قمر البحار
10-03-2005, 12:28
لحظة أيها الحزين
--------------------------------------------------------------------------------
مفهوم الحياة الطيبة السعادة ليست في الزمان ولا في المكان ولكنها في الإيمان وفي طاعة الديان وفي القلب والقلب محل نظر الرب فإذا استثر اليقين فيه انبعثت السعادة فأضفت على الروح وعلى النفس انشراحا وارتياحا يقول احد الأذكياء بامكانك وأنت في السجن من وراء القضبان الحديدية أن تنظر إلى الأفق وان تخرج زهرة من جيبك فتشمها وتبتسم وأنت مكانك وبإمكانك وأنت في القصر على الديباج والحرير أن تحتد وان تغضب وان تثور ساخطا من بيتك وأسرتك وأموالك فالسعادة إذا ليست قصر عبد الملك بن مروان ولا جيوش هارون الرشيد ولا دور ابن الجصاص ولا كنوز قارون ولا في حدائق قرطبة أو بساتين الزهراء أو شيكا يصرف أو وردة تشم السعادة سلوة خاطر بحق يحمله وانشراح صدر لمبدأ يعيشه وراحة قلب لخير يكتنفه.
ولا تحسبن السعادة جمع مال*** ولكن التقي هو السعيد
إن أردت السعادة أيها الحزين فعليك ان تحين دائما وان تجتب الإساءة لتكون في امن " الذين امنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون " يا من حزنت على متاع الدنيا اعلم أن سلامة المسلم بدينه أعظم من ملك كسري وقيصر لان الدين هو الذي يبقي عليك حتى تستقر في جنات النعيم وأما الملك والمنصب فانه زائل لا محالة " إنا نحن نرث الأرض ومن عليها والينا يرجعون ".
لا تحزن أيها الإنسان " أيها الإنسان: يا من ملّ من الحياة وسئم العيش وضاق ذرعا بالأيام وذاق الغصص أن هناك فتحا مبينا ونصرا قريبا وفرجا بعد شدة ويسرا بعد عسر.. " الحمد لله الذي اذهب عنا الحزن ".
أيها الإنسان: إن تداوي شكك باليقين والتواء ضميرك بالحق وعوج الأفكار بالهدي واضطراب المسيرة بالرشد " يا من أصابه الأرق وصرخ في وجهه الليل: إلا أيها الليل الطويل إلا انجل، ابشر بالصبح " أليس الصبح بقريب " صبح يملؤك نورا وحبورا وسرورا.
اطمئن فانك تتعامل مع غالب على أمره لطيف بعباده ريم بخلقه حسن الصنع في تدبيره اطمئن فان العواقب حسنة والنتائج مريحة والخاتمة كريمة إذا المرء يوماً أراد الحياة وجاء بمقتضيات القدر فلا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر.
ومن يتهيب صعود الجبال ***يعيش ابد الدهر بين الحفر
اطلب الرزق ولا تحرص.. سبحان الخالق الرازق أعطى الدودة رزقها في الطين والسمكة في الماء والطائر في الهواء والنملة في الظلماء والحية بين الصخور الصماء ذكر ابن الجوزي لطيفة من اللطائف: إن حية عمياء كانت في راس نخلة، فكان يأتيها عصفور بلحم في فمه فإذا اقترب منها ورود وصفر فتفتح فاها فيضع اللحم فيه فسبحان من سخر هذا لهذه.
فلا تحزن فرزقك مضمون وصاحب الخزائن الكبرى جل في علاه قد تكفل بالرزق فلم القلق والزعيم بذلك الله؟!
إياك وأربعاً:
أربع تورث ضنك العيشة وكدر الخاطر وضيق الصدر:
الأولى: التسخط من قضاء الله وقدره وعدم الرضا به.
الثانية: الوقوع في المعاصي بلا توبة " فيما كسبت أيديكم ".
الثالثة: الحقد على الناس وحب الانتقام منهم وحسدهم.
الرابعة: الإعراض عن ذكر الله " فان له معيشة ضنكا ".
الحزن ليس مطلوبا شرعا ولا مقصودا أصلا.
فالحزن أيها الحزين منهي عنه في قوله - تعالى - " و تهنوا ولا تحزنوا " وقوله " ولا تحزن عليهم في غير موضع ".
فالحزن خمود لجذوة الطلب وهمود لروح الهمة وبرود في النفس وهو حمي تشل جسم الحياة وشر ذلك: أن الحزن لا مصلحة فيه للقلب واحب شيء لشيطان " إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا ".
فالحزن تكدير للحياة وتنغيص للعيش وهو مصل سام للروح يجعلك تحتسي كاس الشؤم والحسرة والألم.
فلا تحزن فالحياة اقصر مما تتوقع ولا تحزن على تأخر الرزق فانه باجل مسمي ولا تحزن ففي حياتك دقائق غالية.
لا ينفعك القلق بشيء مقصدي من سرد هذا الكلام أن اصل إلى نتيجة مؤداها إلا تحزن زالا تقلق وان تري عن اختيار ربك وان لا تندم على الماضي فعشت ولا أبالي بالرزايا... لأني ما انتفعت بان أبالي فإذا وجدت القوت والعافية فعلى الدنيا السلام فأنا أقول لك ما هي الدنيا؟ هل هي إلا عافية البدن وراحة البال وخبز تأكله وماء تشربه وثوب تلبسه وعلى بقية الدنيا العفاء والسلام نعم إنها كذلك.. لكنني أنا وأنت نبكي على ما ينقصنا ولا نضحك لما عندنا ونحزن على ما فاتنا من النعم ولا نفرح لما وصلنا من الخير ولا نشكر على ما يبقي لنا وتوفر لدينا.
لا تقلق ولا تحزن وابحث عن الراحة والسعادة في قلبك وداخلك وليس من حولك وخارجك.
الخاتمة..
" اللهم أنا نسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدنيا والآخرة "
" اللهم آنا نعوذ بك من الهم والحزن ونعوذ بك من العجز والكسل ونعوذ بك من البخل والجبن ونعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال "
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
*تحياتي العطره*
دمتم ........بخير
--------------------------------------------------------------------------------
مفهوم الحياة الطيبة السعادة ليست في الزمان ولا في المكان ولكنها في الإيمان وفي طاعة الديان وفي القلب والقلب محل نظر الرب فإذا استثر اليقين فيه انبعثت السعادة فأضفت على الروح وعلى النفس انشراحا وارتياحا يقول احد الأذكياء بامكانك وأنت في السجن من وراء القضبان الحديدية أن تنظر إلى الأفق وان تخرج زهرة من جيبك فتشمها وتبتسم وأنت مكانك وبإمكانك وأنت في القصر على الديباج والحرير أن تحتد وان تغضب وان تثور ساخطا من بيتك وأسرتك وأموالك فالسعادة إذا ليست قصر عبد الملك بن مروان ولا جيوش هارون الرشيد ولا دور ابن الجصاص ولا كنوز قارون ولا في حدائق قرطبة أو بساتين الزهراء أو شيكا يصرف أو وردة تشم السعادة سلوة خاطر بحق يحمله وانشراح صدر لمبدأ يعيشه وراحة قلب لخير يكتنفه.
ولا تحسبن السعادة جمع مال*** ولكن التقي هو السعيد
إن أردت السعادة أيها الحزين فعليك ان تحين دائما وان تجتب الإساءة لتكون في امن " الذين امنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون " يا من حزنت على متاع الدنيا اعلم أن سلامة المسلم بدينه أعظم من ملك كسري وقيصر لان الدين هو الذي يبقي عليك حتى تستقر في جنات النعيم وأما الملك والمنصب فانه زائل لا محالة " إنا نحن نرث الأرض ومن عليها والينا يرجعون ".
لا تحزن أيها الإنسان " أيها الإنسان: يا من ملّ من الحياة وسئم العيش وضاق ذرعا بالأيام وذاق الغصص أن هناك فتحا مبينا ونصرا قريبا وفرجا بعد شدة ويسرا بعد عسر.. " الحمد لله الذي اذهب عنا الحزن ".
أيها الإنسان: إن تداوي شكك باليقين والتواء ضميرك بالحق وعوج الأفكار بالهدي واضطراب المسيرة بالرشد " يا من أصابه الأرق وصرخ في وجهه الليل: إلا أيها الليل الطويل إلا انجل، ابشر بالصبح " أليس الصبح بقريب " صبح يملؤك نورا وحبورا وسرورا.
اطمئن فانك تتعامل مع غالب على أمره لطيف بعباده ريم بخلقه حسن الصنع في تدبيره اطمئن فان العواقب حسنة والنتائج مريحة والخاتمة كريمة إذا المرء يوماً أراد الحياة وجاء بمقتضيات القدر فلا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر.
ومن يتهيب صعود الجبال ***يعيش ابد الدهر بين الحفر
اطلب الرزق ولا تحرص.. سبحان الخالق الرازق أعطى الدودة رزقها في الطين والسمكة في الماء والطائر في الهواء والنملة في الظلماء والحية بين الصخور الصماء ذكر ابن الجوزي لطيفة من اللطائف: إن حية عمياء كانت في راس نخلة، فكان يأتيها عصفور بلحم في فمه فإذا اقترب منها ورود وصفر فتفتح فاها فيضع اللحم فيه فسبحان من سخر هذا لهذه.
فلا تحزن فرزقك مضمون وصاحب الخزائن الكبرى جل في علاه قد تكفل بالرزق فلم القلق والزعيم بذلك الله؟!
إياك وأربعاً:
أربع تورث ضنك العيشة وكدر الخاطر وضيق الصدر:
الأولى: التسخط من قضاء الله وقدره وعدم الرضا به.
الثانية: الوقوع في المعاصي بلا توبة " فيما كسبت أيديكم ".
الثالثة: الحقد على الناس وحب الانتقام منهم وحسدهم.
الرابعة: الإعراض عن ذكر الله " فان له معيشة ضنكا ".
الحزن ليس مطلوبا شرعا ولا مقصودا أصلا.
فالحزن أيها الحزين منهي عنه في قوله - تعالى - " و تهنوا ولا تحزنوا " وقوله " ولا تحزن عليهم في غير موضع ".
فالحزن خمود لجذوة الطلب وهمود لروح الهمة وبرود في النفس وهو حمي تشل جسم الحياة وشر ذلك: أن الحزن لا مصلحة فيه للقلب واحب شيء لشيطان " إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا ".
فالحزن تكدير للحياة وتنغيص للعيش وهو مصل سام للروح يجعلك تحتسي كاس الشؤم والحسرة والألم.
فلا تحزن فالحياة اقصر مما تتوقع ولا تحزن على تأخر الرزق فانه باجل مسمي ولا تحزن ففي حياتك دقائق غالية.
لا ينفعك القلق بشيء مقصدي من سرد هذا الكلام أن اصل إلى نتيجة مؤداها إلا تحزن زالا تقلق وان تري عن اختيار ربك وان لا تندم على الماضي فعشت ولا أبالي بالرزايا... لأني ما انتفعت بان أبالي فإذا وجدت القوت والعافية فعلى الدنيا السلام فأنا أقول لك ما هي الدنيا؟ هل هي إلا عافية البدن وراحة البال وخبز تأكله وماء تشربه وثوب تلبسه وعلى بقية الدنيا العفاء والسلام نعم إنها كذلك.. لكنني أنا وأنت نبكي على ما ينقصنا ولا نضحك لما عندنا ونحزن على ما فاتنا من النعم ولا نفرح لما وصلنا من الخير ولا نشكر على ما يبقي لنا وتوفر لدينا.
لا تقلق ولا تحزن وابحث عن الراحة والسعادة في قلبك وداخلك وليس من حولك وخارجك.
الخاتمة..
" اللهم أنا نسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدنيا والآخرة "
" اللهم آنا نعوذ بك من الهم والحزن ونعوذ بك من العجز والكسل ونعوذ بك من البخل والجبن ونعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال "
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
*تحياتي العطره*
دمتم ........بخير