أكيجينو
02-01-2010, 15:51
http://www.gulfup.com/gfiles/12624455851.jpg
تردد صدى..
من جزيرة سرنديب..
هو المنفى..
ووحدة شاعر..
لأقاويل..
تسببت في عزلة..
كفى بمقامي في سرنديب غربة ** نزعت بها عني ثياب العلائق
ثورة عرابي..
وانتهاء النضال..
كلمات حزن وألم..
وخواطر حب للوطن والأهل..
بعيداً هناك..
خطت أحرف شاعر..
لــثمانية عشر عاماً..
أيقظت شوقاً لرسم الخطى..
على تراب الوطن..
وحباً للقاء أناس مقربون..
محمود سامي البارودي..
أسامر الذكرى..
متناولة ديوانه العجيب..
وقصة منفى سرنديب..
لحظات شعرية..
ورغبة في زيادة المعرفة بذاك الركن الغريب..
http://www.gulfup.com/gfiles/12624455852.jpg
محمود سامي البارودي , باعث النهضة في العصر الحديث , ولد سنة1836م ,عني بدراسة الشعر العباسي وحفظه , اشترك في الثورة العرابية , وبعد فشلها نفي إلى سرنديب أو ما تسمى الآن بـسريلانكا. بقي هناك حتى عام 1900م , وعاد إلى مصر حيث توفي في وطنه عام 1904م.
http://www.gulfup.com/gfiles/12624455853.jpg
كفى بمقامي في سرنديب غربة ....... نزعت بها عني ثياب العلائـــقِ
ومن رام نيل العزّ فليصطبر على......... لقاء المنايا واقتـحام المضايــقِ
فإن تكـن الأيام رنّـقْن مشربــي ......وثلّمْـن حدّي بالخُطُـوب الطّوارقِ
فما غيّرتني محْنةُ عن خليقتـي ......ولا حوّلتني خُــدْعــةُ عن طرائقـي
ولكنّنــي باقٍ على ما يسرٌني ..... ويُغضب أعدائي ويُرضــي أصادقي
فحسـرةُ بعدي عن حبيبٍ مُصادق ..... كفرحة ِ بُعدي عن عدوِ مُمَــاذِقِِ
فتلك بهذي والنًجاة غنيمـــةُ ...... من الناس , والدنيا مكيدة حــاذقِ
ألا أيـها الـزّاري عليّ بجـهله......ولم يدرِ أنّـــي دُرًةُ في المفـارقِ
تعـــزّ عن العليــاءِ باللؤم واعتزل..... فإنً العـلا ليستْ بلغو المناطقِ
فما أنا ممّنْ تقبل الضيْم نفسـه ..... ويرضى بما يرضــــى به كل مائقِ
إذا المرء لم ينهضْ بما فيه مجدُهـ.... قضى وهو كَلٌ في خُـدُورِ العوائقِ
وأيٌ حيــاةٍ إنْ تنكًرَتْ ..... له الحال لم يعقـدْ سيُور المناطقِ
فما قذفاتُ العزْ إلّاـ لماجـد.....إذا هَمّ جــلّى عزمــه كلّ غاسقِ
يقول أُناسُ : إنني ثُــرْتُ خالعاً.... وتلك هَناتُ لم تكْـن من خلائقي
ولكنني نـاديْتُ بالـعدلِ طالباً ..... رضا اللهِ واستنهضْتُ أهل الحقائـقِ
أمرتُ بمعروفِ وأنكرْتُ مُنكَرا..... وذلك حكـمٌ في رقاب الخلائــقِ
http://www.gulfup.com/gfiles/12624455854.jpg
كفى بتلك الغربة, إحساس متوهج من شاعر معروف , بقاء بعيد , وأنفاس تضيع في عباب الأجواء الغريبة عن أجواء الوطن. قضى فترة من الزمن حتى بدأ ضعف بصره وزحف عليه الهرم , هناك في سرنديب (سريلانكا) , يستعيد ذكرياته عن وطنه ويبدي معنى النضال للحرية والإباء.
وكأني أقرأ قول المتنبي:
كَفَى بِكَ دَاءً أنْ تَرَى المَوْتَ شَافِيًا وَحَسْبُ المَناَيَا أنْ يَكُنَّ أمَانِيَا
مطلع ذا دلالة على الإباء والرفض , واستعارة بليغة ضمنها معنى للضجر في قوله : نزعت بها عني ثياب العلائق. حيث قطع كل الروابط بينه وبين الناس في وطنه , ضجر يتبعه تمزيق هندام! لربما يفلح في سلخ ما فيه من ضيق.
غرابة اللفظ في كلمة (رنًَقْنَ مَشْرَبي) , أي عَكَّرن , وهي في الحقيقة استعارة قديمة وكانت تعني تعكير الماء في الورود!
برأيي فالنص بعث ما في نفس المَنْفِيّ..
عن غربة أبعدته وقطعت بينه وبين أحبائه..
إضافة إلى الحكم المؤثرة والفخر الذي بدا واضحاً في أبيات النص..
فضلاً عن ميله إلى علو نبرة الألفاظ..
بحيث تبدو تلك الأبيات أو الروح الخطابية في طنينها...
http://www.gulfup.com/gfiles/12624455855.jpg
لحظة تصادق الملل..
..من نفسي..
أشعر بأني قريب..
ومسافات تتخلل جسدي للوطن الأم..
أنت أمامي..
في عينيّ..
بخيال اللاموجود..
سرابك يطاردني في منفى بعيد..
لطالما تمنيت أن أتحكم بتلك الساعة..
أوأدورلأمرر السنوات بسرعة..
لتكن وطني بالانتظار..
قـــادم..لا محالة..
سنلتقي في لحظة غروب..
أو بداية مشرق جديد..
تردد صدى..
من جزيرة سرنديب..
هو المنفى..
ووحدة شاعر..
لأقاويل..
تسببت في عزلة..
كفى بمقامي في سرنديب غربة ** نزعت بها عني ثياب العلائق
ثورة عرابي..
وانتهاء النضال..
كلمات حزن وألم..
وخواطر حب للوطن والأهل..
بعيداً هناك..
خطت أحرف شاعر..
لــثمانية عشر عاماً..
أيقظت شوقاً لرسم الخطى..
على تراب الوطن..
وحباً للقاء أناس مقربون..
محمود سامي البارودي..
أسامر الذكرى..
متناولة ديوانه العجيب..
وقصة منفى سرنديب..
لحظات شعرية..
ورغبة في زيادة المعرفة بذاك الركن الغريب..
http://www.gulfup.com/gfiles/12624455852.jpg
محمود سامي البارودي , باعث النهضة في العصر الحديث , ولد سنة1836م ,عني بدراسة الشعر العباسي وحفظه , اشترك في الثورة العرابية , وبعد فشلها نفي إلى سرنديب أو ما تسمى الآن بـسريلانكا. بقي هناك حتى عام 1900م , وعاد إلى مصر حيث توفي في وطنه عام 1904م.
http://www.gulfup.com/gfiles/12624455853.jpg
كفى بمقامي في سرنديب غربة ....... نزعت بها عني ثياب العلائـــقِ
ومن رام نيل العزّ فليصطبر على......... لقاء المنايا واقتـحام المضايــقِ
فإن تكـن الأيام رنّـقْن مشربــي ......وثلّمْـن حدّي بالخُطُـوب الطّوارقِ
فما غيّرتني محْنةُ عن خليقتـي ......ولا حوّلتني خُــدْعــةُ عن طرائقـي
ولكنّنــي باقٍ على ما يسرٌني ..... ويُغضب أعدائي ويُرضــي أصادقي
فحسـرةُ بعدي عن حبيبٍ مُصادق ..... كفرحة ِ بُعدي عن عدوِ مُمَــاذِقِِ
فتلك بهذي والنًجاة غنيمـــةُ ...... من الناس , والدنيا مكيدة حــاذقِ
ألا أيـها الـزّاري عليّ بجـهله......ولم يدرِ أنّـــي دُرًةُ في المفـارقِ
تعـــزّ عن العليــاءِ باللؤم واعتزل..... فإنً العـلا ليستْ بلغو المناطقِ
فما أنا ممّنْ تقبل الضيْم نفسـه ..... ويرضى بما يرضــــى به كل مائقِ
إذا المرء لم ينهضْ بما فيه مجدُهـ.... قضى وهو كَلٌ في خُـدُورِ العوائقِ
وأيٌ حيــاةٍ إنْ تنكًرَتْ ..... له الحال لم يعقـدْ سيُور المناطقِ
فما قذفاتُ العزْ إلّاـ لماجـد.....إذا هَمّ جــلّى عزمــه كلّ غاسقِ
يقول أُناسُ : إنني ثُــرْتُ خالعاً.... وتلك هَناتُ لم تكْـن من خلائقي
ولكنني نـاديْتُ بالـعدلِ طالباً ..... رضا اللهِ واستنهضْتُ أهل الحقائـقِ
أمرتُ بمعروفِ وأنكرْتُ مُنكَرا..... وذلك حكـمٌ في رقاب الخلائــقِ
http://www.gulfup.com/gfiles/12624455854.jpg
كفى بتلك الغربة, إحساس متوهج من شاعر معروف , بقاء بعيد , وأنفاس تضيع في عباب الأجواء الغريبة عن أجواء الوطن. قضى فترة من الزمن حتى بدأ ضعف بصره وزحف عليه الهرم , هناك في سرنديب (سريلانكا) , يستعيد ذكرياته عن وطنه ويبدي معنى النضال للحرية والإباء.
وكأني أقرأ قول المتنبي:
كَفَى بِكَ دَاءً أنْ تَرَى المَوْتَ شَافِيًا وَحَسْبُ المَناَيَا أنْ يَكُنَّ أمَانِيَا
مطلع ذا دلالة على الإباء والرفض , واستعارة بليغة ضمنها معنى للضجر في قوله : نزعت بها عني ثياب العلائق. حيث قطع كل الروابط بينه وبين الناس في وطنه , ضجر يتبعه تمزيق هندام! لربما يفلح في سلخ ما فيه من ضيق.
غرابة اللفظ في كلمة (رنًَقْنَ مَشْرَبي) , أي عَكَّرن , وهي في الحقيقة استعارة قديمة وكانت تعني تعكير الماء في الورود!
برأيي فالنص بعث ما في نفس المَنْفِيّ..
عن غربة أبعدته وقطعت بينه وبين أحبائه..
إضافة إلى الحكم المؤثرة والفخر الذي بدا واضحاً في أبيات النص..
فضلاً عن ميله إلى علو نبرة الألفاظ..
بحيث تبدو تلك الأبيات أو الروح الخطابية في طنينها...
http://www.gulfup.com/gfiles/12624455855.jpg
لحظة تصادق الملل..
..من نفسي..
أشعر بأني قريب..
ومسافات تتخلل جسدي للوطن الأم..
أنت أمامي..
في عينيّ..
بخيال اللاموجود..
سرابك يطاردني في منفى بعيد..
لطالما تمنيت أن أتحكم بتلك الساعة..
أوأدورلأمرر السنوات بسرعة..
لتكن وطني بالانتظار..
قـــادم..لا محالة..
سنلتقي في لحظة غروب..
أو بداية مشرق جديد..