PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : فتيات في بحر الحب... ( نسختي الخاصة )



Kikumaru Eiji
21-09-2009, 01:38
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهـ...

كيف حالكم يا رواد القصص والروايات؟!
كل عام وأنتم بخير أعزائي.. عيدكم مبآرك...

قبل أن أدخل في صلب الموضوع أريد ذكر أمرٍ مهم...

في الآونة الأخيرة بدأت أنزعج كثيراً من إنتشار هذه الرواية في جميع أرجاء النت.. بأسم مؤلف مختلف
وبدون ذكر المصدر... وأنا سعيدة لأنها مو موجودة كاملة في أي مكان إلا هنا بمكسات وأيضاً ما أزعجني
أكثر أنني لم أكتبها بعضوية Kikumaru Eiji بل بعضوية أخرى...

فكرت ملياً ووجدت أن هذه الرواية رائعة لكن الأسلوب سيئ للغاية.. لذا غيرت الأسلوب وغيرت
قليلاً من مجرى الأحداث دون الإخلال بمضمون الرواية نفسها...

أحذر كل من يحاول سرقة هذه الرواية المعدلة.. إنه تحذير وهذه المرة لن أسكت أبداً...
أي عضو أو زائر يحاول القيام بنقل هذه الرواية سيعرف ما سيحدث له لآحقاً...

هذه نسختي الخاصة المعدلة... نسخة مختلفة تماماً عن الموجودة في كل النت...
هذه النسخة من تأليف وكتابة كيكومارو إيجي فقط..


الرواية فتيات في بحر الحب.. الكل يعرفها تقريباً... لكن بهذه النسخة الجديدة راح تكون مختلفة
من ناحية الأسلوب والسرد.. لذا أتمنى أن تستمتعوا بها جميعاً...


وستكون مقسمة إلى فصول متعددة... سأضع الفصل الأول في الرد التالي...

Kikumaru Eiji
21-09-2009, 01:40
" اللقاء الأول"





في إحدى الليالي الهادئة, اهتزت أغصان الشجر الخضراء نتيجة لهبوب الرياح, تلك الليلة قد صادفت مساء آخر يوم في الإجازة الصيفية الطويلة...... في ساعات الليل المتأخرة كان التوتر يملأ قلب "ساكورا" التي تسلطت عينيها أمام تلك الشاشة التي ملئ ضوئها أرجاء الغرفة المظلمة ولم تنتبه قط لتقلبات الجو في الخارج...

قطع هذا الانسجام صوت ارتطام الأشجار بنافدة الغرفة الزجاجية, فأطفأت الشاشة بسرعة واستلقت على سريرها المستقر في منتصف الغرفة, وتناثرت خصلات شعرها البني المائل إلى الاحمرار على الوسادة البيضاء وغطت جسدها بالبطانية القطنية وفكرت بالغد, وكيف سيكون أول يومٍ لها بالجامعة, فتاةٌ في ربيعها الثامن عشر لم تتعرف بعد على كثيرٍ من الناس في هذا المجتمع الفسيح لهذا سكن القلق قلبها لبضع دقائق, قبل أن تغفو عينيها لتغرق في أحلامها....

تداخلت خيوط أشعة الشمس الذهبية من فتحات الستائر الزرقاء لكي تلمع أطراف إطار الساعة بذلك الضوء الساطع, وتوقفت عقاربها عند السابعة والنصف ودق جرس المنبه ونهضت "ساكورا" بسرعة واتسعت عيناها ذهولاً عندما رأت الساعة وخرجت من غرفتها راكضة وهي
في قمة الارتباك وتردد قائلة بينما كانت تنزل عبر الدرج:
ـ لقد تأخرت, لماذا لم يوقظني أحد؟!
ثم أوقفها صوت شقيقها يقول في تساءل وبرود وهو يريح ظهره على الأريكة الزرقاء بالصالة:
ـ ما الأمر؟ ما الذي حدث لكي في هذا الصباح الباكر؟
توقفت "ساكورا" عن الركض بأنفاسٍ متلاحقة وأجابته وهي ترمقه بنظرات القلق والخوف:
ـ تأخرت كثيراً عن الجامعة.....
أطلق شقيقها ضحكة عالية وقال في مرح محركاً يده اليمنى:
ـ هل تعتقدين بأنك في المدرسة؟.... نظام الجامعة مختلف... دوامك يبدأ في التاسعة.
احمر خذيها خجلاً و أخفضت رأسها قائلة في خجل بابتسامة خافته مداعبة أناملها:
ـ لقد نسيت تماماً.
ثم حملت نفسها عائدةً إلى الغرفة, وبدأت تجهز نفسها ببطء استعدادا للذهاب, وارتدت بلوزة باللون الزهري مع تنوره قصيرة, ورفعت شعرها البني وأبقت جزءً منه منسدلاً على كتفيها , وفجأة بعد مرور ساعة سمعت صوت سيارة شقيقها فأزاحت الستار عن النافدة لتراه يلوح بيده طالباً منها النزول فقالت بعصبية:
ـ من قال بأنني أريد الذهاب الآن؟
فحملت الحقيبة السوداء على كتفها الأيسر وارتدت معطفاً قصيراً باللون الأبيض, وخرجت من المنزل منفعلة لتركب في المقعد الأمامي بجانبه وتصرخ قائلةً بانزعاج:
ـ لمَ كل هذه العجلة؟
أجابها بجدية وهو يمسك بمقود السيارة:
ـ ستزدحم الشوارع بالسيارات فيما بعد وسنتأخر أكثر.
بعدما سمعت هذه الإجابة التزمت الصمت وعرفت بأن شقيقها "ساي" محق فيما يقول وبهذا ستتأخر أكثر وهذا ما لا تريده, كانت تتأمل الشوارع والناس المفعمين بالحيوية والنشاط وكأنها المرة الأولى الذي ترى فيه مثل هذا المنظر, فهي تقضي معظم وقتها في تلك الغرفة ولا تخرج كثيراً لترى العالم.... وأخيراً وقع ناظريها على ذلك المبنى الكبير وتأملته بذهول حتى سمعت صوت شقيقها يقول:
ـ لقد وصلنا, ما الذي تنتظرينه؟
أدارت رأسها ناحيته وحركته قائلةً بلا وعي:
ـ حسناً, سأتصل بك لاحقاً.
ونزلت من السيارة وتقدمت للأمام بضع خطوات لتتجاوز تلك البوابة الكبيرة ولم تبتعد عينيها دقيقةً واحدة عن ذلك المبنى..... و تلك الساحة المليئة بالطلاب والطالبات....

تداخلت الأصوات الكثيرة مع بعضها ولم تتمكن "ساكورا" أن تنطق بكلمة بسبب ذلك الازدحام, كان ذلك الجو مختلفاً عن ما اعتادت عليه في المدرسة وبدأت تشعر بقليل من القلق ونبضات قلبها تتسارع في كل دقيقة والعرق يملأ وجهها وأحست بأنها لا تقوى على الحراك حتى شعرت بأحدهم يربت بكفه على كتفها فالتفتت سريعاً للخلف لترى شخصاً تعرفه جيداً, واطمئن قلبها حيث قالت:
ـ "رينا"!.... ما الذي جئتِ تفعلينه هنا؟
أجابتها "رينا" باستغراب وهي تخفض احد حاجبيها:
ـ ما الذي تقولينه ؟.... أنا ادرس هنا أيضا.
استعادت "ساكورا" نشاطها وعلت شفتيها ضحكةٌ سعيدة وقالت بحماس ملحوظ :
ـ هذا رائع.
أمسكت "رينا" بكف "ساكورا" وسحبتها معها إلى الساحة الداخلية وسارا في الممر الواسع ,
حركت "رينا" شفتيها قائلةً بتساؤل وهي تركز ناظريها نحو الأمام:
ـ لماذا اخترت هذه الجامعة؟
أجابتها بكل ثقة ولم تفارق الابتسامة شفتيها:
ـ لأنني أحبها كثيراً.
وفجأةً توقفت "رينا" عن السير بجانب بابٍ ابيض و به نافدة صغيرة يظهر منها ما يوجد بالداخل, كانت فرش الألوان موضوعةٌ بترتيب على الطاولات والألوان في كل مكان, وما لفت نظرهما أكثر وجود لوحةٍ كبيرة منعزلة عن بقية اللوحات تستقر على طاولة كبيرة, ومن الواضح أنها مازالت قيد العمل, وضعت يدها على مقبض الباب ورمقت للأخرى بنظراتٍ مترددة فأومأت برأسها موافقة
ففتحت الباب بهدوء, كانت الغرفة باردةً للغاية وكبيرة, اقتربت "ساكورا" من اللوحة وقالت بإعجاب:
ـ إنها رسمه هادئة ورائعة.
رُسم فيها منظر انعكاس على القمر على ضفة النهر, وأشارت "ساكورا" بإصبعها إلى النهر وقالت وهي تفكر قليلاً:
ـ أظن بأن اللون الأبيض هنا سيضيف لمعاناً جميلاً.
اقتربت "رينا" من اللوحة وبحركةٍ لا شعورية دفعت علبة اللون الأسود لينسكب على اللوحة وأدى
إلى انتشاره في أرجاءها فارتجفت شفتاها بخوف وارتبكت كثيراً لهذا أخرجت منديلاً من حقيبتها لتمسح به فأوقفها صوت "ساكورا" المنفعل حين قالت:
ـ لا تفعلي ذلك!
لسوء الحظ سقط المنديل على اللوحة لتتشوه أكثر...
انتقل إلى مسامعهما صوت فتح الباب, فالتفتا إلى الخلف لتشاهدا فتاةً تحمل كوباً من الماء وترفع شعرها الأسود بشريط رمادي طويل يصل إلى كتفيها وترتدي معطفاً ابيض به بقعٌ من الألوان, و نظرت إليهما ببرودٍ شديد وتساءلت:
ـ ما الذي تفعلانه هنا؟
و تقدمت قليلاً لترى لوحتها قد أفسدت تماماً, فتجمدت في مكانها وأسقطت الكوب من يدها بدون أن تشعر, وتحول إلى قطعٍ صغيرة حين أرتطم بالأرض ثم قامت بدفعهما لترى ذلك الرسم الذي سهرت لإنهائه طيلة ثلاثة أيام الماضية وبسطت كفيها على الطاولة وشعرت "رينا" بالأسى عليها ووضعت يدها على كتف "تيما"و سمعتها تقول في أسف:
ـ أرجوكِ سامحيني , لم أكن أقصد فعل ذلك.
و تراجعت "رينا" إلى الخلف مبعدةً يدها حين رأت دموع "تيما" تتساقط على الطاولة وهي تقول بصوتٍ باكي ومليءٍ بالحزن:
ـ لقد أمضيت ثلاثة أيام في رسم هذه اللوحة....
وتغيرت ملامحها للغضب حين صرخت قائلة بعصبية وصوتٍ حاد:
ـ لماذا دخلتما إلى هنا؟!.... ما الذي سأقوله للمسئول الآن؟!
اقتربت "ساكورا" وحاولت تشجيعها قائلة بتفاؤل:
ـ يمكنك إعادة رسمها ونحن سنقوم بمساعدتك.
صرخت "تيما" في وجهها وقالت بنفس النبرة السابقة:
ـ هل تعتقدين بأن هذا سهل؟... يجب علي تسليمها في الغد.
جاء صوتٌ من الخلف يقول في عجل وهو يقف بجانب الباب:
ـ " تيما ", أسرعي وإلا سنتأخر.
مسحت "تيما" دموعها وقالت وكأنها مستعدة وما زال ناظريها متسلطٌ على اللوحة:
ـ سآتي حالاً.
لاحظ "اندي" شحوب وجهها واحمرار عينيها فأقترب منها أكثر ووقف خلفها متسائلا في حيرة:
ـ ما الأمر؟
و ألقى نظرةً خاطفة على أرجاء الغرفة وتوقف عند اللوحة, فاتسعت عيناه ذهولاً وبقي صامتاً وهو يسمع صوت "تيما" المحبط:
ـ سوف أنسحب من المسابقة, "اندي"
عقد "اندي" حاجباه بغضب ووقف مقابلاً لها وقال محركاً كتفيها:
ـ هل جننتِ؟... أنتِ تعلمين لماذا اشتركنا في هذه المسابقة.
قاطعته قائلة وهي تهز رأسها نفياً وترمقه بنظراتٍ يائسة:
ـ لم أعد أهتم... فأنا لن أربح على أية حال.
ثم تابعت مبتسمة بعدما أخفضت رأسها:
ـ لقد كان اشتراكي غلطةً منذ البداية.
ولم تشعر إلا بصفعته القوية على خدها المتورد فوقعت على ركبتيها, امتلأ وجه "رينا" و "ساكورا" ذهولاً مما يحدث هنا ولم يتمكنا من النطق بكلمةٍ واحدة, وصرخ عليها قائلاً بنبرةٍ جافة والغضب يتطاير من عينيه:
ـ لم أكن اعلم أنك ضعيفةٌ هكذا.
وضعت "تيما" يدها على خذها و انفجرت باكيةً بحرارة واخفت وجهها خلف كفيها..... لم تكن "تيما" لتشترك لولا مرض والدها وهما بحاجةٍ للفوز لأنهم يمرون بظروفٍ صعبةٍ هذه الأيام
ويحتاجون للمال.....
أمسك "اندي" بيديها ليساعدها على الوقوف مجدداً بعدما أحست بخيبة أمل كبيرة لكن ابتسامته الدافئة كانت كافية لإعادة التفاؤل إلى قلبها الرقيق... ثم حمل اللوحة بين يديه وقال بثقة:
ـ سنعيد رسمها معاً!
ابتسمت "تيما" والدموع تغرق خديها وهزت رأسها موافقة..... بقيت "ساكورا" تراقب ما يحدث باهتمامٍ شديد, ثم شعرت بـ "رينا" تمسك بيدها وتسحبها للخارج بصمت...

سكونٌ غريب.... جوٌ بارد ملئ أرجاء القاعة المزدحمة بالطلاب على تلك المدرجات, و صوت المعلم يسمع بوضوح...
كانت في عالمٍ منعزل, تنظر لجهةٍ واحدة فقط, لم تشعر بما يدور من حولها, كفها ملتصقٌ بخدها و بدت كالغارق في بحرٍ عميق لا مخرج منه....
انتهت المحاضرة وما تزال كما هي, فرفعت "رينا" ذراعيها للأعلى قائلةً بنشاط:
ـ و أخيراً.... اشعر بالارتياح الآن.
قابلتها "ميمي" صاحبة الشعر الذهبي الطويل بابتسامة دافئة وانسدلت بعضٌ من خصلات شعرها الناعمة على كتفها الأيمن عندما ثنت ذراعيها ووضعت رأسها على الطاولة بينما تقول:
ـ فعلاً, هذا الجو يصيبنا بالخمول.
أدارت "رينا" رأسها للناحية التي تجلس فيها "ساكورا" ونادتها عدة مرات لكن بلا فائدة وشعرت بها حين ربتت بكفها على كتفها فالتفتت إليها قائلة:
ـ ما الذي تريدينه؟
استوعبت أخيراً ما يدور من حولها وسمعت تساؤلات "رينا" حين قالت:
ـ ما الذي تفكرين به؟
ارتبكت قليلاً مداعبةً خصلات شعرها البني و قالت ضاحكة:
ـ لا.. لا شيء.
أشارت "رينا" بيدها نحو "ميمي" التي رفعت رأسها لتلقي التحية عليها بينما قالت الأخرى:
ـ هذه "ميمي", سوف تدرس معنا.
أحنت رأسها مرحبةً بصوتها العذب:
ـ سعدت بلقائك.
ومدت يدها لمصافحتها فقامت "ساكورا" بالترحيب بها, ثم قطعت "رينا" هذا الجو بسؤالها:
ـ بماذا كنتِ تفكرين طوال هذا الوقت؟
أخفضت رأسها بحزن وحركت عينيها للجهة الأخرى ثم قالت:
ـ لقد كنتُ أفكر بأمر "تيما".
رمقتها "رينا" بنظراتٍ غريبة وابتسامة اغرب و قالت بنبرةٍ ساخرة:
ـ تفكرين بـ "تيما" أم بالشخص الآخر؟
احمرت وجنتيها بخجل وصرخت عليها قائلةً بانفعال:
ـ ما الذي تقولينه؟.... كفي عن المزاح.
واخفت وجهها فوق الطاولة من شدة حياءها فهمست "ميمي" متسائلة في حيرة:
ـ هل تقصدين "اندي"؟

Kikumaru Eiji
21-09-2009, 01:42
رفعت "ساكورا" رأسها بسرعة لتتساقط خصلات شعرها على وجهها واقتربت من "ميمي" قائلةً بإلحاح:
ـ هل تعرفينه؟
فوجئت من تصرفها الغريب وإصرارها على معرفة كل شيء, فهزت رأسها نفياً متابعة:
ـ كلا لا اعرفه, سمعت فقط بأنه يدرس مع شقيقته "تيما" في المستوى الثاني.
ارتسم الذهول على وجههما حين سمعتا هذا الكلام, فتعالى صوتهما حين قالتا:
ـ مستحيل .
ضربت "ساكورا" بيديها على كتف "ميمي" بطريقةٍ أفزعتها وسألتها:
ـ هل أنتِ واثقة؟
ارتجفت شفتاها محركةً رأسها بنعم, ثم أكملت:
ـ سمعت بعض الطلاب يقولون هذا.
أحست "ساكورا" بالارتياح وأعادت ظهرها إلى المقعد وتحسست نبضات قلبها السريعة وأغمضت عينيها قائلة:
ـ حمد لله.
ثنت "رينا" ذراعيها حول صدرها وهزت كتفيها قائلةً باستغراب وهي تراقب تصرفاتها الغريبة:
ـ لكن.. هل أنتِ واثقة بأنك ستكسبين صداقته؟
أشاحت برأسها قائلةً بانزعاج:
ـ هذا ليس من شأنك.
وقطع هذا الحوار الجاد صوت تساقط كتبٍ كثيرة على الأرض رافقه صرخة فتاة متألمة, ثم نظروا إلى الخلف ليروا شاباً يجلس أمام قدمي فتاةٍ ذو شعرٍ اسود مجعد وقصير وتحمل في عينيها نظراتٍ حاقدة نحو ذلك الشاب الذي لم تظهر ملامحه جيداً لأنه كان يلتقط الكتب ويعيد حملها مجدداً, ويسمع نبرتها الحادة:
ـ كيف تجرؤ على رمي الكتب عمداً؟... ألا تعلم بأن هذا مؤلم.
وقف الشاب على قدميه ليظهر لمعان عينه الزرقاء كاللون السماء, وشعره البني الناعم وانحنى أمامها باحترام وهو يقول:
ـ أعتذر على تصرفي.
وحمل نفسه مغادراً القاعة من الباب الخلفي, شعرت "ساكورا" بالتضايق من تصرف تلك الفتاة وتوجهت نحوها دون أن تصغي لتحذيرات "رينا", ثم وقفت أمامها بجدية وقالت:
ـ لماذا فعلتِ ذلك؟!
رمقتها "لوسكا" بنظراتٍ باردة كالثلج وقالت بنبرةٍ جامدة:
ـ من أنتِ؟ وما شأنك ؟
أخفضت حاجباها وقالت بإشفاق وحزن:
ـ لم يكن يقصد رميها عليكِ.
تنهدت بضجر وهي تقف وتضع حقيبتها السوداء على كتفها وتقول بسخرية:
ـ الحقي به إذن... ما دمتِ قلقةٍ عليه, لكن أريد تقديم نصيحةٍ لكي, لا تنخدعي بسهولة أمام هؤلاء الأشخاص فهم كالذئاب المفترسة, لهذا لا أثق بأيٍ منهم.
اهتز حاجباها بضيق وقالت بنفس النبرة السابقة:
ـ أنتِ مخطئة.
غادرت "ساكورا" القاعة وهي مستاءة جداً... وقفت بمحاذاة السور بالطابق الثاني وبقيت تراقب الطلاب في الطابق السفلي, وتحدث نفسها قائلة:
ـ هذا محال!... إنها مخطئة.
همست "رينا" في أذنيها قائلةً بابتسامة صافية:
ـ لا تزعجي نفسكِ, انتظري هنا لأحضر لكي شيئاً يريح أعصابك.
سارت "رينا" بمفردها نحو صالة الطعام وتوقفت عن السير حين رأت ذلك الشاب يدخل إلى المكتبة وتذكرت كلمات "ساكورا" حين دافعت عنه, فدفعها فضولها للحاق به لكنها توقفت أمام عتبة الباب وترددت كثيراً وتساءلت بداخلها قائلة:
ـ ما الذي أحاول فعله؟... فتاةٌ حمقاء.
واكتفت بالمراقبة من النافدة الخارجية ورأت رفوفاً كثيرة مليئة بالكتب فقررت الدخول أخيراً وحين فتحت الباب كان الشاب يقف أمامها مباشرة فاحمرت وجنتيها وتراجعت للخلف قائلةً بارتباك:
ـ لم أكن اقصد, أردت الدخول لإلقاء نظرةٍ خاطفة على المكان.
ابتسم الشاب لها برقة وفسح لها الطريق لتدخل لكنها هزت رأسها نفياً وقالت:
ـ كلا.. سأذهب لشراء العصير.
وعندما ركضت مبتعدة مد ذراعه ليمسك بمعصمها فاستدارت نحوه ورمقته بنظراتٍ مذهولة فقال
لها برسمية:
ـ هل تسمحين لي بمرافقتك؟.. أنا أيضا أود الذهاب إلى هناك.
تسارعت نبضات قلبها لدرجةٍ جعلتها تشعر بأن سيخرج من مكانه, فأومأت برأسها موافقة وسار بجانبها إلى هناك, ولم ترفع عينيها عن الطريق مطلقاً من شدة خجلها.
كانت الصالة مزدحمةً بالطلبة والطاولات تملأ أرجاء المكان, فاتسعت عيناها قائلةً بذهول:
ـ ما كل هذا؟!... كيف سأتمكن من الشراء؟
ادخل "هنري" يديه في جيب بنطاله الأسود وتنهد قائلاً بضجر:
ـ علينا الانتظار.
وقف شابان بجانب إحدى الطاولات حيث كانت تجلس فتاةٌ شابة ذو شعرٍ أسود ترفعه مع بعضه بشريطٍ أحمر, وتشرب قهوةً ساخنة بكل هدوء وتضع قدمها اليمنى على اليسرى مرتديتاً تنوره سوداء قصيرة مع بلوزةٍ بيضاء واسعة, بسط احدهم كفه على الطاولة واقترب منها قائلاً بنبرةٍ خافته:
ـ هل تودين مرافقتي هذه الليلة؟!
أعادت فنجان القهوة على الطاولة ورسمت ابتسامةً واثقة على شفتيها وقالت بنبرةٍ ساخرة:
ـ المعذرة, أخشى أن تفسد رائحتي بمرافقة شخصٍ قذر مثلك.
وضحك الجميع عليه وتسبب هذا في إحراجه أمام زملائه فقال بعصبية:
ـ يا لكي من فتاةٍ وقحة.
أخذت الفنجان مجدداً و أخفضت ظهرها متظاهرةً بأخذ الحقيبة فأسقطت القهوة من يدها عمداً لتستقر على قدمه فصرخ بألم وتراجع بضع خطواتٍ للخلف وقال باشمئزاز:
ـ ما الذي فعلته؟
أمسكت "تينا" بحقيبتها و أرجعتها إلى ظهرها قائلةً بنبرةٍ ساخرة متعمدة إغاظته:
ـ آسفة, لم أكن اقصد.
ثم حاول مد يده ليصفعها فقامت برمي الحقيبة على وجهه بقوة ليقع على ظهره فتوجهت أنظار الجميع نحو ذلك المكان, ولم يسمع سوى صوتها الجاف حين قالت بجدية وقد أزالت الابتسامة عن شفتيها الوردية:
ـ تأكد بأنك سوف تندم إذا اقتربت مني مجدداً, هل هذا واضح؟
و أحس بقليلٍ من الخوف أمام نظراتها الحادة فحمل نفسه مبتعداً, ثم حملت حقيبتها وتابعت السير.
حرك "هنري" شفتيه قائلاً بذهول:
ـ فتاةٌ قوية!
ثم تابع قائلاً وهو ينظر إلى "رينا" المذهولة:
ـ ألا تعتقدين ذلك؟!
هزت رأسها مجيبةً بنعم ثم التفتت للناحية الأخرى وعلت الضحكة شفتيها قائلة بحماس:
ـ لنسرع في شراء العصير.

ضربت "ساكورا" بقدمها على الأرض وصرخت بانزعاج واضعةً يدها على رأسها:
ـ تأخرت كثيراً, كم هذا مزعج!
رفعت "ميمي" يدها لتنظر إلى الساعة وقالت باستياء شديد بعدما رفعت رأسها للسماء الزرقاء:
ـ أنتِ محقة, لقد مضت ساعةٌ منذ ذهابها.
انفجرت "ساكورا" غضباً وضربت بيدها على السور قائلةً بتوتر :
ـ تباً, لم اعد احتمل الانتظار.
وانتقل إلى مسامعها صوتٌ لطيف جاء من الجهة الأخرى يقول بنبرةٍ مرحة:
ـ هذه العصبية لا تليق بفتاةٍ جميلة.
أدارت رأسها لمصدر الصوت لترى شخصاً يقف بجانبها و أطراف شعره البني تلمع بأشعة الشمس الدافئة, ويرمقها بابتسامته الرقيقة وصفاء عينيه الزرقاوات, فسألته بتعجب:
ـ عفواً... لكن, من أنت؟
ارجع يده خلف رأسه وقال ضاحكاً بنفس النبرة السابقة:
ـ اعتذر لتطفلي... أنا....
مرت طائرة فوق مبنى الجامعة لتحجب الصوت عنهما, هبت رياحٌ قوية داعبت خصلات شعرها الذهبي بينما كانت تحدق بذلك الشاب الذي رفع رأسه نحو السماء وهمس متأملا:
ـ عادت أخيراً!
نبرة صوته الهادئ ترنن في أذنيها بينما كانت ترمقه بنظرات ملئها التساؤل والحيرة, حرك رأسه بهدوء لتتقابل عينيهما ببعض مع ابتسامةٍ صافية ارتسمت على شفتيه قبل أن يلوح بيده قائلاً:
ـ اعتذر لإزعاجكما, وداعاً.
ظهر علامات الإعجاب في عينيها ولم يبتعد ذلك الشاب عن تفكيرها لدقيقة..
جاءت راكضة تحمل العصير في كلتا يديها وتوقفت أمام "ساكورا" وهي تلهث بشدة فثنت الأخرى ذراعها لتقول بتذمر:
ـ تأخرتِ كثيراً!
رفعت "رينا" رأسها محاولةً التقاط أنفاسها ثم تحدثت والعرق يملئ جبينها قائلة:
ـ الازدحام كان هائلاً, لهذا تأخرت.
شربت "ميمي" رشفة من العصير وقالت بانتعاش بينما كانت تنظر إلى الكوب بين كفها:
ـ انه لذيذٌ وبارد.
اتكأت "رينا" على السور الأصفر وقالت مبتسمة:
ـ يستحق الانتظار, أليس كذلك؟
وتبادلا أطراف الحديث, لكن هذه الراحة لم تلبث طويلاً فقد سمعوا صوت فتاةٍ آتية من البعيد وتصرخ بأعلى صوتها معلنةً عن بدء محاضرةٍ أخرى في إحدى قاعات الجامعة..
رمت "رينا" بعصيرها في سلة المهملات وكذلك فعلت "ميمي", أما "ساكورا" فلم تبالي مطلقاً... حملت حقيبتها وقالت بتعجب:
ـ "ساكورا", تحركي وإلا سنتأخر.
تقوس حاجباها بانزعاج و أجابت بنبرةٍ مستاءة:
ـ لمَ العجلة؟... اذهبا وسألحق بكما حالما انتهي.
ـ لمَ العجلة؟ ... انتظري قليلاً.
أومأت برأسها موافقة وذهبت برفقة "ميمي"... عم الهدوء أرجاء المكان فأكملت آخر ما تبقى من العصير ورمت بالكوب في السلة ووضعت الحقيبة على كتفها قائلة بتذمر:
ـ اشعر بالملل, لماذا علينا أن ندرس في أول يوم؟
و سارت بخطواتٍ متباعدة حتى وصلت إلى طريق منفصل, فوقفت بالمنتصف والتفتت يميناً وشمالاً وتساءلت بقلق:
ـ من أي طريقٍ ذهبت "رينا"؟
و سلكت الطريق الأيمن وبدأت بالركض بدون أن تعلم أين تتجه و التمعت عيناها بدموع الخوف و أحست بأنها تركض في متاهة كبيرة باحثةً عن مخرج.

سقطت آخر قطرةٍ من اللون الأبيض على اللوح الخشبي فرمته بعيداً ليرتطم بالأرض, وقالت بضجر موجهةً حديثها لشقيقها الواقف بجانبها:
ـ لقد نفذ اللون الأبيض, احضر غيره.
اخفض حاجباه بملل واتكئ بظهره على الحائط قائلاً بتساؤل:
ـ لماذا لا تقومين بذلك بدلاً عني؟
تطايرت نيران الغضب من عينيها حين رمقته بنظراتٍ حاقدة وكانت كافية للإجابة على تساؤله الغبي, فأبتعد عن الحائط متنهداً بضجر وقال وهو ينحني ليأخذ اللون:
ـ حسناً, سأذهب.
أغلق الباب خلفه و شد قبضته على علبة اللون وعرف بأن "تيما" منزعجةٌ مما حدث, كان الممر فارغاً فركض مسرعاً كي لا يتأخر عن شقيقته...
تباطأت حركتها وربتت بكفها على الحائط بينما كانت تلهث قائلة بداخل نفسها:
ـ يا إلهي, أين علي أن اذهب الآن؟
وسارت بضع خطواتٍ للأمام متوجهةً نحو إحدى الزوايا فلم ينتبه "اندي" لوجودها فأصطدم بها
ليرتطم رأسها بقوة على الأرض وسقط الآخر عليها, وحين رفع رأسه عنها شهق بفزع وقال:
ـ ما الذي فعلته؟!
غابت "ساكورا" عن الوعي فور وقوعها, وتساقطت الأشياء من حقيبتها على الأرض, امسك بكتفيها وهزها قائلاً بقلق:
ـ يا آنسة, افتحي عينيكِ.
ولم يجد خياراً آخر سوى حملها بين ذراعيه والركض إلى غرفة الطبيب, وكاد قلبه أن يتوقف من شدة الخوف, ولم يبالي بالجرح على كتفه الأيسر, وتفكيره متركزٌ على هذه الفتاة التي لا يعرف مصيرها.

ضربت بإصبعها على الطاولة الصفراء والتوتر ظاهرٌ على ملامح وجهها, ثم عظة شفتيها قائلةً باستياء شديد:
ـ ما الذي تفعله, تلك الحمقاء؟

Kikumaru Eiji
21-09-2009, 03:03
سأكمل بقية الفصل لاحقاً... كي لا تشعروا بالملل أثناء القراءة ^^"

Simon Adams
21-09-2009, 03:08
حجـــز

و لـــي عــــــودة :cool:

Simon Adams
21-09-2009, 03:45
الســلام عليــكم و رحمة الله و بــركاته

مرحبــا كيكو ...

كيف حالك عزيزتي ؟

عيــــــد wــعــــيــــد ^^..

البارت جميـــل

و البدايه أجمل

لقد قرأتها من قبل و لكن لم أكملها بسبب الدراسة

و لم أستطع إكمالها فيما بعد إذ أنني كنت قد نسيت الأحداث و كان عليّ قرائتها منذ البداية :(

و لكني أرى أنها ستكون ممتعة أكبر بعد إضافة لمساتك السحــريــة الرومانسية إليــها من جديد

و لذا أنا متابــعة من اللحظة

أي في 21 - 9 - 2009 الساعة 45 : 6 ص

^_^

أنتظر بقية الفصل لأستطيع التعليق و لأتذكر الشخصيات و أندمج معهم

و أنا سعيدة لأنني أول من رد على الجزء

في أمــان الله

Touch of pink
21-09-2009, 09:24
:سعادة2:
أخيرا..~
حجز..~
كلـ عآآآآآآآآآآمـ وأنتمـ بألفـ خير..~

Re7AnA
21-09-2009, 10:23
وعليكم السلام..
الحمدالله تمام كيفك أنتِ...وانتي بألف خير حبيبتي:أوو:
يعني الروايه هي العيديه:d




في الآونة الأخيرة بدأت أنزعج كثيراً من إنتشار هذه الرواية في جميع أرجاء النت.. بأسم مؤلف مختلف
وبدون ذكر المصدر... وأنا سعيدة لأنها مو موجودة كاملة في أي مكان إلا هنا بمكسات وأيضاً ما أزعجني
أكثر أنني لم أكتبها بعضوية kikumaru eiji بل بعضوية أخرى...


معكِ حق::مغتاظ::.. عين عينك تسرق الروايه:تدخين:..بارده مبرده:غول:
حاسه فيك والله:بكاء: جهدك وتعبك يروح لناس والمصيبه تمدح فيها:غول:..قمة القهروالظلم:غول:
نفسي اعرف وش يحسون وهم يأخذون جهد غيرهم::مغتاظ::..<حتى اني تفاجأت انكِ المؤلفه عذراً عزيزتي:مرتبك:.بسبب انتشرها في النت:مندهش: بس هذه دليل على نجاح الروايه:ضحكة:<:d




أحذر كل من يحاول سرقة هذه الرواية المعدلة.. إنه تحذير وهذه المرة لن أسكت أبداً...
أي عضو أو زائر يحاول القيام بنقل هذه الرواية سيعرف ما سيحدث له لآحقاً

الله يعينهم راح تعملي منهم كفته ولا حلويات العيد:ضحكة:< لاتقصري معهم فاهمه:غول: تبغين مساعده انا معك:رامبو:<من جنبها:ضحكة:..
حلوه منك انك تسوي تعديلآت ..أسلوبك تطور ماشاءالله..
نسختي الخاصه ياكشخه أنتَ:cool::p
الله يوفقك حبيبتي لاتنسي الله فوق حسابهم عند ربي^^
جاري القراءه..متابعه لك بإذن الله^^
بحفظ الرحمن

ΐηѕρΐяαтΐση
21-09-2009, 12:10
حجز حجز حجز حجز !!!!!

روايتك القديمة جعلتني أجلس أمام حاسوبي عشرة أيام كاملة

دون فواصل سوى للصلاة و النوم حتى الأكل أضربت عنه :p


لي عودة مع التعليق معلمة ^.^

Kikumaru Eiji
21-09-2009, 12:12
S I M O N

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتهـ..

أهلآ بعودتك ::سعادة:: أنا الحمد لله تمام.. علينا وعليك قلبووو
ويسعدني حقاً أنك صاحبة الرد الأول في هذه القصة المتواضعة...

وأتمنى أن أرى ردك بعد كل بآرت أكتبه مع إن البداية ليست جيدة..



harono sakora


هلآآ بإنتظارك .. وكل عام وإنتي بخير



Ru7AnA

أيوآآ يا روحانة هي العيدية ^^"
هههه تسلمي والله راح أحس بسعادة إذا وقفتي معاي للحد من انتشار هذه
النسخة.. وبأنتظر رأيك في القصة على أحر من الجمر..

لآ تتأخري أوكي

Kikumaru Eiji
21-09-2009, 12:14
حجز حجز حجز حجز !!!!!

روايتك القديمة جعلتني أجلس أمام حاسوبي عشرة أيام كاملة

دون فواصل سوى للصلاة و النوم حتى الأكل أضربت عنه :p


لي عودة مع التعليق معلمة ^.^


بإنتظارك ..
عزيزتي هذه النسخة مختلفة عن إلي قريتيه وأتمنى تستمتعي بها

مَرْيَمْ .. !
21-09-2009, 12:55
حجــز طبعا...
قد اتاخر قليلا في الرد...
لكن بما انني لم اكمل القصة القديمة...
يجب ان اكمل هذه النسخة... ^^

تحياتي...

Kikumaru Eiji
21-09-2009, 13:24
حجــز طبعا...
قد اتاخر قليلا في الرد...
لكن بما انني لم اكمل القصة القديمة...
يجب ان اكمل هذه النسخة... ^^

تحياتي...


توه نور الموضوع.. هلآ ستوورة ^^"
بإنتظارك

мєsн ♥
21-09-2009, 13:50
حجز

мєsн ♥
21-09-2009, 14:06
كيفك..؟أختي كيكو<<..Etc
كل عام و إنتي بخير
تعرفي إيش..؟
قريت القصة القديمة
روعة من جد روعة
و ذي القصة أحلى...
أخيراً قصة صاحية وبعد دعاء...
القصة القديمة كنت برد عليها..و للأسف ما قدرت لأسباب
المهم ماله داعي كلام كثير
أنا في إنتظار التكملة متى ماجات..نبهيني
آسفة إن أزعجتك..
و في إنتضار التكملة

Kikumaru Eiji
21-09-2009, 14:15
قام الطبيب بتغطية جسدها بغطاء السرير الأبيض وهي ما تزال غائبةً عن الوعي, وجلس على الكرسي الأسود أمام مكتبه وابتسم قائلاً بعدما لاحظ القلق في عيني "اندي":
ـ إنها بخير, سوف تستعيد عافيتها قريباً.
وضع يده على صدره وتنفس بارتياح وجلس بجانبها... ربت بكفه على يدها وقال بابتسامةٍ باهته:
ـ حمداً لله, كاد قلبي أن يتوقف.

توقفت الطائرة بمنتصف الساحة الكبيرة للمطار, ونزل الركاب منها و التعب ظاهر على ملامحهم.... سارت بضع خطواتٍ للأمام لتتأمل السماء الصافية والجو الدافئ, رفعت ذراعيها عالياً وقالت بانتعاش والهواء يرفرف على شعرها الأشقر:
ـ ما أجمل العودة للوطن!
و أمسكت بقبعتها السوداء الصغيرة وعلت شفتيها ابتسامةٌ ساحرة أضفت جمالاً براقاً على ذلك الوجه الصافي والعينين الزرقاوات... استدارت للخلف عند سماع صوت شقيقها المرهق يقول بتذمر وهو يحمل الحقائب:
ـ لماذا لا تقومين بمساعدتي بدلاً من الوقوف هكذا؟!
أدارت ظهرها له وقالت ملوحةً بيدها:
ـ أنا متعبة... كف عن التذمر واتبعني.
تنهد شقيقها "مارك" بضجر وتابع السير خلفها, حتى غادرا المطار متجهان نحو المنزل في سيارة أجره..
توقفت السيارة أمام منزلٍ كبير يحيط بحديقةٌ من الأزهار البيضاء, أشعة الشمس تنعكس على النوافذ الزجاجية التي تحيط بواجهة البيت, توقفت قدميها أمام عتبة الباب الزجاجي تحت حائطٍ يحجب عنها ضوء الشمس, وفتحت جانبي الباب لتتقدم نحو صالةٍ كبيرة ذات أضواء باهته, وسجادٍ أحمر يغطي الأرضية, وفي احد الزوايا هناك درجٌ يقود للطابق العلوي, فصعدت راكضة إلى غرفتها في الأعلى...
رمت معطفها الأسود ليظهر الثوب الأحمر الذي تلبسه, مع حزامٍ بني عريض يلتف حول خصرها وألقت ظهرها على السرير, أغمضت عيناها بهدوء وقالت بنبرةٍ خافته:
ـ آه, "روبرت"... لقد عدت....
وغطت في نومٍ عميق بتلك الوضعية ولم تشعر بشيءٍ من حولها...

ارتسم في مخيلتها عدة صورٍ مختلفة مع مزيجٍ من الأصوات الغريبة بينما كانت نائمة, وانتقل إلى مسامعها صوتٌ مألوف انتظرت سماعه فحركت رأسها للجهة اليمنى لتفتح عيناها ببطء وترى ذلك الوجه القلق لكنها لم تميزه بعد, لم تلبث طويلاً حتى تعرفت عليه فرفعت رأسها بسرعة وقالت بفزع مغلقةً شفتيها بكفها:
ـ "اندي"؟!
رمقها باستغراب وابتسم قائلاً بارتياح:
ـ حمدا لله على سلامتك يا آنسة.
أخفضت يدها ولم تفهم ما كان يرمي إليه, وتذكرت تلك الحادثة بشكلٍ سريع لكنها لم تستطع النطق بكلمة, فقد كانت تجلس أمامه مباشرة فقالت بحزن وهي تبعد عيناها عنه:
ـ آسفة على ما حدث.
ربت بيده على شعرها وقال بنبرةٍ مطمئنه:
ـ لا تقلقي, لم يكن خطأكِ... المهم هو انكِ بخير.
احمرت وجنتيها خجلاً, وشعرت بأنها في حلمٍ جميل لا تريد الاستيقاظ منه, وعم الصمت بينهما لبرهة, ثم بدأ حديثه قائلاً بتساؤل:
ـ يبدو وجهكِ شاحباً, هل أنتِ على ما يرام؟
هزت رأسها نفياً, وابتسمت برقة وهي تجيبه قائلة:
ـ لقد ضللت الطريق, أردت اللحاق بصديقتي لكنني لم استطع.... ولا اعرف ما يتوجب علي فعله الآن.
امسك بمعصمها وساعدها على النهوض من السرير والوقوف أمامه وقال:
ـ هل أوصلكِ؟
ارتفع حاجباها بذهول ولم تسمع سؤاله بوضوح, فقد كان يمسك بيدها وشعرت بدفء أنامله, تسارعت نبضات قلبها حتى شعرت بأنه سيقفز من مكانه, واكتفت بتحريك رأسها موافقة, وسار معها للخارج ولم يترك يدها مطلقاً وبقيت تنظر إلى شعره البني وطريقة سيره بإعجاب وقالت بداخلها:
ـ لا اصدق أنني أسير بالقرب منه, أود أن اقترب أكثر... لا, هذا صعب.
ونطقت الكلمة الأخيرة بصوتٍ مسموع فتوقف "اندي" عن السير ليدير رأسه إليها متسائلاً في حيرة:
ـ هل قلتِ شيئاً يا آنسة؟
رفعت "ساكورا" عينيها سريعاً وأجابته بارتباكٍ ملحوظ:
ـ لا.. آسفة لم أعرفك بنفسي, أنا ادعى "ساكورا".
لامست نبضات قلبها في تلك اللحظة, وسط نظراته الساحرة وابتسامته الهادئة شعرت بالخجل, حتى قال لها:
ـ اسمٌ لطيف, سعدت بالتعرف عليكِ.
و أكمل حديثه وهو يربت بكفه على كتفها الأيسر:
ـ انتبهي لنفسك.
وذهب تاركا خلفه وجهاً ملئه الخجل, تجمدت قدميها ولم تتمكن من الحركة, أحست بشعورٍ غريب ينتابها في تلك اللحظة...
هل وقعت في حبه بهذه السرعة؟!
قلبها يخفق بشدة من فرط السعادة... كانت هذه المرة الأولى التي تشعر فيها بهذا, لذلك لم تعرف ما يتوجب عليها فعله, أدارت رأسها بصعوبةٍ للخلف واضعةً يدها على صدرها متأملةً أن تراه لكنه اختفى عن ناظريها سريعاً, وتمنت ألا تنتهي تلك اللحظات الجميلة مطلقاً...
خرج الطلاب من القاعة بعد انتهاء المحاضرة, حملت "رينا" حقيبتها وركضت متوجهةً للخارج و دهشت حالما رأت "ساكورا" تقف بجوار الباب والابتسامة تعلو شفتيها, وتضم أصابعها سوياً فوقفت أمامها مباشرة وقالت وهي تهزها بتوتر:
ـ أين كنتِ؟ ... شعرت بالقلق عليكِ.
انتبهت لوجودها ورفعت حاجباها باندهاش حيث قالت:
ـ آه, "رينا".
وأدركت الخطأ الذي وقعت فيه فأرجعت يدها خلف رأسها وقالت بمرح:
ـ لقد ظللت الطريق وحدثت أشياء كثيرة لن تصدقيها.
تنهدت "رينا" بارتياح وأمسكت بيدها قائلة:
ـ دعينا نذهب الآن

وضعت "تيما" فرشاة الألوان على الطاولة بقوة جعلتها تتحرك من شدة غضبها وقالت بنبرة غاضبة:
ـ يا له من شخصٍ عديم الفائدة.
و حين فتحت الباب لتخرج رأته يقف هناك ويحمل علبة اللون بيده فصرخت عليه قائلة بعصبية:
ـ ما الذي كنت تفعله طوال الوقت؟
بدا وجه "اندي" شاحباً وهو يقول بصوتٍ خافت ويخفض رأسه:
ـ أنا آسف "تيما".
ثم سقط ناظريها على الجرح بكتفه وسحبته للداخل وقد دُهش من تصرفها الغريب, و أجلسته على الكرسي ورمقته بلطف ثم قالت:
ـ سأعالج جرحك, أبقى في مكانك ريثما أعود.
وبقي يراقبها بنظراته المندهشة حتى غادرت الغرفة, وامسك بكتفه المصاب وعلت شفتيه ابتسامةٌ باهته..
شارفت الشمس على المغيب عند انتهاء الدوام الجامعي, وقفت "ميمي" أمام بوابة الخروج وبقيت تراقب الطريق وتنظر لهاتفها النقال بانتظار أن يأتي من يأخذها, وسمعت صوتاً يهمس في أذنيها بنبرةٍ رقيقة:
ـ تبدين قلقة.
أغلقت "ميمي" هاتفها لتدير رأسها للخلف حيث تقف "رينا" وبجانبها "ساكورا".. فردت عليهما بنبرةٍ حزينة:
ـ لقد تأخر السائق, ولا يجيب على الهاتف.
صمتت "رينا" لبرهة وبقيت تفكر قليلاً ثم قالت بحماس:
ـ يمكنك أن تأتي معنا, سوف نوصلك.
هزت رأسها رفضاً وأمسكت بطرف حقيبتها وهي تقول بإحراج وتشيح بوجهها بعيداً:
ـ لا شكراً... بيتي بعيدٌ عن هنا, لا أريد أن...
قاطعت "ساكورا" كلامها قائلة بابتسامتها العذبة:
ـ لا عليكِ... سوف نوصلك حتى لو كان في آخر العالم.
لم تتصور "ميمي" أن تسمع مثل هذه الكلمات من فتيات تعرفت عليهما اليوم فقط, وبالرغم من ذلك عرضتا المساعدة وبكل سرور فشدت قبضتيها على طرف الحقيبة وارتجفت شفتاها وهي تحرك رأسها موافقة وتهمس قائلة:
ـ شكراً لكما.

حرك سيارته السوداء وانطلق مسرعاً ليتوجه إلى منزل الفتاة التي انتظر عودتها بلهفة, ولم يتمكن من الانتظار للغد, لذا وعد نفسه بلقائها بعد انقضاء دوام الجامعة...
استدارت بجسدها للجهة الأخرى بينما كانت نائمة فسقطت حقيبتها على الأرض, فتحت عينيها ببطء وقد ملئت أشعة الشمس البرتقالية أرجاء غرفتها, فالتقطت حقيبتها ورمتها على الفراش لتستلقي من جديد, وأحست بصداعٍ شديد يعصر رأسها, فتنهدت بضجر حتى سمعت صوتاً آتياً من الخارج, نهضت من فراشها وفتحت باب الشرفة الزجاجي لتسقط عيناها على ذلك الشاب الذي نزل من السيارة السوداء, فصرخت بأعلى صوتها قائلة بسعادة:
ـ "روبرت"!
رفع رأسه للأعلى ليراها تنتظره هناك, فقابلها بابتسامةٍ مشابهة وتقدم نحو الداخل ووقف بمنتصف الحديقة أسفل الشرفة ويحمل بيده باقةً من الأزهار الحمراء, وتلون شعره البني بألوان الشمس الغاربة, وقال برقة وصوتٍ عطوف:
ـ اشتقتِ إليكِ كثيراً يا أميرتي.
لم تستطع "بريتي" إخفاء سعادتها برؤيته, وقالت بحماس:
ـ وأنا أيضاً... وأنا أيضاً...
ووقفت على سور الشرفة ليرفرف الهواء على ثوبها القصير, فتوسعت عيناه مندهشاً وقال بخوف:
ـ ما الذي تحاولين فعله؟!
أجابته بنبرةٍ سريعة:
ـ سأستغرق وقتاً أطول إذا نزلت عبر الدرج.
اسقط الأزهار ومد ذراعيه إليها فقفزت إليه واحتضنها بكل حب وتراجع خطوتين للخلف, فربتت بيديها على ظهره وقالت بنبرةٍ هادئة:
ـ أشعر بأنني غبت عنك سنين طويلة.
مسح على شعرها الأشقر القصير وعانقها بقوةٍ وهو يقول:
ـ أنا سعيدٌ بعودتك, "بريتي".
تألق نجم المساء في السماء المائلة للظلمة, فرفعت رأسها وقالت بإعجاب:
ـ إنها نجمة حبنا الأبدي.
نظر إلى الخلف وهو يمسك بيدها وبقيا يراقبان النجوم في السماء, حتى غابت الشمس كلياً عن ناظريهما... أخذت باقة الأزهار من الأرض وقالت له:
ـ سآتي غداً إلى الجامعة.
قبلها "روبرت" في يدها وقال بحنان:
ـ سأكون بانتظارك.. إلى اللقاء.
وابتعد عنها فهب نسيم لطيفٌ عليها ورسمت ابتسامةً باهته على شفتيها وهي تلوح بيدها له حتى ركب سيارته وذهب.....

تصاعد بخار الماء الساخن عليها بينما كانت تستحم وتبلل شعرها الأسود الطويل بالماء, التقطت منشفتها البيضاء لتغطي جسدها وشعرها المبلل, فتحت خزانة ملابسها وأخرجت منها بلوزةً رمادية لكي تلبسها في الغد, وحين وضعتها على الأريكة وجدت قطعاً بالكم الأيمن, فقالت بإحباط:
ـ تباً, أردت ارتدائها غداً.
ونظرت للساعة ووجدتها السابعة مساءً,
النشاط بعد الاستحمام, وحين خرجت كانت تضع المنشفة على كتفيها وفتحت خزانة ملابسها لتختار ما ترتدي للغد وشدتها بلوزةٌ بيضاء جميلة
الشكل وحاولت أخذها وفجأة رأتها متعلقةُ بمسمار خارج من الخزانة فأدى إلى قطع جزءٍ منها وقالت بإحباط:
ـ تباً, كنت أود ارتدائها غداً.
فأخذتها ونزلت عبر الدرج متجهةً نحو غرفة المعيشة وحين دخلت شاهدت والدتها تشاهد التلفاز ولم تعر أدنى اهتمامٍ لوجودها حتى قالت بتساؤل:
ـ والدتي, أين الخادمة؟
أجابتها بنبرةٍ منزعجة ولم تبعد ناظريها عن الفيلم مطلقاً:
ـ إنها مجازةً اليوم, هل نسيتِ ذلك؟

Kikumaru Eiji
21-09-2009, 14:17
حملت "تينا" نفسها للخارج وأحست بخيبة أمل, وبقيت تنظر إلى البلوزة بيدها, فأخذت معطفها سريعاً وارتدته لتذهب بنفسها إلى المحل لإصلاحه... سارت في ذلك الشارع ذو الأضواء الباهتة, حتى وصلت إلى محلٍ اعتادت الذهاب إليه كلما احتاجت لذلك, وفتحت الباب بهدوء فرأت المحل مرتبٌ بشكلٍ أنيق, ثم التفتت للجهة الأخرى لترى شاباً في مقتبل العمر يقف هناك بمفرده فاقتربت منه قائلة وما زالت تنظر لأرجاء المكان:
ـ أين هو الرجل الذي كان يعمل هنا؟!
أجابها الشاب برسمية وهو يهز كتفيه:
ـ لقد اضطر للعودة باكراً اليوم, لذا أعمل هنا بدلاً عنها... هل يمكنني مساعدتكِ بشيء؟
كانت نظراته باردة وخالية من الأحاسيس تماماً, لكن هذا لم يؤثر فيها... فوضعت البلوزة على المنضدة وقالت بهدوء:
ـ هل يمكنك تجهيز هذه قبل الغد؟
نظر الشاب إلى البلوزة وقال بملامحه الجافة:
ـ بالطبع!... سأعيدها لكي حالما انتهي.
أخرجت "تينا" بطاقةً صغيرة من حقيبتها, ووضعتها أمامه قائلة:
ـ هذا عنوان منزلي وفيه رقم هاتفي الخاص, اخبرني حالما تنتهي.
أومأ برأسه موافقاً فغادرت المكان بخطواتٍ هادئة, فبدأ الشاب بالعمل عليها لكي يعيدها بسرعة فلم يعد هناك الكثير من الوقت لديه حتى موعد الإغلاق.

أخرجت "بريتي" الأغراض من حقيبتها وأعادتها إلى خزانة ملابسها... في الوقت الذي كانت "ساكورا" مستلقيةً على سريرها في الغرفة المظلمة وتقول بتأمل:
ـ أتمنى أن يكون الغد جميلاً كاليوم.
وأغمضت عينيها لتنام بسرعة... بقيت "رينا" تقلب هاتفها النقال بملل ثم رمته على المنضدة واستلقت على سريرها بعدما أطفئت النور ونامت....
كانت "ميمي" تتناول العشاء مع عائلتها وتتبادل معهم أطراف الحديث, وروت لهم عما حدث لها اليوم بالجامعة وكيف كان الجو مختلفاً عن ما اعتادت عليه في المدرسة...
فتحت "لوسكا" خزانة ملابسها واتكأت بكتفها للجانب الآخر وقالت بضجر:
ـ سأقرر غداً.
وأغلقته بقوة, وخلدت للنوم...
توقفت عقارب الساعة على التاسعة تماماً, وما زال كلٌ من "تيما" و"اندي" بالجامعة.. أضافت آخر لمسةٍ جمالية على اللوحة وقالت بسعادة:
ـ انتهيت, أنظر "اندي".
سُعد كثيراً من أجل شقيقته وربتت بكفه على كتفها هامساً:
ـ لنعد للمنزل, لقد تأخر الوقت.
حركت رأسها موافقة, وقامت بوضع اللوحة في مكانٍ آمن حتى لا يقترب أحدٌ منها ثم أطفئت الأنوار وغادرا المكان... وأخيراً أحست "تيما" بقليلٍ من الأمل بعدما فقدته كلياً... الآن يمكنها أن تنام بارتياح..

أكمل الشاب إصلاح البلوزة, ثم قام بتغليفها كي لا تتسخ في ورقٍ مقوى, ووقف بالقرب من الطاولة باحثاً عن الورقة التي سلمتها له, ولم يجدها بمكانها وبحث في أرجاء المكان وهو يقول بتوتر شديد:
ـ ما العمل الآن؟!
ونظر إلى البلوزة وتابع قائلاً وهو يقف على قدميه:
ـ سأوصلها بنفسي إذن.
أغلق الشاب "مايكل" المحل, وتوجه نحو منزلها لأنه قريبٌ من هناك... سار على قدميه في ظلمة الليل والهدوء المخيف, وحين وقف أمام المنزل رأى ضوءً ساطعاً ينبعث من إحدى السيارات فقام بتغطية عينه بيده قائلاً بانزعاج:
ـ قليل الذوق, ألا يمكنه أن يخفض الضوء قليلاً؟!
نزل من السيارة رجلٌ بدا في الأربعينات من عمره, لم يطمئن "مايكل" حين شاهده فهو يبدو متسلطاً وعصبي, وقد كان واضحاً من نظراته الحادة له وصوته الخشن حين سأله بجفاء:
ـ ما الذي تفعله هنا؟!
تقوس حاجباه في ضيق وأجابه بنبرةٍ جادة:
ـ أردت إيصال هذا للفتاة التي تسكن هنا.
نظر الرجل إلى ما يحمله في يده وعرف بأنها تخص "تينا" فصرخ في وجهه قائلاً بعنف:
ـ كيف تجرؤ على القدوم في هذا الليل لمقابلة فتاة, مدعياً بأنك ستوصل شيئاً لها.
فهم "مايكل" ما كان يحاول قوله جيداً وشد قبضته بقوة وتمالك أعصابه قائلاً ببرودٍ كالثلج:
ـ اعلم أنني لست مثلك, أيها الرجل المحترم.
ادخل يديه في جيبه وقال محاولاً تغطية غضبه:
ـ ما الذي تقصده؟
ابتسم بثقةٍ كبيرة ورد عليه قائلاً بنبرة استفزازية:
ـ ما أقصده لا يحتاج إلى توضيح, فأمثالك يعرفون هذا.
اقترب منه ببطء والغضب يتطاير من عينيه ثم رفع يده محاولاً ضربه لكنه امسكها متابعاً حديثه:
ـ أنا لم آتي إلى هنا لأتشاجر معك أيها السيد, ما دمت تعيش هنا خذ هذا وسلمه للآنسة.
وأعطاه البلوزة بهدوء, وابتعد عنه تدريجياً... بقي يراقبه حتى اختفى عن ناظريه....
دخل إلى المنزل مثل الذئب, وملئ صوته أرجاء المنزل منادياً باسم "تينا" فخرجت زوجته من الغرفة مذهولة وتسأله بتوتر:
ـ ما الأمر يا عزيزي؟!
نزلت "تينا" مسرعةً عبر الدرج حين سمعت صراخ والدها وهي ترتدي قميص النوم الأبيض, وحين رآها صرخ عليها قائلاًُ بصوتٍ حاد:
ـ كيف تجرئين على مقابلة شاب دون علمنا؟
توسعت عيناها محاولةً التركيز في سؤال والدها المفاجئ, وتساءلت بداخلها عن الشخص الذي يتحدث عنه, لكنها لم تجد جواباً شافياً فسألته بقلق:
ـ من تقصد يا والدي؟
رمى والدها البلوزة لتقع على الأرض وأشار إليها بإصبعه قائلاً بنفس النبرة السابقة:
ـ أقصد الشخص الذي احضر هذا.
ابتسمت "تينا" بابتسامة خافته وردت عليه قائلةً بحزم وهي تقترب منه:
ـ لقد أسأت الفهم, أنا لا اعرف هذا الشاب... كل ما في الأمر أنني طلبت منه إصلاحها, فهو يعمل بدلاً من الرجل العجوز في المحل المجاور.
لم يتمكن الأب من الرد على ابنته وسط نظراتها الجادة وأحس بأنها تشبهه كثيراً, فتنهد بعمق وقال بإرهاق وهو يجلس على الأريكة:
ـ يبدو أن كثرة العمل قد أفقدتني صوابي.
جلست الزوجة بجانبه لتهدئته قليلاً بينما صعدت "تينا" إلى غرفتها وأغلقت الباب... أزاحت الورق عن البلوزة ونظرت إليها قائلةً باندهاش:
ـ لقد قام بكيها أيضاً.
فقامت بوضعها على الأريكة بشكلٍ مرتب وأطفئت الأنوار لتخلد للنوم استعداداً للغد بدون أن تعلم بأن حياتها ستتغير تدريجياً مع مرور الأيام...






نهاية الفصل الأول

Black_Butterfly
21-09-2009, 14:56
:)
السلام عليكم ورحمة الله ..
إذاً هذه هي .. :rolleyes:
.:.

في الآونة الأخيرة بدأت أنزعج كثيراً من إنتشار هذه الرواية في جميع أرجاء النت.. بأسم مؤلف مختلف
هذه هي ضريبة نشرك للقصة على الشبكة ..
المهم في النهاية أنك تعلمين أنها ملكك ،
و أولئك الذين انتشلوها وسينتشلونها أيضاً ، ليس لهم رادع إلا ضميرهم ،
والله المستعان ..
.:.
فتيات في بحر الحب ..
إن أعجبتني روايتك ، اعتبريه إنجازاً عظيماً ..
تعرفين كم أكره القصص الرومانسية << صريحة :مرتبك:
لكن أناملك خطت هذه ، ولا أرفض لأناملك حرفاً ^^
فكرة جميلة أن تعيدي كتابتها ،
وسأحاول بقدر الإمكان متابعتها أولاً بأول !
.:.
الجزء الأول
بداية رائعة .. بأسلوبك المعتاد الرائع ..
الوصف جميل ، والشخصيات مختلفة ومتنوعة ،
إلا أنني أصبت بالدوار وأنا أحاول معرفة الشخص الذي تتكلم عنه كل فقرة !
سنحفظ الأسماء قريباً وسيسهل الأمر :مرتبك:
لم أعرف الإحداثي المكاني للقصة ،
هل سنعرفه لاحقاً أم ...؟ :موسوس:
رواية تبدو مشوقة ، نتظر منك التكملة ^^
.:.
متابعين بإذن الله
تحيتي
~

ღ♥ღ klara ღ♥ღ
21-09-2009, 15:32
شكرا القصـــــــــــة رووووووووووعة

мєsн ♥
21-09-2009, 15:55
حجز
<<يالله أكره ذي الكلمة

Kikumaru Eiji
21-09-2009, 15:58
كيفك..؟أختي كيكو<<..Etc
كل عام و إنتي بخير
تعرفي إيش..؟
قريت القصة القديمة
روعة من جد روعة
و ذي القصة أحلى...
أخيراً قصة صاحية وبعد دعاء...
القصة القديمة كنت برد عليها..و للأسف ما قدرت لأسباب
المهم ماله داعي كلام كثير
أنا في إنتظار التكملة متى ماجات..نبهيني
آسفة إن أزعجتك..
و في إنتضار التكملة


هلا سورا.. ^^"
الحمد لله تمام وإنتي بخير قلبووو ::سعادة::
تسلمي قلبووو هذا من ذوقك.. يزعجني :eek: تمزحين أكيد
أكيد لآ ردك يفرحني في كل مرة

Kikumaru Eiji
21-09-2009, 16:03
Black_Butterfly







:)
السلام عليكم ورحمة الله ..
إذاً هذه هي .. :rolleyes:
.:.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتهـ..
نعم هذه هي :)


هذه هي ضريبة نشرك للقصة على الشبكة ..
المهم في النهاية أنك تعلمين أنها ملكك ،
و أولئك الذين انتشلوها وسينتشلونها أيضاً ، ليس لهم رادع إلا ضميرهم ،
والله المستعان ..

فعلآ.. أستحق ذلك :p هههه



فتيات في بحر الحب ..
إن أعجبتني روايتك ، اعتبريه إنجازاً عظيماً ..
تعرفين كم أكره القصص الرومانسية << صريحة :مرتبك:
لكن أناملك خطت هذه ، ولا أرفض لأناملك حرفاً ^^

بالطبع .. رأيك مرة مرة مهم بالنسبة لي كابتن ^^"
أعلم ذلك لكني سأجعلك تحبينها :مكر:




فكرة جميلة أن تعيدي كتابتها ،
وسأحاول بقدر الإمكان متابعتها أولاً بأول !

حقاً ^^" شكراً



الجزء الأول
بداية رائعة .. بأسلوبك المعتاد الرائع ..
الوصف جميل ، والشخصيات مختلفة ومتنوعة ،
إلا أنني أصبت بالدوار وأنا أحاول معرفة الشخص الذي تتكلم عنه كل فقرة !
سنحفظ الأسماء قريباً وسيسهل الأمر :مرتبك:
لم أعرف الإحداثي المكاني للقصة ،
هل سنعرفه لاحقاً أم ...؟ :موسوس:
رواية تبدو مشوقة ، نتظر منك التكملة ^^
.:.
متابعين بإذن الله
تحيتي
~

سوف تتعودين عليهم مع مرور الوقت.. ^^"
ولن تعرفيه أبداً :لقافة: ههههه إن شاء الله تعجبك وشكراً على الرد الرووووووووعة

مَرْيَمْ .. !
21-09-2009, 17:38
توه نور الموضوع.. هلآ ستوورة ^^"
بإنتظارك

تسلمي... الموضوع منور بيكي :أوو:




حجــز طبعا...
قد اتاخر قليلا في الرد...
لكن بما انني لم اكمل القصة القديمة...
يجب ان اكمل هذه النسخة... ^^

تحياتي...


عدنا... :)

جميل فعلا أن أعرف أنك قد قررت إعادة صياغة القصة...
فأنا لم اجد الوقت لإكمالها... حيث أنني نسيت اين وصلت بالضبط...
لكني لازلت أذكر الشخصيات، وبعض الاحداث...
وأظن هذا جيد :لقافة:

نسيت كيف كان أسلوبك في النسخة الأولى..
لكن اسلوبك هنا هو ما تعودت عليه...
لذا لا تعليق عليه... فانت عرفين رأيي به :o

الشخصيات سأنتظر قليلا حتى ابدي رأيي بها...
فأنا لا أريد الاعتماد على النسخة الأصلية في هذا...
بل أعيد أن أعلق عليها كانني أقرؤها لأول مرة :D
لأنني عادة ما امل من الإعادة :D

أهو مسموح بالنقد هنا :لقافة: !!<~ تاثير فريق النقد :ضحكة:
أمزح... فأنا لن أنقد ناقدتي :D

لكن لدي ملاحظة... في النسخة الأولى أذكر أنك في أحد ردودك وضعت عنونة للفصول :موسوس:...
لذا ما رأيك ان تضعي لكل فصل عنوان هنا أيضا...
فهو يضفي على القصة رونقا خاصا << هذا رأيي فقط :o

أريد ان أعتذر مسبقا، لأنني -من الآن فصاعدا- قد لا أرد بانتظام على القصة... مع انني لا أرغب بذلك :(
فغدا بإذن الله تبدا المدرسة... يعني صار وقتي محدودا...
لذا ها أنا ذا اعلمك مسبقا حتى لا تقولي أنها هربت :D <~ إلى أين ؟؟ :ضحكة:

تقبلي مروري ::سعادة::
تحياتي...

Kikumaru Eiji
21-09-2009, 18:09
blamestar



تسلمي... الموضوع منور بيكي :أوو:

الله يسلمك قلبوو ^^"



عدنا... :)

أهلاً بعودتك..



جميل فعلا أن أعرف أنك قد قررت إعادة صياغة القصة...
فأنا لم اجد الوقت لإكمالها... حيث أنني نسيت اين وصلت بالضبط...
لكني لازلت أذكر الشخصيات، وبعض الاحداث...
وأظن هذا جيد :لقافة:

أنا لم أفكر قط في أعادة صياغة القصة.. لكن هذه الرواية فعلاً أفضل ما كتبته
حتى الآن.. لذا لآ أريدها أن تكون بأسلوب سيئ



نسيت كيف كان أسلوبك في النسخة الأولى..
لكن اسلوبك هنا هو ما تعودت عليه...
لذا لا تعليق عليه... فانت عرفين رأيي به :o

هذا أفضل بكثير..
ههههههههه شكراً



الشخصيات سأنتظر قليلا حتى ابدي رأيي بها...
فأنا لا أريد الاعتماد على النسخة الأصلية في هذا...
بل أعيد أن أعلق عليها كانني أقرؤها لأول مرة :D
لأنني عادة ما امل من الإعادة :D


حسناً.. تسلمي والله أنا أحب هذا أيضاً



أهو مسموح بالنقد هنا :لقافة: !!<~ تاثير فريق النقد :ضحكة:
أمزح... فأنا لن أنقد ناقدتي :D

هههه اريد نقداً ههههه



لكن لدي ملاحظة... في النسخة الأولى أذكر أنك في أحد ردودك وضعت عنونة للفصول :موسوس:...
لذا ما رأيك ان تضعي لكل فصل عنوان هنا أيضا...
فهو يضفي على القصة رونقا خاصا << هذا رأيي فقط :o


هذا ما افعله الآن.. كل ما وضعته كان الفصل الأول..
طويل صح :لقافة: هههه



أريد ان أعتذر مسبقا، لأنني -من الآن فصاعدا- قد لا أرد بانتظام على القصة... مع انني لا أرغب بذلك :(
فغدا بإذن الله تبدا المدرسة... يعني صار وقتي محدودا...
لذا ها أنا ذا اعلمك مسبقا حتى لا تقولي أنها هربت :D <~ إلى أين ؟؟ :ضحكة:

تقبلي مروري ::سعادة::

أوكي لآ بأس..
أعلم ظروف الدراسة لا تقلقي.. الله يحيك في اي وقت

Touch of pink
21-09-2009, 18:12
:سعادة2:
أخيرا..~
حجز..~
كلـ عآآآآآآآآآآمـ وأنتمـ بألفـ خير..~

بآآكـ:أوو:..~
كيفـ حالكـ عزيزتيـ؟..~
هممممـ...
لطالما أردتـ قراءة هذهـ القصة .. لكنـ كلـ مرة أتراجعـ><..~
ربما لأنها لمـ تكنـ مرة منـ كاتبتها .. فلمـ أرتحـ لناقلتها>>يا عينيـ..~
رائعـ جدا .. وهذا أكثر منـ متوقعـ .. لكنـ .. ما أكثر الشخصياتـ>< .. حقا تشوشـ عليـ القراءة .. منـ الصعبـ أنـ نحفظها جميعها الآنـ><..~
وأيضا .. أرى أنكـ تستخدمينـ الـ"واو" كثيرا جدا..~

وتوقفت عقاربها عند السابعة والنصف ودق جرس المنبه ونهضت "ساكورا" بسرعة واتسعت عيناها ذهولاً عندما رأت ساعة وخرجت من غرفتها راكضة وهي في قمة الارتباك وتردد قائلة بينما كانت تنزل عبر الدرج
هذا فقطـ:لقافة..~
وكلـ عامـ وأنتمـ بخير..~

Kikumaru Eiji
21-09-2009, 22:18
:سعادة2:
أخيرا..~
حجز..~
كلـ عآآآآآآآآآآمـ وأنتمـ بألفـ خير..~

بآآكـ:أوو:..~
كيفـ حالكـ عزيزتيـ؟..~
هممممـ...
لطالما أردتـ قراءة هذهـ القصة .. لكنـ كلـ مرة أتراجعـ><..~
ربما لأنها لمـ تكنـ مرة منـ كاتبتها .. فلمـ أرتحـ لناقلتها>>يا عينيـ..~
رائعـ جدا .. وهذا أكثر منـ متوقعـ .. لكنـ .. ما أكثر الشخصياتـ>< .. حقا تشوشـ عليـ القراءة .. منـ الصعبـ أنـ نحفظها جميعها الآنـ><..~
وأيضا .. أرى أنكـ تستخدمينـ الـ"واو" كثيرا جدا..~

هذا فقطـ:لقافة..~
وكلـ عامـ وأنتمـ بخير..~



أهلآ بعودتك... كل عام وإنت بألف خير...
الحمد لله بخير وصحة وعافية..
هههههه الحين جات فرصتك سأضع الفصل الثاني غداً وأتمنى تستمعوا فيه
تسلمي على التنبيه.. هذه اول رواية أكتبها...

بون بوني
22-09-2009, 01:55
وأخيراً أتابع أحد رواياتك ^^
والتي تعتبر لوحدها إبداع منفرد في السلطة
عنوان القصة يدل على نوعه ولنقول إنه من أحد الأنواع المفضلة لدي
المقدمة مزهلة ومليئة بالكلمات المعبرة والتي تزيد من تخيلنا للمواقف والأحداث
وتصويرك للأحداث رائع جداً
طريقة الحوار والوصف
وطبعاً الشخصيات ذات الأسماء المميزة
مع الوقت سنعتاد عليها ونعرفها^^

لم أقرأ الكثير
لكنني سأكمل بعد العودة من السفر إن شاء الله
لأستمر بمتابعة الأحداث

لكنها من البداية تبدو قصة من الطراز الأول
ستكون لي عودة لإكمال الأحداث وإكمال الرد الناقص ^^ (آسفة)

تحياتي كيكو
انتظري تكملة الرد وسأكون بانتظار التكملة دائماً ^^
إلى اللقاء

Kikumaru Eiji
22-09-2009, 02:04
وأخيراً أتابع أحد رواياتك ^^
والتي تعتبر لوحدها إبداع منفرد في السلطة
عنوان القصة يدل على نوعه ولنقول إنه من أحد الأنواع المفضلة لدي
المقدمة مزهلة ومليئة بالكلمات المعبرة والتي تزيد من تخيلنا للمواقف والأحداث
وتصويرك للأحداث رائع جداً
طريقة الحوار والوصف
وطبعاً الشخصيات ذات الأسماء المميزة
مع الوقت سنعتاد عليها ونعرفها^^

لم أقرأ الكثير
لكنني سأكمل بعد العودة من السفر إن شاء الله
لأستمر بمتابعة الأحداث

لكنها من البداية تبدو قصة من الطراز الأول
ستكون لي عودة لإكمال الأحداث وإكمال الرد الناقص ^^ (آسفة)

تحياتي كيكو
انتظري تكملة الرد وسأكون بانتظار التكملة دائماً ^^
إلى اللقاء






أهلاً بوني-تشآآآآن.. نور الموضوع بوجودك قلبووو
تسلمي ردك أخجلني كثير :أوو:
إن شاء الله تروحين وترجعين بالسلامة غاليتي وانتظر تكملة ردك على احر من
الجمر عزيزتي.. مع السلامة ...

Kikumaru Eiji
22-09-2009, 02:09
( الفصل الثاني )
حادثة الجامعة



بزغ فجر يومٍ جديد, تلونت الغيوم بخيوط أشعة الشمس الذهبية, السكون ينتشر في كل بقعةٍ من المدينة, تمايلت الأشجار مع النسيم, وانطلقت العصافير لتغرد بالقرب من النافدة الزجاجية في تلك الغرفة الواسعة ذات الستائر البنفسجية, هناك يستقر سريرٌ كبير بمنتصفها تنام عليه "ميمي", حين انتقل إلى مسامعها ذلك الصوت الجميل, فتحت عيناها ببطء ورفعت رأسها عن الوسادة لتأخذ الساعة عن المنضدة وتقول بضجر:
ـ ما تزال الخامسة والنصف!
فحاولت أن تنام حتى يحين موعد استيقاظها, لكن عيناها لم تذق طعم النوم مطلقاً... قامت بتغيير ملابسها لترتدي بلوزةً سماوية اللون مع تنوره جينز قصيرة, وحذاءٍ بني طويل يصل إلى أسفل ركبتيها بقليل, رفعت شعرها الأشقر بشريطٍ بني وتركت بعضاً من خصلات شعرها حرة.....
نزلت عبر الدرج ولم تجد أحدا هناك, توجهت مباشرةً نحو المطبخ وشربت كوباً من الماء البارد ثم جلست على الطاولة وربتت بكفها على خدها ليرتسم في مخيلتها وجه ذلك الشاب "روبرت", فهزت رأسها نفياً وقالت بتساؤل محير:
ـ لماذا أفكر بذلك الشخص؟!
وتعمقت بالتفكير, فعقلها يرفض التوقف عن ذلك, واصلت شرب الماء وحاولت تناسي الأمر ووضعت الحقيبة على كتفها, خرجت من المنزل باكراً لتتنزه قليلاً قبل الذهاب إلى الجامعة..

كانت "لوسكا" تسرح شعرها أمام المرآة, وأحست بأحدهم يفتح باب الغرفة فالتفتت قائلةً بجفاء وصوتٍ حاد:
ـ ألا تعرف كيف تكون مهذباً؟... اطرق الباب قبل الدخول.
رد عليها شقيقها بلا مبالاة وهو يجلس على السرير في تلك الغرفة الصغيرة:
ـ لماذا علي أن أكون رسمياً؟... فأنتِ أختي على أية حال.
وضعت فرشاة الشعر على المنضدة بعدما انتهت ووقفت أمامه قائلة بابتسامةٍ واثقة:
ـ من المعيب أن تدخل إلى غرفة فتاة بدون إذن, ثانياً من الأفضل أن تخرج لأنني أود تغيير ملابسي.
اخفض حاجباه بضيق وقال متظاهراً بالتعب:
ـ سأخرج بعد 10 دقائق.... أشعر أنني غير قادر على النهوض الآن.
سحبته من ياقته وأوقفته على قدميه وهي تقول بانفعال:
ـ يمكنك الخروج الآن, أليس كذلك؟
شعر شقيقها بأن لا فائدة من الجدال, فأزاح يدها بقوة وادخل يديه في جيبه قائلاً باستياء وهو يغادر:
ـ ما هذا المنزل الممل؟
بعدما أغلق الباب ضحكت "لوسكا" قائلةً بمرح ونبرةٍ ساخرة:
ـ يا له من فتى... يريد أن يتسلى في هذا الصباح.

أوقف سيارته البيضاء بالقرب من منزل "تينا" منتظراً خروجها بلهفة, انتظر طويلاً حتى وصلت الساعة إلى الثامنة فخرجت "تينا" مرتديتاً معطفها الرمادي القصير, فنزل من السيارة بعدما أطمئن ألا احد يتبعها, توقفت عن السير عندما رأته قادماً باتجاهها, وحين اقترب أكثر حرك شفتاه قائلاً بهدوء:
ـ أعتذر عما حدث بالأمس.
اتسعت شفتاها بابتسامةٍ عذبة وأجابته قائلة بارتياح:
ـ أنا من يجب أن يعتذر, والدي كان منفعلاً من كثرة الأعمال... أرجو أن تسامحه.
رد عليها "مايكل" ببرودٍ شديد:
ـ لا بأس.... لست من الأشخاص الذين يبالون بأمورٍ كهذه.
تضايقت "تينا" من أسلوبه الجاف في الحديث, فأدارت ظهرها إليه قائلة:
ـ حسناً... سأذهب الآن.

بينما كان يسير "هنري" في الساحة الداخلية للجامعة, جاء إليه شابٌ ملئ وجهه بالحزن والأسى, فسأله متعجباً:
ـ ما الذي أصابك؟
مد الشاب يديه حاملاً تذكرتين لحضور فيلم سينمائي وقال باستياء وعيناه ممتلئة بالدموع:
ـ الفتاة التي أحبها قد رفضتني.
حاول إخفاء ضحكته لكنه لم يستطع ذلك وهذا ما جعل صديقه ينفجر غاضباً حيث قال:
ـ لماذا تضحك؟... لقد تحطمت كلياً.
أجابه "هنري" بنبرة ضاحكة وهو يخفض حاجبيه:
ـ لطالما أخبرتك أن طريقتك في التعامل مع الفتيات خاطئة.
واختطف التذكرتين من يده بسرعة وقال ملوحاً بيده:
ـ سأحتفظ بها من أجلك.
عقد الشاب حاجبيه وهو ينظر إليه قائلاً في تمني:
ـ أتمنى أن ترفضك صديقتك كي أسخر منك.
وقف أسفل الشجرة متكئاً بظهره على جدعها وقال وهو ينظر إلى التذاكر بيده:
ـ لا أعرف فتاةً معينة ستقبل الذهاب معي.
و بالمصادفة, رفع عينيه ليرى "رينا" تسير في الساحة وبقي محدقاً بها حتى ذهبت ثم قال بنبرةٍ ساخرة:
ـ يال غبائي, من المستحيل أن توافق "رينا" على مرافقتي... لا بأس بالمحاولة.

سارت "بريتي" بين الطلبة تبحث عن شخصٍ تعرفه وسقط ناظريها على "رينا" فركضت ملوحةً بيدها بسعادة وهي تقول:
ـ "رينا".
التفتت إليها وحين رأتها علت الضحكة شفتيها وركضت باتجاهها وعانقتها بقوة وهي تقول بلهفة:
ـ أهلاً "بريتي", متى عدتِ؟
ربتت بكفيها على كتفيها وقالت بحماس والسعادة تملئ وجهها:
ـ لقد عُدت بالأمس... اشتقت إليكم كثيراً.
حركت "رينا" رأسها وقالت مجيبة:
ـ ونحن كذلك... دعينا ندخل, "ساكورا" هناك بالتأكيد.
غلفت "تيما" لوحتها ورمقتها بارتياح, فقد انتهت تلك المشكلة على خير, فتح "اندي" باب الغرفة وقال بعجل:
ـ هل أنتِ مستعدة؟
أومأت برأسها موافقة وردت عليه قائلة:
ـ نعم... أنا على أتم الاستعداد.
ثم قام بالاتصال على من سيأخذ اللوحة لمكان المسابقة, وبعدما أنهى المكالمة ابتسم قائلاً:
ـ سيصل إلى هنا قريباً.
وضعت "تيما" يدها على صدرها وتنهدت قائلة بعينيها اللامعة:
ـ بدأت أشعر بالخوف وأفكر... هل سأربح أم لا؟
مسح على شعرها وقال بمرح:
ـ سواءً ربحتِ أم لا, ما دمتِ قد بذلتي جهدك فهذا كافٍ بالنسبة لوالدي.

في تلك الأثناء, توقفت "رينا" عن السير عندما سمعت صوتاً مألوفاً ينادي باسمها فالتفتت للوراء لترى "هنري" وقد ظهرت علامات الدهشة على ملامح وجهها حين أجابته قائلة وهي تقف بجانب "بريتي":
ـ نعم؟!
اقترب منها أكثر وتلعثم قليلاً ولم يعرف كيف يبدأ حديثه وسط نظراتها الرقيقة, فقطعت "بريتي" ذلك الصمت بقولها:
ـ مرحباً "هنري", مضى زمنٌ طويل.
وجه ناظريه نحوها وقال باندهاش:
ـ آه, "بريتي"...
وتغيرت نبرته حين ابتسم متابعا كلامه قوله وهو يرجع يده خلف رأسه:
ـ أهلاً.. المعذرة لم انتبه لوجودك.
تقدمت "رينا" باتجاهه وابتسمت قائلة وهي تداعب أناملها:
ـ هل تود قول شيء لي؟
ابتعدت الأخرى ملوحةً بيدها وبقيت "رينا" تنظر إليها حتى ذهبت ثم عاودت النظر إليه, فأخفض رأسه قائلاً وهو يشيح بعينيه للجهة الأخرى:
ـ أنا...آنسة "رينا", هل ترغبين بمرافقتي لحضور فيلم سينمائي في الغد؟
تفاجأت من هذا الطلب الغريب, فهي لم تعرفه إلا بالأمس فقط وكانت هذه المرة الأولى التي يقوم فيها شخصٌ بدعوتها, واحمرت وجنتيها خجلاً عندما ردت عليه قائلة:
ـ أمهلني بعض الوقت لأفكر.
قال لها بهدوءٍ وبدا صوته كالنسيم تماماً:
ـ خذي وقتك في التفكير.... أنتِ الفتاة الوحيدة التي أعرفها على أية حال.
أومأت برأسها موافقة وأدارت ظهرها وسارت بخطواتٍ سريعة وهي تشعر بنبضات قلبها الذي كاد أن يقفز من مكانه, أمسكت بصدرها حتى وصلت إلى القاعة وجلست على اقرب كرسي وما تزال تتذكر جيداً نبرة صوته الهادئة, وطلبه المفاجئ فأراحت ظهرها على الكرسي وتنهدت قائلةً بتساؤل:
ـ ما الذي يحدث لي؟!... آه "هنري".

Kikumaru Eiji
22-09-2009, 02:11
يتبع الفصل الثاني





رفعت رأسها عن الوسادة بسرعة, وتصلبت في مكانها حين التقطت الساعة من المنضدة بيدها المرتجفة حيث قالت بصدمة:
ـ تأخرتُ كثيراً.
قفزت من سريرها بجنون, لتغير ملابسها مرتديتاً بلوزةً بنفسجية اللون مع بنطالٍ أسود قصير ذو أطراف مثنية, وتركت شعرها حراً ثم حملت حقيبتها السوداء وتوجهت مسرعة نحو غرفة شقيقها "ساي" وهو يغط في نومٍ عميق في تلك الغرفة المظلمة بسبب الستائر الغامقة, فأزاحت البطانية من فوقه وهي تصرخ قائلة بعصبية:
ـ انهض, سوف أتأخر عن الجامعة.
سحب البطانية وغطى جسده مرةً أخرى متجاهلاً ما تقوله, فقالت بتوتر:
ـ أرجوك انهض, سأعطيك ما تريده إذا نهضت الآن.
أدار رأسه إليها وقال وهو شبه نائم وفتح عينه اليمنى فقط:
ـ أريد هاتفاً جديداً.
سحبته من ياقته البيضاء وتطاير الغضب من عينيها وهي تقول:
ـ خذني إلى الجامعة إذن.

بينما كانت "بريتي" تسير في الممر وتنظر للأمام فقط, انتقل إلى مسامعها صوتٌ لطيف يقول:
ـ أميرةٌ فاتنة تسير بمفردها.
نظرت إلى الناحية الأخرى بسرعة لترى "روبرت" يتكئ بظهره على حافة السور, ويثني ساعديه حول صدره, وقد ارتسمت ابتسامةً لطيفة على شفتيه, فشعرت بالسعادة تعصر قلبها وهي تقول:
ـ "روبرت".
ابتعد عن السور ليقف أمامها ويريح كفه على خدها الناعم ويهمس:
ـ كنت بانتظارك يا عزيزتي..... لا معنى لوجودي بالجامعة عندما لا تكونين بالقرب مني.
أمسكت بيده وعانقتها بكفها وهي تقول بعينها اللامعة:
ـ وأنا أيضاً, جئت من أجلك اليوم.
وضع كفه على كتفها الأيسر وتابع السير معها في أرجاء الممر....

أخرجت "لوسكا" هاتفها النقال من الحقيبة بينما كانت تتجه نحو الساحة الداخلية وبقيت تقلبه قليلاً ثم أخفضت حاجباها قائلةً بانزعاج:
ـ عرفت ذلك, لم يتبقى لدي شيء.
وأعادته إلى مكانه وتلفتت حولها ولم ترى سوى ملامح غريبةٌ عنها, فتنهدت بضجر و أخفضت رأسها مواصلة السير, اصطدم بكتفها شابٌ كان يركض بعجل فسقطت على ركبتيها ووقعت حقيبتها على الأرض وصرخت قائلة بعصبية:
ـ هل أنت أعمـى؟
والتزمت الصمت حين عرفت هوية الشاب الذي أخذ حقيبتها وقال معتذراً:
ـ أنا آسف.
وتابع كلامه مندهشا وهو يشير بإصبعه نحوها:
ـ "لوسكا"؟!... لم أركِ منذ مدة.
ومد يده إليها ليساعدها على النهوض فأجابته بنعم, وأعاد إليها الحقيبة وحين أخذتها قالت برسمية:
ـ شكراً "جيم".
وعندما كاد أن يتحدث سمع نداء احدهم له فلوح بيده مبتعداً وهو يقول:
ـ أنا مضطرٌ للذهاب, أراكِ لاحقاً.
لوحت "لوسكا" بيدها حتى أبتعد عن ناظريها وقالت باشمئزاز:
ـ أحمق.
و أشاحت بوجهها متابعةً السير نحو الطابق الثاني...

تسلطت عيناها على ذلك الكتاب ذو الغلاف البني, ولم تنتبه لوجود "رينا" بالقرب منها إلا بعد مرور وقت, فأغلقت الكتاب بيديها عندما لاحظت شرودها واقتربت منها أكثر لتجلس بجانبها وتساءلت بفضول:
ـ "رينا"!... ما بكِ؟
حركت عيناها باتجاهها وبدت كمن يستيقظ من حلمٍ فظيع, وقالت مرتبكة:
ـ لا شيء.
وشدت قبضتيها على ثوبها القصير وارتجفت شفتاها قائلة بينما كانت تغمض عينيها:
ـ لقد قام بدعوتي إلى السينما.
لم تفهم "ميمي" ما كانت ترمي إليه وتداخل في ذهنها أكثر من سؤال عن هوية ذلك الشخص وحين سألتها فتحت عيناها مجيبة بنبرة جادة:
ـ إنه "هنري".
وحكت لها ما حدث بالأمس كي تتذكر, وأخبرتها بأنها قامت بمرافقته لشراء العصير, وأكملت قائلة وهي تبعد ظهرها عن الكرسي:
ـ لم أعرف ماذا أقول, طلبت منه أن ينتظر لأفكر بالأمر.
ربتت "ميمي" بكفها على يدها وقالت مبتسمة بارتياح:
ـ لا أظن بأن "هنري" شخصٌ سيء, ألا تعتقدين ذلك؟
أومأت برأسها مجيبةً بنعم وقالت بتصميم:
ـ سأخبره بقراري عند نهاية الدوام.

أمسك أحدهم بذراعها اليمنى فالتفتت للخلف بسرعة لترى ذلك الشاب الذي قام بمضايقتها بجوار الكافتيريا صباح الأمس, فتقوس حاجباها بغضب وأبعدت يدها بقوة حين قال:
ـ لقد جئتُ لأرد إليك الدين.
رفعت "تينا" رأسها ورمقته بنظراتها الباردة قائلةً بنبرةٍ ساخرة:
ـ لا تضع يدك القذرة علي مرةً أخرى.... هل نسيت ما قلته بالأمس؟
عقد الشاب قبضته بقوة ثم أدخل يده في جيبه وقال باشمئزاز وهو يميل برأسه ويبتسم بمكر:
ـ أنتِ فتاةًُ جميلة, ومن السهل عليكِ خداع الآخرين.
وأخرج من جيبه صورةً وقربها منها متابعاً كلامه:
ـ أليس كذلك؟!
توسعت عيناها لأقصى حدودها حين رأت صورتها وهي تتحدث مع "مايكل" بالقرب من المنزل هذا الصباح وتساءلت بداخلها عن السبب, لكنها لم تبالي وقالت مبتسمةً بشجاعة:
ـ مع العيب أن تقف الفتاة مع صديقها, ألا تفعل ذلك أنت أيضاً؟
رفع الشاب يده ليصفعها بعدما انفجر غاضباً وأوقفه صوت شابٍ من الخلف يقول وهو يشد معصمه بقوة:
ـ ألا تخجل من نفسك يا هذا؟
فتحت شفتيها وهي مندهشة مما يحدث أمام عينيها ولم تعرف هوية ذلك الشاب الذي جاء لحمايتها الآن...

رفع "اندي" يده لينظر إلى الساعة بمعصمه وضرب بقدمه على الأرض قائلاً بانزعاج:
ـ لماذا تأخر هكذا؟
تنهدت "تيما" بملل وقالت مستاءة:
ـ لم أعد أهتم... سواءً أتى أو لم يأتي.
تقوس حاجباه في غضب وقال متسائلاً بنبرةٍ غاضبة:
ـ ماذا؟
أجابته بعصبية ونبرةٍ مليئة بالخيبة:
ـ ما هذه المسابقة التي لم نجني منها سوى التعب.. لقد سئمت.
دفع "اندي" شقيقته ليبعدها عن اللوحة وأخذها هو وخرج مسرعاً من الغرفة لأنه لم يحتمل الانتظار أكثر من هذا ولحقت به بدون أن تعرف سبب انفعاله...

شعر الشاب بالألم من قبضة ذلك الفتى القوية ولم يستطع إبعاد يده وسط نظراته الغاضبة, فأسقطه على الأرض بقوة وانخفض نحو هامساً في أذنيه:
ـ إذا اقتربت من هذه الفتاة أو من أي فتاةٍ أخرى ستدفع الثمن غالياً.
حمل الشاب نفسه هارباً بعدما حرك رأسه موافقاً, وقف الفتى "جوزيف" على قدميه وأدار رأسه إلى "تينا" وقال بمرح:
ـ لن يعود بعد الآن.
بقيت "تينا" ترمق ذلك الشاب ذو العينين الخضراوات والشعر الأشقر, والملامح الجادة فخفضت رأسها وقالت وهي تمر من جواره:
ـ شكراً على المساعدة.
أراحت يدها على صدرها وتنفست بعمق بينما كانت تحدث نفسها قائلةً بتوتر:
ـ أعترف بأنني كنتُ خائفة.

ركب "اندي" سيارته وسط تساؤلات "تيما" الحائرة وحين وقفت بالقرب من النافدة صرخ عليها قائلاً والغصب يتطاير من عينيه:
ـ سأوصلها بنفسي.... ابتعدي فقط.
ابتعدت عن السيارة فأنطلق مسرعاً كالبرق من أجل أخته الكبرى, فهو سيفعل المستحيل كي تنجح.....

تناقص عدد الطلاب في الساحة الداخلية للجامعة بشكلٍ ملحوظ, وقد ذهب معظمهم إلى قاعات المحاضرات.... أما طلاب المستوى الأول فقد صعدوا للطابق الثالث وتجمعوا في غرفة واسعة مليئةٌ بالمقاعد, وشكلها يختلف عن بقية القاعات, كانت تحيط بها النوافذ الزجاجية على طول الحائط, وطاولةٍ صغيرة في نهاية القاعة حيث جلس المعلم هناك.... وعندما بدأ حديثه سمع صوت أحدهم يفتح الباب, ووقع ناظريه على "ساكورا" التي وصلت في وقتٍ متأخر, لاحظت التضايق المرسوم في وجهه فخفضت رأسها قائلة بخفوت:
ـ أنا آسفة على تأخري.
لم يبالي المعلم لأمرها ورمقها بنظراتٍ باردة, فأغلقت الباب وجلست على اقرب كرسيٍ هناك بجانب "رينا" التي رمقتها بابتسامة مرحبة فأطمئن قلبها وجلست بحزم.
ألصقت ظهرها بالحائط المقابل لبوابة الجامعة, وبقيت تحسب الدقائق والثواني منذ ذهاب "اندي", لقد مرت ساعتان حتى الآن, لكنها لم تبتعد خطوةً واحدة, ثم لمحت سيارته آتية من البعيد فتقدمت خطوتين للأمام حتى توقف, ونزل منها وتفاجئا برؤيتها بينما ركضت إليه وهي تقول بقلقٍ شديد:
ـ "اندي"!.... لماذا تصرفت بهذه الطريقة؟
وعانقته من شدة خوفها عليه فمسح على شعرها قائلاً بابتسامةٍ صافية:
ـ لا تقلقي, لقد قمت بإيصال اللوحة, كل ما علينا الآن هو الدعاء.
أومأت برأسها موافقة وتشابكت أصابعهما معاً وتوجها نحو الداخل.....

رن هاتفه النقال بينما كان يشرح للطلاب, فأخرجه من جيبه وقرب السماعة من أذنيه وأنظار الجميع متسلطةٌ عليه, وحين أكمل المحادثة قال لهم بارتباك:
ـ لدي عملٌ طارئ علي القيام به, انتظروا هنا ريثما أعود.
وخرج مسرعاً من القاعة وأغلق الباب خلفه, تداخلت الأصوات فيما بينها واقتربت "رينا" من "ساكورا" قائلة بتساؤل:
ـ لماذا تأخرتِ اليوم؟!
هزت كتفيها قائلةً بحرج وقد أشاحت بعينيها بعيداً:
ـ لقد استغرقت في النوم فقط.
مضى من الوقت ثلاث ساعات منذ أن غادر المعلم, ومل الجميع من الانتظار, فضربت فتاةٌ شقراء بكلتا يديها على الطاولة قائلةً بضيق:
ـ إلى متى سنظل منتظرين؟!
أجابها "جوزيف" بنبرةٍ جامدة ونظرات أكثر بروداً:
ـ جميعنا ينتظر أيضاً, يمكنك الخروج إذا لم تحتملي الانتظار.
تقوس حاجبها بغضب ووضعت حقيبتها على كتفها وهي ترد عليه قائلة:
ـ بالطبع سأفعل.
وبدأ العدد يتضاءل تدريجياً ولم يبقى سوى القليل منهم هناك, أغلق الشخص الأخير الباب بقوة عند خروجه, فتنفست "لوسكا" بعمق وهي تقول:
ـ هذه الغرفة مملةٌ جداً, سأخرج أنا أيضاً.
ونهضت لكي تخرج وحين لامست يدها مقبض الباب وحاولت فتحه لم تستطع, بالرغم من إنها سحبته بقوة فأنتقل إلى مسامعها صوت "جيم" حين قال:
ـ ما الأمر "لوسكا"؟
ارتجفت شفتاها وهي تجيبه قائلة بنبرةٍ خائفة:
ـ الباب.. لا يُفتح.
قال الجميع بصوتٍ واحد:
ـ مستحيل.
نظرت "ميمي" عبر النافدة ورأت أنهم في غرفة عالية جداً, فالتفتت للخلف متسائلة:
ـ ما الذي يتوجب علينا فعله الآن؟!
رد عليها "هنري" قائلاً بحزم:
ـ سننتظر قليلاً, لعل أحدهم يأتي.
وبقي الجميع ينتظر قدوم أحد, ولسوء حظهم غادر المعلم الجامعة لأمرٍ طارئ ولن يعود, أحست "رينا" بالقلق وهمست قائلة :
ـ أخشى ألا يأتي أحد إلى هنا, ولم يتبقى الكثير على نهاية الدوام الجامعي.
ابتسم "هنري" في وجهها قائلاً بتفاؤل:
ـ لا تقلقي... أنا واثقٌ بأننا سنخرج.
عقد "روبرت" ساعديه حول صدره وهو يتكئ بظهره على الحائط ويقول بابتسامةٍ واثقة:
ـ وكيف سنخرج برأيك؟
رمقه "هنري" بنظراتٍ لا مبالية وتجاهل أمره, فأكمل حديثه قائلاً بجدية:
ـ شخصٌ مثلك لا يجيد سوى الكلام.
أغمض عينيه مجيباً بجمود:
ـ مستواي لا يسمح لي بالرد عليك, "روبرت".
صرخت "بريتي" عليهما قائلةً بعنف ونبرةٍ حادة:
ـ هذا يكفي أنتما الاثنان, ألا تفكران قليلاً بالمأزق الذي وقعنا فيه؟
نهض "جوزيف" من مكانه وقال مخاطباً الجميع بنبرةٍ جادة:
ـ هذا صحيح!... علينا أن نفكر بطريقةٍ للخروج قبل هبوط الظلام.
سأله "روبرت" قائلاً باستنكار:
ـ وما هي فكرتك أنت؟!
رد عليه وهو يرمقه بنظراتٍ هادئة وابتسامةٍ صافية:
ـ سوف نفكر بالأمر.
أراح "روبرت" ظهره على الكرسي بجانب "بريتي" المستاءة وقال وهو يغمض عينيه:
ـ أكثر ما يزعجني الآن, هو أنني حبستُ هنا مع أشخاصٍ عديمي الفائدة.
وفتح عينيه موجهاً نظره نحو "هنري" بابتسامة استفزازية, فأبتسم "هنري" قائلاً بلا مبالاة:
ـ أخبرتك من قبل, لن أضيع وقتي في الجدال مع شخصٍ فاشل.
نهض "روبرت" مسرعاً وقال بعصبية:
ـ ماذا تقول؟
شدت "بريتي" قبضتيها ووقفت على قدميها قائلةً بغضب:
ـ "روبرت".. "هنري"... هذا يكفي.
ثم التزمت الصمت لبرهة وتابعت حديثها قائلة:
ـ ما زلت لا اصدق بأنكما أقرباء... أكاد أجن بسبب جدالكما المستمر.
انزعج "روبرت" من كلمات "بريتي" ونظراتها الحادة له, فعاد إلى مكانه ومر وقتٌ طويل, وبدأت الشمس تغيب, وتداخلت آخر خيوطها في أرجاء الغرفة.... وغادر الجميع الجامعة ... ولم يتبقى سواهم هنا...
فتح "جوزيف" إحدى النوافذ وقال بجدية:
ـ علينا إحضار المساعدة إذن.
أوقفه "جيم" قائلاً بقلق شديد:
ـ توقف "جوزيف".... هل تعلم في أي طابقٍ نحن؟
وأكملت عنه "تينا" التي أزاحت قدمها اليمنى عن الأخرى وقالت بجدية:
ـ إذا سقطت ستموت بالتأكيد... لا تكن متهوراً أرجوك.

Kikumaru Eiji
22-09-2009, 02:13
أجابها بنفس النبرة السابقة:
ـ لكني لم أقل بأنني سأقفز منها... سوف أنزل ببطء.
لم يستطع احدٌ منعه من الذهاب فقد سئموا من الانتظار وقبل أن يذهب وعدهم قائلاً:
ـ أعدكم بأنني سأعود.... "روبرت"... "هنري"... "جيم".. اهتموا بالبقية.
ونزل عبر النافدة ببطء والجميع يراقبه وكانت نبضات قلبهم تتسارع مع كل ثانيةٍ تمر حتى تخطت قدمه أرض الساحة فعلت البهجة وجوههم ...
لم يسمع سوى صوت حشرات الليل وسط ذلك الهدوء, أحست "بريتي" بالقلق وأراحت كفها على صدرها قائلة:
ـ سيقلق والداي إذا تأخرت أكثر.
سألها "روبرت" قائلاً بهدوء:
ـ لا داعي للقلق ما دمتُ معكِ, أخبريني هل تودين العودة للمنزل الآن؟
رمقته باستغراب وسألته قائلة:
ـ كيف ذلك؟... علينا أن ننتظر عودة "جوزيف".
أخفض حدة صوته وهمس في أذنيها قائلاً:
ـ أنا لا أثق بذلك الشاب....و.....
قاطعته "بريتي" قائلةً باستنكار:
ـ لن أخرج إلا مع الجميع... هل فهمت؟

وصل "جوزيف" إلى المنزل وبالصدفة رأى والدته تحمل صينية فضية بها فناجين القهوة فأقترب منها قائلاً:
ـ أين والدي؟... يجب أن أراه في الحال.
ردت عليه والدته بصوتٍ خافت:
ـ والدك لديه ضيوفٌ مهمين الآن.... اذهب لتبديل ملابسك واستقبالهم.
وقاطعته حين كاد أن يتكلم:
ـ أسرع.
ولم تستمع إلى ما يريده فصعد مسرعاً نحو غرفته بحثاً عن شيءٍ يمكن أن يساعده, وفتح درج مكتبه ليجد حبلاً طويلاً وبقي ينظر إليه لبعض الوقت ثم قال بانزعاج:
ـ لا وقت لدي للانتظار.

في تلك الأثناء, أمسك "روبرت" بيد "بريتي" ووقف معها وهو يقول بأنانية:
ـ أنا لم أعد أحتمل الانتظار.... سآخذ "بريتي" وأخرج من هنا.
رمقه "هنري" بنظراتٍ غاضبة وقال منزعجاً:
ـ أنانيٌ كعادتك.... لكن كيف ستخرج.
اقترب منه قائلاً بثقة:
ـ هذا ليس من اختصاصك.
شعر بالغضب من تصرفاته الأنانية فنهض قائلاً:
ـ أ لا تفكر سوى بـ "بريتي"؟... جميعنا نمر بأزمةٍ واحدة, ألا تفهم هذا؟
تقدمت "بريتي" نحوهما وصفعته بقوة على خده والتمعت عيناها بالدموع وهي تقول:
ـ أحمق... لقد خيبت أملي يا "روبرت".
وضع كفه على خده المتورد بسبب صفعتها القوية أما هي فقد عادت إلى مكانه ولم ينطق أحدهم بكلمة... حتى سمعوا صوت "جوزيف" يقول:
ـ لقد عدت.
قابله "جيم" من النافدة فقام برمي الحبل إليه ليربطه في أحدى زوايا الغرفة, ويطلب من الجميع النزول واحداً تلو الآخر... أمسكت "رينا" بيد "ساكورا" وقالت لها:
ـ أعلم بأنك ستقعين.
أحمرت وجنتيها خجلاً وتقدمتا.... مد "روبرت" يده إلى "بريتي" فتجاهلته ونهضت مبتدعةً عنه.. لم يحتمل هذا الضغط العالي.... وبقي يرمق "هنري" بنظراتٍ حاقدة ولم يتبقى سواهما بالغرفة فنزل "روبرت" أولاً وعندما وصل إلى المنتصف قام بحركةٍ سريعة لم يلاحظها أحد وقفز للأسفل, وحين نزل "هنري" كان ينزل بسرعة فقطع احد أطراف الحبل فجأة وهو ما يزال بمنتصف الطابق الثاني وتسلطت أنظار الجميع على ذلك المنظر الرهيب حيث سقط "هنري" على ظهره بقوة في الأرض, أغلقت "رينا" شفتيها بكفيها وصرخت قائلة:
ـ "هنري"!
تجمع الجميع من حوله وأمسكت "رينا" به وهزته قائلة بخوف:
ـ "هنري"... "هنري".. أجبني أرجوك.
وأحست بأن العالم أصبح ضيقاً من حولها فقد بدا ميتاً ولم يبدي أي تجاوب معها, أما "جوزيف" فقد تجمد في مكانه يراقب ولم يعرف ما يفعله حينها..... تساقطت دموعها على جسده الساكن ولم تستطع النطق بكلمة....
في تلك اللحظة أدارت "بريتي" رأسها نحو "روبرت" الذي أشاح بوجهه بعيداً وتقوس حاجباها في غضب حيث شعرت بأنه المسئول الوحيد عما حدث....
قام "جيم" بالاتصال بالإسعاف وتم نقله إلى المستشفى بسرعة...
ترى هل سينجو؟.....
من الذي قام بهذا العمل الشنيع؟.... هذا ما كان يحير الجميع.....

عند انتصاف الليل عادت "رينا" إلى المنزل بوجهٍ شاحب فركض والديها باتجاهها وسألتها والدتها بقلق وهي تمسك بيديها:
ـ لماذا تأخرتِ؟... كاد قلبي أن يتوقف من شدة الخوف.
لم تحرك شفتيها لتجيب بل اكتفت بخفض رأسها والاعتذار لهما, وأكملت قائلة:
ـ أنا متعبة, سأعود إلى غرفتي.
ثنت "رينا" ركبتيها لتجلس على أرضية غرفتها بعدما أغلقت الباب بقوة ولم تستطع كبت دموعها وبقيت تبكي بحرارة وشعرت بمرارة الحزن, وتمنت لو أنها لم تلتقي بـ "هنري"... فقد أصبح قلبها محطماً بشكلٍ كلي بعد تلك الحادثة الرهيبة... ولم تعد تعلم ما الذي يخبأه الغد.





نهاية الفصل الثاني

Touch of pink
22-09-2009, 08:52
حجز
::سعادة::

رووعة
22-09-2009, 10:03
انـا أعتــــــرض !! :mad:

فتيات في بحر الحب ... ونسخة معدلة ايضاً ؟؟ :mad: :eek: :mad:

إن كان لديكِ وقت فراغ لإعادة إنتاج هذه الروايه ... فعلى الأقل أنهي قصتك الاخيرة :cool:
<< نسيت الشخصيات ... لا أذكر إلا رالف الغبي و ساندي
هل ستبقينها معلقة هكذا لفترة طويلة ؟؟:confused:

أعتقد بأن هذه هي آثار الغضب بسبب نقل روايتك بدون استئذانكِ

على أي حال ... سأقرأ و اعود

ليس فوراً على ما أظن >_<

إلى اللقاء القريب "إن شاء الله تعالى" ^^ دووبة كيييكو ^__^

ΐηѕρΐяαтΐση
22-09-2009, 11:51
السلام عليكم ^.^

كيف حالك Kikumaru ؟؟! إن شاء الله تكوني بخير ..

آسفة على التأخير و لكن تعرفين العيد و مشاغله

و بالذات مشاغل البنات ^.^

كما قلت لك سابقاً القصة أكثر من رااائعة و هذه المرة

الوصف و الأسلوب محسن كثيراً

و لكن ما أزعجني هو استخدام حرف العطف "الواو" في كل جملة بالتكملة

هذا يقطع علي تخيلي للمنظر حيث يشعرني بأنني أقرأ رواية بالفعل و يمنعني من تخيلها!!

سامحيني على تلك الملحوظة

أنا لا أعرف مدى صحتها

و بما أنك واحدة من فريق النقاد فأرجو منك توضيح تلك النقطة ^.^

و لتعلمي ! أنا اعتبرك قدوة لي في الروايات الرومانسية

فبعد أن قرأت النسخة الاصلية أغرمت بشئ اسمه رومانسية !!

شكراً لك على هذه الرواية الرااائعة و الأسلوب المتميز

و كل عام و أنتي بخير ^.^

سلااااام..

Kikumaru Eiji
22-09-2009, 12:49
حجز
::سعادة::

بإنتظاركـ... ^^"




انـا أعتــــــرض !! :mad:

فتيات في بحر الحب ... ونسخة معدلة ايضاً ؟؟ :mad: :eek: :mad:

إن كان لديكِ وقت فراغ لإعادة إنتاج هذه الروايه ... فعلى الأقل أنهي قصتك الاخيرة :cool:
<< نسيت الشخصيات ... لا أذكر إلا رالف الغبي و ساندي
هل ستبقينها معلقة هكذا لفترة طويلة ؟؟:confused:

أعتقد بأن هذه هي آثار الغضب بسبب نقل روايتك بدون استئذانكِ

على أي حال ... سأقرأ و اعود

ليس فوراً على ما أظن >_<

إلى اللقاء القريب "إن شاء الله تعالى" ^^ دووبة كيييكو ^__^


أهلاً رووعة :مرتبك: .. ليه الإعتراض؟!
أنا راح أكمل هذيك الرواية بس للحين عقلي فاضي ما فيه أية افكار جديدة لها
عشان كذا أشغل نفسي بها الرواية لعلي ألاقي أفكار لتلك...
سامحيني وإن شاء الله أقدر أكملها عن قريب.. إلى اللقاء..






السلام عليكم ^.^

كيف حالك kikumaru ؟؟! إن شاء الله تكوني بخير ..

آسفة على التأخير و لكن تعرفين العيد و مشاغله

و بالذات مشاغل البنات ^.^

كما قلت لك سابقاً القصة أكثر من رااائعة و هذه المرة

الوصف و الأسلوب محسن كثيراً

و لكن ما أزعجني هو استخدام حرف العطف "الواو" في كل جملة بالتكملة

هذا يقطع علي تخيلي للمنظر حيث يشعرني بأنني أقرأ رواية بالفعل و يمنعني من تخيلها!!

سامحيني على تلك الملحوظة

أنا لا أعرف مدى صحتها

و بما أنك واحدة من فريق النقاد فأرجو منك توضيح تلك النقطة ^.^

و لتعلمي ! أنا اعتبرك قدوة لي في الروايات الرومانسية

فبعد أن قرأت النسخة الاصلية أغرمت بشئ اسمه رومانسية !!

شكراً لك على هذه الرواية الرااائعة و الأسلوب المتميز

و كل عام و أنتي بخير ^.^

سلااااام..

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتهـ....
هلا فارسة ضوء القمر.. نورتي.. أنا الحمد لله بخير..
آهآ هذا الحرف لآ أدري كيف وصل الأمر لهذا الحد :ميت: تصدقين ما أنتبهت له...
لكن بتلاحظين الفرق في الفصول الجاية.. هي الفصلين الأولى إلي خبصت فيها شوي
بأعدلها بعدين.. والحين جاري تعديل الفصل الثالث ولما أنتهي منه راح أضيفه مباشرة...
تسلمي قلبوو والله هذا من ذوقك وأيضاً الفصلين الأولى كتبتها من زمان عشان كذا ..
العفو حبيبتي ردك أسعدني كثييير..
وأنتي بألف خير.. الله يسلمك

ندى الأيام*
22-09-2009, 13:55
رووووووووووووعة

يسعدني ان اكون من متابعين قصتك

اسلوبك رائع بمعنى الكلمة

بإنتظار جديدك حبيبتي

بااااااااااااااااي

Kikumaru Eiji
22-09-2009, 14:46
رووووووووووووعة

يسعدني ان اكون من متابعين قصتك

اسلوبك رائع بمعنى الكلمة

بإنتظار جديدك حبيبتي

بااااااااااااااااي



هلآ أختي.. تسلمي هذا من ذوقك والله
أهلاً بك متابعة جديدة

ΐηѕρΐяαтΐση
22-09-2009, 19:05
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتهـ....
هلا فارسة ضوء القمر.. نورتي.. أنا الحمد لله بخير..
آهآ هذا الحرف لآ أدري كيف وصل الأمر لهذا الحد :ميت: تصدقين ما أنتبهت له...
لكن بتلاحظين الفرق في الفصول الجاية.. هي الفصلين الأولى إلي خبصت فيها شوي
بأعدلها بعدين.. والحين جاري تعديل الفصل الثالث ولما أنتهي منه راح أضيفه مباشرة...
تسلمي قلبوو والله هذا من ذوقك وأيضاً الفصلين الأولى كتبتها من زمان عشان كذا ..
العفو حبيبتي ردك أسعدني كثييير..
وأنتي بألف خير.. الله يسلمك



يسعدني أنك تقبلتي الملحوظة بصدر رحب ^.^
لا بأس فأنتي كاتبة مبدعة بكل الأحوال
و أنا من تسعد بمتابعتك ::سعادة::
سأنتظر البارتات القادمة بفارغ الصبر ^.^
سلام ....

Kikumaru Eiji
22-09-2009, 22:13
" لماذا يا روبرت؟!"





في صباح اليوم التالي, تجمع الطلاب أمام لوحة الإعلانات وشد ذلك انتباه "تينا" التي وصلت في ذلك الوقت, حين اقتربت توسعت عيناها لأقصى حدودها ووضعت يدها على شفتيها قائلة بارتباك :
ـ "جوزيف".. مستحيل!
انطلقت مسرعةً نحو الداخل وصادف أن ترى "رينا" و"ساكورا" تسيران في الممر, فأوقفهما صوتها العالي, وعندما وصلت إليهما لهثت بشدة قائلة بأنفاسٍ متلاحقة:
ـ هل قرأتم المكتوب في الملصق؟
استغربت "ساكورا" من نبرتها الغريبة في السؤال, أما "رينا" فقد انتابها شعور بالخوف وتسارع في نبضات قلبها, لم تلبث "تينا" أن أكملت حديثها قائلة:
ـ لقد تم حرمان "جوزيف" من الحضور إلى الجامعة لأنه قام بإيذاء "هنري".
سقطت الكتب من يد "رينا" على الأرض بسبب الصدمة أما "ساكورا" فقد صرخت قائلةً بغضب:
ـ لماذا؟... "جوزيف" قام بمساعدتنا, أبهذه الطريقة يقومون بمكافأته؟
توقفت عن الكلام حين رأت الجدية على ملامح "رينا" التي قالت بحزم ونبرةٍ مرتجفة:
ـ لنذهب إلى العميد.
تقدمت عنهما حتى وصلوا إلى غرفة الإدارة, طرقت الباب بشجاعة فسمح لها بالدخول, عندما فتحت الباب كانت الغرفة واسعةٌ وجميلة بسجادٍ رمادي على الأرضية وستائر بنفس اللون, يستقر بمنتصفها مكتب العميد الذي رفع عينيه قائلاً بتساؤل:
ـ هل أستطيع خدمتكم بشيء؟
رمقته "رينا" ببرودٍ شديد, قائلة بتساؤل بينما كانت تقترب من المكتب:
ـ هل لي أن أعرف سبب حرمان "جوزيف" من الحضور للجامعة؟...
وحكت له بعنف عما حدث الليلة الماضية فقامت "تينا" بتهدئتها قليلاً, حيث شعر العميد بالخوف من نبرتها الحادة في الكلام, حين ابتعدت عن المكتب عقد أصابعه قائلاً بنبرةٍ حزينة:
ـ لكن ما لا تعرفونه هو, أن "جوزيف" قد جاء إلي في الصباح وطلب تحمل كامل المسئولية بشرط ألا يعاقب أحدٌ.... فعل هذا من أجلكم.
التزم الجميع الصمت بعد ذلك, وحملوا أنفسهم مغادرين الغرفة حاملين في قلوبهم ألماً عميقاً فقد ضحى "جوزيف" من أجلهم.

حبس نفسه في غرفته الصغيرة المظلمة ولم يرى حتى نور الصباح.... كان يجلس على سريره ثانياً ركبتيه حول صدره, ويخفى وجهه بينها متذكراً ما حدث في الليلة الماضية حين خرج الطبيب من غرفة العناية المركزة ليخبرهم بنبرة أسف أن حالة "هنري" سيئة للغاية..
وأكمل قائلاً بنفس النبرة:
ـ لديه كسرٌ في ذراعه اليمنى, وجروح كثيرة في كافة أنحاء جسمه... ما زلنا لا نعلم الحالة التي سيكون بها حالما يعود إلى وعيه.
سأله "جوزيف" قائلاً بتوسل:
ـ هل يمكنني رؤيته الآن؟
كاد أن يرد عليه لولا ذلك الصوت الباكي الذي جاء من الخلف ويقول:
ـ لن أسمح لأحدٍ بالدخول إلى هنا.
تابعت كلامها وهي ترمقه بنظراتٍ حاقدة:
ـ ارحل من هنا.
عظ شفتيه بغضب وهو يسمع كلمات والدة "هنري", فأخفض رأسه مبتعداً عن المكان ساحباً خلفه أذيال الخيبة.....
تناقل إلى مسامعه صوت طرق الباب فرفع رأسه ليسمع صوت والدته, فقال بجفاء ونبرةٍ حادة:
ـ هذا يكفي.. لا أريد رؤية أحد!.. دعيني وشأني.
قالت له والدته حاملة بيدها صينية الفطور وأحست بالحزن عليه:
ـ لكن يجب أن تأكل على الأقل.
ووضعتها على الأرض بمحاذاة الباب ثم تركته بمفرده.

تبادلت "لوسكا" أطراف الحديث مع "تينا" و"ميمي" بمنتصف القاعة.... عقدت "رينا" أصابع يديها وأحست بمرارة الألم يعصر قلبها, استدارت إليها الأخيرة وسألتها بعدما لاحظت شحوب ملامحها:
ـ هل أنتِ بخير؟
فتحت عيناها وحاولت الابتسام بينما كانت تجيب قائلة:
ـ أجل, لا تقلقي.
ثم التفتت للوراء حين سمعت صوت "جيم" بنبرته المرحة يرحب بهم قائلاً بحماس:
ـ مرحباً يا فتيات.
رمقته "لوسكا" بنظراتٍ حادة وقالت بدون ترحيب:
ـ نريد زيارة "هنري".
اخفض حاجباه وهو يجيب بتذمر:
ـ لا يمكن ذلك.
ثم عاودت الحديث مجدداً حيث قالت بنفس النبرة السابقة:
ـ ماذا عن "جوزيف"؟!
هز رأسه نفياً, فاستغربت "تينا" مما يحدث, عمَ الصمت لدقائق وحرك "جيم" شفتاه قائلاً بحزن:
ـ أنتم لا تعلمون ما حدث بالأمس.
ولاحظ تساؤلاتٍ كثيرة في أعينهم ثم أغمض عيناه متابعاً:
ـ والدة "هنري" ألقت كل اللوم على "جوزيف" ومنعت الزيارة نهائياً... لذا قرر تحمل المسئولية كاملة.
فهم الجميع مقصده فنهضت "رينا" من مقعدها بهدوء وربتت بكفيها على الطاولة الصغيرة وقالت بحزم:
ـ يجب أن أرى "هنري"... أرجوك خذني إليه.
رمقها الجميع باستنكار وكأنها لم تسمع شيئاً مما قاله الآن, فانتكس رأسها وقالت وكتفها يرتجف:
ـ لقد قررت, لن أتراجع أبداً.
ابتسم الجميع لها وأقروا بأن تذهب بمفردها تقديراً لحالتها, فهز "جيم" كتفيه وقال مستسلماً:
ـ لا مفر من ذلك, سأوصلكِ بنفسي.

أثناء سيرها في الممر وهي تحمل بيدها حقيبةً سوداء صغيرة تاركتاً شعرها الأشقر مفتوحاً وقف أمامها "روبرت" فرفعت بصرها ورمقته بنظراتٍ غاضبة, وتجاهل ذلك قائلاً:
ـ أريد التحدثُ معكِ.
قاطعته بعنف قائلة بنبرةٍ جافة:
ـ لا حديث بيننا, اعتذر عما فعلته أولاً.
ومرت بجواره بدون أن تعيره أدنى اهتمام فاستدار نحوها قائلاً بعصبية:
ـ أنا لم أفعل شيئاً لكي أعامل بهذه الطريقة.
توقفت "بريتي" عن السير وابتسمت بسخرية قائلة:
ـ ما زلت تدعي البراءة, فكر جيداً قبل أن تتحدث إلي في المرة القادمة.
تضايق كثيراً من أسلوبها الساخر وتابعت طريقها مبتعدةً تاركتاً خلفها لهيباً من النيران المشتعلة غضباً.... ضرب بيده على الحائط قائلاً بداخل نفسه:
ـ "هنري", لن أسامحك أبداً.

فتح "هنري" عيناه ببطء محركاً رأسه بصعوبة للجهة الأخرى, ألقى نظرةً خاطفة على تلك الغرفة الواسعة ذات الأنوار الخافتة, ولم يجد أحداً بجواره وأحس بألمٍ في رأسه ثم تحسس الضمادة الملتفة حول رأسه وتنفس بعمق, حين وجه ناظريه للأمام رأى والدته تفتح باب الغرفة فابتسم لها فجاءت إليه راكضة قائلة بسعادة:
ـ "هنري"... هل أنت بخير؟
أمسكت بيده عندما سألته فرمقها بنظراتٍ متعبة وأومأ برأسه مجيباً ثم قال:
ـ أنا بخير, لكن ما الذي حدث؟
توسعت شفتاها بانزعاج ثم ابتسمت مجدداً قائلة بحنان:
ـ لا تزعج نفسك بهذا الأمر يا عزيزي.
ارتسمت في مخيلته عدة مناظر, عندما سقط على الأرض متذكراً تلك الدموع الحزينة التي انسابت على خده قبل أن يفقد وعيه فهمس بداخل نفسه قائلاً:
ـ "رينا".. كم أتمنى رؤيتها.

في تلك الأثناء, كان "مايكل" منهمكاً في ترتيب المحل وعندما حمل بعض الأغراض سقطت ورقةٌ بيضاء على الأرض فترك الأشياء ملتقطاً الورقة وأمعن النظر فيها ثم قال:
ـ إنه رقم هاتف تلك الفتاة.
فحاول التخلص منه لكنه تراجع في آخر لحظة وادخله في جيبه ليتابع العمل.

وقفت "ساكورا" أمامه أثناء جلوسه تحت إحدى الأشجار بحديقة الجامعة, فرفع عيناه للأعلى ليرى ابتسامتها الصافية ونبرة صوتها العذبة حين سألته وهي ترجع ذراعيها خلف ظهرها:
ـ هل يمكنني الجلوس بجانبك؟
رمقها "اندي" بنظرات الإعجاب عندما رأى انعكاس أشعة الشمس على خصلات شعرها البني, فأغلق الكتاب بيده قائلاً:
ـ بالطبع!
ثنت ركبتيها وهي تجلس بجواره متكئتاً بظهرها على جدع الشجرة, بقي يتطلع إلى سحر جمالها وصفاء وجهها, فالتفتت إليه متسائلة:
ـ أهناك شيءٌ بوجهي؟!
ضحك في مرح وحرك رأسه نفياً ثم رفع رأسه للسماء الزرقاء قائلاً:
ـ إنك صافيةٌ كالسماء... أنا حقاً معجبٌ بكِ.
احمرت وجنتيها خجلاً مخفية وجهها بين ركبتيها, حين رفعته قالت بنبرة يائسة:
ـ أشعر بأن السعادة ترفض الدخول إلى قلبي بعد حادثة الأمس.
تفاجأ "اندي" من نبرة صوتها وجملتها الأخيرة فتنهدت بعمق, حكت له بالتفصيل عما حدث مساء الليلة الماضية في الجامعة, كان يستمع إليها والدهشة تملأ قسمات وجهه, حالما انتهت هب هواءٌ لطيف عليهما فالتقطت عشبه خضراء طويلة داعبتها بإصبعها فقال الآخر:
ـ لم أكن أعلم هذا.
أشارت بيدها نحو الملصق وتابعت كلامها قائلة بحزنٍ عميق:
ـ أنظر هناك.
توجها نحو ذلك الملصق وصُدم عندما قرأه فتابعت "ساكورا" كلامها قائلة:
ـ "جوزيف" قرر تحمل كامل المسئولية بمفرده دون أي تدخل منا.
حرك شفتيه قائلا بانزعاج:
ـ فهمت الآن... شكراً لأنكِ قمتِ بإخباري.
تراجعت للوراء قائلة بابتسامة:
ـ لا داعي لذلك... المعذرة لكن علي الذهاب الآن.
ابتعدت عن ناظريه تدريجياً ثم نظر إلى الملصق من جديد قبل أن يذهب هو الآخر.

أثناء سيرها بمحاذاة ملعب كرة القدم, كانت غارقةٌ بالتفكير في أمرٍ ما, ولم تشعر حين قام أحد اللاعبين بركل الكرة بقوة لتتجه نحوها فتوقفت عن السير ملتفتةً لتلك الجهة وتجمدت بمكانها خوفاً فلم تقوى قدميها على الحراك, جاء أحدهم راكضاً ليبعدها سريعاً, فتحت "ميمي" عيناها لترى نفسها بحضن "روبرت" الذي بدا غاضباً حيث قال بعصبية:
ـ أنظر إلى أين ترمي الكرة يا هذا؟
امتزجت جديته بغضبه وهذا ما كان واضحاً على قسمات وجهه, لكن لم تلبث أن اختفت لتظهر ابتسامته الزائفة حين سألها:
ـ هل أنت بخير؟
لم تغب الدهشة عن عينيها, حين أدركت سؤاله أومأت برأسها مجيبة:
ـ نعم... شكراً لك "روبرت".
مر بجوارها رابتاً بكفه على كتفها وهو يهمس قائلاَ بهدوء:
ـ انتبهي في المرة القادمة.
بقيت "ميمي" تراقبه بينما كان يختفي عن ناظريها تدريجياً, وأحست بأن هناك شيئاً قد حدث له, لامست قلبها الذي نبض بسرعة بعد ذلك الموقف...

سقط كتابٌ من يد "بريتي" أثناء وقوفها أمام الخزانة وحين انحنت لأخذه رأت جزءً من صورة تخرج من بين الأوراق, ففتحته ورأت صورتها مع "روبرت" ثم أغلقته بقوة وهزت رأسها نفياً وهي تحدث نفسها قائلاً بإصرار:
ـ كلا... لا يجب أن أسامحه هذه المرة.
وأدخلت ما تبقى من الكتب في خزانتها وأغلقتها قبل أن تذهب...

Kikumaru Eiji
22-09-2009, 22:15
انتهى الدوام الجامعي سريعاً, وقفت "رينا" بجانب البوابة الكبرى, رفعت عيناها لترى الجميع بانتظارها, فخفضت رأسها قائلة:
ـ أنا آسفة لأنني تصرفت بأنانية.
اقتربت "تينا" منها, ربتت بكفيها على كتفيها قائلة بابتسامةٍ صافية:
ـ لا عليكِ.... أظن بأن "هنري" يود رؤيتك أنتِ.
احمرت وجنتيها خجلاً وأشاحت بعينيها بعيداً عن ضحكاتهم المرحة, ثم تقدمت نحو "جيم" المتكئ على سيارته السوداء قائلة بينما كانت تمسك بحقيبتها:
ـ لنذهب.
فتح لها الباب الأمامي لكي تركب بعدما ألقت نظرةً خاطفة على الجميع, وأنزلت النافدة لتسمع "لوسكا" تقول لها بجدية:
ـ إياكِ أن تخبريه عن شيء.
تقوس حاجباها في ضيق كأنها لا تعرف ما عليها فعله كي تقول لها هذا, ركب بجانبها وشغل المحرك, انطلق مسرعاً متوجهاً نحو المستشفى.
انتابها القلق طوال الطريق وخشيت كثيراً من هذه الزيارة, أحست بيده الدافئة تلامس ظهر يدها فرمقته باستغراب, قال لها محاولاً تهدئتها:
ـ لا تقلقي... أعدكِ بأنكِ سوف تقابلينه.
وأخيراً وصلا إلى المستشفى, نزلت من السيارة لتصعد تلك السلالم التي تقودها نحو بوابة الدخول, في كل لحظة كانت تشعر بنبضات قلبها تتسارع أكثر فأكثر, فُتح باب المصعد على الطابق الثاني, سارا في الممر بجدرانه البيضاء, البلاط الرمادي اللامع, السقف المرتفع... لم تنظر "رينا" حولها مطلقاً بل تابعت السير خلفه حتى توقف فجأة أمام إحدى الغرف في نهاية الممر مديراً رأسه إليها قائلاً:
ـ هذه غرفته.
دق الباب برسمية, لم يلبث وقتاً طويلاً حتى فتحت الباب سيدةٌ جميلة, لكن ملامحها الغاضبة قد حجبت ذلك الجمال الساحر, سألته بنبرةٍ حادة:
ـ ما الذي تريده؟!
أجابها "جيم" بطيبة مبتسماً ببراءة:
ـ نريد رؤية "هنري"... نحن أصدقائه من الجامعة.
أغلقت الباب في وجهه فغضب كثيراً, دقه مجددا بنوع من العصبية, ففتحت الباب, خرجت إليهما وفي عيناها نظرات الحقد قائلة بغضب ملحوظ و يدها على خصرها:
ـ "هنري" نائم ولا يرغب برؤية أحد.
أحست "رينا" بالحزن وأنتكس رأسها للأسفل, عندما شعرت بأن قدمها تقودها للذهاب أوقفها صوتٌ أرادت أن تسمعه في تلك اللحظة فالتفتت للخلف والضحكة تعلو شفتيها بينما كان يتكلم
بجدية :
ـ أنتِ مخطئة.
التفتت الأم للوراء محدقة بابنها الواقف خلفها مستعيناً بالعكازين, ساعده الأيمن مثني على صدره ومغطى بالضمادة. فقالت له بقلقٍ شديد واقفة أمامه مباشرة:
ـ لماذا نهضت يا "هنري"؟... عد إلى غرفتك حالاً
رد عليها ببرود شديد موجهاً ناظريه نحو "رينا" المحدقة به و السعادة تملأ عينيها الدامعتين:
ـ لن أعود... لن أسمح لكِ بالاستمرار في هذه الكذبة السخيفة حين قلتي بأنه لم يأتي أحدٌ لزيارتي.
ثم أكمل حديثه معاوداً النظر إلى والدته بابتسامة باهته:
ـ لذا اسمحي لهما بالدخول رجاءً.
صرخت والدته عليه قائلة بانفعال:
ـ كلا... لن أسمح بذلك.
لم يصغي "هنري" لكلامها الغاضب, سار بصعوبة متجهاً نحو تلك الفتاة, مد ذراعه اليسرى إليها قائلاً برقة:
ـ تعالي معي, "رينا".
اقتربت منه بخطوات سريعة, أمسكت كفه بكلتا يديها وهزت رأسها موافقة, وضع كفه على كتفها ومر بجوار والدته قائلاً بدون أن يعرها اهتماما:
ـ دعينا لوحدنا رجاءً.
دخل إلى الغرفة بصحبتها وأغلق الباب تاركاً والدته مذهولة من تصرفه, وضع "جيم" يده على رأسه قائلاً باستغراب:
ـ لقد نسيا بأني موجودٌ هنا.
قامت بمساعدته على الجلوس بسريره قائلة بقلق:
ـ ما كان عليك أن ترهق نفسك.
رد عليها بنبرة منخفضة وبها الكثير من الإرهاق:
ـ أردت رؤيتكِ.. هذا.. كل شيء..
لم تستطع "رينا" سماعه بوضوح بالرغم من أنها تقف أمامه مباشرة فتساءلت بحيرة:
ـ ماذا؟
وضع رأسه على الوسادة البيضاء وأغمض عينيه قائلاً:
ـ لا شيء مهم.
ثم أكمل حديثه قائلاً وهو يفتح عيناه لينظر إليها:
ـ ألم يحدث شيء جديد بالجامعة؟!
تفاجأت من سؤاله فهي لم تتوقع أن يطرحه عليها بهذه السرعة, فأجابته بارتباك وهي تحرك يدها يميناً وشمالاً:
ـ لم يحدث شيء... مطلقاً.
تنهد قائلاً بارتياح والابتسامة تعلو شفتيه:
ـ هكذا إذن.. حمد لله.
حاولت تغيير الموضوع سريعاً, فجلست بجانبه قائلة بمرح:
ـ الجميع ينتظرون خروجك من هنا.. لذا حاول أن تسترد عافيتك.
أمسك "هنري" بيدها وقال بعيون لامعة:
ـ أنا سعيد لأنكِ هنا.
اتسعت شفتيه بابتسامة بالرغم من الإرهاق الشديد على وجهه وأكمل قائلاً:
ـ عندما كنت ... نائماً... لم.. تغب صورتك... عن مخيلتي... عندما سقطت...
بدأت نبرته تتغير فجأة والعرق يتصبب من جبينه, يتنفس بصعوبة بالغة, فقالت له بتوسل:
ـ أرجوك توقف عن الكلام, "هنري".. أنت تبدو متعباً للغاية.
عصر عينيه بقوة وبدأ يتألم تدريجياً فنهضت بخوف وقالت بتوتر:
ـ علي استدعاء الطبيب حالاً.
أمسك بمعصمها وقال بتوسل:
ـ لا تذهبِ.. أتوسل إليكِ.
ردت عليه في غضب وهي تبعد يده عن معصمها:
ـ كلا.. يجب أن أستدعيه فحالتك سيئة جداً.
وركضت نحو الخارج, ضرب "هنري" بيده على الفراش وقال بضيق:
ـ تباً, لماذا الآن؟

دخلت "ميمي" إلى غرفة المعيشة في منزلهم, بدت واسعة للغاية, منفصلة إلى جزأين, الجزء الأول منها بسقف مزخرف وأرضية مغطاة بالبلاط الذهبي اللامع مع تلك النجفة الذهبية التي تضفي بريقاً أكثر رومانسية وتحيط بها نوافذ مغطاة بالستائر..
في الجزء الثاني حيث الأريكة الحمراء, هناك تجلس عائلتها المكونة من أب وأم يجلسان على أريكة واسعة في آخر الغرفة وبجانبها أريكة فردية يجلس عليها شقيقها الأصغر "جاك" ويتبادلون الأحاديث, تقدمت نحوهم بخطوات هادئة وجلست على أقرب أريكة مقابلة لوالديها وقالت وهي ترمقهما ببعض النظرات القلقة:
ـ هل يمكنكم الإصغاء إلي قليلاً؟!
نظرت إليها والدتها الشقراء وابتسمت قائلة:
ـ قولي ما لديك, ونحن نسمعك.
ضمت قبضتيها على ثوبها الزهري محاولةً استجماع قوتها, ثم قالت بجدية:
ـ أريد شراء سيارةً خاصةً بي.
ذهل الجميع مما قالته, فقد كان أسلوبها مفاجئاً للغاية..
أطلق شقيقها "جاك" ضحكة ساخرة وقال مشيراً بإصبعه إليها:
ـ تريدين سيارة؟.. لابد وأنك تمزحين, أنت لا تجيدين القيادة حتى.
وتابع الضحك بسخرية مما جعل رأسها ينتكس للأسفل من شدة الضيق, ولم يتوقف حتى صرخ الأب قائلاً بصوت عالٍ:
ـ اخرس!
رفعت رأسها لتنظر إلى والدها بنظرات امتلأت بالسعادة والدهشة, وخاصة حين سمعته يقول:
ـ يحق لـ "ميمي" أن تطلب ما تريده فهي لم تعد صغيرة.
نهض "جاك" وضرب بيده على الطاولة الموضوعة في المنتصف وقال بغضب شديد:
ـ لماذا؟!.. هي لديها سائق يوصلها للمكان الذي تريده.
وقفت أخته على قدميها وقالت بنظرات غاضبة:
ـ هذا ليس من شأنك, "جاك".. إنه ليس سائقي الخاص وأيضاً.. أنا أتأخر دائماً في الجامعة بسببه وأضطر للعودة مع الآخرين...
لم تستطع إكمال حديثها فأشاحت بوجهها بعيداً, اقترب والدها منها وربت بكفيه على كتفيها قائلاً بحنان:
ـ لا تقلقي, سأقوم بتعليمك عندما أكون متفرغاً وأشتري لك السيارة التي تريدينها.
فرحت "ميمي" كثيراً وسقطت في حضن والدها وشكرته بحرارة, لم يستطع "جاك" الاستمرار في هذه المناقشة فهو يعلم بأنه عندما يتحدث والده لا يستطيع أحد تغيير قراره.

خرجت "تينا" من الحمام متوجهة نحو غرفتها لتسمع هاتفها النقال يرن على الطاولة, فالتقطته وهي تضع يدها على المنشفة البيضاء التي تغطي شعرها, رأت الرقم وقالت باستغراب:
ـ من هذا؟!.. إنه رقم غريب.
ولم تلبث أن ضغطت زر الرد حتى قام المتصل بإغلاق الخط, فأبعدت الهاتف عن أذنها وهزت كتفيها بحيرة..
كان ذلك المتصل هو نفس الشاب "مايكل", استمر بالإمساك بذلك الهاتف ثم استلقى على سريره وسط غرفة صغيرة رثة, وقال وهو ينظر للأعلى:
ـ لماذا اتصلت بتلك الفتاة؟
فقام بوضع الهاتف على طاولة صغيرة بالقرب من سريره, ونهض ليقف أمام النافدة المطلة على ضوء القمر المكتمل وقال بنبرة خافته:
ـ غداً.. سأذهب إليها لأعيد لها هذه.
فتح قبضة يده ونظر إلى تلك الورقة الصغيرة التي تحمل رقم "تينا".

استلقت "تينا" على سريرها الكبير بمنتصف غرفتها المظلمة, عندما أغمضت عيناها سمعت رنين هاتفها فرفعت رأسها عن الوسادة لتأخذ الهاتف, فتحت الرسالة التي وصلت إليها وقرأتها بصوت مسموع:
ـ "هنري" ليس على ما يرام, سيبقى في المستشفى لفترة.. لندعو له بالشفاء.
أعتصر قلبها حزناً وتنهدت قائلة بنبرة مستاءة:
ـ آه "هنري"...
ضمت كفيها وأغمضت عيناها لتكمل قائلة بتوسل:
ـ يا إلهي, أرجوك أنقذ حياة "هنري".

سار في الممر الأبيض الفارغ بالمستشفى, خلال منتصف الليل حيث الهدوء سار بمفرده حتى أوقفته قدماه أمام باب إحدى الغرف, وضع يده على مقبض الباب ليفتحه, سمع "هنري" صوت الباب ففتح عيناه ورفع رأسه عن الوسادة ليرى "روبرت" يقف بجانب الباب حاملاً كل نظرات الحقد والكراهية وبادله الآخر بنفس النظرات قائلاً بتساؤل:
ـ ما الذي جئت تفعله هنا أيها الحقير؟
اقترب متجهاً نحوه بصمت ولم تتغير نظراته الحاقدة أبداً, وقف بجانبه وقال مبتسماً بسخرية:
ـ جئت للاطمئنان على ابن عمي العزيز.
ثم أزال ابتسامته الساخرة عاقداً حاجبيه بغضب وهو يقول بنبرة قاسية:
ـ وجودك هنا سبب الكثير من المتاعب لغيرك.
رمقه "هنري" باندهاش ولم يفهم قصده, فحرك شفتاه قائلاً بتساؤل:
ـ ما الذي ترمي إليه؟!
جلس بجانبه على السرير وقال بضحكة مصطنعة بدون أن ينظر إليه:
ـ يا لك من فتى, تتظاهر بأنك لا تعرف.
صرخ في وجهه قائلاً بانفعال:
ـ قلت لك ما الذي ترمي إليه بالتحديد..؟
التفت إليه قائلاً بعصبية بالغة:
ـ لقد تم حرمان "جوزيف" من القدوم إلى الجامعة بسببك أنت.
اتسعت عيناه بذهول, وارتجفت شفتاه من الصدمة, وقف "روبرت" واضعاً يديه في جيوب بنطاله وقال ببرود عميق:
ـ عليك أن تفعل شيئاً بدلاً من استلقائك هنا كالأحمق.
رحل تاركاً خلفه "هنري" المذهول, بدا وجهه شاحباً وهو يردد عبارة واحدة واضعاً يده على رأسه وعيناه ترتجفان من هول الصدمة:
ـ مستحيل.. مستحيل.. لا يمكن أن يكون هذا صحيحاً.

Kikumaru Eiji
22-09-2009, 22:17
لم يستطع النوم في تلك الليلة المشئومة, بقي يفكر بما عليه فعله طوال الليل حتى تلونت السماء باللون الأزرق الصافي وانتشرت خيوط أشعة الشمس لتنير مباني المدينة في ذلك الصباح الهادئ, التقط "هنري" عكازه المعدني ونهض من فراشه, أستمر بارتداء ملابسه بصعوبة بالغة والإرهاق بادي على قسمات وجهه لكنه لم يتمكن من الوقوف مكتوف اليدين, خرج من المستشفى سراً ليتوجه إلى الجامعة.
توقفت سيارة الأجرة أمام بوابة الجامعة أثناء دخول الطلاب إلى هناك, نزل "هنري" من السيارة وسار بصعوبة في الساحة والجميع يحدق به, في تلك اللحظة لمحه "جيم" فركض إليه وأوقفه قائلاً بتوتر:
ـ "هنري", ما الذي تفعله هنا؟!
ربت بكفه على كتف "جيم" وأبعده عن الطريق قائلاً وعيناه تشتعلان بالغضب:
ـ جئت لتصحيح الخطأ الذي ارتكبته, ابتعد عن طريقي.
بقي يراقبه وهو يتابع طريقه فقال باستغراب:
ـ أي خطأ يقصد؟

تلك الأثناء, فتحت "تينا" باب السيارة للركوب وأوقفها صوت شاب يقول برسمية:
ـ يا آنسة؟
حركت رأسها اتجاه مصدر الصوت لترى "مايكل" يقف أمامها, فقالت بتساؤل:
ـ نعم؟
مد يده إليه حاملاً ورقة بيضاء صغيرة وقال بنبرة جادة:
ـ جئت لأعيد هذه إليكِ.
أنزلت عيناها لترى الورقة فابتسمت بعدما عرفت محتواها وقالت بابتسامة عذبة:
ـ يمكنك الاحتفاظ بها.
تفاجئ مما قالته وبقي صامتاً لبعض الوقت ثم قال بنفس النبرة السابقة:
ـ لكن لماذا؟
أغلقت "تينا" باب السيارة واقتربت منه قائلة بلطف:
ـ لأنني لم أعد بحاجةٍ إليه, وأيضاً أود أن أشكرك على عملك يا....
توقفت عن الكلام فعرف مقصدها وقال بارتباك ملحوظ:
ـ أدعى "مايكل".
ضحكت عليه من شدة ارتباكه فمدت يدها إليه لتحييه قائلة بكل مرح:
ـ أنا "تينا", تشرفت بمعرفتك.
تردد كثيراً قبل أن يمد يده لمصافحتها وبقي يتطلع إليها لمدة ثم رفع يده وقام بمصافحتها, كانت تلك المرة الأولى التي تلامس فيها يده يد فتاة ولم يكن يعرف أنها بهذه النعومة والصفاء, بعد ذلك قامت بتوديعه وركبت السيارة متوجهةً إلى الجامعة, نظر "مايكل" إلى كفه وابتسم لا شعورياً

وقف "هنري" أمام مكتب عميد الجامعة بنظرات حاقدة وقال بنبرة حادة:
ـ قم بإلغاء قرار حرمان "جوزيف" من الحضور إلى الجامعة.
بدا العميد بملامح ساذجة للغاية حيث ارتدى نظارته الدائرية قائلاً ببرود:
ـ لكن "جوزيف" هو من طلب مني ذلك.
تضايق كثيراً من تصرفه الساذج, عظ شفتيه بانزعاج وصرخ قائلاً ونيران الغضب تتطاير من عينيه:
ـ يا لك من عميد مهمل.. ألم يكن من المفترض أن تعرف السبب أولاً؟
ضرب العميد بيده على المكتب أثناء وقوفه وقال بضيق:
ـ حسن ألفاظك يا هذا, وإلا قمت بطردك.
رمقه "هنري" بنظرات أشد غضباً من سابقتها ثم أمال برأسه قليلاً وابتسم قائلاً بسخرية:
ـ هذا سهل عليك, لكن..
اختفت ابتسامته كلياً وهو يكمل كلامه قائلاً:
ـ صدقني, سوف تعظ أصابعك ندماً عندما يصل قرارك هذا إلى من هم أعلى منك منصباً.
عندما أدار ظهره للعميد سمعه يقول بارتباك شديد:
ـ لحظة واحدة, سأتحدث إلى عائلة "جوزيف" وأسمح له بالعودة.
حينها عرف "هنري" أي نوع من الأشخاص هو عميد الجامعة, فقام بإخفاء ضحكته وانحنى له قائلا باحترام:
ـ شكراً جزيلاً.
عندها حمل نفسه مغادراً الجامعة بدون أن يعرف أحدُ بقدومه سوى "جيم" الذي ذهب مسرعاً إلى القاعة وأخبر الجميع, نهضت "رينا" من مكانها سريعاً وقالت باندهاش:
ـ "هنري" كان هنا.
هز رأسه مجيباً بنعم ثم قال وهو يحرك يده:
ـ وأيضاً, إنه على علم بما حدث لـ "جوزيف".
تجمدت "رينا" في مكانها وسط أنظار الجميع المتهمة, هي الوحيدة التي قامت بزيارته بالأمس, لهذا بدت وكأنهم محاصرة تماماً, لم تستطع حتى الدفاع عن نفسها, فجأة أحست بـ "ساكورا" تقف أمامها مواجهةً للجميع قائلة بنبرة دفاعية:
ـ من المستحيل أن تكون "رينا" من أخبرته.. أنتم جميعكم تعلمون أنها أكثر شخص يعلم بحالته.
وقفت "لوسكا" قائلة بينما كانت تشير بإصبعها إليها:
ـ لكنها الوحيدة التي قامت بزيارته.
ازدادت حده ذلك الجدال, لم تعد "رينا" قادرة على تحمله, عقدت قبضتيها وصرخت قائلة بغضب:
ـ لم يعد الأمر يهم... سواءً قمتم بتصديقي أو لا, لكن هناك شيء واحد أود قوله لكم...
صمتت لبرهة ثم تابعت وعيناها تشتعلان كالنار مع أشعة الشمس المنبعثة من نوافذ القاعة:
ـ عليكم إيجاد دليل يثبت بأنني أخبرته.
بعد جملتها الأخيرة أصيب الجميع بالذهول من شجاعتها وثقتها بنفسها, حينها اقتربت "بريتي" منها وربتت بكفيها على كتفيها قائلة:
ـ أنا أصدقك, "رينا".
وقفت "ميمي" كذلك ونطقت بنفس العبارة وكذلك الجميع, أحست "رينا" بارتياح عميق فهي لم تكن تعلم بأن ثقتهم بها يمكن أن تصل لهذا الحد, وقفت "ساكورا" بجانبها قائلة بمرح:
ـ أرأيتِ؟... الجميع هنا يثق بكِ, لا تيأسِ أبدا.

في تلك الأثناء, خرج "جوزيف" من غرفته بملامح شاحبة متجهاً نحو الأسفل, عندما وقف على الدرج رأى والدته توشك على الصعود, وحين رأته قالت بسعادة وعيناها تلمعان بالدموع:
ـ "جوزيف", لقد اتصل عميد الجامعة وأخبرني بأنك تستطيع العودة ابتداءً من الغد.
رفع حاجباه باندهاش مع اتساع عينيه, ثم قال متعجباً:
ـ ماذا؟.. لكن كيف؟!
عقدت الأم كفيها قائلة بنفس النبرة السابقة:
ـ قال بأن "هنري" جاء إليه وطلب منه إلغاء القرار نهائياً.
بقي متجمداً في مكانه, لم يصدق ما ينتقل إلى مسامعه... "هنري" لكن كيف؟!... هذا السؤال كان يتردد في ذهنه, عندها ركض "جوزيف" مكملاً طريقه ومر بجانب والدته المتسائلة بحيرة:
ـ إلى أين ستذهب؟!
ركض نحو الخارج, ركب سيارته منطلقاً بسرعة, حينها خرجت والدته وبقيت تراقبه حتى اختفى عن ناظريها تماماً.

في الجامعة, وقف "روبرت" أمام حوض للزهور, جلس أمامه وعيناه تنظران لتلك الزهرة الحمراء المتفتحة, بالصدفة وصلت "بريتي" إلى هناك لكنها توقفت حين رأته يخرج سكيناً من جيبه ليقطف الزهرة, فتجمدت بمكانها وعادت بها الذاكرة لما حدث قبل يومين حين رأوا الحبل مقطوع بالسكين بدون أن يعرفوا من فعل ذلك...
ـ هذا لا يصدق أبداً... "روبرت"
أنتقل صوتها إلى مسامعه فوقف على قدميه ممسكاً بالزهرة ويرمقها باستغراب, اقتربت منه بخطوات جادة ثم سألته:
ـ ما الذي فعلته؟!
نظر إلى الزهرة الحمراء اللامعة وقربها منها قائلاً بابتسامة عذبة:
ـ لقد قطفت هذه لكي.. أعلم أنك تحبينها, خذيها.
انعقد حاجباها باستياء وصرخت عليه قائلة:
ـ لن أقبل هدية من شخصٍ حقير.
تفاجأ كثيراً من حده صوتها, سقطت الزهرة من يده وهو يتساءل:
ـ ما الذي تقصدينه؟
أمسكت بيده التي تحمل السكين ورفعتها قائلة بغضب شديد:
ـ إذن أنت.. أنت من تعمدت إسقاط "هنري", و لابد بأنك الشخص الذي أخبره عن "جوزيف" أيضاً, أليس كذلك؟
أشاح بوجهه للجهة الأخرى ثم قال بابتسامة خبيثة:
ـ لن أكذب عليكِ, كل ما تقولينه صحيح.
لم تتمالك "بريتي" أعصابها فقامت بصفعه على خده الأيمن بقوة, والدموع تتطاير من عينيها, تراجع خطوة للخلف وهو يسمعها تقول بدموعها المنهمرة:
ـ كيف تجرؤ؟!.. "روبرت" لقد.. لقد خيبة ظني.
ثم أنزلت يدها, عم الصمت للحظات ولم يستطع قول أي كلمة... عندها أطلقت "بريتي" ضحكة عالية بينما كانت تنظر للسماء الزرقاء وقالت بنبرة باكية:
ـ اعتبر أن علاقتنا قد انتهت منذ هذه اللحظة.
اتسعت عيناه حينها رفع رأسه لينظر إليها وهي تدير ظهرها إليه لتخفي الدموع التي أحرقت خدها, أوقف خطواتها صوته حين قال بتوسل:
ـ "بريتي".. انتظري رجاءً, هل تريدين إنهاء علاقتنا بسبب "هنري"؟
ردت عليه بدون أن تنظر للوراء:
ـ كلا.. لكن.. عليك أن تضع حداً لتصرفاتك الحاقدة, لن أحتمل البقاء مع مجرم.
الكلمة الأخيرة اخترقت قلبه كالسهم ولم يستطع متابعة كلامه, فقطعت طريقها مبتعدة عنه وقلبها يحترق ألماً, بقيت تسير شاردة الذهن حتى وصلت إلى القاعة لتجلس على اقرب كرسي بصمت,
جلست "ساكورا" بجانبها متسائلة بحيرة:
ـ ما الأمر؟.. ألا ترغبين بالمناقشة معنا حول أمر "هنري"؟
ردت عليها "بريتي" بدون أن ترفع رأسها:
ـ لم يعد هناك داعٍ لذلك.
ما إن أكملت جملتها الأخيرة حتى نظر إليها الجميع باستغراب, تجمعوا حولها منتظرين أن توضح قولها, وسط تساؤلات الجميع وقفت على قدميها قائلة بنبرة ملأها الحزن:
ـ دعوني وشأني.
عندما قررت الابتعاد سمعت "رينا" تقول بحزم:
ـ هل يمكن أن يكون؟!... "روبـ...
قاطعتها قائلة بغضب:
ـ لا تقولي هذا الاسم أمامي مرة أخرى, افعلوا ما يحلو لكم.
ركضت نحو الخارج, بينما اشتعلت "رينا" بالغضب وهي تقول بداخل نفسها عاقدة قبضتيها:
ـ إنه "روبرت".... لن أغفر له!
من تصرف "بريتي" بات واضحاً من وراء كل ما يحدث, إنه شخص واحد فقط, "روبرت".. تغيرت أنظار الجميع حينها اتجاهه خاصة "رينا".
أحست "ميمي" بالشفقة على حال "بريتي" وقد تأثرت بما حدث, لكنها لم تستطع اللحاق بها ففضلت تركها بمفردها حتى تهدأ قليلاً..

رأت "تيما" ملصقاً على الجدار أثناء سيرها, اقتربت منه لتقرأه ثم اتسعت عيناها ذهولاً وركضت مسرعة بجسد مرتجف حتى وصلت إلى شقيقها الواقف بجانب السور في الطابق الثاني, حين رآها تقف لاهثة أمامه سألها بحيرة:
ـ ما الأمر, "تيما"؟!
رفعت جسدها قائلة بحماس وارتباك:
ـ لقد فزت.. لقد فزت يا "أندي".. فزت بالمركز الثاني في مسابقة الرسم.
لم يصدق ما سمعته أذناه, حينها حملته قدماه ليقوم بمعانقة أخته بكل حنان وهو يقول:
ـ أخيراً, أنا في غاية السعادة... مبروك, "تيما"
ربتت بذراعيها على ظهره ثم قالت وهي تغمض عينيها:
ـ شكراً.. أشكرك على كل ما قدمته لي.
أحست "تيما" بأن الحياة قد عادت إليها من جديد, كذلك "أندي" الذي نظر إليها قائلاً بسعادة:
ـ عندما نعود للمنزل سنقيم حفلة كبيرة.
أومأت برأسها موافقة وهي في غاية السعادة..




نهاية الفصل الثالث

Touch of pink
23-09-2009, 00:14
حجز
::سعادة::


بآآكـ..~
جيتـ برد قلتـ لأ أولـ خليها تنزلـ البارتـ الثالثـ بعدينـ رديـ>ماليـ خلقـ:p..~
المهمـ..~
يا إنهـ نذلـ هذا الروبرتـ:mad:..~
سخيفـ ويقهر..~
وشـ يحسـ يومـ سوا هذا كلهـ!..~
هيـ وحدة منـ ثنتينـ .. إما إنهـ غيرانـ .. ولا غيرانـ .. وأنتمـ اختاروا..~
::سعادة::
فازوا بالمركز الثانيـ::سعادة:: .. بسـ لو انـ بعضـ الناسـ ما خربوا لوحتهمـ كانـ فازوا بالمركز الأولـ:لقافة:>>البنتـ وراها مصايبـ:ميت:..~
مايكلـ هذا يبغالهـ كفـ يعدلهـ:mad: .. تحبـ البنتـ حياكـ اللهـ ما تحبها قلـ لنا>>معليشـ متحمسة:D:مرتبك:..~

Kikumaru Eiji
23-09-2009, 00:19
بآآكـ..~
جيتـ برد قلتـ لأ أولـ خليها تنزلـ البارتـ الثالثـ بعدينـ رديـ>ماليـ خلقـ:p..~
المهمـ..~
يا إنهـ نذلـ هذا الروبرتـ:mad:..~
سخيفـ ويقهر..~
وشـ يحسـ يومـ سوا هذا كلهـ!..~
هيـ وحدة منـ ثنتينـ .. إما إنهـ غيرانـ .. ولا غيرانـ .. وأنتمـ اختاروا..~
::سعادة::
فازوا بالمركز الثانيـ::سعادة:: .. بسـ لو انـ بعضـ الناسـ ما خربوا لوحتهمـ كانـ فازوا بالمركز الأولـ:لقافة:>>البنتـ وراها مصايبـ:ميت:..~
مايكلـ هذا يبغالهـ كفـ يعدلهـ:mad: .. تحبـ البنتـ حياكـ اللهـ ما تحبها قلـ لنا>>معليشـ متحمسة:d:مرتبك:..~


ولكمووو .. ههههه ..
حلووة مالك خلق تردين :لقافة: .. بالرغم من إلي يسويه روبرت إلا إنه شخصيتي
المفضلة صراحة ^_^"
غيران ههههه وش أختار وهو الخيار واحد أصلاً..
أيوة يمكن هههه .. والله ردك موتني ضحك تسلمي قلبووو هذا من ذوقك..
ردك وايد أسعدني

RoRo_ChaN
23-09-2009, 05:10
روووووووووووووووعــة البـارت ..

بصـراحـة أبـدعــتـي بـالقصـة وخصوصا الوصـف..

وأتـخـيـل الأحـداث والـحـوار بسـهـولـة من غير ما أفكر..

هـذهـ أفضـل قصـة قـرأتها حتـى آلآن ..

انتـظر التكمـلة على أحـر من الجمـر ...^.-

مـع تحـيـآتـي ..

ΐηѕρΐяαтΐση
23-09-2009, 10:24
السلام عليكم Kikumaru ^.^

البارت رووووعة فعلاً ...

ممتاز بالوصف و الأسلوب

و بالطع أفضل بكثيييير من الأجزاء الأولى ^.^

شكراً لك على المجهود الراااائع و أنتظر البارت القادم سريعاً

سلام ^^

{KOKO}
23-09-2009, 10:28
شكراعلى الموضوع

Kikumaru Eiji
23-09-2009, 14:21
روووووووووووووووعــة البـارت ..

بصـراحـة أبـدعــتـي بـالقصـة وخصوصا الوصـف..

وأتـخـيـل الأحـداث والـحـوار بسـهـولـة من غير ما أفكر..

هـذهـ أفضـل قصـة قـرأتها حتـى آلآن ..

انتـظر التكمـلة على أحـر من الجمـر ...^.-

مـع تحـيـآتـي ..





تسلمي قلبوو هذا من ذوقك
وأهلاً بكِ متابعة جديدة لقصتي المتواضعة ^^"
الله يحيك في أي وقت..





السلام عليكم kikumaru ^.^

البارت رووووعة فعلاً ...

ممتاز بالوصف و الأسلوب

و بالطع أفضل بكثيييير من الأجزاء الأولى ^.^

شكراً لك على المجهود الراااائع و أنتظر البارت القادم سريعاً

سلام ^^


وعليكم السلام ورحمة الله ..
العفو قلبوو تسلمي كثيير. أسعدني ردكـ.. وأتمنى الفصول الجاية تكون أروع




شكراعلى الموضوع

العفو أخوي

Black_Butterfly
24-09-2009, 01:34
:rolleyes:
السلام عليكم ورحمة الله ..
ماشاء الله على نشاطك كيكو .. تركت الموضوع ليوم واحد
لأجده وصل الصفحة الثالثة .. اللهم زد وبارك :D
:: :: ::
القصة تأخذ منحىً جيداً ،
و مفاجئاً :موسوس:

التفتت الأم للوراء محدقة بابنها الواقف خلفها مستعيناً بالعكازين, ساعده الأيمن مثني على صدره ومغطى بالضمادة.

لم يصغي "هنري" لكلامها الغاضب, سار بصعوبة متجهاً نحو تلك الفتاة, مد ذراعه اليسرى إليها قائلاً برقة:
ـ تعالي معي, "رينا".
إن كان ساعده مربوطاً نحو صدره ، فكيف مشى بعكازين ..؟
وكيف مد يده الوحيدة التي يستند بها وأمسك بيد الفتاة ..؟ :موسوس:
<< تساؤلات لا طائل منها :مرتبك:
أطلب منك زيادة أسطر الفقرات أو المشاهد ،
لاحظت أنك كثيرة التنقل بين المشاهد ..
يمنعنا هذا من الانسجام مع المشهد وشخصياته ،
ويربك بصراحة ، عندما تعودي لتتذكري ما حدث في المشهد من قبل ،
لتتضح لك الأحداث ..
تروي في سرد الأحداث ، ودعينا ننسجم مع الشخصيات بقدر الإمكان ،
حاولي زيادة أسطر الوصف ، وصف المكان أو الجو أو حالات الشخصيات ،
تحدثي باستفاضة عن مشاعر الشخصية :)
وددت لو أضرب لك أمثلة ، لكنني فضلت ألا أفعل .. :مكر:
أنت لها !
:: :: ::
من بداية الرواية كنت أظن أن روبرت و تينا ( أظن ) ، مرتبطان بعلاقة وثيقة ،
لم أكن أظنها ستتكسر بهذه السهولة ،
لكن أحس بأن مزيداً من المفاجآت تنتظرنا .. :لقافة:
:: :: ::
متابعين بقدر الإمكان ..
أخبريني عندما تضعين المزيد :غول:
تحياتي

azmaralda
24-09-2009, 11:48
وأخيراً أقرأ رواية لك يا كيكو .. ::سعادة:: كنت أود هذا منذ مدة لكن الوقت لم يسمح لي .. وأنا أعلم
أنك كاتبة مبدعة ::جيد::

صراحةً أنا لم أقرأ القصة الأصلية لرواية فتيات في بحر الحب ..
لكن قرأت هذه الرواية من أول بارت إلى آخر بارت قمت بكتابته حتى الآن ~
وأعجبتني بشدة الأحداث والقصة رااائعة .. ووصفك للشخصيات وتعبيراتهم والأجواء حولهم مذهلة

وإن شاء الله إن استطعت سأتابع قصتك إلى النهاية بإذن الله
لأنك كما تعلمين أيام الدراسة قد شارفت على البدء .. آه ::مغتاظ::

تحياتي لك ..

Kikumaru Eiji
24-09-2009, 12:39
Black_Butterfly


::سعادة:: وآآآو ما أسعدني بردك يا كابتن ^^"



السلام عليكم ورحمة الله ..
ماشاء الله على نشاطك كيكو .. تركت الموضوع ليوم واحد
لأجده وصل الصفحة الثالثة .. اللهم زد وبارك :D


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتهـ...
ما شاء الله علي.. تسلمي قلبووو :أوو:



::
القصة تأخذ منحىً جيداً ،
و مفاجئاً :موسوس:

هل تقصدين أن الأحداث غير متوقعة مثلاً...!



إن كان ساعده مربوطاً نحو صدره ، فكيف مشى بعكازين ..؟
وكيف مد يده الوحيدة التي يستند بها وأمسك بيد الفتاة ..؟ :موسوس:
<< تساؤلات لا طائل منها :مرتبك:

حقاً لم أنتبه لهذه النقطة, كتبت عكازين ظناً مني أنني كتبت واحد..
غلطة مطبعية سووري...



أطلب منك زيادة أسطر الفقرات أو المشاهد ،
لاحظت أنك كثيرة التنقل بين المشاهد ..
يمنعنا هذا من الانسجام مع المشهد وشخصياته ،

طلبٌ رائع.. حسناً سأجعلكم تنسجمون مع كل شخصية بشكل أفضل ^^"



تروي في سرد الأحداث ، ودعينا ننسجم مع الشخصيات بقدر الإمكان ،
حاولي زيادة أسطر الوصف ، وصف المكان أو الجو أو حالات الشخصيات ،
تحدثي باستفاضة عن مشاعر الشخصية :)


أوكي يا كابتن.. سأنفجر أمام الوورد في المرة القادمة ::جيد:: هههه
أحب النقد كثيراً وأتمنى كل الردود مثل ردك صراحة



وددت لو أضرب لك أمثلة ، لكنني فضلت ألا أفعل .. :مكر:
أنت لها !


أشكرك على ثقتك بي كابتن بلآك.. سأعمل بنصيحتك



:: :: ::
من بداية الرواية كنت أظن أن روبرت و تينا ( أظن ) ، مرتبطان بعلاقة وثيقة ،
لم أكن أظنها ستتكسر بهذه السهولة ،
لكن أحس بأن مزيداً من المفاجآت تنتظرنا .. :لقافة:
:: :: ::


قصدك روبرت وبريتي.. لآ بأس ما تزال الرواية في بدايتها...
وراح تلاحظي الإختلاف في المرات الجاية بإذن الله...



متابعين بقدر الإمكان ..
أخبريني عندما تضعين المزيد :غول:
تحياتي

طبعاً سأخبرك... مشكوورة على ردك الكووول إلي يخلي الواحد يرتاح صراحة <<< توقعتي إني أتضايق
من الرد صح...
كيكو ما تزعل من النقد ^^"

أشوفك على خير في الفصل الرابع اليوم بإذن الله

Kikumaru Eiji
24-09-2009, 12:44
azmaralda girl





:eek:
:eek:
:eek:


من هنا ::سعادة:: أصدقائي من منتدى الرسم يال فرحتي ^^"



وأخيراً أقرأ رواية لك يا كيكو .. ::سعادة:: كنت أود هذا منذ مدة لكن الوقت لم يسمح لي .. وأنا أعلم
أنك كاتبة مبدعة ::جيد::

:أوو: حقاً.. هذا يخجلني كثيراً.. شكراً لك :أوو:



صراحةً أنا لم أقرأ القصة الأصلية لرواية فتيات في بحر الحب ..
لكن قرأت هذه الرواية من أول بارت إلى آخر بارت قمت بكتابته حتى الآن ~
وأعجبتني بشدة الأحداث والقصة رااائعة .. ووصفك للشخصيات وتعبيراتهم والأجواء حولهم مذهلة

أنا سعيدة لأنها أعجبتك وأنسجمتي معاها...
هاذي أول رواية أكتبها في حياتي... ما توقعت تطلع كذا :p



وإن شاء الله إن استطعت سأتابع قصتك إلى النهاية بإذن الله
لأنك كما تعلمين أيام الدراسة قد شارفت على البدء .. آه ::مغتاظ::

آه الدراسة :محبط: لا بأس.. في أربعاء وخميس.. الله يعينكم على الدراسة
والله يعيني على القعدة في البيت سنة كاملة أو أكثر :مرتبك:



تحياتي لك ..

الله يحيك في أي وقت وكل وقت... نووور الموضوع بوجودكما هنا ...

Kikumaru Eiji
24-09-2009, 14:11
" الصـدمة "




عندما شارفت الشمس على المغيب, انعكست أشعتها البرتقالية على ذلك الوجه الحزين الواقف أمام السور, تقدمت "ميمي" بخطوات مترددة لتقف بجانب "بريتي" التي لم تتحرك من مكانها منذ ذلك الحين, قالت الأولى محاولةً تصليح الأمور:
ـ لا تنزعجِ مما قالوه.. إنهم يعبرون عن مشاعرهم فقط.
عينا "بريتي" كانت مسلطة نحو الأسفل, بعدما أنهت الأخرى جملتها ردت عليها قائلة بشرود:
ـ هذا الأمر لم يعد يهمني.
هب نسيم لطيف حرك خصلات شعرها الأشقر, رفعت رأسها للسماء قائلة:
ـ لكن, ما تقولينه مختلفٌ عما تقوله تعابير وجهك.
انعقد حاجباها باستياء وقالت بنبرة غاضبة:
ـ هذا غير صحيح.. أريد البقاء بمفردي, هذا كل شيء.
ثم ابتعدت عنها ونزلت عبر الدرج المؤدي للأسفل, وضعت "ميمي" يدها على صدرها قائلة بإشفاق:
ـ إنها ترفض تقبل الحقيقة.

وضع "هنري" رأسه على الوسادة متنهداً بعمق, ثم قال بارتياح:
ـ أخيراً, انتهت المشكلة.
عندما أغمض عيناه أكمل حديثه قائلاً باستياء عميق:
ـ تباً لك يا "روبرت"... وجودك في الجامعة سبب لي الكثير من المتاعب.
انتقل إلى مسامعه صوت طرق الباب, فرفع رأسه طالباً من الشخص الدخول, كانت المفاجأة حين رأى أن ذلك الشخص هو "جوزيف", فابتسم له ورحب به قائلاً:
ـ مرحباً "جوزيف".
اقترب بصمت حتى وصل إليه, في الواقع لم يكن يعرف ما يقوله, أو كيف يشكره على ما فعله, حتى وقف بجانبه تماماً متسائلاً بحيرة:
ـ "هنري" لماذا ذهبت إلى الجامعة؟!.. وكيف عرفت أنني....
توقف عن الكلام حين رأى ابتسامته الطيبة, ثم اتكئ بظهره على الوسادة البيضاء قائلاً:
ـ لقد أخبرني أحد الأشخاص الأوفياء.
قال له "جوزيف" بتسرع ملحوظ:
ـ "رينا", أليس كذلك؟
اختفت الابتسامة من شفتيه قائلاً بضيق:
ـ كلا... لا تكن متسرعاً.
شعر بالحيرة من كلامه, لكنه لم يلبث أن تراجع حين ربت "هنري" بكفه على كتفه قائلاً:
ـ المهم الآن, أنك تستطيع العودة إلى الجامعة.
أومأ برأسه مجيباً وهو يبتسم بخجل ثم قال ممسكاً بيده:
ـ شكراً جزيلاً لك.

بجانب إحدى نوافذ الكافتيريا بالجامعة, كانت "رينا" شاردة الذهن ممسكة كوب العصير بيدها, تجلس أمامها "ميمي" بصمت, فجأة قطع هذا الصمت صوت "روبرت" حين قال:
ـ هل يمكنني محادثتك قليلاً, "ميمي"؟
فاقت "رينا" من شرودها محركةً رأسها نحوه بنظرات مليئة بالحقد, نهضت من مكانها لا شعورياً وحين حاولت الاقتراب أحست بـ "ميمي" تمسك معصمها, رمقتها الأخرى باستغراب من هذا التصرف وما زاد الأمر غرابة أنها وقفت أمام "روبرت" قائلة بابتسامة:
ـ حسناً, يسعدني ذلك.
فتحت شفتاها باندهاش ثم صرخت عليها قائلة:
ـ "ميمي", هل ستتحدثين إلى هذا الحقير؟!
عندما قالت جملتها الأخيرة أشارت بأصبعها إليه بكل احتقار, وقفت "ميمي" أمامها قائلة وهي تحتضن كتبها الجامعية:
ـ لا بأس "رينا", لكن علي أن أعرف ما يريده مني "روبرت".
حركت يدها منفعلة أثناء قولها:
ـ كلا.. لن أسمح بذلك, ألا يكفي ما فعله بـ "هنري"؟
كانت تتحدث وعيونها الحاقدة مسلطة عليه, ما زاد غيظها ابتسامته الواثقة في تلك اللحظة, بالرغم مما فعله إلا أنه ما يزال كما هو, هذا ما كانت تفكر به "رينا", قطع أفكارها عبارته التي قالها وهو يدخل يديه في جيوب بنطاله الأسود بكل ثقة:
ـ احتفظي بغضبك لنفسك يا آنسة, "ميمي" سوف تأتي معي.
ظهرت علامات الدهشة على قسمات وجهها, لقد كان محقاً فقد ذهبت "ميمي" معه بكل سهولة وتركتها خلفها بدون أن تعرها أدنى اهتمام, عقدت قبضتها المرتجفة محاولةً كبت غضبها في هذا
المكان, السؤال الوحيد الذي دار في ذهنها هو..
ـ لماذا "ميمي" تثق به إلى هذا الحد؟! .. هل يمكن أن تكون...

في قاعة خالية تنيرها أشعة الشمس البرتقالية, جلس "روبرت" على إحدى المقاعد بملامح حزينة وجلست "ميمي" بالقرب منه, عندما لاحظت صمته سألته بحيرة:
ـ ما الذي حدث, "روبرت"؟ .. أنت لا تبدو طبيعياً.
وضع كفه على عينيه مجيباً بنبرة يائسة:
ـ أشعر بأن حياتي قد انتهت اليوم.
فهمت مقصده لكنها تظاهرت بعكس ذلك, سألته مرة أخرى:
ـ كيف؟!
عدل جلسته متابعاً كلامه وهو ينظر للنافدة:
ـ "بريتي" قد... قد قررت قطع علاقتها بي بعدما عرفت بأنني السبب في تلك الحادثة.
انزعجت "ميمي" كثيراً, بالرغم من كل ما فعلته "بريتي" إلا أنه ما زال يحبها وقلبه يعتصر حزناً لفراقها, وضعت كفها على يده قائلة بابتسامة باهته:
ـ لا تزعج نفسك "روبرت", "بريتي" لا يمكن أن تتخلى عنك بهذه السهولة.
الكلام الذي يدور في ذهن "ميمي" مختلف عن ما تقوله, فقد كانت تردد قائلة باستياء:
ـ لماذا أقول هذا؟!.. أنا أيضاً أحبه, أليست هذه فرصتي؟!
ابتسم في وجهها قائلاً بارتياح:
ـ سوف أبذل جهدي, لذا أريد مساعدتك.
وأمسك بيدها فاحمرت خجلاً, ثم أومأت برأسها موافقة دون أن تعرف سبب ما تفعله.. عندما ذهب وتركها بدت "ميمي" جامدة في مكانها وتردد سؤالاً واحد:
ـ لماذا علي مساعدته على العودة إليها؟!
وقفت على قدميها قائلة بحزم:
ـ لا يمكنني إيقافه الآن, لكنني سأحاول أيضاً.
ما إن أنهت كلامها حتى سقطت كتبها الجامعية على الأرض, الابتسامة تعلو شفتيها بكل ثقة..

فتح "أندي" باب المنزل ليدخل مع "تيما" والسعادة بادية على وجههما, فجأة رأت والدتها تحمل طبقاً به ماء ومنشفة بيضاء فسألتها بحيرة:
ـ ما الذي تفعلينه يا أمي؟
توقفت الأم عن السير بالقرب من الدرج مجيبة بوجهٍ شاحب:
ـ والدكما متعب جداً, حرارته بدأت ترتفع.
أسقطت "تيما" حقيبتها وصعدوا الثلاثة للأعلى, حين فتحوا الباب رأوا والدهما ملقياً على السرير, تغطيه جسده بطانية بيضاء, فاقتربت منه ابنته بخطوات مرتجفة حتى جلست على الأرض بجانب السرير قائلة بنبرة باكية ممسكةً بيده وهو نائم:
ـ والدي, سوف تشفى قريباً بإذن الله.. أنا و"أندي" بذلنا جهدنا للحصول على الجائزة المالية.
لم تستطع إنهاء كلامها لأن دموعها رفضت أن تتوقف, ربت شقيقها بيده على كتفها قائلاً بهدوء:
ـ اهدئي قليلاً, "تيما".. وإلا فأن....
توقف عن الكلام حين رأى والده يفتح عيناه ببطء محركاً رأسه نحوهما وهو يبتسم قائلاً بإرهاق:
ـ هل عدتما؟... أنا مسرور لأنكما بجانبي.
رفع يده بصعوبة ليضعها على خد "تيما" المتورد, فأمسكت بها قائلة:
ـ لن نتركك أبداً يا والدي.. نحن نحبك كثيراً.
حاول "أندي" إنهاء هذه المحادثة بقوله:
ـ والدي, يمكنك أن ترتاح الآن.. يجب أن تنام لبعض الوقت.
حين أومأ برأسه موافقاً, أمسك بأخته وسحبها معه نحو الخارج مغلقاً الباب خلفه, ثم قال بنبرة غاضبة:
ـ ألا يمكنك كبت دموعك أمام والدي؟!
عقدت حاجباها قائلة وهي تمسح دموعها:
ـ كلا.. قلبي لا يتحمل رؤيته هكذا.
رد عليها بنفس النبرة السابقة:
ـ إذا أستمر الوضع هكذا.. لن أسمح لكي بالدخول مرة أخرى.
لم تقم بالرد عليه هذه المرة بل اكتفت بحمل نفسها نحو غرفتها بصمت.

دخلت "تينا" للمحل الذي التقت فيه بـ "مايكل" ولم تجد هناك سوى الرجل العجوز منهمكٌ بخياطة الملابس أمام كومة كبيرة حتى أنه لم ينتبه لدخولها إلا عندما سألته وهي تتلفت حولها:
ـ سيدي, أين الشاب الذي يعمل هنا؟
رفع العجوز رأسه مجيباً بصوته المليء بالخشونة:
ـ أظن بأنه قد ذهب للنادي من أجل التدريب.
انحنت برأسها له مغادرة المكان, حين ركبت السيارة السوداء طلبت من السائق أن يتحرك, ثم تنهدت قائلة بضجر:
ـ هذا مؤسف, كنت أتمنى رؤيته لسؤاله عن أمر.. لكن لا بأس.

في مكانِ آخر, كان "مايكل" يلعب كرة السلة مع مجموعة الشباب في النادي, بدا مختلفاً للغاية وهو يضرب بالكرة البرتقالية على الأرض راكضاً في الملعب, ثم يقفز ليدخلها في الشباك بمهارة, بعدما قام بتسجيل نقطة التفت للخلف بضحكة تعلو شفتيه, تجمع البعض حوله فقال أحدهم بإعجاب:
ـ إنك رائع حقاً, عندما تأخذ الكرة أفقد الأمل في الفوز عليك.
ضحك الجميع عليه, قطع تلك الضحكات نداء المدرب لهم قائلاً وهو يلوح بيده:
ـ عليكم إعادة الكرات, لقد انتهى وقت التدريب.
في تلك الأثناء, وصلت "تينا" بالصدفة إلى نفس النادي متوجهةً لغرفة تغيير الملابس...
مسح "مايكل" العرق عن جبينه بينما كان يلتقط الكرات ويضعها بالسلة, سار حاملاً تلك السلة متجهاً نحو غرفة مليئة بالكرات وقام بوضعها بالقرب من خزانة كبيرة, عندما خرج سار بضع خطوات فأحس بقليل من التعب, اتكئ بظهره على احد الأبواب وأخذ نفساً عميقاً, فجأة فُتح الباب للخلف مما أدى لوقوعه على الأرض, حين رفع رأسه فتح عيناه على "تينا" التي تغير ملابسها هناك, تجمد الاثنان وبقي كل واحد يتطلع في الآخر, الأولى مندهشة بينما كانت تغلق زر تنورتها البيضاء, أما هو فقد تدارك الأمر سريعاً ونهض مغادراً, أغلق الباب بقوة, تسارعت نبضات قلبه بشدة, لم يصدق ما رأته عيناه فقال بصدمة:
ـ ما الذي فعلته؟!.. تلك الفتاة... مرة أخرى.
لم يمضي وقت طويل حتى خرجت من الغرفة, فقد كانت قد أنهت ارتداء ملابسها عند سقوطه, انحنى لها مباشرة بعد خروجها قائلاً بتوسل:
ـ اغفري لي رجاءً... لم أتعمد رؤيتك.
ضحكت "تينا" بمرح, اقتربت منه واضعة كفها على كتفه ثم قالت:
ـ لا بأس, فأنت لم تفعل هذا متعمداً.
رفع رأسه ليرى جمالها الساحر, خاصة بشعرها الطويل المرفوع بشريط أبيض, مع بدلتها الرياضية القصيرة, عدل "مايكل" وقفته قائلاً بخجل:
ـ حسناً إذن, شكراً لتفهمك آنسة "تينا".
تضايقت من كلمة "آنسة" فهي لم تعتد على ذلك, تغيرت ملامحها للجدية وقالت باستياء:
ـ قم بمناداتي "تينا" فقط.
ابتسم في وجهها بطيبة وهي كذلك, بعد ذلك خرجا للركض معاً في حديقة النادي أثناء الليل, بينما كانا يركضان وسط الأعشاب الخضراء, سألها الأول بحيرة:
ـ لم أكن أعلم أنك تأتين إلى النادي أيضاً.
ردت عليه قائلة بسعادة:
ـ أنا أيضاً, في الحقيقة كنت أود اصطحابك معي اليوم لذا ذهبت للمحل لكني لم أجدك.
توقف عن الركض وقال مستغرباً:
ـ لماذا أردتِ ذلك؟
توقفت الأخرى مجيبة بكل ثقة وهي تعيد ذراعيها للخلف:
ـ لأننا أصدقاء.
بدت على وجهه علامات غريبة, كأن تلك المرة الأولى التي يسمع فيها هذه الكلمة, لم يعتد على سماعها من أحد غير أصدقائه في النادي وجميعهم من الفتيان, لكن الأمر مختلف عندما يسمعها من فتاة, بقي شارد الذهن لبرهة حتى لاحظت ذلك, كادت أن تسأله لكنها تراجعت عندما حرك شفتاه قائلاً:
ـ لم أتوقع أن أسمع هذه الكلمة من أي فتاة, أصدقاء... لا أظن بأن هناك فتاة ترغب بصداقة شخص مثلي.

Kikumaru Eiji
24-09-2009, 14:13
لم تستطع استيعاب ما قاله, فاقتربت منه أكثر لترى الحزن العميق في عينيه, سألته:
ـ لماذا تظن هذا؟!
اخفض حاجباه مجيباً بابتسامة خافته:
ـ والدي قد توفي منذ سنتين تقريباً, اختفى من هذا العالم لكن سمعته السيئة ما تزال منتشرة كالوباء... منذ تخرجت من الجامعة وأنا أبحث عن عمل في أي شركة, لكن لا ألبث أن أطرد مباشرة عندما يعلمون من أكون.
نظر إلى كفه قائلاً بمرارة الألم:
ـ حتى بعد موته لم ينسى الناس ما فعله.
بقيت "تينا" تنصت لهذه القصة الغريبة, لم يسبق لها أن التقت بشخص يحمل كل هذا الألم بداخل قلبه, حتى أنها لم تعرف ما تقوله بل اكتفت بالسكوت, عندما أنهى كلامه تابع الركض كأنه يود الهروب من جوابها, لكنها لحقت به وأمسكت بمعصمه لتوقفه بقولها:
ـ هذا لا يعني أنك مثل والدك, أنا أعلم بأنك شخص مختلف وأثق بك.
اخترقت الكلمة الأخيرة صدره المتألم, ثم ألتفت إليها ليرى عيناها اللامعتان بالثقة, فقال:
ـ هل ما زلتي...
أومأت برأسها مجيبة بنعم وأكملت كلامها قائلة:
ـ سأظل بجانبك دائماً, لن أبالي بالماضي.. من أعرفه الآن هو "مايكل" وليس والده.
كانت تلك الكلمات كافية بالنسبة له, أن تثق به هكذا, هذا الأمر غير متوقع أبداً, أحس "مايكل" بأن الحياة عادت للابتسام له من جديد, القدر جعله يلتقي بفتاة رائعة, لن يفرط فيها مطلقاً.

بينما كانت "ميمي" تتناول العشاء على الطاولة مع عائلتها, وضع الأب الشوكة الفضية على الطبق قائلاً وهو يوجه نظره نحو الجميع:
ـ استمعوا إلي رجاءً.
نظر الجميع إليه, فأكمل قوله مبتسماً:
ـ غداً سوف أشتري سيارة جديدة لـ "ميمي".
تفاجأت كثيراً بهذا الخبر, فلم تكن تتوقع أن يأتي بهذه السرعة, ضرب "جاك" بيده على الطاولة واقفاً على قدميه وهو يقول باعتراض:
ـ لن أسمح بحدوث ذلك.
عقد والده قبضتيه قائلاً بنبرة ساخرة:
ـ ما رأيك إذن أن تجلس مكاني وتتحمل مسؤولية الأسرة؟
صرخ في وجهه بكل وقاحة بدون أي احترام:
ـ لم أقصد ذلك.. لكن لا أتحمل رؤيتها تقود السيارة بينما أنا لا, لن أسمح بذلك مهما فعلت.
نهض الأب من مكانه مقترباً منه, وصفعه بقوة على خده أسقطته أرضاً ثم قال بعصبية مشيراً بإصبعه إليه:
ـ إذا كنت معارضاً لقراراتي, غادر المنزل.. لا أريد رؤية وجهك مرة أخرى.
وضع يده على خده المتورد محدقاً بنظرات والده الغاضبة, وحمل نفسه مغادراً الغرفة... لم تكن "ميمي" تتوقع أن تصل الأمور لهذا الحد بسبب طلبها, حاولت محادثة والدها لكنها لم تستطع فقد كان غاضباً للغاية من تصرف "جاك" الوقح.
بعد انتهاء العشاء, فتحت "ميمي" باب غرفة شقيقها ولم تجده هناك, الغرفة ما تزال مرتبة كما هي, هذا يعني بأنه غادر المنزل, توجهت إلى غرفة والديها, عندما وقفت أمام الباب الأبيض ترددت كثيراً قبل أن تطرقه, لم تلبث أن استجمعت قواها فطرقته بهدوء لينتقل إلى مسامعها صوت والدتها المتسائلة:
ـ من هناك؟!
ردت عليها قبل أن تفتح الباب للدخول:
ـ هذه أنا, "ميمي".
حين سمحت لها والدتها بالدخول, فتحت الباب لترى والدها يجلس على الأريكة بجانب المدفئة وهو شارد الذهن, والدتها تضع الملابس في الخزانة, اقتربت أكثر ثم وقفت برسمية موجهة كلامها لوالدها:
ـ والدي, أنا لم أعد راغبة بالحصول على سيارة.
أبعد والدها يده عن خده متسائلاً بحيرة:
ـ لماذا الآن؟.. لا تقولي بأن "جاك" هو السبب.
انتكس رأسها أثناء ردها عليه, وقالت مداعبة أصابع يدها:
ـ أنا...أنا...
تغيرت نبرتها للجدية متابعة كلامها:
ـ لا أريد أن أخسر أخي لسبب تافه كهذا, أرجوك يا والدي قم بتأجيل شراء السيارة لي.
بقي الأب يتطلع بنظرات ابنته الجادة, فاتسعت شفتاه بابتسامة عريضة, نهض مقترباً منها وقال واضعاً كفه على رأسها:
ـ فهمت, ما دمتِ مصرةً على ذلك... لكن هذا لا يعني أنني سأسامح "جاك" على ما فعله.
أحست "ميمي" بالحزن على أخيها, فهي لم تكن راغبة بحدوث هذا, غادرت الغرفة بعد ذلك متجهةً لغرفتها وعقلها مشغول بالتفكير.

في تلك الأثناء, كانت "رينا" تجلس بجانب "هنري" على السرير في المستشفى, أثناء حديثهما قال الأخير معتذراً:
ـ آسف لأنني لم أتمكن من أخذك للسينما الأحد المقبل.
ابتسمت قائلة بنبرة خجولة:
ـ حياتك بالنسبة لي أهم من الذهاب لأي مكان.
سُعد كثيراً بهذه الكلمات الجميلة, ربت بكفه على خدها الأيمن مقترباً منها, ثم رسم قبلة على خدها الأيسر, احمر وجهها خجلاً لدرجة جعلتها غير قادرة على الحراك, سمعته يهمس في أذنيها قائلاً بعطف:
ـ أنا أحبك, "رينا"... ابقي بجانبي.
أعاد ظهره على الوسادة, وهي ما تزال بنفس وضعيتها فأنفجر ضاحكاً وهو يقول بمرح:
ـ تبدين كالدمية وأنتي هكذا.
تطلعت في وجهه الضاحك والابتسامة تعلو وجهها المتورد من شدة الخجل, داعبت أصابعها قائلة بارتباك:
ـ حقاً؟!.. لقد فاجأتني...
أخفض عيناه قائلاً بارتياح شديد:
ـ في الواقع.. أشعر براحة غريبة عندما تكونين بجانبي.
تسارعت نبضات قلبها لدرجة جعلتها تشعر بأنه سيقفز من مكانه, وضعت يدها على صدرها مبتسمة, ثم حدثت نفسها بكلمات لم تستطع لسانها النطق بها:
ـ أنا أحب "هنري" أيضاً, أتمنى أن أجلس بقربه دائماً.
قطع حبل أفكارها صوته حين قال منادياً عليها:
ـ "رينا", أخشى أن يقلق والديك عليكِ.
نهضت مسرعة حين تداركت الأمر, وقالت بقلق حاملة حقيبتها الجامعية:
ـ يا إلهي لقد تأخرت كثيراً... أراك غداً "هنري".
ركضت مسرعة لتغادر الغرفة, تطلع إليها باندهاش ثم ضحك عليها بمرح.


رفعت "لوسكا" كلتا يديها للأعلى بكل نشاط بعد خروجها من الحمام, قامت بارتداء قميص نوم طويل زهري اللون, تركت شعرها حراً, ثم خرجت من غرفتها متوجهةً للصالة نحو الطاولة لتتناول العشاء مع عائلتها... أثناء العشاء, كانت الأم تنزل الشوكة وترفعها دون أن تأكل, فانتبهت لها "لوسكا" متسائلة:
ـ ما المشكلة يا أمي؟!
أفاقت الأم من شرودها محاولة الابتسام ثم قالت:
ـ لا شيء, أكملي تناول الطعام.
حين قررت إنهاء طعامها قاطعها صوت شقيقتها حين قالت باستياء ملحوظ:
ـ هذا غير صحيح... أمي يجب أن تقولي للجميع الآن.
ضربت الأم بيدها اليمنى على الطاولة قائلة بغضب:
ـ أنا نفسي ما زلت غير قادرة على تصديق هذا الأمر, كيف بإمكاني إخبارهم؟!
ما إن أنهت جملتها الأخيرة حتى تركت الطاولة متوجهةً لغرفتها بحزن, وقفت "لوسكا" حائرة وسط ما يحدث, كذلك أخوتها الصغار فقد كانوا يسألونها بحيرة:
ـ أختي "لوسكا", ما الذي حدث لأمي؟!
ـ سوف نترك هذا المنزل قريباً.
هذا ما قالته الأخت التي كانت تقف بجانب "لوسكا", فسألتها بارتباك:
ـ ما ... الذي تقصدينه...؟
أجابتها والدموع تنهال من عينيها بمرارة الحزن:
ـ هذا المنزل بات قديماً, غير صالح للسكن فيه, قريباً سيقومون بهدمه وإلا فإنه سيسقط علينا عاجلاً أو آجلاً.
تجمدت في مكانها حين سمعت تلك الكلمات الغريبة, نترك المنزل كيف.. لماذا.. لماذا يتوجب علينا الرحيل الآن.. لا أستطيع مفارقته بالرغم من سوء شكله, حوائطه المشوهة, غرفه الضيقة, مهما كان شكله, أنا ولدت وترعرعت هنا...
وضعت يدها على رأسها قائلة باستنكار:
ـ هذا مستحيل!.. كيف لنا أن نرحل بهذه السهولة؟! .. هذا ليس عدلاً أبداً.
كان صوت صراخ "لوسكا" يصل لوالدتها التي تجلس على السرير بمفردها في غرفة شبه مظلمة, بيدها تحمل صورة رجل بدا عليه الكبر, تنظر إليها بعيون دامعة, وقلب متألم, فجأة سمعت صوت فتح الباب, التفتت لترى "لوسكا" بوجه متورد من شدة البكاء وتقول بنبرة ملأها الألم:
ـ أمي.. لماذا؟!.. أين سنذهب؟!.. إذا رحلنا.. أين سنذهب؟!...
سقطت في حضن أمها باكية, تردد تلك العبارات مراراً, لكن والدتها لم تستطع الرد عليها, كيف تجيب وهي نفسها لا تعلم أين يمكن أن يذهبوا, منزل تعيش به أم مع فتاتين و ثلاثة أولاد صغار, ما الذي يمكن أن يفعلوه, قالت "لوسكا" بداخل نفسها ورأسها بحضن والدتها, الدموع تلطخ خدها:
ـ لو كان والدي على قيد الحياة, لما اضطررنا للمعاناة هكذا... أمي المسكينة عليها تحمل عبء هذه العائلة بمفردها, لكن... تذكر تلك الكلمات مؤلم جداً...






نهاية الفصل الرابع

Touch of pink
24-09-2009, 14:35
حجز^^..~

Black_Butterfly
24-09-2009, 16:47
::جيد::
السلام عليكم ورحمة الله ..
أظن أن الأمور اتضحت لدي قليلاً .. :موسوس:
ساكورا + آندي = حب
بريتي + روبرت = انفصال
تينا + مايكل = أصدقاء على قولتها :d
ميمي + روبرت = ... سنعرف لاحقاً !!
رينا + هنري = حب عميق .. آه آه .. :نوم:
روبرت + هنري = أقرباء
آندي + تيما = أخوان
ميمي + جاك = أخوان ..
هل نسيت أحداً ..؟؟ :مرتبك:
:: :: ::
القصة تزداد تشويقاً ، والأسلوب يزداد جمالاً ..
بدأتِ تتكلمين أكثر عن حالات الشخصية وما يجول في خاطرها ،
إلا أنني أطمع في المزيد ، فلم نفهم طريقة تفكير الشخصيات بعد ..!
انتقالك بين المشاهد صار أكثر رشاقة ،
خاصةً مشهد تينا في محل الخياطة ثم مايكل في النادي حيث يجتمعان ،
كان تسلسلاً منطقياً وليس مجرد قفز ..
في معظم الروايات التي قرأتها ،
كان المشهد يأخذ تشابتر أو جزء كامل ..نعم !
بحيث أنك تنتهين من الجزء ( نهاية يملؤها الغموض طبعاً )
وتكونين في قمة التشوق لمعرفة ما حدث ،
لكنك تفاجئين بأن الجزء التالي ينتقل لمشهد آخر ، وهكذا ..
بالرغم من كل شيء ، يظل أسلوبك مميزاً ، فكثرة الشخصيات يشكل تحدياً :مكر:
:: :: ::

لن أسمح لكي بالدخول مرة أخرى

لا تنزعجِ مما قالوه
هذا خطأ تقعين فيه كثيراً ، ولدي طريقة سهلة على ما أظن لتفاديه ..
توجد ياء تسمى ياء المخاطبة ، وتستخدم عند خطاب الإناث لكن ليس دائماً ،
يوجد شرط ، وهو أن يكون الفعل مضارعاً ،
مثلاً : تأكلين ، تلعبين .. تأكلي ، تلعبي ..
تحذف النون بعد الياء إن جاء قبل الفعل ناصب أو جازم ..
( أن ، إن ، كنت ، لا الناهية .. هذه الأدوات أكثر استخداماً .. )
بالتالي ، لا يمكنك بتاتاً أن تكتبي :
لماذا لعبتي في الشارع ...؟؟؟
لأن لعبتِ فعل ماضٍ وليس مضارع ، بالتالي ستكتفين بتاء التأنيث المكسورة ..
وأيضاً لن تقولي : لكي ، بل لكِ ، وهكذا ..
:: :: ::
تحسنك ملحوظ عزيزتي ، في انتظار جديدك ،
وتحملي ردي الثقيل .. :مرتبك:

azmaralda
24-09-2009, 17:19
ما شاء الله عليك أنهيت الفصل الراابع << ::جيد::

في الحقيقة " روبرت " هذا منذ أن ظهر في القصة وهو غايظني .. مغرور وحقود .. الله يعينهم عليه :D
والبت ميمي .. لن أتحدث معها وسأخاصمها إذا صادقت هذا الشاب << والله بنسجم مع القصة من روعتها ::سعادة:: >>

يبدو أن الأمور تسوء مع " إندي " و " تيما " .. الله يشفي والدهما :(
وكذلك الحال مع " لوسكا " .. خلاص ليس هناك أي مشكلة .. يذهبوا لبيت أحلى وأجمل ما المشكلة يعني ^_^ ههه

أما الولد " جاك " والله محتاج تربية من جديد :mad: كيف يحدث والده هكذا هههه .. بس خليهم يرجعوه الأول
وبعدين يعاقبوه .. << خائفةً عليه .. قد يتوه أو ما شابه لووووول ;) >>

لكن الأجواء مع " رينا " + " وهنري " ... و ... " مايكل " + " تينا " جيدة على الآخر :سعادة2:.. يا سلاااااااام

سُعد كثيراً بهذه الكلمات الجميلة, ربت بكفه على خدها الأيمن مقترباً منها, ثم رسم قبلة على خدها الأيسر, احمر وجهها خجلاً لدرجة جعلتها غير قادرة على الحراك, سمعته يهمس في أذنيها قائلاً بعطف:
ـ أنا أحبك, "رينا"... ابقي بجانبي.

يالا الرومانسية :أوو: هههه

والله جزء رااائع .. يعطيك ألف عافية
أكبر تحية لك كيكو .. تابعي ونحن معك :)

ضي القمر1
24-09-2009, 17:58
انتظر كامل القصة
القصة رائعععععععععععععه جدا
شكرا لك

Kikumaru Eiji
24-09-2009, 18:09
Black_Butterfly



السلام عليكم ورحمة الله ..
أظن أن الأمور اتضحت لدي قليلاً .. :موسوس:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتهـ...
نعم هذا صحيح.. عملت بنصيحتك...



ساكورا + آندي = حب
بريتي + روبرت = انفصال
تينا + مايكل = أصدقاء على قولتها :d
ميمي + روبرت = ... سنعرف لاحقاً !!
رينا + هنري = حب عميق .. آه آه .. :نوم:
روبرت + هنري = أقرباء
آندي + تيما = أخوان
ميمي + جاك = أخوان ..
هل نسيت أحداً ..؟؟ :مرتبك:

كلا لم تنسي أحداً.. هذه الشخصيات التي ظهرت حتى الآن... هناك المزيد
.... ذلك الشخص لم يظهر بعد :أوو:



القصة تزداد تشويقاً ، والأسلوب يزداد جمالاً ..
بدأتِ تتكلمين أكثر عن حالات الشخصية وما يجول في خاطرها ،
إلا أنني أطمع في المزيد ، فلم نفهم طريقة تفكير الشخصيات بعد ..!


ما زلتي طماعة كما عرفتك :تعجب:
لآ بأس سوف أريك كابتن



انتقالك بين المشاهد صار أكثر رشاقة ،
خاصةً مشهد تينا في محل الخياطة ثم مايكل في النادي حيث يجتمعان ،
كان تسلسلاً منطقياً وليس مجرد قفز ..

::سعادة:: أخيراً مدحتيني.. ^^"
هذا يسعدني كثيراً...



في معظم الروايات التي قرأتها ،
كان المشهد يأخذ تشابتر أو جزء كامل ..نعم !
بحيث أنك تنتهين من الجزء ( نهاية يملؤها الغموض طبعاً )
وتكونين في قمة التشوق لمعرفة ما حدث ،
لكنك تفاجئين بأن الجزء التالي ينتقل لمشهد آخر ، وهكذا ..
بالرغم من كل شيء ، يظل أسلوبك مميزاً ، فكثرة الشخصيات يشكل تحدياً :مكر:

آهآ... تسلمي قلبووو ^^"
هذا من ذوقك والله وإن شاء الله مع الوقت راح أتحسن..



هذا خطأ تقعين فيه كثيراً ، ولدي طريقة سهلة على ما أظن لتفاديه ..
توجد ياء تسمى ياء المخاطبة ، وتستخدم عند خطاب الإناث لكن ليس دائماً ،
يوجد شرط ، وهو أن يكون الفعل مضارعاً ،
مثلاً : تأكلين ، تلعبين .. تأكلي ، تلعبي ..
تحذف النون بعد الياء إن جاء قبل الفعل ناصب أو جازم ..
( أن ، إن ، كنت ، لا الناهية .. هذه الأدوات أكثر استخداماً .. )
بالتالي ، لا يمكنك بتاتاً أن تكتبي :
لماذا لعبتي في الشارع ...؟؟؟
لأن لعبتِ فعل ماضٍ وليس مضارع ، بالتالي ستكتفين بتاء التأنيث المكسورة ..
وأيضاً لن تقولي : لكي ، بل لكِ ، وهكذا ..
:: :: ::
تحسنك ملحوظ عزيزتي ، في انتظار جديدك ،
وتحملي ردي الثقيل .. :مرتبك:


شكراً على الشرح بدأت أفهم.. هذا الوورد قلك أطلب منه التصحيح يخليها
كذا زي ما تشوفينها .. راح أنتبه في المرة الجاية
ردك رائع كالعادة ويسعدني مرة... قريباً سأضع الفصل الخامس بإذن الله

Kikumaru Eiji
24-09-2009, 18:15
azmaralda girl



ما شاء الله عليك أنهيت الفصل الراابع << ::جيد::

الحماس موجود هاالأيام ولآزم أستغله قبل لا يجيني مرض الكتاب



في الحقيقة " روبرت " هذا منذ أن ظهر في القصة وهو غايظني .. مغرور وحقود .. الله يعينهم عليه :D
والبت ميمي .. لن أتحدث معها وسأخاصمها إذا صادقت هذا الشاب << والله بنسجم مع القصة من روعتها ::سعادة:: >>


ليه تكرهون روبرت ؟! :موسوس: أنا مرة مرة أحبه
ايوآ الله يستر من إلي راح يصير :مكر:



يبدو أن الأمور تسوء مع " إندي " و " تيما " .. الله يشفي والدهما :(
وكذلك الحال مع " لوسكا " .. خلاص ليس هناك أي مشكلة .. يذهبوا لبيت أحلى وأجمل ما المشكلة يعني ^_^ ههه

لو كانت الأمور بهذه السهولة كان ما عاد فيه مشاكل في هاالعالم...
إنتقال لوسكا من المنزل هذه أشياء واقعية حدثت في الواقع ورسمتها بنفس الشيء



أما الولد " جاك " والله محتاج تربية من جديد :mad: كيف يحدث والده هكذا هههه .. بس خليهم يرجعوه الأول
وبعدين يعاقبوه .. << خائفةً عليه .. قد يتوه أو ما شابه لووووول ;) >>

راح أخليه يتربى.. :مكر: أنتظري بس.. ^^"



لكن الأجواء مع " رينا " + " وهنري " ... و ... " مايكل " + " تينا " جيدة على الآخر :سعادة2:.. يا سلاااااااام

يالا الرومانسية :أوو: هههه

:أوو: :أوو: أحب الرومانسية كثيراً... لكني لا احب المماطلة فيها



والله جزء رااائع .. يعطيك ألف عافية
أكبر تحية لك كيكو .. تابعي ونحن معك :)

الله يعافيك قلبووو .. هذا من ذوقك والله

Kikumaru Eiji
24-09-2009, 18:17
انتظر كامل القصة
القصة رائعععععععععععععه جدا
شكرا لك


العفوو قلبووو.. أهلآ بك في الموضوع ^^"

Inoy
26-09-2009, 15:40
سوف اقول هذا وانا لا اعرف كيف اعبر عن شعورى
رائعه لا تكفى مذهله لا تكفى
انا لم اقرأها من قبل لانى مازلت عضوة جديده فى منتدى قصص الاعضاء
للصراحه انا لم اكمل القراءه بعد لهذا لن اعلق على الاحداث كامله
لكن لم اعرف كيف امنع نفسى من شكرك
بالفعل انتى هى قلم رومانسيه مكسات
اعدكى بالمتابعه

Kikumaru Eiji
26-09-2009, 16:25
سوف اقول هذا وانا لا اعرف كيف اعبر عن شعورى
رائعه لا تكفى مذهله لا تكفى
انا لم اقرأها من قبل لانى مازلت عضوة جديده فى منتدى قصص الاعضاء
للصراحه انا لم اكمل القراءه بعد لهذا لن اعلق على الاحداث كامله
لكن لم اعرف كيف امنع نفسى من شكرك
بالفعل انتى هى قلم رومانسيه مكسات
اعدكى بالمتابعه


:أوو: :أوو:
تسلمي قلبوو.. هذا من ذوقك..
أخجلتني كثير وأتمنى أشوف ردودك دائماً منور مواضيعي ^^"
سيكون الفصل الخامس موجوداً اليوم بإذن الله

Kikumaru Eiji
29-09-2009, 20:07
" سامحني يا مايكل "


مضى أسبوع كامل على وصول ذلك الخبر إلى عائلة "لوسكا", في صباح أحد الأيام نهضت من فراشها الأبيض لتقف بالقرب من النافدة, تطلعت بعيون مرهقة إلى منظر المباني التي تلونت بأشعة الشمس عند الشروق, وضعت يدها على صدرها قائلة:
ـ ما زلت غير قادرة على تصور ما سيحدث لنا.
سقط نظرها على صورة موضوعة فوق مكتبها الخشبي المليء بالكتب الجامعية, أخذت الصورة لترى صورتها بجانب والدها المتوفى, بدت عليهما السعادة في ذلك الوقت, أحست "لوسكا" بقليل من الراحة وهي تحتضنها بحنان قائلة:
ـ لن أبكي بعد الآن, سأكون سعيدة أينما ذهبت ما دمت بجانب عائلتي.
بعدما أعادت الصورة لمكانها, قامت بتبديل ملابسها مرتديةً بلوزة بيضاء مع تنوره سوداء تصل لأسفل ركبتيها, وقفت أمام المرآة لتنعكس صورتها, رفعت يدها عاقدة قبضة بشدة ثم قالت بحزم:
ـ لن أيأس بعد الآن.
رفعت شعرها بشريط أسود, حملت حقيبتها الجامعية مغادرة الغرفة والجدية باديةً على قسمات وجهها, لكن ما إن وصلت إلى الصالة حتى أوقفتها والدتها بقولها:
ـ "لوسكا", هل ستذهبين إلى الجامعة؟!
استدارت للخلف مجيبة بتعجب من سؤالها:
ـ بالطبع سأذهب.
اقتربت الأم منها قائلة بنبرة أسف:
ـ لا أعتقد بأنك ستتمكنين من الذهاب, شقيقك الأكبر مشغول جداً ولن يتمكن من العودة للمنزل اليوم.
اتسعت عيناها لأقصى حدودها, صرخت في وجه والدتها قائلة بعصبية:
ـ لكنه وعدني بالقدوم اليوم, كيف يخلف وعده؟!
أشاحت بوجهها مجيبة بنفس النبرة السابقة:
ـ لقد اتصل صباح اليوم, طلب مني أن أخبرك بذلك.
انعقد حاجباها في ضيق, لكنها لم تشعر بفقدان الأمل بل فتحت حقيبتها لتخرج هاتفها النقال, حركت سهم الأسماء لتتوقف عند اسم "بريتي", تذكرت بأنها لا تعرف بالجامعة رقم فتاة أخرى, لم تتردد بالاتصال عليها... رن الهاتف النقال على الأريكة الخضراء فالتقطته "بريتي" قائلة:
ـ آه, إنها "لوسكا".
ضغطت زر الرد سريعاً لينتقل ترحيبها إلى أذني الأخرى, ابتسمت مجيبة:
ـ أعتذر لاتصالي في هذا الوقت, لكنني بحاجة لمساعدتك.
لم تجد "بريتي" سبباً للرفض, عندما وصلت الموافقة إليها قالت بسعادة:
ـ شكراً لكِ, سأكون بانتظارك... إلى اللقاء.
غادرت "لوسكا" المنزل بعد مرور خمس دقائق من اتصالها, سارت في تلك الأزقة الضيقة لتصل إلى الشارع الرئيسي وتنتظر هناك, بقيت تراقب السيارات الكثيرة التي تمر, الأطفال الذي يركضون بملابس المدرسة نحو الباص, راقبت كل ذلك بشرود حتى تحرك الباص مغادراً, هب نسيم لطيف داعب شعرها أثناء وقوفها بالقرب من الحائط, رفعت رأسها للسماء مبتسمة ببهجة, قاطع انسجامها هذا صوت السيارة الرمادية التي توقفت بالقرب منها, فتحت النافدة الأمامية لتظهر لها "بريتي" المبتسمة وهي تقول:
ـ اصعدي, "لوسكا".
أومأت برأسها موافقة, فتحت الباب الخلفي وركبت... بمنتصف الطريق توقفت السيارة فجأة خلف ازدحام هائل للسيارات في الشارع, ضرب "مارك" بأصابعه على المقود منتظراً بأعصاب مشتعلة, رمقته "بريتي" باستغراب متسائلة:
ـ ما الذي تنوي فعله؟!.. لا نريد أن نتأخر عن الجامعة كما تعلم.
اتسعت شفتاه بابتسامة واثقة وهو يجيبها قائلاً:
ـ تعلمين كم أكره الانتظار.
ضغط بقوة على الفرامل, انحنى للجهة الخالية بسرعة البرق ليدخل إلى الأزقة الضيقة, تمسكت "لوسكا" بالمقعدة الأمامية من الخلف مغمضة عينيها, عندما خرجوا للشارع الرئيسي قال "مارك" بسعادة:
ـ هذا رائع, يمكننا الوصول بسرعة.
ضحكت أخته بمرح قائلة:
ـ أحسنت "مارك".
بدو كالأشباح بالنسبة للفتاة التي تجلس بالخلف بوجه شاحب, أعادت ظهرها للخلف قائلة بداخل نفسها:
ـ الحمد لله .. ما زلت على قيد الحياة.

في غرفة واسعة يغطيها السجاد البني, أستقر سرير بالقرب من النافدة المغطاة بستائر زرقاء ناعمة, كان الهدوء يعم أرجاء الغرفة, لم يسمع إلا صوت جرس الساعة الذي رن بطريقة مزعجة, فتحت "رينا" عيناها بصعوبة لتلتقط الساعة من المكتب الصغير بالقرب من فراشها, نظرت إليها بإرهاق, بدا شعرها البني بحالةٍ سيئة, وجهها شاحب للغاية, أغلقت المنبه وقامت بتعديل بطانيتها عائدة للنوم, لم يمضي الكثير من الوقت حتى رن هاتفها النقال, فصرخت قائلة بانزعاج وهي تبعد البطانية من فوقها:
ـ تباً, ما هذا الصباح المزعج؟!
ضغطت زر الرد دون أن ترى من المتصل, قربته من أذنها اليسرى مجيبة بضجر:
ـ نعم.. "رينا" تتكلم, آه "ساكورا" ماذا تريدين؟!
ردت عليها الأخرى متسائلة بمرح:
ـ متى تنوين الذهاب للجامعة؟
أعادت رأسها على الوسادة واضعة كفها على جبهتها وهي تقول:
ـ لا رغبة لدي بالذهاب اليوم, أشعر بالنعاس.
صرخت عليها قائلة بنوع من العصبية:
ـ انهضي حالاً.. علينا الذهاب للجامعة, لم يتبقى الكثير على بدء المحاضرة الأولى... هيا انهضي.
ما إن أنهت كلامها حتى أغلقت الخط بدون أن تنتظر رداً منها, تنهدت "رينا" بضجر وأعادت الهاتف لمكانه قائلة بتعب:
ـ إنها لا تستمع إلى ما أقوله, تلك الفتاة.
أغمضت عيناها قليلاً لكنها لم تستطع تجاهل كلام "ساكورا", نهضت من فراشها محاولةً استجماع طاقتها للذهاب إلى الجامعة.

نظر الطبيب إلى صورة الأشعة التي أجروها لـ "هنري" من أجل الاطمئنان على حالته, كان يقف أمامه مبتسماً ثم انزل الصورة قائلاً برسمية:
ـ جيد, أنت تتحسن سريعاً... الخدوش بجسدك قد التأمت, من المفترض أن تغادر مساء اليوم لكن...
صرخت والدته الواقفة بجانبه واضعة كلتا يديها على كتفي ابنها الجالس على الفراش قائلة بنبرة حادة:
ـ لن أسمح بذلك, لا يجب أن يخرج "هنري" من هنا إلا بعد نزع الضمادة عن ساقه.
ضحك الابن في ارتياح عندما رأى خوف والدته عليه, هز الطبيب كتفاه بحيرة ثم قال:
ـ حسناً, لا بأس.. سأسمح له بالخروج غداً.
غادر الطبيب الغرفة ولحقت به الأم, بقي "هنري" يتطلع ساقه المصابة متذكراً السبب في ذلك, مد يده ملتقطاً العكاز ثم وقف متقدماً نحو النافدة ليرى بعض الأطفال المرضى يلعبون في حديقة المستشفى, واحد يحاول السير ويقع, الآخر يجلس على كرسي متحرك لا يقوى على الحراك, لم يستطع الاستمرار بالنظر لذا ابتعد, بينما كان عائداً للسرير أسقط العكاز متعمداً وبقي واقفاً على قدمٍ واحدة, حين حاول السير بدون الاستعانة بشيء سقط على وجهه في الأرض, أحس بضيق عميق, شيء يعصر قلبه بقوة, ضرب يده بقوة على الأرض قائلاً:
ـ تباً لك "روبرت".
التقط العكاز مرة أخرى ليقف من جديد ويعود للسرير, كان ألمه أكبر من أي يتصوره أحد, ألم يغرز خناجره في قلبه, بدا كالعاجز غير قادر على الحراك...

رفعت "رينا" كلتا يديها أثناء جلوسها على إحدى مقاعد القاعة, ثم قالت بعيونها الناعسة:
ـ ما الهدف من مجيئنا اليوم؟!
رمقتها "ساكورا" باستغراب بينما كانت ترتب حقيبتها, أجابتها بحيرة:
ـ ما بك؟.. إنها نهاية الأسبوع, هذا يعني بأننا لن نلتقي لمدة يومين.
وضعت رأسها على الطاولة ولم تلبث أن رفعته حين سمعت صوت "جوزيف" يقول:
ـ صباح الخير.
رمقته الأولى بابتسامة عذبة مجيبة بمرح:
ـ "جوزيف", أهلاً بعودتك.
قام بوضع حقيبته الجامعية على المقعد بجانبهما ثم تابع كلامه قائلاً بسعادة:
ـ سمعت أن "هنري" سيغادر المستشفى مساء الغد.
لم يصدقا ما سمعته أذناهما, قفزتا من شدة السعادة وهما تمسكان بأيدي بعض بدو كأطفال في الابتدائية, قالت "رينا" والضحكة تعلو وجهها:
ـ أخيراً, ظهر هدف لقدومي إلى هنا.. ياله من خبر رائع.
ضربتها الأخرى على رأسها متظاهرة بالغضب أثناء قولها:
ـ هل تأتين للدراسة أم من أجل "هنري"؟
رفعت رأسها مشيرة بإصبعها إليها وتقول بعصبية:
ـ قولي هذا لنفسك "ساكورا", تبدين كالحمقاء بوجهك الخجول أمام "أندي".
تطايرت نيران الغضب من رأسهما, بقي "جوزيف" يراقبهما باندهاش, ثم ضحك على تصرفهما الطفولي قائلاً:
ـ يبدو وجهكما مضحكاً للغاية وأنتما غاضبتان.
احمرت وجنتهما خجلاً وهو يضحك عليها بمرح, فعادت كل واحدة إلى مكانها بصمت, بالرغم من ذلك لم يكن أحد يتصور السعادة التي تشعر بها "رينا", فقد شفي "هنري" أخيراً, عاد "جوزيف" أيضاً, أحست أن العالم لا يسع فرحتها.

حين خطت قدمي "ميمي" على أرضية الجامعة سقط ناظريها على "روبرت" الواقف تحت إحدى الأشجار ملوحاً بيده لها, توقفت عن السير مبتسمة ثم قالت بهدوء:
ـ صباح الخير... ما الأمر؟!
أبعد ظهره عن جدع الشجرة مدخلاً يديه في جيوب بنطاله, أجابها قائلاً:
ـ لا شيء... أردت أن أقدم لك الشكر فقط على ما فعلته بالأمس.
ربت بكفه على كتفها متابعاً:
ـ شكراً لكِ.
فجأة, انتقل إلى مسامعها صوت مألوف يقول بإعجاب مصطنع:
ـ جيد, حصلت على صديقة جديدة بهذه السرعة.
اتسعت عيناه لأقصى حدودها بينما ألتفتت الأخرى لترى "بريتي" تقف خلفها تماماً, الابتسامة تعلو شفتيها, لم تجد "ميمي" كلمة مناسبة لتقولها وسط نظراتها الحاقدة, وقف "روبرت" أمامها مباشرة قائلاً بنبرة دفاعية:
ـ لا تسيء فهم الأمور... "ميمي" قد...
قاطعته قائلة بثقة وهي تثني ساعديها حول صدرها:
ـ لا حديث بيننا, ألم أقل هذا من قبل؟!
مرت بجواره متابعة كلامها بنفس النبرة السابقة:
ـ استمتع بوقتك مع صديقتك.. لا... أقصد حبك الجديد.. "روبرت".
عقد قبضتيه بقوة ممسكاً بمعصمها ليوقفها والغضب يتطاير من عينيه, ثم قال بنبرة حادة:
ـ استمعي إلى ما أقوله لكِ.
عقدت "بريتي" حاجباها في استياء, رفعت يدها لتبعد قبضته عنها, ثم رمقته بنظرات امتزجت بالحزن والبرود, أشاحت بوجهها عنه متابعة سيرها, كانت تسير مبتعدة شيئاً فشيئاً, امتلأت عيناها بالدموع التي لم تستطع السيطرة عليها...
وقفت "ميمي" أمامه قائلة بأسف وتوسل:
ـ أرجوك سامحني "روبرت"... إنه خطأي.
حرك شفتاه قائلاً بشرود:
ـ إنسي الأمر.
ابتعد عنها هو الآخر, لم تستطع حينها استيعاب ما حدث قبل قليل, كانت تظن بأن علاقتهما أقوى من أن تتذمر بهذه السهولة... ما الذي دفع "بريتي" للتخلي عنه؟!... هل كانت حقاً تحبه؟!...
أسئلة كثيرة لم تجد جواباً لها, تغيرت أفكارها منذ ذلك الحين وبقيت تردد قائلة:
ـ إنها لا تحبه, من يحب شخصاً لا يتخلى عنه بهذه الطريقة.

جلست وحيدة على الدرج المؤدي للطابق الأخير, كان المكان خالي, لا يوجد أحد يأتي إلى هنا عادةً, فتحت هاتفها النقال, قلبت الصور الموجودة فيه لتتوقف عند صورتها مع "روبرت" في ليلة العيد حيث كان الثلج يتساقط أثناء وقوفهما بالقرب من مدينة الألعاب, كان هو يحتضنها بكتفه والضحكة المرحة تملأ شفتيها, انهالت الدموع من عيناها أثناء تحديقها بالصورة, ارتجفت يدها من شدة الحزن, تمنت الصراخ لكنها لم تستطع, احتضنت الهاتف بقوة ثم قالت بألم:
ـ لا يمكنني تحمل ذلك, لا يمكنني... آه "روبرت"..

Kikumaru Eiji
29-09-2009, 20:09
أجهشت بالبكاء بينما كانت تردد اسمه على لسانها, انسدت خصلات شعرها البني على وجهها المبلل بالدموع, شعرت بأن قدماها غير قادرة على حملها, أرادت التوقف عن البكاء لكنها لم تستطع, تمنت أن يكون بجانبها في هذه اللحظة لكنها أحست بأن هذا مستحيل فقد رفضته بقوة.

جاء وقت الظهيرة, توجه جميع الطلبة إلى الكافتيريا من أجل تناول الغذاء, بدت القاعة شبه فارغة وهادئة للغاية, دخلت "ميمي" إلى هناك لترى "بريتي" تجلس وحيدة بجوار النافدة, وجهها شاحب, عيناها شاردتان, متكئة برأسها على النافدة, مراقبة ساحة الجامعة الممتلئة بالطلاب, اقتربت نحوها بخطوات غير مسموعة حتى وصلت إليها بدون أن تشعر بها الأخرى, ثم قالت بارتباك واضعة كفها على صدرها:
ـ "بريتي"... هل يمكنني التحدث معكِ؟!
أدارت رأسها ناظرة إليها بعيون جامدة خالية من الحياة, حركت شفتاها مجيبة ببرود:
ـ المعذرة, لا أعتقد بأن هناك حديث مهم بيننا.
أدركت "ميمي" بأنها ليست على طبيعتها فحاولت الوقوف أمامها قائلة بنبرة دفاعية:
ـ صدقيني... لا يوجد شيءٌ بيني وبين "روبرت".
صرخت عليها قائلة وهي تقف على قدميها سريعاً:
ـ لم أعد أهتم.. دعيني وشأني فقط.
أعادت "بريتي" ناظريها نحو النافدة متابعة كلامها بنبرة قاسية:
ـ اذهبي, لا رغبة لدي في التحدث مع أحد.
شعرت بالأسى على نفسها ثم قامت بحمل نفسها نحو الخارج, نزلت عبر الدرج ورأسها منتكسٌ نحو الأسفل, بدت خطواتها بطيئة لكنها لم تلبث أن أسرعت أكثر لتصل إلى حديقة الجامعة, هناك ألصقت ظهرها بجدع الشجرة رافعة رأسها للأعلى وهي تقول بمرارة:
ـ لقد كنت مخطئة, نعم مخطئة.. لا أصدق بأنني أردت التفريق بينهما... يا إلهي...
جلست على العشب الأخضر مخفية وجهها بين ركبتيها مرددة تلك الكلمات المتحسرة, سمعت وقع خطوات تقترب منها, حين رفعت رأسها قالت باندهاش وعيناها تلمعان بالدموع:
ـ "جوزيف"؟!
كان يقف أمامها مباشرة, يرمقها بنظرات مندهشة وهو يقول متسائلاً:
ـ ما الذي تفعلينه هنا؟!.. لقد حان وقت الغذاء.
أشاحت بعينيها بعيداً, قالت بانزعاج محاولة مسح دموعها:
ـ لا رغبة لدي, اتركني لوحدي.
تفاجأت من سؤاله في تلك اللحظة حيث قال بجدية:
ـ هل حدث شيء بينك وبين "بريتي"؟!
اتسعت عيناها ناظرةً إليه, وقفت على قدميها واضعة يديها على كتفه وهزته قائلة بتوتر:
ـ هل ما فعلته كان خاطئاً؟!... أردت فقط.. أردت فقط... أن...
كان ينظر إليها مستغرباً من تصرفها الغريب, فهو سألها للتحقق فقط, لم يتوقع أنها ستنفعل هكذا, لم تستطع "ميمي" إكمال حديثها فهي لا تعرف ما تقوله حتى, رمقته بحيرة فابتسم بوجهها قائلاً بحنان:
ـ لا تزعجي نفسك بهذه الأمور.. عليك أن تكوني قوية.
أبعدت يديها عنه ثم ابتعدت عنه بصمت متابعة طريقها نحو الداخل, هز كتفاه بحيرة قائلاً:
ـ أمرها غريب حقاً... لكن.. لماذا قلت لها تلك الكلمات؟!

في مدرسة ثانوية, وسط ملعب كرة القدم كان يركض بالكرة في الملعب مع أصدقائه, صرخات الفتيات التشجيعية كانت تضفي جواً على المكان, عندها ركل الكرة بقوة ليحرز هدف الفوز, قام الجميع بالتصفيق له, لكنه لم يبالي وتقدم قائلاً بضجر:
ـ كم هذا مزعج.
بينما كان ينظر للجهة الأخرى شعر بمنشفة فوق رأسه فالتفتت باستغراب ليرى فتاة شابة بشعر أشقر يصل لكتفيها, عينان أنعكس عليها لون السماء, بجسد نحيل مرتديةً ملابس المدرسة ذو اللونين الأزرق والأبيض, ابتسم "مارك" في وجهها قائلاً:
ـ أنا حقاً متعب, شكراً لكِ "ديفا".
ثم أعطته كوباً من الماء فأخذ رشفة منه وقال بانتعاش محركاً شعره البني:
ـ شعور رائع... ما رأيك أن نذهب لتناول الغذاء الآن؟!
اتسعت شفتاها بابتسامة عذبة أضفت جمالاً على ذلك الوجه الهادئ, فأجابت قائلة:
ـ حسناً... كما تشاء, لنذهب.

بينما كانت تكتب في إحدى القاعات بمنتصف المحاضرة, لمحت هاتفها النقال وهو يضيء فأخذته لترى رسالة جديدة, فتحتها لترى المكتوب فيها:
ـ أريد مقابلتك في الساعة الخامسة مساءً قرب ضفة النهر, سأكون بانتظارك.
ابتسمت "تينا" بسعادة, قامت بالرد عليه:
ـ بالطبع سآتي.
كان يجلس على كرسي مكتبه, بعدما وصلت الرسالة إليه رفع عيناه للساعة ورآها الواحدة, فقال مبتسماً:
ـ جيد, ما زال الوقت باكراً.. يمكنني إنهاء جميع أعمالي سريعاً.
انتهى الدوام الجامعي في الساعة الثالثة تماماً, ركبت "تينا" السيارة مع السائق عائدة للمنزل.. كانت السعادة تغمر قلبها لهذا أرادت الوصول بسرعة كي تتمكن من الخروج في الوقت المناسب, عندما وصلت ركضت لغرفتها بالأعلى, رمت حقيبتها على السرير, أزاحت الشريط الزهري عن شعرها ليصبح حراً, فتحت خزانة ملابسها لترى أي ثوب تختار, فجأة سمعت صوت أحدهم يطرق الباب فقالت برسمية:
ـ أدخل.
دخلت أختها الصغرى بعجل وهي تسألها بارتباك:
ـ ماذا "تينا"؟.. ألم تجهزي بعد؟
كان سؤالها غريباً للغاية, فتقدمت نحو أختها متسائلة بحيرة:
ـ ماذا تقصدين؟!
وضعت الأخت يدها على شعرها الأسود قائلة بانزعاج شديد:
ـ تباً, نسيت إخبارك بذلك.
تقدمت نحو الداخل متابعة كلامها وهي تجلس على السرير بمنتصف الغرفة رافعة يدها اليمنى أثناء الحديث:
ـ بالأمس, عندما كنتِ نائمة اتصلت جدتي من أمريكا وقالت بأن ستقيم حفلة كبيرة بمناسبة عودة ابنها من الخارج, تريدنا أن نكون هناك أيضاً.
اتسعت عينا "تينا" لأقصى حدودها قائلة باستنكار:
ـ لماذا علينا الذهاب جميعاً؟.. لدي موعد علي الذهاب إليه الآن.
ضحكت أختها قائلة بسخرية:
ـ هل الموعد أهم من زيارة جدتي؟!.. لا جدوى من الرفض فقد أحضر والدي تذاكر السفر, استعدي سنغادر في الخامسة.
ما إن أنهت الأخت كلامها حتى غادرت الغرفة دون الإصغاء لكلام الأخرى, ضربت "تينا" بيدها على المنضدة بغرفتها قائلة بغضب:
ـ لماذا اليوم بالذات؟!
فتحت حقيبتها لتخرج هاتفها النقال, عندما حاولت الاتصال وصلتها رسالة تفيدها بأن حسابها قد أصبح فارغاً, قالت بصدمة:
ـ تباً, نسيت... تلك كانت آخر رسالة.
نظرت إلى الساعة لتجدها الرابعة, قالت بحيرة:
ـ ما العمل الآن؟.. لا وقت لدي.
حينها استسلمت للأمر الواقع, أخرجت حقيبة سوداء من خزانتها لتملأها بالملابس استعداداً للرحيل, كانت تنظر للساعة في كل دقيقة, تحسب الثواني والدقائق, قلبها يخفق بشدة فهي لا تعلم ما يمكنها فعله الآن, لا يمكنها الاتصال بـ "مايكل" ولا يمكنها منع قرار السفر, كل الأبواب قد أغلقت في وجهها, قطع تفكيرها صوت سيارة والدها مع صوت أختها التي تصرخ عليها طالبةً منها النزول سريعاً, ارتدت معطفها الأسود القصير مع قبعة على رأسها بنفس اللون, نزلت عبر الدرج حاملةً بيدها حقيبة ملابسها الصغيرة, رأت والدها مشغول بوضع الحقائب في السيارة مع السائق, فقالت بداخل نفسها بتذمر:
ـ لا جدوى من المحاولة إذن.
ركبت السيارة مع أخوتها, رأسها موجهاً للنافدة وتردد قائلة:
ـ أنا آسفة, "مايكل".
في تلك اللحظة وصل إلى الحديقة المواجهة لضفة النهر, رفع يده ناظراً للساعة ليجدها 4:52, ابتسم قائلاً بارتياح:
ـ وصلت في الوقت المناسب.
جلس على مقعد قريب منتظراً وصولها, مرت الدقائق سريعاً ووصلت "تينا" مع عائلتها للمطار, عقلها مشغول بالتفكير في ذلك الشخص الذي ينتظرها بشوق...
شارفت الشمس على المغيب, انعكست أشعتها على ضفاف النهر الهادئ, حينها كانت قد أقلعت الطائرة متوجهةً لأمريكا, لم تجدي تلك الدموع التي ملئت عينيها أي نفع, لقد رحلت عن المدينة تاركة خلفها شخصاً ينتظرها في الخارج لمدة ساعتين, أمسك هاتفه النقال بقوة ونهض من مكانه قائلاً باستياء شديد:
ـ يبدو أنني كنت مخطئاً في الحكم عليها.
أخرج تذاكر لحضور فلم من جيبه, قام بتمزيقها إلى أشلاء, هب نسيم لطيف حاملاً معه تلك الأوراق الممزقة, سار "مايكل" مبتعداً بنظرات غاضبة, لم يكن يتوقع أن تخلف "تينا" وعدها وتتركه ينتظرها طيلة هذه المدة.

بينما كان يقف أمام النافدة في غرفته بالمستشفى, متكئاً بيده على العكاز,مرتدياً القميص الأبيض, سمع صوت أحدهم يفتح الباب فأدار رأسه ليرى باقة من الأزهار الحمراء اللامعة تنحني على جانب الباب, فرمقها باستغراب منتظراً دخول الشخص, اتسعت شفتاه بابتسامة عذبة حين رأت "رينا" تحييه قائلة بمرح وبيدها باقة الزهور:
ـ حمد لله على سلامتك, "هنري".
عندما رأته يقف باستقامة أخفضت يدها قائلة بتساؤل:
ـ هل أصبحت قدمك بخير الآن؟!
أنزل رأسه للأسفل ناظره لساقه المصابة ثم أجابها قائلاً بنبرة هادئة:
ـ قليلاً... أظن بأنني سأتمكن من السير قريباً.
تقدمت "رينا" نحوه قائلة وهي تمد الأزهار إليه:
ـ تفضل... إنها هدية بسيطة لك بمناسبة شفائك.
حملها بين يديه قائلاً بإعجاب:
ـ إنها جميلة.. أشكركِ.
داعبت أصابع يدها خجلاً, ورأسها منتكس نحو الأسفل, لم ترفعه إلا حينما سمعته يقول بنبرة غريبة كأنه تذكر أمراً ما:
ـ صحيح.. بالمناسبة, والدتي ستقيم حفلة في المنزل بمناسبة شفائي.. هل يمكنكِ دعوة الجميع؟!
أغمضت عينيها وفتحتهما سريعاً قائلة باندهاش بعد سماعها للجملة الأخيرة:
ـ قلت الجميع!
أومأ برأسه مجيباً بنعم متابعاً كلامه بجدية:
ـ أريد منك دعوة "روبرت" أيضاً.
بحركة لا شعورية نهضت من مكانها قائلة باستنكار عاقدة قبضتيها بشدة:
ـ لماذا تريد دعوته؟!.. هل نسيت ما فعله.. "هنري" أرجوك لا تكن ساذجا.
رمقها بنظرات هادئة فتوقفت عن الكلام مشيحة بوجهها للجهة الأخرى, فحرك شفتاه قائلاً:
ـ قومي بدعوته فقط.
لم تعرف ما تقوله بعد ذلك, بل اكتفت بحمل حقيبتها مغادرة الغرفة بصمت, بينما كانت تسير نحو الخارج تردد في ذهنها سؤال واحد:
ـ هل فقد عقله أم ماذا؟... ما زال يريد دعوة ذلك الحقير.

Kikumaru Eiji
29-09-2009, 20:11
في أمريكا, توقفت سيارة بيضاء أمام فيلا ضخمة, تحيطها حديقة خضراء مليئة بالأضواء الذهبية الساحرة, كانت أضواء الغرف في الفيلا ظاهرة من خلال النوافذ الزجاجية... نزلت "تينا" من السيارة مع عائلتها, فتقدم والدها لدق الجرس, لم يلبث طويلاً حتى فتحت البوابة الحديدية من كلا الجانبين, دخلوا إلى الصالة الشاسعة ذات البلاط الفضي اللامع, نجفة كبيرة ذهبية معلقة على السقف المزخرف بأشكال جميلة, حينها سمعوا صوت امرأة بدا عليها الكبر ترحب بهم قائلة:
ـ أهلاً بكم.. لقد اشتقت إليكم كثيراً.
قام السيد "جورج" والد "تينا" بالترحيب بوالدته, قبلها على جبهتها قائلاً بسرور:
ـ أنا مسرور برؤيتك.
وسط الترحيب وتلك الأجواء العائلية, كانت "تينا" في عالم منعزل لوحدها تنظر للبعيد, حتى أنها لم تستمتع بتناول العشاء على تلك الطاولة الكبيرة التي امتلأت بكل أصناف الطعام اللذيذة, بقيت تداعب الشوكة فوق الطبق فلاحظت جدتها "إليزابيث" ذلك وسألتها بحيرة:
ـ ما الأمر يا صغيرتي؟!.. أنت لا تبدين بخير.
رفعت رأسها لتستيقظ من شرودها وتجيب قائلة بنبرة مرهقة:
ـ أنا متعبة من السفر فقط.. عن إذنكم.
نهضت من كرسيها منحنية للجميع باحترام, ثم غادرت الغرفة متوجهة للغرفة المخصصة لها بالأعلى, أغلقت الباب بهدوء لتلصق ظهرها به قائلة بحزن:
ـ لماذا حدث هذا؟!
سقطت دمعة ساخنة أحرقت خدها المتورد, تابعت كلامها قائلة وهي تجلس على الأرض:
ـ سامحني, "مايكل".. سامحني أرجوك..

كانت "ميمي" مستلقية على فراشها في غرفتها المظلمة التي ينيرها ضوء القمر المنبعث من خلال النافدة, سمعت صوت رنين الهاتف على المنضدة فرفعت ظهرها قائلة بحيرة:
ـ من يرسل في هذا الوقت؟!
نهضت من سريرها لتأخذ الهاتف وتفتح الرسالة لترى المكتوب فيها:
" ستقام حفلة لـ "هنري" في منزله يوم الأحد المقبل, قومي بدعوة "روبرت" "
رفعت حاجباها باستغراب قائلة:
ـ أقوم بدعوة "روبرت"... لماذا أنا؟!
جلست على سريرها حاملة الهاتف بيدها, التردد ظاهر في عينيها, أخفضت رأسها قائلة:
ـ سأخبره برسالة إذن كما فعلت "رينا" معي.
بعدما أنهت كتابة الرسالة قامت بضغط زر الإرسال, ثم فكرت قليلاً بما فعلته وقالت بهدوء:
ـ يجب أن يعلم بأن "بريتي" ستكون هناك كي يأتي.
أرسلت له هذه الملاحظة في آخر الرسالة, وأغلقت الهاتف مباشرة لتخلد إلى النوم.

كانت تقرأ كتاباً على سريرها باندماج حتى سمعت صوتاً من النافدة, فأغلقت الكتاب ناهضة من السرير ليظهر روب نومها الحريري, أزاحت الستار الزهري قليلاً لترى "روبرت" يقف بالأسفل متكئاً على سيارته, فأغلقت الستار بسرعة متسائلة بحيرة:
ـ ما الذي يريده في هذا الوقت المتأخر؟!
ترددت كثيراً, لم تكن تعرف ما تفعله, هل تنزل إليه أم تتجاهل أمره, في الوقت ذاته كانت ترغب بمعرفة ما يريده منها, لذا ارتدت معطفها الرمادي لتغطية ثوبها, خرجت من غرفتها متوجهة للأسفل, سارت على الدرج بخطوات غير مسموعة ثم تسارعت أكثر حتى وصلت إلى الباب الداخلي وفتحته لتخرج, أخيراً وصلت إلى الباب الحديدي الذي لا يظهر منه شيء, حركت شفتاها متسائلة بنبرة خافته:
ـ ما الذي تريده الآن؟!
انتقل صوتها إلى مسامعه فابتعد عن السيارة قائلاً بشوق:
ـ ألا يمكنني رؤيتك؟!
صرخت "بريتي" قائلة بنبرة حادة وكفيها ملتصقان بالباب:
ـ هل جئت إلى هنا من أجل هذا؟
هز رأسه نفياً وهو يجيبها قائلاً بهدوء:
ـ كلا.. لقد أتيت إلى هنا لكي...
وصمت لبرهة ثم أكمل كلامه بنبرة متوسلة:
ـ أرجوكِ لا تذهبِ إلى حفلة "هنري".
اتسعت شفتيها ضيقاً, ردت عليه قائلة بنبرة معارضة:
ـ هذا ليس من شأنك, أنا من يقرر ما إذا كنت سأذهب أو لا.
تضايق كثيراً من كلامها, أحس بأنه لم تعد له أية أهمية بالنسبة لها, فأخفض حاجباه قائلاً بجدية:
ـ أنا أعلم ما تشعرين به, "بريتي".. قلبك منافي لتفكيرك.
اتسعت عيناها دهشة ثم قالت بارتباك ملحوظ:
ـ ما الذي تقصده؟!
ابتسم قائلاً بتفاؤل:
ـ أنا أعرفك منذ ست سنوات, لذا أستطيع أن أعرف ما إذا كنت حزينة أو سعيدة.
اختفت الابتسامة عن شفتيه متابعاً:
ـ لكنني لا أرى سوى الحزن في عينيك.
لم تستطع الرد عليه, لم تعرف ما تقوله, كل ما قاله كان صحيحاً.. ما الذي يمكنها فعله في هذه الحالة, جثت على ركبتيها بحزن ثم سمعته يقول:
ـ سأذهب إلى الحفلة من أجلك فقط... إلى اللقاء.
انهمرت الدموع من عينيها حين سمعت صوت السيارة تبتعد تدريجياً, انتكس رأسها للأسفل قائلة بألم عميق:
ـ يال غبائي.. لم أستطع إخفاء حزني أمامه... "روبرت".





نهاية الفصل الخامس

لاڤينيا . .
29-09-2009, 20:22
حجز مبببببببببببببببرح

azmaralda
02-10-2009, 19:57
~ السلام عليكم ورحمة الله ~

ها هو قد وصل الفصل الخامس .. كم هذا رااائع !! ::سعادة::
صرااحةً هذا البارت أعجبني جداً .. تحدث أكثر عن شعور الأبطال وكشف لنا قليلاً من بواطن شخصياتهم
أصبحت القصة متسلسة بشكل ممتاز .. وأكثر سهولة في الانسجام مع القصة بعد حفظ الشخصيات جيداً
^_^

تصفين الأماكن بشكل مذهل وجميل لدرجة أني أشعر بوجودي فيه ..
إن شاء الله سنرى مزيداً من التشويق في الفصل القادم ... فأنا في انتظار حفلة هنري بفارغ الصبر ;)

أراك أهملت قليلاً دور آندي وأخته تيما في هذا البارت .. فلم نعرف ما الذي حدث لوالدهما المريض ؟! :موسوس:
<< ما بك أزميرالدا ؟؟ .. أكيد سنعرف قريباً .. لا تكوني مستعجلة ^^ >>

حاولي أن يكون إنهاء الفصول أكثر غموضاً ..
بحيث نظل نفكر أكثر مما كنا نفكر ^_^ ما الذي سيجري في الفصول القادمة ؟؟
أتمنى ألا أكون أزعجتك بملاحظتي تلك .. لكن رغم كل هذا يظل أسلوبك مدهش ويعجبني للغاية

في انتظار التكلمة .. عزيزتي كيكو ..
تسلمي على هذا المجهود الجميل
تحيــــــــ لك ــــــــاتي

Kikumaru Eiji
02-10-2009, 20:15
~ السلام عليكم ورحمة الله ~

ها هو قد وصل الفصل الخامس .. كم هذا رااائع !! ::سعادة::
صرااحةً هذا البارت أعجبني جداً .. تحدث أكثر عن شعور الأبطال وكشف لنا قليلاً من بواطن شخصياتهم
أصبحت القصة متسلسة بشكل ممتاز .. وأكثر سهولة في الانسجام مع القصة بعد حفظ الشخصيات جيداً
^_^

تصفين الأماكن بشكل مذهل وجميل لدرجة أني أشعر بوجودي فيه ..
إن شاء الله سنرى مزيداً من التشويق في الفصل القادم ... فأنا في انتظار حفلة هنري بفارغ الصبر ;)

أراك أهملت قليلاً دور آندي وأخته تيما في هذا البارت .. فلم نعرف ما الذي حدث لوالدهما المريض ؟! :موسوس:
<< ما بك أزميرالدا ؟؟ .. أكيد سنعرف قريباً .. لا تكوني مستعجلة ^^ >>

حاولي أن يكون إنهاء الفصول أكثر غموضاً ..
بحيث نظل نفكر أكثر مما كنا نفكر ^_^ ما الذي سيجري في الفصول القادمة ؟؟
أتمنى ألا أكون أزعجتك بملاحظتي تلك .. لكن رغم كل هذا يظل أسلوبك مدهش ويعجبني للغاية

في انتظار التكلمة .. عزيزتي كيكو ..
تسلمي على هذا المجهود الجميل
تحيــــــــ لك ــــــــاتي



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتهـ... ^^"

تسلمي حبيبتي على ردك الرآئع أسعدني كثيير... شوي شوي راح يتم
ذكر دور كل الشخصيات بالتدريج عشان تندمجوا أكثر فأكثر...

إن شاء الله أحاول.. ذا لأني في البداية ما كنت مقسمة القصة على شكل فصول
عشان كذا تلخبطت علي الدنيا...

لا بالعكس فرحتني كثيير.. الله يسلمك ويحيك في أي وقت...
بالمناسبة توقيعك يهبل

رووعة
05-10-2009, 05:23
خمسة نجوووم ;) ::سعادة::

تستحقينها فعلاً ... جيد بأنني أول من يضعها ^^

بنوته زي التوتة
26-08-2010, 19:54
القصة أكثر من روووعة ^^ ..
تعجبني شخصية هنري :) .. اظن انهم حيتصالحوا قريب
بانتظاار التكلمة بفااارغ الصبر

ƒάƒy
22-02-2011, 19:02
انا متابعة جديدة للقصة و قصتك ما شاء الله روووعة و في انتظار التكمالة;):d

queen of nada
23-02-2011, 09:43
هاي
انا متابعة جديدة للقصة
و قصتك ما شاء الله روووعة
و في انتظار التكمالة