PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : ...عاد ليقول الذي رآه بعد الموت ؟!



baksh
04-02-2005, 15:58
هذه قصة صغيرة أتمنى أن يعجبكم هذا الرجل الطويل العريض اسمه سير تريسترام . وهذا القصر الضخم و المزرعة الواسعة والخيول الكثيرة والخدم العديدون ، كل هؤلاء قد ورثهم عن أبيه ... وهذه الرقة والعذوبة والشاعرية في صوته وفي علاقاته بالناس قد ورثها عن أمه . فأمه كانت تغني وكانت
تنظم الشعر .. وعندما أقترب من القصر سأل المشرفة على البيت ....
سير : و أين سيدتك ؟
قالت : في الفراش !
سير : نائمة ؟
أعتقد ذلك يا سيدي ... أو مريضة ...
وبسرعة اتجه إلى غرفة زوجته ... دق الباب ... سمع صوتا مرحبا ... دخل ... جلس على طرف السرير وهو يقول : كيف حال سيدتي اليوم ؟
- بخبر ... لولا انني أريد أن أرجوك في شيء واحد مدى حياتي.
- الأمر لك .
- أرجوك ألا تسألني عن هذا الشريط الأسود الذي ألفه حول ذراعي .
- لن أسألك عن شيء لا تريدين مني أن أعرفه .
- شكرا..
- لقد أعددت الخيول لنزهة أخرى .. سوف نعود إلى الغابة ... لعل الهواء المنعش أن يشفيك .
وقالت الزوجة : ولكني اليوم حزينة .
- لماذا ؟
لسبب عجيب .. أعتقد أن اللورد تايرون قد مات منذ ثلاثة أيام .. مات يوم الأربعاء الساعة الرابعة !
وضحك زوجها وهو يقول : ولكنك لا تؤمنين بهذه الخرافات . هل نسيت لماذا تزوجتك . أنا تزوجتك لأنك جميلة ... ومتحررة التفكير ...هل نسيت ذلك ؟
وتقول الزوجة : لقد مات اللورد .. هذا أكيد فقد ولدنا نحن الاثنين في عام واحد ... وأنت تعرف هذا الرابط الروحي الذي كان بيننا .. كنا أخوين
توأمين .. وكانت صلتنا عميقة .. واليوم أشعر تماما أنه توفي .. هذا أكيد .. لذلك لا أعتقد أنني سوف أخرج اليوم للنزهة ...
وقال الزوج : أمرك .. ولكن أرجوك ألا تصدقي مثل هذه الوساوس .. أو الخرافات .
وقالت الزوجة : عندي خبر يسعدك .
- ما هو ... أسرعي .
- إنني حامل .
وقد ظهرت السعادة على وجه الزوج .. ونادي الخدم وهو يقول : لا خيول اليوم ... السيدة سوف تلزم الفراش هذه الشهور القادمة ... إنها
تنتظر حادثا سعيدا ..
وعادت الزوجة تقول له : و المولود سوف يكون ولدا !
ولابد أن الزوج الرقيق لم يشأ أن يتناقش .. اكتفى بهذا الخبر السعيد ، وسواء كان المولود ولدا أو بنتا .. وعاد إلى الجلوس إلى جوارها يذكرها
بأيام الحب الأولى .. ويعدها بمزيد من الراحة و السعادة و البنين و البنات و الأحفاد .
ثم جاء خادم يعلن أن رسالة قد جاءت من قصر اللورد تايرون . وكانت الرسالة من سكرتير اللورد .. شيء عجيب غريب .. لقد ظهر الشحوب
على وجه الزوج ... فسكرتير اللورد يعلن أن سيده قد مات يوم الإربعاء الساعة الرابعة .
وبعد شهور أنجبت ولدها الأول .
وبعد ست سنوات مات زوجها !
وقررت الأرملة الجميلة نيكولا ألا تتزوج .. وكانت في الرابعة والثلاثين من عمرها ... واعتزلت الحياة .... ولم تكن تذهب إلى الكنيسة أول الأمر .. ثم عادت وذهبت إلى الكنيسة ... ورأى الناس جمالها و هدوءها ورقتها ... ورأوا شيئا باهرا على وجهها .. هذا الصفاء .. هذا الضياء
هذا الحزن العميق .. هذه الرغبة الواضحة في أن تقاومه .. إنها حريصة على الحياة . هذا واضح . تريد أن تعيش وتريد أن تنسى .. ولا تحب أن يذكرها أحد بشيء من ماضيها .
وفجأة قررت الزواج من شخص وسيم أصغر منها في السن كان ضابطا . كانت حياتها معه قاسية أول الأمر . وأنجبت له ابنة ..ثم اعتدلت هذه
الحياة .. وأصبحت هادئة ناعمة .. وأعلنت الزوجة إنها سعيدة ...
ومضت السنون .. وقررت السيدة نيكولا هذه أن تحتفل بعيد ميلادها الواحد و الخمسين .. وكانت في أقصى درجات السعادة .. وتريد أن تحتفل
بشيء آخر إنها حامل ... وكان زوجها أسعد منها ... وشاءت أن تجعل الاحتفال كبيرا .. فدعت الأصدقاء و الصديقات ودعت طبيب الأسرة ..
ودعت كبير أساقفة مدينة دبلن بايرلندا .. ودعت ابنها الأكبر ماركوس (22 سنة ) وابنتها المتزوجة الليدي جانيت .. ودعت زميلاتها في الدراسة
وطلبت من خادماتها دعوة صديقاتهن أيضا . وعندما جاء كبير أساقفة دبلن فتحوا له الأبواب ودخل مباشرة إلى غرفة السيدة نيكولا . ونهضت لاستقباله . وقال لها : سعيد برؤيتك يا بنتي الصغيرة








يتبع ... :تدخين:

baksh
05-02-2005, 10:20
- فقالت : صغيرة .. إنني لم أعد صغيرة يا أبي .
- لا تبدو عليك سنك يا بنتي ... فأنت جميلة الروح شابة الوجة .
- في الواحدة و الخمسين من عمري وتقول عني شابة
- فعلا شابة ... ولكن من قال إنك في الواحدة و الخمسين ؟ لقد ناقشت هذا الموضوع مع والدتك منذ سنوات .
- نعم في الواحدة و الخمسين لأنني قد ولدت مع اللورد تايرون في عام واحد .. هو ولد سنة 1665
- لا أظن ذلك يا ابنتي . أنت ولدت سنة 1666 .. أنا أعرف جيدا ... ولدت يوم الحريق الشهير الذي شب في لندن ... وكان ذلك 1666 . هذا لا جدال فيه .. فأنت الآن في الخمسين من عمرك !
وامتقع وجهها .. وتساقطت على الفراش . اقترب منها كبير الأساقفة يعاونها على الوقوف ولكنها اعتدلت في وقوف بسرعة وقالت : يا أبي أنت الآن حكمت بموتي . سوف أموت لا شك في هذا . وفي وقت قريب جدا .. أقرب مما تتصور . أرجوك أن تستدعي ابني و ابنتي ..أرجوك بسرعة .
وخرج كبير الأساقفة واستدعى ابنها وابنتها .. ودخل الاثنان وطلبت إليهما يغلقا الباب بالمفتاح . إلا يدخل أحد . و أن يستمعا إلى قصتها .
قالت الأم : ليس عندي متسع من الوقت . لأنني سوف أموت اليوم .. فأرجو أن تستمعا إلى قصتي .
وتمددت الأم في الفراش لتقول : تعلمان أنني و اللورد تايرون كنا صديقين .. أخوين .. توأمين ... وكان يشرف على تربيتنا نحن الاثنين
رجل من رجال الفلسفة . وكان متحررا . لا يؤمن بالله و لا بالقيامة . لاشيء مطلقا . كان يرى أن الدنيا هي حياتنا و بعدها لا شيء .. كما تموت الكلاب .. أو الأشجار لاشيء بعد هذه الحياة ... فليس لنا غيرها ..ومن الأفضل أن نعيشها كما يحلو لنا و إلا فنحن أحرار نفعل ما نشاء بما نشاء .
ونظرت الأم إلى ولدها و ابنتها ... ورأت الدهشة و الشك ولم تشأ أن تسألهما شيء و استمرت تقول : واتفقنا و نحن صغار .. أن الذي يموت منا أولا يجب أن يعود ليقول للآخر ما الذي رآه وراء هذا العالم . أيهما أفضل الكفر أو الإيمان ..وتعاهدنا على ذلك . و أقسمنا بالأخوة و الحب الشريف الذي بيننا .. وكبرت .. وكبر هو .
ونظرت إلى ابنها لتقول : و تزوجت أباك . ولم أعد أرى اللورد تايرون أو أسمع عنه مطلقا . وفي أحد الأيام ذهبت لزيارة عمتك . و أعطتنا غرفتها وكانت غرفة جميلة . مريحة . ونمت نوما عميقا . لكن في الليل و قبيل طلوع الشمس أحسست أن أحدا في الغرفة . إنه قريب جدا مني .. وصحوت لأجد اللورد تايرون جالسا إلى جواري على السرير .. وانزعجت وخفت .. و هززت والدك لعله يصحو .. لكنه لم يتحرك فقد أغرقه النوم في هدوء عميق . سألت اللورد : ما الذي أتى بك ؟
فقال : الاتفاق السابق قلت : لا أفهم ؟ قال : هل نسيت أننا اتفقنا أن الذي يموت منا يعود ليقول ماذا رأى .. وأنا مت يوم الأربعاء الماضي الساعة الرابعة .. وجئت لأخبرك بكل ما تريدين ؟ سألته : ما الذي تريد أن تقوله ... فأجاب : أن الإيمان هو الطريق السليم و أن هناك إلها ... و إنه لا إله إلا الله .. وأن الخير حق .. وأن الحب حق .. والعطف حق و الرحمة حق ... وإن الدنيا زائلة .. و أن هناك حياة أخرى أروع و أجمل مما تتصورين .. وهذا كل ما أقوله لكن ... وسألته : ماذا ... فقال : أنت حامل في طفل ذكر .
وهنا اقترب منها ابنها .. ليجعلها تستريح في فراشها ، لأنها قد اضطربت قليلا وحاولت النهوض . ولكن السيدة نيكولا قالت : انتظر يا ولدي .. ثم قال لي أن زوجي ، والدك ، لن يعيش إلا ست سنوات .. وقد مات أبوك بعد ست سنوات من ولادتك !
وسكتت السيدة نيكولا دون أن تنظر إلى ابنها وابنتها .. ثم عادت تقول : و أخبرني اللورد تايرون بأنني سوف أتزوج مرة أخرى . وسوف أموت وفي بطني جنين . وأنني سأموت في الخمسين من عمري . و سألته : ولا أستطيع أن أمنع ذلك ؟
قال : في استطاعتك إذا لم تتزوجي ؟ سألته : هل أنت سعيد ؟ فأجاب : نعم ... و إلا ما جئت إليك .. وقلت له : إذا طلع النهار فكيف أعرف أن الذي أراه الآن ليس وهما إنما هو حلم من الأحلام .. فأجاب : ألم أقل لك إنني مت منذ أيام .. أليس هذا دليلا كافيا ؟ فقلت له : أنني أحلم كثيرا بمثل هذه الأشياء التي تصدق ... فقال : إذن أمسك هذا العمود الحديدي في الغرفة المجاورة و أعصره بيدي عصرا ... وهذا ما لا يستطيع أي إنسان .
قلت له : إن الإنسان وهو نائم يكون أقوى .. وقد سمعت عن الناس فعلوا ذلك قبلك .. قال : إذن أكتب لك سطرا في كراستك هذه .. وأنت تعرفين خطي .. فقلت : أنني لا أصدق .. قال: أعرف أن رأسك ناشف ، وتقدم ابنها ليقول لها : أمي ... أرجوك أن تستريحي .. وأن تكملي هذه القصة فيما بعد .. فالناس كلهم ينتظرونك ... واليوم عيد ميلادك ... وسوف يكون عندنا وقت لكل شيء ... أرجوك حتى لا تقلقي الناس عليك ... وقالت ابنتها وهي تبكي : كثير على النفس هذا الذي قلت يا أمي ... كفى ... بعد الاحتفال ... سوف نسافر معا ... إن الحياة في هذا القصر قد تركت أثرها العميق في النفس ... و كأن الأم لم تسمع شيئا واستأنفت حديثها : وقال لي اللورد تايرون إذن سأترك أثرا على يدك لا يمحى . ولكن أرجو ألا يراه أحد ما دمت حية .. ثم لمس يدي بأصابعه التي كانت كالرخام البارد .. وتركت أصابعه على يدي خمس علامات حمراء . وطلب مني أن أربط يدي بشريط أسود مادمت حية ... وذهبت إلى الغرفة المجاورة فوجدت العمود الحديدي مجدولا مثل الضفيرة . وقد التف حول العمود أيضا شريط أسود لففته على ذراعي .
ثم سكتت لتقول : لا تمنعني يا ولدي فما يزال هناك الجانب الرهيب من القصة .. فقد مات أبوك في الوقت الذي حدده بالضبط .. وحاولت أن أبطل نبوءة اللورد تايرون فامتنعت عن الحياة الاجتماعية حتى لا أتزوج وحتى لا أموت أثناء الحمل واختفيت تماما عن الناس .. ولكن شعورا قويا غمرني ودفعني إلى الأيمان بالله .. وإلى الصلاة .. وكنت أقول : يا الله .. يا أقوى الأقوياء .. ارحمني .. أنني ضعيفة .. إنني لا أعرف من عظمتك إلا القليل .. ولا ذنب لي .. فعقلي صغير .. أنني نملة على جبلك الشهيق .. أنني شمعة في شمسك الباهرة ... هكذا كنت أصلي و أتعبد ..ولا كيف رأيت زوجي الثاني أنه شاب جميل رقيق .. أصغر مني في السن ..و أحببته فجأة وقررنا الزواج .. ولم احتفل بعيد ميلادي الخمسين .. فقد خفت أن تكون هذه هي النهاية .. ولما تجاوزت الخمسين من العمر كانت سعادتي لا حد لها فقد تجاوزت سن الموت الذي تنبأ به اللورد تايرون .. ثم أنني حملت أيضا .. وأنت يا ابنتي تعرفين فرحة الأمومة .. حتى جاء كبير الأساقفة .. وعرفت منه أخطأت في الحساب طول هذه السنوات .. فلم أكن قد تجاوزت الخمسين بعد .. فأنا في الخمسين .. ومعنى ذلك أنني سوف أموت .. لا محالة .. سوف أموت وفي بطني هذا الجنين !


...وسكت الجميع ..
وقالت الأم : والآن يا ولدي .. والآن يا ابنتي .. حانت لحظة الوداع .. شيء واحد أرجوه منكما أن تفكا هذا الرباط الأسود .. وأن تريا معا أثر أصابعه الخمس .. أما المعنى الذي أراده هو أو أردته أنا من هذه القصة فسوف يكون لديكما وقت طويل للتفكير فيه .. أخرجا الآن .. ثم ارجعا بعد قليل ! شيء هام نسيت أن أقوله مبروك يا ولدي ... سوف تتزوج ابنة اللورد تايرون ! وخرج الأخ والأخت ... ودخلت الخادمة .. ونزل الأخ و الأخت إلى الضيوف ليقولا : إنه تعب طارئ ولكنهما بعد قليل سوف تكون أحسن .
وتعالت صيحات الخادمة ؟
وصعد الجميع إلى الغرفة السيدة نيكولا : ليسمعوا الخادمة تقول : ماتت ... سيدتي ماتت !
وفي جنازة السيدة نيكولا كان ابنها يمشي إلى جوار فتاة جميلة .. إنها ابنة اللورد تايرون .. وأمام قبر أمه قال لها : إن أمي لم تكن تعرف أنني أحبك .. ولم أفاتحها حتى في الزواج منك . وكان في نيتي أن أفعل ذلك في أقرب وقت .. ولكن والدك كان يعرف ذلك تماما ومن وقت طويل جدا .
وتقول الفتاة في ذهول : والدي ... لم أفهم ! :eek:
ويرد عليها قائلا : نعم والدك ... وهذا ما سوف أرويه لك فيما بعد !




لا تصدقوا القصة فهي من خيالي وأنا أنتضر الرد في أحر من الجمر :رامبو: ::جيد::

ساحرة القلوب(R)
05-02-2005, 10:33
شكراااااااااا خوووووووووي على القصه الحلووووووووووووة

تسلم يداك

بصراحه قصه جميلة مع انها طويله لكنها اعجبتني

baksh
06-02-2005, 15:35
شكر يا momo على ردك اللطيف التي أسعدتني كثيرا :مرتبك:


مع خالص شكري وتقديري :تدخين:

ЯOSEL!A
19-02-2005, 10:36
مشكووووووووووووره على القصه ::جيد::

baksh
19-02-2005, 16:44
عفوا ومشكورين على الرد ......... ::سعادة::

لآلئ البحرين
20-03-2005, 12:27
مرحبا

مع خالص احترامي لكـ أخي الفاضل لكن القصة هذي موجوده في كتاب الكاتب الكبير انيس منصور ارواح واشباح

ودمت بخير

baksh
30-03-2005, 11:32
أدري حبيبتي عشان جذيه حطيته لإن قصصه اعجبتني وحبيت اوريها لكم

وآسفة إذا كنتم شكيتوا إني كتبته :نوم:

فـارس الظلام
06-04-2005, 09:02
اشكرك اخي على القصه