PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : وداعا شهر الله



Mo0n-Light
04-10-2009, 20:36
بسم الله الرحمن الرحيم

أرى إنسانيتي ترحل إذ كنت أجهد نفسي بتعليمها طقوس الإنسانية و في رماله تركت آثار عبادتي خطوات ليست مثل غيرها
فرماله تحتاج الصبر و شمسه تحرق كل عيوبي فتطهرني غداة أكون فيه صائمة عن كل مايعيبني
لكن إنسانيتي الراحلة عنه تبقى معي تحن لطهر أيامه تتوسل للياليه مغرورقة العينين تريده بقربها آه لبعده عنها فهو عزها و تخاف أن تذل بغيره ليقهرها إفطار ذنوبها و أذان معاصيها
أتسمع صوتا غيره يناديها للمثول بين يديه مربتا ينظر بكل رحمة لحلاوة مسيرها و يرقبها برأفة لم ترها في غيره
ربما تغير قلبه من ناحيتها فماعاد يألف أنفاسها على عنق الطيب و المسك مطمئنة في أحضانه تفتح عينيها فيه ثم تغمضها دون خوف رحيله لكنه حب الزمان الذي لا يمكن ان يبقى مكانه
زمان الحقيقة الموصل لليقين
حتى برحيله فاثاره نراها عالقة بأرض الروح منّا بقدر قامتنا الممشوقة
وصال الصب في حجر معشوقه يصغر في جنبه فيختلط بكيانه يفصلهما شغاف الروح عن اقتطاع الزمان المدله بشوق القبلات في وجنة صحائف الشرف و كتب الكرامة بكل تذلل هو للعزة أقرب و للرفعة من قيعان الخطيئة لسفوح العصمة عن الذنوب و قمم الطهارة
متعبا في سيره حزينا في طريقه مخلفا شوقه للخير فرحا بخلاصه من كثير مما يجره للأسفل فقد غدا أنقى و أصبح يقلب كفيه حسرة على عمره الذي قضاه مع غيره لاهيا لا يدرك حقيقة حبه
فمن غير الله يكون معه في كل لحظاته هاديا معينا يحب عودته إليه باكيا منقطعا تفرقت السبل عنه فكان هو السبيل الذي لا يبعد و الحبل الذي لا ينقطع مددا يغذيه بعطف و يرمقه بالتسديد

كان موعدنا مع الجنان في شهر الله مؤقتا بأيامه المعدودة فهل نكتفي بجنان الأيام عن جنان الأفهام
فالجنة موعدنا غدا إن صمنا دهرنا و عطشنا عن ملذاته و الكوثر نميرنا هناك بيدين رحمتنا هنا ثم تلقتنا هناك سعيدة بوصول رسالتها لقلوب امتلكت آذان واعية فسمعت صوت الحق فاتبعته

وداعا حبيبي شهر الله

و داع الدموع لفقد الأنيس و المجير و المعين على حرارة الدهر و غربة الطريق و قلة الزاد و بعد المسير
وداع الخليل الباكي الحزين المتحرق للقاء آملا الفوز بعناق الفضيلة و كرع رضاب المكاشفة

اللهم ماقلنا فيك فتقبله منا بجنح التقصير و ماغفلنا عنه فانهلنا منه غداة الورود لفيضك المرخّص لعبادك فأنت المنعم و أنت المتفضل ومانحن إلا متنزؤن على بوابة ذكرك بألسنة مقطوعة و أقلام مهترئة خافت ولوج البوح فتهرءت شفقة على حامليها من لحن القول في عظيم تتصاغر لعظمته كل الجبابرة
تحياتي....:cool: