PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : قد تستمر اللحظة إلى الأبد



كورابيكا15
18-12-2009, 20:29
قد تستمر اللحظة إلى الأبد
لم يكن تحميل السيارة بالأمتعة الشخصية لأطفالنا الصغار الذين تتباين أعمارهم بين ثلاثة وتسعة أعوام، هو فكرتي عن المتعة والمرح.ولكنها كانت فكرة مجدولة بدقة، وفي ساعة مبكرة قمت بتلك المعجزة. فمع انتهاء عطلتنا التي قضيناها في أحد شاليهات رأس سدر الجميلة أسرعت إلى داخل الحجرة لأجد زوجتي تنظف الأرضية من بقايا الرمل.
قلت لها: " لابد أن نغادر في السادسة والنصف، أين الصغار؟" تركت نهى المكنسة جانباً وقالت
:" دعهم يسرعوا إلى الشاطىء ليلقوا نظرة أخيرة عليه".
فهززت رأسي رافضاً ومعبراً عما اعتراني من ضيق بسبب تجاوز الجدول الذي وضعته بكل عناية. فلماذا إذاً أزعجنا أنفسنا بالنهوض من فراشنا عند الفجر إذا لم نكن سنرحل قبل أسوأ تزاحم للمرور؟ وعلى الرغم من ذلك، فقد أمضى أطفالنا أسبوعين خاليين من الهموم يبنون قلاعاً من الرمال، واليوم كان عليهم أن يستريحوا في السيارة – يخلدوا إلى النوم إذا أرادوا – بينما أنا وحدي أكافح على طول الطريق الطويل إلى المنزل.
سرت بخطى واسعة عبر الممر وخرجت من الباب الخارجي، وهناك رأيت أولادي الأربعة على الشاطىء. لقد تركوا أحذيتهم ليسيروا على أطراف أصابع أقدامهم داخل الماء وهو يضحكون ويقفزون عندما تنكسر إحدى الموجات على سيقانهم، وكانت الفكرة الواضحة هي أن يعرفوا إلى أي مدى يمكنهم أن يخوضوا دون أن يبلوا ثيابهم إن ما ضايقني أكثر هو أنني أدركت أن كل ملابسهم الجافة قد تم وضعها والإغلاق عليها في صندوق السيارة ولا يعلم مكانها في هذا الصندوق المليء عن آخره غير الله. وبحزم رجل الجيش أعطيت أوامري للأطفال لكي يأتوا إلى السيارة على الفور. ولكن لسبب ما توقفت كلمات التأنيب على شفاهي وعجزت عن نطقها. فلازالت الشمس منخفضة وباردة في سماء الصباح، وقد رسمت بأشعتها الذهبية ظلالاً حول كل واحد من الأولاد الأربعة وهم يلعبون. فلم يعد لهم إلا ذلك الجزء البسيط من الوقت للاستمتاع بآخر قطرة من السعادة التي يرشفونها من الشمس والماء والسماء.
وكلما أطلت النظر أكثر، كلما ازداد المنظر أمامي جمالاً وسحراً، فهو لن يتكرر ثانية وسألت نفسي:
ما التغيرات التي قد نتوقعها في حياتنا بعد مرور عام آخر، أو عشرة أعوام أخر؟ إن الحقيقة الوحيدة في هذه اللحظة، وهذا الشاطىء المتلألىء، وأولئك الأطفال – أطفالي – وضوء الشمس الذي يلمع في شعرهم، وصوت ضحكاتهم التى تختلط بالرياح والأمواج.
سألت نفسي:" لماذا كنت مصمماً ومصراً على أن نغادر في السادسة والنصف لدرجة أنني اندفعت خارجاً من الكوخ أوبخهم؟ هل كان لدي نظام تربوي في عقلي أريد اتباع أوامره، أم أنني كنت في حالة نفسية تدعو للتذمر والانزعاج لأنه لم يزل أمامي يوم طويل في قيادة السيارة؟ وعلى الرغم من كل شيء، فلن تكون هناك جائزة أربحها عندما نغادر في الوقت المحدد بالضبط. لو أننا وصلنا إلى الفندق الصغير بعد موعدنا الذي خططنا له بساعة، فإن الفرقة الموسيقية لن تبقى فى انتظارنا.
وكيف لي أن أتمنى المحافظة على تواصلي مع أطفالي الآن وفي السنوات التالية، إذا فشلت في أن أحتفظ بذاكرتي الشابة الحية؟
عند حافة المياه بعيداً على الشاطئ كانت ابنتي الكبرى تشير إليّ كي ألحق بهم، ثم بدأ الآخرون يلوحون أيضاً، ينادون على والدتهم وعليّ لكي نشاركهم هذه المتعة. ترددت للحظة ثم عدوت إلى الكوخ أمسك بيد زوجتي وركضنا بعض الوقت وانزلقنا أسفل الكثبان، ووصلنا إلى الشاطىء بسرعة وخلعنا أحذيتنا.
وخضنا في الماء أبعد من أطفالنا ونحن نتظاهر بالشجاعة ولكنه المرح والبهجة وكانت زوجتي تمسك بذيل فستانها، اليوم وبعد مرور سنوات، لازال قلبي يستدفئ بذكرى ضحكات أطفالنا فى ذلك اليوم – كما كانت تلك الأيام ذاخرة بالأحداث الرائعة وعندما تطل عليهم ذكرياتهم الجميلة الماضية، تكون تلك اللحظات القليلة التي مرت منذ زمن بعيد على الشاطىء من بين أجملها وأغلاها.

нєαят вяσкєη
19-12-2009, 07:43
يسلموااااااااااااااااا خيتوووووووووووووووووو على الموضوع المميز اتنمى لك التوفيق في اعمالكي القادمه ان شاء الله

راعي الـ VTC
19-12-2009, 08:15
حجز..برد..بعدين..

ṦιŁṽιά
19-12-2009, 16:07
يسلمو على الموضوع

أوزماكي ناروتو0
19-12-2009, 16:11
مشكور على الموضوع

النظرة الثاقبة
19-12-2009, 21:12
جميل الموضوع جزيت خيييير ا

Endless_Tears
20-12-2009, 16:30
شكراً لكـِ ^_^

كورابيكا15
21-12-2009, 03:02
مشكورررررررررررين.......على المرور:)