفها قائلة
-تعال لأريك من هو الصغير هنا
فيما أخذ داني وديان مواقعهما قبل أن يقول باد
-ابدءوا
انقضت آنيا نحو سيام بقوة لتوجه له ضربة من سيفها ولكن الرجل صدها بسهولة قائلا
-هذه ليست ضربة جيدة يا فتاي
وعاجلها بضربة قوية أطاحت بها لتسقطها أرضا بقوة، همت بأن تنهض ولكنها فوجئت بضربة من سيام فدحرجت نفسها مبتعدة عنه وما أن همت بالنهوض حتى عاجلها سيام بلكمة على معدتها فاعتلى الألم وجهها لتسقط على الأرض فاختلس ديان نظرة لها وهو مشغول بصد ضربات داني ليكز على أسنانه بحدة قائلا
-سحقا لك
وأحس بالغضب ينهش جسده ليوجه ضربة قوية نحو داني الذي بدت الدهشة على وجهه، راقب سيام الفتاة التي نهضت وهي تمسك سيفها بتعب فقال
-ألم تستسلم بعد؟
فنظرت إليه بحدة لتقول
-لا تحلم بهذا كثيرا
انقضت نحوه لتوجه له ضربة ولكن سيام صد ضربتها بسهولة وأطاح بها بضربة أخرى كما أطاح ديان بداني بضربة واحدة ألقته وهو وسيفه أرضا فنظر باد إليه وقال
-لدينا فائز هنا
التفت ديان نحو آنيا التي حاولت أن تنهض أمام سيام فاتجه نحوها وقال
-يكفي يا رينيه
نظر سيام إليه ليقول
-ما الذي تفعله؟
فرمقه الشاب بغضب وقال
-أغلق فمك
وجثا بجانبها ليهمس في أذنها
-هذا يكفي
-ولكن
-انظري لحالتك لن تتمكني من الإكمال وأنت على هذه الحال وإن لم تريدي التفكير بنفسك ففكري بجولييت ضربة أخرى مثل السابقة وستفقدينها فعلا
فصمتت لدقيقة قبل أن تنظر إليه قائلة
-اهزمه لأجلي
فابتسم وقال
-سأفعل لا عليك
ونهض ليلتفت لسيام ممسكا سيفه وقال
-والآن أرني ما لديك
أسند داني آنيا لتقف على قدميها قائلا
-هل أنتِ بخير؟
-أجل لا تقلق
ورفعت نظرها نحو ديان فقال داني
-إنه ماهر جدا لا داعي للقلق عليه
-أعتقد هذا
-هيا أنتِ بحاجة للجلوس
وقادها نحو الشجرة فيما وقف الباقون يراقبون الحرب المشتعلة

صد سيام ضربة ديان الذي كان يحاول استجماع كل ذرة من قوته فعلى الرغم من كل الكره الذي يشعر به تجاه هذا الرجل إلا أنه قد خاض للآن ثلاث مباريات قوية استهلكت جزءا كبيرا من قوته ولن يتمكن من النصر الآن إن لم يفعل ذلك، اشتبك الاثنان في ضربة واحدة ليقول سيام
-لن تتمكن من الفوز فأنت مرهق
-إذا كنت تعتمد على هذا من أجل الفوز
وأتبع كلمته هذه بضربة قوية أرجعت سيام للوراء وأردف
-فأنت مخطئ جدا
نظر سيام إليه بإعجاب وقال
-لست سيئا ولكن تذكر أنت من جلب هذا لنفسك
قال تلك الكلمة وانقض نحوه بقوة كبيرة موجها له ضربة قوية فثبت ديان نفسه في الأرض محاولا صدها ولكن سيام زاد من قوته ليطيح به بقوة حيث أسقطه أرضا وقال
-إذن؟
فالتفت الشاب إليه وقال
-لا تحلم
ونهض ممسكا بسيفه ولكن سيام عاجله بضربة قوية من جسده أطاحت به وأسقطته أرضا ثم أمسك سيفه وانقض نحوه بقوة ليوجه له ضربة ولكن الشاب دحرج نفسه فأصاب السيف يده اليسرى فيما نهض هو يلهث بتعب أما كتفه فكان ملوثا بالدماء، راقبت آنيا ما يحدث بقلق لتقول
-ديان
أمسك الشاب سيفه وهو ينظر إلى خصمه بتعب فيما قال كوني بهمس
-هيا يا ديان
وتقدم سيام نحو ديان وهو يمسك سيفه ليقول
-إذن هل ستستلم أم لا؟
فرفع الشاب سيفه ليأخذ وضعية الدفع قائلا
-أرغمني على فعل ذلك؟
-كما تريد
وعاود الانقضاض باتجاهه موجها له سلسلة من الضربات المتتالية القوية بينما صدها ديان بصعوبة واضحة وهو يشعر بيده تؤلمه بشدة ولكنه تجاهل ذلك وتابع صد تلك الضربات لدقيقة حين تعثر بذلك الحجر خلفه ففقد توازنه وهنا عاجله سيام بلكمة على معدته وأخرى على وجهه ليسقطه على الأرض، راقبه لبرهة حين شاهده يحاول النهوض مجددا فتقدم نحوه ليوجه له ركلة على معدته وأخرى على ظهره وثالثة على وجهه مما أسقطه دون حركة وسط المراقبة المتوترة على الباقين، مرت دقيقة على هذه الحال حين وقف باد بجانب ديان ليتفقده ثم نظر للباقين قائلا
-لقد انتهت هذه المباراة والفائز هو سيام
تقدم رامي وجون نحو ديان ليجثوا بجانبه حيث هزه رامي قائلا بقلق
-ديان ديان
فيما تقدمت آنيا وهي مستندة على داني لتقف أمامه قائلة
-هل هو بخير؟
فنظر جون إليها وقال
-أجل ولكنه فاقد للوعي ويحتاج للراحة فقط
فيما نظر سيام لكوني الذي راقبه بصمت، تقدم الرجل منه ليقف أمامه قائلا
-إذن يا كوني يبدو أن المبارزة ستكون من نصيبي
نظر الشاب إليه بصمت لدقيقة قبل أن ينهض قائلا
-كما تريد
وأمسك السيف الموضوع بجانبه ليتقدم نحو الساحة وسط مراقبة الباقين ونظر لسيام قائلا
-تفضل
ابتسم الرجل بمكر وتقدم ليقف أمامه فيما قال داني بقلق
-يا إلهي
نظرت آنيا إليه لتقول باستفهام
-ما الأمر؟
-لا أدري ولكن لدي شعور سيء حول هذا الأمر؟
-ماذا؟
وأعادت النظر لهما فيما راقب رويل وباد وآندريا ما يحدث لتقول الأخيرة
-هيا يا سيام اقض عليه نهائيا
أما سيام فقال
-هل أنت جاهز؟
فرفع الشاب سيفه وقال
-أجل
وهنا انقض سيام عليه بقوة ليوجه له ضربة ولكن كوني ثبت نفسه في الأرض ليرفع سيفه صادا ضربة سيام بكل ما أوتي بقوة حيث نجح ذلك مما رسم الحدة على وجه سيام أما كوني فابتسم بمكر وقال
-لم نبدأ بعد
فتح ديان عينيه ببطء وتعب لينظر رامي إليه قائلا
-ها قد صحوت
نظر ديان إليه ليقول بتعب
-رامي
-هيا انهض يا صديقي لا تريد أن تفوت هذه المبارزة
-ماذا؟
وأدار نظره نحو الساحة حث انقض كوني نحو سيام موجها إليه سلسلة من الضربات السريعة ليصدها سيام محاولا الحفاظ على توازنه ومجاراة حركة كوني السريعة الذي كان ينتقل من جهة لأخرى بلمح البصر وهو يوجه ضربات خاطفة له مما سبب الارتباك لسيام، أما جون فقال
-هذا لا يصدق
كز رويل على يديه بحدة ليقول
-هيا يا سيام هيا
صد سيام ضربة أخرى من اليسار حين فاض الكيل به فيما كان التعب قد بدأ يأخذ طرمقه لوجه كوني فقال الرجل
-سترى الآن
وقبل أن يهم كوني بتوجيه ضربة أخرى أخفض سيام جسده للأسفل مما رسم الدهشة على وجه كوني ولكن سيام فاجأه بلكمة نحو قلبه مباشرة بأقوى ما تمكن وهو ما رسم الجمود على وجه كوني فيما بدا القلق على داني وآرون أما سيام فنهض لينظر كوني إليه بحدة وهو يحاول أن يتماسك ويمسك السيف فقال سيام
-هيا يا كوني
وانقض نحوه ليوجه له ضربة صدها بصعوبة بالغة وهو يحاول أن يثبت نفسه مكانه فيما همس سيام في أذنه قائلا
-هذه ستكون آخر مبارزة لك
اعتلت الدهشة ملامح الشاب فيما ابتعد سيام عنه ليعاود الانقضاض نحوه موجها له ضربة أقوى أطاحت به أرضا فصرخ داني بقوة
-كوني
حاول الشاب أن ينهض فوقف سيام أمامه ليقول
-ما بك؟ أهذه هي قوة المبارز الأسطوري لرايسال؟
رفع الشاب عينيه نحوه بضعف وهو يشعر بنفسه على وشك الانقطاع فابتسم سيام بمكر قائلا
-وداعا أيها القائد
وعاجله بركلة قوية على صدره ليسقطه أرضا فاقدا للوعي دون حركة واحدة فيما سقط سيفه بجانبه صامتا، حدق الشبان بدهشة فيما يجري أمامهم بينما قال باد بنصر
-لقد تم الأمر
اتجه آرون نحو الشاب الملقى على الأرض ولكن سيام وقف أمامه وقال
-إلى أين أنت ذهاب؟
فوقف داني بجانبه وقال
-ابتعد يا سيام
ولكنه قال بحزم
-لا أريد لأحد أن يقترب منه
فقال آرون بحدة
-ما الذي تتحدث عنه بحق الجحيم؟ ألا ترى أنه في حال سيئة؟
-نحن سنهتم به يا آرون
ولكن داني قال بغضب
-هذا لن يحدث إلا على جثتي
ولكن آندريا وباد وقفا بجانب سيام لتقول الأولى بحزم
-لا تتدخلوا فيما لا يخصكم أهذا واضح؟
رمقها الشابان بحقد فيما تقدم رويل ليحمل كوني بين يديه والتفت لداخل القلعة وسط مراقبة الشابين الحادة فيما قال سيام
-من الأفضل أن تلتزما حدودكما جيدا واضح؟
واتجهوا ليدخلوا إلى القلعة فيما تبادل الشابين النظر بقلق شديد، فما هما متأكدان منه أن الأمور ستنقلب هنا مئة وثمانين درجة.

أغلق سيام الباب الحديدي لشرفة غرفة كوني وأغلقه بالمفتاح وما لبث أن أغلق الباب الزجاجي وأسدل الستائر ليسود الظلام المكان حين أضاءت آندريا المصابيح الزيتية المنتشرة في الغرفة، فيما وقف با ورويل يراقبان كوني الذي كان مستلقٍ على سريره وهو فاقد للوعي ويتنفس بصعوبة وإرهاق شديدين فيما كان وجهه متعرقا بشكل كبير جدا فقال باد
-كل ما علينا فعله هو تركه هكذا إلى أن ينتهي أمره ببساطة
فقال رويل
-وهذا ما سيحدث هيا بنا
اتجه الأربعة ليخرجوا من الغرفة فيما أغلق رويل الباب بالمفتاح ليضعه في جيبه فيما وقف ثلاثة من فرسان الفرقة الأولى أمام الباب، ومن الرواق المطل على الغرفة شاهد داني وآرون ما يحدث وراقبا ابتعاد الرجال الأربعة، انسحب الاثنان لداخل الرواق ليقول آرون بقلق
-ما معنى هذا؟
-لا أعرف هيا بنا
واتجها ليغادرا المكان.

وفي قاعة الجلوس كانت آنيا تضمد جرح ديان فيما كان الباقين جالسون حولهما ليقول فادي بهدوء
-أأنا الوحيد الذي يشعر بأن ما حدث قبل قليل سيترك أثرا سيئا علينا جميعا؟
فقال باكي
-لست كذلك
فيما أنهت آنيا عملها لتقول
-عليك ألا تحركها لبعض الوقت
-سنرى بالنسبة لهذا
وهنا فتح الباب ليدخل رويل فالتفت الشبان إليه فيما نظر هو إليهم ليقول
-اسمعوني جيدا، لقد تعرض كوني لإصابات بليغة وهو بحاجة للعناية وهذا ما يحصل عليه حاليا لذا خلال الفترة التي سيغيبها سأكون أنا المسؤول هنا
فنظر الشبان إليه ليقول لوان
-إلى متى؟
-لا ندري حتى يستعيد كوني عافيته لذا استعدوا جيدا من الغد
وخرج مع اللحظة التي دخل فيها داني وآرون، تقدم الاثنان ليجلسا بجانبهما فقال كينار
-هذا يبدو سيئا جدا
فتنهد سايل بتعب وقال
-أعتقد أن علينا أن نحضر نفسنا لحرب جديدة، فسواء رغبنا أم لا كوني كان يشكل حاجزا مانعا ضد أولئك الثلاثة نحونا والآن نحن وحدنا في مواجهتهم
فيما أضاف رامي
-ولا ننسى كتيبة الموت التي تنتظر في الخارج
وهنا قال ديان
-الشيء الوحيد الذي علينا أن نقلق بشأنه هو إمكانية عدم عودة كوني نهائيا
فنظرت آنيا إليه مستفهمة لتقول
-لماذا؟
-لسبب بسيط إن عودة شخص مصاب بالمريض بالقلب من مبارزة كتلك هو مستحيل
هذه الكلمات أجبرت الشبان على النظر إليه بدهشة ليقول داني
-مريض في القلب؟
-أجل لقد كان الشك يساورني في هذا ولكن ما شاهدته اليوم أكد لي هذا لقد كان عمي مصابا به وكل العوارض تطابق ما كان يصيبه، وعندما راقبت المبارزة شعرت بأن هدف سيام كان إصابة كوني في قلبه
وهنا قال آرون بتوتر
-أتحاول القول أن رويل يحاول قتل كوني؟
فهز رأسه إيجابا ليقول
-لا تفسير آخر، لقد قلتم بأنفسكم أنهم لا يتفقون معه على شيء وأنه تعرض لعدد كبير من محاولات القتل وهذه هي إحداها
فقال داني بتوتر
-يا إلهي لقد شاهدنا رويل يغلق باب غرفة كوني بالمفتاح ووضع ثلاث حراس على باب غرفته لمنع أحد من الدخول، لقد راقبنا كل حركاته وهو لم يحضر له طبيبا
سيطر الصمت القلق على المكان دون أن ينبس أحدهم بحرف واحد، فقد كانت هذه هي خطتهم من البداية وتحديدا منذ أول صدام بينهم والذي وقف فيه كوني لصفهم، رفع رامي نظره نحو الباقين ليقول
-وماذا سنفعل الآن؟
فقالت آنيا
-أمامنا خياران، الأول أن ننسى أمر كوني ونستعد لمواجهة من العيار الثقيل مع رويل ورفيقيه، أما الثاني فأن نفسد خطتهم الصغيرة هذه ونعيد كوني لتولي القيادة من جديد
ونظرت لرفاقها لتقول
-سنتبع رأي الأغلبية
في هذا الموضوع من يريد اتباع الخيار الأول فليرفع يده
نظر داني وآرون للشبان بقلق وهما يصليان لألا يرفع أحدهم يده، فكل ما يهمهما الآن هو إنقاذ كوني من المصير المظلم الذي ينتظره، مرت عدة دقائق من الصمت دون أن يرفع أحد يده فعادت لتقول
-من يوافق على الخيار الثاني ليرفع يده
وهنا رفع داني وآرون يديهما ليتبعهما ديان وآنيا ثم لوان وكينار وباكي وسايل ورياد وفادي وجون ورامي فقالت برضى
-قرار بالأغلبية الساحقة
وهنا قال فادي
-ولكن كيف سنبدأ هذا بالضبط؟
فتولت آنيا الإجابة قائلة
-هذا ما سنقوم بالتفكير به هذه الليلة.

القائدة ياندي
30-08-2012, 09:22
وفي غرفة آنيا جلست الفتاة برفقة ديان وداني وآرون مشكلين حلقة دائرية على الأرض في وسط الغرفة وداني يتحدث قائلا
-أعتقد أن علينا إخبار لياندر بما يحدث هنا
فنظرت آنيا إليه لتقول
-لا أعتقد أن رويل سيسمح لأي منا بمغادرة المكان ولهذا السبب فقد أحضر فرقته الخرقاء تلك
فقال داني موافقا
-كلام آنيا صحيح لا أحد سيتمكن من مغادرة هذا المكان إلا بأمر من رويل نفسه وهذا ما لن يعطيه لنا مهما حدث
-والعمل الآن؟
فقال ديان
-أعتقد أن علينا نحن أن نتولى عملية الإنقاذ حاليا
فنظر الشبان إليه وقالت آنيا
-ألديك فكرة ما؟
-في البداية علينا أن نجد طريقة للوصول إلى كوني
فقال آرون
-أخبرتك أن هذا مستحيل فكوني محتجز في غرفته ومفتاحها مع رويل ثم الحرس ينتشرون في كل ناحية حولها
-ماذا عن الشرفة؟
-لقد تفقدناها قبل قليل إنها مغلقة أيضا
-هذا سيء
وهنا خطرت تلك الفكرة ببال آنيا لتبدو ابتسامة مكر على وجهها مما جعل ديان ينظر إليها بحذر ليقول
-أعرف ماذا تعني هذه النظرة آنيا
فقال آرون باستفهام
-ماذا؟
فأجابه ديان بجدية مصطنعة
-المصائب
رمقه آرون باستغراب فيما قالت آنيا
-ما رأيكم بإشعال حريق صغير؟
نظر الثلاثة إليها باستفهام لتردف شارحة فكرتها
-الفكرة تتلخص في الآتي إشعال النار في القلعة من أجل نشر الذعر في المكان وخلال الفوضى التي ستحدث هنا نتسلل نحن لنخرج كوني
فقال داني بحذر
-وبعد؟
-نبتعد عن هذا المكان بقدر ما نستطيع عائدين للمملكة
تبادل الثلاثة النظرات الحائرة فقالت مدافعة عن فكرتها
-دعوني أكن واضحة هنا أولا لن نتمكن من مواجهة الفرقة فهي مكونة على الأقل من مئة فارس ونحن اثني عشر، ثانيا لا توجد أمامنا طريقة أخرى للوصول إلى كوني فالشاب محاصر بشكل كامل ورويل يرغب فعلا بالتخلص منه مهما كلفه الأمر وإلا لما كان قد أتعب نفسه ووضع هذه الخطة المعقدة من أساسه، ثالثا العودة للمملكة هو آمن لنا فهناك على الأقل سنكون بعيدين عن قبضة هؤلاء المجانين الثلاثة ثم تذكروا أن الجميع سيكون بحاجة للعلاج والراحة بعد عملية كهذه لذا سيكون اللجوء للمملكة هو الحل الأفضل أمامنا
فقال آرون
-إن كلامها مقنع نوعا ما
فيما قال داني
-ولكن كيف سنتمكن من تنفيذ خطة كهذه؟
وهنا تولى ديان الرد
-لنأخذ الموافقة من الباقين عليها أولا ثم سنبدأ التحرك والذي يجب أن يتم في أسرع وقت ممكن.

طرق كوني باب غرفته بتعب شديد فيما كان المرض قد اشتد عليه بقوة أكبر وهو يسعل بشدة ويصرخ بصوت أقرب للهمس
-أمن أحدٍ يسمعني؟ داني آرون
ولكن المرض تغلب عليه إذ تهاوى على الأرض وهو يسعل بشدة ليبدو ذلك اللون الأحمر القاتم في يده، حدق إليه بتعب شديد فيما بدت الصورة أمامه قاتمة للباب المغلق حيث قال بآخر ما تبقى من قوته
-يا إلهي ساعدني
وتهاوى على الأرض وهو يسعل بشدة فيما كان مرضه في طرمقه للقضاء عليه.

وصباحا بجانب الشجرة وقف الشبان وهم يستمعون لآنيا التي ختمت كلامها قائلة
-إذن ما قولكم؟
فقال فادي
-أعتقد أنها فكرة جيدة فعلى الأقل هي تحتوي على الخروج من هذا المكان العفن
-إذن هل الجميع موافق أم هناك من لديه اعتراض على هذا؟
ولكن الإجابات جاءت جميعها موافقة على كلامها فقال ديان
-حسنا إذن بما أن الجميع موافق على هذا فإليكم أعمالكم لأن على هذه الخطة أن تنفذ قبل مساء اليوم
فقال رامي
-قبل المساء؟
-أجل هذا أكثر أمنا لنا، لوان وبايكي عليكما بالبحث عن الوقود وجدا أكبر كمية ممكنة منه، سايل ورياد وكينار سيتولون عملية نشر الوقود في كل ناحية من القلعة وبالتحديد غرفنا والمكاتب والمخازن الرئيسية، فادي ورامي وجون سيكون عملكم هو تشتيت انتباه الفرسان في الساحة إلى حين ارتفاع النيران، داني وآرون عليكما بشد انتباه رويل ورفاقه، أنا ورينيه سنتولى عملية إخراج كوني من غرفته، الحركة الأولى ستكون من نصيب داني وآرون وفي الوقت نفسه فادي والباقين، سيتبع ذلك إشعال لوان والآخرين للنيران وقبل أن تنتشر بشكل كامل سأكون قد أخرجت كوني من الغرفة وسنلتقي عند البرج حتى تقوم برحلة سباحة
فقال بايكي
-ولكن أين سنذهب بعدها؟
فقال آرون
-حسب ما تمكنت من معرفته فعلى بعد خمس ساعات سيرا على طول الخط الساحلي تستقر مزرعة خاصة بلياندر سنتجه إليها ومن هناك نحصل على وسيلة نقل ثم ننطلق دون تأخير نحو العاصمة ومن هناك سيتولى لياندر أمر قادته الخونة
فقال سايل بشك
-هل أنت واثق بأنه سيتولى أمرهم ولن يتركهم ليفلتوا ويلاحقونا؟
فقال آرون
-أجل واثقان، يمكنك القول أن كوني بمثابة ابن للياندر وآخر شخص حاول أن يؤذيه قام لياندر بدفنه حيا
اعتلت الدهشة ملامح الشبان فيما قال داني
-وهذا ليس تعبيرا مجازيا بل هو حقيقي لقد شاهدنا عملية دفنه، لقد حفر له قبر ثم رمي فيه وطمر بالتراب وهو على قيد الحياة
عند هذا قال ديان
-على هذه الحال سوف يأكل رويل ورفاقه أحياء
سرت موجة من الضحك مع تلك الكلمة ليقول جون
-سأحرص على أن أكون هناك لمشاهدة هذا
وتابعوا ضحكهم فتقدم سيام وباد منهم ليقول الأول
-ما سبب هذه السعادة كلها؟
فالتفتوا إليه لتقول آنيا
-لا شيء محدد كنا نتحدث عن مغامرات ديان العاطفية
رمقها الشاب ببرود فيما قال رامي
-بالمناسبة كيف أصبح كوني الآن؟
فقال باد
-إنه بخير ولكنه يحتاج للراحة
وهنا قالت آنيا
-حسنا إذن ما الذي سنفعله اليوم؟ ولا تقولا بأننا سنعود لتلك القاعة
فقال سيام بسخرية
-لقد كنت من معجبيها قبل يومين
فدلكت رقبتها وقالت
-هذا قبل أن أكتشف أن مساوئها أكثر بكثير من فوائدها
فقال سيام
-كلا سنبدأ اليوم بنوع آخر من التدريبات
رمقه الشبان باستفهام فيما تابع هو
-سنبدأ اليوم بتدريبات القوة البدنية
فقالت آنيا بحذر
-والتي هي؟.

لا داعي للقول أن التدريبات المزعومة لم تكن أكثر من محاولات لاختبار مدى قدرة التحمل لدى الشبان من خلال دفع بعض الأثقال على طول مساحة القلعة، وقد استمرت هذه التدريبات لساعات العصر حين استلقى الشبان على الأرض أسفل الشجرة فيما وقف سيام وباد أمامهما ليقول الثاني
-لا تبدون متعبين كثيرا
فقال ديان ببساطة
-لقد اعتادت أجسادنا على هذه التدريبات ولم يعد لها ذلك الأثر الكبير الذي سيدفعنا للاستلقاء وعدم النهوض
ولكنه نظر لآنيا التي كانت ملقاة بجانبه بتعب شديد ليقول بخيبة
-أو هذا على الأقل ما أعتقده
سرت موجة من الضحك بين الجميع فيما تناهى صوت آرون قائلا
-سيام باد
التفت الاثنان إليه حين كان يقف أمام بوابة القلعة مردفا
-رويل يريدكما بسرعة تعاليا
-حسنا
واتجها نحوه فيما نهض لوان وبايكي ليقول الثاني
-سنبدأ العمل
وهنا نهض سايل ورياد وكينار ليقول سايل
-ما أن ننتهي حتى نرسل إليكم إشارة
فنظرت آنيا إليهم وقالت
-ولكن توخوا الحذر
-لا عليك
وغادروا المكان فيما نهض فادي ورامي وجون ليقول الثاني
-ونحن سنبدأ عملنا
واتجها نحو الفرسان فيما نظر ديان لآنيا وقال
-هل أنتِ جاهزة؟
فنهضت بخفة وقالت بثقة
-بكل سرور.

وفي المكتب الرئيسي كان المدربون الثلاثة برفقة آندريا وداني وآرون يجلسون على الأرئك وداني يتحدث قائلا
-لا بد أنك تمزح يا رويل
رمقه الرجل ببرود ليقول
-هل أبدو لك كذلك؟
ولكن الشاب تابع باعتراض
-ولكن هذا ليس عدلا آندريا قولي كلمة
فقالت الشابة بسخرية
-وماذا سأقول؟ هذا ما كان يجب أن يحدث من الأساس
رمقها الشاب بحقد فيما قال آرون براحة
-كم تطربني هذه النغمة
وهنا أمسك داني تلك الوسادة من جانبه ليرميها باتجاهه حيث أصابته مباشرة في وجهه وقال بحقد
-هذا كي تفكر مرة ثانية في الوقوف ضدي.

وقف لوان وبايكي وسايل ورياد وكينار أمام صناديق الوقود تلك الموضوعة في أحد المخازن ليقول الأول
-ممتاز
ونظر لرفاقه مردفا
-هل أنتم جاهزون؟
فقال كينار
-ستكون هذه هي أكبر حفلة شواء قمت بها من قبل.

أما ديان وآنيا يقفان في الرواق المطل على غرفة كوني حيث كان الحراس الثلاثة يقفون أمامها وهم ينظرون حولهم، تراجع الاثنان للداخل لتقول آنيا
-ألم يتأخر الباقين؟
-من المفترض أن يبدأ العمل حالا
-أرجو هذا.

وفي الساحة الأمامية كان فادي ورامي وجون يجلسون مع فرسان الفرقة الأولى وهم يتحدثون ويتبارزون باستمتاع لدقيقة حين وجه فادي نظره للقسم الشمالي من القلعة بدهشة قائلا
-ما هذا؟
وهنا التفت الجميع نحو البرج الشمالي الذي تصاعد الدخان منه مع ألسنة اللهب فيما عاد رامي
-وهناك أيضا
وأشار للبرج الجنوبي والشرقي، وبدقيقة واحدة اختفى الهدوء الذي ساد القلعة بلمح البرق فتسارعت خطوات الفرسان في كل ناحية فيما خرج القادة الأربعة مع داني وآرون للساحة ليقول رويل
-ما الذي يحدث؟

وأمام الغرفة بدا الارتباك على الحراس الثلاثة الذين وقفوا أمامها ليقول الأول
-ما الذي حدث؟
-لست أدري
وهنا تقدمت آنيا وديان نحوهم ليقول الأول وهو يلهث
-إن القائدة آندريا تطلبكم في الساحة الأمامية بسرعة
ولكن الثالث قال
-وماذا عن الحراسة؟
فقال ديان
-نحن سنتولى الأمر
وهنا مد الأول له المفاتيح ليقول
-توخيا الحذر
وانطلقوا يركضون في الممر فابتسم ديان وقال
-بالتأكيد
وتقدم ليفتح الباب ليدخل برفقة آنيا ولكنهما توقفا ينظرا بدهشة إلى كوني الذي كان ملقى على الأرض بأسوء أحواله، تقدم الشابان نحوه ليرفعه ديان بين يديه متفقدا إياه فقالت آنيا بتوتر
-هل هو بخير؟
فنظر إليها ليقول
-ليس لوقت طويل هيا علينا أن نغادر هذا المكان فورا
-حسنا
وتقدمت لتساعده في إسناد الشاب وخرجا وهما يلتفتان حولهما بحذر.

عند البرج كان الشبان هناك من عدا داني وآرون فقال سايل بقلق
-لقد تأخروا أين هم؟
فقال جون
-لست أدري
وهنا لمحوا آرون وداني يركضان نحوهم ليقفا أمامهم وهما يلهثان بتعب حيث قال آرون
-أين كوني؟
فقال رامي
-لم يصل ديان ورينيه بعد
-حتى الآن؟
فقال داني
-عليهما أن يسرعا فتحرك أولئك الفرسان أسرع بكثير مما تصورنا
وهنا قال فادي
-ها هما
التفت الشبان نحوهما حيث تقدما باتجاههم فأسند ديان كوني برفقة آرون الذي تفقده بقلق ليقول
-يا إلهي إنه في حال سيئة
فيما قال ديان بتعب
-علينا أن نغادر بأسرع وقت
ولكن صوت رويل الغاضب تناهى لمسامعهم قائلا
-وكأنني سأسمح بذلك
التفت الشبان نحوه حيث وقف برفقة آندريا وفرسانها يحيطون بهم فيما كان اللون الأحمر والدخان الكثيف يملآن القلعة، وقف ديان وآنيا في المقدمة ليقول الأول
-ما الذي كنت تتوقعه؟ سنترك أنفسنا تحت رحمة مجموعة من المجانين أمثالكم ؟
وأضافت آنيا
-إن كنتم قد قررتم قتل المسؤول عنكم بكل بساطة فلن يستغرق قرار إعدامنا خمس دقائق
وهنا قالت آندريا بحدة
-أنتم موتى في كل الأحوال
ولكن رامي قال بمكر
-لا أظن
فنظر الاثنان إليه بحذر فيما قال هو
-لقد حضرنا لكم مفاجأة جميلة كي تتذكرونا بعد أن نغادر
وأضاف رياد
-ونرجو أن تعجبكم
فقال رويل بحذر
-ماذا تقصد؟
فرفع كينار يده ليعد بشكل تنازلي
-أربعة، ثلاثة، اثنان، واحد، الآن
وما أن أنهى كلمته حتى دوى صوت ذلك الانفجار القوي هازا القلعة من أساسها فالتفت رويل وآندريا للخلف بذهول فيما قال جون
-هيا يا رفاق
ودون أي تأخير بدأ الجميع بالقفز من على الحافة الجرفية واحدا تلو الآخر في رحلة مباشرة نحو البحر، التفت رويل للشبان حيث كانت آنيا على وشك أن تقفز ولكنها نظرت إليه لتقول بمكر
-أعدك بأن كل ما فعلته سيصل للياندر، إلى اللقاء
وقفزت هي الأخرى تاركة الرجل غارقا في ذهوله، سقطت آنيا في البحر لتغلق فمها واستجمعت ثقلها لتسبح نحو الأعلى حيث شاهدت باقي رفاقها يتجهون نحو الشاطئ فسبحت هي الأخرى نحوهم لتخرج قائلة
-هل الجميع بخير؟
فأومأ الشبان إيجابا فيما كان داني وآرون يراقبان حالة رفيقهما الذي كان في أضعف حالاته ليقول آرون
-داني ماذا سنفعل؟
-لست أدري إنها أول مرة أراه فيها بهذا الضعف
وأعاد نظره نحوه بقلق فقال آنيا
-لا ضرورة لإضاعة الوقت الآن
التفت الاثنان إليها فيما تابعت هي
-علينا أن نبدأ التحرك حتى نصل لتلك المزرعة قبل الصباح
وأضاف ديان وهو ينهض
-هذا صحيح فالسير في الليل أكثر آمنا لنا
وهنا نهض باقي الشبان ليقول لوان
-هيا بنا إذن
ولكن آرون نهض وقال
-ماذا عن كوني؟
فتبادل الشبان النظر ليقول بايكي
-لنصنع حمالة من أغصان الشجر هذا سيكون أسهل علينا
فقال ديان
-حسنا سأذهب للبحث عن بعض الأغصان
فقال رامي
-سآتي معك
وأضاف بايكي
-انتظراني
اتجه ثلاثتهم نحو الغابة فيما تقدمت آنيا لتنظر للشاب الذي كان فاقدا للوعي وقالت
-إنه في حال سيئة جدا
فتنهد داني بتعب واستلقى على الرمل ليقول
-إنها أول مرة أراه فيها على هذه الحال
فيما قال جون
-ولكن كيف لم تكونا تعرفان أنه مصاب بمرض في القلب؟
فنظر آرون إليه وقال
-لأنه لم يخبر أحدا واحتفظ بالأمر لنفسه، الوحيد الذي يعرف هذا ربما هو لياندر
وهنا قال داني بحدة
-والذي سألقنه درسا لن ينساه ما أن نعود للعاصمة
فنظرت آنيا للسماء وقالت
-عندما نصل افعل ما تريد.

استمر الشبان بالسير طوال الليل على الشاطئ وهم يتبادلون الأحاديث بمرح فيما كان كل اثنان منهم يتناوبان على حمل الحمالة التي مدد كوني عليها، فنسيم البحر البارد والرطب أعاد الحيوية إليهم وضوء القمر كان باهرا جدا تلك الليلة فيما كانت النجوم ساطعة بشكل رائع جدا مما جعله جوا ممتازا بلا ريب للسير فيه، حيث انحنت آنيا نحو ديان لتهمس له
-أتعرف؟ جو كهذا مناسب لنزهة ليلية
فرمقها الشاب بلوم وقال
-ثقي بأن ساندر لن يخرجك لنزهة في حديقة القصر بعد اليوم
فتنهدت بتعب وقالت
-سيكون رائعا إن تركني أقف على الشرفة
ابتسم ديان باستمتاع وهو يراقبها وما لبث أن رفع نظره نحو باقي رفاقه حيث كانوا يتكلمون معه في مختلف المواضيع التي خطرت على بالهم حتى أن داني وآرون بدوا منهم تماما.

استمر الشبان بالسير لعدة ساعات أخرى حين توقفوا أمام تلك المزرعة التي استقرت على بعد عدة أمتار من الشاطئ وهي محاطة بسور خشبي أحيط بالحرس فيما ارتفعت بوابتها الحديدية للأعلى بشموخ وهي تضم ذلك القصر خلفها مع الحدائق الواسع وإسطبل الخيول وعددا آخر من المرافق، نظر الشبان للمزرعة بإعجاب ليقول جون
-هذا رائع بحق
فقال داني بسخرية
-بلا شك فلياندر من النوع الذي يحب ترفيه نفسه
فقالت آنيا
-علي أن أعترف له إنه ماهر فعلا
تقدم الشبان نحو البوابة حيث وضع بايكي ولوان الحمالة أرضا فيما طرق آرون وداني البوابة مرة تلو الأخرى حتى أطل ثلاث حراس من أعلاها لقول الأول
-من هناك؟
فنظر داني إليه ليقول
-داني سيانلك وآرون تويار افتحا الباب بسرعة
اختفى الثلاثة قليلا وما لبث أن نظر الشبان للبوابة التي فتحت ليبدو عشرة حراس خلفها برفقة لانا وريما حيث قالت الأولى بدهشة
-داني آرون.

وفي إحدى القاعات جلس الشبان يرتاحون من عناء الرحلة برفقة داني وآرون فيما كانت آنيا تأكل من طبق الفواكه أمامها لدقيقة حين فتح الباب ليدخل لياندر برفقة الفتاتين وقال
-إذن؟
تقدموا ليجلسوا أمامهم فيما قال آرون
-ما الذي تفعله هنا يا لياندر؟ أليس من المفترض أنك في العاصمة؟
-لقد كنت في طريقي لرؤيتكم في القلعة ولكنني قررت أخذ يوم راحة هنا ثم التحرك غدا نحوكم
فقال داني بسخرية
-ونحن قررنا أن نريحك ونأتي إليك
فيما نظر ديان إليه وقال
-كيف أصبح كوني الآن؟
-إنه بحال سيئة الأطباء معه الآن وسيخبروننا في حال جد أي شيء ولكن حتى ذلك أخبروني ما الذي تفعلونه هنا بحق السماء؟
وبكلمات بسيطة لخص له ديان كل ما حدث ليسود صمت قاتل على المكان لدقيقة إضافية حين نظر لياندر لمساعدتيه قائلا
-اطلبا لي إيانا حالا
فقالت لانا
-حسنا
ونهضتا لتغادرا المكان فيما نظر هو إليهم ليقول
-إنني جد شاكر لكم على ما فعلتموه لكوني
فقال ديان
-المهم أن تتمكن من إنقاذه ومعاقبة أولئك الأربعة
فقال بنبرة حادة
-سيلقون جزاءهم الكامل دون أي شفقة أو رحمة
فقال كينار بهمس لجون
-بدأت فعلا أحس بالشفقة عليهم
-معك حق لا يبدو أنه يحضر لهم شيئا عاديا، هل تعتقد أنه قد يدفنهم؟
الكلمة الأخيرة تناهت لسمع لياندر الذي التفت للشابين قائلا
-ثقا بي سوف يتمنى أولئك الخونة أن يدفنوا أحياء على مواجهة ما أعده لهم
نظر الاثنان إليه برعب ليقول كينار
-ماذا؟
أما آرون فقال
-ولكن لِم لَم تخبرنا أن كوني يعاني من مرض في القلب من قبل يا لياندر؟
وأضاف داني
-أجل هذه ليست طرقة ملائمة فعلا لاكتشاف أمر مثل هذا
ولكن الرجل نهض ليقول
-سأرسل لكم الخدم ليدلوكم على غرفكم فأنتم بحاجة للراحة
ولكن داني قال
-لياندر توقف
تجاهله الرجل ليغادر الغرفة فيما قال رياد
-هذا معناه لا تتدخلا فيما لا يخصكما
رمقه داني بلوم ليقول هو مدافعا عن نفسه
-هو من يقول هذا
أما ديان فنظر لآنيا التي كانت تأكل بشراهة ليقول بحسرة قلقة
-ترى هل ستكون ابنتها مثلها؟ هذا سيكون سيئا جدا وقتها.

جلس لياندر في مكتبه وأمامه جلست تلك السيدة التي بدا الهدوء بملامحها القوية وهي جالسة أمامه بوقار لتقول
-إن رجالي منتشرون في كل ناحية حول القلعة وقد تمكنا للآن من القبض على أكثر من نصف فرسان الفرقة الأولى وهم في سجن رويكاند على مشارف الغابة، ولا يزالون يمشطون المنطقة بأكملها بحثا عن آندريا ورويل وسيام وباد ولن يهدأ لنا بال حتى نعثر على هؤلاء الأربعة
-عليك هذا يا إيانا، لقد تسبب هؤلاء بما يكفي من المشاكل، محاولة اغتيال رئيس المجلس العسكري المصغر ومحاولة الاعتداء على المقاتلين العشرة
-لا تقلق يا لياندر أنا على ثقة بأننا قادرون على العثور عليهم وسيلقون جزائهم العادل
-أرجو هذا
-ولكن كيف أصبح كوني الآن؟
فتنهد بتعب ليقول
-لا يزال بحال سيئة لا أدري كيف سنتمكن من مساعدته يا إيانا وأخشى فعلا أن تكون هذه هي آخر فرصة له
-لا تقل هذا سيكون بخير
فنظر إليها ليقول
-أرجو هذا.

.

القائدة ياندي
30-08-2012, 09:22
في حديقة المزرعة جلس الشبان على مجموعة من المقاعد الخيزرانية وهم يتبادلون الأحاديث معا تحت ضوء الشمس لتقول آنيا
-لا يوجد ما هو أجمل من الاستلقاء هكذا دون فعل أي شيء
فقال ديان بسخرية
-هذا ما تفعله في كل الأحوال
ولكنها تجاهلت كلامه لتقول باستعلاء
-هذا هو الأفضل
رمقها ديان بلوم فيما قال فادي
-يبدو أنك غير قادر على النصر يا ديان
فنظر الشاب إليه ليقول
-شكرا على التشجيع
-على الرحب
وسرت موجة من الضحك بينهم لدقيقة حين تقدم داني وآرون ليجلسا على المقعدين بصمت والألم يسيطر على ملامحهما فقال كينار
-ما الأمر؟
فقال آرون بمرارة
-كوني
وهنا قال ديان
-ما به؟
-حالته لم تتحسن على الإطلاق وقد أمهله الأطباء للمساء فقط
اعتلت الدهشة ملامح الشبان فيما تابع آرون
-لا نعرف كيف نتصرف، إنهم عاجزون عن فعل أي شيء
نظرت آنيا للشابين الذين بدت المرارة والألم على وجهيهما لتنظر لديان قائلة
-ماذا سنفعل؟
فصمت لبرهة فيما قال بايكي
-ألا يوجد أي علاج لهذا المرض؟
فقال رياد
-لا أعتقد، الكثيرون ماتوا به ولم يتمكن أحد للآن من العثور على علاج له
كز داني على أسنانه بغضب فيما مسح آرون وجهه بتعب ليتنهد بيأس، ولكن ديان قائلا
-قد لا يكون هناك علاج كامل له ولكنه هناك ما يمكنه المساعدة في تحسين حالة المصابين به
هذه الكلمة دفعت الجميع للنظر إليه ليقول داني بلهفة
-ماذا؟
-أذكر أن الأطباء في القصر قد استعملوا بعض الأعشاب الطبية من أجل تخفيف قوة النوبات التي كان يمر بها عمي من فترة لأخرى، وحاليا تقوم ديا بإجراء دراسات على هذا المرض
فقالت آنيا باهتمام
-ديا تقوم بذلك؟
-أجل فهي لا تجد شيئا لفعله غير ذلك، المهم إنها تستعمل خليطا يتكون من ثلاث عشبات الأولى تدعى زهرة الجبل المرة، أما الثانية فهي عشبة الندى والأخيرة هي عشبة الفيحاء، لقد قالت لي أن مزج هذه الأعشاب معا يؤدي إلى تشكيل خلطة تساعد على السيطرة على المرض والتحكم به
وهنا سمع الشبان ذلك الصوت قائلا
-لم أكن أتوقع ذلك
التفت جميعهم لتلك الشابة التي تقدمت بثوبها الأبيض ذلك ووقفت أمامهم لتقول محدثة ديان
- هل أنت واثق بأن هذه الأعشاب قد تشكل خليطا كهذا؟
-على الأقل هذا ما ديا مقتنعة به
-ومن متى وهي تجري أبحاثها؟
-تقريبا منذ ثمانية أشهر وهي تجريها بشكل منتظم
فقالت الفتاة بإعجاب
-هذا مثير فعلا، لقد كنت أعرف أن زهرة الجبل المرة وعشبة الندى مفيدتان لحالة كوني ولكن لم أكن أتوقع أن عشبة الفيحاء لها دور في هذا المجال
عدا هذا قالت آنيا بغيظ
-ما الذي تتحدثان عنه بحق السماء؟
فنظرت الفتاة إليها لتقول
-أنا سيلينا الطبيبة المشرفة على حالة كوني
فقال داني بلهفة
-على هذه الحال يمكنك صنع الدواء يا سلي صحيح؟
-ليس تماما فمخزون زهرة الجبل المرة قد نفذ من عندي وعشبة الفيحاء ليست متواجدة هنا
ولكن آرون قال بلهفة
-ولكننا سنحضرها
-لست واثقة من هذا إن عشبة الفيحاء نادرة هنا فموطنها الأصلي في بيكانتلاي وتواجدها هنا شبه معدوم
-سيلينا أما من حل ما
-في الواقع هناك عشبة قد تحل مكانها وهي عشبة تيراجا ولكن الوصول إليها صعب نوعا ما
فقال داني
-حتى لو كانت في جبل آيروما سأحضرها
فابتسمت بخفة وقالت
-إنها موجودة هناك
عند هذا نهض الشابان بلهفة ليقول آرون
-سنذهب حالا
ولكنها قالت
-لا يمكن أن تكونا جادين إنكما تعرفان أن ذلك المكان خطر جدا
فقال داني بحقد
-لا يهمني سلي كل ما يهمني هو إنقاذ كوني مهما كلفني الأمر
راقبته الفتاة بصمت فيما قال ديان
-ولكن على ماذا يحتوي ذلك الجبل؟
فنظرت سلينا إليه لتقول
-على الوحوش الضارية ومجموعة من القبائل المتخلفة التي ما زالت تعتاش على لحم البشر
هذه الكلمات أدخلت الرعب لوجوه الشبان ولكن آرون قال
-هذا لا يهمني
فيما نهضت آنيا لتقول
-أنا سأذهب معكما
التفت الاثنان إليها بدهشة ليقول داني
-ماذا؟
فنظرت إليهما ببراءة لتقول
-ماذا؟ لا أرغب بالبقاء هنا
فقال رياد بسخرية
-لقد كان الجلوس قبل قليل دون فعل شيء هو الأفضل
فأجابت ببراءة
-لخمس دقائق ثم يصبح ذلك مملا
وعادت النظر لرفيقيها لتقول
-إذن؟
فقال داني بلهفة
-بالطبع
فيما وقف ديان وقال
-وأنا قادم
فنظرت آنيا إليه لتقول
-حقا؟
وهنا رمقها باستنكار ليقول
-أتعتقد أنني أرغب بأن يقتلني ساندر لأنني تركتك تذهب لحتفك
فقال داني
-أنا أريد
ولكن آنيا أخرسته بنظرة واحدة فيما وقف فادي ورامي ليقول الأول
-وأنا سأذهب معكما
فيما أضاف الثاني
-وأنا كذلك
عند هذا سمعوا صوت لياندر يقول
-إلى أين ستذهبون بالضبط؟
التفت الجميع إليه فيما وقف هو أمامهم برفقة إيانا ليقول سايل
-لتقديم أنفسهم كعشاء لقبائل جبل أيروما
-ماذا؟
قال بنبرة حادة فنظر داني إليه ليقول
-علينا الذهاب لإحضار عشبة من أجل كوني
ولكن الرجل قال بحدة
-حتى هذا لن يشفع لكم بالذهاب إلى ذلك المكان، أنت تعرف ماذا يوجد هناك بالضبط؟
وهنا قال آرون بغضب
-العشبة التي ستشفي كوني
ولكن الرجل تابع بنبرة حازمة
-لن تخطوا خطوة واحدة خارج هذه الجدران هل هذا واضح؟
ولكن داني قال بغضب
-كلا
وهم بأن يلتفتا ولكنهما توقفا حينما شاهدا إيانا مع حراسهما حولهما فيما قال لياندر مخاطبا إياها
-احرصي على ألا يغادرا هذا المكان يا إيانا
فابتسمت بقوة وقال
-بالطبع
ولكن آرون التفت للياندر بغضب ليصيح
-لياندر أيها الوغد
ولكنه راقبهما وهما يسيران وسط الحراس نحو الداخل فيما التفت للباقين حيث قالت آنيا باستغراب
-ألا تريد أن تنقذ كوني؟
فنظر إليها ليقول بهدوء
-وليس لأنقذه أخسر اثنان غيره
-ماذا؟
فيما نظر هو لإيانا ليقول
-جهزي لي خيلي حالا
-حاضر
وسارت مبتعدة فيما قال ديان بشك
-لماذا بالضبط؟
-لأنني أنا من سيذهب للجبل
وهنا بدا الاستيعاب على وجوههم فيما نظر الرجل لسلينا قائلا
-أريدك أن تجهزي لي قائمة بما تريدينه لأحضره لك
فقالت بابتسامة متحمسة
-في الحال
وأسرعت مغادرة المكان فيما قالت آنيا
-ونحن سنذهب معك؟
فنظر القائد إليهم وقال
-لِم علي أن أسمح لكم بهذا؟
فقال آنيا ببساطة
-لأن بقائي جالسا هكذا سيسبب لي الموت المبكر وأنت لا تريد خسارة أحد مقاتليك صحيح؟
رمقها الرجل ببرود فيما تابعت هي مدافعة
-سأذهب معك مهما كلفني الأمر فأنا لا أرغب بالبقاء جالسا هنا دون فعل شيء هذا يقتلني
فيما قال ديان
-وستحتاجني للعثور على الأعشاب المطلوبة فأنت لا تبدو من النوع الخبير بها
فقالت آنيا بسخرية
-وأنت كذلك؟
فنظر الشاب إليها ليقول ببساطة
-ماذا تعتقد؟
فقالت بحذر
-شيء واحد، أنت على وشك الوقوع في الحب
تجاهل ديان هذه الجملة لينظر للياندر قائلا
-إذن؟
ولكنه قال مخاطبا فادي ورامي
-هما عرفت لم سيذهبان ماذا عنكما؟
فقال فادي ببساطة
-أنا أريد أن أتسلى
وأضاف رامي
-وأنا أتفق مع رينيه في كلامه
-ليس سيئا ولكن ما الذي سيضمن لي أنكم لن تستغلوا الأمر وتهربوا
فقال ديان
-لأننا لو كنا نريد فعل ذلك لهربنا بعد مغادرتنا للقلعة دون أن تعرف حتى
ووافقته آنيا قائلة
-بالضبط
رمقهم الرجل بهدوء رسم الارتباك على ملامحهم مما دفع آنيا للقول
-الأمر لا يحتاج لكل هذا التفكير، ثم حتى لو فكرنا في الهرب فسنمسي عشاء للهمج
فقال بنبرة راضية
-هذا سيسرني
رمقه الأربعة بلوم فيما تابع هو
-ستأتون معي ولكن رفاقكم هؤلاء سيبقون هنا كرهائن إلى أن تعودوا
وهنا اعتلت الدهشة وجوه الباقين ليقول كينار باعتراض
-هذا ليس عدلا
ولكن لياندر تجاهل كلامه وأردف
-وفي حال حاولتم أن تقوموا بشيء ما فكونوا على ثقة أن الموت سيكون مصيرهم
والتفت هاما بالمغادرة فقالت آنيا بسخرية
-أنت لا تثق بأحد صحيح؟
فأجاب وهو يسير نحو المنزل
-ولا حتى بنفسي، تجهزوا للمغادرة خلال دقائق
وغاب عن نظرهم فيما تبادل الشبان النظرات ليقول جون مستفهما
-أنتم لن تحاولوا الهرب صحيح؟
فقال فادي باستمتاع
-هذا سيكون مسليا
ولكن سايل رمقه ببرود ليقول
-كم أتمنى أن تأكلك إحدى القبائل هناك وتريحني منك
وأضاف رياد محدثا الباقين
-وفي حال حدث ذلك أحضروا لي طبقا من لحمه المشوي
سرت موجة من الضحك بين الشبان فيما ارتسم الغيظ والحدة على وجه فادي الذي قال
-سحقا لكم من خونة.

وقفت إيانا وسلينا تراقب انطلاق لياندر والشبان الأربعة على خيولهم نحو يسار المزرعة لتقول
-هل أنت واثقة بأنهم سيجدون تلك العشبة يا سلينا؟
فقالت الفتاة برجاء
-هذا أملنا الوحيد، فإن لم يعودوا مع الأعشاب بنهاية اليوم فعلينا أن نستعد لجنازة كوني غدا.

وفي الداخل وبالتحديد في غرفة كوني حيث كان آرون جالسا على المقعد بجانب السرير يراقب الشاب الذي كان على حاله دون أي تغيير ولو طفيف، راقبه آرون بقلق فيما فتح الباب ليدخل داني قائلا بحقد
-آرون
التفت الشاب إليه ليقول
-هل كلمت لياندر؟
-لا
-لماذا؟
فقال بنبرة غاضبة
-لأن ذلك الوغد ذهب للجبل من أجل إحضار الأعشاب
اعتلت الدهشة وجه آرون ليقول
-ماذا؟
-كما سمعت لقد اصطحب معه ديان ورامي وفادي ورينيه
-ولكن لِم لَم يأخذنا معه؟
فسمعا سلينا تقول
-لأنه لا يريد أن تصابا بالأذى
التفت الشابان إليها فيما دخلت هي نحوهما لتقول بعتاب
-إنكما فعلا عديمي الشعور إنه لا يريد أن يخسر فردا آخر من أفراد فرمقه ولكن لا أحد منكما يمكنه التفكير في هذا
صمت الاثنان دون أن يجيبا فيما تقدمت هي لتقف بجانب كوني ممسدة شعره لتردف
-كل ما يمكننا فعله هو الصلاة كي يحصلوا على الأعشاب اللازمة قبل المساء
وهنا ساد الصمت على المكان وكل واحد من الثلاثة يفكر في هذه الكلمات .

انطلقت الخيول بقوة تجري وسط الأشجار، فالغطاء النباتي في رايسال لم يكن بتلك الضخامة فحتى الغابات الكثيفة تبدو كحديقة منزل زرعت فيها الأشجار هنا وهناك دون أي تماس بينها، أدارت آنيا نظرها في المكان لتقول
-هل أنت متأكد بأننا في طريقنا للجبل يا لياندر؟
-أجل
-لا يبدو لي هذا حتى حديقة منزلي تحتوي على أشجار أكثر من هذا المكان
فأجاب الرجل بهدوء وهو يثبت نظره للأمام
-لهذا السبب تشتهر المملكة بالتجارة
فقالت باقتناع
-هذا مقنع في الواقع
أما ديان فقال
-ولكن هل الجبل بعيد من هنا؟
-كلا سنصل خلال نصف ساعة على الأكثر إن تابعنا على هذه الوتيرة ولكن عليكم أن تتجهزوا ما أن ندخل أراضيه
عندا هذا قال فادي بتوتر
-أنتم لم تكونوا جديين بشأن آكلة لحوم البشر صحيح لياندر؟
فابتسم الرجل باستمتاع ليقول
-على العكس، تسكن هناك خمس قبائل تتغذى على لحوم البشر
ابتلع الشاب رمقه برعب فيما نظر رامي إليه ليقول بمكر
-ماذا؟ هل أنت خائف من أن نقدمك وجبة عشاء لهم؟
فقال الشاب بحقد
-وكأنكم ستجرؤون؟
ولكن ديان قال بتفكير مصطنع
-إن اضطررنا لهذا سنفعل يا صديقي
نظر فادي إليه برعب فيما ضحكت آنيا بمتعة لتقول
-سيكون شكلك ممتعا جدا على المائدة يا صديقي؟
وهنا رمقها الشاب بحقد ليقول
-سحقا لك
تابع خمستهم التوغل داخل الغابات أكثر وأكثر حيث بدأت الأشجار بالتكاثر في آخر مرحلة وصلوا إليها حيث أوقف لياندر خيله ليقول
-توقفوا
امتثل الشبان للأمر فيما أدار رامي نظره حوله ليقول
-لم توقفنا هنا؟
فترجل القائد عن خيله ليقول
-من هنا سنكمل سيرا لن تتمكن الخيول من الإكمال
وهنا ترجلوا عن خيولهم وربطوها لإحدى الأشجار وبدءوا السير، لياندر في المقدمة وبجانبه آنيا خلفها فادي وفي المؤخرة رامي وديان، الصمت الذي كان يسيطر على المكان كان مريبا حتى بالنسبة لغابة فارغة من البشر بتعريفهم الطبيعي على الأٌقل، مع كل خطوة كانوا يتقدمونها كان قلق الشبان يزداد وهم يراقبون كل حركة تجري حولهم منتظرين ظهور أي عدو من خلف الأشجار، مرت برهة على تلك الحال حتى توقف لياندر مما جعل الباقين يلتفتون إليه باستفهام فنظر هو إليهم ليقول
-علينا أن نفترق الآن؟
لم ترق هذه الفكرة للشبان كثيرا مما دفع آنيا لليقول
-علينا أن نبقى معا هذا أكثر أمنا
-كلا علينا أن نفترق حتى نتمكن من العثور على الأعشاب المطلوبة بأسرع وقت ممكن فوقتنا أصلا ضيق ولن يكفي، جميعكم شاهد صور الأعشاب المطلوبة ديان ستذهب مع رامي، فادي أنت ستذهب مع رينيه وفي حال عثر أحدكم على الأعشاب المطلوبة فليعد مباشرة للمزرعة
وهنا قال ديان باعتراض
-ولكن
فقاطعه لياندر قائلا
-هذا هو الحل الوحيد أمامنا هل هذا واضح للجميع؟
تبادل الأربعة النظرات المترددة قبل أن يستسلموا قائلين
-أجل
-ممتاز هيا انطلقوا
سلك ديان ورامي الطريق الأيمن فيما أخذت آنيا وفادي الأيسر أما لياندر فأكمل سيره للأمام.

أدارت آنيا نظرها حولها ويدها موضوعة على مقبض سيفها فيما كان فادي يسير بجانبها وهو يجيل نظره حوله ليقول
-أين يمكن أن تكون تلك الأعشاب بحق السماء؟
-لست أدري ولكن علينا أن نبحث عنها جيدا
-ولكننا لسنا متأكدين بأنها حتى قد تساعد كوني
-في الواقع إن كانت ديا هي التي قد قامت بتلك الأبحاث فالنتيجة مضمونة
-أتعرف تلك الفتاة؟
-أجل إنها طبيبة في قصر بيكانتلاي وهي ماهرة جدا دون مبالغة
-هذا مقنع ولكن لم كنت تتحدث عن وقوع ديان في غرامها
ضحكت الشابة باستمتاع لتقول
-هذا هو الشغل الشاغل لجميع سكان القصر
-حقا؟
-أجل صحيح أنني لا أسكن هناك ولكنني أتلقى رسائل مفصلة عما يحدث في الأروقة وموضوع ديا وديان يشغل الجميع حتى أن المراهنات قد عقدت على هذا الأمر
-ولكنه قد أنكر ذلك
-هو أنكر يا صديقي ولكن أفعاله لا يمكنها أن تنكر إنه يمضي مع ديا وقت أكثر مما يمضيه مع شعبه
فقال فادي بسخرية
-يا له من ملك حريص
-ولم تعتقد أنه قد وقع في يد داني وآرون
-ماذا تقصد؟
فقالت بمكر
-لقد كان في نزهة مع ديا عندما أسره ذلك المزعج
-آه هذا يبدو منطقيا الآن
-أخبرتك بهذا
وقبل أن يهم الشاب بقول كلمة أخرى ارتفعت تلك الأصوات في المكان حولهما، أخرج كل من الشابين سيفيهما لينظرا حولهما بحذر حيث قالت آنيا
-ما هذا يا ترى؟
فقال بحدة
-إن كان أحد آكلة لحوم البشر فاقسم أنني سأحوله لوجبة هذا اليوم
ابتسمت آنيا رغما عنها لتقول
-سأتفقد الأمر
وتقدمت للأمام فيما فادي يراقبها بلهفة، خطت عدة خطوات بهدوء وخفة دون أن تصدر صوتا واحدا وهي تتقدم من جهة صدور تلك الأصوات المتتالية وبالتحديد مجموعة من الشجيرات، أحست بقلبها ينتفض بقوة وهي ترى الأوراق تتحرك باستمرار فليس لديها أدنى رغبة بأن تتحول لوجبة عشاء، وقفت على بعد خطوة من الشجيرة فيما كان فادي يراقبها بتوتر شديد جعل العرق يملأ راحتي يديه الممسكتين بالسيف، أخذت آنيا نفسا عميقا لتمد سيفها وأهوت به بقوة على الشجيرة لتقطع أوراقها وأغصانها العلوية حيث ظهر ذلك الظبي المرعوب واقفا خلف والذي ما لبث أن أطلق ساقيه لرياح هاربا من المكان، جلس فادي على الأرض وهو يلتقط أنفاسه بلهفة قائلا
-لقد أرعبني للموت
فيما نظمت آنيا نفسها لتستعيد سيطرتها على أعصابها وتقدمت نحو رفيقها لتقول
-هيا علينا أن نكمل
وهنا نهض الشاب ليقول
-أرجو أن ينتهي هذا اليوم على خير
وبدأ بالتقدم فيما تنهدت آنيا قائلة
-وأنا كذلك
والتفتت لتتبعه متوغلين أكثر وأكثر .

القائدة ياندي
30-08-2012, 09:23
وفي الناحية الثانية وقف رمي يدير نظره حوله فيما كان ديان جاثيا على الأرض وهو ينظر لمجموعة من الأعشاب والأزهار المنتشرة بجانب جذع إحدى الأشجار لدقيقة قبل أن ينهض قائلا
-إنها قريبة من هذا المكان
فنظر رامي إليه ليقول
-أي واحدة
-زهرة الجبل المرة
-هل أنت واثق؟
-أجل لقد كنا نعثر على هذه الأزهار في أماكن قريبة من تواجدها
وسارا للأمام ليقول رامي
-يبدو أن خبرتك بالأعشاب الطبية أكثر من خبرتك بأساليب الحكم جلالة الملك
فابتسم الشاب بخفة وقال
-لقد تعلمت الكثير من ديا علي أن أعترف بهذا
-وهل ما قاله رينيه صحيح عنها؟
فهز رأسه نفيا ليقول
-كلا ليس صحيحا، إنه مجنون وتسعين بالمئة مما يقوله هو غير حقيقي خذها قاعدة
-حقا؟
-أجل ولمعلوماتك لقد توصلت إلى هذه النتيجة بعد تجربة
ضحك رامي بخفة ليقول
-علي أن أعترف إنه شاب مسلٍ على الرغم من هذا
-لا أحد ينكر ولكنه أقرب للمجانين من المهرجين
-ألا تمتلك الفئتين الصفات نفسها؟
ففكر ديان بالسؤال لثانية قبل أن يقول
-للحق أجل
-حسنا إذن
ونظر حوله ليقول
-هل علينا أن نبدأ البحث عن تلك الزهرة هنا؟
فأدار ديان نظره حوله وقبل أن يهم بالإجابة انطلق ذلك السيف من بين الأشجار بقوة ليستقر في صدره مما رسم الألم على ملامحه فنظر رامي إليه وقال
-ديان
جثا الشاب على الأرض بألم فتقدم رامي لينظر بدهشة للسهم قائلا
-يا إلهي
ومد يده ليتفقد مكان انغراسه ثم قال
-ديان تحمل قليلا علي أن أخرجه من جسدك
فقال وهو يكز على أسنانه بقوة
-لا عليك هيا
-حسنا
وأمسك السهم بيده اليمنى فيما وضع اليسرى على كتف الشاب ليأخذ نفسا وسحب السهم من جسده مما دفع الشاب للضغط على شفته بقوة كاتما صرخته ليضع يديه على صدره فيما نظر رامي للسهم الذي كان طرفه الحديدي مقوس بشكل حاد فقال
-سحقا لهذا
وهم بأن يلمس ديان ولكن سهما آخر انطلق ليمر من أمام وجهه مباشرة واستقر في أحد فروع الأشجار، نهض الشاب ممسكا سيفه ليصرخ بقوة
-من هناك؟ اخرج حالا أيا كنت
فيما نهض ديان وهو ينظم أنفاسه ليمسك سيفه وهو يراقب المكان حوله لدقيقة حين شاهد مجموعة من المقاتلين الذين كانوا عراة من عدا قطعة من الجلد حول خصورهم وهم يمسكون بالسهام والرماح مستعدين للقتال، راقبهما الشابان بقلق ليقول رامي
-يبدو أن فادي لن يكون الوجبة هذا اليوم
فرفع ديان سيفه ليقول
-وأنا لن أكون كذلك أيضا .

وفي الموقع الأخير كان لياندر مشغولا بقتال مجموعة من المقاتلين ممسكا بأحد رماحهم الذي تمكن من انتزاعه من مقاتل قضى عليه، غرس الرمح في صدر الرجل الذي وقف أمامه ليعتلي الجمود وجهه وما لبث أن سقط على الأرض دون أي حركة فيما رفع لياندر نظره الغاضب نحو الباقين الذين ارتسم الارتباك على وجوههم فيما قال لياندر بحدة غاضبة
-من يريد أن يلقى المصير نفسه فليتقدم
تراجع الرجال للوراء بتردد فيما صرخ لياندر بقوة
-تقدموا
ولكنهم تراجعوا للوراء ليختفوا من المكان فيما وقف الرجل وهو يلتقط أنفاسه بتعب لدقيقة قبل أن ينظر للرمح بيده قائلا
-علي أن أعترف إنه أكثر فائدة من السيف
واستأنف سيره مرة ثانية للأمام وعينيه تجولان حوله بحذر .

وقفت آنيا خلف تلك الشجرة بصمت شديد وهي تقبض على سيفها الذي رفعته للأعلى لتنظر إلى فادي الذي كان واقفا خلف الشجرة المجاورة لها على نفس الوضعية وكل منهما يحاول كبت أنفاسه جراء أصوات الخطوات تلك والتي كانت تقترب منهما، بادلها فادي النظر ليهز رأسه إيجابا فبادلته الفتاة الإشارة وما أن توقفت تلك الأقدام على بعد خطوات من الشجرتين خرج الاثنان من مخبئهما مشهرين سيفيهما لتقول آنيا بقوة
-ولا حركة
رفع لياندر نظره نحو الشابين ليقول باستفهام
-ماذا؟
نظر الاثنان إليه ليقول فادي براحة
-لا أصدق أني أقول هذا ولكنني سعيد فعلا لرؤيتك يا لياندر
فابتسم الرجل بسخرية ليقول
-لم أكن أتوقع أنني سأسمع هذا
فقالت آنيا باقتناع
-ثق بي بعد هذا اليوم لا شيء مستحيل
-المهم الآن هل عثرتما على الأعشاب
فهزت الفتاة رأسها إيجابا وقالت
-لقد عثرنا على كمية ضئيلة من زهرة الجبل المرة وعشبة تيارجا
وهنا قال بنفاذ صبر
-وما الذي لا تزالان تفعلانه هنا بالضبط؟
فقالت آنيا بسخرية
-نحاول ألا نجعل من أنفسنا عشاءا لليلة
وهنا قال الرجل بيأس
-يا إلهي
رمقه الاثنان بحدة فيما نظر هو إليهما وقال
-إذن عليكما التحرك والعودة للمزرعة حالا
فقالت آنيا باستفهام
-ماذا عنك؟
-على أحد أن يخبر ديان ورامي بهذا وسأتولى الأمر فيما أنتما عليكما العودة حالا لإيصال هذه الأعشاب لسلينا
وقبل أن يهم فادي بالاعتراض تابع هو قائلا
-لا أريد حرفا واحدا هل هذا واضح لكليكما
فقالت آنيا معترضة
-ولكن
-لا أريد سماع كلمة لكن إن حياة كوني على المحك في حال لم تلاحظا هذا
صمت الاثنان مجبرين ليتبادلا النظر فيما قال لياندر
-أعدكما أن أعيدهما سالمين والآن هيا أسرعا
فقال فادي باستسلام
-حسنا
وسلك الاثنان طرقهما مغادرين وسط مراقبة لياندر الذي بقي واقف مكانه لدقيقة قبل أن يقول
-والآن علي أن أعثر على الشابين .

التقط ديان أنفاسه بصعوبة وهو جالس على الأرض فيما جسده مثخن بالجراح وعلى يساره كان رامي يلهث بتعب هو الآخر فيما كانت ذراع مصابة وهي غارقة بالدماء وحولهما كان المهاجمون القتلى على الأرض، أدار رامي نظره حوله ليقول
-سحقا لهذا
وجلس بتعب لينظر لديان قائلا
-هل أنت بخير؟
فنظر الشاب إليه ليقول بتعب
-أجل لا عليك
-علينا أن نجد طريقة للخروج من هذا المكان بسرعة
-وكيف سنفعل هذا بالضبط؟
-لا فكرة لدي في الواقع
ولكن صوتا مألوفا تهادى إلى مسمعيهما يقول
-أنا لدي فكرة ما
التفت الاثنان للقائل لتعتلي الدهشة وجهيهما حينما شاهدا سيام وباد ليقول رامي
-أنتما
وقف الاثنان أمامها ليقول سيام
-أنظروا من يوجد هنا
نهض رامي ممسكا بسيفه فيما وقف ديان بتعب وهو ينظر إليهما ليقول باد
-لم أكن أتوقع أنني سأراكما بعد ما فعلتموه في القلعة
فقال ديان بسخرية
-أنا أعرف شخصا سيكون مسرورا برؤيتكما
ولكن سيام قال بمكر
-ولكنه للأسف لن يفعل هذا
واستل سيفه مع باد الذي قال
-سوف تدفعان ثمن ما فعلتماه غاليا جدا
تراجع رامي للوراء بحذر فيما أمسك ديان سيفه، تقدم الرجلان منهما ليقف سيام أمام ديان فيما وقف باد أمام رامي ليقول
-والآن
فقال الشاب بحدة
-سأريح لياندر منك للأبد
وانقض عليه بقوة ليوجه ضربة له ولكن باد ابتسم بسخرية وصد ضربته بسهولة، كز رامي على أسنانه بغضب وحاول زيادة قوته ولكن باد قال باستهزاء
-لا بد أنك تمازحني
وعاجله بضربة قوية أطاحت به ليصطدم بجذع إحدى الأشجار خلفه مما رسم الألم على ملامح وهو يلهث، أخفض ديان جسده للأسفل متفاديا ضربة من سيام وابتعد عنه ليقف على يمينيه وهو يلهث فجسده لا يزال متعبا من المواجهة الأخيرة، التفت سيام نحوه ليفاجئه بلكمة قوية على معدته رسمت الجمود على وجهه مما أسقط سيفه من يده وأكمل هجومه عليه بلكمة أخرى على وجهه وثالثة من مرفقه على ظهره أسقطه أرضا ليراقبه بنشوة فيما كان جسد ديان يرتجف بتعب وهو يحاول كتم صرخات الألم التي مزقت حنجرته، أما باد فقبض على يدي رامي ليضعهما خلف ظهره بقوة وأمسكهما بيده اليمنى فيما قبض بيده الثانية على شعره ليقول
-يا لك من مزعج
ودفع رأسه بقوة ليصدمه بصخرة استقرت على يساره مرة تلو المرة حتى صبغ شعره باللون الأحمر، تركه باد من يده ليسقط على الأرض فاقدا للوعي، حاول ديان أن يرفع جسده فيما عينيه مثبتتين على رفيقه ليقول بتعب
-رامي
ولكن سيام أمسكه من شعره ليرفعه للأعلى بعنف قائلا
-أنا لم أنتهي منك بعد
وهنا رمقه ديان بغضب ليقول
-ولكن أنا انتهيت
واستجمع كل ذرة من قوته ليوجه بها لكمة مباشرة على وجهه وأخرى على معدته أبعدته عنه وهم أن يوجه الثالثة ولكن باد عاجله بضربة على ظهره ليسقطه أرضا وقال بحدة
-يا لك من سافل
وهم بأن يتقدم نحوه ولكن عدة أصوات تناهت لمسامعهم فالتفت الرجلين حولهما بدهشة ليقول سيام
-إنهم سكان القبائل
فقال باد
-من الأفضل لنا أن نغادر
وتابع وهو ينظر للشابين الذين كانا فاقدين للوعي على الأرض
-ونتركهما لهم
-هذا أفضل شيء هيا
واتجها ليغادرا المكان الذي امتلأ خلال دقائق برجال القبائل الذين تحلقوا حول ديان ورامي.

توقف فادي وآنيا بجانب الخيول الخمسة التي كانت مكانها ليتقدم الشاب نحو خيله فيما بقيت آنيا واقفة مكانها، فك فادي لجام خيله لينظر لرفيقته قائلا
-ما بك؟
فنظرت إليه وقالت
-اذهب أنت لإيصال الأعشاب لسلينا
-ماذا؟ وأنت؟
-لن أغادر هذا المكان قبل العثور على ديان
-ولكن يا رينيه
-أرجوك فادي افعل هذا من أجلي
راقبها الشاب قليلا خصوصا ذلك العناد الذي ارتسم في عينيها فقال بتعب
-حسنا ولكن كن حذرا
-لا عليك
صعد الشاب على خيله لينطلق مغادرا المكان بسرعة فيما أخذت هي نفسا عميقا وعاودت الاستدارة لتتوغل داخل الغابة من جديد.

فتح رامي عينيه ببطء وهو يشعر برأسه يدور بقوة، وضع يده على رأسه ليعتدل في جلسته وهو يتأوه بخفة حين انتبه لمكانه فرفع عينيه ليدير نظره حوله خصوصا القفص الخشبي الذي كان موضوعا فيه وسط مجموعة من منازل القش، نهض عن الأرض حين شعر بوخزة ألم في ذراعه المصابة فقال
-سحقا
ولكنه تذكر شيئا مهما فقال بدهشة
-ديان
نظر حوله حيث استقر نظره على رفيقه الذي كان ما زال فاقدا للوعي فتقدم نحوه ليجثو بجانبه، مد يده ليهزه من كتفه بهدوء قائلا
-ديان ديان
ولكن الشاب لم يأتي بحركة واحدة فنظر رامي لجراحه التي كانت ما زالت تنزف وتنهد بتعب قائلا
-يا إلهي ما العمل؟
وهنا سمع عدة أصوات فالتفت للأمام حيث شاهد رجلا عجوزا يقف وهو مستند لعصاه مرتديا ثوبا طويلا فيما وقف بجانبه رجلا بدت عضلاته منتفخة والحزم بادٍ على وجهه، راقبهما رامي بحذر ليقول
-لِم ينتابني شعور سيء حول هذا؟
ونهض ليتقدم ويقف أمامهما فقال العجوز
-هل تعرف أنك تسببت مع صديقك بقتل خمسة من أفضل مقاتلينا؟
نظر رامي إليه ليقول بهدوء
-نحن لم نقصد هذا ولكن رجالك هاجمونا فجأة لذا كان علينا الدفاع عن أنفسنا يا سيدي
ولكن الرجل بجانبه قال بحدة
-إنك كاذب
-لست كذلك
وأعاد نظره للعجوز مردفا
-لقد أتينا إلى هنا للعثور على بعض الأعشاب الطبية لصديقنا هذا كل ما في الأمر ولكننا تورطنا في قتال مع رجالكم، قد نكون بالغنا قليلا في استعمال القوة وأنا آسف فعلا جدا على هذا ولكن لم يكن هذا ضمن مخططاتنا يا سيدي أؤكد لك هذا
وهنا قال العجوز بهدوء
-سيبحث أهل القرية هذا وهم سيتخذون القرار بشأنكما
والتفت مغادرا المكان فيما نظر الرجل لرامي وقال بحدة
-وسيكون قتلكما بلا شك
ثم غادر المكان ليلحق برئيسه فيما تنهد رامي بتعب ليتجه ناحية ديان وجلس بجانبه قائلا
-هذا رائع فعلا.

سارت آنيا في الغابة ممسكة خنجرها بيدها وهي تقلبه قائلة
-كنت أعرف أنني سأحتاجك دائما
رفعت نظرها للأمام حين تناهى لسمعها صوت تعرفه جيدا فقالت بدهشة
-سيام
واختبأت خلف بعض الشجيرات تراقب لدقيقة حين ظهر سيام وباد أمامها فقالت
-إذن هما مختبئان هنا
وبدا الحزم على ملامحها لتقول بشر
-أعتقد أنه قد آن أوان الانتقام
وبدأت بملاحقة الرجلين الذين تابعا التوغل في الغابة وهما يتحدثان معا.

وفي الجهة الأخرى من الغابة وقف لياندر وسط مجموعة من مقاتلي القبائل الذين أحاطوا به فيما كان عدد آخر منهم مقتولين على الأرض ووقف قائدهم الشاب أمامه مباشرة ليقول بحدة
-حتى لو كنت أحد رجال الملك فأنتم لا سلطة لكم هنا
عند هذا الحد نظر له لياندر بنفاذ صبر فهو ليس من النوع طويل الاحتمال في الواقع وقال شادا على كل كلمة
-لن أعيد كلامي مرة ثانية أيها الشاب، إن لم تقدني مباشرة نحو زعيمك فأقسم أنك لن تبقى حيا كي تشهد لقائي به أساسا، لذا وفر على نفسك العناء وتقدم أمامي نحو القرية وإلا
وأمسك الرمح بيده ليقول بغضب
-تقدم لأرى ما لديك.

استلقت آنيا على ذلك الجرف الصخري وهي تراقب بهدوء رويل وباد وسيام وآندريا جالسون أمام كهف، راقبت الفتاة الحديث الذي كان يتبادلونه وهي تفكر في طريقة تمكنها من الانتقام منهم فقد نالت منهم كفايتها في القلعة، أدارت نظرها في المكان الذي كانوا يجلسون فيه والذي كان محاطا بالأشجار فقالت
-علي أن أجد طريقة بسرعة لأسترد حقي منهم ولكن كيف؟
وأطرقت تفكر لبرهة قبل أن تخطر على بالها فكرة مجنونة، ابتسمت بمكر لتقول
-أعتقد أنني عرفت ماذا سيكون عشاء القبائل هذه الليلة.

أوقف فادي خيله في ساحة المزرعة وتقدم أمامه وقفت إيانا برفقة جون وسلينا، ترجل الشاب عن خيله ليتجه نحوهما ممسكا بتلك الحقيبة الجلدية ليقول
-هذه هي يا سلينا
فأمسكت الفتاة الحقيبة لتقول بسرور
-هذا رائع سأبدأ العمل حالا
وأسرعت تركض للداخل فيما قالت إيانا
-أين لياندر والباقين؟
-لا أعرف لقد طلب مني المغادرة مع رينيه لإيصال الأعشاب إلى هنا وذهب هو ليبحث عن ديان ورامي ولكن رينيه تركني ولحق به للعثور على ديان
وهنا قال رامي بقلق
-أرجو أن يكونوا بخير
فقالت إيانا
-سيكونون كذلك فلياندر يمتلك سلطة كافية تمكنه من الوقوف في وجه القبائل
نظر الشابان إليها ليقول فادي
-هل أنتِ واثقة؟
-أجلن فما دامت المزرعة وقلعة التدريب هنا فلا بد من توخي الحذر واتقاء شر هؤلاء الناس وقد تمكن لياندر من عقد اتفاق معهم وأعتقد أنه سيستعمله الآن بقوة
فتبادلا النظرات ليقول فادي
-أرجو هذا.

وفي القرية كان رامي وديان مقيدين في وسط الساحة فيما السكان متحلقون حولهما برفقة المقاتلين والزعيم ومساعده الرئيسي، تنهد ديان بتعب وهو ينظر حوله فنظر رامي إليه ليقول بقلق
-هل أنت بخير؟
فابتسم الشاب بتعب ليقول
-بما أنه قد حكم علينا للتو بالإعدام فلا أعتقد ذلك
-لا يمكننا أن نقف مكتوفي اليدين
ونظر للزعيم ومساعده ليقول بقوة
-إن ما تفعلونه هو خاطئ عليك أن تعرف هذا يا سيدي
ولكن الرجل قال بوقار
-هذا ليس قراري أنا وحدي بل هو قرار جميع سكان القبيلة
ولكن ديان قال
-إنه قرارا غير منطقي فنحن لم نفعل أي شيء لنضر بكم
-ومع هذا فالقرار قد اتخذ وسيتم تطبيقه حالا
تقدم الرجال رافعين حرابهم نحو الشابين الذين نظرا حولهما بحدة محاولين العثور على طريقة للتخلص من هذه الورطة، تقدم الرجال نحوهم ليحيطوا بهما وقبل أن ينطق مساعد الزعيم بحرف واحد سمع الجميع صوت لياندر يقول بقوة
-ساندين
التفت الرجل نحو لياندر الذي تقدم مع مجموعة من رجال القرية مما رسم الغضب على وجهه، فيما راقبه الزعيم بهدوء، تقدم لياندر ليقف أمامهم فيما قال ديان براحة
-لا أذكر أنني كنت سعيدا برؤية لياندر قبل الآن
وقف الرجل أمام الزعيم وساندين ليقول بهدوء
-أعتقد أننا اتفقنا على عدم تعرضكم لرجالي أيها الزعيم
ونظر للرجل الذي وقف أمامه فقال الأخير بهدوء
-وهل هما من رجالك؟
-أجل إنهما من المقاتلين العشرة الذين سيشاركون في البطولة القادمة
كز ساندين على أسنانه بحدة وهو يرمقه بغضب فهمس رامي لرفيقه
-لا يبدو ذلك الرجل سعيدا برؤيته
فقال ديان بسخرية
-أخبرني باسم شخص واحد قد يكون كذلك
فقال الشاب بملل
-أنت
رمقه ديان بلوم فيما قال لياندر محدثا الزعيم
-هذه هي كل القصة
-وماذا عن رجالنا الذين تسببوا بقتلهم ؟
-سأعوضك عن كل واحد قتل والآن هل نحن على وفاق ؟
فأغمض الزعيم عينيه ليتنهد قائلا
-أجل
-ممتاز
ونظر للرجال الذين تحلقوا حولهما وقال بأمر
-فكوا قيودهم حالا
تبادل الرجال النظر ثم حولوا نظرهم نحو زعيمهم الذي قال
-افعلوا ما يقوله
وهنا فك الرجال قيودهما فتقدم الاثنان نحو لياندر الذي قال
-هل أنتما على ما يرام؟
فدلك رامي معصمه وقال
-سأكون كذلك عندما نغادر هذا المكان
-سنفعل هذا حالا.

أما آنيا فكانت تقف وحولهما مجموعة كبيرة من رجال القبائل، تراجعت الفتاة للوراء وهي تراقبهم لتقول بمكر
-والآن حاولوا أن تمسكوا بي
وأطلقت ساقيها للريح مغادرة بأقصى سرعتها مما دفع الرجال للركض خلفها بسرعة، استمرت الشابة تركض وهي تختلس النظر خلفها لتتأكد من أن رجال القبائل خلفها وهو ما حدث، ابتسمت الفتاة برضى ورفعت نظرها للأمام لتقول بمكر
-استمروا بملاحقتي فأنا لدي لكم وجبة شهية لا تقدر بثمن.

القائدة ياندي
30-08-2012, 09:24
مسحت سلينا بقطعة القماش تلك جبين كوني الذي كان نفسه قد عاد لطبيعته فيما كان الهدوء بادٍ على ملامح وجهه وهو لا يزال نائما، أعادت الفتاة غسل القطعة وهي تراقبه براحة لتقول
-وأخيرا لا أصدق أنني كنت قد يأست من نجاته هذه المرة
وهنا فتح الباب ليدخل داني وآرون الذي قال
-سلينا
نظرت الفتاة إليهما لتقول بابتسامة
-إنه بخير
-حقا؟
تقدم الاثنان ليقفا بجانبها وهما ينظران إليه ليقول داني
-هل أنتِ واثقة من هذا؟
-أجل لا تقلقا وأعتقد أنني سأكون قادرة على السيطرة على مرضه هذا بعد أن توافرت لدي هذه الخلطة من الأعشاب فهي حقا مفيدة
عند هذا تنهد الشابان براحة عميقة، ففكرة خسارة كوني لم تكن يوما ما ضمن أفكارهما، فهم أشبه بإخوة إنهم معا منذ عشر سنوات وأي أذى يلحق بأي منهم يجعل الآخرين يعيشان في كابوس مريع.

وفي إحدى الغرف كان الطبيب يعالج جراح ديان الذي كان شارد الذهن فيما كان رامي مستلقٍ على السرير المجاور له وجراحه مضمدة، استمر الحال هكذا لبرهة حين رتب الرجل أشياءه وغادر الغرفة فنظر رامي لرفيقه وقال
-ما الأمر؟
تنهد الشاب بتعب ليقول
-رينيه
صمت رامي دون أن يتكلم فيما تابع ديان
-أنا قلق عليه، ماذا لو أصابه مكروه ما، لن أسامح نفسي إن أصابه مكروه ما لن أفعل
-سيكون بخير
-تعتقد؟
فقال بنبرة ساخرة
-ديان أنت تتكلم عن شاب نجا من السقوط من قمة جبل
ابتسم ديان على الرغم عنه فيما نهض رامي ليقول
-هيا لنذهب ونرى الباقين فربما عاد ذلك الشاب
-حسنا.

وفي حديقة المزرعة جلس باقي الشبان برفقة داني وآرون وهم يتحدثون وسط المصابيح التي أضاءت ظلام الليل، تقدم ديان ورامي نحوهما ليقول كينار
-كيف أصبحتما الآن؟
فأخذ الشابان مجلسهما ليقول رامي
-بحال جيدة
فيما قال ديان
-ألم يعد رينيه بعد؟
فقال رياد
-كلا لم يعد
-يا إلهي لقد تأخر الوقت كثيرا ترى ما الذي حدث له؟
فقال لوان
-تمالك نفسك يا رجل لا بد أن يكون بخير
-ولكن
فقاطعه داني قائلا بسخرية
-الرحمة لا أحد عاقل يقلق على ذلك الشاب
رمقه ديان ببرود فيما قال الشاب مدافعا عن نفسه
-هذه هي الحقيقة
وهنا قال الشاب بيأس
-لِم مصيري أن يكون مع أمثالك دائما؟
ضحك الشبان باستمتاع فيما كز الشاب على أسنانه بحقد ليقول
-ماذا؟
وهنا سمع صوت آنيا تقول
-مساء الخير يا رفاق
نظر الشبان إليها حيث وقفت أمامهم وشعرها متهدل فيما كانت ثيابها ممزقة ومتسخة وابتسامة نصر تضيء وجهها وهي تمسك بتلك السيوف الأربعة المربوطة بحبل، تقدمت الشابة نحوهم ليتنفس ديان الصعداء قائلا
-رينيه لقد أرعبتني
فقالت بحماس
-هل كنت خائف علي؟
ولكنه قال بحدة
-بل كنت خائفا من ردة فعل ساندر عندما أخبره بأن مجموعة من الهمج قد أكلوك أيها الوغد
ألقت الفتاة بجسدها على أحد المقاعد فيما قال فادي
-أين كنت بالضبط؟ لقد أخبرتني أنك ذاهب للبحث عن ديان
ولكنها قالت بنشوة
-وخمن على من عثرت عليه بدلا من ذلك؟
رمقها الشبان باستفهام ليقول لوان
-لم تبدو سعيدا جدا في كل الأحوال؟
فرمت السيوف الأربعة أمامهم لتقول
-بسبب هذا
نظر الشبان للسيوف فيما قالت هي بنشوة
-إنها سيوف رويل وسيام وباد وآندريا
رسمت هذه الكلمات الدهشة والحذر على وجوههم ليقول آرون
-ماذا؟
-كما سمعت، عندما كنت ذاهبا للبحث عن ديان رأيت سيام وباد في طريقي لذا قررت ترك مهمة البحث عن صديقي للياندر وتبعتهما من أجل الانتقام مما فعلاه معي في القلعة، وبعد أن اكتشفت مخبأهم قدت مجموعة من رجال القبائل نحوهم ليحصلوا على عشاء هذه الليلة
فحدق سايل بها بدهشة وقال
-أنت لست جادا؟
-بل أنا جاد جدا، لقد تخلصت من أولئك الأربعة للأبد وأنا واثق بأن هذه هي أفضل من الخطة التي كان يحضرها لهم لياندر في كل الأحوال
وهنا قال رامي بسخرية وهو ينظر لديان
-أكنت قلقا على هذا الشاب؟
نهضت آنيا عن المقعد لتمط يديها للأعلى قائلة
-سأذهب لآخذ قسطا من النوم أراكم غدا وأوصلوا هذه المعلومات للياندر كي يتوقف عن البحث
واتجهت نحو المزرعة فنهض ديان وقال محاولا تماسك أعصابه
-أرجو أن تعذروني قليلا فهناك شخص علي أن أقتله
واتجه هو الآخر ليتبع آنيا فيما قال جون بمتعة
-لا أعتقد أن هذه ستكون أفضل ليلة في حياة رينيه
فقال داني بنبرة طغى عليها الحماس
-علي أن أعرف ما سيحصل بأي شكل
وتابعوا ضحكهم وتوقعاتهم لليلة آنيا المنتظرة.

يمكننا القول أن آنيا قد حظيت بمحاضرة ما كان ليتمكن لورانز من كتابتها، فما بين الغضب الذي عصف ديان جراء تصرفها الطائش وإهمالها لصحتها وصحة طفلها وجنونها الذي لا يبدو أن له نهاية، فقد قضت الفتاة الليلة بأكملها تستمع لتوجيه ديان ونقده اللاذع.

فتح كوني عينيه ببطء وهو بشعر بجسده ثقيلا جدا فيما أحس برأسه يدور بقوة لدقيقة حين تمكن من استجماع نفسه لينظر للغرفة حوله حيث كانت سلينا نائمة على المقعد المجاور له، ابتسم الشاب بخفة واستجمع قوته ليعتدل في جلسته ونهض عن السرير مستندا للحائط بجانبه ليسير بخطوات بطيئة نحو الشرفة التي ملأتها أشعة الشمس فيما كان نسيم الصباح يدور في كل ناحية، وقف الشاب على الشرفة وهو يملأ صدره من الهواء النقي فهو ودون أدنى شك يمتلك قدرة عجيبة على إعادة النشاط للإنسان وتخليصه من كل الهموم التي تسكن صدره .

تقلب داني في سريره بهدوء حين استقرت يده على جسد ما بجانبه ففتح عينيه ببطء لينظر إلى الشخص النائم بجانبه دقيقة حين اتضحت الصورة أمامه ليستقر نظره على آنيا التي كانت نائمة بهدوء، هذا المنظر رسم الفزع على وجهه فصرخ بقوة ونهض من السرير مما دفع آرون الذي كان نائما على السرير الآخر في الغرفة للنهوض بفزع قائلا
-ما الأمر؟
أما آنيا ففتحت عينيها ببطء وتعب لتفرك عينها بتعب قائلة بهمس
-ما الأمر؟
فنظر داني إليها ليقول بحدة
-ما الذي تفعلينه هنا بحق الجحيم؟
فقالت بهمس وهي تتمسك بالغطاء
-أنا نائمة
رمقها الشاب بحدة فيما تثاءب آرون بتعب ليقول
-كم أنت مزعج يا داني
وعاد ليكمل نومه فيما بقي داني واقفا مكانه يراقبهما مصدوما.

وفي الحديقة جلس ديان بهدوء وهو يشرب كوب الشاي بمفرده فيما كان الهدوء يسيطر على باقي أرجاء المكان لا سيما وأن الشبان لا يزالون نياما، أحاط كوب الشاي بيديه وهو يستعيد في ذاكرته جلساته الصباحية في القصر، لقد كان هذا الوقت هو المفضل له، فالجميع يكونون في الفراش والهدوء يسيطر على المكان فلا يتناهى لسمعه سوى صوت العصافير ورائحة الأزهار التي يتشبع النسيم الصباحي بها، أغمض عينيه براحة ليسند رأسه للمقعد خلفه لدقيقة حين سمع كوني يقول
-صباح الخير جلالة الملك
رفع الشاب عينيه نحوه حيث تقدم ليجلس على المقعد المجاور له فقال ديان
-ما الذي تفعله هنا يا كوني؟ عليك البقاء في سريرك
-لا داعي لهذا فأنا اشعر بأنني أفضل حالا
-هل أنت متأكد؟
فهز رأسه إيجابا وقال
-ولكن هلا أخبرتني بما حدث بالضبط؟
-من متى بالضبط؟
-آخر ما أذكره هو مبارزتي لسيام
-حسنا يا صديقي
وبكلمات بسيطة أخبره بالضبط بما حصل خلال الأيام الماضية وتحديدا الجنون الذي قامت به آنيا، ابتسم كوني باستمتاع ليقول
-يبدو أنه قد فاتني الكثير من المغامرات
-ثق بي ما كنت لتريد حتى مشاهدتها
-وهل تأكد لياندر من ما قاله رينيه؟
-لا لأنه حتى لو فكر في ذلك فلن يتمكن من العثور على شيء، فحسب ما قاله رينيه فرفاقك القدامى قد أصبحوا من التاريخ
-هذا أفضل بكثير، ما كنت أتوقع أنهم سيفعلون شيئا كهذا
فرشف ديان من كوب الشاي وقال
-في الواقع ما كنت أستبعد قيامهم بمثل هذه الأعمال فأنا لم أرتح لهم منذ أول لحظة شاهدتهم فيها
-الحقيقة هي أن تصرفاتهم قد بدأت تثير شكوكي في السنتين الماضيتين، وكان كل ما كانوا يريدونه هو التفوق علي ورمي ما أقوله عرض الحائط
-وهذا بالضبط ما كانوا يريدونه
أخذ كوني نفسا عميقا لينظر للشاب الجالس أمامه وقال
-إنني مدين لك بالشكر يا ديان ما كنت أدري ماذا سيحل بي لولاك أنت والباقين
فابتسم الشاب بهدوء وقال
-لا داعي لذلك لقد فعلنا ما كان يجب علينا فعله فقط
ورشف من كوبه حين سمع الاثنان صوت سلينا يقول
-كوني
التفت الشابان إليها فيما تقدمت هي لتقف أمامهم وهي تتنفس الصعداء لتقول
-كوني لقد أرعبتني كيف يمكنك مغادرة سريرك هكذا؟
وهنا قال ديان
-أخبرتك بهذا؟
رمقه كوني بلوم ولكن الشاب تابع شرب كوب الشاي بصمت وهدوء.

وفي قاعة الجلوس في المزرعة كان الشبان العشرة فيها مع كوني ورفاقه الأربعة، آنيا كانت مشغولة بالتحدث مع فادي وداني وآرون، فيما كان رامي يتبادل الأحاديث مع ديان وكوني، أما لوان وبايكي وسايل ورياد فكانوا يعلبون بالورق، في حين كانت لانا تحدث مع جون أما ريما فكانت تتحدث مع كينار وسط جلسة لن يصدق أحد أنها بين أسرى وسجانيهم، فتح باب القاعة ليدخل لياندر قائلا
-يبدو أنكم تستمتعون بوقتكم
فنظر الشبان إليه لتقول آنيا
-وماذا يجب أن نفعل غير هذا
جلس الرجل على إحدى الأرائك وهو ينظر إليهم جميعا قائلا
-حسنا بعد ما حدث في القلعة والتقرير الذي قدمه كوني لي يمكنني القول أن المرحلة الأولى من التدريب قد انتهت
فقال فادي بشك
-ولكن
فأكمل لياندر جملته قائلا
-ولكن بما أنه قد بقي شهر كامل على بداية البطولة فسيتم تقسيمكم
نظر الشبان إليه باستفهام فتابع هو شارحا
-الهدف الأساسي من ذلك هو أنكم ستذهبون لخمس مناطق مختلفة في المملكة للأسبوعين القادمين سيكون الهدف منها تطوير مهاراتكم القتالية تحت إشراف مدربين متخصصين، وسيكون تقسيمكم كالآتي ديان مع رينيه تحت إشراف كوني، رامي وفادي تحت إشراف داني، سايل ورياد تحت إشراف آرون، باكي وجون تحت إشراف لانا، لوان وكينار تحت إشراف ريما، هل هذا واضح لكم؟
فال ديان مستفهما
-ولكن إلى أين سنذهب بالضبط؟
-ستعرفون هذا مع المساء لأنكم ستنطلقون بعد ساعة واحدة
فقالت آنيا بتذمر
-هذا موعد قريب جدا
ولكن الرجل تجاهل تذمرها هذا ليقف مردفا
-العربات والمرافقة ستكون جاهزة بعد ساعة لذا يجب أن تكونون أنتم كذلك
واتجه ليغادر المكان فيما نظرت لانا لكوني وقالت
-كوني أنا سأذهب إلى المنطقة الرابعة
-حسنا
فيما قال آرون
-أنا سأذهب للثالثة
عند هذا قالت ريما
-أنا سأذهب للثانية
فقال كوني
-جيد وأنا سآخذ الأولى
ولكن داني صرخ بقوة
-ماذا؟ لم علي أنا الذهاب للمنطقة الخامسة هذا ليس عدلا
فنظر الأربعة إليه لتقول ريما بسخرية
-ربما لتحسن مهاراتك الكلامية جيدا
وضحك أربعتهم بمتعة فيما صرخ هو بحدة
-هذا ليس عدلا تعرفون أن شونسيار يكرهني ويتمنى لو أنه ينفرد بي لساعة واحدة
وهنا قال كوني بنشوة
-والآن سينفرد بك لأسبوعين كاملين
ولكن الشاب تابع الصراخ بغضب
-لا أريد، لن أذهب لذلك المكان ولو كان هذا آخر ما سأفعله في حياتي هل هذا واضح لكم أنتم الأربعة؟
من عدا كوني ورفاقه فإن أيا من الشبان العشرة لم يكن يفهم شيئا مما يحدث، ولكن ما كانت آنيا مستمتعة به هو أن هذا المزعج سيلقى عذابا رائعا خلال الأسبوعين القادمين.

بعد ساعة واحدة انطلقت المركبات الخمس من المزرعة وكل واحدة محاطة بعشرة حراس في طرق مختلفة، وداخل إحداها جلس فادي ورامي ينظران لداني الذي كان يجلس والغيظ بادٍ على وجهه وهو مكتف يديه بحقن فانحنى فادي ليهمس في أذن رفيقه
-يبدو أن رحلتنا هذه لن تكون عادية يا صديقي
فابتسم رامي ليقول بفضول
-أكاد أموت شوقا لأعرف ما سبب كرهه للذهاب إلى ذلك المكان
-وكذلك رينيه
-رينيه؟
-أجل لقد طلب مني تقريرا مفصلا ما أن نعود
-وكن واثقا أنه سيكون مثيرا جدا
وضحكا بمتعة فيما رمقهما داني بغيظ وغضب .

وقفت العربة أمام ذلك المنزل الذي استقر أمام غابة واسعة امتدت للخلف لتنتهي بجبل ارتفع للأعلى بشموخ، نزل كوني من العربة برفقة ديان وآنيا التي نظرت حولها لتقول
-أهذا هو المكان؟
فأجاب كوني
-أجل هيا بنا
دخل ثلاثتهم إلى ساحة المنزل الرئيسية التي أحيطت بها سور خشبي بارتفاع مترين فيما امتلأت الناحية اليسرى منها بالأزهار الجذابة أما الجهة اليمنى فكانت أرضا حجرية، تقدم الثلاثة نحو المنزل الذي تكون من طابقين، دخل الشبان إلى ردهة الاستقبال الرئيسية التي أطلت على المطبخ من اليمين وصالة واسعة للأمام تطل على مكتب متوسط فيما استقر بيانو خشبي على الجهة اليسى ويرتفع سلم خشبي للأعلى، أدار الثلاثة نظرهم حولهم ليقول ديان
-أأنت واثق أن هناك من يعيش هنا يا كوني؟
-بالطبع
فيما تقدمت آنيا نحو البيانو لتقول بإعجاب
-إنه رائع
وجلست عليه لتحرك أصابعها عليه بخفة عازفة لحنا هادئا فراقبها الشابان ليقول كوني
-ليس عازفا سيئا
وهنا سمعا صوت تلك السيدة تقول
-هذا واضح
التفت الاثنان إليها حيث خرجت من المطبخ ممسكة بملعقة خشبية كبيرة وهي ترتدي مريلة بيضاء لطخت بآثار الطعام فيما كان شعرها الخمري مرفوع للأعلى على شكل ذيل حصان فيما القوة مرسومة في عينيها العسليتين، نظر كوني إليها ليقول
-يبدو أننا قاطعناك
-لقد فعلت هذا في الواقع
توقفت آنيا عن العزف حين استقر نظرها على سيدة البيت فنهضت فيما نظرت هي إليها لتقول
-إنك عازف بارع
فابتسمت وقالت
-شكرا لك
-إذن أي ريح أتت بك إلي يا كوني
-لأن المرحلة الثانية من التدريب قد بدأت يا سيدتي
-آه
-أجل وهذان ديان ورينيه أحد المقاتلين العشرة، أيها الشابان هذه السيدة تيريزا وهي واحدة من أفضل المدربين في المملكة
نظرت تيريزا إليهما فيما قال ديان
-سعدت برؤيتك سيدتي
رمقته السيدة برضى لتقول
-لم أعهد هذه اللياقة من مقاتليك يا كوني
فاكتفى الشاب بابتسامة خفيفة فيما قالت آنيا باستغراب
-هل كنت تطبخين يا سيدتي؟
فنظرت السيدة للملعقة في يدها وقالت
-في الواقع لقد كنت أعد أصابع الشوكلا بالعسل
هذه الكلمة رسمت الحماس على وجه آنيا التي قالت
-أصابع الشوكلا بالعسل
هذه الكلمة أعادت ذكرى هذه الحلويات لديان الذي ابتسم بهدوء فيما نظرت تيريزا إليها لتقول
-وهل تحبها؟
-إنها الشيء الوحيد الذي أحبه في حياتي كلها
-حسنا يكفينا وقوفا هنا تعالوا إلى الداخل
ودخلت للمطبخ تتبعها آنيا ومن ثم الشابين ليقفا في المطبخ الذي توسطته طاولة طعام متوسطة فيما تستقر واحدة أخرى بشكل طولي على محاذاة الخزائن وهي حاليا كانت غاصة بالمكونات من طحين وعسل والشوكلا الذائبة إضافة للمعالق والأكواب فنظرت آنيا حولها لتقول
-وكنت أصف تانياسا بالفوضوية
تقدمت تيريزا لتقف خلف طاولة العمل وقالت
-آسفة حقا للفوضى ولكنني أواجه بعض الصعوبات في تذكر الطريقة المناسبة
فقالت آنيا بحماس
-أنا أحفظها
نظرت السيدة إليها لتقول باستغراب
-وكيف تفعل؟
فابتسمت بمرح لتقول
-إنه الشيء الوحيد الذي كنت أدخل المطبخ لأجل الحصول عليه
رمقها ديان بلوم فيما كان كوني يراقبها بدهشة أما هي فتقدمت لتقف بجانب تيريزا قائلة
-يمكنني أن أساعدك إن أردت
فقالت السيدة برضى
-بكل سرور
وهكذا اندمجت آنيا معها في العمل فيما بقي الشابان يتحدثان معا.

أما المنطقة الثانية فكانت عبارة عن مدرسة للفنون القتالية تستقر في منطقة زراعية بضواحي العاصمة، المدرسة تحتوي على عدد كبير من الطلاب وفيها ما يقارب من خمسين مدربا، أما الشخص الذي توجهت إليه ريما فهو مدير المدرسة لونسيا، وهو رجل في منتصف العمر ذو جسد قوي ومهارة عالية، وقد كان لقاءه بالشابين مبشرا بالخير بشكل كبير وهو ما لاحظته ريما من أول نظرة.

في حين تعتبر المنطقة الثالثة مدرسة خاصة مهمتها تدريب الشبان الراغبين بالعمل كحرس خصوصيين في المستقبل، وهي تقع في منطقة راقية من العاصمةـ المسؤولة فيها أريوغا سيدة في الثلاثينات وتديرها مع زوجها فرانسيال، في هذا الوقت من كل سنة تعمل أريوغا على إفراغ المدرسة من طلابها بإرسالهم في مهام عديدة لمدة أسبوعين كاملين حتى تركز انتباهها على ضيوفها من ناحية الملك ولياندر، وقد كان الزوجان يفضلان آرون بشكل كبيرة من بين الفريق الخاص لذا كان لقاءهما بالشبان ناجحا على كل المقاييس خصوصا الابنة الوحيدة لهما ناديا ذات العشرة أعوام والتي كانت تعشق آرون بشكل كبير جدا.

وبالنسبة للمنطقة الرابعة التي تعتبر واحدة من أهم مراكز التدريب الذهنية والبدنية في العاصمة والذي يستقر على مشارف العاصمة كان اللقاء ما بين الشبان والمسؤول الجديد تانزيا مختلفة، فالرجل ذو الأربعين عاما كان عشق حياته الوحيد هو إثارة جنون لانا من بين رفاقها الخمسة جميعا، صحيح أنه كان يحترمها كمقاتلة ولكنه لم يكن يفوت أي فرصة للنيل منها، وبالنسبة للقائه بجون فقد كان ممتازا أما باكي فقد بدا الجو مشحونا منذ البداية، فباكي كره أسلوب مدربه المتغطرس والمتعالي وتانزيا كره الهدوء الذي أحاط بباكي والذي عرف به منذ بداية حياته لذا لم يكن يبدو أن الأمور ستسير بشكل جيد.

القائدة ياندي
30-08-2012, 09:24
أما المنطقة الخامسة فهي أكثر المناطق إثارة وغرابة برأي فادي ورامي، فالمنطقة هي منزل صغير يستقر في حقل متوسط الحجم يحده من اليسار نهر فيما كانت الغابة تحيط الجهات الثلاث الباقية، ساكن المنزل هو المدرب شونسيار وهو رجل عجوز في السبعين من عمره يسكن في المكان مع حفيدته الوحيدة أنجلينا ذات الثانية والعشرين ربيعا، توقفت العربة في الحقل ليترجل منها داني برفقة الشابين ليقول رامي
-هذا المكان جميل فعلا
فيما قال فادي وهو ينظر حوله ليقول
-داني أأنت واثق من أننا لم نخطئ بالعنوان؟
فأجاب الشاب بتجهم
-لا لم نخطئ
وهنا سمع ثلاثتهم صوت أنجلينا قائلة
-أنظروا من لدينا هنا
التفت الثلاثة نحوها حيث تقدمت نحوهم من عند النهر ممسكة بسلة احتوت على عدد من الخضار التقطتها من الحقل مرتدية ثوبا قصيرا وبسيط فيما كان شعرها الأسود يتطاير حولها بخفة، راقبها فادي بإعجاب ليقول
-أرجوكما قولا أن هذه هي مدربتنا
رمقه داني بملل فيما تقدمت الفتاة لتقف أمامهم قائلة
-لم أرك منذ فترة طويلة يا داني
فنظر الشاب إليها ليقول بتجهم
-والفضل لجدك في ذلك
وما أن أنهى كلمته حتى انطلق ذلك الحجر بقوة ليصيبه مباشرة في مؤخرة رأسه مما دفعه للصراخ بقوة فالتفت الشابين إليه ليقول رامي
-ما الأمر؟
وضع داني يديه على رأسه ليلتفت إلى المطلق وهو ذلك العجوز الذي جلس على الأرض متربعا وهو ينظر إليهم، رمقه داني بغضب مكتوم على وشك الانفجار ليقول
-لم فعلت هذا ؟
فقال شونسيار وهو يقذف حجرا صغيرا بيده ليعاود التقاطه
-ألديك أي اعتراض على ذلك؟
كز داني على أسنانه بغضب شديد فيما همس فادي
-هذا هو المدرب شونسيار إذن
فابتسم رامي ليقول
-يبدو أن إقامتنا هنا ستكون فعلا مسلية
-أتفق معك في هذا.

وعلى الأرائك في الصالة جلس ديان وكوني والسيدة تيريزا فيما كانت آنيا جالسة وهي تمسك طبقا عليه عدة أصابع من حلواها المفضلة وهي تأكل أحدهما بحماس شديد فنظر كوني إليها ليقول بشك
-لقد بدأت اشك بأن هذا الشاب هو أحد المقاتلين العشرة الذين سيشاركون بالبطولة
وهنا قال ديان بتعب
-أنا أشك أنه مقاتل أصلا
تجاهلت الفتاة هذه التعليقات لتقول
-لقد ساعدت في صنعها مما يعني أن لي الحق في الاستمتاع بها
ابتسمت سيدة المنزل باستمتاع فيما قال كوني بعتاب
-هذا ثاني طبق تأكله
تجاهلت آنيا تعليقه وأنهت القطعة من يدها لتقول
-إنني أشعر كأنني غبت عن المنزل لقرن كامل
فقال كوني بشك
-ولِم؟ هل كانت تقدم لك مع كل وجبة؟
فرمقته آنيا باستعلاء لتقول
-أنت لا تعرف شيئا عني
فيما قالت السيدة تيريزا
-إذن يبدو أنك تخفي الكثير من الأسرار
فهزت رأسها إيجابا وأمسكت قطعة أخرى لتقول
-هذا أكيد
وهنا قالت السيدة بهدوء شديد
-كحقيقة أنكَ لستَ رينيه؟
هذه الكلمات أرغمت الدهشة على الارتسام على وجه الفتاة التي حدقت بها بذهول كما كان حال ديان الذي كان ينظر إليها بدهشة فيما كان عدم الفهم يبدو على كوني الذي قال
-ما الذي تقصدينه يا سيدة تيريزا؟
فقالت السيدة وهي تثبت نظرها على الفتاة المذهولة أمامها
-أتريد أن تخبرني أم لا ؟
سيطر الصمت على المكان فيما كانت آنيا تحاول استيعاب ما يحدث حولها أما ديان فكان يراقبها بقلق، تركت آنيا الطبق من يدها لتقول محاولة استجماع قوتها
-أنا لا أفهم ما تتكلمين عنه سيدتي؟
ولكن السيدة تابعت بلهجتها الهادئة
-بل أعتقد أنك تعرف ذلك تمام المعرفة
نظرت آنيا إلى ديان مستنجدة مما دفع الشاب للقول
-كوني هلا قدمت معي أريدك في موضوع مهم
نظر كوني إليه باستفهام ولكن ديان نهض ليقول
-إنه أمر خاص
-حسنا
ونهض هو الآخر ليتجها إلى الخارج وقبل أن يخرج ديان التفت لآنيا ليقول
-كوني حذرة
وخرج خلف كوني ليغلق الباب خلفه، فيما أخذت آنيا نفسا عميقا لتنظر للسيدة أمامها والتي قالت
-إذن يا آنستي هل ستخبرينني من أنتِ؟
تنهدت الفتاة بتعب لتقول
-كيف عرفت؟
ونظرت إليها لتقول
-فأنا أتقن دور رينيه جيدا في الواقع
ابتسمت تيريزا بهدوء وقالت
-أنا شديدة الملاحظة، أولا ملامح وجهك وحركاتك في المطبخ تدل على أنك تجيدين هذا الدور ولستِ جيدة جدا ولكنك تعرفين بالضبط ما تريدين، وشيء آخر ضحكتك من المستحيل أن تكون عائدة لشاب واسلوب كلامك راقٍ جدا مما يعني أنك منحدرة من عائلة راقية جدا فالشخص الذي يعشق أصابع الشوكلا بالعسل ليس من عائلة عادية أليس كذلك؟
وهنا قالت بتعب
-لقد كان عشقي لهذه الحلوى سبب في وقوعي بالكثير من المصائب في واقع الأمر
وأكملت بتفكير مصطنع
-يبدو أن علي أن أتوقف عن تناولها
ابتسمت تيريزا بخفة وقالت
-إذن من أنتِ يا عزيزتي؟
وهنا قالت باستسلام
-أنا أدعى آنيا جيوريا وأنا ملكة جيونساي
-وما الذي دفع بسيدة راقية للوقوع في يد لياندر؟
-إنها قصة طويلة خلاصتها أنني لا أتعلم من أخطائي السابقة نهائيا ولو أنني استمعت لكلام ساندر لما كنت هنا الآن ولكن ما باليد حيلة
-وساندر هذا هو ؟
-إنه زوجي
-هذا مثير فعلا
فقالت بسخرية نادمة
-أليس كذلك؟
-وهل تعتقدين أنك قادرة على المشاركة في بطولة من هذا النوع وأنت حامل يا عزيزتي؟
حدقت آنيا بها بذهول فيما قالت هي بابتسامة
-لا تفكري بالسؤال حتى
فدلكت جبينها لتقول
-لن أفعل، على كل لا تزال أعراض الحمل غير واضحة تماما وأظنني قادرة على التحمل حتى ينتهي الشهرين المقبلين وتنتهي هذه البطولة المزعجة
-أنتِ واثقة؟
فهزت رأسها سلبا لتقول ببساطة
-لا ولكنني مضطرة لتقبل هذه الفكرة فلا حل آخر أمامي
-سيكون هذا خطر عليك
فهزت كتفيها بلا اكتراث وقالت
-سأكون بخير فكما يقول شقيقي أنا آخر فتاة يمكن للمرء أن يقلق عليها
فقالت السيدة بنبرة ساخرة
-يبدو أنه يتمتع بحس مسؤولية كبيرة
وهنا قالت آنيا بجدية مصطنعة
-هذا أكيد
وتحولت نبرتها للقلق لتقول
-أنتِ لن تخبري أحدا صحيح سيدتي؟
-ألا تريدين أن يعرف أحد بذلك؟
-كلا
-لماذا؟ إن عرف أنك فتاة ستعفين من المشاركة وستتمكنين من العودة لمملكتك
صمتت آنيا لبرهة قبل أن تقول
-كلا، أريد أن أنهي ما بدأته ويمكنني العودة لاحقا، ثم لا أعتقد أن لياندر سيسمح لي بالمغادرة حتى لو لم أشارك
-معك حق في هذه النقطة
-إذن؟
فابتسمت بخفة وقالت
-لا تقلقي سرك بأمان معي
وهنا بدت الراحة على وجه الشابة التي تنفست الصعداء.

وفي الخارج كان ديان يدور حول نفسه بتوتر شديد فيما كان كوني يراقبه قائلا بتعب
-ديان لقد صرعتني هلا هدأت قليلا
ولكن الشاب التفت إليه ليقول
-آسف فعلا ولكنني قلق بعض الشيء
-على ماذا؟ لقد قلت لي أن الموضوع عادي
-أعرف ولكن
وهنا استقر نظره على آنيا التي خرجت من المنزل متجهة نحوهما حيث قالت
-كوني السيدة تيريزا تريدك
-لماذا؟
فقالت محاولة تذكر ما قالته لها
-شيء يتعلق بملفات أو مستندات
فقال الشاب مفسرا الكلمة
-مستندات السنة الماضية المتعلقة بأعمال الفرقة الخاصة
-أجل هذه هي
رمقها كوني بلوم فقالت مدافعة عن نفسها
-إنه اسم طويل
فيما نظر كوني إلى ديان ليقول بجدية
-هل كنت قلقا على هذا الشاب فعلا ؟
ابتسم ديان بخفة فيما رمقته آنيا بغضب ليتجه هو نحو المنزل فنظر ديان للفتاة قائلا
-إذن؟
فأخذت نفسا عميقا لتقول
-إنها تعرف حقيقتي
-وكيف فعلت ذلك؟
-قالت أنها قوية الملاحظة وأن تصرفاتي أرغمتها على الشك بي
فقال ديان بملل
-أتلومينها على ذلك ؟
-على كل لقد وعدتني بأن تبقي الأمر سرا بيننا
-هذا سيكون أفضل لنا
-ولكن ماذا سنفعل الآن؟
-لا شيء سنتابع الأمر وكأن شيئا لم يحدث فعلينا أن نبقي هذا الكلام بعيدا عن مسامع كوني
-معك حق ولكن أتعرف هذه السيدة مذهلة فعلا
-علي أن أعترف بذلك وأشعر بأننا سنستفيد الكثير من وجودنا هنا
-معك حق.

وقف باكي مستندا إلى تلك الشجرة في حديقة المركز وهو يراقب مدربه الذي كان يتحدث بمرح طفل في العاشرة وهو يسير برفقة لانا باتجاهه، تنهد الشاب بتعب وهو يحدق بهما ليقول بتعب
-أقسم أنني سأقتل لياندر يوما ما
وهنا سمع صوت جون يقول
-بم تفكر يا صديقي؟
فنظر إليه حيث كان يقف بجانبه وقال
-بالمصيبة التي أوقعني لياندر فيها
فابتسم جون بهدوء ليقول
-لا تكن متشائما هكذا يا رجل
-حقا؟ بالله عليك انظر لذلك الرجل كيف يمكنني احتمال البقاء معه لأسبوعين كاملين، إنني مستعد للبقاء برفقة رويل وسيام وباد لسنة على أن أبقى معه يوما
-للأسف لن تتمكن من ذلك فأولئك الثلاثة قد تحولوا لعشاء
-ذكرني أن ألقن رينيه درسا بشأن هذا عندما أراه
ابتسم الشاب باستمتاع فيما وقف تانزيا مع لانا أمامهما وقال
-إذن أيها الشابان هل أنتما جاهزان للبدء؟
رمقه باكي باستهزاء فيما قال جون محاولا تهدئة الجو
-أجل نحن كذلك
-حسنا إذن هيا اتبعاني
وتجاوزهم نحو باب المركز فيما اخذ باكي نفسا عميقا ليكتم الغضب الذي سيطر عليه وقال محدثا نفسه
-اهدأ اهدأ اهدأ
وتقدم نحو البوابة فيما نظرت لانا لجون باستفهام لتقول
-أيجب أن أعرف ما يحدث؟
فقال ببساطة
-لا.

رمى آرون تلك الكرة نحو ناديا التي التقطتها وهما يلعبان في ساحة المدرسة فقال
-أحسنت يا فتاة
نظرت الصغيرة إليه وهي تضحك بسرور لتقول
-ألن نذهب في جولة على ظهر الخيل
وتقدمت لتقف أمامه فقال
-وهل تريدين ذلك؟
-أجل قال أبي أنك ستصطحبني
-حسنا إذن
وحملها بين ذراعيه ليقول
-سنذهب في جولة طويلة ما قولك؟
فقالت بنبرة ملأها الحماس
-موافقة
أما في صالة الجلوس في المدرسة فكانت أريوغا جالسة مع زوجها والشابين وهي تتحدث قائلة
-إذن هل الأمر واضح؟
فقال رياد
-يبقى سؤال واحد فقط
-وما هو ؟
فقال سايل ببساطة
-متى سنبدأ.

أمسك كينار تلك العصا وهو واقف أمام أحد طلاب المركز فيما كان الطلاب ملتمون حولهما مع مجموعة من المدربين ولوان وريما والمدير لونسيا، انقض كينار بسرعة نحو خصمه الذي اتخذ وضعية الدفاع ليصد الضربة ولكن كينار زاد من قوة هجومه مما دفع الشاب للتراجع إلى الخلف، راقبه لونسيا برضى ليقول
-لياقة هذا الشاب ممتازة
وحول نظره إلى لوان ليقول
-وماذا عنك أنت؟
فقال الشاب بثقة
-جربني وستعرف الجواب بمفردك
فبدت ملامح الرضى على وجه الرجل الذي قال
-حسنا إذن.

قطف فادي حبات التوت البري التي كانت تملأ الشجيرات في حقل المدرب شونسيار والإحباط بادٍ على وجهه ليقول
-يا إلهي هل أتينا إلى هنا لنتدرب أم لنتحول إلى مزارعين؟
ورفع نظره نحو الأمام حيث كان رامي مشغولا بقطف الثمار برفقة أنجلينا بمرح وهما يتبادلان الأحاديث معا، تنهد الشاب بتعب ليقول
-يا لحظه
وهنا سمع صوت مدربه يقول
-لم توقفت يا فتى؟
فالتفت إليه حيث كان واقفا بجانبه فقال بتجهم
-ما الفائدة التي سنجنيها من قطف التوت البري يا سيدي؟
فرمقه الرجل بطرف عينه ليقول
-أنت لا شيء ولكن أنا سأرتاح من هذه المهمة
حدق فادي به بإحباط ويأس لدقيقة قبل أن يتذكر أمرا فقال
-أين داني؟
هذا السؤال رسم ابتسامة ماكرة على وجه الرجل مما دفع فادي للنظر إليه بحذر وقال
-هل قتلته؟
-كان بودي فعل هذا ولكن لياندر لن يكون مسرورا
-أنا واثق أن العكس صحيح، إذن أين هو؟
-في آخر مكان يرغب بالتواجد فيه
فبدا الحماس على وجه فادي الذي قال بلهفة
-أين؟.

خلف الكوخ وبالتحديد أمام أكوام الخشب التي رتبت فوق بعضها وقف داني والحقد يملأ وجهه وهو يمسك فأسا يقطع به الأشجار متمتا بحقد
-سحقا لك أيها العجوز الخرف، تبا له كم أكرهه وأكره أولئك الأوغاد أيضا أقسم أنهم سيدفعون ثمن هذا غاليا جدا بعد أن ينتهي هذا، أنا سأريهم
وأمسك قطعة الخشب ليرميها بقوة كبيرة نحو الكومة خلفه مما دفع بها لفقدان تناسقها وانهارت عليه مرة واحدة لتدفنه أسفلها.

تنهدت آنيا بتعب وهي واقفة في ساحة التدريب تحاول أن توازن جسدها لتقف على قدم واحدة فيما كان ديان واقفا بجانبها بتلك الوضعية ويديه على صدره حيث وضع كفيه مقابل بعضهما البعض، تأففت الفتاة بصوت مسموع لتقول
-اللعنة كيف يمكن أن يقف المرء على قدم واحد
رمقها ديان بطرف عينه فيما تابعت هي تذمرها أثناء محاولتها التوازن
-لقد خلقنا لنسير ونقف على قدمين لذا ما الفائدة من محاولة الوقوف على قدم واحدة
فجاءها الجواب من سيدة المنزل
-إن الحفاظ على توازن جسدك سيعطيك القوة للتحكم بكل جزء منه بكل سهولة وثقة دون أن تخافي من إمكانية خروجه عن سيطرتك وإيذائك يوما ما جلالة الملكة
نظرت الشابة إليها حيث تقدمت لتقف أمامها وقالت بتذمر
-أنا أقاتل أساسا بالسيف لذا لا فائدة من هذه التمارين الغبية آآآ
فقدت توازنها في آخر كلمة قالتها لتسقط على الأرض مباشرة على مؤخرتها فبدا الألم عليها لتقول
-يا إلهي
فيما نظرت تيريزا لديان وقالت بإعجاب
-إنك تتقدم بشكل ممتاز يا ديان
فابتسم الشاب وتخلى عن وضعيته تلك ليقول
-أنا من النوع الذي يحب إتقان ما يقوم به
-هذه هي الروح المطلوبة
ونظرت لآنيا مردفة
-هل سمعتِ ذلك؟
فكتفت يديها وهي جالسة متربعة على الأرض لتقول بتجهم
-لا
فيما نظر ديان لمدربته قائلا
-أين كوني؟
-إنه في الداخل لديه بعض الأعمال المكتبية لإنهائها
-أعتقد أن عليه أن يجرب هذه التمارين فهي ستكون مفيدة له
فقالت السيدة بيأس
-حاول أن تقنعه بذلك؟
-ولم كل هذا التشاؤم؟
فقالت بتفكير مصطنع
-لأنني أحاول دفعه لذلك من خمس سنوات بلا جدوى إنه رأسه أعند من الصوان
-آه
-حسنا إذن ديان لقد انتهيت لليوم
فنهضت آنيا لتقول بحماس
-رائع
ولكن السيدة نظرت إليها لتقول بحزم
-لم أقل أنك انتهيت
-ماذا؟
-ستبقين هنا حتى تتمكني من إتقان الحركة آنيا
وهنا صرخت بفزع
-ماذا؟
-كما سمعت، فهذه التدريبات مفيدة للسيدات الحوامل لمعلوماتك
رمقتها آنيا بحقد وشرر فيما تجاهلت هي هذه النظرات لتتابع
-عندما تتقنينها ستدخلين وحتى ذلك الوقت تابعي العمل
واتجهت نحو المنزل فيما نظرت هي لديان متوسلة فابتسم وقال
-حاولي ألا ترهقي نفسك
وتبع هو الآخر مدربته فكزت آنيا على أسنانها بغضب لتصرخ
-ستندم يا ديان أعدك.

في المكتب جلس كوني عليه وهو يكتب بعض الكلمات على ورقة أمامه لدقيقة حين فتح الباب ليدخل ديان ممسكا بكوبين من الشاي ليتقدم نحوه قائلا
-تبدو نشيطا
فرفع الشاب نظره نحوه فيما تقدم ديان ليمد له كوب قائلا
-مع تحيات السيدة تيريزا
فأمسك الشاب الكوب فيما استند ديان للمكتب، رشف كوني من كوبه ليقول
-علي أن أعترف إن السيدة تيريزا ماهرة جدا في صنع الشاي
فرشف ديان من كوبه ليقول
-معك حق
ونظر للملفات الموضوعة على الطاولة ليقول
-ما هذه؟
-إنها مستندات متعلقة بالفرقة الخاصة
-وما علاقة السيدة تيريزا بالفرقة الخاصة؟
-تعتبر السيدة تيريزا نفسها المسؤولة عنا بعد لياندر، فقد تدربنا هنا لحوالي ثلاث سنوات في بداية عملنا، عدا عن فلانا وريما من طلابها الأصليين، ولياندر لا يمانع في هذا
-هذا مقنع
-ولكن أين رينيه؟
فابتسم باستمتاع ليقول
-إنه يصارع السيدة تيريزا في الخارج
-ماذا؟
ورمقه باستفهام فشرب ديان من كوب ليقول ناصحا
-لا تريد أن تسأل حتى
فقال باقتناع
-إذن لن أفعل
وتابع شرب الشاي وهو يتكلم مع ديان .

أما في الخارج فالتقطت آنيا أنفاسها أسفل ضوء النجوم وهي تقف بالوضعية المطلوبة فيما وقفت السيدة تيريزا أمامها وهي تراقبها برضى لتقول
-رأيتِ؟ لقد تمكنت من النجاح
فنظرت الشابة إليها لتقول بإرهاق
-هل يمكنني التحرك الآن ؟
فابتسمت بهدوء وقالت
-أجل يمكنك
وهنا سقطت الشابة على الأرض وهي تلتقط أنفاسها بتعب شديد فيما تقدمت السيدة تيريزا لتجلس بجانبها قائلة
-لقد كان أداؤك جيدا
-تعتقدين هذا؟
-أجل، وللحق أنا لم أرى مقاتلة من طرازك منذ فترة طويلة
-حقا؟
-أجل فأنت تذكرينني بنفسي عندا كانت شابة
نظرت آنيا إليها بفضول لتقول
-من متى احترفت القتال؟
-منذ كنت طفلة صغيرة، لقد ورثت مهنة التدريب عن والدي
-وهل كان مدربا محترفا؟
-أجل
ورفعت نظرها للسماء لتقول
-لقد كان مدربا قديما وقد أراد مني أن أصبح مثله
-ما كنت لأرغب بأن تحيا ابنتي هذه الحياة
-حقا؟
فقالت بتجهم
-حتى أنا أعترف أنها حياة متعبة وشاقة وتثير الفوضى وتسبب القلق الشديد ولا أرغب لها بأن تخوض كل هذا
فابتسمت السيدة بخفة لتقول
-أليست لها فوائد؟
-بالطبع لها ولكن مساوئها تفوق حسناتها بكثير
-معك حق في هذا
ونهضت لتقول
-هيا بنا لندخل
-حسنا
ونهضت هي الأخرى لترافقها نحو المنزل وهما تتحدثان معا.

القائدة ياندي
30-08-2012, 09:25
أما في المنطقة الخامسة فقد كان المدرب شونسيار وإيلانا ورامي وفادي وداني جالسين حول المائدة وهو يتناولون الطعام، رامي كان يضحك باستمتاع وهو يتحدث مع إيلانا وهما جالسين بجوار بعضهما فيما كان فادي جالسا على يسار العجوز وهو يتحدث معه بحماس شديد، والوحيد الذي كان التجهم يعتلي وجهه هو داني الذي كان يتناول من طبقه بصمت وهو ما دفع بالعجوز ليرفع نظره إليه قائلا باستهزاء
-لِم لا تطربنا بصوتك العذب يا داني؟
رفع الشاب نظره نحو العجوز بملل وهو يأكل قطعة الخبز تلك ليقول بتجهم
-أفضل أن أستمع لكلامك الغبي الذي لا فائدة منه
كتم فادي ضحكته بصعوبة فيما حاولت إيلانا ورفيقها أن يحافظا على أنفسهما من الانفجار بالضحك، رشف شونسيار من كوب الشاي الموضوع بجانبه ليقول بوقار شديد
-لم أكن أعرف أنك تجيد وصف كلامك يا داني
عند هذا لم يتمكن الشابان من التحمل أكثر لينضما في نوبة الضحك برفقة فادي فيما كز داني على أسنانه بغض شديد وهو يتمتم بكل ما تمكن من تذكره من شتائم ولعنات وسط المراقبة المستمتعة من المدرب الذي لم ينكر ولا لمرة واحدة مدى الرضى الشديد والسرور الذي ينتابه حينما يسكت هذا الشاب بالكلام وهو يراقبه على وشك الانفجار كبركان ثائر كما يحدث الآن بالضبط.

في ساحة المنزل كانت السيدة تيريزا واقفة تراقب ديان وآنيا وكوني الذين كانوا جالسين على الأرض بوضعية التأمل وهي تتحدث قائلة
-إن أهم ما عليكم فعله بالنسبة لهذا التدريب هو السيطرة على نفسكم وجسدكم، عليكم أن تكونوا قادرين على التحكم بكل جزء صغير من جسدكم حتى لو كان إصبع قدمكم الصغيرة، وهذا سيكون مفيدا جدا لكم في أي قتال تخوضونه لأنه سيسهل عليكم استعمال سلاحكم
وهنا فتح كوني عينيه لينظر إليها قائلا بضيق
-ولم علي أنا أن أقوم بهذه التدريبات المملة؟، أنا لست مقاتلا أساسا
فنظرت آنيا إليه لتقول بسخرية
-وتبقى واقفا تراقبنا مع تعليقاتك التي لا تنتهي؟
رمقها الشاب بملل فيما تجاهلت هي نظراته هذه وعادت لوضعيتها أما هو فتنهد بتعب لتقول تيريزا
-كفاك استهلاكا لطاقتك كوني عليك أن توفرها جيدا
وهنا تأفف بصوت مسموع قائلا
-وكأنني أهتم
ومن فوق إحدى الأشجار المرتفعة بجانب المنزل والي كانت تطل على الساحة وقف شابان على أحد أغصانها يراقبان ما يحدث ليقول الأول
-سيكون هجومنا سهلا جدا
فقال الآخر وهو يراقب باهتمام
-تعتقد هذا
-بلا شك هيا الآن علينا أن نخبر الزعيم لنجهز أنفسنا لهذا المساء
-حسنا
وقفز الاثنان من الأعلى ليستقرا على الأرض بخفة وما لبثا أن انطلقا مغادرين لداخل الغابة.

جلست آنيا على سطح الطاولة المستطيلة وهي تراقب السيدة تيريزا التي كانت تقطع بعض الخضار فيما كان قدر الحساء موضوع على الموقد الهادئ، أمسكت الفتاة بحبة من الجزر لتقضم منها قائلة
-ولكنك ماهرة فعلا في الطبخ يا سيدتي
فابتسمت بهدوء لتقول
-لأن هذا هو الشيء الوحيد الذي أحبه
-حقا؟
-أجل لقد كنت أرغب دائما بأن أكون طاهية وأن يكون لدي مطعمي الخاص
-مطعم؟
قالت بنبرة مستغربة فجمعت السيدة الخضار المقطعة أمامها في طبق لتقول
-أجل هل الأمر غريب
واتجهت نحو القدر فقالت آنيا مصطنعة التفكير
-إن كنت سأتخيل وجودك وسط الخضار والفواكه فأجل هذا غريب نوعا ما
ضحكت السيدة تيريزا بخفة وحركت حساءها بالملعقة الخشبية لتعيد وضع الغطاء على القدر والتفتت إلى آنيا لتقول
-ألم تجربي الطهي من قبل؟
فقالت بنبرة ساخرة
-أنا؟
-أجل أنت
ولكنها قالت بجدية مصطنعة
-أنا ملكة للتذكير يا سيدتي
ولكنها قالت بلوم
-وماذا يعني هذا؟ على كل فتاة ناضجة ومتزوجة على الأخص أن تتعلم هذه الأساسيات يا عزيزتي
ولكنها تابعت بتلك اللهجة الساخرة
-أقسم أن ليزي ستقتلني في حال فكرت حتى مجرد تفكير في الدخول للمطبخ
-ومن هي ليزي هذه؟
-إنها مديرة المطبخ في القصر وآخر شخص ترغب تلك المرأة في رؤيته يقف على عتبة المطبخ هو سيدة القصر
وهنا قالت تيريزا بحذر
-ما الذي فعلته لها بالضبط؟
فابتسمت ببراءة لتقول
-لا شيء
ولكنها تابعت بشك
-واثقة من هذا؟
-أجل، ليس ذنبي أن المطبخ مكان معقد ويحتاج المرء لأشهر كي يعرف مكان الملعقة حتى
تنهد تيريزا بتعب لتقول
-ليكن الله بعون جيونساي
وهنا قالت آنيا باستياء
-ما علاقتي أنا؟.

وفي الساحة وقف ديان ممسكا سيفه أمام كوني الذي تنهد بتعب ليقول
-هل لي أن أعرف مرة ثانية لِم لَم تقتل داني وآرون عندما قاما باختطافك؟
ابتسم ديان بخفة ليقول
-كم أنت كسول إن قائد فرقتي أنشط منك حتى
رمقه كوني بملل فيما رفع ديان سيفه ليقول
-هيا تحرك وأمسك سيفك
-ديان أنا لا استطيع القتال لمعلوماتك
-إنك غير قادر عندما تريد فقط
فقال بتفكير مصطنع
-في الواقع هذا صحيح
-على هذه الحال
وانقض نحوه بقوة موجها له ضربة ولكن كوني أخفض جسده للأسفل متفاديا إياها فيما عاود ديان الالتفات إليه ولكن كوني نهض بخفة وهو يمسك سيفه ليصد الضربة التي وجهها ديان نحوه، خرجت آنيا من المنزل لتقف وهي تنظر لتلك الضربة المشتركة بينهما وقالت بإعجاب
-ذلك الشاب ليس سيئا
ابتعد الاثنان عن بعضهما وكوني يلتقط أنفاسه فيما قال ديان
-لست سيئا بالنسبة لمريض في القلب
فابتسم بتعب وقال
-وأنت سيئا جدا بالنسبة لشخص صحيح
-ثق بي لا تريد أن ترى ما أقدر عليه
وهنا قطعت آنيا هذا اللقاء قائلة
-يا شباب
التفت الاثنان إليها فيما قالت هي
-لقد أنهت السيدة تيريزا صنع الطعام تعاليا
فقال ديان
-حسنا
وقبل أن يضع سيفه في غمده امتلأ المكان فجأة بالرجال المسلحين الذين أحاطوا بهم، التفت الثلاثة حولهم بدهشة ليقول كوني
-ما الذي يحدث هنا؟
رفع الرجال سيوفهم ليحيط نصفهم بالشابين وآخرون بآنيا فيما وقف الباقين يراقبون تحسبا لأي مفاجأة، أمسكت آنيا سيفها لتأخذ وضعية الهجوم قائلة
-أتعرفون لقد اخترتم الوقت والمكان الخطأ للقتال
وانقضت نحوهم بأقوى ما لديها أما ديان فكان مشغولا بصد الضربات المنهمرة عليه من الرجال المحيطين في حين أمسك كوني سيفه وقال
-هذه حالة طارئة تستحق كسر القواعد
وانقض على أحد الرجال أمامه ليوجه له ضربة واحدة أطاحت به أرضا وسرعان ما التفت للخلف ليصد ضربة من مهاجم آخر ومن خلفه انقض آخر عليه ولكن الشاب تنبه له وأخفض جسده بثانية ليغرس الرجل سيفه في جسد رفيقه

تراجعت آنيا للوراء خطوة وهي تحاول أن تببقي عينيها على المهاجمين حولها وعلى سيوفهم التي انهمرت عليها من كل ناحية وصوب ولكن أحد مهاجميها باغتها من الخلف ليغرس سيفه في ظهرها

قضى ديان على أحد الرجال أمامه وحانت منه التفافة نحو آنيا التي ارتسم الألم على ملامح وجهها فيما كان مهاجمها يغرس سيفه في ظهره أعمق فصرخ بقوة
-آنيا
صوته هذا لفت انتباه كوني الذي حول نظره نحو رفيقته لتعتلي الدهشة وجهه وقبل أن يهم بأن يأتي بحركة واحدة أهوى أحد المهاجمين بتلك العصا على رأسه بقوة ليسقط السيف من يده أرضا وتهاوى جسده على الأرض فاقدا للوعي

جثت آنيا على الأرض بتعب وهي تضع يدها على صدرها الذي لطخ بالدماء كما كان حال ظهرها وهي تحاول منع نفسها من الصراخ، تجمع الرجال حوله ليقول أحدهم
-هيا أحضروه
والتفت نحو كوني الذي كان يمسكه رجلين وقال
-علينا المغادرة حالا
ولكن صوت السيدة تيريزا تهادى لمسامعهم قائلا
-لا أعتقد هذا
التفت الرجل إليها حيث وقفت وديان بجانبها لتقول
-دعوا الشابان وشأنهما قبل أن تدفعوا ثمن ذلك غاليا جدا
ولكن الرجل قال بمكر
-لا أظن هذا
والتم باقي الرجال حولهما ليقول
-تمتعا بوقتكما أما نحن فعلينا المغادرة حالا
ولكن ديان قال بغضب
-لن تذهبوا إلى أي مكان
وانقض على الرجال الذين بدأوا بقتاله وقتال السيدة تيريزا فيما تسلل الباقين ومعهم كوني وآنيا لخارج المنزل.

ضمدت السيدة تيريزا ذراع ديان وما لبثت أن أمسكت قطعة قماش لتمسح بها الدماء التي ملأت ذراعه فيما كان هو جالسا بصمت والغضب الشديد يتفرس ملامح وجهه لدقيقة إضافية حيث انتهت السيدة من العمل ونظرت إليه وهما جالسان في صالة الجلوس لتقول
-كيف تشعر الآن؟
فأخذ نفسا عميقا لينظر إليها قائلا
-أنا بخير ولكنني لست واثقا أن آنيا كذلك
-لا تقلق عليها ستكون بخير
-ولكن ماذا ستفعل الآن؟ لا يمكن أن نصمت هكذا علينا أن ننقذهما
-لا عليك سنفعل هذا يا ديان
-متى؟
ابتسمت السيدة بهدوء مما دفع به للنظر إليها باستغراب فأجابت قائلة
-الآن
ونهضت لتردف
-هيا تعال
وهنا نهض الشاب عن الأريكة ليقف أمامها قائلا
-هل تعرفين المسؤول عن ذلك الهجوم؟
فابتسمت بثقة لتقول
-أنا من يعرفه.

فتح كوني عينيه ببطء وتعب وهو يشعر برأسه يدور بقوة وكأن هناك مطرقة تنصب عليه ضربا، تأوه بألم وهو على الأرض قبل أن يحرك جسده ليعتدل في جلسته على تلك الأرضية الباردة، دلك رأسه بألم لينظر إلى جانبه حيث كانت آنيا فاقدة للوعي بجواره فقال
-رينيه
وتقدم منها ليهزها من كتفها قائلا
-رينيه رينيه هيا أجبني يا فتى رينيه
هذا النداء المتكرر أجبر آنيا على الخروج من عالمها الأسود لتفتح عينيها بتعب حيث بدت الصورة أمامها مشوشة فيما تابع صوت كوني تردده في المكان
-رينيه هيا انهض رينيه
استجمعت الفتاة قوتها لتنظر للشاب الجالس بجوارها وقالت
-كوني
تنهد الشاب براحة فيما همت هي بأن تنهض عن الأرض ولكن جرحها انتفض بقوة مما رسم الألم على وجهها لتصرخ متألمة مما دفع كوني لإعادتها إلى الاستلقاء قائلا
-عليك ألا تتحرك جرحك بحاجة للعلاج
كزت الفتاة على أسنانها لتبتلع صرخاتها دقيقة قبل أن تقول
-أين نحن؟
فأدار كوني نظره حوله لتلك الغرفة الجرداء التي كانا موجودان فيها وقال
-لا فكرة لدي
ونهض ليتجه نحو الباب محاولا فتحه فيما تحاملت آنيا على نفسها واعتدلت في جلستها لتسند ظهرها للحائط وهي تلهث بتعب فيما عاد كوني ليجثو بجانبها قائلا
-إنه مغلق
-هذا سيء جدا
-لا تكن متشائما، دعني أرى جرحك
وهنا تمالك آنيا نفسها لتقول
-لا داعي إنني بخير
ولكنه قال بقلق
-رينيه إن جرحك ينزف بغزارة علينا أن نوقف ذلك قبل أن يزداد سوءا
ولكنها تابعت بإصرار
-لا عليك إنني بخير ويمكنني تحمل الأمر
-ولكن
وقبل أن يكمل كلامه فتح باب الغرفة مما شد انتباههما صوت فتح الباب فالتفت الاثنان إليه فيما وقف كوني وهو ينظر إلى القادم وبالتحديد لذلك الرجل الذي كان أصلعا فيما استقر خدش على جانب وجهه الأيسر من جبينه على ذقنه مما جعل منظره أشبه برجل عصابات، نظر كوني إليه بحسرة ليتنهد بتعب قائلا
-يا إلهي
رفعت آنيا نظرها إليه باستفهام فيما نظر هو نحو مضيفه ليقول بأسى
-ما الذي تريده يا كورنيل ؟
نظر الرجل إليه بحدة اعتلت ملامح وجهه وهو يستمع لتلك النبرة ليقول
-من الأفضل لك أن تصون لسانك يا كوني
ولكن الشاب نظر إليه ليقول بحدة
-لن أفعل طالما أنك لا تزال على طباعك وأفكارك المنحرفة هذه
رمقه الرجل بغضب وهو يكز على أسنانه مانعا نفسه من القبض عليه وتقطيعه، أما آنيا فنهضت وهي تستند للجدار خلفها وقالت
-من هذا يا كوني ؟
فقال بنبرة متعبة
- أفشل لصوص هذه المملكة
رمقته آنيا بعدم فهم فيما نظر هو للرجل الواقف أمامه وقال بجدية مصطنعة
-بالحق ألم تفكر ولو لدقيقة واحدة أن تيريزا تعرف انك وراء ذلك الهجوم الأخرق وأنها ستكون الآن في طرمقها إلى هنا لتخليصي أيها اللص الفاشل؟
وهنا قال الرجل بغضب
-فلتأتي في أي وقت تريده فأنا مستعد لها
وخرج من الغرفة مغلقا الباب خلفه بقوة فتنهد كوني بأسى وهو يدلك جبينه قائلا
-على لياندر أن يعلق هذا الرجل من رقبته على بوابة القصر كي يتعلم
والتفت نحو آنيا ولكن الدهشة اعتلت وجهه حين شاهد الشابة جاثية على الأرض وهي تضغط على صدرها بقوة كبيرة والألم مرسوم على ملامحها فيما غطي ظهرها بأكمله بالدماء، جثا كوني بجانبها ليضع يديه على كتفها قائلا
-رينيه ما بك؟
ولكن صوته بدا بعيدا جدا للفتاة التي حاولت أن تبقي نفسها مستيقظة ولكن صورته بدت مشوشة أمامها لتسقط فاقدة للوعي بين يديه فقال بفزع
-يا إلهي رينيه
ومددها على الأرض ليقول
-علي أن أوقف نزيف جرحه بأي طريقة كانت
ومد يديه ليفك أزرار قميصها ولكن الدهشة اعتلت وجهه بقوة فيما توقفت يديه عن الحركة.

امتطت السيدة تيريزا حصانها فيما كان ديان على ظهر آخر وهو يسير بجانبها ليقول
-ولكن ما الذي يريده ذلك الرجل بالضبط؟
-في الواقع ذلك الرجل لديه عداء شديد مع كوني بشكل كبير جدا فالأخير كان واحدا من الذين أوقفوا كل عملية من عملياته، وهدفه الوحيد هو القضاء عليه ولكنه للأسف لم يتمكن من ذلك خلال محاولاته كلها، فصحيح أن كوني مريض ولكن ذلك لم يمنعه من إيقاف كورنيل عند حده وتلقينه دروسا متتالية
عند هذا قال الشاب وهو ينظر لتلك المنازل التي بدت أمامه
-وأنا سأعطيه درسا مهما جدا مفاده ألا يحاول العبث مع ملك
ابتسمت تيريزا بخفة قبل أن توقف خيلها أمام المنازل التي وقف فيها كورنيل مع عدد من رجاله، ترجل الاثنان عن الخيول لتنظر تيريزا إليه قائلة
-أين كوني يا كورنيل؟
فنظر الرجل إليها بسخرية ليقول
-يستمتع بالضيافة
رمقته السيدة بهدوء لتقول
-دعه من يدك حالا
ولكنه أمسك سيفه وقال
-حاولي إجباري على ذلك
فأمسك ديان سيفه ليقول بغضب
-لقد نلك كفايتي منك يا هذا
وانقض نحو الرجال ليطيح بهم واحدا واحدا فيما أمسكت السيدة تيريزا سيفها لتقف أمام كورنيل قائلة
-هل ستستلم بهدوء أم أنك تريد أن ألقنك درسك المعتاد ؟
فنظر الرجل إليها بغضب ليقول
-سترين
وانقض نحوها بقوة ولكنها صدت ضربته بسيفها بيد واحدة.

وقف كوني ينظر للباب المغلق وهو يستمع لصوت الصراخ والسيوف في الخارج لدقيقة حين فتح الباب ليدخل ديان قائلا
-كوني
وتقدم نحوه ليقول
-هل أنت بخير؟
-أجل لا عليك
فيما وجه ديان نظره نحو آنيا التي كانت نائمة على الأرض وجسدها محاط ببعض قطع القماش، حدق ديان بها بدهشة وما لبث أن وجه نظره نحو كوني الذي قال بهدوء
-علينا أن ننقلها للطبيب بأسرع وقت ممكن فهي في حالة سيئة
وهنا تفادى ديان هذه الصدمة ليضع سيفه في غمده وتقدم ليحمل الفتاة بين يديه وخرج بها من الغرفة برفقة كوني.

القائدة ياندي
30-08-2012, 09:27
في غرفة الانتظار الصغيرة تلك كان ديان يدور حول نفسه أمام باب غرفة العلاج بتوتر شديد فيما كان كوني جالسا بصمت كحال السيدة تيريزا التي جلست بجانبه لترفع نظرها نحو الشاب قائلة
-ديان لقد أصبتني بالدوار هيا اجلس
فالتفت إليها ليقول بقلق
-لا استطيع لا أستطيع، إنني أعتبر نفسي المسؤول عن آنيا، إن أصابها هي أو الطفل أي مكروه فلن أكون قادرا على مواجهة ساندر وإخباره بأنني تركت زوجته فريسة لبعض المجانين الذين لا يجدون شيئا لفعله عدا ملاحقة الناس
-إن الطبيب سايرس من أفضل الأطباء هنا لذا اهدأ
-إذا كان كذلك فلم تأخر هكذا
ونظر للباب أمامه فيما تنهدت تيريزا بتعب لتقول
-إنه بجاحة للمزيد والمزيد من تمارين السيطرة على النفس
ابتسم كوني مجبرا على هذا التعليق فيما فتح باب الغرفة ليخرج منه الطبيب فوقف ديان أمامه وقال بلهفة
-ما الأخبار أيها الطبيب؟
فنظر الرجل إليه ليقول
-إنها لا تزال في حالة حرجة لقد فقدت الكثير من الدماء وهي بحاجة للراحة لأسبوعين كاملين على الأقل دون القيام بأي مجهود يذكر
-وماذا عن الطفل؟
-إنه بخير لقد تمكن من تفادي هذه الأزمة ولكن ما علينا فعله الآن هو الاهتمام بالسيدة فقد فقدت الكثير من طاقتها وستحتاج لتعويض كل ذرة منها مع الوقت
-وهل ستكون على ما يرام بعدها ؟
-هذا ما سنبذل جهدنا لفعله يا سيدي
وخرج من الغرفة فيما وقف ديان ليتنهد بتعب ومسح وجهه بكفيه ليقول
-يا إلهي
فيما قالت السيدة تيريزا
-ها قد اطمأننت عليها هل يمكنك أن تجلس؟
وهنا استسلم ليجلس على الأريكة المجاورة لها قائلا
-أقسم بأنني لن أتزوج طوال حياتي بعد هذا
فنظرت السيدة إليه بشك لتقول
-حقا؟
فهز رأسه إيجابا ليتابع
-إن كنت سأعاني هكذا فأنا أفضل البقاء أعزب
-هذه نظرية مثيرة للاهتمام في الواقع
-بلا شك
وحل نظره نحو كوني الذي حافظ على صمته وقال
-لم تتكلم منذ خرجنا من ذلك المكان يا كوني
فنظر الشاب إليه ليقول
-وما المفترض بي قوله بعد كل ما سمعته؟
-لا أعرف أي شيء
وهنا قال الشاب بتعب
-إن هذا أمر سيء جدا، هذه البطولة هي بطولة للبقاء وهذا جعلها خاصة للرجال ولا يسمح للنساء أن يشاركن بها، والمشكلة أنها ليست مجرد امرأة بل هي امرأة حامل وملكة جيونساي
نهض عن المقعد ليتابع وهو ينظر إليهما
-عندما اكتشفنا أنك ملك بيكانتلاي قررنا الاكتفاء بعدم دعوة بيكانتلاي للبطولة وهذا بحد ذاته يشكل خسارة فادحة لنا فالجمهور القادم من بيكانتلاي خلال هذه البطولة يقدر بـ25% من مجموع الجمهور الذي تستقطبه، والآن خسارة ما يقارب 20% من جيونساي هو أمر يفوق كل حساباتنا، إن هذا يعني أن البطولة ستجني أرباحا أقل بكثير من المتوقع وهذا يعود بالخسارة علينا
ساد الصمت على المكان فيما تنهد هو بتعب ليقول
-علي أن أخبر لياندر بهذا
واتجه ليغادر المكان فيما نظر ديان للسيدة تيريزا قائلا
-ما الذي سيفعله لياندر في رأيك؟
-لا أدري يا ديان فهذا الأمر لم يسبق له أن حدث من قبل
وهنا تنهد الشاب بتعب ليرفع نظره نحو الباب قائلا
-أرجو أن يمر الأمر على خير.

تقدمت ريما نحو ساحة المدرسة حيث كان لوان وكينار جالسان مع مجموعة من الطلاب وهي تمسك تلك الأوراق بين يديها، تقدمت لتقف أمامها لتقول
-يا شباب
التفت الاثنان إليها وقال لوان
-ما بك؟ تبدين متفاجئة
-أجل فقد أرسل كوني رسالة يطلب فيها منا العودة إلى القلعة
فقال كينار باستفهام
-أي قلعة؟
-مقر الفرقة الخاصة
فيما قال لوان
-ولكن لماذا؟ لا يزال لدينا أربعة أيام هنا
فهزت كتفيها جهلا لتقول
-لا فكرة لدي.

-سنغادر
صرخ داني بقوة وسعادة وهو يرقص في الحقل فيما وقف رامي وفادي وإيلانا والمدرب شونسيار يراقبونه بخيبة ليقول الأخير بحسرة
-إنني مستعد لدفع حياتي ثمنا لأعرف ما الذي يدفع لياندر لإبقاء هذا المعتوه ضمن الفرقة الخاصة
فقال فادي بخيبة
-وأنا معك في هذا يا سيدي
أما رامي فقال باستمتاع
-سأوصل له هذه الطلب أيها المدرب
فيما ضحكت إيلانا باستمتاع وهم يراقبون الشاب الذي تابع رقصه احتفالا بتخلصه من أسوء كوابيس حياته.

في مكتب لياندر في القلعة جلس الرجل وأمامه أعضاء فريقه الخاص جميعا والذين كان الصمت يسيطر عليهم لدقيقة حين قطع لياندر هذا الصمت قائلا
-وكيف أصبحت الآن؟
فقال كوني
-إنها بخير قال الطبيب أن عليها بالراحة كي تستعيد عافيتها من أجلها ومن أجل الطفل
فيما نظر آرون نحو داني الذي بادله النظر وهو ما شد انتباه كوني الذي قال
-هل هناك شيء ما؟
فتنهد داني بتعب ليقول
-أجل
وهنا قالت لانا باستغراب
-وما هو؟
-في الواقع لقد عرفت أن رينيه هو فتاة أثناء وجودنا في القلعة
وهنا قال لياندر بحذر
-و؟
فتنهد الشاب بتعب ليقول
-لقد تبين لي أنها تعرف شقيقي
اعتلت الدهشة ملامح الشبان فيما حافظ لياندر على صمته ليردف داني
-لقد أخبرتني بحقيقة القلادة التي احملها وقالت أن شقيقي يحملها أيضا
فيما قالت ريما
-ومن هو شقيقك إذن؟
-إنه زوجها
ضرب كوني جبينه بخيبة فيما نظر داني للياندر وقال
-عندما عثرت علي قبل عشر سنين هل كنت تعرف أي شيء عن شقيقي ؟
فأجاب الرجل بهدوء
-كلا يا داني، فعندما عثرت عليك كانت قريتك بأكملها محطمة ولم يكن فيها أحد على قيد الحياة
حافظ الشاب على صمته فيما قالت ريما باستفهام
-أهذا يعني أن آنيا هي زوجة شقيقك؟
فقال بأسى
-أجل
أما لانا فقالت بفزع
-هذا يعني أنك عم الطفل
رمقها داني باستفهام فتابعت بتلك اللهجة
-يا له من مسكين سيفتح عينيه على الحياة ليجد مغفلا مثلك عمه
كز داني على أسنان بغضب فيما بدت ابتسامة مرغمة على وجه كوني ولياندر في حين راقبه آرون بتوتر ليقول
-لا داعي للغضب يا صديقي
أما كوني فنظر إلى لياندر وقال
-والآن ما العمل؟
فصمت الرجل لدقيقة دون أن يجيب والباقين يراقبونه حين قال
-اطلبوا لي أولئك الشبان للاجتماع.

وفي قاعة الاجتماعات كان الشبان العشر جالسون فيها ليقول فادي
-هذا فعلا لا يصدق
فيما قال رياد وهو ينظر لآنيا بشك
-هل أنتِ واثقة أنك فتاة؟
رمقته آنيا بحدة لتقول
-ماذا يعني هذا؟
فقال ديان بسخرية
-ثقي بي أنت تعرفين الجواب مسبقا
ولكن آنيا عاجلته بلكمة من مرفقها على معدته مما رسم الألم على وجهه وقالت برضى
-تستحق هذا
ضحك الشبان باستمتاع فيما قال رامي مخاطبا ديان
-لا تعبث مع امرأة حامل يا صديقي
وأضاف باكي
-أنا أتفق مع هذه النظرية
رمقهم ديان بغضب ليقول
-إنها أصلا لا تمد لجنس الإناث بصلة
وقبل أن تهم آنيا بالهجوم عليه أمسكها فادي وكينار فصرخت بقوة
-دعاني
ولكن كيار قال
-اهدئي يا فتاة هذا ليس جيدا للطفل
وهنا فتح باب القاعة ليدخل لياندر وشبانه فوقف داني يراقب ما يحدث باستغراب ليقول
-ما الأمر؟
ولكن آنيا أمسكت تلك الوسادة من على الأريكة لترميها نحوه مباشرة فأصابته بوجهه وأسقطته أرضا لتقول بغضب
-لا تتدخل فيما لا يعنيك
نظر آرون لرفيقه الملقى على الأرض وقال بشفقة
-يا لك من مسكين
جلست آنيا على الأريكة مكتفة يديها بتجهم فيما ابتعد فادي وكينار عنها ليهمس الأول لديان
-هل هي هكذا دائما؟
-فقط عندما تفشل إحدى خططها
فقال الشاب بدهشة
-وهل كانت خطتها أن تبقى بصورة شاب؟
-صدق أو لا أجل
أخذ لياندر وشبانه مجلسهم لينظر الرجل نحو آنيا وقال
-إذن جلالة الملكة
فرمقته الفتاة بغضب لتقول
-ماذا؟
-يبدو أنك في مزاج سيء
-تعتقد؟
ورمقت كوني بنظرات قاتلة ليقول
-خصوصا بعد أن أعلن أحدهم حقيقتي للعالم بأكمله
وهنا قال الشاب باعتراض
-إن هذا لمصلحتك أساسا
فقالت بغضب محاولة تماسك أعصابها
-لم يعينك أحد وصيا علي
فيما قال لياندر
-اسمعيني يا آنيا
نظرت الشابة إليه باستفهام فتابع هو
-لن يكون بإمكانك المشاركة بالبطولة
وهنا صرخت بغضب
-ماذا؟
-كما سمعت هذه معركة للبقاء ووجود امرأة حامل داخلها ليست ضمن مخططاتنا
فقالت بغضب
-إن هذه المرأة الحامل أفضل بمئة مرة من أتباعك المغفلين حضرة القائد
-لا يهمني لسانك الطويل يا عزيزتي سوف تبقين في ضيافتنا حتى انتهاء البطولة
حدقت الفتاة به بشحوب فيما تابع هو
-ونحن سنتكفل بإحضار مقاتل آخر للمشاركة في البطولة بدلا منك
فقالت بنبرة حازمة
-هذا لن يحدث
رمقها الشبان بدهشة فيما تابعت هي
-لن يأخذ أحد مكاني وسأشارك في هذه البطولة وسأفوز بها وإن كان لديك أي اعتراض فأبقه لنفسك
وهنا قال ديان بحدة
-آنيا
تجاهلت آنيا كلامه وتابعت وهي تنظر نحو لياندر
-وإلا أعدك بأن هذه البطولة ستقلب بأكملها فوق رأسك يا سيدي
-وكيف ستفعلين هذا بالضبط؟
فقالت بنبرة ماكرة
-من تمكنت من قلب الإمبراطورية الكبرى على رأس القائد روماريو لن تعجز عن قلب بطولة غبية على رأسك
رمقها الرجل بحذر فيما قال كوني بشك
-ماذا؟
-كما سمعت وإن أردت أن تتأكد اسأله
وأشارت بيدها نحو ديان فنظر لياندر إليه باستفهام فتنهد الشاب بتعب وقال
-إن كلامها صحيح مئة بالمئة
ابتلع داني رمقه بصعوبة ليقول برعب
-أين رمى أخي نفسه بالضبط؟
فهمس آرون مجيبا إياه
-في الجحيم
أما آنيا فنظرت إلى لياندر لتتابع قائلة
-ثم بالنسبة لكونها بطولة للبقاء دعني أخبرك باسم كل الشبان هنا أننا قررنا أن لا أحد سيموت في هذه البطولة
رمقها الرجل بغضب ودهشة ليقول
-ماذا؟
فتابعت بأسلوب قوي
-كما سمعت لياندر، سنشارك بالبطولة لا غبار على هذا، ولكن لا أحد منا سيقتل الآخر أيا كان السبب هذا ما اتفقنا عليه منذ أول ليلة لنا هنا، سنقدم عروضا رائعة تشد انتباه الناس من كل المراحل والفئات ولكن أحدا منا لن يقدم على قتل رفيقه فقط من أجل المتعة
ولكن الرجل قال بغضب
-هذا ليس على مزاجكم
ولكنها قالت بنبرة قوية وحازمة
-لقد قررنا هذا وانتهى الأمر ولم يطلب أحد رأيك، وثق بي لا يزال عرضي بشأن هدم البطولة فوق رأسك قائما
ساد الصمت الحذر على المكان وكل واحد ينظر إلى المعركة المشتعلة بين آنيا ولياندر، الرجل بدا غاضبا جدا بشأن هذا الإعلان فيما حافظت آنيا على ثبات أعصابها وهي تراقبه دون أن يرف لها جفن واحد، مرت دقيقة على هذه الحال قبل أن يأخذ لياندر نفسا عميقا مهدئا أعصابه ونظر نحو آنيا ليقول
-تبدين واثقة من نفسك سيدتي
فقالت بمكر
-لقد كنت رينيه لعدة ساعات ماضية أليس كذلك؟
-لا شك ولكنك لست كذلك الآن؟
فوقفت عن الأريكة أمامه لتمسك سيفها ومدته لتضعه على رقبته مردفة
-لا تكن واثقا بهذا كثيرا، لقد اكتسبت من رينيه صفات أكثر مما أعطته آنيا ويمكنك القول أنني مزيج فريد من الاثنين لذا إما أن توافق على كلامي أو أن تبارزني لتوافق عليه أيضا وفي كلتا الحالتين ستوافق
-إنك واثقة من نفسك كثيرا
-إنني كذلك، فحتى لو لم أكن فارسة فأنا ملكة يا سيدي واعرف تماما كيف أحصل على ما أريد مهما كانت الوسيلة
-حقا؟
-بالطبع والآن ما رأيك؟ ستدعني أشارك في البطولة أم أنهيها لك قبل أن تبدأ؟
أسند الرجل وجهه ليده على الأريكة ليقول وهو ينظر إليها
-لنفترض أنني لم أوافق ماذا ستفعلين؟
فابتسمت بمكر وقالت وهي تدور حول الطاولة
-يمكنني أن أقوم باغتيالك، أو أستطيع التسبب بحالة من الفوضى في المملكة برسالة واحدة ترسل للملك تخبره فيها بإمكانية حدوث انقلاب هنا، هذا قبل البطولة أما خلالها فيمكنني أن أمنع كل واحد من هؤلاء
وأشارت بيديها للشبان مردفة
-من المشاركة سواء بإرادته أو رغما عنه، أو بإمكاني نشر إشاعة صغيرة بين جمهور البطولة أتسبب فيه بمغادرتهم هذه البلاد للأبد
مع كل كلمة كانت تقولها كان الشحوب يعتلي ملامح الشبان لتهمس ريما لكوني
-هل أنت واثق بأنها ملكة؟
-بدات أشك في هذا
أما فادي فهمس في أذن جون
-إنها أكثر جنونا من رينيه نفسه
-لا شك في هذا
أنهت آنيا كلامها لتنظر للياندر قائلة
-أتريد أن أخبرك بالمزيد يا سيدي؟
ابتسم الرجل باستمتاع ليقول
-وهل لديك المزيد من الأفكار؟
فقالت بتكبر
-وهل لديك وقت كاف لسماعها؟
-في الواقع لا ليس لدي
-إذن ما هو ردك؟
-ولكن هل أنت قادرة على المشاركة في البطولة أساسا؟
-طبعا
-آنيا أنت حامل
كزت الفتاة على أسنانها بغيظ لتقول
-وما المشكلة في هذا؟ ستتعلم جولييت القتال منذ طفولتها هذا ليس سيئا
وهنا قال آرون بغباء
-من جولييت؟
فنظرت إليه لتقول بنفاذ صبر
-ابنتي
-آه
ولكن داني قال باعتراض
- هذا اسم قبيح
رمقته آنيا بغضب فأغلق فمه بيديه فيما عادت هي لتنظر إلى لياندر وقالت
-ثم إنني من أفضل المقاتلين هنا، ولمعلوماتك حتى ديان لم يهزمني على الرغم من كوني حامل
رمقها ديان ببرود لتتابع هي
-إذن؟
راقبها الرجل بصمت وهي تحدق به بعناد ليقول
-ولِم أنتِ مصرة على هذه المشاركة؟
-لأنني أريد أن أنهي ما بدأت به والآن ستقبل أم لا؟
-على شرط واحد
فقالت بلهفة
-وما هو؟
-لن أكون مسؤولا عن أي حادث قد يصيبك أنتِ أو طفلك واضح؟
فقالت برضى
-أجل واضح
-جيد إذن اتفقنا
-اتفقنا
وابتسمت بنصر وثقة فيما كان الشبان يراقبونها بدهشة فيما كان ديان يراقبها بصمت فإن سمح لها بالقيام بما تفكر به فإن نهايتها ستكون أكيدة لذا عليه أن يتصرف بسرعة.

جلس لياندر في مكتبه حين طرق باب المكتب فقال
-تفضل
فتح الباب ودخل ديان قائلا
-لياندر
رفع الرجل نظره نحوه وقال
-أهلا ديان تفضل
تقدم الشاب ليجلس أمامه قائلا
-يجب أن أتحدث معك بأمر مهم
-وما هو؟
-آنيا
-وما بها تلك المجنونة؟
-يجب ألا تسمح لها بالمشاركة
-لقد رأيت بنفسك ما فعلت يا ديان
-لا يهمني حقيقة ما فعلت يا لياندر، تلك الفتاة حامل وهي صديقتي وزوجة لأعز أصدقائي ولن أقف مكتوف اليدين أراقبها وهي ترمي نفسها في الهاوية هكذا، إن لم يكن لأجلها فمن أجل الطفل الذي تحمله
-وكيف يمكنني أن أساعدك في هذا؟
-اسمعني أعرف أنكم قد قررتم استبعاد بيكانتلاي من الدعوة للبطولة وهو ما دفع بكم لخسائر فادحة صحيح؟
-أجل
-وأنا مستعد أن أعيد لكم دعوة المملكة مع وعد مني بألا يؤثر ذلك على مشاركتي
راقبه الرجل باهتمام وقال
-وكيف ستفعل هذا بالضبط؟
-يمكنني أن أقول بكل بساطة أنني مشارك في البطولة كدعاية إضافية وأن هذا جاء بناءا على دعوة من ملك رايسال ولا أحد سيعارض ذلك فأنا الملك في النهاية
-وهذا مقابل أن؟
-أن تساعدني على استدعاء الشخص الوحيد القادر على الوقوف في وجه آنيا
-ومن هو؟
-زوجها ساندر
-ملك جيونساي
-أجل إنه الوحيد القادر على إيقافها وإعادتها لرشدها وأنا سأبذل كل جهدي لمساعدتك في إنجاح البطولة
-ولنقل أن آنيا قد انسحبت فإننا سنحتاج لمقاتل بديل لها
-أنا أملكه
-ومن هو؟
-سأدفع بنائب رئيس فرسان الحرس الملكي مكانها
-وهل يمكنك هذا؟
فقال الشاب بنبرة لوم
-إنني ملك بيكانتلاي في النهاية يا لياندر
راقبه الرجل بصمت فيما نهض ديان وقال
-فكر بالأمر جيدا، إن هذا يعني الفائدة للجميع أنا وأنت وآنيا، لذا أنتظر ردك
واتجه هاما بالخروج وقبل أن يمد يده ليمسك مقبض الباب قال لياندر
-توقف مكانك.

جلس ساندر على تلك الأريكة في المكتب الملكي وهو يحدق بورقة في يده بشرود شديد، لا يزال حتى هذه اللحظة يحاول معرفة مكان اختفاء آنيا ولكن بلا جدوى، لقد فتش كل الأماكن التي من الممكن أن تذهب إليها ولكنه لم يتمكن حتى الآن من العثور على أي شيء، تنهد بتعب وترك الورقة من يده ليدلك جبينه حين سمع صوت لورانز يقول
-عليك أن ترحم نفسك يا سيدي
رفع الشاب نظره نحوه مستشاره الذي تقدم ليجلس أمامه وقال
-لا أستطيع فعل هذا يا لورانز لا أستطيع
-ولكن هذا لن يعيد الملكة بخير، عليك أن تدعو كي تكون على ما يرام وأن تهتم جيدا بما تركته لك
-ولكن اهتمامي هذا هو من أوصلنا إلى هذه الحال أساسا؟
راقبه لورانز باستغراب فيما أسند الشاب رأسه للأريكة مغمضا عينيه، فتح باب المكتب ليدخل باتريك الذي وقف ينظر لسيده بدهشة وما لبث أن وجه نظره نحو لورانز مستفهما فهز الأخير رأسه سلبا، تقدم الرجل ليقف أمام ساندر وقال
-سيدي
فتح الشاب عينيه لينظر إليه قائلا
-ما الأمر؟
فمد له ذلك الظرف ليقول
-لقد وصل هذا من رايسال قبل قليل ويقول الرسول الذي حمله أنه عاجل
تناول الشاب الظرف ليضعه على الطاولة قائلا
-هلا تركتماني قليلا
نهض الاثنان ليغادرا المكان حيث نظر قائد الجيش لرفيقه وقال
-والآن ماذا سنفعل؟ إنه في حال سيئة
-لست أدري يا باتريك
وفي الداخل أمسك الشاب الظرف وفتحه ليمسك الرسالة وبدأ بقراءتها دقيقة حين اعتلت الدهشة وجهه ليحل محلها السرور الشديد بعد ثانية واحدة.

سارت آنيا برفقة داني وآرون في ساحة القلعة والشك مرتسم على ملامحها وهي تتحدث قائلة
-أجل هذا الأمر لا يريحني مطلقا
ولكن آرون قال باستغراب
-ما الذي لا يريحك بالضبط؟ أنتِ من أراد من ديان أن يتركك وشأنك وعندما فعل هذا تشكين به
-ولكن موافقته هذه هي التي تثير شكوكي
فقال داني
-هلا شرحت الأمر؟
-إن ديان من النوع العنيد الذي لا يستسلم بسهولة وموافقته الهادئة واليسيرة على ما أنا مقدمة عليه يجعلني أشك بأنه يخطط لأمر ما وعلي اكتشافه
رمقها الشابان باستفهام فيما التفتت هي إليهما وقالت
-وأنتما ستساعدانني على ذلك.

أما ديان فكان جالسا مع جون ورامي في قاعة دائرية مركزها هو ذلك البيانو الذي استقر في المنتصف، جون جلس على البيانو وهو يعزف فيما كان رامي وديان جالسان يستمعان له لعدة دقائق إضافية حين فتح باب القاعة ليدخل داني والتجهم يعتلي وجهه، توقف جون عن العزف وحول نظره مع رفيقيه نحو الوافد الذي وقف أمام ديان وقال ببساطة
-هل لك أن تخبرني لِم وافقت على مشاركة آنيا في البطولة بسرعة؟
رمقه ديان باستغراب فيما دخلت آنيا برفقة آرون وهي تقول بحقد
-داني
فنظر إليها وقال مدافعا عن نفسه
-ماذا؟ إن السؤال المباشر هو أفضل من خططك التي تنتهي بي دائما في وجه المدفع
رمقته الشابة بحقد فيما اختبأ هو خلف رامي أما آرون فتنهد بتعب وقال
-يا إلهي
ابتسم ديان وهو يراقب ما يحدث فيما قال جون
-ولكنكِ من أصر على موافقة ديان يا آنيا
-أعرف هذا ولكن موافقته السريعة تلك لا تريحني
ونظرت إليه لتقول بحذر
-ما الذي تخطط له بالضبط؟
-أتريدين فعلا أن تعرفي ؟
-أجل
وهنا قال باستمتاع
-لا داعي للعجلة يا عزيزتي ستعرفين الجواب مساءا
راقبته الشابة بحذر كحال الباقين وهم يحاولون معرفة ما يدور بباله.

.

القائدة ياندي
30-08-2012, 09:27
وفي مكتب لياندر جلس كوني أمام رئيسه وقال
-هل أنت واثق مما فعلته يا لياندر؟
فهز الرجل رأسه إيجابا وقال
-إنه عرض ينصب في صالحنا، فبهذه الطريقة لن نخسر أي من المملكتين في الدعوة وقد نحصل على مزيد من المشاركة الجماهيرية عندما نعلن مشاركة ملك في البطولة وهو ما يبدو لي فكرة ممتازة في الواقع، ومن جهة ثانية كل ما يهم ديان هو منع تلك الفتاة من المشاركة بالبطولة وما دام سيضم عضوا آخر مكانها فلا مشكلة بالنسبة لي وثق بي فرسان الحرس الملكي لبيكانتلاي ليسوا كأي فرسان عاديين
-ولكن ماذا عن داني؟
-مابه؟
-هل نسيت أن زوجها هو شقيقه؟
-إذن هذا يعني أنه سيقابله أخيرا ما المشكلة في هذا؟
-لا أدري لست مرتاحا للأمر
ونظر إليه بتردد ليقول
-هل تعتقد أنه سيغادر معه؟
راقبه لياندر بصمت لدقيقة قبل أن يقول
-أهذا ما يخيفك؟
-للحق أجل، لقد قضينا معا نصف حياتنا ورحيله الآن بهذه البساطة سيكون صعبا جدا لا سيما على آرون أنت تعرف مقدار تعلقهما ببعض
-أعرف هذا ولكن قرار الرحيل سيكون بيد داني وحده وأنتم عليكم جميعا تقبل أي شيء يتخذه
صمت كوني دون أن ينطق بحرف واحد فيما راقبه لياندر بصمت، صحيح أنهم أشبه بالأخوة وقد ترعرعوا مع بعضهم منذ كانوا أطفالا ولكن لا أحد يمكنه التنبؤ بما يمكن أن يحدث غدا لا أحد.

وقفت ريما مع لانا وهما تنظران للحرس الذين كانوا مشغولين بترتيب وتنظيف الساحة الأمامية بجد لتقول
-ما الذي يحدث هنا بالضبط؟ لم كل هذا النشاط؟
-وما أدراني لقد أصدر لياندر أوامره بأن يرتب المكان وينظف استعدادا لاستقبال ضيف مهم
-ماذا؟ ومن متى يأتي الضيوف إلى هنا؟ إن لياندر يستقبلهم في القصر عادة؟
-لا فكرة واضحة لدي ولكنه قال أن الموضوع مهم جدا
-ذلك الرجل يخطط لشيء ما
-وهل اكتشفت هذا الآن يا عزيزتي؟
قالت بنبرة ساخرة فيما استمرتا بمراقبة العمال.

جلست آنيا برفقة داني وآرون وفادي في صالة الطعام حول المائدة التي غصت بأنواع الطعام المختلفة وهم يتناولون طعامهم فيما آنيا تتحدث قائلة وهي تلعب بطبق الأرز بملعقتها
-علي أن أعرف ما الذي يخطط ذلك المزعج له، إنه يخطط لمصيبة هذا واضح في نبرة كلامه، يجب أن أعرف عن ماذا كان يتحدث، وما الذي سيحدث مساءا؟، إن لم أعرف سأصاب بالجنون وسأفقد كل ذرة عقل باقية لي
راقبها الشبان بلوم ليقول فادي
-ألا تلاحظين أنك تحملين الموضوع أكثر مما يتحمل ؟
فنظرت إليه لتقول
-بالطبع لا، إن ذلك الشاب داهية عندما يصمم على أمر ما وأنا أعرف تماما أنه لا يريدني أن أدخل إلى تلك البطولة وهذا يقودني للتفكير بما أنه قد وافق على دخولي هكذا بكل بساطة فإن لديه خطة واضحة سيستعملها لمنعي من ذلك ولكن ما هي؟ ما هي؟ ما هي ؟
وهنا قال داني
-لست واثقا إن كنت أوافقك الرأي على هذا في الواقع أنت تبالغين كثيرا
-كلا لا
وقبل أن تكمل كلامها ارتفعت أصوات الأبواق في المكان بقوة فقال آرون
-ما هذا؟
نهض الأربعة عن المقاعد ليتجهوا إلى النوافذ المطلة على الساحة حيث شاهدوا تلك العربات تدخل إلى الساحة وسط استقبال رسمي مميز فيما الساحة امتلأت بالجنود بالزي الرسمي فيما كان لياندر واقفا برفقة كوني وديان على بعد منهم، راقبت آنيا ما يحدث باستغراب لتقول
-ما الذي يحدث بالضبط؟
فقال داني
-لا فكرة لدي
توقفت العربات الأربع أمام وفد الاستقبال لتفتح الأولى وترجل منها ساندر برفقة تيان وديا، حدقت الفتاة به بذهول لتصرخ بقوة
-ساندر
وأسرعت خارجة من القاعة فيما تبادل الشبان النظرات ليقول فادي
-من هو هذا؟.

تقدم ساندر نحو لياندر الذي قال
-لقد شرفتنا بزيارتك هذه سيدي الملك
وانحنى أمامه بهدوء فقال ساندر بنبرة هادئة
-يسرني هذا
فيما وجه نظره نحو ديان ليقول
-ما أخبار جلالة الملك؟
فتقدم الشاب نحوه ليعانقه بحرارة بادله ساندر إياها وقال
-إنني سعيد جدا برؤيتك يا سان
-وأنا كذلك
وابتعد عنه لينظر لتيان الذي قال
-أقسم أنك قد أسقطت قلبي من مكانه يا ديان
فابتسم الشاب بخفة وعانقه بحرارة ليقول
-صدق أو لا لقد افتقدك كثيرا
-وأنا كذلك
فيما تقدمت ديا نحوه وهي تحاول كتم دموعها فنظر الشاب إليها وقال
-لم تبكين يا فتاة؟
وهنا لم تتمالك نفسها من معانقته بحرارة كبيرة وهي تقول
-أتسأل بعد كل ما حدث؟
-اهدئي يا عزيزتي أنا بخير
خرجت آنيا من القلعة بلهفة لتتجه إلى حيث وقفوا وصرخت بقوة
-ساندر
التفت الشاب نحو زوجته لتعتلي ملامح السرور الشديد وجهه وقال
-آنيا
تقدمت الفتاة منه لتعانقه بقوة كبيرة كما فعل هو، لقد اشتاق لضمها بين يديه منذ فترة طويلة جدا وقد افتقدها فعلا إن ضمها هكذا هو أكثر ما رغب به طوال الأيام الماضية، في الأعلى وقف داني ينظر بصمت للقاء المحموم بين شقيقه وزوجته برفقة آرون وحدهما، راقبه آرون بقلق فهو يبدو أكثر توتر مما كان يعتقد، ابتعدت آنيا عن ساندر الذي قال وهو يضع يديه على كتفيها
-هل أنت بخير؟
فابتسمت وهزت رأسها إيجابا لتقول
-أجل أنا بأفضل أحوالي
-هل أنت واثقة من هذا؟
-أجل يا ساندر أنت تعاملني كأمي
ولكنه قال بلوم
-إنني زوجك إن كنت قد نسيت هذا
ابتسمت بمرح لتعانقه بحرارة مرة أخرى فيما قال تيان مخاطبا ديان
-لديك الكثير لتشرحه أيها الملك
فابتسم الشاب بخفة، أما آنيا فابتعدت عن ساندر بقوة لتقول بغضب
-ما الذي تفعله هنا؟
نظر الشاب إليها باستفهام كحال الباقين ليقول
-ماذا؟
فتابعت بتلك اللهجة الحادة
-كيف وصلت إلى هنا؟ من أخبرك بمكاني؟
ولكن الجواب انبثق في رأسها لتلتفت إلى ديان بقوة قائلة بغضب
-أنت
فابتسم الشاب بخفة دون أن يتكلم مما أفقد الفتاة أعصابها لتصرخ بقوة
-سأقتلك
وهمت بالانقضاض عليه ولكن ساندر أمسكها ليدير وجهها نحوه قائلا
-ما رأيك أن تتركي ديان بمفرده وتكلميني أنا؟.

في صالة الجلوس جلست آنيا أمام ساندر فيما جلس ديان أمامها مع تيان وديا ليقول
-هذا هو الموضوع إذن؟
فهز ديان رأسه إيجابا وقال
-أجل، وقد اتفقت مع لياندر على أن تيان سيحل مكان آنيا والباقي الآن عليك يا صديقي
رمقته آنيا بحقد لتقول
-أغلق فمك أنت، فحسابي معك لاحقا
ابتسم الشاب برضى ليقول
-أرني ما لديك
كزت الفتاة على أسنانها محاولة منع نفسها من الانقضاض عليه أما تيان فقال بتعب
-ولكن ما علاقتي أنا لتدخلني في هذا الصراع؟
تجاهل ديان هذا الاحتجاج ونظر لساندر
-عليك أن تقوم بعملك لتمنع زوجتك الحامل من المشاركة هذه مسؤوليتك
فقال الشاب بحزم
-ومن قال أنها ستشارك؟
نظرت الشابة إليه بحدة وقبل أن تهم بفتح فمها قال
-لن تشاركي في أي قتال يا آنيا فصحتك وسلامة الطفل أهم من شيء الآن، وبكل تأكيد أهم من مغامراتك البطولية وأفكارك المجنونة هل هذا واضح؟
-ولكن
فقاطعها بقوة
-لا أريد سماع أي كلمة إن أقصى ما ستفعلينه هو مشاهدة البطولة من المدرجات
-أنا
فعاد لمقاطعتها
- أنت امرأة حامل بطفلها الأول وهو ما يعني أنك بحاجة للراحة المطلقة دون أي نقاش
-ولكن
-لا يوجد لكن، ستبقين تحت رقابتي حتى تلدين لن أسمح لك بالغياب عن نظري ولو لدقيقة واحدة هل هذا واضح؟
قال جملته الأخيرة بنبرة قوية مما دفع الشابة للتنهد بتعب إنها تعرف زوجها جيدا وفيما يتعلق بهذه الأمور لن تتمكن من تغيير رأيه مهما حاولت وحتى لو قاطعته لشهر كامل، فما يهمه هو سلامتها وليس رضائها، تنهدت باستسلام لتقول
-حسنا
ارتسمت الراحة على وجهه ليقول
-ممتاز
ولكنها أكملت
-ولكننا لن نغادر حتى انتهاء البطولة
-لا مشكلة
-جيد
والتفتت لديان لتقول بحدة
-وأنت حسابك لم ينتهي بعد ثق بذلك
-أنتظر ما ستفعلينه
فقال ساندر مجيبا بدلا منها
-لن تفعل شيئا
اعتلت ملامح اليأس وجهها فيما قال تيان
-لقد طور نفسه كثيرا يا آنيا لا يمكنك مجاراته
فنظرت إليه بيأس لتقول
-أخبرني بشيء لا أعرف
ضحك الشبان الثلاثة باستمتاع فيما مسحت الفتاة وجهها بيديها لتستعيد توازنها ثم نظرت إلى زوجها لتقول
-إن لدي لك خبرا رائعا
-وما هو؟
-لقد وجدت شقيقك
هذه الكلمات بدت غريبة لكل من ساندر وتيان الذي قال
-من؟
فيما نظر ساندر إليها بحذر لتردف هي شارحة
-إن الشاب الذي اختطفني يحمل نفس القلادة التي تحملها
-ماذا؟
-أجل وقد رأيتها معه قبل فترة وهو يدعى داني
أخرج ساندر قلادته من حول رقبته لينظر إليها بتوتر قائلا
-هل أنت واثقة من هذا؟
فنظر ديان للقلادة التي كانت نسخة عن قلادة داني فقال
-أجل لقد كانت قلادته تشبه هذه تماما
رمقها الشاب بقلق شديد بدا على وجهه فيما تابعت هي بحماس
-أجل يا سان إنه شقيقك سام، إنه ليس ميتا إنه حي وهو يشبهك كثيرا بالمناسبة
حدق الشاب بتوتر وهو يحس بقلبه ينبض بقوة ليقول
-وأين هو؟
فنهضت لتقول
-تعال لأريك
وسحبته من يده ليخرجا من القاعة فيما نظر تيان إلى رفيقه قائلا
-أكانت جادة في كلامها؟
-أجل
-وما القصة بالضبط؟.

طرقت آنيا باب غرفة داني وساندر بجانبها لتقول
-داني داني هيا افتح الباب أنا آنيا ومعي ضيف مهم داني
ولكنها لم تلقى إجابة فقالت باستغراب
-أين هو؟
فنظر ساندر إليها ليقول بشك
-هل أنت واثقة من هذا يا آنيا؟
فهزت رأسها إيجابا وقالت
-أجل وأنا واثقة أنك ستتذكره مباشرة عندما تراه
صمت الشاب دون أن يجيب فقالت آنيا
-ما بك؟
فنظر إليها وقال
-المشكلة ليست إن كنت سأذكره ولكن هل سيفعل هو ذلك؟
فابتسمت بحماس وقالت
-أجل أنا واثقة من هذا هيا لنبحث عنه
وسارا معا في الممر لتقول
-علي أن أقر أنه يشبهك كثيرا
-حقا؟
-أجل حتى أنني شككت بأنني أعرفه منذ أول مرة رأيته فيها
ونظرت للأمام لترى آرون يسير نحوها فقالت
-ها قد جاء الفرج
توقف آرون أمامها فيما قالت هي
-آرون أين داني؟
-وما الذي تريدينه منه؟
فأشارت لساندر قائلة
-هذا ساندر إنه شقيقه
راقبه آرون بتردد فيما قالت
-سان هذا آرون وهو صديق داني المقرب
فابتسم الشاب بخفة ليمد يده مصافحا وقال
-سعيد برؤيتك
صافحه آرون بتردد فيما قالت آنيا
-أين داني؟
-إنه في قاعة المبارزة
-حسنا سنذهب إليه هيا سان
وغادرا المكان فيما بقي آرون واقفا يراقبهما بصمت والأسى بادٍ على ملامح وجهه.

وفي الصالة وقف داني وهو يرتب السيوف التي كانت مرمية على الأرض بصمت وشرود وعقله يفكر في شيء واحد، إنه لم يشعر بذلك الحماس الذي كان من المفترض أن يشعر به، إن شقيقه على بعد خطوات منه ولكن ما الذي يضمن له أنه سيرحب به، صحيح أن آنيا قالت الكثير عن رغبته به ولكن هذا الأمر أصبح واقعا الآن والتعامل معه سيكون مختلفا عن التخيلات، إنه لا يدري كيف سيتصرف أو ماذا يجب عليه أن يفعل، إن هذا الأمر صعب جدا فهل سيرحب به ام سيرفضه؟، وهل سيتذكره أم سينكره؟، وهل سيدعوه لأن يكون جزءا من حياته أم سيبعده؟، تنهد بتعب وهو يستند للحائط ليقول
-يا إلهي ما الذي سيحدث الآن؟
فسمع صوت آنيا تقول
-ستقابل شقيقك
التفت الشاب إليها بدهشة حيث وقفت أمامه برفقة ساندر الذي كان يراقبه بذهول سيطر على ملامحه، نظر داني إليه بتردد شديد دفعه لإبعاد عينيه عنه فيما وقفت آنيا بينهما لتقول
-داني دعني أقدم لك زوجي ساندر وشقيقك الأكبر، ساندر هذا هو داني وهو أحد أعضاء الفرقة الخاصة وشقيقك الأصغر
حدق ساندر بالشاب الواقف أمامه بذهول تام، إنه يعرف هذه الملامح جيدا، كيف لا يفعل ذلك وهو يراها أمامه منذ عشر سنوات؟ منذ ذلك الهجوم على القرية في تلك الليلة الجرداء، إنه هو سام، شقيقه! شعره الأسود وملامحه نفسها لم يتغير على الرغم من مرور عشر سنوات كاملة إنه هو بنفسه، بدت دموعه في عينيه دون أن يشعر بذلك وهو ينظر إليه بسرور مذهول، أما آنيا فنظرت إلى زوجها لتبتسم واتجهت لتنسحب من المكان حيث خرجت من القاعة مغلقة الباب وقالت بحقد
-والآن وقت الانتقام من ديان ولياندر
في الداخل تقدم ساندر نحو داني الذي وقف منكسا رأسه وهو يشعر بجسده ينتفض بقوة، إنه لا يعرف ماذا يفعل؟ أو ماذا يقول؟، لا يعرف، لقد سلم بأن شقيقه ميت منذ عشر سنوات وانتهى الأمر ولم يفكر يوما واحدا بأنه قد يلقاه مرة ثانية، ولم يفكر بأن يحضر نفسه لمقابلته مرة ثانية، حتى من بعد أن أخبرته آنيا بكون شقيقه حي لم يدر بباله أنه قد يراه مرة ثانية، وقف ساندر أمامه ليقول بصوت مرتعش
-سام
سماع هذا الاسم وبهذا الصوت أعاد لداني ذكريات كثيرة متتالية وقديمة، إنه لا يزال يذكره جيدا فهو آخر صوت سمعه قبل أن يفقد كل من يهمه أمرهم في العالم، رفع عينيه نحو شقيقه الذي وقف أمامه وبدت الدهشة على ملامحه وهو ينظر إلى تلك الدموع التي بدت في عينيه فقال بتردد
-ساندر
وهنا لم يتمالك ساندر نفسه من احتضانه بقوة بين يديه وهو يجاهد نفسه لمنعها من البكاء أما داني فبدت الدهشة على وجهه لدقيقة حين تحولت لمزيج من الألم والسعادة ليتمسك بساندر ودفن وجهه في صدره وهو يبكي بحرارة، فهذه لحظة أرادها منذ عشر سنوات كاملة.

القائدة ياندي
30-08-2012, 09:28
أما في مكتب لياندر فقد كان الأخير جالسا يستمع لآنيا التي كانت تصرخ بغضب
-لقد وعدتني أنني سأشارك بالبطولة وبعد ثانية واحدة تحالفت مع ديان علي، هل هذا هو التزامك بالوعود التي تطلقها أيها القائد الفاشل؟
فنظر الرجل إليها ليقول بحدة
-دعيني أقل هذا لك للمرة المليون آنيا أنا أتعامل مع ما يخدم مصالحي والتبرير الذي قدمه ديان كان أكثر توافقا مع مصالحي من تبريرك لذا إما أن تتوقفي عن الصراخ وتغادري هذا المكان وإلا أقسم أن وجهي هو آخر ما سترينه في حياتك
ولكنها تابعت بغضب
-جرب فعل ذلك أيها الخائن
وهنا قال بنبرة تهديد
-آنيا
-ماذا؟
وتابعا تبادل النظرات القاتلة والتهديدات الفارغة.

وبالعودة إلى قاعة المبارزة جلس الشابان على الأرض بجانب بعضهما حيث قال ساندر
-علي أن أقر هذا أكثر مما حلمت به يوما
فنظر داني إليه ليقول
-ماذا تقصد؟
فابتسم الشاب بخفة ليقول
-طالما تمنيت أن أسمع خبرا عنك أو على الأقل أن أعرف ماذا حصل معك ولكن أن أقابلك لقد بدا هذا لي حلما بعيد المنال
صمت داني وابتسامة خفيفة على وجهه فقال ساندر
-ماذا عنك؟
-أنا؟
-أجل أنت
فقال بنبرة خجلة
-في الواقع لقد فقدت الأمل بمقابلتك نهائيا بعد مغادرتي لبيكانتلاي برفقة لياندر وكل ما كان قد بقي لي هو قلادتي
-إنني سعيد جدا كونك تحتفظ بها
-إنها الذكرى الوحيدة المتبقية لي لا يمكنني أن أتخلى عنها بكل سهولة
فابتسم ساندر بهدوء ليقول
-طالما قلت أن صنع تلك القلائد هو أمر مفيد
ولكن داني قال باعتراض
-غير صحيح لقد رفضت ارتداءها عندما قام أبي بإحضارها للمرة الأولى وبقيت تحاول إضاعتها لفترة طويلة حتى استسلمت في النهاية
فقال مدافعا عن نفسه
-لقد كان ارتداءها مزعجا جدا
-على العكس لقد كانت جميلة
-لقد اكتشفت هذا لاحقا، ولكن ما يهمني فعلا الآن هو أنني قد عثرت عليك وأنا أعدك بأنني لن أسمح لشيء بأن يقف بيننا مرة ثانية يا سام
-أتعد بهذا؟
فقال بنبرة واثقة
-أجل أعدك، لقد مر الكثير من الوقت الذي كنت فيه غائبا عنك ولكنني أعدك بأنني سأعوض عن كل شيء
نظر داني إليه بصمت فوضع الشاب يديه على كتفي شقيقه وقال
-ما أن نغادر هذا المكان ونعود إلى جيونساي سأثبت لك هذا
-ماذا؟
فقال ساندر بابتسامة هادئة
-أنت ستعود معي أليس كذلك؟
-أنا
قال بنبرة مترددة فيما قال ساندر بحذر
-سام
فتنهد الشاب باستسلام ليقول
-لا أعرف يا سان لا أعرف
ونظر إليه مردفا
-لا أعرف إن كنت قادرا على ترك كل شيء هنا ورائي بدقيقة واحدة
فقال الشاب بهدوء
-أنت لن تفعل هذا في دقيقة نحن سنبقى هنا لشهر كامل على الأقل، وهذا سيعطيك الوقت كي ترتب أوراقك وتعيد حساباتك، وهو ما يلزمك لتصفي كل أعمالك هنا يا سام، فأنا لا أريد تركك هنا أكثر من ذلك
-ولكن
-لا داعي لأن تجيب الآن يا سام يمكنك أخذ الوقت الكافي فلا يزال أمامنا وقت كثير حسنا؟
فهز الشاب رأسه إيجابا بهدوء فيما قال ساندر
-والآن هل ستخبرني بالضبط بما حصل معك؟
واستند للحائط خلفه فنظر الشاب إليه وقال
-وأنت ستخبرني بما حدث معك
وأضاف بلهجة مستنكرة
-وكيف بحق السماء تعرفت إلى تلك المجنونة؟
ابتسم ساندر باستمتاع ليقول
-اسمع يا فتاي.

جلس آرون مسندا ظهره لجذع الشجرة في الحديقة الصغيرة التي استقرت خلف القلعة وهو يحدق بالنجوم التي شعت بقوة في السماء منيرة ظلام الليل الدامس، كان من المفترض به أن يكون مسرورا الآن فها قد تحقق الحلم الوحيد الذي كان يراود داني منذ أن عرفه، لقد مرا بالكثير من الأمور معا بغية تحقيق هدف داني وساعده في خططه الجنونية التي يعتبر هذا أقل وصف لها من أجل أن يعثر على ماضيه وحقيقته، ابتسم بمرارة وهو يحدق بالنجوم إذا لم هو بحق السماء حزين هكذا؟ لماذا؟
-آرون
التفت الشاب نحو كوني الذي تقدم نحوه ليجلس بجانبه قائلا
-لم أرك منذ فترة ما بك؟
-لا أعرف يا كوني لا أعرف
-ماذا تقصد؟
تنهد الشاب بتعب ليقول
-إنني قلق جدا
-على داني
-أجل
ونظر إليه ليقول بتردد
-هل تعتقد أنه سيغادر مع شقيقه؟
فابتسم الشاب بخفة وقال
-علينا أن نتقبل هذا يا آرون
-ولكن
رفع الشاب يده ليضعها على كتف صديقه قائلا
-أنت تعرف ما مدى رغبة داني في العثور على شقيقه منذ كان صغيرا، والآن علينا أن نكون سعيدين لأجله فهو قد حقق حلمه أخيرا، وحتى إن أراد المغادرة معه فهذا حقه وعلينا أن ندعم قراره هذا ففي النهاية ما يهم هو مصلحته وسعادته
صمت آرون دون أن يجيب فعاد كوني ليقول
-أليس كذلك يا آرون؟
فأغمض الشاب عينيه بمرارة ليبعد وجهه عنه فراقبه كوني بصمت، إنه يدرك مدى صعوبة هذا الأمر عليه ولكن عليه تقبل هذا الأمر عاجلا أم آجلا.

في غرفة آنيا استلقت الفتاة في سريرها وساندر بجانبها وهو يحيطها بيديه ممسدا شعرها ليقول
-إنك فعلا مجنونة يا عزيزتي
فابتسمت بخفة لتقول
-وهل عرفت هذا الآن؟
-إنني أعرفه منذ أول لحظة شاهدتك فيها في اختبار الفرسان
-لقد كانت أياما جميلة
-معك حق في هذا، صحيح أخبريني هل بدأت تشعرين بالطفل يتحرك؟
-ليس كثيرا
-حقا؟
-أجل
ومدت يدها لتتحس بطنها قائلة
-أعتقد أنها ستكون فتاة شقية
-جولييت
فابتسمت لتنظر إليه قائلة
-أكيد
مد الشاب يده ليضعها فوق يد زوجته قائلا
-أعتقد أنها ستكون فتاة جميلة
-أتعرف أنا متحمسة لإخبار تيماي عنها
-ماذا ستكون ردة فعله في رأيك؟
فقالت بتفكير مصطنع
-سيقف كالتمثال بفم مفتوح
-هذا سيكون مشهدا يستحق المشاهدة
وهنا قالت بنبرة ساخرة
-تريد المراهنة
-يا لك من شقية
فالتفتت إليه لتطبع قبلة عميقة على شفتيه لدقيقة قبل أن تقول بدلال
-وهل أنا كذلك؟
فأحاطها الشاب بيديه ليقول
-تعالي لأجيبك
واستلقيا على السرير ليضع ساندر الغطاء عليهما فيما ارتفع صوت ضحكهما في المكان.

رتبت ريما تلك الأوراق وهي جالسة برفقة لانا في مكتب لياندر على الطاولة التي استقرت في يسار المكتب لتقول الأولى
-كما قلت لك تماما، إن نظرت إليه ستكتشفين أنه قد عاد للوراء خمس سنوات
-هذا طبيعي، فحلم ذلك الشاب الوحيد كان العثور على شقيقه أتتذكرين عدد المصائب التي أوقع نفسه وآرون فيها لتحقيق ذلك
-لا تذكريني لقد كان يتسبب بعقابنا جميعا
-صحيح
-ولكن
تركت لانا الأوراق من يدها وتابعت محدثة رفيقتها
-ماذا عن آرون؟
صمتت ريما وهي تنظر للأوراق بين يديها لتقول
-إنني أشعر بالقلق عليه
-معك حق، إن الجميع يعرف أنهما أشبه بالأخوة لقد كانا كالصورة وظلها ولم يفترقا منذ تقابلا قبل عشر سنوات ومغادرة داني مع شقيقه سيكون صعبا جدا عليه
-هل تعتقدين أنه سيغادر؟
تنهدت لانا بتعب لتسند جسدها للمقعد قائلة
-لا أستبعد الأمر يا لانا، جميعنا نعرف أن هذه رغبته وقد صرح بها مرارا وتكرارا وسيكون علينا أن نتقبل الأمر بكل رحابة صدر يا صديقتي
-صحيح
وأمسكت أحد الملفات من أمامها لتقول
-علينا أن نحدث آرون بعد أن ننتهي من هذا
-كما تريدين
وأمسكت ملفا آخر لتقلب أوراقه بين يديها.

أما لياندر فكان جالسا برفقة ساندر وآنيا التي اتشحت بثوب أحمر اللون فيما انسدل شعرها على كتفيها العاريين وهي تدلك جبينها بتعب لتتمتم محدثة نفسها
-يا إلهي متى سينتهي هذا الكابوس؟ متى؟
أما لياندر فكان يحدث الشاب قائلا
-لقد وصلت رسالة الملك هذا الصباح وهو يصر فيها على أن تنزل أنت والسيدة في ضيافته
فنظرت آنيا إليه بحقن لتقول
-أتريد أن تتخلص مني نهائيا؟
فابتسم الرجل بهدوء فيما قال ساندر بمتعة
-بكل تأكيد أيها القائد فنحن في كل الأحوال سنغادر للقاء الملك اليوم
رمقته آنيا بفزع فيما قال لياندر
-سأوصل هذه الرسالة إليه
ونهض ليقول
-عن إذنكما
وخرج من غرفة الشابين فالتفتت آنيا بحقد لزوجها قائلة
-ما الذي كنت تقصده بكلامك؟
-ما بك آنيا؟ لقد أرسل لنا الملك دعوة لحضور البطولة ومن اللياقة أن نذهب لمقابلته ثم علينا أن نجد مكانا مناسبا لقضاء فترة البطولة فيه
وهنا قالت برعب
-لا بد أنك تمزح
-بالطبع لا يا حلوتي سنغادر بعد ساعة واحدة لذا أريدك جاهزة وبأفضل أحوالك
وطبع قبلة على خدها ثم نهض متجها نحو الحمام فيما ضربت هي جبينها بخيبة قائلة بحقد
-أقسم أنني سأقتلك يا ديان.

أما ديان فكان جالسا برفقة رامي وجون وفادي وهو يقول
-هكذا إذن؟
فهز رامي رأسه إيجابا وقال
-أجل قال كوني أنه وبما أن البطولة ستبدأ بعد يومين فإننا سنحظى بقسط من الراحة والهدوء والدلال لكي نكون مستعدين لحدثنا المهم
-هذا يبدو جيدا لي
فقال جون برضى
-هذا أكيد ما دمنا سنحظى بالراحة وما هي سوى عدة أيام وسنتخلص من هذا الكابوس أحياءا
فيما نظر فادي إلى ديان وقال
-ولكن أين آنيا؟
فابتسم الشاب بمتعة وقال
-لا بد أنها مع ساندر
وهنا قال جون
-علي أن أعترف لك لم أعتقد يوما أن هناك من يقدر على التحكم برينيه وضبط تصرفاته
ضحك الشبان بمتعة حين تناهى لمسامعهم صوت آنيا الغاضب يقول
-تبدون مستمتعين جدا؟
التفت الأربعة إليها ليحدق بها فادي ورامي وجون بذهول مما رسم الارتباك على وجهها لتقول
-ماذا؟ لم تحدقون بي بهذه الطريقة؟
فصفر فادي بإعجاب وقال
-إنك تبدين رائعة
نظرت الفتاة لثوبها فيما تابع جون
-من كان يتوقع أن هناك مثل هذه الأنوثة تحت ذلك القناع؟
رمقته الفتاة بحقد لتقول
-أتريد أن أفرغ غضبي فيك؟
فهز رأسه سلبا وقال
-لا شكرا
تنهدت الفتاة بتعب لتتقدم وجلست بجانب فادي لتقول
-عليكم أن تساعدوني
فنظر رامي إليها وقال
-ما الأمر؟
-إنه ساندر إنه على وشك أن يفقدني صوابي
-لماذا؟
-إنه يريد قتلي، إنه يخطط لأن يفقد زوجته وطفلته بثانية واحدة
واستلقت على الأرض فنظر فادي إليها ليقول بغباء
-ماذا؟
وهنا سمعت صوت ديا تقول
-آنيا
نهضت الفتاة عن الأرض بفزع لتلتفت إلى الفتاة التي وقفت أمامها وهي تراقبها بلوم قائلة
-إن ساندر يبحث عنك في كل مكان
وهنا اختبأت خلف فادي لتقول وهي تبكي
-لا أريد الذهاب معه لا أريد
نظر الشاب إليها بصدمة فيما قال جون
-ما الذي حدث؟
وأضاف ديان
-ماذا يحصل بالضبط؟
وهنا أمسكته آنيا من قميصه لتهزه بحقد وهي تصرخ
-أنت السبب في هذا أنت من أحضره إلى هنا لذا تصرف تصرف تصرف
أمسك الشاب برأسه محاولا أن يثبته مكانه وقال
-آنيا لقد أصبتني بارتجاج دماغي
-وسأقتلك إن سنحت لي الفرصة عليك أن تخرجني من هذا الكابوس
-هل لي أن أعرفه أولا؟
فتولت ديا الشرح
-لقد بدأ الملوك بالتوافد على المملكة من أجل البطولة ومن المفترض بهم أن يمثلوا بين يدي ملك رايسال
وهنا قال رامي بفهم
-وآنيا ليست تلك الملكة المثالية
-بالضبط
ثم نظرت للفتاة التي ما زالت ممسكة بقميص ديان وقالت
-هيا تحركي
-لا أريد
وتمسكت بديان بقوة قائلة
-لن أذهب معه هذه الحفلات تصيبني بالجنون أفضل أن أشارك في بطولة للبقاء وأموت فيها على أن أرافق ذلك المتزمت في حفلات الموت البطيء هذه
راقبها الشبان الثلاثة بملل فيما تنهدت ديا بتعب لتقول
-ليكن الله في عونك يا ساندر.

وفي غرفة داني كان الشاب جالسا على سريره وأمامه ساندر الذي قال
-ما قولك هل سترافقنا أم لا؟
فقال الشاب بقرف
-هل تمزح؟ إن أكثر ما أكرهه في حياتي هو لقاء الملك والآن تريد مني أن أذهب معك في حفل استقبال ملكي إنني أفضل أن أهزم خمس مرات على يد كوني على أن أذهب هناك
رمقه ساندر ببرود فقال مدافعا عن نفسه
-هذه هي الحقيقة
وهنا تنهد بتعب ليقول
-وأنا الذي كنت أصف آنيا بالمجنونة
فنظر داني إليه بفضول ليقول
-وما بها آنيا؟
رمقه الشاب بملل فقال بارتباك متراجعا
-إنه سؤال غبي أعرف ذلك
-يسرني هذا، والآن اسمعني البطولة ستستمر لعشرة أيام وبعد ذلك سآتي لاصطحابك معي أثناء مغادرتنا حسنا؟
فابتسم الشاب بخفة وقال
-حسنا
-ممتاز
ونهض ليقول
-والآن علي الذهاب لأجد زوجتي
فقال داني بسخرية
-وهل هربت كالعادة؟
رمقه ساندر بلوم ليقول
-أتعرف أنك نسخة كاملة عنها ؟
وهنا قال باستنكار
-هل تمزح أم ماذا؟
فقال بجدية
-ولا بأي حرف واحد
فنهض داني ليدفعه للأمام قائلا بحدة
-إنك بحاجة لعقل جديد فعلا يا شقيقي.

اشتبك تيان في ضربة قوية مع لوان في ساحة التدريب وحولهما باكي وسايل ورياد الذي قال
-هيا يا لوان
صد تيان ضربة أخرى وتفادى بحركة لليسار ضربة ثالثة مما دفع لوان لأن يلهث بتعب قائلا
-إنك مناور ماهر جدا
فابتسم الشاب بفخر ليقول
-ثق بي أنا سأكون منافسا قويا جدا في البطولة القادمة
فقال لوان
-سنرى هذا
وانقض عليه ليشتبكا في ضربة أخرى أما سايل فقال
-إنه مقاتل ممتاز
فقال رياد
-معك حق في هذا
أما باكي فقال
-يبدو أن سمعة فرسان بيكانتلاي صحيحة مئة بالمئة.

دخل ديان على مكتب لياندر ليقول
-لياندر
رفع الرجل نظره نحوه ليقول
-تعال
تقدم الشاب ليجلس أمامه قائلا
-لِم طلبتني؟
-لقد أخبرت الملك برغبتك بالمشاركة في البطولة بصفتك ملك بياكنتلاي
-أخبرته بالقصة الكاملة؟
رمقه الرجل بلوم ليقول
-وهل جننت لافعل ذلك؟
فقال باستمتاع
-اعتقدت هذا
-المهم الآن، لقد رحب كثيرا بهذا ولكنه أصر على أن تحضر حفل الاستقبال الملكي
-لا
رمقه الرجل باستفهام فقال هو بحسرة
-ثق بي أنا أتفق مع آنيا في شيء واحد
فقال لياندر بحذر
-والذي هو ؟
فقال ببساطة
-كره حفلات الاستقبال الملكية
ولكن لياندر هز كتفيه بلا اكتراث وقال
-ليست مشكلتي ستغادر مع آنيا وزوجها بعد ساعة.

وقف داني وتيان أمام العربة التي استقرت برفقة موكب كامل أمام بوابة القلعة وهما ينظران لساندر وآنيا وديان ليقول الثاني بحسرة
-لِم لا يمكنني الذهاب معكم؟
فنظر ديان إليه ليقول
-ولِم تريد الذهاب معنا؟
وأضافت آنيا بملل
-لا بد أنه مجنون
-معك حق
رمقهما داني بسخرية ليقول
-فعلا إنهما يكرهان بعضهما
أما ساندر فنظر لداني وقال
-لا تنسى ما اتفقنا عليه
-لن أفعل
-ممتاز هيا بنا
وفتح الباب ليدخل إلى العربة فتنهدت آنيا بحسرة مستسلمة لتقول
-يا إلهي
ودخلت للعربة برفقة ديان وما لبث الموكب أن انطلق مغادرا المكان وسط مراقبة تيان وداني الذي قال
-مع أنني أرغب بمعرفة ما ستفعله تلك المجنونة في مكان راقِ
فقال تيان بسخرية
-تعال لأخبرك.

القائدة ياندي
30-08-2012, 09:29
في العادة خلال الأيام العشرة التي تشهد قيام البطولة في رايسال تعج شوارع المملكة بالزوار من كل الأجناس والممالك منهم من جاء سائحا ومنهم من جاء ليقدم ما لديه من عروض مختلفة سواء كانت عروض بهلوانية أو العاب الخفة أو السيطرة على الحيوانات، إضافة لذلك تعج شوارع المملكة بكل مدنها بعدد كبير من المهرجين والبائعين المتجولين وقارئي الحظوظ بمختلف أنواعهم، إضافة لذلك تقام عدد كبير من البطولات الفرعية على غرار البطولة المركزية بين المبارزين والمقاتلين من مختلف المجالات ولا تكاد تمر بشارع إلا وستجد فيه عدد من المبارزين المجتمعين معا وهم يتقاتلون ويتحدثون، وجو كهذا الجو كان دائما يستهوي تيماي الذي قرر في آخر لحظاته القدوم إلى رايسال لمشاهدة البطولة، وبعد أن تمكن بعد عناء شديد من إقناع نايل وتيرا بذلك وقف ثلاثتهم في الميدان الرئيسي وسط العاصمة والذي يطل على يمينه على المدرج الذي سيحتضن البطولة أما من اليسار فيطل على القصر الملكي، في هذه اللحظات غص المكان بكل الأصناف من كبار وصغار ونساء ورجال وعجائز وشبان، كان بإمكانك أن ترى كل شخص قد ينساب إلى تفكيرك.

وقفت تيرا تتأمل تلك الأساور والعقود المصنوعة من اللؤلؤ مع إحدى البائعات بإعجاب أما تيماي فوقف بجانب نايل أمام تمثال الفتيات اللواتي تحلقن حول بعضهن يلعبن ويمرحن والذي استقر وسط الميدان وهما يراقبان ما يحدث حولهما ليقول نايل
-إذن هل قررت الذهاب للقصر أم لا؟
-لا أعرف ما قولك أنت؟
فتنهد بتعب وقال
-تيماي أنت تعرف أنني أتوق لبعض الراحة أرجوك دعنا نذهب واستعمل لقبك كأمير لجيونساي ولو لمرة واحدة بأمر مفيد
رمقه تيماي ببرود فيما قال هو مدافعا
-أنت من رفض تولي الحكم
هز الشاب كتفيه بلا اكتراث وقال
-أيا كان
-المهم الآن أرجوك دعنا نذهب إنني فعلا أرغب بقسط من الراحة وحمام دافئ يعيد إلي إنسانيتي المعدومة
تجاهل تيماي التعليق الأخير ورفع نظره نحو تيرا التي اشترت سوارا وتقدمت نحوهما لتقول بسرور
-أنظرا ما أجمله
فقال نايل
-إنه ليس سيئا
وتابع بلهفة
-والآن هلا غادرنا رجاءا
رمقته تيرا باستغراب ثم نظرت لتيماي الذي هز كتفيه جهلا.

خلال البطولة التي تقام سنويا يصر ملك رايسال وقرينته على استقبال الملوك في القصر، وقد خصص لهذا الأمر جناحا كاملا يساوي حجمه نصف حجم القصر وهو مجاور له، وفي هذا الجناح وتحديدا داخل قاعة الحفلات الفخمة انتشر الملوك والنبلاء في كل ناحية، منهم من كان يشرب العصير ومنهم من يتحدث مع غيره وآخرون يتناولون الطعام ومنهم من يرقص، لم يكن جميع الحضور من سن واحدة فقد تنوعوا بين العجائز والشبان وما بينهما، بالنسبة لديان وكونه أول ملك سيشارك في البطولة بعد أن جمل لياندر الوضع بقصة لم ين حتى سونيا قادرا على ابتكارها، وقف الشاب برفقة ملك رايسال ذلك الرجل ذو الخمسين ربيعا بشعره الأسود الذي بدا فيه الشيب وملامح هادئة واثقة وهما يتحدثان إضافة للياندر، أما كوني وبصفته مساعد لياندر فقد كان يقف مع مجموعة من الشبان في حين كان ساندر واقفا مع مجموعة من الملوك ومعه آنيا التي كانت تحاول الحفاظ على ابتسامتها بأعجوبة، مرت دقيقة على تلك الحال وهي تستمع لكلام زوجها المنمق مع رفاقه حين انسحبت بهدوء من بينهم لتسير في القاعة وهي تدير نظرها حولها، إنها فعلا تحسد فادي والباقين فهم لم يأتوا إلى هذا الجحيم ولا بد أنهم الآن جالسون يتسلون معا بالمبارزة واللعب بدل هذا الجو الممل والخانق الذي لا فائدة منه سوى وجه الرأس، حيت إحدى الضيفات بإيمائة من رأسها وتابعت طرمقها نحو الشرفة التي أطلت على الحديقة حيث وقفت أحدهن وهي تراقب المكان، تقدمت منها لتقول
-هل المنظر جميل هنا؟
التفت تيرا إليها لتحدق بها بدهشة كحال آنيا التي قالت بذهول
-تيرا
-جلالة الملكة
وهنا قالت الفتاة بحدة
-ماذا؟
فبدا الارتباك عليها لتقول
-لا شيء
-يسرني هذا
وهنا تنهدت بتعب لتقول
-أكان عليك إرعابي بهذه الطريقة؟ كان يمكنك قول ذلك بطريقة ألطف آنيا
تقدمت آنيا لتقف مستندة لسور الشرفة وقالت برضى
-تستحقين
رمقتها تيرا بلوم فيما ابتسمت هي بمرح لتقول
-ما الذي تفعلينه هنا؟
-لقد قرر تيماي القدوم إلى المملكة لحضور البطولة وأصر نايل أن علينا القدوم إلى هنا ليرتاح
فقالت باستفهام
-وما الذي كان شقيقي يفعله به بالضبط؟
فسمعت صوت نايل يقول
-لا تريدين أن تعرفي ذلك سيدتي
التفتت الفتاتين نحوه حيث وقف أمامهما مع تيماي فقالت بحماس
-تيماي
واتجهت نحوه لتعانقه بحرارة فبادلها الشاب العناق ليقول
-لقد اشتقت لك كثيرا
-وأنا كذلك
ونظرت إليه لتقول معاتبة
-لم لم تكتب إلي كما وعدتني أيها الخائن؟
فقال الشاب بملل
-كيف يفترض بي الكتابة إليك إن كنت لا أمكث في المكان الواحد أكثر من خمسة أيام
فيما قال نايل بسخرية
-عدا عن انشغاله بإزعاجي وتحويل حياتي لجحيم
رمقته آنيا بحسرة لتقول
-ثق بي أنا أعرف هذا الشعور جيدا
حدق بها تيماي بملل ليقول
-هل تريدين أن أرميك من هنا؟
وهنا قالت بنبرة حزينة مصطنعة
-وتقتل ابنة أختك الوحيدة
هذه الكلمة أجبرت الثلاثة على النظر إليها بدهشة فعادت هي لتضحك قائلة
-ألم أخبرك بأنني حامل؟
فهز رأسه بشكل آلي ليقول
-لا
-إذن افرح يا عزيزي ستصبح خالا عما قريب
وهنا تجاوز الشاب صدمته ليقول بفرحة
-حقا ما تقولينه؟
فهزت رأسها إيجابا ليعانقها بحرارة شديدة قائلا
-إن هذا خبر رائع يا آنيا رائع
فقالت محاولة التخلص من بين يديه
-إن لم تتركني الآن سيصبح الخبر من الماضي
فيما سمع هو صوت ساندر قائلا
-تيماي
التفت الشاب نحوه ليقول بسرور
-ساندر أنت لا تعرف كم أنا سعيد برؤيتك
رمقه الشاب باستغراب فيما تابع هو احتضان شقيقته ليقول نايل بخيبة
-يا إلهي.

وفي القلعة كان داني يقف أمام خزانته وهو يراقب ما فيها من ثياب وأسلحة وفوضى متراكمة هنا وهناك فيما كان آرون جالسا على كرسي هزاز وهو يحدق أمامه بشرود، دلك داني جبينه بتعب ليقول
-سحقا كيف يفترض بي معرفة ما أريده وما لا أريده
والتفت نحو آرون ليقول
-آرون آرون
ولكن الشاب لم يجبه فنظر إليه باستغراب وتقدم منه ليقول
-آرون
مد يده ليضعها على كتف الشاب منتشلا إياه من شروده فرفع نظره نحوه وقال
-ما الأمر؟
-أنت ما الأمر؟
وجلس على المقعد أمامه مردفا
-إنك لست على طبيعتك هل هناك شيء ما؟
-كلا لا شيء مهم لا تشغل بالك
ولكنه قال بحزم
-يمكنك أن تكذب على كوني هذا عادي ولكنك لا تستطيع الكذب علي لذا هيا تكلم ما الأمر؟
صمت آرون دون أن ينبس بحرف واحد فيما راقبه داني بقلق لدقيقة قبل أن يقول
-آرون
تنهد الشاب بتعب ليمسح وجهه بيديه ونهض قائلا
-أخبرتك، لا شيء مهم لتقلق حوله إنها مجرد مشاكل عادية، سأتركك لترتب أغراضك وسأعود لاحقا حسنا
وخرج من الغرفة وسط مراقبة داني المشككة ليقول
-علي أن أكتشف ما يحدث
ونهض هو الآخر ليغادر الغرفة متجها نحو قاعة الاجتماعات، دخل إليها حيث كانت لانا جالسة تحدث جون وريما تتحدث مع لوان فيما كان تيان جالسا مع سايل ورياد، تقدم الشاب نحو الفتاتين ليقول
-لانا
التفت الجميع إليه لتقول لانا
-ما الأمر؟
جلس داني أمامها ليقول
-هلا أخبرتني إحداكما ما الذي يحصل مع آرون بالضبط؟
تبادلت الاثنتان النظر قبل أن يقول جون
-وما به؟
- هذا ما أريد أن أعرفه
فقالت لانا
-لديه بعض المشاكل مع لياندر
رمقها داني بحدة ليقول
-أعترف أنني أكون غبيا في بعض الأحيان
فصحح رياد كلامه مقاطعا
-دائما
تجاهل الشاب هذه المداخلة وأردف محدثا إياهما
-ولكنني ذكي كفاية لأعرف أن الموضوع لا علاقة له بلياندر، لذا هل ستخبرانني بما يحدث أم أنكما تريدان أن أدخلكما للجحيم؟
وهنا قالت ريما باستنكار
-أتهددنا؟
فأجاب ببساطة
-أجل
رمقته الاثنتان بملل ليقول هو بنفاذ صبر
-بحق السماء أيجب أن أقبل يديكما لتخبراني بما يحدث؟
فقالت لانا برضى
-هذا يبدو جيدا
وأضاف باكي
-أقر بهذا
رمقهما الشاب بحقد ليصرخ بقوة
-تكلما
نظر تيان إليه ليقول باستهزاء
-لِم يذكرني هذا الموقف بشخص أعرفه؟
فنظر سايل إليه ليقول باستفهام
-حقا؟
-أكيد
-ومن هو؟
فتنهد بتعب ليقول
-كابوس حياتي الوحيد
أما ريما فقالت
-حسنا حسنا، ولكن عليك أن تعدني بألا يعلم آرون أننا أخبرناك
فقال بحماس
-أعدك
-إنه يشعر بالمرارة لأنك ستغادر المكان برفقة شقيقك
-ماذا؟
-كما سمعت
وأضافت لانا
-أجل إن لديه هذا الشعور منذ قدومه، إنه يعتقد أنك ستنهي كل علاقة لك بهذا المكان ما أن تغادر القلعة
عند هذا صرخ بغضب
-ذلك الغبي
وأسرع يخرج من المكان فقالت ريما بخيبة
-لِم ينتابني شعور يقول أنه ما كان علينا إخباره
فقال رياد موافقا
-أنا أتفق معك أيضا.

استلقى آرون على سريره مغمضا عينيه بتعب لدقيقة حين اختفى الهدوء من المكان خلال ثانية عندما فتح باب الغرفة بقوة أرعبته وجعلته يعتدل في جلسته بفزع قائلا
-ما الأمر؟
طرق داني الباب خلفه بقوة مغلقا إياه والغضب يعتلي ملامح وجهه مما رسم الرعب على وجه آرون الذي قال
-ما الأمر؟ هل حدث شيء ما ؟
تقدم الشاب منه ليقف أمامه وعاجله بلكمة قوية على وجهه أسقطته على السرير على ظهره ورسم الألم على وجهه، تقدم داني منه ليجلس فوقه مثبتا يدي آرون بيديه للأعلى فنظر آرون إليه ليقول بقلق
-ما الأمر؟
فقال بنبرة حادة
-هل أخبرتك من قبل أنك غبي وبليد وعديم التفكير؟
فقال بنبرة ساخرة
-أتريد أن أعدها لك؟
ضغط داني على معصمي آرون بقوة فقال الشاب
-داني دعني
-لن أفعل
ونظر إلى عينيه مباشرة مردفا
-لربما سيعطيك هذا لمحة عما سيحدث حتى بعد أن أغادر مع شقيقي
فقال الشاب بهمس
-ستغادر إلى حياة جديدة كليا
هذه الكلمات أدخلت الغصة لنفس داني الذي زاد من قوة قبضتيه حول معصميه مما رسم الألم على وجه آرون ولكنه لم يفتح فمه بحرف واحد لدقيقة حين قال داني بهمس
-إنك غبي
نظر آرون إلى عيني رفيقه الذي نظر إليه بمرارة تجلت فيهما وألم شديد ليقول
-داني
ولكن الشاب تابع قائلا
-إنك شقيقي أيضا وربما قضيت معك وقتا أكثر مما قضيته مع ساندر طوال حياتي، وأنت تعرف أيضا ماذا تعني لي يا آرون أم أنك لا تعرف ذلك؟
صمت الشاب دون أن يجيب وأزاح ببصره عنه ليقول
-ذلك كان بأكمله فترة مؤقتة وسيترتب عليك المغادرة وهذه المرة إلى الأبد فأنت ذاهب لتعاشر ملكا يا داني
حدق الشاب به بذهول فيما تابع هو قائلا
-لا مجال للتراجع الآن
وأعاد نظره إليه ليقول
-صحيح؟
وهنا قال داني بحقن شديد
-لم أكن أعرف أنني لا أساوي أي شيء لديك بكل هذه البساطة
ونهض عنه ليغادر الغرفة فيما بقي آرون على حاله دون أن يتحرك فيما بدت الدموع في عينيه لتنساب على وجهه وما لبث أن أنكب على السرير يبكي بمرارة وصمت.

أغلق داني باب الغرفة خلفه ليستند إليه منكسا رأسه للأسفل بمرارة، لم يكن يتوقع يوما أن شيئا كهذا قد يحدث معه وآرون، لقد كانا دائما على نفس الموجة والأفكار بكل أنوعها، وطالما وصفهما لياندر بالثنائي المجنون ولا بد أنه سيفقد صوابه لو عرف بذلك، بدت الدموع في عينيه لتنساب على وجهه بصمت وما لبث أن جلس أرضا مسندا ظهره للباب المغلق وهو يبكي.

دخلت ريما ولوان إلى قاعة الجلوس مما لفت انتباه الباقين لتقول لانا بلهفة
-إذن؟
جلس الاثنان على الأرائك لتقول ريما
-يبدو أنهما قد تشاجرا
ولكن لانا قالت بذهول
-مستحيل؟
-بلى لقد رأيت داني يخرج من الغرفة وهو بحال سيئة
-يا إلهي
فيما قال رياد
-وهل الأمر غريب لهذه الدرجة؟
فقالت ريما
-أجل فهما لم يختلفا ولا على أي شيء منذ عرفا بعضهما وأن يتشاجرا هذه إشارة سيئة جدا جدا جدا
تبادل الشبان النظر فيما قال جون
-والآن ماذا ستفعلان؟
فتبادلت الفتاتين النظر وكل منهما تفكر في حل مختلف لهذه المشكلة.

جلس الشبان جميعا في قاعة الطعام حول المائدة وهم يتناولون العشاء ويتبادلون الأحاديث بمرح فيما كانت ريما جالسة بصمت وهي تقلب طبق الحساء أمامها بالملعقة بصمت فالتفت لوان إليها ليقول
-ريما ريما
نظرت الفتاة إليه بعد النداء الثاني لتقول
-ماذا؟
-ما بك؟
فتنهدت بتعب وقالت
-لا شيء
-ألا تزالين تفكرين بداني وآرون؟
-أجل لا أعرف ماذا يجب أن أفعل الآن
وهنا قال باكي
-ألم يغادرا غرفتيهما بعد؟
-كلا، ذهبت لانا لتحاول محادثتهما ولكنني لا أعرف ماذا حصل معها
وما أن أنهت كلامها حتى فتح باب القاعة لتدخل لانا مما لفت نظر الشبان ليقول رياد
-ها قد جاء الفرج أخيرا
ولكن الفتاة جلست بتجهم بجانب جون وقالت
-أي فرج هذا؟
فقال رامي
-هل تحدثت إليهما؟
-ليس فعلا، داني لم يدعني أدخل وآرون ليس في غرفته
وهنا تنهدت ريما بتعب لتقول
-علي أن أخبر كوني بهذا
فيما قال تيان
-إنهما بحاجة لبعض الوقت لا أعتقد أن هناك مبرر لهذه الضجة كلها
تبادلت الفتاتان النظر ليقول سايل
-لننتظر حتى الصباح ووقتها سنقرر كيف سنتصرف
فقالت ريما باستسلام
-حسنا.

وفي الخارج وتحديدا عند بوابة القلعة الرئيسية حيث وقف ثلاث حراس على برج المراقبة وهم يديرون نظرهم في المكان انطلقت تلك السهام لتصيبهم مباشرة دون أن تهز صمت الليل لتقضي عليهم، وما أن أصبح الطريق خاليا حتى فتحت البوابة ليدخل منها عدد من الرجال وصل لعشرين متشحين باللون الأسود وفي مقدمتهم وقف كل من سيام ورويل بملامحهما القوية والتي شعت بالحقد، نظر رويل لرجاله قائلا
-انتشروا في كل ناحية واقتلوا كل من تجدونه في طريقكم هيا
وتنفيذا للأمر تقدم الرجال نحو القلعة فيما نظر رويل لسيام وقال
-عليك بالبحث عن ذلك الوغد رينيه وأحضره إلي حيا فأنا أريد أن أقتله بطريقتي
فابتسم الرجل بشر ليقول
-كما تريد
وتقدم هو الآخر نحو القلعة فيما بقي رويل واقفا مكانه يراقب ما يحدث حوله بعين يقظة.

في نفس الوقت وفي الجهة الخلفية من القلعة جلس آرون مسندا ظهره للشجرة في الحديقة وهو يحدق في السماء محاولا تفسير ما حدث ظهرا، لم يكن يقصد قول أي شيء مما قاله حتى أنه لا يعرف كيف تفوه بذلك الكلام أساسا، تنهد بتعب ونهض عن الأرض لينفض ثيابه قائلا
-ماذا سأفعل الآن؟ ماذا؟
وسلك طرمقه للأمام إن كل ما يريد معرفته هو كيف عرف داني أساسا بما كان يفكر لقد حرص على إخفاء الأمر عنه بشكل كامل لذا كيف عرف بذلك؟، بعد تفكير طويل في الموضوع رجح أن ريما ولانا هما المسؤولتان عن هذا الأمر في الواقع لا تفسير آخر لهذا، توقف أمام ساحة القلعة الرئيسية حين شاهد ذلك الرجل واقف أمام الباب وهو يراقب ما حوله، حدق به بريبة ليقول
-من هذا؟
وتقدم نحوه بحذر ليقف على بعد أمتار منه وقال
-أنت
التفت رويل نحو الشاب الذي حدق به بذهول قائلا
-رويل
ابتسم الرجل بمكر ليقول
-لم أرك منذ فترة يا آرون
-ولكن هذا مستحيل، أنت ميت
-لا يبدو هذا صحيحا جدا بما أنني أقف هنا
وهنا قال الشاب بنبرة حذرة
-وما الذي تفعله هنا؟
وما أن أنهى كلمته حتى جاء الجواب سريعا حين ارتفع صوت الصراخ والضجة من القلعة فالتفت الشاب للوراء حيث شاهد النيران ترتفع في المكان، حدق بالمنظر أمامه بدهشة ليقول
-لا
أما رويل فقال بنشوة
-ستدفعون ثمن ما فعلتموه غاليا
التفت آرون إليه بحدة ليقول
-ما الذي تنوي فعله؟
-كما أخبرتك سأجعلكم جميعا تدفعون ثمن ما فعلتموه بنا
-ماذا؟
-كما سمعت سأحول هذه البطولة لجحيم على رأس المملكة بأكملها
-أيها الوغد
وأمسك سيفه ليقول بغضب
-ستندم على مجرد تفكيرك بهذا
وانقض نحوه بقوة موجها له ضربة من سيفه ولكن الرجل اختفى من أمامه فجأة مما رسم الدهشة على ملامحه والتفت حوله بحذر ولكن رويل عاجله بلكمة على ظهره من الخلف وسارع بالقبض على يديه وانحنى ليهمس في أذنه
-للأسف الشديد لا أحد سيندم سواكم أنتم
كز الشاب على أسنانه بحقد محاولا أن يخلص نفسه من قبضتيه ولكن رويل أمسكه بإحكام شديد وما لبث أن رفع نظره للأمام نحو القلعة التي انتشرت النيران ملتهمة إياها برضى شديد زاد مع خروج سيام من المبنى، تقدم سيام نحوه ليقف أمامه قائلا
-لم نعثر عليه
-ماذا؟
-إنه ليس هنا
ولكن رويل قال بنبرة غاضبة
-ماذا تقصد أنه ليس هنا؟
-لا أدري يا رويل
ضغط الرجل على يدي آرون بقوة أكبر وهو يشعر بالغضب الشديد ينتابه فاعتلى الألم وجه آرون ليقول
-دعني
ولكن رويل شده من شعره للخلف بقوة ليقول بحقد
-أين رينيه؟
كز الشاب على أسنانه بقوة كاتما ألمه ليقول
-ليس هنا
-وأين هو؟
-لا علاقة لك بهذا
-أيها الـ
وأمسك رأسه ليطرقه بالبوابة الحديدية بغضب مرة تلو المرة حين سمع صوت داني يقول بحدة
-دعه من يدك أيها الجبان
التفت الاثنان إليه حيث وقف برفقة الشبان وريما ولانا فقال رويل بغضب
-ألا تزالون أحياءا؟
عند هذا قال باكي بسخرية
-هل تعتقد فعلا أن أطفالك أولئك قادرون على التخلص منا
ابتسم الرجل بمكر وقال
-بالتأكيد
وما لبثت البوابة أن فتحت ليتقدم منها عدد كبير من الرجال المدججين بالسلاح فرفع كل واحد سلاحه وقال فادي
-يبدو أنك لا تتعلم مطلقا يا رويل
وأضاف رامي
-الآن سنريك من نحن حقيقة
.

القائدة ياندي
30-08-2012, 09:30
وبلحظة واحدة تحولت الساحة لساحة حرب حيث اشتبك الجميع واشتركت معهم ريما ولانا في معركة حامية، أما داني فقضى على أحد الرجال أمامه وشق طرمقه نحو رويل الذي كان واقفا يراقب ما يحدث مع سيام وهو يمسك آرون بين يديه والذي كان التعب قد نال منه تماما فيما كان خيط من الدم يسيل على جبينه وهو يبذل جهده للبقاء متماسكا، تقدم الشاب ليقف أمامه قائلا بحدة
-دعه من يدك أيها النذل
نظر رويل إليه بسخرية ليقول
-ولم أنا مضطر لإطاعتك ؟
فتقدم منه وهو يمسك سيفه ليقول بحدة
-لأنني سأفصل رأسك عن جسدك وأضمن التخلص منك نهائيا هذه المرة
وهنا وقف سيام أمامه ليقول
-من الأفضل لك أن تعود أدراجك أيها الصغير
فرفع الشاب سيفه ليقول بغضب
-أتريد أن أريك من هو الصغير يا هذا؟
وقبل أن يهم سيام بالرد قال رويل
-توقف يا سيام
التفت الرجل إليه فيما نظر هو إلى داني وقال
-إن كنت تريد استعادة صديقك فعليك أن تقدم هدية صغيرة لي
رمقه داني بحذر فيما تابع هو بمكر
-رينيه
حدق داني به بدهشة فيما تابع هو
-أعتقد أن هذا سيكون عادلا صحيح؟
كز داني على أسنانه بغضب فيما وضع رويل يده على وجه آرون المرهق ليوجهه نحو داني مردفا بمكر
-سأمهلك يومان كاملان لتفكر بالأمر وسأكون موجودا للحصول على ردك
نظر داني إليه بغضب وهو يحدق برفيقه الذي كان التعب قد نال منه تماما وقال
-ستدفع ثمن هذا يا رويل
وهنا ابتسم الرجل بمكر ليقول
-سنرى بالنسبة لهذا وتذكر أمامك يومان فقط
أما في الخلف فقد تمكن الشبان من إنهاء أمر الرجال ووقفوا يلهثون بتعب فيما رفع جون نظره للأمام ليقول
-أين ذهب ذلك الوغد؟
تقدمت ريما ولانا نحو داني الذي كان واقفا مكانه ينظر للبوابة بحقن وقالت الأولى
-أين آرون يا داني؟
ولكن الشاب حافظ على صمته بمرارة وهو يضغط على قبضتيه بقوة.

سارت آنيا برفقة ساندر في حديقة القصر وهي تتحدث قائلة
-ما قولك؟ ألن يكون ذلك أجمل بكثير من البقاء هنا ؟
-لا أنكر أنه سيكون أجمل ولكن هذا لن يسر الملك يا عزيزتي
هذا الجواب رسم الخيبة على ملامحها لتقول
-ولم علينا أن نهتم له؟
-لأنه مضيفنا يا آنيا وعلينا احترامه
ولكنها كتفت يديها بتجهم لتقول
-أنت متزمت يا ساندر
فابتسم برضى وقال
-هذا ليس جديدا
رمقته الفتاة بحدة حين سمعا صوت كوني يقول
-آنيا
التفت الاثنان إليه حيث تقدم منهما فقالت
-ما الأمر؟
وقف الشاب أمامها ليقول
-لدينا مشكلة
حدق الاثنان به باستغراب لا سيما آنيا التي بدا القلق على ملامحها.

في ساحة القلعة جلس الشبان وهم ينظرون للدخان الذي كان يرتفع للأعلى بعد أن أمضوا الليل بأكمله بإطفاء النيران التي أشعلها مهاجموهم فيما التعب كان مسيطرا عليهم بشكل كامل وهم يحاولون التقاط أنفاسهم، مرت عدة دقائق حين دخلت تلك العربة للقلعة لتقف على بعد منهم وترجل منها كوني وآنيا وساندر وديان، وقف أربعتهم يحدقون بدهشة بالمكان ليقول ساندر
-ما الذي حدث هنا بحق السماء؟
تقدم أربعتهم باتجاه الباقين ليقول كوني
-ما الذي حدث هنا؟
فنظروا إليه ليقول رامي
-تبين أن أحد أعدائنا القدامى لا يزال حيا
وهنا قالت آنيا باستفهام
-من؟
فأجابها فادي
-رويل وسيام
هذان الاسمان رسما الدهشة على وجهها وكوني وديان فيما قال ساندر باستغراب
-من؟
أما آنيا فقالت
-هذا مستحيل أنا متأكدة بأن رجال القبائل قد تولوا أمرهم ذلك اليوم
ولكن كينار قال
-يبدو أن ذلك لم يتم بالشكل الكامل
-يا إلهي
أما كوني فأدار نظره بينهم ليقول بحذر
-أين آرون؟
ساد الصمت على المكان مع توجه أنظارهم نحو داني فقال ديان
-ما الذي حدث يا داني؟
وهنا تنهد بتعب ليقول
-لقد اختطفه رويل
-ماذا؟
صرخ كوني بدهشة فيما قال ديان
-ولم فعل ذلك؟
فرفع نظره نحو آنيا ليقول
-لأنه يريد رينيه بدلا منه
حدقت به الفتاة بدهشة فيما نظر ساندر إليها وقال بحذر
-هلا أخبرتني ما الذي فعلته بالضبط؟
فتنهدت بتعب وقالت
-ثق بي لا تريد أن تعرف
-ماذا؟
وهنا قال ديان
-وهل تعرف أين هو؟
-كل ما قاله لي هو إن أردت أن أرى آرون حيا مرة ثانية فعلي أن أحضر رينيه إلى الغابة الشمالية خلال يومين وإلا
وصمت دون أن ينطق بحرف واحد فيما تولت عينيه إكمال جملته، ضغطت آنيا على يديها بقوة لتقول بحدة
-هذه المرة سأحرص على أن أتخلص من ذلك الرجل نهائيا وللأبد
فنظر فادي إليها وقال
-ماذا تقصدين؟
-ستعرف حالا
وتقدمت نحو القلعة فنظر تيان لساندر وقال
-لِم أشعر بأن صديقا قديما لنا سيظهر ؟
فتنهد الشاب بتعب وقال
-لأنه سيفعل.

وفي غرفة آنيا التي كانت من القلة الناجية من الحريق وقفت الفتاة أمام المرآة مرتدية ثوب رينيه الأبيض والمذهب وهي تسرح شعرها لترفعه للأعلى فيما كان ساندر وديان وداني خلفها، ساندر واقف وراءها فيما جلس ديان وداني على المقاعد يراقبان، ربطت الفتاة شعرها للأعلى وهي تستمع لساندر الذي كان يتحدث قائلا
-إن هذا الأمر خطر عليك يا آنيا
-لا ليس كذلك، سأحرص هذه المرة على أن أتخلص منهم نهائيا
وأمسكت حزام سيفها لتضعه حول خصرها ثم التفتت لزوجها قائلة
-أنا مستعد
وهنا قال الشاب بحقن
-أكرهك عندما تتكلمين بهذه الطريقة
فنظرت إليه بملل لتقول باستفزاز
-وأنا أكرهك عندما تحاول منعي من التكلم بهذه الطريقة
رمقها الشاب بحدة فيما نظرت هي لداني وقالت
-هيا يا فتى
فوقف الشاب وقال
-هيا
خرج الاثنان من الغرفة فيما نظر ديان لساندر وقال
-إذن؟
فابتسم الشاب بمكر وقال
-ما رأيك بزيارة متخفية
وهنا بدا الرضى على وجهه وقال
-ولِم لا؟.

الغابات الشمالية هي مساحات واسعة من الأشجار القديمة وقد أطلق عليها هذا الاسم كونها تقع في الجهة الشمالية من العاصمة وطالما كانت مقرا ومخبأ للمجرمين واللصوص على مر تاريخ رايسال، انطلقت الخيول بسرعة من خلال الأشجار وعليها آنيا وداني لتقول الأولى
-أين سنعثر عليهم؟
-لقد قال أن علينا أن نذهب لوادي تونسار
-وأين يقع هذا؟
-ليس بعيدا عن هنا
هل سبق لك زيارته؟
-كلا ولكنني سمعت الكثير عنه
-مثل ماذا؟
-لقد كان يتم إعدام اللصوص والقتلة في ذلك المكان
عند هذا ابتسمت بمكر لتقول
-هذا هو المكان المطلوب بالضبط.

وفي الوادي وتحديدا على حافته الجرفية التي كانت تطل على منحدر سحيق للأسفل وقف رويل وسيام مع عدد من الرجال فيما كان آرون يقف على الحافة بالضبط وهو مقيد من يديه لصخرة كبيرة بجانبه والتعب يسيطر على ملامحه، نظر سيام للشاب الواقف خلفه قبل أن يلتفت إلى رفيقه قائلا
-هل سيحضر في رأيك؟
-سيفعل لا داعي للقلق
-وماذا لو تجاهل تهديدنا؟
-لا أعتقد هذا فهو متعلق كثيرا بصديقه الصغير هذا
وقبل أن يهم سيام بالرد اتجه ذلك الشاب نحوهم ليقول
-سيدي
نظر الاثنان إليه فيما وقف هو أمامها مردفا
-إنه في طرمقه إلى هنا
فقال سيام
-لوحده؟
-كلا إن معه فارسا آخر
فابتسم رويل وقال
-لنستعد لاستقبال ضيفنا.

بدت الأشجار تختفي رويدا رويدا من أمام الشابين ليقول داني
-ها قد وصلنا
فقالت آنيا بثقة
-حسنا إذن
خرجا من بين الأشجار ليقفا على حافة الوادي ينظران لسيام ورويل ورجالهما فيما استقر نظر داني على آرون ليقول
-آرون
رفع آرون نظره إلى الشابين بتعب ليقول
-لماذا فعلت هذا يا داني؟
ترجل الشابان عن خيليهما ليتقدما نحوهم وقالت آنيا بسخرية
-لم أكن أتوقع أنني سأراكما مرة ثانية بعد تلك الوليمة
رمقها سيام بغضب فيما حافظ رويل على هدوئه ليقول
-لا تحصل على كل ما تريده في الحياة
-أخبرني بشيء لا أعرفه
واستلت سيفها لتقول
-أنا من تريدون لذا دعوا الشاب وشأنه
فقال رويل باستهزاء
-إن لم تلاحظ أنت لست في موقع يسمح لك بإصدار الأوامر
ولكنها ابتسمت بسخرية لتقول
-وأنت فيه؟
-ماذا ترى؟
فقالت بنبرة حادة
-أرى جبانان يختبئان خلف شاب لم يتجاوز العشرين بدل أن يستلا سلاحيهما ليقاتلا كالرجال هذا ما أراه، وإن كنت تعتقد أنك فعلا ستخيفني بمجموعة الحمقى الذين يحيطون بك هؤلاء فأنت لا تعرف من هو رينيه بعد
وهنا قال سيام بغضب
-الآن سأريك مع من تعبث
وأردف معطيا رجاله الأوامر
-أحضروا لي رأسه تحركوا
وهنا أمسك داني سيفه ليقول
-تعالوا لأريكم
وانقض الاثنان نحو الرجال ليشتبكوا معهم في قتال حامِ وسط مراقبة آرون القلقة فيما تابع سيام ورويل القتال برضى وهم يرون التفوق العددي يتغلب على القوة والشجاعة ليقول رويل
-حمقى
ولكن صوت ساندر تناهى لسمعه قائلا
-أنتما رويل وسيام إذن؟
التفت الاثنان إليه حيث وقف ممسكا سيفه مع ديان فقال رويل بحدة
-ديان
ابتسم الشاب بثقة وقال
-يبدو أنك لم تشتق لي يا رويل
-وهل سأشتاق لمتعجرف مثلك؟
-وهذا المتعجرف سيريك مستواك الآن
وتقدم مع ساندر ممسكين سيفيهما ليقول الأول
-أتعرفان لقد عبثتما مع الشخص الخطأ
فأمسك الرجلان سيفيهما ليقول سيام
-يا لك من متبجح

غرست آنيا سيفها في صدر أحد الرجال ثم دفعته بقدمه ليسقط أرضا والتفت إلى داني الذي تخلص من رجل أمامه وقال
-داني اذهب وتولى أمر آرون وأنا سأتدبر أمر هؤلاء
-واثقة؟
-أجل هيا اذهب
-حسنا
وسلك طرمقه نحو الجرف فهم الرجال باللحاق به ولكن آنيا وقفت أمامهم لتقول بمكر
-ذاهبون لمكان ما؟
رمقها الرجال بغضب لينقضوا عليها مرة واحدة ولكنها قالت بمكر
-حمقى

صد ساندر بسيفه ضربة سيام بسهولة مما رسم الحدة على وجه الرجل فقال ساندر بسخرية
-خذها نصيحة مني لا تحاول أن تقلل من شأن ملك
وعاجله بضربة من سيفه أرجعته للوراء وعاود الانقضاض عليه موجها له سلسلة من الضربات المتتالية صدها سيام بصعوبة

أما رويل فتفادى ضربة من ديان لليسار ولكن ديان التفت إليه بسرعة موجها له ضربة أخرى صدها الرجل بسيفه ليقول بحدة
-لست سيئا
فابتسم الشاب بمكر ليقول
-أنت من دربني إن كنت قد نسيت
وابتعد عنه ليعاود الانقضاض عليه مرة ثانية بضربة أقوى قائلا
-سوف تدفع ثمن ما فعلته غاليا

القائدة ياندي
30-08-2012, 09:30
أسقطت آنيا آخر رجال على الأرض أمامها وهي تلتقط أنفاسها بتعب قائلة
-سحقا عليكم
وحولت نظرها نحو الخلف حيث شاهدت داني مشغولا بقتال عدد من الرجال الملتمين أمامه فيما كان أربعة آخرين يحيطون بآرون الذي كان يراقب ما يحدث فقالت
-حسنا
وتقدمت نحوهم لتقول
-أنتم
نظر الأربعة إليها فأمسكت هي سيفها وقالت
-يبدو أنكم تحبون عملكم كثيرا
راقبها الأربعة بحذر فيما وقفت هي أمامهم لتردف
-ولكن أتحبون حياتكم أكثر منه؟
وأخذت وضعية الهجوم لتتابع
-لأنكم إن كنتم تفعلون فالأفضل لكم مغادرة هذا المكان
فقال أحدهم
-سترى
وانقض عليه برفقة اثنين فيما بقي الرابع واقفا يراقب

أهوى ساندر بضربة من سيفه أطاحت بسيف سيام من يده وقال
-لقد انتهى الآمر
رمقه سيام بحدة فيما قال هو
-لا أريد قتلك لذا غادر هذا المكان حالا
ولكن الرجل قال بمكر
-سنرى بالنسبة لهذا
وانقض نحوه بقوة موجها له لكمة ولكن ساندر أخفض جسده للأسفل متفاديا إياها وقال بحدة
-أنت من أراد هذا
ورفع سيفه ليغرسه في صدر سيام من الأسفل فاعتلى الجمود وجه الرجل فيما انسل ساندر من الأسفل ووقف يراقبه وهو متهاوِ على الأرض

اشتبك ديان ورويل في ضربة واحدة ليقول الأول
-لقد انتهى الأمر يا رويل كل ما يمكنك فعله هو تسليم نفسك
ولكن الرجل قال بسخرية
-لن يحدث هذا ولا بأفضل أحلامك
-إذن أنا سأجبرك على هذا
وابتعد عنه وقبل أن يهم بالانقضاض عليه سمع ساندر يقول
-يبدو أنك بحاجة لبعض المساعدة يا صديقي
التفت ديان إليه فيما وقف هو بجانبه وسط مراقبة رويل الحذرة فقال ديان
-على الرحب والسعة

أسقطت آنيا آخر الرجال الثلاثة أرضا والتفتت للرابع الذي وقف ممسكا بآرون من الخلف وواضعا سيفه على رقبته ليقول
-لا تقترب وإلا قتلته
-يا لك من جبان
وهمت بالاقتراب منه ولكن الرجل ضغط بالسيف على رقبة آرون مما دفع ببعض قطرات الدم للظهور فقالت بحدة
-قلت لك اتركه
ولكن الرجل عاد ليقول
-تراجع
أما آرون فتحامل على نفسه ليجمع ما بقي من طاقته ووجه للرجل لكمة من مرفقه على معدته مبعدا إياه عنه بمقدار شعرة فاستغلت آنيا الفرصة لتنقض عليه موجهة له ضربة من سيفه أسقطته في الوادي مع صوت صراخه القوي، تهاوى آرون على الأرض بتعب فجثت آنيا بجانبه لتقول
-هل أنت بخير؟
فهز رأسه إيجابا حينما سمع داني يقول
-آرون
رفع رأسه نحو الشاب الذي تقدم منه ليجثو بجانبه قائلا بقلق
-هل أنت على ما يرام؟
فابتسم بخفة وقال
-أجل
وهنا عانقه بحرارة ليقول
-أيها الأحمق
أما آنيا فراقبتهما بابتسامة هادئة وحانت منها التفافة نحو رويل الذي كان يصد ضربات ديان وساندر المنظمة بصعوبة شديدة فقالت بتفكير مصطنع
-لم أرى ساندر يبارز منذ فترة طويلة، من الجيد أنه لك يفقد مهارته بعد
وأمسكت سيفها لتقول بمكر
-والآن وقت إنهاء هذا الأمر
واتجهت نحوهم، تراجع رويل للوراء عدة خطوات وهو يلهث حين سمع آنيا تقول
-رويل
التفت الرجل للوراء بحذر ولكن آنيا عاجلته بغرس سيفها في صدره مما رسم الذهول على وجهه فيما همست هي في أذنه
-بلغ تحياتي لباقي رفاقك
وسحبت سيفها فتهاوى هو على الأرض يتلوى لدقيقة قبل أن يهدأ جسده فيما نظرت آنيا لرفيقيها وقالت
-معركة جيدة
رمقها ساندر بلوم ليقول
-هل أنت متأكدة بأنك حامل؟
فنظرت إليه باعتراض لتقول
-ما المفترض بهذا أن يعني ؟
فقال ديان بسخرية
-لا تريدين أن تعرفي
رمقته الفتاة بلوم فقال هو مدافعا
-إنه كلام زوجك
وهنا تنهدت لتدلك جبينها بتعب قائلة
-ليكن الله في عوني .

في العادة فإن ملك رايسال يقوم باستقبال المقاتلين العشرة المشاركين بالبطولة في مأدبة عشاء في ليلة انطلاق البطولة وهذا بالضبط سبب تواجد الشبان برفقة ديان في صالة الطعام في القصر حول المائدة وهم يضحكون حيث قال فادي
-لا يمكنني أن أزيل ذلك المنظر من رأسي
وتابع الضحك فقال جون بلوم
-أقسم أنها ستقتلك لو سمعت هذا الكلام
فقال تيان موافقا
-هذا أكيد
أما ديان فقال بنبرة مستمتعة
-للحق إن رؤية آنيا تريد شيئا بشدة ومنع ساندر لها في ثانية واحدة هو أمر ممتع جدا
فقال رامي بلوم
-وأنا الذي كنت أظنك العاقل
فقال باكي بسخرية
-يبدو أن بقاءه برفقة فادي قد أثر على عقله
عند هذا قال فادي بحدة
-ماذا يعني هذا؟
فقال سايل
-لا تتصرف كأنك لا تعرف الجواب
رمقه الشاب بحقد فيما شغل الشبان بالضحك عندما فتح الباب ودخل منه الملك برفقة لياندر فنهض الشبان عن مقاعدهم، تقدم الرجل ليجلس على مقعده في مقدمة الطاولة فيما جلس لياندر على يساره ورفع نظره للشبان قائلا
-تفضلوا
أخذ الشبان مجالسهم مرة ثانية فيما قال الملك مرحبا بهم
-إنني فعلا سعيد بمقابلتكم وأنا جد فخور بكونكم المشاركين الأساسيين غدا فقد حدثني لياندر عن مهارتكم كثيرا وأنا متشوق فعلا لرؤية هذا كله غدا
وبعد هذه المقدمة البسيطة انشغل الجميع بتناول الطعام وتبادل الأحاديث حتى منتصف الليل فيبدو أن ليس جميع الملوك متزمتون في النهاية.

يتكون المدرج الرئيسي الذي سيحتوي البطولة على ثلاثة أقسام، فالأول وهو الشرفة الرئيسية التي يجلس فيها الملك وعائلته، أما الثاني فهي المنصة الخاصة بالملوك الضيوف والتي تحتوي على ما يقارب الخمسمئة مقعد، أما الثالث فهو القسم العادي والذي يحتوي أكثر من خمسة آلاف مقعد لمن يرغب من الشعب بحضور المباريات وفي هذه اللحظات بالذات كانت كل المقاعد ممتلئة عن آخرها، فاليوم سيتم تقديم المقاتلين العشرة وستدور أحداث المباراة الأولى، وفي القسم الثاني جلس تيماي وتيرا ونايل بجانب ساندر الذي كان المقعد المجاور له فارغا فقال تيماي
-أين آنيا يا ساندر؟
-قالت أنها ستقوم بعمل ما وستعود سريعا قبل البدء بالتقديم
-حسنا
وفي الساحة تقدم مقدم البطولة ليقف على منصة وسط المدرج وهي خاصة له ليقول بصوت قوي ومرتفع هز أرجاء المكان
-مرحبا بكم جميعا سيداتي وسادتي إلى اليوم الافتتاحي لبطولة رايسال الخامسة والسبعين للقتال
علا صوت الهتاف من كل من في المكان فهذا اليوم يعتبر من أهم الأيام في المملكة وأكثرها تشويقا وإثارة ليتابع المقدم قائلا
-ولكن قبل أن نبدأ بطولتنا لهذه السنة سنبدأ بالتعريف بمقاتلينا العشرة لهذه السنة والذين هم
وأشار بيده لبوابة المدرج اليسرى ليردف
-مقاتلنا الأول من سيانتس لوان آشوريسا
خرج الشاب من البوابة وسط الترحيب الشديد والهتاف القوي الذي ملأ أرجاء المكان فيما لوح هو بيده بهدوء ليقف على بعد مترين من منصة التقديم.

في إحدى غرف الغيار الموجودة داخل المدرج كان تيان واقفا وهو يقلب سيفه بيديه استعداد لخروجه حين فتح باب الغرفة لتدخل آنيا قائلة
-مرحبا
رفع الشاب نظره إليها وقال
-أهلا آنيا
تقدمت الفتاة نحوه لتقول
-كيف هي معنوياتك؟
-ليست سيئة ولكن ماذا تفعلين هنا؟
-لا شيء أتيت لأطمئن على الشبان وقد أحضرت بعض العصير لك
ورفعت له تلك الزجاجة فأمسكها وقال
-هذا بالضبط ما أحتاجه
فابتسمت بخفة وقالت
-يمكنك شربها كلها أنا واثقة بأنها ستعجبك.

وفي الخارج خرج سايل من البوابة ليتقدم نحو باقي رفاقه الذين وقفوا بجانب بعضهم البعض وهو يستمع للهتاف، وقف بجانب رياد ليقول
-الوضع ليس سيئا جدا
-يمكنك قول هذا
أما المقدم فقد مد له أحد الرجال ورقة ما وتبادل معه بعض الكلمات ليهز رأسه إيجابا فيما غادر مرافقه المكان فاعتدل هو في جلسته ليقول
-سيداتي سادتي لقد حدث تعديل بسيط في شخصية المقاتل الأخير لذا دعونا نستقبل بديله من جيونساي رينيه سوكانج
مع هذه الكلمة خرجت آنيا بزي رينيه من البوابة وابتسامة ثقة شديدة على ملامحها فيما اعتلت الدهشة الشديدة وجه الشبان جميعا أما ساندر فحدق بها بذهول بينما ارتسم الاستغراب على وجه تيماي الذي قال محدثا ساندر
-لا أريد أن أبدو فضوليا ولكن هل لي أن أعرف ما الذي تفعله شقيقتي بزي رينيه هناك؟
فكز الشاب على أسنانه بغضب ليقول بحدة
-أواثق أنك تريد أن تعرف الجواب؟
فقال الشاب بتوتر
-لا أعتقد ذلك
فيما همس نايل في أذنه قائلا
-يبدو أن شقيقتك قد تسببت بالكثير من المشاكل خلال غيابنا
فقال الشاب بسخرية
-أتريد المراهنة على هذا؟.

المباراة الأولى التي حددت كانت بين آنيا وفادي ويمكن القول اختصارا لها بأن الفتاة قد أدت أداءا رائعا وعلى الرغم من المستوى العالي الذي قدمه فادي إلا أن آنيا تمكنت من التغلب عليه في النهاية من خلال وسائلها الخاصة وقد أقر جميع الخبراء بأن هذه المعركة كانت من أفضل المعارك التي حدثت في البطولة خلال السنوات الأخيرة وقد حاز فادي على الثناء والإعجاب الكبير على الرغم من خسارته كما نالت آنيا إعجابا وثناءَ من الجميع باستثناء شخص واحد.

في تلك الغرفة وقف ساندر أمام آنيا التي كانت ما تزال بزي رينيه وهو يتحدث بغضب
-ألا تعرفين ما مدى خطورة هذا عليك؟
فقالت الفتاة معترضة
-أنت تبالغ كثيرا يا ساندر الأمر لا يحتاج لكل هذه الضجة التي تثيرها حوله
-ما الذي تقصدينه بأنها لا تحتاج لكل هذه الضجة؟
-أخبرتك، هذه ليست أول مرة أقوم بها بهذا النوع من الأعمال وأنت تعرف أنني أعود بحال أفضل بعدها
-ليس هذه المرة
فقالت بحدة
-وما الذي يميز هذه المرة؟
فأجابها بنبرة غاضبة
-لأنك حامل آنيا، أنتِ حامل في شهورك الأولى وتحتاجين إلى الراحة الكاملة وآخر ما تحتاجين إليه الآن هو بطولة للبقاء كي تشاركي بها
-إنك تهول الموضوع كثيرا، أنا لن أتحول لعاجزة لمجرد أنني حامل، ثم إنني أصلا كنت أقاتل بكل قوتي قبل أن أعرف بذلك وهذا لم يتغير حتى بعد معرفتي بالأمر
صمت الشاب بغضب وهو يحاول تمالك أعصابه فيما تنهدت آنيا لتقول
-ساندر إنني أعرف ما أفعل تماما، وأنت أكثر من يعرف ذلك صحيح؟
ولكن الشاب لم يجبها فتابعت هي برجاء
-لقد كنت دائما تثق بآنيا كما كنت تثق برينيه وأنا أعرف أنني قادرة على فعل ذلك لأنني لو لم أكن أعرف لما شاركت أساسا أتفهمني؟
أبعد الشاب نظره عنها ليتقدم نحو الشرفة وأسند يديه على سورها وهو ينظر للحديقة في الأسفل فتقدمت هي لتقف بجانبه وقالت
-ساندر
سادت عدة دقائق من الصمت على المكان حتى التفت إليها ليقول
-أنت تعرفين أنك تضعين حياتين على المحك هنا آنيا
-بالطبع أعرف وهذا سبب إضافي لثقتي بنجاحي
-لا يمكن هذا
-ساندر
ولكنه قال بحقن
-إنني أفعل هذا لمصلحتك ولمصلحة طفلنا ولكن كل ما يهمك أنتِ هو الحصول على المجد والشهرة دون أي اهتمام بأي شخص آخر لا سيما أنا
-ساندر
-كان من المفترض بك أن تضعي رأيي في الاعتبار لديك ولكن بدل ذلك تسللت خفية وخدرت تيان لتأخذي مكانه رامية عرض الحائط بكل ما قلته لك
صمتت الفتاة دون أن تجيب فيما مسح هو وجهه بيديه محاولا السيطرة على أعصابه لدقيقة قبل أن يقول
-لم أكن أعرف أن كلامي لا يساوي عندك أي قيمة
فنظرت إليه لتقول
-تعرف أن هذا غير صحيح
-ولكنني أعرف أن أفعالك تقول غير هذا
-ولكن
فقاطعها قائلا
-لا أريد سماع أي تبريرات آنيا يمكنك أن تفعلي ما تريدين
واتجه ليدخل للغرفة فتقدمت آنيا منه لتقول بحذر
-ماذا تعني؟
فالتفت إليها وقال
-افعلي ما تريدين وعندما تنتهين ستجدينني في جيونساي
رسمت هذه الكلمة الدهشة على وجهها لتقول
-ستغادر؟
-أجل يا آنيا سأغادر إن كان وجودي أو عدمه لا يؤثر عليك فما الفائدة من وجودي هنا
تقدمت الفتاة منه لتقول
-كلا لا يمكنك المغادرة
-ولِم علي البقاء؟
-لأنني أحتاجك
-أنت لا تحتاجينني أو بالأصح رينيه لا يحتاجني
حدقت الفتاة به بدهشة فيما قال هو
-أرجو أن أراك بخير في المرة القادمة
وخرج من الغرفة تاركا إياها تحدق به بذهول وهي تحاول أن تستوعب ما حدث للتو.

استند ساندر لباب شرفة غرفة داني وكان الأخير جالسا على أحد المقاعد يراقبه قائلا
-هل أنت جاد في المغادرة؟
فقال وهو يحدق بالسماء أمامه
-لا أدري يا سام، أعرف أنني قلت هذا الكلام ولكنني لا أستطيع ترك آنيا والمغادرة هكذا بكل بساطة لا سيما وهي في موقف كهذا
-أتريد الصدق؟
ونهض ليقف أمامه فنظر ساندر إليه وقال
-أجل
-إن زوجتك من النوع الذي لا يخاف عليه لذا دعها تفعل ما تريد وثق بي إنها أقوى بمئة مرة من كل الشبان المشاركين معها
-أعرف أنها قوية يا سام، وأعرف أنها قادرة على تدبر أمورها بكل سهولة ولكنها حامل
فقال بسخرية
-الرحمة لقد كانت تركض كالقردة بعد أن علمت أنها حامل
ابتسم الشاب مجبرا فيما تابع داني كلامه
-أعتقد أن عليك البقاء هنا ودعمها في هذا الأمر ففي النهاية مراقبتها من قريب أفضل من تركها تفعل ما تريد وبشهادتي فزوجتك مجنونة بشكل كامل
-أخبرني بشيء لا أعرفه
-إذن؟
فتنهد بتعب وقال
-لا أدري
وقبل أن يكمل كلامه سمعا صوت طرق الباب فقال داني
-تفضل
فتح الباب لتدخل آنيا قائلة
-داني هل تعرف أين....
وتوقفت حينما شاهدت ساندر أمامها فنظر داني إليهما ليقول
-أنا سأذهب لأرى آرون أراكما لاحقا
وخرج من الغرفة مغلقا الباب ووقف خلفه وهو يسترق السمع، وفي الداخل تقدمت آنيا لتقف أمام ساندر قائلة
-ألا تزال غاضبا مني؟
فنظر إليها وقال
-أنت تعرفين أن سبب ذلك هو خوفي عليك
-أعرف هذا ولكن
وابتسمت بزيف لتقول
-أنت تعرفني جيدا يا سان أليس كذلك؟
-صدقي أو لا هذا سبب إضافي لخوفي عليك
-أرجوك ساندر لا يمكنك المغادرة وتركي هنا بمفردي لا يمكنك
-وهل هناك فائدة لبقائي
عند هذا قالت بقوة
-توقف عن قول هذا الكلام الفارغ فأنت تعرف تماما مدى أهمية ذلك لدي أيها الغبي
-إذن لم بحق السماء تجاهلت كلامي ودخلت لتلك البطولة؟
-لأنني قد بدأت الأمر ولا أريد لأحد أن يظن أنني سأهرب من المنافسة فقط لكوني فتاة
-ولكنك فتاة حامل يا آنيا
-هذا ما سيعتقدون أنها حجتي وأنا لست من النوع الذي يتراجع عن قرار اتخذه أو عن منافسة ما وأنت تعرفني جيدا صحيح؟
راقبها الشاب بصمت ليتنهد بتعب قائلا
-أنا من يعرف
عند هذا قالت برجاء
-سوف تبقى بجانبي أليس كذلك؟
وراقبته بتوتر وقلق وسط مراقبته لدقيقة حتى تنهد بتعب وقال
-بالتأكيد سأبقى
عند هذا عانقته الفتاة بسرور شديد لتقول
-شكرا لك يا ساندر شكرا
فبادلها الشاب العناق بصمت وهو يضمها بين يديه، أما في الخارج فكان داني يسترق السمع والرضى على ملامحه حين سمع صوت تيماي يقول
-داني
التفت الشاب إليه وقال
-أهلا تيماي
-أتعرف أين آنيا؟ سمعت أنها قد تشاجرت مع ساندر بسبب ما حدث اليوم صباحا
-أجل لقد تشاجرا ولكنها في الداخل الآن وقد تصالحا
فقال بتعجب
-بهذه السرعة
وهنا قال بسخرية
-ماذا كنت تعتقد؟
-معك حق في هذا
وعبث بشعره ليقول
-وأنا الذي كنت قلق بشأنهما، إنني فعلا مجنون من الأفضل لي أن اذهب لأقوم بجولتي مع نايل أراك لاحقا
وغادر المكان وسط مراقبة داني الذي قال
-إن هذا الشاب من أغرب الأمراء الذين قابلتهم في حياتي
ولكن الرعب اعتلى وجهه حين قال
-اللعنة لقد نسيت آرون تماما
وأسرع يركض في الممر مغادرا المكان.

القائدة ياندي
30-08-2012, 09:31
يمكن القول أن مباريات البطولة قد سارت بأفضل مما كان متوقعا بكثير، فخلال المرحلة الأولى والتي تقابل فيها كل من ديان ورامي ثم جون وكينار ثم سايل ورياد ثم لوان وبايكي خلال الأيام الأربعة التالية تمكن الشبان من حصد إعجاب جماهيري واسع وتمكنت المملكة من حصد آلاف وآلاف الأرباح خلال أول خمسة أيام والتي وصل منها آنيا وديان وجون وسايل ولوان لربع النهائي.

وفي إحدى ساحات العاصمة والتي غصت بالمبارزين وقف نايل وآرون يراقبان تيماي وداني اللذان كانا مشغولان بإحدى البطولات الفرعية مع عدد آخر من الشبان، تثاءب آرون بتعب ليقول
-يا إلهي متى سينتهي هذا العذاب؟
فقال نايل بسخرية
-ليس قريبا يا صديقي
فرمقه الشاب بلوم وقال
-شكرا للدعم
فابتسم نايل بخفة وقال
-على الرحب
-آه
-بالمناسبة يا آرون
-ماذا؟
-كيف ستتم مباريات ربع النهائي فالمقاتلين هم خمسة ولا يمكن أن يتأهل أحدهم لنصف النهائي بهذه البساطة؟
-أعرف هذا، ولكن خلال هذه المرحلة يدفع بالمقاتلين الخمسة لمقاتلة خمسة أبطال سابقين للبطولة ومن يمكنه النجاح يتأهل لنصف النهائي
-وماذا لو فازوا جميعا؟
-إن أردت الصدق طوال سنوات البطولة الماضية والتي رسخت هذا النظام لم يتمكن سوى ثلاثة أو أربعة على أبعد تقدير من الفوز والتأهل لنصف النهائي
-وإن تأهل ثلاثة؟
-وقتها سيشارك بطل السنة الماضية في المربع الذهبي وسيعطى حرية اختيار المقاتل الذي سيقاتله
-أليس هذا معقدا نوعا ما ؟
-بلى ولكن هذا الأسلوب هو الأفضل لشد انتباه الجمهور وزيادة الإقبال والمشاركة مما يعني زيادة أرباح البطولة وهذا هو المهم دون أدنى منافسة
-لا شك في هذا
ورفع نظره نحو تيماي الذي أطاح بآخر المقاتلين ليقف أمام داني الذي قال بمكر
-والآن وقت خسارتك
فرفع الشاب سيفه ليقول باستهزاء
-أرني ما لديك أيها الطفل
وانقضا على بعضهما بقوة فيما قال آرون
-ما رأيك أن نقوم بجولة؟
فقال نايل بسرور
-بكل تأكيد
وغادرا المكان تاركين داني وتيماي في معركة حامية وسط مراقبة وتشجيع المبارزين والمشاهدين حولهما.

ألقت آنيا بجسدها على السرير بتعب شديد مرتدية ثوب أزرق سماوي لتقول
-يا إلهي إنني أكره هذا أكرهه
فقال ساندر وهو جالس بقربها بسخرية
-حقا؟
رمقته الفتاة بلوم لتقول بحقن
-إن محاولة التوفيق بين آنيا ورينيه هو أصعب من المشاركة في البطولة حتى
فهز الشاب كتفيه بلا اكتراث وقال
-أنتِ من أصر على المشاركة في البطولة وبقائي هنا، وبقائي مرتبط به وجود زوجتي الجميلة برفقتي لذا تدبري أمرك
وهنا قالت بحقد
-هل أنت مستمع بهذا؟
فابتسم برضى ليقول
-إن أردت الصدق أجل إن هذا يطربني عندما أستمع لتذمرك عن مدى صحة كلامي وأميناتك لو أن عملت به
-ساندر
صرخت بغضب وانقضت عليه لتسقطه على السرير وهي فوقه قائلة بغضب
-أتنوي دفعي للجنون التام؟
فقال بمتعة
-وهل ينفع هذا؟
كزت الفتاة على أسنانها بحدة فيما تابع هو مستفزا إياها
-يبدو أنه يجدي نفعا
وهنا تمالكت الفتاة أعصابها لتنهض من فوقه جالسة مكتفة ذراعيها بحقن فيما أحاطها الشاب من الوراء ليقبل رقبتها بخفة قائلة
-إنكِ فعلا مدللة
-وأنت فعلا بغيض
-هذا ليس جديدا صحيح؟
رمقته الفتاة بملل فيما قال هو مدافعا عن نفسه
-أنت تعرفين هذا من لقاءنا الأول
فقالت بغيظ
-لا بد أنني كنت خرقاء تماما عندما أغرمت بك
ولكنه قال بابتسامة غرة
-بل كنت في أفضل قواك العقلية
عند هذا قالت بحدة
-الآن أنت تحفر قبرك بيديك
-سأكون راضيا ما دام منك
وهنا تنهدت بتعب لتقول مستسلمة
-يا إلهي أنقذني
ولكن ساندر شدها إلى ناحيته ليوقعها في حضنه وقال
-لن يتمكن أحد من فعل هذا يا عزيزتي.

على الرغم من كل الاستعدادات التي جهزها الشبان لنصف النهائي إلا أن الأمور لم تسر بالشكل الذي أراده الشبان ضد الأبطال الخمسة السابقين،فعلى مدار يومين كاملين خسر سايل ولوان في أول مبارتين وقد تمكنت آنيا من الفوز على خصمها بصعوبة بالغة لاحظها الجميع، في حين تمكن جون من الفوز بصعوبة أيضا ولعل الوحيد الذي كان في أفضل حالاته هو ديان الذي تمكن من الفوز بشكل مقنع ومشرف على خصمه.

وفي القاعة المخصصة لراحة المقاتلين واحتفالهم في القصر وقف كل من جون وديان ورينيه برفقة الملك وعدد من ضيوفه وهم يتبادلون الأحاديث حيث قال الملك وهو يقف مع آنيا
-لا بد أن الأمر مثير جدا
فابتسمت الفتاة بخفة وقالت
-عليك أن تجربه مرة يا سيدي
-لا شكرا يكفيني رعب الأعمال المكتبية التي تلاحقني ليل نهار
وهنا قالت بتفكير مصطنع
-أتفق معك في هذه النقطة
وهنا فتح باب القاعة ليدخل ذلك الحارس الذي قال معلنا
-لقد وصل السيد آندرواس
وتنحى لليسار تاركا المجال لذلك الشاب الذي بدا في أواسط العشرينات بشعره الخمري الفاتح وجسده المتناسق مرتديا ثياب الفرسان، تقدم الشاب وسط تعلق أنظار الجميع عليه إلى الملك لينحني أمامه قائلا
-يشرفني لقاؤك مرة ثانية سيدي
فحياه الرجل بإيماءة هادئة وقال
-أهلا بك يا آندرواس
اعتدل الشاب في وقفته فيما قال الملك معلنا للباقين
-سيداتي سادتي
التفت الضيوف نحوه فيما قال هو مقدما زائره
-أقدم لكم لاندر آندرواس بطل رايسال للسنة الماضية والمشارك الجديد في المربع الذهبي
صفق الجميع للوافد الجديد من عدا الشبان الثلاثة حيث تقدمت آنيا لتقف بجانب رفيقيها قائلة
-لِم ينتابني شعور سيء حول هذا الشاب؟
فقال جون وهو يرمقه بحذر
-أتفق معك في هذا منظره لا يريح نهائيا
أما ديان فرشف من كوب العصير بيده وقال
-لا داعي لكل هذا التشاؤم إنه مجرد مقاتل عادي ما المشكلة فيه؟
فيما التفت آندرواس نحو الشبان الثلاثة ليتقدم نحوه وابتسامة ثقة مرسومة على محياه ليقف أمامهم قائلا
-أنتم من بقي في نصف النهائي إذن؟
نظرت آنيا إليه باشمئزاز فيما تولى جون الرد قائلا
-أجل نحن، أنا جون بايسرول وهذا رينيه سوكاج أما هذا فهو ديان آرثوسان
فركز الشاب نظره عليه وقال
-ملك بيكانتلاي أجل لا أحد يجهل ذلك
حافظ ديان على صمته وهو يراقبه فيما تابع هو
-ما لا أفهمه هو كيف يقبل ملك بحجمك بالمشاركة في هذه البطولة
فقال الشاب بهدوء
-لا أظنك تجهل الكيفية يا سيد آندرواس
هذه الكلمة رسمت الدهشة على وجهه ليقول
-لا تقل أن أولئك المغفلين الأربعة قد أخطأوا في شخصية أحد مقاتليهم
عند هذا قالت آنيا بسخرية
-لا تبدو غبيا كما يدل عليه مظهرك
رمقها الشاب باستعلاء مما رسم الحقن على وجهها وقال
-إن السخرية في كيفية وصول شخص مثلك إلى هنا
-ماذا؟
وهمت بالانقضاض عليه حين أمسكها جون قائلا
-اهدأ يا رينيه
-دعني أريد أن أريه حجمه
استمر آندرواس بالنظر إليها باستعلاء ساخر أشعل النار فيها لدقيقة حين سمعت ساندر يقول
-رينيه
التفت أربعتهم نحو الشاب الذي تقدم إليهم ولكنه وقف ينظر بدهشة لآندرواس الذي بادله تلك النظرات نفسها ليقول
-سان
أما هو فقال
-لاندر
وتحولت دهشته لسرور حين تقدم ليعانقه تماما كما فعل الأخير قائلا
-لم أتوقع أن أراك هنا يا ساندر
فنظر الشاب إليه ليقول
-ولا أنا كنت أتوقع هذا ماذا تفعل هنا أيها الشاب؟
-أنا بطل السنة الماضية
-آه وأنت هنا للمشاركة في المربع الذهبي
-أجل، ماذا عنك أنت؟
-إنني مدعو للبطولة يا صديقي
نظر لاندر إليه باستغراب ليقول
-كيف؟
فابتسم ساندر بخفة ليقول
-لقد حدثت معي الكثير من الأشياء
-عليك أن تخبرني بها
-بالطبع سأفعل
وقبل أن يضيف حرفا واحدا سحبته آنيا من يده لتوقفه بجانبها مبعدة إياه عن آندرواس الذي نظر إليها بحدة فيما قالت هي بحزم مكلمة زوجها
-كيف تعرف هذا الوغد؟
رمقها ساندر باستغراب فيما قال آندرواس باستعلاء
-كيف يمكنك معرفة أشخاص مثل هؤلاء يا ساندر؟
رمقته آنيا بغضب وهي تغلي فيما وقف جون بجانب ديان يراقبان النار المشتعلة وهو يقول
-يبدو أن آنيا قد وجدت ندا لها
فقال الشاب باستمتاع
-أعتقد أنني سأقف في صفك هذه المرة
أما ساندر فقال مهدئا الأوضاع
-رينيه هذا آندرواس أحد أصدقائي القدامى وهو من بيكانتلاي لقد تربينا معا منذ كنا أطفالا
عند هذا قالت بحقن
-إذن من هنا اكتسبت طباعك المقرفة تلك
رمقها الشاب بلوم فيما قال آندرواس بحدة
-كيف تسمح له بأن يكلمك بهذه الطريقة يا سان؟
فنظر إليه ليقول بابتسامة
-في الواقع إن رينيه هو قريب زوجتي
وهنا قال الشاب بدهشة
-لا تقل أنك تزوجت؟
-ألم أخبرك أن الكثير من الأشياء قد تغيرت؟
عند هذا قال بسخرية
-ومن هي هذه المجنونة التي قبلت بك؟
مع سماعها لهذه الكلمات فقدت آنيا كل ذرة عقل باقية لديها وصرخت
-أيها الوغد
وهمت بالانقضاض عليه ولكن ساندر وقف أمامها قائلا
-اهدأ يا رينيه
-لا أريد دعني أريد أن أخلص البشرية منه
قالت بنبرة غاضبة فيما قال آندرواس بغرور
-وكأنك تستطيع فعل هذا؟
-آه حقا واجهني وسأريك من هو العاجز هنا أيها المتبجح عديم الفائدة
-ماذا قلت؟
ورمقها بغضب تماما كما فعلت هي وسط مراقبة ساندر اليائسة لتضيف هي بسخرية لاذعة
-أم أنك خائف من الخسارة أيها البطل المزيف
فقال بحدة
-لا أحد يشكك في قدرتي وينجو بذلك
-إذن أرني ما لديك في الميدان
-لك هذا يا سليط اللسان
والتفت مغادرا المكان فيما قالت هي بحدة
-سأريك
التفت ساندر إليها وقبل أن يهم بفتح فمه نظرت إليه لتقول بتهديد
-إياك أن تفتح فمك بحرف واحد
وغادرت هي الأخرى المكان فيما تنهد الشاب بتعب وما لبث أن التفت لديان وجون الذين بدت المتعة على وجهيهما وهما يراقبان ما يحدث ليقول بأسى
-هل سيساعدني أحدكما في التخلص من هذا العذاب أم لا؟
فقال ديان بنفي
-لا أظن ذلك
رمقه ساندر باستفهام فتولى جون الشرح
-لِم نوقف الأمر؟ إنه ممتع
وضحك مع رفيقه باستمتاع فيما تنهد هو بتعب وهو يحاول العثور على حل لكل هذا، فإن لم يفعل هذا قريبا فهو بلا شك سيصاب بالجنون الكامل.

خرجت آنيا من غرفتها وهي مرتدية ثوبا بلون بنفسجي طويل فيما كانت يديه من الشيفون النيلي المزين بخيوط الذهب كحال باقي الثوب، ولكنها توقفت حينما شاهدت ساندر واقفا برفقة آندرواس أمام الباب، نظرت الفتاة إليهما ببرود فقال ساندر بارتباك
-تبدين رائعة يا عزيزتي
ولكن الفتاة تجاهلت كلامه لتقول
-لقد تأخرت كثيرا يا ساندر
فتقدم ليطبع قبلة خفيفة على خدها وقال
-كان لدي بعض الأعمال
ونظر لرفيقه ليقول مقدما إياهما
-آنيا هذا لاندر آندرواس وهو بطل السنة الماضية لرايسال إضافة لذلك هو صديق قديم لي
فنظرت إليه محاولة كتم أعصابها فيما انحنى هو أمامها قائلا
-تسعدني مقابلتك سيدتي
صمتت الفتاة دون أن تجيب فيما نظر ساندر إليها برجاء لتتنهد بتعب قائلا
-وأنا كذلك
فيما اعتدل الشاب في وقفته ليقول
-إنك تبدين رائعة الجمال الآن عرفت لم اختارك ساندر
ابتسمت الفتاة بزيف وهي تحدث نفسها "ألم أكن مجنونة قبل دقائق؟"
أما ساندر فقال
-إن الملك ينتظرنا للمأدبة هيا يا عزيزتي
فسارت الفتاة متجاوزة إياهما فهمس آندرواس لرفيقه
-يبدو أن زوجتك ذات شخصية قوية
فتنهد بتعب وقال
-لا تريد أن تعرف الحقيقة ثق بي.

وحول طاولة الطعام جلس عدد من الملوك والأمراء ومن ضمنهم آنيا وساندر وديان فيما كان آندرواس جالسا على يسار الملك الذي قال
-إذن فقد حددت خصمك للغد يا آندرواس
فقال الشاب بنبرة واثقة
-أجل إنه مقاتل يدعى رينيه على ما أذكر
-أجل إن رينيه مقاتل بارع جدا
فقال بسخرية
-لا أعتقد ذلك سيدي إنه مجرد ثرثار كبير
عند هذا قالت آنيا بنبرة قوية وهي تقطع اللحم أمامها
-على الأقل هو ليس جبانا ليتحدث عن شخص في غيابه
هذه الجملة أجبرت الجميع على النظر إليها فيما ضرب ساندر جبينه بخيبة، ساد الصمت على المكان فيما تناولت آنيا قطعة اللحم بشوكتها ليقول آندرواس
-يبدو أنك تعرفينه سيدتي
فنظرت إليه لتقول بوقار قوي
-أعتقد أنه قد أخبرك سابقا بأنه من أقربائي
-ولكنني لم اصدق ذلك فمنظره أقرب للمتشردين
وهنا قالت بسخرية
-لم أكن أعرف أنك تجيد وصف نفسك سيد آندرواس
هذه الكلمة رسمت الحدة على وجهه فيما سرت همهمة مكتومة في المكان وسط مراقبة ديان الصامتة وهو يأكل من طبق للسلطة أمامه أما ساندر فقال لزوجته بهمس
-آنيا توقفي عن هذا حالا
ولكنها تجاهلت كلامه وتابعت قطع طبق اللحم أمامها فيما قال آندرواس محاولا تدارك الوضع
-يبدو أنك تقدرينه كثيرا يا جلالة الملكة
فنظرت إليه لتقول بقوة
-لأنه يستحق هذا بعكس بعض الحضور على هذه المائدة
-ماذا؟
قال بنبرة حادة فيما وقفت هي لتعتذر قائلة
-اعذرني أيها الملك ولكن لا يمكنني البقاء في مكان تكثر فيه العامة
وانحنت بهدوء لتخرج من القاعة وسط الحقد الذي اعتلى وجه آندرواس فيما نهض ساندر معتذرا ليلحق بها أما ديان فقال
-ينتابني شعور سيء جدا حول هذا.

ركض ساندر في ذلك الممر خلف آنيا التي تجاهلت نداءه حتى وقف أمامها ليقول
-ما الذي فعلته بالضبط؟
فقالت بنبرة ساخرة
-أهنت صديقك؟
رمقها ساندر بحدة ليقول
-بل أعطيت انطباعا سيئا جدا عنك آنيا
-لا يهمني هذا
-آنيا
فنظرت إليه لتقول بحدة
-لقد أهانني ذلك الوغد أمام الجميع وتريد مني أن اصمت
-المفترض بك هذا فأنت آنيا ولست رينيه
-بل أنا رينيه في كل الأحوال سان ولن أسمح لأي كان بأن يهينني وإن فعل ذلك فسيجدني في المرصاد
قالت بنبرة قوية فيما أحس ساندر بنفسه على وشك الانفجار ليقول بغضب
-هذا يكفي
ولكنها تابعت بقوة
-نحن لا نزال في البداية
وهنا لم يشعر إلا بيده وقد هوت مباشرة على وجه الفتاة صافعا إياها بقوة مما رسم الدهشة على وجهها فيما وقف هو يلتقط أنفاسه، وضعت الفتاة يدها على وجنتها لتنظر إليها بصدمة قائلة
-أتضربني لأجله؟
-بل أضربك لتعقلي آنيا عليك أن تتوقفي عن هذا على هذا أن ينتهي الآن
ولكنها ضغطت على قبضتها بقوة متجاوزة إياه وهي تركض فيما بقي هو واقفا مكانه يحدق أمامه.

دخلت آنيا لغرفتها مغلقة الباب خلفها بقوة وألقت بجسدها على السرير وهي تبكي بمرارة.

دخل ديان إلى غرفة اجتماعات المقاتلين حيث وجد سايل ورياد ولوان وباكي يلعبون الورق فيما جلست ريما ولانا وتيرا يتبادلن الأحاديث في حين كان فادي ورامي وجون وكينار وتيان يتبادلون الأحاديث بمرح فيما شغل تيماي وداني بالقتال حيث جلس نايل وآرون يراقبانهما بملل، حدق الشاب بالمجموعة المتنوعة الجالسة أمامه ليقول
-إنهم فعلا يشكلون مجموعة غير متناسقة نهائيا
وتقدم ليقف أمامهم ليقول
-يا شياب
وهنا صمت الجميع ليحولوا أنظارهم نحوه وقال تيان
-ما الأمر يا ديان؟
-لدينا مشكلة صغيرة
فقال سايل
-وما هي؟
-ساندر وآنيا وآندرواس
الاسمين الأولين رسما القلق على وجه تيماي وداني أما الاسم الأخير فرسم الضيق على وجه جون الذي قال
-وما به ذلك المتبجح؟
فنظر فادي إليه ليقول مستفهما
-من؟
أما تيماي فنهض وقال
-ما بها آنيا؟
-في الواقع لقد تشاجرت مع ساندر بسبب آندرواس
فقال كينار باستفهام
-من هو آندرواس هذا؟
-إنه بطل السنة الماضية والذي سيشارك في المربع الذهبي ضد آنيا بعد أن استفزه رينيه وتقاتل معه في حفل اليوم
فيما قال داني بغباء
-وما علاقة هذا بشجار آنيا وساندر؟
-ببساطة لأنها تشاجرت معه مرة ثانية قبل قليل على مأدبة العشاء بصفتها آنيا وقد تشاجرت مع ساندر بعدها
عند هذا قال تيماي بلا اكتراث
-سيتصالحان خلال ساعة
-لا أعتقد هذا
نظر الجميع إليه باستفهام لتقول لانا
-لماذا؟
-لأن ساندر قد صفعها خلال ثورة غضبه
وهنا صرخ تيماي بقوة
-فعل ماذا؟
ولكن نايل أجلسه من يده ليقول بحزم
-اسكت ودعنا نسمع ما حصل
أما آرون فقال بسخرية
-أليس داني شقيقه؟
وهنا حدجه الشاب بحدة ليقول
-ما المفترض بهذا أن يعني؟
فقالت ريما باستهزاء
-أتريد فعلا أن تعرف الجواب؟
وقبل أن يهم داني بشتمها أوقف ديان الأمر قائلا
-لقد كنت معهما قبل قليل والوضع صعب جدا بينهما ولا أعتقد أن آنيا ستكون قادرة على القتال جيدا بعد غد وهي على هذه الحال هذا سيكون خطرا عليها ومن جهة ثانية ساندر لن يركز في أي عمل طالما هما هكذا لذا علينا أن نجد طريقة لمصالحتهما قبل مبارزة آنيا
عند هذا قال لوان
-الأمر بسيط أزيلوا سبب الخلاف بينهما وستنتهي المشكلة
-وكيف سنفعل هذا بالضبط؟
-يقف ساندر بجانبها ضد ذلك الشاب ويؤيدها في كل شيء فتسامحه
-المشكلة الوحيدة هنا هو أن ذلك الشاب هو صديق قديم لساندر
-آه
سيطر الصمت على المكان لدقيقة حيث كانت الفتيات الثلاث يتبادلن النظرات ذات المغزى مما شد انتباه ديان الذي قال
-ما الذي تتغامزن به بالضبط؟
التفت الشبان نحوهن لتقول تيرا
-وما علاقتك أنت؟
رمقها الشاب بلوم فقالت ببساطة
-مثل هذه الأمور تحتاج للمسة رومنسية
وأكملت ريما بنبرة جدية ساخرة
-وأنتم للأمانة لا تملكون ذرة واحدة منها
حدق بها الشبان بحقد فيما تابعت لانا بخبرة
-دعوا الأمر لنا نحن سنتصرف
وهنا قال آرون بحذر
-صحيح أنني أعتبر داني مجنونا ولكن ريما ولانا أكثر جنونا
أما ديان فقال
-حسنا إذن وما الذي تخططن لفعله؟
فنهضن عن الأرائك لتقول تيرا
-يا سيدي أنت تتكلم مخططة محترفة
فقال تيان بسخرية
-مخططة حربية إن كنتِ قد نسيتِ
فقالت بنبرة استعلاء
-أنا متعددة المواهب هيا يا فتيات
وغادرن المكان فتبادل الشبان النظر ليقول كوني
-هل سنتركهن يفعلن ما يردن؟
فقال كينار
-بالنسبة لي سأفعل
نظر الشاب إليه مستفهما فتابع
-إن الفتيات يفهمن في هذه الأمور أكثر منا هذه نتيجة توصلت إليها عن تجربة
فقال فادي باستغراب
-حقا؟
-أجل وهي صحيحة مئة بالمئة
أما داني فقال
-أنا سأذهب لأرى سان
وقبل أن يتحرك من مكانه قال ديان
-أنت لن تذهب لأي مكان
رمقه الشاب بدهشة فيما قال تيماي مستهزءا
-تستحق
ونهض ليوجه ديان نظره إليه قائلا
-وأنت أيضا لن تذهب لأي مكان
فقال بنبرة حادة
-ومن أنت لتمنعني؟
ولكنه تجاهله وقال محدثا آرون ونايل
-هل أضمن أن تبعدا هذين الاثنين عن آنيا وساندر حتى نرى ماذا ستفعل تيرا، لأنهما ببساطة إن اقتربا منهما فكل شيء يخططن له سيفسد
حدجه الاثنان بحدة فيما قال آرون بسخرية
-ولو هذا أسهل من تناول الشوكلا
وأضاف نايل
-سنرميهما في أقرب بطولة فرعية نصادفهما ولن ترى وجهيهما حتى السنة القادمة
فقال برضى
-هذا هو ما أحتاجه بالضبط.

القائدة ياندي
30-08-2012, 09:32
جلست الفتيات في ذلك المكتب وهن يتبادلن الأحاديث حيث قالت تيرا
-إذن هل نحن متفقات على هذا؟
فقالت ريما
-أكيد
وأضافت لانا
-أنا واثقة أن هذا سيكون شاعريا جدا
-بلا ريب
وقبل ان تضيف حرفا آخر فتح باب المكتب ليدخل لياندر الذي قال
-ما هذا الاجتماع؟
التفتت الفتيات إليه لتقول ريما
-لياندر لم أرك منذ فترة طويلة؟
فتقدم ليجلس على مكتبه قائلا
-البعض لديه أعمال عديدة يا ريما
-معك حق في هذا
ولكن لانا قالت معترضة
-ونحن أيضا لدينا أعمال عديدة
فقال بسخرية
-كعقد اجتماعات للفتيات؟
فقالت تيرا بحدة
-هذه الاجتماعات هي ما سينقذ بطولتك من الضياع قبل نهايتها
حدق الرجل بها باستفهام ولكنهن نهضن لتقول ريما
-آسفات هذا سر
وخرجن من المكتب فهز الرجل راسه ليقول
-وكأنه ينقصني مزيد من الألغاز.

استلقت آنيا على سريرها وهي لا تزال ترتدي ثوب سهرة الأمس وهي تحدق بالسقف بشرود فيما آثار دموعها لا تزال على وجنتيها، لم تفكر يوما ما بأن ساندر قد يضربها لأي سبب فما بالها من أجل شاب متبجح وغبي، لقد حاولت أن توجد له عذرا ما لوكنهما لم تستطع فهو حتى الآن لم يكلف نفسه عناء الاعتذار، أغمضت عينيها بمرارة حين فتح باب الغرفة لتدخل منه ريما ولانا حيث قالت الأولى
-هيا انهضي يا فتاة
وتقدمت لتزيح الستائر تاركة المجال لضوء الشمس بالتقدم ليملأ المكان فغطت آنيا وجهها بيديها فيما وقفت لانا أمام خزانة الثياب وهي تنظر للأثواب المعلقة فيها، تقدمت ريما نحو آنيا لتقول
-إن آخر ما كنت أتوقع هو أن أرى رينيه يبكي بفستان هذه سابقة
أرغمت هذه الجملة آنيا على الابتسامة بألم ورفعت نظرها نحوها لتقول
-ما الذي تريدينه؟
فقالت بحدة
-ليس النوم لجانبك في كل الأحوال هيا انهضي
وسحبتها من يدها لتقول
-هيا
نهضت آنيا مرغمة والتذمر باد على وجهها لتقول
-ما الذي تفعلانه هنا بحق السماء؟
فدفعتها لتجلس على المقعد أمام الخزانة وقالت
-نحن هنا في مهمة مستعجلة
رمقتها آنيا باستغراب فيما أخرجت لانا ثوبا بنيا من الخزانة والتفتت إليهما لتقول
-ما رأيك ريما؟
فهزت رأسها سلبا وقالت
-لا غيره
-حسنا
وعادت لتبحث في الخزانة فيما قالت آنيا
-هل ستخبرني إحداكما بما يجري هنا؟
فأمسكت ريما الفرشاة لتقول
-لا
وبدأت بتسريح شعرها فتندت آنيا بتعب وصمتت دون حرف واحد فهي غير قادرة على الأخذ والرد، وخلال الساعات التالية بدا مزاجها بالتغير ففهي النهاية لم تكن صحبة الفتاتين معقدة فهما جذابتان ومتفاهمتان معا ولديهما ذوق ممتاز فعلا، فبعد زهاء ثلاث ساعات من الضحك واللعب أنهت ريما تزيين شعرها حيث رفعت جزءا منه للأعلى وتركت بعض خصله منسدلة من الأمام والخلف بشكل جذاب وهو مزين بطوق من اللؤلؤ المذهب، وقد اختارت لها زينة مشابهة لها فقد ارتدت عقدا من الذهب الخالص الذي زين بحبة لؤلؤ كبيرة في منتصفه مع حلق كنوعه وسوار مثله، أما لانا فقد اختارت لها ثوبا أبيض ناعم عاري الذراعين والظهر فيما زين بالذهب على شكل زهرة في الجهة اليسرى السفلية أما هو فلم يكن واسعا ولا ضيقا، وقفت الفتاتين تنظران إليها بإعجاب لتقول ريما
-إننا فعلا بارعتان.

دخل داني وتيماي إلى غرفة ديان حيث كان الأخير جالسا يقرأ ذلك الكتاب بيده فقال الأول
-ديان
رفع الشاب نظره إليهما ليقول
-أتعرفان أن منظركما معا لا يريحني
ضحك تيماي بسخرية ليقول
-لم يكن دمك خفيف يوما
-ما الذي تريدانه؟
وقف الاثنان أمامه ليقول داني
-أين سان وآنيا؟
-في غرفتيهما
فقال تيماي
-لا ليسا فيها
نظر الشاب إليهما باستفهام فأردف
-لقد بحثنا عنهما في القصر بأكمله ولم نجدهما
-هذا غريب ترى أين ذهبا؟
فقال داني بشك
-أأنت واثق بأنك لا تعرف؟
رمقه الشاب بملل فتنهد تيماي وقال
-إذن أين هما؟.

وقفت آنيا على ضفة ذلك النهر وهي تنظر لتلك السفينة الملكية الصغيرة التي استقرت على ضفتها، تنهدت بتعب وهي تنظر حولها قائلة
-إلى أين ذهبتا؟
ولكنها سمعت صوت تعرفه جيدا يقول
-آنيا
التفتت الفتاة لساندر الذي وقف أمامها مرتديا ذلك الثوب الأبيض المذهب مع حذاء أبيض طويل مما جعله في أبهى حالاته، حدقت الفتاة به بصمت دون حرف واحد فتقدم هو ليقف أمامها قائلا
-إنني آسف يا آنيا، ما كان علي فعل ذلك، إنني أعرف ماذا يعني لك كونك رينيه ولكنني كنت خائفا عليك فقط، أعترف أنني قد فقدت أعصابي ولكن هذا ليس من عادتي وأنت تعرفين هذا جيدا
حافظت الفتاة على صمتها فيما جثا هو أمامها ليمسك يدها وقال وهو ينظر إليها
-أتسامحينني؟
حدقت الفتاة به بصمت فيما بدت دموعها في عينيها لتقول
-وأنا آسفة لقد جرفني الحماس فقط ولم أفكر في أي شيء آخر
فنهض الشاب ليقول
-آنيا
فرمت بنفسها بين ذراعيه وهي تبكي فأحاطها هو ليمسد شعرها قائلا
-اهدئي
ومن أعلى سطح التلة المطلة على المكان استلقت الفتيات وهن يراقبن ما يحدث لتقول تيرا برضى
-لقد نجحنا
فيما قالت ريما
-والرحلة التالية ستضمن لهما شهر عسل ثانٍ
فقالت لانا
-هذا أكيد.

ارتفع الهتاف بقوة في المدرج حين وقف رينيه أمام آندرواس ممسكين سيفيهما ليقول الأخير
-هل أنت مستعد للخسارة؟
فابتسمت بمكر لتقول
-لا تحلم بهذا كثيرا
أما في منصة الملوك فقال تيماي محدثا ساندر
-هل أنت متأكد أن الأمر انتهى بخير البارحة؟
-أجل يا تيماي
-إذن ألن تخبرني بما حدث؟
قال بفضول فابتسم هو بخفة وقال
-لا
رسم هذا الجواب الإحباط على وجهه فيما ضحك نايل بشماتة ليعاجله تيماي بلكمة من مرفقه على معدته قائلا بحدة
-أيها الخائن.

غني عن القول أن قضاء يوم كامل برفقة ساندر كان كفيلا بإعادة الحياة لآنيا التي تمكنت من هزيمة أندرواس بكل سهولة ومهارة بشهادة الجميع حتى الشاب نفسه الذي ما لبث أن تراجع عن كلامه معتذرا لها، أما بالنسبة لجون وديان فكان الحظ واقفا في صف ديان ليضرب موعدا مع آنيا في النهائي في اليوم التالي.

رفع الشبان جميعا كؤوس الشراب للأعلى مع صيحات النصر وهم في قاعة الاجتماعات ليقول داني
-حسنا يا شباب من سيفوز غدا في رأيكم الملك البارد أم الملكة المجنونة؟
وقبل أن يضيف حرفا واحدا سكب الاثنان أكواب العصير عليه ليشهق بفزع فسرت موجة من الضحك بين الجميع ليقول ديان
-تستحق هذا
أزال الشاب خصل شعره المبللة عن وجهه ليقول بحقد
-سحقا لكما
ولكن آنيا قالت برضى
-تستحق
فيما قال آرون
-إنك فعلا عديم الفائدة
فقالت ريما
-أنا أتفق معك في هذا يا صديقي
رمقها داني بحدة ليقول
-وكأنه ينقصني أنتِ
هزت كتفيها بلا اكتراث فيما قال تيماي مستمتعا
-تسحق
وهنا قبض الشاب على كوب عصيره ليرشقه في وجه تيماي الذي شهق بفزع فيما ضحك نايل وتيرا باستمتاع فأمسك الأمير كوب عصيره ليرميه عليهما قائلا
-تستحقان
وهكذا بثانية واحدة تحولت القاعة بثانية لحرب مائية مع ارتفاع صوت الضحكات في كل ناحية تحضيرا ليوم جديد.

وقفت آنيا تنظر لديان الذي وقف أمامها في المدرج وسط الهتاف الذي ملأ كل ناحية من الحضور الذين ملأوا كل مقعد في المجرد عن آخره فيما كان الشبان برفقة كوني وآرون وداني وتيان وريما ولانا يقفون أمام بوابة المدرج أما تيماي ونايل وتيرا فكانوا جالسين في المنصة الملكية بجانب ساندر، نظرت آنيا للشاب أمامها وقالت
-أعتقد أنه قد حان الوقت لنعرف من هو الأفضل بيننا
-حسنا إذن آنستي
أمسك كل منهما سيفهما ليقولا بصوت واحد
-هيا
وانقضا على بعضهما بقوة وسط ازدياد الهتاف قوة ليشتبكا بضربة واحدة................................

القائدة ياندي
30-08-2012, 09:34
جلست آنيا على مكتبها في غرفة نومها بقصر جيونساي وهي تكتب بعض الأوراق أمامها بهدوء بدا على وجهها، لقد مرت تسعة أشهر على انتهاء بطولة رايسال لم أكن أتوقع أنني سأحقق ذلك الفوز على ديان للحق فذلك الشاب من أفضل المقاتلين الذين بارزتهم في حياتي كلها، لقد كانت مباراة رائعة وسأحفظها في قلبي كأفضل مبارزة لي في حياتي

فتح باب الغرفة ليدخل ساندر قائلا
-آنيا
التفتت الفتاة إليه وبالتحديد لتلك الطفلة الصغيرة ذات الشهور الثلاثة التي اتشحت بثوب أحمر براق وهي تضحك بمرح مع والدها فيما كانت كل ملامحها توحي بأنها نسخة كاملة عن والدتها، نهضت آنيا عن المقعد لتقول
-ها هي صغيرتي
وتناولت الفتاة منه لتداعبها

لا أذكر أنني مرت بفترة أكثر صعوبة من فترة حملي الأخيرة بجولييت لقد كدت أن أصاب بانهيار عصبي أو في الحقيقة لقد أصبت به باعتراف ساندر، ولكن ذلك كله كان يستحق فلحظة سماعي لصوتها احسست بكل مشاكل الحمل والولادة قد تلاشت في ثانية واحدة، إنني فعلا أحمد الله على أنني لم أتهور وأجهضها

أحاط ساندر زوجته وابنته بيديه ليطبع قبلة خفيفة على شفتي آنيا فبادلته الفتاة القبلة باستمتاع

علي أن أعترف إن الفضل في نجاحي بتجاوز فترة حملي بنجاح كان ساندر، فهو قد تحمل مزاجي المعقد بهدوء وتعامل معي كأنني طفلة صغيرة في عامها الثالث، لا أدري إن كنت سأتمكن يوما من رد كل ما فعله لأجلي ولكن ما أعرفه هو أن أفضل شيئا حدث لي فعلا هو أنني أغرمت به

تقدم الثلاثة ليقفوا على الشرفة حيث شاهدوا داني يقف أمام آرون ممسكا سيفه وهو يحدثه فيما الغيظ بادٍ على وجه الأخير، فقال ساندر باستمتاع
-إنه يحاول إقناعه بالمبارزة
-ألديك شك؟

لقد تمكن داني من إقناع آرون بالقدوم إلى جيونساي برفقتي وساندر بعد انتهاء البطولة وقد وافق على ذلك بعد طول عناء، فداني كان غير قادر على تركه خلفه بكل تلك البساطة، وهما الآن يقيمان معنا بشكل كامل وإن كنت سابقا على وشك أن أفقد لورانز صوابه فداني يتولى هذه المهمة الآن، على الرغم من أن باتريك قد ضمه إلى قيادة الجيش لمهارته القتالية والتي لست مقتنعة بها حتى الآن ولكنه فعل ذلك لكي يحمي لورانز من الإصابة بسكتة قلبية، أما آرون فيبدو أنه قد وجد في مكتبة القصر ملاذا رائعا للابتعاد على داني ومشاكله التي لا تنتهي، فالآن فقط اكتشفت أن آرون مغرما بالقراءة والمطالعة وهو ما أوجد للورانز مساعدا نشيطا
-بالمناسبة يا عزيزتي
فنظرت آنيا إليه لتقول
-ما الأمر؟
-لقد وصلت رسالة من تيماي

تيماي كالعادة لا يزال يجول من مكان لآخر بحثا عن المغامرة كما أعرف على الأقل ولكن الأخبار التي وصلتني منه مؤخرا- بعد أن تعلم من المرات السابقة- فهو حاليا مغرم، لم أعرف بالضبط من هي تلك الفتاة ولكن معلومات نايل تقول أنهم متواجدون في إحدى القرى من شهر كامل وهي معجزة بالنسة لتيماي الذي لم يكن يبقى في أي مكان أكثر من أسبوع، على كل كم أتمنى فعلا أن يكون هذا صحيح لعل هذا سيعقله ويدفع به للعودة إلى المنزل
-ما قولك إذن؟
-لا أعرف يا سان إن إخراج جولييت من القصر مبكر جدا وقد يضر بها
-ولكنني واثق أن سونيا مشتاق لهذا
-أتريد المراهنة؟

ديان تزوج أخيرا وكما كان الجميع أو كما كان سونيا يتوقع فقد كان الحظ من نصيب تيا التي كانت أكثر الناس ذهولا عندما عرض ديان عليها الزواج وقد حدث هذا بعد شهر من عودتنا من رايسال وقد كان زواجهما رائعا دعي إليه الجميع وتحدثت عنه الممالك لشهرين إضافيين إضافة لهذا فقد جعل هذا الأمر اتفاق سونيا وسوير قائما فالأخير أصبح خادما لسونيا مدة شهر كامل أذاقه سونيا خلاله المر، وحاليا تيا حامل في شهرها الثاني وهي تتمنى إنجاب فتاة وهو ما يريده ديان أيضا ولكنه لا يريدها أن تكون مثلي، إنه حقا معتوه أما جولييت فقد نشأت بينها وبين سونيا رابطة من نوع خاص لا أستطيع فهمها للآن، فهي متعلقة به بشكل كبير جدا رغم أنها لا تزال صغيرة وما أن تراه حتى تصرخ بقوة مطالبة أن يحملها وهو ما يجده رئيس فرسان بيكانتلاي أمرا رائعا

أما بالنسبة لباقي الشبان ففادي ورامي وجون يعملون الآن مع لياندر في فرقته الخاص بعد مغادرة داني وآرون لقد أحبا العمل هناك كثيرا ولياندر كان راضيا كثيرا بهم، فهم باعترافه من أفضل المقاتلين الذين رأسه في حياتهم وانضمامهم إلى الفرقة الخاصة كان أمرا رائعا، أما سايل ورياد ولوان وباكي وكينار فقد افتتحوا مدرسة للفنون القتالية وقد زرتها مع ديان وللحق إنها رائعة فهي كبيرة جدا وتحتوي على الكثير من التجهيزات المتقدمة، رغم أن تكاليفها كانت هائلة إلى أنهم تمكنوا من دفعها وهي الآن واحدة من أفضل مدارس تدريب القتال المستقلة في العالم بأكمله

لقد تعلمت الكثير خلال تجربتي الماضية ولعل أهمها أن علي أن أكون دائما واثقة بنفسي ومتأكدة بأنني قادرة على فعل كل شيء، أما الشيء الآخر الذي تأكدت منه فهو أن ساندر يعشقني بشكل لا حدود له تمام كما أفعل أنا

نظر الشابان إلى جولييت التي كانت تلهو بين يديهما وهي تضحك فمجرد أن تضحك بهذه البراءة يحسان فعلا أن هناك ما يعطيهما القوة للعيش لأجله.

Śummєя
05-09-2012, 10:10
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفك يانو ؟؟ إن شاء الله بخير .. ^^
ياااااه لقد انهيت الرواية
لم اتوقع هذا ابدا .. في الحقيقة كنت سأسألك هل ستكملينها ام لا ..
على اي حال هذا افضل فقد قرأت كل البارتات دفعة واحدة ::سعادة::

على اي حال فالنهاية رااائعة ويبدو انك قد تعبت عليها حقا ^^
داني اخيررررا عرفت حقيقته
كدت اجن وانا اضع الاحتمالات .. مشهد لقاءه بساندر هو الاروع :أوو:
في الحقيقة كل مشاهد داني راااائعة :أوو:
شخصيتي المفضلة عن جدارة ^^

انيا تلك الفتاة داااااهية .. اتمنى فقط ان لا تكون ابنتها شبيهة بها :لعق:
اندرواس ما ادري ليش حزنت عليه :ضحكة:
اممممممم
حسيت انك انهيت الرواية بسرعة في اخر المشاهد .. لكن لا يهم فأنا استمتعت بها حقا

يانو جزاك الله خير على تعبك معنا :أوو:
الله يديمك مبدعة غاليتي ^^

دمت بحفظ الرحمن

Kandam ZERO~1
19-12-2013, 13:45
القصة أكثــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر من رائـــــــــــــــــــــــــــــــــعــــة :e415:
لقد قرأت الجزء الأول و لم أتوقع ان يكون هناك جزء ثان منها
أحببت شخصية آنيا كثيـــرا
و لكن حزنت على ساندر :em_1f624: فليرحمه الله و يساعده على زوجته الأكثر من عنيدة هذه
و أتمنى الا تكون جولييت تشبهها لأنني أعتقد انه لن يحتمل حتى من الممكن ان ينتحر :e107:
استمري في كتاباتك فأنت كاتبة أكثرررررررررررررر من رائعة في أسلوبك و وصفك
.
و أتمنى ان اقرأقصة أخرى لك

:e418:
مع حبي