PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : أكانت لتسليته؟



talia
20-02-2005, 12:27
في مكان ما بين طبقات السماء حيث تتلون الغيوم وتتألق النجوم تبدأ قصتنا وإنها فعلا لقصة مضحكة برغم أحداثها التي قد تعد مأساوية للبعض..

كانت النجوم تتحاور مع الغيوم حول الوفاء والإخلاص وتقدير الحب والتضحية وتساءل الجميع عن حقيقة وجودهم في مكان ما..

أكدت الغيوم وجودهم ونفت النجوم ذلك فأعلن القمر ضرورة تشكيل لجنة لتحري الأمر...

اختارت النجوم أكثرهن جرأة واختارت الغيوم أكثرهن شجاعة, تم تشكيل الفريق.. وقع القمر والشمس كشاهدين وفي لحظات الدعاء هبطت النجمة والغيمة على الأرض وبدأت الرحلة..

تحولت الاثنتان إلى فتيات وبدأن بالاستكشاف.. حطت النجمة رحالها على شاطئ البحر واختارت الغيمة ريفا جميلا وقريبا من الشاطئ كي تتابع أخبار النجمة أولا بأول..

الفت النجمة على الشاطئ شابا حزينا يائسا محطم الروح كسير القلب.. افتتنت النجمة لمرآه فجلست بصمت غير بعيدة تجمع أجزاء قلبه المكسور..

التفت ودمع عينيه يتداخل مع الموج, لمح قلبه بيديها فطالبها بإعادته..

سألته عن سبب بكائه فقال إن النجمة التي كان يرى ضوئها كل ليلة لم تظهر له الآن وانه جد حزين فقد تعود محادثتها دوما وانه لا يحضر للشاطئ إلا ليراها..

بسمت النجمة قائلة انه من الجنون أن يبقى ينتظر نجمة لن تنزل لكنه كان من العناد والثقة بحيث يصعب تغيير أفكاره..

لحظة بلحظة كان ينسى آلامه وكان يردد على مسامعها بأنه يرى تألق تلك النجمة في عينيها فتبسم وتصمت..

يوما بيوم كان حب هذا الشاب ينمو كشجرة ورد ابيض في داخل قلبها النقي كالكريستال فأضحى قرب ذلك الشاب غاية مناها ومنتهى أملها.. ولأجله باتت تضحي بالكثير وتفعل الكثير..

حذرتها الغيمة مما تراه مضيعة للوقت واستنزاف للعاطفة فلم تستجب..

على يديه تعلمت الحب بحروفه وأصواته وأرقامه, تعلمت معنى البذل والعطاء, معنى العذاب والألم, معنى الضيق والحزن لأجل من تحب..

أما هو فتعلم نقاء القلب وجمال الروح, تعلم التواضع و ضبط النفس تعلم أشياء كثيرة منها فأحبها وتعلم كيف يخلص لها كما هي له..

كررت الغيمة تحذيرها فلم تستجب..

كان فارسا نبيلا في روحه, رقيقا في معاملته, شهما بين أقرانه, وفيا لأصدقائه, كريما, محبا, عطوفا, ودودا, مرهف الإحساس.. فنان في ذوقه..

ولم تكن الغيمة لتراه هكذا بأي حال من الأحوال, ولذلك غضبت منها النجمة..

كانت أميرته وكان فارسها بل إمبراطورها.. كان يدللها ويمنحها مالم تكن تعرفه في موطنها وكانت تمنحه مالا مثيل له في موطنه.. فزاد حبهما لبعض مع مرور الأيام..

لم تكف الغيمة عن التحذير ولم تكف النجمة عن جدالها فكيف تسمح الغيمة لنفسها أن تقول هكذا؟!!

نمت شجرة الورد يوما فيوما في داخل روحها وغزت كل جزء منها فأضحت روحها ملكا أبديا له..

وبقدر ماكانت سعيدة بقدر ماكان الحزن يغمرها فوقت الرحيل يقترب ولا تعرف كيف تواجه الأمر, فماذا تقول؟ وماذا تفعل؟

سعيدة هي الغيمة لقرب الرحيل فتقريرها جاهز بفضل تنقلاتها اليومية في الأرجاء تشاهد وتدون لكن جنون النجمة كان يضايقها ويثير حزنها إذ فاق تصوراتها فماذا تفعل كي تقنعها أنها على حق وانه مجرد شاب يبحث عن التسلية كي يضيف اسما أنثويا لقائمة انتصاراته في عالم الفتيات؟!..

خطرت لها فكرة, أقنعت بها النجمة وبعد طول جدال اقتنعت بتنفيذها..

على ذلك الشاطئ, وقف يتأمل البحر ويداعب أمواجه منتظرا أميرته.. جاءته مبتسمة.. قبل جبينها وجلسا يتجاذبان اطراف الحديث..

تطلعت للسماء ثم تأملته بهدوء وقالت : إني راحلة في الغد.. رد بهدوء: وبعد؟ سألته: اتاتي معي؟ قال: ولم اهجر موطني وعائلتي.. أمن أجلك؟ كوني عاقلة, لا توجد فتاة تستحق قلبي أو حبي أو حتى مجرد التفكير أن اربط نفسي وحياتي بها واتخذها شريكة لي..

تطلعت النجمة إليه مفكرة وصدى تحذيرات الغيمة تتردد في أذنيها..

حائرة هي وحزينة..

ا تضحك لأن الغيمة كانت محقة أم تبكي لذلك؟ ا تضحك من جهلها وسخف تفكيرها؟ أم تحزن لضياع تلك السنوات من عمرها في أوهام فقط؟

حولت عينيها فيما كان يقرا لها إحدى القصائد التي كتبها لأجلها..

تطلعت إليه بعينين خاويتين لأول مرة تدرك كم هي جوفاء تلك الكلمات..

سألته: من أنا بالنسبة لك؟ رد: رفيقة احترمها كثيرا فهي تسمعني عندما أكون متضايقا وتفرح لفرحي وتحزن لحزني.. سألت: أتستطيع أن تمنح أي فتاة كما منحتني من العاطفة؟

قال: نعم استطيع لكن ليس مثلك لأنك كنت بقربي في اشد ساعات بؤسي.. أ تعلمين أنني أتمنى فتاة مثلك زوجة لي فأنت جيدة كما أرى وان كنت غير مكتملة المواصفات بالنسبة لي..

دمعت عيناها, ثار البحر واختفى الهلال وراء السحب باكيا قلبا بريئا وروحا نقية قد تدمرت تماما..

كلا ماكان يحبها بل كانت أداة لتسليته وهي لسذاجتها مالم نقل لغبائها قد لعبت هذا الدور الذي حانت نهايته..

نهضت قائلة: علي أن اذهب, شكرا لما قدمته لي.. أتمنى لك السعادة..

رد بابتسامة: وداعا إذن واهتمي بنفسك, أتمنى لك السعادة..

تأملته شاعرة بالرغبة في صفعه وإلقاء كافة الشتائم -التي كان يرددها- على مسامعه لكنها تعلمت احترام ذاتها فركضت دامعة العينين وكانت أثناء جريها تختفي متحولة لأشعة ترتفع للسماء على أجنحة الطيور..

احتضنتها الغيمة مواسية لها وكانت دموعهما أمطارا أثارت أمواج البحر فصفعت بقطراتها وجه الفتى في عنف..

انتهت الرحلة وتم الإطلاع على النتائج..

أحس الكل بالرضا عما تم الكشف عنه..

وحدها كانت النجمة تبكي جهلها, غبائها, ألمها, قلبها المكسور وروحها المحطمة..

يوما بعد يوم زاد ذبول النجمة, خف تألقها وإذ ذاك تشير إليها الغيمة أن تطلعي للشاطئ فرات فتاها السابق مع فتاة أخرى يسمعها ذات الكلام...

صبت الغيوم لعناتها سيولا وفي غمرة ذلك كله انطلقت أشعة ذهبية وفضية تغمر المكان كله..

لقد كانت روح النجمة هي ماتدمرت تماما اثر مارات..

أكانت تستحق ماجرى لها؟

برأيي نعم فقد كانت ساذجة لكني متعاطفة نوعا ما معها..

عاشق السراب
25-02-2005, 07:05
تسسسسسسسسسسسسسسلمي أختي على هالكلمات الجميل جداً



بصراحه كلمات في قمة الروعه والجمال




سلمت أناملك اختي


ولاتحرمينا من خواطرك الرائعه




وتحياتي

أخوكي

عاشق

talia
25-02-2005, 07:20
شكرا لتواجدك الطيف حضرة المراقب

ولكلمات التشجيع

دمت بخير

dr.girls
26-02-2005, 21:59
ســــــــــــــــــــــــــــــلمت يـــــــــــــــــــــــــــــــــداك

لما كتبت وخطت

كلمات رائعة


لكي التحية والاحترام والتقدير

اخوكي كوبرا فلسطين

talia
12-03-2005, 07:27
مرحبا بالكوبرا

شكرا لتواجدك اللطيف

سرني ان الخاطرة راقتك

دمت بخير

الغــريب
12-03-2005, 14:41
كلامك كله حلوووووووووو
مشكووووره

talia
12-03-2005, 15:30
مرحبا بالغريب

شكرا لهذه الاطلالة

سرني حضورك

دمت بخير

والعفو لاداعي للشكر

هطول المطر
13-03-2005, 17:56
شكراً لك
لاني فعلاً استمتعت كثيراً بهذا التصوير الخلاب



دمت بود

talia
23-03-2005, 11:04
مرحبا بهطول المطر

سرني تواجدك وحضورك في خاطرتي البسيطة

دمت بخير