PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : القصة البوليسية ( لغز بريكلانس ) ( 1 )للكاتب محمد الشتيوي ...



جيرمون111
10-09-2009, 06:41
لغز بريكلانس

لعدة أيام مضت , لم أفكر في صديقي كيليفون الذي لا زال يفكر في حل لغز بريكلانس . حاولت عدة مرات أن أساعده لكنني كالعادة لم أفده بشيء . لقد كان المجرم في هذه الجريمة ذو ذكاء كبير جداً . فقد كانت الجريمة مرتكبة على أساس أنه لا يبقى أي دليل لرجال الشرطة الذيـن لا زالـوا يـحاولون حل هذا اللغز الصعب .
كان السيد بريكلانس يجلس على كرسي بني مقابل باب الحجرة . وكانت عينه اليمنى مغلقة ‘ أما العين اليسرى فهي مفتوحة . وهذا الشيء حير رجال الشرطة كثيراً ‘ كما أنه حير صديقي المبدع جيرمون كيليفون . لكنني واثق بأن صديقي كيليفون سيحل لغز هذه الجريمة وسيخرج منتصراً كعادته .
دخلت غرفة صديقي ووجدته جالس على أريكة مائلة قليلاً إلى اليسار . سألته بعد أن جلست على أريكة بجانبه : " صديقي ‘ ألم تتوصل لشيء ؟ "
أجابني ووجهه محمر قليلاً : " توصلت إلى أشياء بسيطة جداً , لكنني واثق أنني سأصل إلى المجرم بعد فترة وجيزة . "
" حسناً ‘ وما الشيء الذي توصلت إليه ؟ "
" اسمعني ‘ لقد قتل السيد بريكلانس في غرفته ‘ وكانت عينه اليسرى مفتوحة وهذا على عكس عينه اليمنى التي كانت مغلقة . على ماذا يدلنا هذا ؟ "
" لا أعلم . "
" لأنك لا تعرف شيئاً في عالم الجرائم . "
أغضبني هذا فقلت : " وعلى أي شيء يدلك هذا يا عبقري ؟ "
" أن السيد بريكلانس كان ذا عين واحدة فقط . "
" وما أدراك أنه أعمى ؟ "
" أنت حقاً غبي ‘ من قال أنه أعمى ؟ لقد قلت أنه لا يستطيع أن يرى سوى بالعين اليسرى . "
" حتى لو كان كلامك صحيح , فما شأن هذا باللغز ؟ "
" المجرم كان يقف على يمين القتيل ‘ لذا لم يره ولم يتعرف عليه . "
" أنت محق ‘ لكن أيضاً ‘ ما شأن هذا بالحل ؟ "
" يجب أن يكون تركيزنا عندما نبحث عن الحل في الجهة اليسرى . "
" آه ‘ ههذا صحيح . هل ستذهب إلى حجرة القتيل مرة أخرى ؟ "
" أجل ‘ سأذهب غداً في السابعة صباحاً . "
" وهل بإمنكاني أن أذهب معك ؟ "
" هذا مؤكد يا صديقي . أنا واثق ‘ بل ومتأكد أنني لن أتمنك من حل لغز الجريمة دون مساعدتك . "
كنت أعلم أنه فقط يجاملني . لكنني ابتسمت وخرجت من الغرفة متوجهاً إلى منزلي في القرية . وعندما دخلت تناولت طعام العشاء مع ابن أختي براون ‘ وأخيراً ذهبت إلى غرفتي واستلقيت على السرير فنمت إلى اليوم التالي .
رن جرس ساعتي في السادسة والنصف . فاستيقظت وغسلت وجهي ثم قمت بتنظيف أسناني مثل أي يوم آخر . أخذت معطفي الأسود وارتديته ثم خرجت من البيت ... قابلت صديقي كيليفون عند باب بيته فصافحته ثم مشينا معاً قاصدين بيت السيد بريكلانس القتيل .
وصلنا البيت في تمام الساعة السابعة وثمانية دقائق ‘ كانت المسافة بين بيت كـيـليفون وبيت بريكلانس قصيرة جداً ؛ وهذا لأن كيليفون يسكن في طرف القرية .
دخلنا مسرح الجريمة الذي أرعبني عندما نظرت إليه أول نظرة . اقتربت من الضحية فوجدت سكيناً مغروساً في رقبته من الجهة اليمنى ؛ وهذا لكيلا يرى الضحية من هو قاتله ‘ أو حتى لكيلا يجد فرصة للصراخ وجعل الآخرين يعرفون أن الضحية في خطر . كنت أدقق النظر إلى السكين المغروس في الرقبة . لقد لفت انتباهي كثيراً ؛ لقد كان من طراز قديم جداً ‘ وبدا لي أنه مسروق من أحد المتاحف.
لم أكن أنظر لشيء غير السكين القديم ‘ لكن صديقي كيليفون كان يبحث عن أي دليل في الجهة اليمنى للقتيل . مضت حوالي عشر دقائق ونحن ندقق النظر إلى الضحية . وأخيراً قفز كيليفون وقال : " جيمس ‘ أنظر ماذا وجدت هنا . " اقتربت منه ونظرت إلى حيث كان يشير بسبابته . كان هناك قطرات ماء قليلة جداً . نظرت إليها ثم نظرت للمحقق كيليفون بتعجب . قلت : " أوه يا كيليفون ‘ كنت أعتقد أنك جاد في كلامك ‘ لقد حسبتك وجدت شيئاً حقيقياً . " كنت محقاً في كلامي ‘ فمن المستحيل أن يكمن حل اللغز في قطرات ماء .
" يا عزيزي ‘ كثيراً ما نعتقد أن الشيء لن يفيد أبداً ‘ ولكن في النهاية نجد أن هذا الشيء البسيط أوصلنا للحل . "
" حسناً ‘ سنرى إن كنت محقاً في كلامك . "
كانت قطرات الماء تحت كرسي القتيل ‘ وتبعد عن نظرنا حوالي ثلاثة عشرة سنتيمترا . عاد كيليفون بنظره مرة أخرى للقطرات ‘ ثم نظر إلي وقال : " جيـمـس
ألا تلاحظ أن درجة الحرارة مرتفعة ؟ "
" نعم ‘ إنها مرتفعة جداً . "
عاد كيليفون إلى التفكير مجدداً . بينما بقيت جالساً على أريكة أقضم أظافري .
قال كيليفون بعد دقيقة : " جيمس ‘ نحن نتحرى حول جريمة قتل ‘ وعلينا أن نتوصل إلى القاتل الحقيقي . لقد تم الإمساك بالسيد بينشي . وأنا واثق من أنه لم يقتل السيد بريكلانس . علينا أن نبعده عن حبل المشنقة . "
" سأقدم كل ما بوسعي من أجلك يا صديقي . "
" سأذهب الآن إلى مركز الشرطة لأقابل السيد بينشي . "
" هيا بنا يا كيليفون . علينا ألا نضيع الوقت . فربما تساهلنا وتأخرنا ‘ ولم نتوصل إلى الحل إلا بعد فوات الأوان . "
خرجنا من البيت بعد أن أغلقنا الغرفة ولم نحرك شيئاً . وصلنا المركز ونحن متحمسين كثيراً . طلبنا من السيد مانسيني وهو رئيس المركز أن نقابل المتهم فوافق وأدخلنا إليه بسرعة . كان وجهه شاحباً جداً ‘ وكان يبكي خوفاً منا لأنه ظن أننا سنأخذه إلى حبل المشتقة ‘ ولكننا كنا علـى العـكـس تـمـامـاً . نـحـاول إنـقـاذه ..
قال كيليفون : " سيد بينشي ‘ أريد أن تحدثني بكل صراحة . فأنا أحاول إنقاذك .
هل قتلت السيد بريكلانس ؟ "
أجابه بنبرة بكاء غريبة : " لا ‘ أقسم بالله أنني لم أقتله يا سيدي . لقد اتهموني بقتله لأنني الرجل الوحيد الذي كنت معه في البيت ليلة موته . أنا بري صدقني . "
" حسناً . أنا أصدقك ‘ لكن أريد أن أوجه إليك بعض الأسئلة ‘ وكما اتفقنا أريدك أن تجيبني بكل صراحة . "
" تفضل سيدي . "
" متى تعتقد أن السيد بريكلانس فارق الحياة ؟ "
" أنا متأكد من أنه توفي بعد أن خرجت ميني بريكلانس من البيت . وهذا يعني أنه توفي في الساعة الثامنة أو الثامنة والثلاث دقائق مساءً . "
" هذا جميل . لقد خرجت ميني بريكلانس في الثامنة وتوفي والدها بعد دقائق من موعد خروجها . حسناً ، هل دخلت غرفة سيدك قبل موته ؟ "
" أجل ، وقد لفت انتباهي عامود أسود كان متصل بسقف الغرفة ، وكانت تسقط منه قطرات ماء . "
صرخ كيليفون : " هل كانت هناك سكين في أعلى العامود ؟ "
" لا ، أنا واثق أنني لم أشاهد سكيناً . "
" أوه ، لو أنك وجدت سكيناً لتعرفت على القاتل بسهولة . "
" هل لديك أسئلة أخرى يا سيدي ؟ "
" أجل ، عندما دخلت الغرفة ، هل كانت درجة الحرارة مرتفعة ؟ "
" آه ، أجل ، لقد كانت مرتفعة جداً ؟ "
" متى دخلت الغرفة ؟ "
" قبل مغادرة ميني بريكلانس للبيت بنصف ساعة . "
" حسناً ، شكراً لك يا سيد بينشي . أعدك بأن أخرجك من هنا بعد ربع ساعة . "
" شكراً لك يا سيدي ، أنا ممتن لك يا ـ "
" أوه ، نسيت أن أعرفك ، أنا السيد جيرمون كيليفون ، وأنا رجل تحريات خاص . إلى اللقاء ، أنا مستعجل . "
خرج كيليفون وتبعته وأنا لا أفهم شيئاً . هل توصل إلى القاتل بهذه السرعة ؟ أم أنه يـريـد أن يـجـرب شـيـئـاً مـن الأشـيــاء الـي تدور في رأسه ؟ أتمنى أن أعرف قريباً
ما يفكر به .... مشينا بسرعة إلى بيت السيد بريكلانس . سألت كيليفون وأنا أمشي معه : " ماذا تريد أن تفعل يا جيرمون ؟ "
أجابني بسرعة : " سأصل إلى القاتل يا صديقي . "
لم أوجه إليه أي أسئلة أخرى ، بل تابعت المشي خلفه بسرعة .
وصلنا بيت السيد بريكلانس ودخلنا مسرح الجريمة . بدأ كيليفون يحدق بسقف الغرفة بحثاً عن تلك العصا أو العامود الذي أخبرنا عنه السيد بينشي . وأخيراً قال وهو لا يزال يحدق بالسقف : " جيمس ، أنظر هناك ، إنها تبدو قاعدة للعصا التي أخبرنا عنها بينشي . "
حدقت إليها ، كانت هناك دائرة في قطعة سوداء مربعة بها دائرة صغيرة من الواضح أن العصا كانت معلقة فيها . لكن ما الفائدة من وجود هذه القطعة السوداء؟
حولت نظري من الأعلى إلى الأسفل ، اقتربت من الجهة اليسرى للضحية وبدأت أبحث عن أي أثر لتلك العصا . وفجأة ، وجدت العصا السوداء التي كانت مخبأة تحت سرير السيد بريكلانس . صرخت بصوت مرتفع ثم قلت : " كيليفون ، إنها العصا التي تبحث عنها . " ذهب إليها بسرعة وحاول سحبها من تحت السرير . وبعد أن سحبها إلى الخارج وظهرت بكاملها أمام عيني . علمت أنني لن أستفيد منها أي شيء . إنها مجرد عصا تحت سرير ، فلماذا فرحت وقمت بالصراخ .
قال كيليفون : " أنظر يا جيمس ، إن هذه العصا هي حل اللغز . "
" وكيف ؟ "
" أنا لم أتأكد لكنني سأتأكد غداً يا صديقي . أعذرني لأنني سأتأخر بعض الوقت . "
" لماذا ستتأكد غداً ؟ "
" لأنني أريد أن أقوم بتجربة ، وإذا نجحت سننجح في إخراج السيد بينشي من السجن وإنقاذه من حبل المشنقة . "
***