PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : الذكرى الأربعمئة لصدور ملحمة روائية فريدة ”دون كيشوت”



tahar
22-01-2005, 13:23
لم يخطئ حدس الكاتب الإسباني الكبير ثرفانتس عندما قال قبيل رحيله في العام 1616 ان روايته "دون كيشوت" ستنقل الى لغات "الأمم" قاطبة. فها هي الملحمة الروائية الفريدة ما برحت تغزو العالم منذ صدورها قبل اربعمئة عام وتحديداً في 16 كانون الثاني (يناير) 1605, صانعة "مجد" ذلك الكاتب الذي راج عنه انه "عاش فقيراً ومات فقيراً". وإن عرف الأدب العالمي روائع عدة على مر العصور توازي "دون كيشوت" مثل "الإلياذة" لهوميروس و"الكوميديا الإلهية" لدانتي و"فاوست" لغوته و"هاملت" لشكسبير, فهو لم يعرف عملاً روائياً في مثل "شعبية" هذه الرواية ، التي اجتاحت ميادين عدة كالمسرح والموسيقى والرسم والأوبرا وسواها. إلا ان عظمة "دون كيشوت" لا تتمثل فقط بانتقالها الى لغات العالم, قديماً وحديثاً, بل في قدرتها على البقاء كرواية نادرة يعدها النقاد ام الرواية العالمية وأول عمل روائي حديث في العالم. .
وفي الذكرى الأربعمئة لصدور الرواية باشرت خمس مدن عالمية في الاحتفال بها وبصاحبها حسب دار الحياة, وأولى هذه المدن مدريد التي شهدت صدور الطبعة الأولى من الرواية وتليها باريس وبروكسيل ودالاس وسان بطرسبرغ ومكسيكو سيتي. وستتعاون هذه المدن بعضها مع بعض في الاحتفال بهذه المئوية الرابعة عبر وزارة الثقافة الإسبانية. وليت احدى العواصم العربية تنضم الى هذا الاحتفال, فالرواية هذه التي عرّبت مرتين في القاهرة (عبدالرحمن بدوي وسليمان العطار) ومرة في دمشق (رفعت عطفه) وأخرى في بيروت (اقتباس جوزف الياس), تعني الثقافة العربية والإسلامية مثلما تعني الثقافة الإسبانية والأوروبية عموماً. فالكاتب ثرفانتس شاء ان يسوق روايته هذه على لسان راوٍ عربي ومسلم من الأندلس سمّاه سيدي حامد بن انجيلين وجعله يدخل في حوار مع المترجم الإسباني الكاثوليكي المفترض, ونمّ هذا الحوار عن حوار آخر غير معلن, حوار حضاري وديني بين المسيحية والإسلام. وهذه اللعبة السردية التي تقصّدها ثرفانتس منحت عمله الروائي تقنية فريدة ما لبثت ان تناقلتها الروايات العالمية الحديثة. وما يجب عدم نسيانه ان ثرفانتس سعى في روايته الى تصويب بعض المعتقدات الإسبانية الشعبية الخاطئة عن الإسلام, مدافعاً في احيان كثيرة عن النظام القضائي في الإسلام. وكان هو اصلاً تعلّم القليل من العربية عندما اقتاده الأتراك أسيراً الى الجزائر وزجّ في السجن هناك قرابة خمس سنوات. ولم يكن من المستغرب ان يدفع ثرفانتس بطله "دون كيشوت" خلال ترحاله الى الجزائر ليصف بعض المشاهد التي جذبته ايام كان اسيراً.
غير ان رواية "دون كيشوت" (او دون كيخوته بحسب الترجمة الحرفية) لا تقرأ مجتزأة ولا من زاوية واحدة, كونها عملاً ملحمياً بامتياز, تتوالى فيه القصص والأحداث والوقائع وتتداخل في احيان. والفارس الذي يدعى "دون كيشوت" والذي خرج ذات يوم من منزله وقريته (لامنتشا) بحثاً عن المغامرات, على غرار فرسان "الروايات الفروسية" التي ادمن قراءتها, سيكون هو "البطل" المثالي والحالم والمجنون, وإلى جانبه مرافقه الأمين سانشو بنثا, الرجل الواقعي والحكيم. وهذا الثنائي الذي دخل التاريخ من باب هذه الرواية البديعة سيمثّل الصراع بين الخيال والحقيقة, بين المثال والواقع, لكنه سيعيش مغامرات حقيقية وسيعاني الكثير من المآسي, جوعاً وألماً ويأساً وتشرّداً. وعلى خلاف ابطال "الروايات الفروسية" يموت "دون كيشوت" على سريره, بهدوء وتقوى, وكان عاد مهزوماً من رحلة "المغامرات" تلك وخائباً, بعدما عجز عن تحقيق احلامه كفارس جوّال سعى الى حماية الضعفاء ومعاقبة المجرمين ومطاردة اللصوص... وخلال تلك الرحلة خاض دون كيشوت ومرافقه معارك وهمية كثيرة وأبرزها معركته مع طواحين الهواء التي ظنها فرساناً متأهبين للهجوم.

shininggirl
27-02-2005, 06:33
وااااااااااااااااو مشكوووووور أخوي على هذي المعلومات الرائعة

وبغيت أسألك إذا هي الى الحين يبيعونها لأني دايم أسمع عنها لكن ولا مرة جات يدي عليها وقرأتها

وما شاء الله عليك أسلوبك في سرد المعلومات ممتع ..


ومشكووور مرة ثانيه على هذي المعلومات