PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : لا تفتح الباب!........



د.محمود فؤاد
12-09-2009, 00:01
ا لا تفتح الباب!....
اجلس وحيدا فى تلك الوحدة الصحية على مشارف تلك القريةفى صعيد مصر بعدمارحل عم ((محمد)).
وعم ((محمد))هذا ان كنت لا تعرفه هورجل متوسط القامة ممتلىء الجسد،من هؤلاء الرجال الذين يؤمنون بأن الشارب الضخم هو
عنوان الرجولة،وليس له أى عمل سوى أن يجلس على باب الوحدة يشرب الشاى ويدخن،دائما هو يشرب الشاى ويدخن،وهو يظن أنه أحكم الرجال على الاطلاق بنصائحه التى يلقيها على مسامعى دوما لكى أستطيع أن أعيش فى هذه القرية كما يقول!!

فمثلا يقول لى ألا افتح الباب لأى أحد بعد أن يرحل هو!!
وانا لا أعرف الى أين يرحل الا أنه يرحل الى ذلك المكان الذين يرحلون اليه.

المهم أنه يحكى لى دائماعن الرجل الذين وجدوه أما باب الوحدة وقد نهشت عنقه وكأن حيوانا مفترسا قد هاجمه وقد بدا وكأن احدا قد ذبحه وأخذ جزءا من عنقه.
ويحكى لى عن ذلك الغريب الذى يجوب القرية منذ ذلك الحادث،وانا استمع اليه وأحاول أن أرسم على وجهى أعتى علامات الرهبة والفزع وأنا احاول ان امنع نفسى من ان استلقى على ظهرى ضحكا فلولا مظهرى لفعلتها.

أجلس وحيدا بعدما رحل عم ((محمد))فى تلك الغرفة البائسة التى لم تنظف منذ وصلت هنا منذ شهر تقريبا..تباً للتكليف الحكومى الذى وضعنى فىتلك المنطقة النائية ،ويالعبقرية الرجل الذى اختار موقع هذه الوحدة،لكم اتمنى ان اقابله لكى أهشم عنقه بنفسى.

أجلس وحيداً استمع إلى المذياع وأنا مستلقى على السرير ارمق السقف بنظرة جامدة،حتى ليخيل للناظر إلىّ أننى فارقت هذه الحياة،أتخيل هذا وأضحك وأنا اتصور عم ((محمد))وهو يتحسر ويحكى للطبيب الجديد عن الطبيب الذى مات على سريره ويبدأ فى نسج الحكايات عن كيفية موت الطبيب وينصحه بنفس النصائح التى نصحها لى و......
طك طك طك..
هذا هو صوت الباب،انتفضت من فوق السرير ونهضت قائلاً:((من بالباب؟))
فرد قائلا بصوت متحشرج:((افتح يا دكتور..لقد أصبت بجرح كبير فى ذراعى..))
تذكرت عم محمد وهوينصحنى ألا افتح الباب لأى غريب..هذا الرجل أحمق بالتأكيد.
هكذا فتحت الباب لأجد أمامى رجلاً يرتدى جلبابا بالياً وتبدو عليه الرثاثة ويلف حول رأسه وكتفيه وشاحا بنيا عريضا فقلت له:((ادخل بسرغة يا رجل..إن الجو بارد بالخارج.))
هكذا دلف الرجل إلى داخل الحجرة فأشرت له أن يجلس ريثما أحضرت قطنا ومطهرا وجلست على المقعد بجواره لأجده قد كشف عن مكان الجرح.
ما هذا؟!..إن ذراع هذا الرجل يحتوى على كم من البثور والتقرحات جديرة برجل قد خرج من القبر لتوه،إن لم يكن هذا الرجل مصابا بالجذام فأنا لم أدرس الطب من قبل.
((انتظر إننى لا أرى شىء ثم نهضت لأحضر المصباح، فلم يكن ذلك الاختراع المسمى بالكهرباء قد وصل هنا بعد ،فوضعته على المنضدة بجوار المقعدين ونظرت للجرح مرة أخرى..ستتهمنى بالخبال إذا أخبرتك أنه لا توجد قطرة دم واحدة تسيل من هذا الجرح،مجرد شق طولى فى ذراعه..تبا لهذا الجذام اللعين،سألته وأنا أضع عليه بعض المطهر-الجرح لا الرجل-:((ما سبب هذا الجرح يا رجل؟..))
فرد بصوته العميق المتحشرج:((بعض اللصوص حاولوا سرقتى ولكنى استطعت الهرب منهم..))
هذا الرجل لا يجيد الكذب حقا..
-((أين تعيش يا رجل؟ولماذاخرجت فى هذه الساعة المتأخرة؟..))
فرد بصوت اكثر حشرجة:((لقد خرجت من ذلك القبر لتوى باحثا عن بعض التهوية..))
فعلاً..إن هذا الرجل يحتاج إلى تهوية فالرائحة المنبعثة منه تشبه رائحة رجل خرج من القبر بالفعل لكن ماذا يقصد بأنه قد خرج من قبر لتوه..
ثم بدأ يفرك يديه وهو يقول:((البرد قارص بالخارج..هل من الممكن أن أبقى قليلا؟..))
-((على الرحب والسعة..))
-((إننى أنشد فيك بعض الطعام..))
فيك؟!..هكذا تساءلت ولكنها لم تتجاوز شفتى قط.
هكذا نهضت وأحضرت بعض الجبن والخبز ووضعته أمامه دون أن أنطق بكلمة واحدة..
-((أرى أنك سوف تكون لذيذ المذاق حقا..))
لماذا ينظر لى وهو ينطق بهذه الكلمات؟!..إن بعض الخبز الجاف والجبن ليس وجبة لذيذة إلى هذا الحد.
هكذا أشحت بوجهى بعيداً عنه لتقع عيناى على ارضية الغرفة..من أين جاءت قطرات الدم تلك إذا لم ينزف هذا الرجل.
بدأت أشعر بالقلق فرفعت وجهى إلى ذلك الرجل لأجده مازال ينظر لى وعلى وجهه نشوة غريبة ثم تكلم قائلا:((هل تعرف كيف مات الطبيب السابق؟..))
كانت هذه أول مرة أعرف فيها أن الطبيب السابق لى قد مات،فنظرت إليه متسائلافرد على وقد زادت تلك النشوة على وجهه وقد تدلى ذلك الوشاح بعيدا عن رقبته:
* * *
شىء غريب..لماذا لم ألحظ هذا الشق المتهتك فى رقبة ذلك الرجل من قبل؟!......
* * *
((لقد كان يقيم فى هذه الغرفة وحيدا ، وقد نصحه رجل اسمه عم ((محمد)) بألا يفتح الباب لأحد بعد أن يرحل هو،ولكنه ضرب بكلامه عرض الحائط وفتح الباب لرجل يدَّعى أنه قد أصيب بجرح فى ذراعه والنتيجة أنهم وجدوه فى الصباح ملقى على أرضية الغرفة ولكن..))
-((ولكن ماذا؟!..))
-((كانت هناك فجوة كبيرة فى مكان الصدر وقد التوى عنقه إلى الخلف..))
عندها فهمت سبب تلك النظرة المعسولة فى عيني الرجل..أظن أننى صغير على الإصابة بأزمة قلبية ولكن هذا ما حدث، وبينما أنا أفارق الحياة رأيت أنياب ذلك الرجل-ولنقل الشىء-تستطيل وقد رفع أصابعه التى بدأت مخالب تنمو فيها وشعرت بأنفاسه الكريهة تلفح وجهى وهو ينقض على جسدى و......
* * *
((لا تفتح الباب لأى أحد بعد أن أرحل أنا..))نطق عم ((محمد))هذه العبارة وهو يستقبل الطبيب الجديد وحاول أن يرسم على وجهه الجدية وهو يقول:((إن هناك رجل غريب يجوب.............))


تمت

محمود فؤاد

د.محمود فؤاد
12-09-2009, 00:04
اتمنى تستمعوا بالاقصوصة دى ..........وسوف يسعدنى ان اتلقى اراءكم حولها....

CURLY GIRL
12-09-2009, 00:26
نااااااااااااااااايس
في انتظار المذيد من مشاركاتك المميّزة

د.محمود فؤاد
12-09-2009, 00:37
اشكرك جدا

رايو لاند
12-09-2009, 04:08
غريب !!

قصتك غريبه نوعاً ما ..

في انتظار جديدك

تقبل مروري

cup!d G!rl
12-09-2009, 04:17
يسلموووو

بانتطاااار جديدك

ღ♥ღ klara ღ♥ღ
12-09-2009, 08:44
انتظر جديدك القصة كووووول

د.محمود فؤاد
12-09-2009, 13:13
اشكركم جدا يا جماعة ... وانتظر المزيد من التعليقات..

كورابيكا-كاروتا
12-09-2009, 19:57
السلام عليكم
القصة جميلة بدت كفيلم سينمائي خصوصا
الجملة الاخيرة ^^

بانتظار المزيد من جديدك

lulugomar
13-09-2009, 00:14
لا لا ليس نايس
ولا كول ولا جميل
انت مبدع يا رجل ..... بل محترف .... هذه ليست بقصة هاو..... بل انت محترف بكل تأكيد
لم اقرأ قصة بهذه الروعه منذ اكثر من سنه
سلمت اناملك ........ لقد استغربت كم عمرك بالضبك ؟
لا بد انك دكتور بالفعل
شكرا جزيلا
لايمكنك ان تعرف مذى سعادتي بقصتك الرائعة
اعذرني ولكني سأتابع مشاركاتك ومواضيعك دوما
سلام