wa7da cool
11-03-2005, 07:08
السلام عليكم .. هذي القصه فيها اكثر من جزء .. و القصه كلها منقوووووووله ..
* الجزء الأول *
ــ أول زهرة تفتحت في حياتي ــ
تحت الظلام الدامس و المطر الشديد و نحو الساعة الثانية صباحا ً ، لم أكن أتخيل بأن هناك ثمّة بيوت ذات مصابيح مشتعلة ، سوى بيتي أنا ، فقد كانت زوجتي تضع المولودة الأولى ، تركتها مع جارتنا و غدوت أمشي قرب الغرفة قلقا ً .......
إلا أن سمعت ذلك الصوت .... صوت بكاء طفل .... و فورا ً خرجت الجارة من تلك الغرفة ، مبروك يا سيد أحمد ...
ــ أشكرك .... أ سعاد بخير ؟؟
ــ نعم .... هي في أتم صحتها و لكنها مرهقة قليلا ً .
ــ ماذا عن الطفل؟؟
ــ أوه ... نسيت أن أخبرك بأنها بخير ....بالمناسبة لقد أتتك طفله رائعة الجمال .
ــ أشكرك كثيرا ً سيدتي ....
ـــ لا داعي للشكر ... فهذا من واجبي يا سيد أحمد
و كررت شكري للجارة ، و قدمت لها بعض القطع النقدية فأبت أن تأخذها .
ــ سيدي إن الجار للجار ، و أنا لا أنكر فضل السيدة سعاد علي عندما ساعدتني ذات يوم ....... معذرة علي العودة للبيت الآن فقد تأخرت كثيرا ً ، إلى اللقاء ..... و بلغ تحياتي للسيدة سعاد .
ــ سأبلغها .... شكرا ً جزيلا ً و إلى اللقاء .
مشيت ببطء إلى أن دخلت الغرفة ، فإذا بي ألمح زوجتي فوق السرير و طفلة كالقمر بجانبها....
ــ حمدا ً لله على سلامتك عزيزتي .... ما شاء الله ... إنها طفلة رائعة حقا ً ، ترى ماذا سنسميها ؟؟؟؟
ــ ما رأيك باسم ريم يا عزيزي ؟؟
ــ اسم جميل حقا ً ...... ريم أحمد .... اسم في منتهى الروعة .
************************************
منذ أن أبصرت عيناي الدنيا لم تبخل أمي أو أبي بأي شئ علي بل أنهما كرّسا كل جهدهما لكي أبدو كفتاة رائعة ، رغم الظروف الصعبة التي كنّا نعيش فيها ، ليس لدي أقرباء فأنا لا أعرف أحد في القرية سوى جدتي و أبواي ، أعيش في قرية صغيرة تبعد كثيرا ً عن المدينة الكبيرة ، تلك المدينة التي لطالما سمعت عنها و عن التطورات التي حصلت فيها ، إن سكان القرية متمسكون بعاداتهم و حيات أجدادهم ، قريتنا يعم الهدوء فيها و الإخلاص و المحبة مزروع في قلوب ساكنيها ، لا أنكر أن مئات الآلاف من السياح يقصدونها كل عام لما فيها من مناظر ساحرة التي قلما يجدونها داخل المدينة، و ليتمتعوا بمشاهدة العربات التي لم يروها أو يسمعوا عنها إلا في القصص الخيالية ........
و ذات يوم كنت أجلس في غرفة الجلوس ...
ــ ريم سنذهب اليوم إلى مكان ما ....
لم أبدي أي انتباه لما قالته و قلت بلا شعور ..... حسنا ً .
ــ و لكن سأذهب أنا و والدك ....... فقط !!!
هنا سقط الكلام على رأسي و كأنه صاعقة .... و لكنك لم تفعلي ذلك من قبل!!
ــ أعذريني .... حلوتي و لكن هناك بعض الأعمال علي ّ أن أنجزها أنا و والدك بمفردنا .
ــ و أنا إلى أين سأذهب ؟؟
ــ إلى منزل جدتك ... لن نتأخر سنتركك هناك لبعض الوقت .
ــ جدتي فكرة رائعة .... لا مانع فأنا مشتاقة ً إليها .
وفي الصباح وبعد أن تناولت الإفطار كالعادة ، ذهبنا فعلا ً إلى بيت جدتي إنه ذلك البيت الملتف حوله الأشجار لم يكن كبيرا ً بل كان صغيرا ً فلا يعيش في هذا البيت سوى جدي و جدتي ... و منذ سنوات توفي جدي تاركا ً جدتي تعاني الوحده ، فقررت أن تبقى في هذا البيت طيلة حياتها إحياء ً لذكرى زوجها ، إنها وفية حقا ً .... لم يقطع شرودي هذا سوى شئ إتجه نحوي .........
ــ انتبهي لنفسك عزيزتي !!!!!
لم يكن ذلك الشئ سوى يد أمي فقد أمسكت بيدي و حثتني بأن أكون طفلة مهذبة و ألا أزعج جدتي .
ــ حاضر أمي سأفعل ذلك و بكل سرور.
ودعت أمي بقبلة على خدها و هي بطبيعة الحال ضمتني إلى صدرها ومن ثم قبّلت رأس أبي ....و أخيرا ً ذهبا إلى حيث أرادا ....
ركضت نحو الباب طرقته مرارا ً إلا أن انفتح الباب و ظهر من خلفه امرأة متوسطة الجسم تضع حجابا ً على رأسها ، تراجعت للخلف ،" لعلي أخطأت المنزل " هذا ما خطر ببالي لحظتها ، أمي أبي أين أنتماه الآن !!! ،
ـــ أهلا ً ريم .
التفت إليها فلم تكن سوى الخادمة الجديدة .
ــ أووووه .... مرحبا ً لقد أفزعتني حقا ً .
لم تفهم الخادمة شيئا ً مما أقوله، فأنا ركضت فورا ً نحو غرفة الألعاب لأبدأ في اللعب لم تكن الغرفة كبيرة بذلك الحجم و لم يكن بها ألعابا ً كثيرة سوى بعض الدمى و العربات الصغيرة و ... و ... سجادة ًحمراء به رسوم جميلة فأنا أحب الجلوس فوقه ، لفت نظري إلى دمية صغيرة تجلس في زاوية الغرفة قد لا يبدي أي أحد ٍ منكم اهتماما ً بها لأنها نوعا ً ما كانت متسخة ..... لا أدري كيف و صلت إليها أو متى حدث ذلك ؟!!! ربما قدماي حملتني إليها ..... ربما !
أمسكت بها و رحت أمسح الغبار عنها برفق فأصبحت أكثر جاذبية ً ، أخذتها معي و قررت أن أحتفظ بها ، لعبت مع دميتي ... هي تكون الضيفة و أنا أقوم بواجبات الضيافة لها .... حقا ً كان ممتعا ً جدا ً اللعب مع دمية ٍ مثلها و لكن ثيابها كانت رديئة ً جدا ً فقد كان ممزقا ً و قديما ً ... فكرت ماذا يمكن أن أفعل لها ، اتجهت نحو غرفة الخادمة و أخبرتها أنني أريد علبة الخياطة ، رفعت حاجبيها و قالت : ولكن لماذا تريدينها ؟؟!!!
قلت : لأحيك لدميتي الجميلة ثوب أنيق ، فإذا بي أرى الخامة تقهقه بصوت ٍ مرتفع و هي تقول : أحقا ً يمكنكِ ذلك ؟؟؟
ــ فأنت على الأقل لم تتجاوزي الثامنة من عمرك .
قلت لها : لا أدري .... ربما على كل ٍ سأحاول ، أجابتني الخادمة بأن علبة الخياطة في غرفة جدتي ، أوه .... نعم جدتي يا إلهي لم ألق عليها التحية بعد ، تركت الدمية جانبا ً و ركضت بأقصى سرعتي إلى غرفة جدتي ..... أوه مرحبا ً جدتي هذا أنا حفيدتك ريم ، كانت جدتي تجلس فوق سريرها فهي على الأرجح قلما تتحرك أو تجلس في مكان ٍ آخر
مرحبا ً ريم ، أين كنت ِ فأنا لم أشاهدك ِِ ؟ فهما على الأقل قالا بأنهما سيتركانك معي لبعض الوقت ، ظننت أنهما تراجعا في قرارهما و أنك ِ ذهبت ِ معهم ، أعذريني يا جدتي فقد شغلت باللعب في الغرفة المجاورة .... ما كان علي أن أفعل هذا .. أنا آسفة حقا ً ! أوه لا يا صغيرتي لا داعي لذلك ، هيّا تعالي و انظري ماذا جلبت لك ، ذهبت إلى حيث طلبت مني جدتي أن أذهب و جلست بجانبها و إذا بها تربت على كتفي و تقول ، جلبت لك شيئا ً جميلا ً جداً
اعتقدت للوهلة الأولى أنها دمية ً أو عربة القطار التي لطالما كنت ُ أحلم بها ، فجاءني صوت قطع شرودي قائلا ً : صغيرتي ... هلا ّ ناولتني عصاي التي بجانبك ؟؟ أجل بالطبع يا جدتي ، أخذت جدتي عصاها و اتكأت عليها و اتجهت نحو تلك الخزانة التي تبدو و كأنها لم تفتح منذ زمن ٍ بعيد ، تناولت مفتاحا ً و فتحت الخزانة و أخذت كيسا ً كبيرا ً و أحضرته حيث كنت أجلس ... " لابد أنها لعبة ٌ كبيرة " هذا ما دار بذهني في تلك اللحظة ، جلست ْ بجانبي و قالت : أغمضي عينيك صغيرتي ، نعم سأفعل ذلك ، أغمضت عيني و جعلت أتخيل شكل الدمية التي أحضرتها جدتي ، و الآن افتحي عينيك ِ ، يا إلهي إنه جميل ٌ جدا ً ، واندفعت نحوها أ ُقبل ُ رأسها و يديها و تارة ً أضمها إلى صدري قائلة ً : شكرا ً لك جدتي ... كم تمنيته .. نعم إنه هو ذلك الفستان الأحمر المزين بالورود ، شاهدته في المحل المجاور لنا ، و تمنيت أن ألبسه يوما ً ، ولكن للأسف فقد كان سعره باهظا ً جدا ً ، فأخذت كل يوم أ ُمتع عيني بالنظر إليه حالمتا ًً أن أرتديه يوما ً ، ولكن يا جدتي إنه باهظا ً جدا ً ، لا بأس يا صغيرتي فقد تدبرت أمري ، لا أعرف كيف أشكرك ، شكرا ً جزيلا ً لك ِ ، أوه ... لا داعي للشكر فهذا من دواعي سروري ، لم تكاد جدتي أن تنهي من حديثها حتى سمعنا طرقا ً خفيفا ً على الباب و صوت ٌ خافتا ً من خلفه ِ قائلا ً " أ أدخل ؟ "
أوه .. نعم إنه صوت أمي لا يمكن أن أخطئه أبدا ً ، أمي !!!!
فاندفع الباب بقوة لتظهر من خلاله امرأة نحيلة الجسم ، رقيقة الشعر ... نعم إنها هي ......أمي !!! ذهبت راكضة ً إليها و في يدي الفستان الأحمر ، اشتقت لك ، و أنا كذلك حلوتي ، نظرت أمي إلى جدتي و قالت : مرحبا ً أماه كيف حالك ؟؟؟؟
ـــ بخير يا عزيزتي ، أمي انظري ماذا أحضرت لي جدتي الثوب الذي تمنيت أن أرتديه يوما ً ، حقا ً !!! ، شكرا ً أماه ... أنا آسفة لأن ريم أرهقتك ِ بطلباتها ، لا ... لا إنها حفيدتي المدللة و لا شئ يغلى عليها
أشكرك ِ أماه .... على كل ٍ يجب أن أذهب الآن فالوقت متأخر !!
ــ اجلسي و تناولي العشاء هنا .
ــ لا داعي لذلك فزوجي ينتظرني في العربة الآن .
أوه .... أبي في العربة ينتظرنا ... ياااااااه كم أنا متلهفة لرؤيته .
ــ حسنا ً " سعاد " ( و كان ذلك اسم أمي ) كما تشائين .. إلى اللقاء .
و نظرت إلي جدتي قائلة ً : إلى اللقاء صغيرتي .
ــ إلى اللقاء جدتي سأشتاق ُ إليك ِ .
ــ و أنا كذلك صغيرتي ... كرري زيارتك ِ لي .
ــ بكل سرور .... جدتي .
اتجهت أنا و أمي إلى الباب ، فجدتي لا تقوى على الحراك من مكانها
و ما إن و صلت إلى الباب الأمامي للمنزل حتى تذكرت ... يا إلهي دميتي ... ذهبت إلى غرفة الألعاب لأراها كما كانت في مكانها الذي و ضعتها فيه ... نظرت إلى أمي و قلت : هل يمكنني الاحتفاظ بها ؟؟
ــ يجب عليك ِ أن تسألي جدتك ِ أولا ً .
لم يمضي وقتٌ طويل حتى عدت و الابتسامة تعلو و جهي
ــ لقد سمحت لي جدتي بأن أحتفظ بها .
ارتدت أمي حجابها ثم ذهبنا إلى حيث العربة التي استقلها والدي لنا
ــ مرحبا ً أبي
ــ أهلا ً ريم ... كيف حالك ؟؟
ــ بخير
ــ هل استمتعت ِ بوقتك
ــ كثيرا ً أبي و انظر إلى ما جلبت ... دمية ً جميلة ً و ثوب ٌ أحمر أنيق
ــ حقا ً ؟ هذا رائع !!!
ــ ألم تشكري جدتك ؟؟
ــ بلى .. فعلت ذلك بالتأكيد أبي .
واتجهنا للبيت في ذلك الوقت .
كان الطريق مظلما ً نوعا ً ما .... عدا بعض المصابيح التي قد تنير و لو جزءً بسيطا ً من الطريق ، أخذ الوقت يمضي ، والصمت كان يسيطر علينا ، أما أنا فكنت أضم الدمية إلى صدري و أغمض عيني و أتخيل شكل الثوب الذي سأصنعه ... نعم سوف أجعله جميلا ً جدا ً ليليق بدمية مثلها ....
فتحت عيني فإذا بي ألمح كوخنا الواقع فوق تلك التلة... أبي لقد اقتربنا هاأنا ذا أرى المنزل .
ــ أجل بنيتي ها قد و صلنا .
نزلت من العربة و ذهبت إلى باب منزلنا بينما و قف أبي يعطي السائق بعض من القطع النقدية ، فتحت الباب و دخلت المنزل ، في الحقيقة لقد كان منزلنا متواضعا ً جدا ً ، فأبي يعمل في تقطيع الأشجار ، و أمي تقوم بحياكة بعضا ً من قطع الصوف و بيعها في سوق القرية .
"ريم .. هلا ّ أحضرت لي بعضا ً من الماء فأنا أشعر بالعطش الشديد"
( كان صوت أمي ) ، نعم بالتأكيد سأذهب حالا ً .... حملتني قدماي إلى المطبخ لأحضر لأمي كوبا ً من الماء ، فتحت إناء الماء فإذا به فارغ
أوه ... إنه فارغ إذن علي أن أملئه من البئر ... ذهبت فعلا ً إلى حيث البئر و ملأت الدلو به ، أسرعت للمطبخ لأضعه في الإناء و أخيرا ً يستقر به المقام في الكوب ، بعد ذلك أحضرته لأمي .
ــ ها قد أحضرته لكِ .
ــ شكرا ً ريم .
ــ ماذا تريدين أن أجهز لك ِ في العشاء .
ــ أي شئ فكل ما تعدينه يكون لذيذا ً .
ــ أممممممممم .... إذا ً سأحضر لك ِ حساء البطاطا الذي تحبينه .
ــ حقا ً ذلك رائع .
ــ هيا اذهبي الآن و بدلي ثيابك فأنا و أباك سنكون بانتظارك على المائدة .
ــ أبي .. حقا ً .. أين هو لقد تأخر في الخارج .
ــ لا تقلقي يا ريم ... لا بد أنه يصلح شيئا ً ما في الحديقة .. لا تكترثي لذلك .
اتجهت نحو غرفتي و التي تقع تقريبا ً قي نهاية الرواق ، أدرت المقبض و فتحت الباب ، أوه .... الظلام حالكا ً أكاد لا أرى شيئا ً ... ذهبت إلى حيث يقبع المصباح معتمدة على حواس ِ و أدرته فأنار بضوئه غرفتي الصغيرة ، جلست فوق السرير .........
حساء البطاطا ..... لا يوجد بديل ُ له ُ .... دائما ً الطبق ذاته .. لكني لم أبدي أي إنزعاج منه و ذلك لأن قوت والدي ّ لا يكاد يلبي احتياجاتنا
لا أريد أن أزعجهم بتذمري هذا
* الجزء الأول *
ــ أول زهرة تفتحت في حياتي ــ
تحت الظلام الدامس و المطر الشديد و نحو الساعة الثانية صباحا ً ، لم أكن أتخيل بأن هناك ثمّة بيوت ذات مصابيح مشتعلة ، سوى بيتي أنا ، فقد كانت زوجتي تضع المولودة الأولى ، تركتها مع جارتنا و غدوت أمشي قرب الغرفة قلقا ً .......
إلا أن سمعت ذلك الصوت .... صوت بكاء طفل .... و فورا ً خرجت الجارة من تلك الغرفة ، مبروك يا سيد أحمد ...
ــ أشكرك .... أ سعاد بخير ؟؟
ــ نعم .... هي في أتم صحتها و لكنها مرهقة قليلا ً .
ــ ماذا عن الطفل؟؟
ــ أوه ... نسيت أن أخبرك بأنها بخير ....بالمناسبة لقد أتتك طفله رائعة الجمال .
ــ أشكرك كثيرا ً سيدتي ....
ـــ لا داعي للشكر ... فهذا من واجبي يا سيد أحمد
و كررت شكري للجارة ، و قدمت لها بعض القطع النقدية فأبت أن تأخذها .
ــ سيدي إن الجار للجار ، و أنا لا أنكر فضل السيدة سعاد علي عندما ساعدتني ذات يوم ....... معذرة علي العودة للبيت الآن فقد تأخرت كثيرا ً ، إلى اللقاء ..... و بلغ تحياتي للسيدة سعاد .
ــ سأبلغها .... شكرا ً جزيلا ً و إلى اللقاء .
مشيت ببطء إلى أن دخلت الغرفة ، فإذا بي ألمح زوجتي فوق السرير و طفلة كالقمر بجانبها....
ــ حمدا ً لله على سلامتك عزيزتي .... ما شاء الله ... إنها طفلة رائعة حقا ً ، ترى ماذا سنسميها ؟؟؟؟
ــ ما رأيك باسم ريم يا عزيزي ؟؟
ــ اسم جميل حقا ً ...... ريم أحمد .... اسم في منتهى الروعة .
************************************
منذ أن أبصرت عيناي الدنيا لم تبخل أمي أو أبي بأي شئ علي بل أنهما كرّسا كل جهدهما لكي أبدو كفتاة رائعة ، رغم الظروف الصعبة التي كنّا نعيش فيها ، ليس لدي أقرباء فأنا لا أعرف أحد في القرية سوى جدتي و أبواي ، أعيش في قرية صغيرة تبعد كثيرا ً عن المدينة الكبيرة ، تلك المدينة التي لطالما سمعت عنها و عن التطورات التي حصلت فيها ، إن سكان القرية متمسكون بعاداتهم و حيات أجدادهم ، قريتنا يعم الهدوء فيها و الإخلاص و المحبة مزروع في قلوب ساكنيها ، لا أنكر أن مئات الآلاف من السياح يقصدونها كل عام لما فيها من مناظر ساحرة التي قلما يجدونها داخل المدينة، و ليتمتعوا بمشاهدة العربات التي لم يروها أو يسمعوا عنها إلا في القصص الخيالية ........
و ذات يوم كنت أجلس في غرفة الجلوس ...
ــ ريم سنذهب اليوم إلى مكان ما ....
لم أبدي أي انتباه لما قالته و قلت بلا شعور ..... حسنا ً .
ــ و لكن سأذهب أنا و والدك ....... فقط !!!
هنا سقط الكلام على رأسي و كأنه صاعقة .... و لكنك لم تفعلي ذلك من قبل!!
ــ أعذريني .... حلوتي و لكن هناك بعض الأعمال علي ّ أن أنجزها أنا و والدك بمفردنا .
ــ و أنا إلى أين سأذهب ؟؟
ــ إلى منزل جدتك ... لن نتأخر سنتركك هناك لبعض الوقت .
ــ جدتي فكرة رائعة .... لا مانع فأنا مشتاقة ً إليها .
وفي الصباح وبعد أن تناولت الإفطار كالعادة ، ذهبنا فعلا ً إلى بيت جدتي إنه ذلك البيت الملتف حوله الأشجار لم يكن كبيرا ً بل كان صغيرا ً فلا يعيش في هذا البيت سوى جدي و جدتي ... و منذ سنوات توفي جدي تاركا ً جدتي تعاني الوحده ، فقررت أن تبقى في هذا البيت طيلة حياتها إحياء ً لذكرى زوجها ، إنها وفية حقا ً .... لم يقطع شرودي هذا سوى شئ إتجه نحوي .........
ــ انتبهي لنفسك عزيزتي !!!!!
لم يكن ذلك الشئ سوى يد أمي فقد أمسكت بيدي و حثتني بأن أكون طفلة مهذبة و ألا أزعج جدتي .
ــ حاضر أمي سأفعل ذلك و بكل سرور.
ودعت أمي بقبلة على خدها و هي بطبيعة الحال ضمتني إلى صدرها ومن ثم قبّلت رأس أبي ....و أخيرا ً ذهبا إلى حيث أرادا ....
ركضت نحو الباب طرقته مرارا ً إلا أن انفتح الباب و ظهر من خلفه امرأة متوسطة الجسم تضع حجابا ً على رأسها ، تراجعت للخلف ،" لعلي أخطأت المنزل " هذا ما خطر ببالي لحظتها ، أمي أبي أين أنتماه الآن !!! ،
ـــ أهلا ً ريم .
التفت إليها فلم تكن سوى الخادمة الجديدة .
ــ أووووه .... مرحبا ً لقد أفزعتني حقا ً .
لم تفهم الخادمة شيئا ً مما أقوله، فأنا ركضت فورا ً نحو غرفة الألعاب لأبدأ في اللعب لم تكن الغرفة كبيرة بذلك الحجم و لم يكن بها ألعابا ً كثيرة سوى بعض الدمى و العربات الصغيرة و ... و ... سجادة ًحمراء به رسوم جميلة فأنا أحب الجلوس فوقه ، لفت نظري إلى دمية صغيرة تجلس في زاوية الغرفة قد لا يبدي أي أحد ٍ منكم اهتماما ً بها لأنها نوعا ً ما كانت متسخة ..... لا أدري كيف و صلت إليها أو متى حدث ذلك ؟!!! ربما قدماي حملتني إليها ..... ربما !
أمسكت بها و رحت أمسح الغبار عنها برفق فأصبحت أكثر جاذبية ً ، أخذتها معي و قررت أن أحتفظ بها ، لعبت مع دميتي ... هي تكون الضيفة و أنا أقوم بواجبات الضيافة لها .... حقا ً كان ممتعا ً جدا ً اللعب مع دمية ٍ مثلها و لكن ثيابها كانت رديئة ً جدا ً فقد كان ممزقا ً و قديما ً ... فكرت ماذا يمكن أن أفعل لها ، اتجهت نحو غرفة الخادمة و أخبرتها أنني أريد علبة الخياطة ، رفعت حاجبيها و قالت : ولكن لماذا تريدينها ؟؟!!!
قلت : لأحيك لدميتي الجميلة ثوب أنيق ، فإذا بي أرى الخامة تقهقه بصوت ٍ مرتفع و هي تقول : أحقا ً يمكنكِ ذلك ؟؟؟
ــ فأنت على الأقل لم تتجاوزي الثامنة من عمرك .
قلت لها : لا أدري .... ربما على كل ٍ سأحاول ، أجابتني الخادمة بأن علبة الخياطة في غرفة جدتي ، أوه .... نعم جدتي يا إلهي لم ألق عليها التحية بعد ، تركت الدمية جانبا ً و ركضت بأقصى سرعتي إلى غرفة جدتي ..... أوه مرحبا ً جدتي هذا أنا حفيدتك ريم ، كانت جدتي تجلس فوق سريرها فهي على الأرجح قلما تتحرك أو تجلس في مكان ٍ آخر
مرحبا ً ريم ، أين كنت ِ فأنا لم أشاهدك ِِ ؟ فهما على الأقل قالا بأنهما سيتركانك معي لبعض الوقت ، ظننت أنهما تراجعا في قرارهما و أنك ِ ذهبت ِ معهم ، أعذريني يا جدتي فقد شغلت باللعب في الغرفة المجاورة .... ما كان علي أن أفعل هذا .. أنا آسفة حقا ً ! أوه لا يا صغيرتي لا داعي لذلك ، هيّا تعالي و انظري ماذا جلبت لك ، ذهبت إلى حيث طلبت مني جدتي أن أذهب و جلست بجانبها و إذا بها تربت على كتفي و تقول ، جلبت لك شيئا ً جميلا ً جداً
اعتقدت للوهلة الأولى أنها دمية ً أو عربة القطار التي لطالما كنت ُ أحلم بها ، فجاءني صوت قطع شرودي قائلا ً : صغيرتي ... هلا ّ ناولتني عصاي التي بجانبك ؟؟ أجل بالطبع يا جدتي ، أخذت جدتي عصاها و اتكأت عليها و اتجهت نحو تلك الخزانة التي تبدو و كأنها لم تفتح منذ زمن ٍ بعيد ، تناولت مفتاحا ً و فتحت الخزانة و أخذت كيسا ً كبيرا ً و أحضرته حيث كنت أجلس ... " لابد أنها لعبة ٌ كبيرة " هذا ما دار بذهني في تلك اللحظة ، جلست ْ بجانبي و قالت : أغمضي عينيك صغيرتي ، نعم سأفعل ذلك ، أغمضت عيني و جعلت أتخيل شكل الدمية التي أحضرتها جدتي ، و الآن افتحي عينيك ِ ، يا إلهي إنه جميل ٌ جدا ً ، واندفعت نحوها أ ُقبل ُ رأسها و يديها و تارة ً أضمها إلى صدري قائلة ً : شكرا ً لك جدتي ... كم تمنيته .. نعم إنه هو ذلك الفستان الأحمر المزين بالورود ، شاهدته في المحل المجاور لنا ، و تمنيت أن ألبسه يوما ً ، ولكن للأسف فقد كان سعره باهظا ً جدا ً ، فأخذت كل يوم أ ُمتع عيني بالنظر إليه حالمتا ًً أن أرتديه يوما ً ، ولكن يا جدتي إنه باهظا ً جدا ً ، لا بأس يا صغيرتي فقد تدبرت أمري ، لا أعرف كيف أشكرك ، شكرا ً جزيلا ً لك ِ ، أوه ... لا داعي للشكر فهذا من دواعي سروري ، لم تكاد جدتي أن تنهي من حديثها حتى سمعنا طرقا ً خفيفا ً على الباب و صوت ٌ خافتا ً من خلفه ِ قائلا ً " أ أدخل ؟ "
أوه .. نعم إنه صوت أمي لا يمكن أن أخطئه أبدا ً ، أمي !!!!
فاندفع الباب بقوة لتظهر من خلاله امرأة نحيلة الجسم ، رقيقة الشعر ... نعم إنها هي ......أمي !!! ذهبت راكضة ً إليها و في يدي الفستان الأحمر ، اشتقت لك ، و أنا كذلك حلوتي ، نظرت أمي إلى جدتي و قالت : مرحبا ً أماه كيف حالك ؟؟؟؟
ـــ بخير يا عزيزتي ، أمي انظري ماذا أحضرت لي جدتي الثوب الذي تمنيت أن أرتديه يوما ً ، حقا ً !!! ، شكرا ً أماه ... أنا آسفة لأن ريم أرهقتك ِ بطلباتها ، لا ... لا إنها حفيدتي المدللة و لا شئ يغلى عليها
أشكرك ِ أماه .... على كل ٍ يجب أن أذهب الآن فالوقت متأخر !!
ــ اجلسي و تناولي العشاء هنا .
ــ لا داعي لذلك فزوجي ينتظرني في العربة الآن .
أوه .... أبي في العربة ينتظرنا ... ياااااااه كم أنا متلهفة لرؤيته .
ــ حسنا ً " سعاد " ( و كان ذلك اسم أمي ) كما تشائين .. إلى اللقاء .
و نظرت إلي جدتي قائلة ً : إلى اللقاء صغيرتي .
ــ إلى اللقاء جدتي سأشتاق ُ إليك ِ .
ــ و أنا كذلك صغيرتي ... كرري زيارتك ِ لي .
ــ بكل سرور .... جدتي .
اتجهت أنا و أمي إلى الباب ، فجدتي لا تقوى على الحراك من مكانها
و ما إن و صلت إلى الباب الأمامي للمنزل حتى تذكرت ... يا إلهي دميتي ... ذهبت إلى غرفة الألعاب لأراها كما كانت في مكانها الذي و ضعتها فيه ... نظرت إلى أمي و قلت : هل يمكنني الاحتفاظ بها ؟؟
ــ يجب عليك ِ أن تسألي جدتك ِ أولا ً .
لم يمضي وقتٌ طويل حتى عدت و الابتسامة تعلو و جهي
ــ لقد سمحت لي جدتي بأن أحتفظ بها .
ارتدت أمي حجابها ثم ذهبنا إلى حيث العربة التي استقلها والدي لنا
ــ مرحبا ً أبي
ــ أهلا ً ريم ... كيف حالك ؟؟
ــ بخير
ــ هل استمتعت ِ بوقتك
ــ كثيرا ً أبي و انظر إلى ما جلبت ... دمية ً جميلة ً و ثوب ٌ أحمر أنيق
ــ حقا ً ؟ هذا رائع !!!
ــ ألم تشكري جدتك ؟؟
ــ بلى .. فعلت ذلك بالتأكيد أبي .
واتجهنا للبيت في ذلك الوقت .
كان الطريق مظلما ً نوعا ً ما .... عدا بعض المصابيح التي قد تنير و لو جزءً بسيطا ً من الطريق ، أخذ الوقت يمضي ، والصمت كان يسيطر علينا ، أما أنا فكنت أضم الدمية إلى صدري و أغمض عيني و أتخيل شكل الثوب الذي سأصنعه ... نعم سوف أجعله جميلا ً جدا ً ليليق بدمية مثلها ....
فتحت عيني فإذا بي ألمح كوخنا الواقع فوق تلك التلة... أبي لقد اقتربنا هاأنا ذا أرى المنزل .
ــ أجل بنيتي ها قد و صلنا .
نزلت من العربة و ذهبت إلى باب منزلنا بينما و قف أبي يعطي السائق بعض من القطع النقدية ، فتحت الباب و دخلت المنزل ، في الحقيقة لقد كان منزلنا متواضعا ً جدا ً ، فأبي يعمل في تقطيع الأشجار ، و أمي تقوم بحياكة بعضا ً من قطع الصوف و بيعها في سوق القرية .
"ريم .. هلا ّ أحضرت لي بعضا ً من الماء فأنا أشعر بالعطش الشديد"
( كان صوت أمي ) ، نعم بالتأكيد سأذهب حالا ً .... حملتني قدماي إلى المطبخ لأحضر لأمي كوبا ً من الماء ، فتحت إناء الماء فإذا به فارغ
أوه ... إنه فارغ إذن علي أن أملئه من البئر ... ذهبت فعلا ً إلى حيث البئر و ملأت الدلو به ، أسرعت للمطبخ لأضعه في الإناء و أخيرا ً يستقر به المقام في الكوب ، بعد ذلك أحضرته لأمي .
ــ ها قد أحضرته لكِ .
ــ شكرا ً ريم .
ــ ماذا تريدين أن أجهز لك ِ في العشاء .
ــ أي شئ فكل ما تعدينه يكون لذيذا ً .
ــ أممممممممم .... إذا ً سأحضر لك ِ حساء البطاطا الذي تحبينه .
ــ حقا ً ذلك رائع .
ــ هيا اذهبي الآن و بدلي ثيابك فأنا و أباك سنكون بانتظارك على المائدة .
ــ أبي .. حقا ً .. أين هو لقد تأخر في الخارج .
ــ لا تقلقي يا ريم ... لا بد أنه يصلح شيئا ً ما في الحديقة .. لا تكترثي لذلك .
اتجهت نحو غرفتي و التي تقع تقريبا ً قي نهاية الرواق ، أدرت المقبض و فتحت الباب ، أوه .... الظلام حالكا ً أكاد لا أرى شيئا ً ... ذهبت إلى حيث يقبع المصباح معتمدة على حواس ِ و أدرته فأنار بضوئه غرفتي الصغيرة ، جلست فوق السرير .........
حساء البطاطا ..... لا يوجد بديل ُ له ُ .... دائما ً الطبق ذاته .. لكني لم أبدي أي إنزعاج منه و ذلك لأن قوت والدي ّ لا يكاد يلبي احتياجاتنا
لا أريد أن أزعجهم بتذمري هذا